لبنان
الموسوي في الناقورة للتعزية: خسارة أي انسان يقوم بمهمة نبيلة هو خسارة لكل المجتمع الانساني!
حاملاً تأكيد لبنان الالتزام بالقرارات الدولية لا سيما تلك المتعلقة بمهمة قوات اليونيفيل وسلطتها في منطقة عملياتها جنوبي نهر الليطاني ضمن مندرجات القرار 1701، بعد الحادثة التي أودت بحياة جندي ايرلندي من حفظ السلام في منطقة العاقبية مساء الأربعاء، وصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يرافقه قائد الجيش اللبناني جوزيف عون إلى المقر العام لقيادة القوات في الناقورة..
مروحيات ثلاث أقلت الوفد الرسمي إلى المقر الأممي في الناقورة، وفيه كان اللواء ارولدو لاثارو يتبلغ أن وفداً يمثل رئيس مجلس النواب نبيه بري والمجلس مجتمعاً يصل فور مغادرة ميقاتي، الامر الذي يبعث بالإرتياح في نفوس جميع الضباط الدوليين لكونهم يشعرون انهم يتمتعون بحاضنة رسمية إضافة إلى الاحتضان الشعبي لقواتهم والذي تجلى بشكل كبير من خلال الوفود التي زارت المقر منذ الخميس، تضم رؤساء بلديات ورجال دين وفعاليات من القرى الجنوبية.
استقبل "القائد لاثارو" ميقاتي وعون، ووضعهما في طبيعة العمليات التي ينفذها جنوده، وما يتعلق بحادثة الأربعاء التي من الواضح - وفق المعطيات المتوافرة - أنها تأتي على سبيل الصدفة وليس في سياق تخطيط مسبق، وفي ظل تعقيدات بالغة يشهدها الوضع الداخلي اللبناني، ومحاولات مشبوهة لتخطي التحقيق وتوجيه اصابع الاتهام لحزب الله من قبل بعض الذين اعتادوا على تضليل الرأي العام منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى اليوم بل وربما قبل ذلك بكثير، تحقيق وعد ميقاتي بمتابعته لكشف ملابسات ما جرى ومحاسبة المذنبين، مشيراً إلى أن البيئة التي تعمل فيها اليونيفيل بيئة طيبة، تربطها بها علاقات اجتماعية وتاريخية.
ومع مغادرة ميقاتي، وقف لاثارو أمام مدخل مقره، فدخلت سيارات الوفد الرسمي التالي، والذي يضم اعضاء من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب اللبناني، فادي علامة وميشال الدويهي وناصر جابر وبيار أبي عاصي، كلهم باستثناء الدويهي كانوا منذ يومين في زيارة للمقر نفسه، ولكن بينهم هذه المرة ضيف جديد هو عضو كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني الدكتور ابراهيم الموسوي، والذي كان لزيارته وقع خاص هنا، فالرجل الذي يُعرف بأنه يمثل جهة لم تتوانى يوماً عن احترامها للقرارات الدولية ولمهمة قوات الأمم المتحدة في لبنان، رغم ما كان يلحق شعبها من مظلومية وصلت حتى القتل في قانا وغيرها تحت راية الأمم المتحدة نفسها، يدخل اليوم في زيارة لأول مسؤول سياسي في حزب الله ربما إلى المقر الدولي، سلم على لاثاروا ودخلوا إلى اجتماع مغلق برفقة بقية النواب، ودار حديث بين الجميع فيه تأكيد على مواصلة العلاقات المميزة بين اليونيفيل والاهالي والممتدة منذ العام 1978 إلى اليوم، وتقديم للتعزيه باسم الرئيس بري وجميع النواب.
ولكن الموسوي وفي حديث لـ"العهد"، كان واضحاً في التعبير عن موقفه فوصف المناسبة بالحزينة والمؤسفة، متمنياً لو أن زيارة هذا المكان كانت للتعاون من أجل تقديم افضل خدمة للبنانيين وللمجتمع الجنوبي بدلاً من أن تكون لتقديم التعازي.
واعتبر الموسوي أن خسارة أي انسان يقوم بمهمة نبيلة هو خسارة لكل المجتمع الانساني، مؤكداً على ضرورة أن تأخذ التحقيقات مجراها الطبيعي كي يتم التوصل للحقيقة ويبنى على الشيء مقتضاه.
وفي الوقت الذي كان يدعو فيه النائب الموسوي إلى عدم استباق التحقيق حول الحادثة، شدد على ضرورة بذل المزيد من التنسيق والتعاون بين اليونيفيل والسلطات اللبنانية من أجل منع أي حادث مشابه، حادث كان يصفه الناطق الإعلامي بإسم اليونيفيل أندريه تيننتي بالجريمة الموجهة ضد المجتمع الدولي والجنود الدوليين، والذي لا يؤثر لا على عمل القوات الدولية ولا على علاقتها بالسكان المحليين.
تينني الذي تحدث عن زيارة النواب ومن بينهم الموسوي، بشيء من الارتياح، كان ينظر إلى أهمية الزيارة لكونها - وفق رؤيته للأمور- تأتي لتدعم عمل البعثة الدولية في مساعيها لارساء الاستقرار في المنطقة.
ومع مغادرة الوفود كانت التحقيقات متواصلة، لدى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني التي تسلمت الملف من الشرطة العسكرية بناء على اشارة قضائية، وتنتظر أن يسمح الوضع الصحي للجنود الجرحى باستجوابهم في حين ستطلق اليونيفيل تحقيقاتها الخاصة بالقضية على الرغم من أن تصورا كاملاً صار في حوزتها دفعها إلى عدم توجيه أصابع الإتهام لحزب الله ولا حتى التلميح بذلك لأنها تعرف من قرارة نفسها أنه بعيد كل البعد عن هكذا ممارسات، وكذلك وزارة الدفاع الايرلندية، في حين تقام مراسم وداع خاصة للجندي الضحية في مطار بيروت الدولي في موعد سيعلن عنه في وقت لاحق.
صورقوات الطوارىء الدوليةالعاقبية