لبنان
لليوم الثاني على التوالي .. الثانويات والمدارس الرسمية ملتزمة بالإضراب
عم الإضراب الذي دعت اليه روابط التعليم الأساسي والثانوي والتعليم المهني والتقني التعليمية مدارس التعليم الرسمي في كافة المناطق اللبنانية للمطالبة بحقوقها المكتسبة، حيث أقفلت أبوابها أمام التلامذة لليوم الثاني على التوالي.
وقد اعتذرت روابط التعليم الرسمي عن عدم حضور اللقاء مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وقالت إن هذه الزيارات تكررت ولم تنتج الا الوعود غير القابلة للتنفيذ، لذلك ندعو الرئيس إلى إيجاد الحلول وإصدار القرارات السريعة التي تسمح للأساتذة والمعلمين بالعودة إلى مدارسهم.
وذكرت وزير التربية بالمطالب، وهي رفع قيمة تغطية الاستشفاء بما يوازي الكلفة الحقيقية، ورفع بدل النقل بما يتلاءم مع سعر المحروقات، واعتماد منصة صيرفة خاصة برواتب القطاع العام، إلى جانب تأمين بدل انتاجية مناسب الى حين تصحيح الرواتب والأجور، وإنصاف المتعاقدين وتحقيق مطالبهم.
بناء على ما تقدم اعتذرت الروابط عن عدم حضور اللقاء مع الرئيس ميقاتي وأملت أن ينتج هذا اللقاء بينه وبين معالي وزير التربية عباس الحلبي حلولًا تعيد الانتظام إلى القطاع التربوي.
وأكدت الدعوة إلى الاعتصام المركزي غدًا الاربعاء أمام وزارة التربية عند الحادية عشرة قبل الظهر.
الجنوب
وفي السياق، حمل تجمع من أساتذة التعليم الرسمي خلال اعتصام نفذوه صباح اليوم أمام مدخل محافظة لبنان الجنوبي، في اليوم الأول من الإضراب الذي دعت إليه الروابط مجتمعة، مسؤولية ما آلت إليه أوضاعهم من أزمة معيشية، وتدنٍّ في العمل النقابي، إلى وزارة التربية والتعليم العالي وصولًا إلى السلطة السياسية والدولة ومساومات الدول المانحة ووعودها التي تبخرت.
ورفع المعتصمون لافتات طالبت المسؤولين بإنقاذ التعليم الرسمي، وقالوا: "ضعوا في اعتباراتكم كرامتنا أولًا، وحقنا بالعيش الكريم خط أحمر بالنسبة لنا كأساتذة في التعليم الرسمي".
الأستاذ الثانوي علي الدهني أشار خلال الاعتصام إلى أن "وقفتنا اليوم أمام المنطقة التربوية في محافظة الجنوب رمزية وتضامنًا مع زملائنا الأساتذة في كل لبنان".
وقال: "هناك ثلاث نقاط أساسية: أولها - علاقة وزارة التربية بالأساتذة وأداؤها تجاههم، والذي نعاني بسببه عيش أزمة حقيقية منذ ثلاث سنوات، وفي مقدمتها شح التقديمات والوعود الكاذبة، وطريقة الخطاب الذي يحتاج إلى مراجعة وتعديل بما يتلاءم مع مستوى التعاطي تجاه الاساتذة".
أما النقطة الثانية المتعلقة بالروابط ، فاعتبر الدهني أنها بأدنى مستوياتها في العمل النقابي والمطلبي وبعيدة تمامًا عن مطالب الأساتذة ومسامعهم، مطالبًا إياها بالاستماع إليهم، مشيرًا إلى أن يوم امس كان سابقة سجلت خروج الأساتذة عن سيطرة روابطهم وقراراتهم، وكان نتيجتها اتخاذ الأخيرة قرار الإضراب لمدة أسبوع.
وقال إن العودة إلى الجمعيات العمومية هي المطلب الأساسي للأساتذة لاتخاذ القرارت النقابية بالإجماع.
وأضاف: "أما في ما يتعلق بأوضاع الطلاب الدراسية خلال تحركاتنا المطلبية، فلا يزايدن أحد علينا في ما يتعلق بمصلحة الطلاب، لأننا منذ ثلاث سنوات كنا أولًا وأخيرًا كأساتذة تعليم رسمي الأحرص عليهم، نعلمهم باللحم الحي، وندفع من جيوبنا ثمن البنزين للحضور وأداء واجبنا التربوي في المدارس، في وقت كان المسؤول في الوزارة يتآمر علينا، ورغم ذلك بقينا على ما نحن عليه".
وحيا في الختام جميع الأساتذة الذين شاركوا في التحرك والذين لم يستطيعوا المشاركة، معتبرًا أنهم جميعًا كتعليم رسمي يد وجسم واحد لا فرق بين ثانوي واساسي ومتعاقد ولا مستعان بهم.
من جهته، اعتبر الأستاذ المتعاقد أحمد البني أن تحركهم "صرخة باسم كل الأساتذة الموجوعين والمظلومين ورسالة تربوية جامعة".
وقال: "للأسف ما وصلنا إليه اليوم من حال يرثى لها تتحمل مسؤوليته الكاملة وزارة التربية عما يحصل من إهدار لحقوق المعلم، وهو يبدأ بوزارة التربية وينتهي عند السلطة السياسية برمتها وتتحمله كذلك الدولة بكافة أجهزتها"، لافتًا إلى أن القطاع التعليمي مهم وسيادي واساسي والذي لا يقل أهمية عن باقي القطاعات.
وشدد على أن ما يحصل مع الأساتذة أمر مرفوض، فالأستاذ ليس سلعة بل له مقومات، والتعليم أيضًا لديه مقومات أساسية يجب توافرها لاستمراره.
وحمل البني المسؤولية للدول المانحة، مؤكدًا أن الأستاذ اليوم في ظل الانهيار الكلي في الدولة وكافة القطاعات لم يعد بمقدوره تأمين قوت عيشه بكرامة.
وأشار إلى أن "هناك تباينا في ملف الأساتذة من فساد ومساومة وابتزاز، وكلها أمور تؤدي إلى ضرب التعليم الرسمي"، معتبرًا أن "غياب العمل النقابي والقرار الموحد التربوي الجامع يضعف الاستاذ ويؤدي إلى ما هو عليه اليوم من عدم انصافه في حقوقه وظلمه وحرمانه منها".
صيدا
من جهتها، التزمت المدارس والمهنيات في جميع مراحلها التعليمية في منطقة صيدا بقرار روابطهم التربوية المشاركة في الاضراب احتجاجًا على عدم تحقيق وزارة التربية مطالبهم المعيشية والتربوية، مما أدى الى ملازمة عشرات الاف الطلاب منازلهم.
وقد نفذ عشرات المعلمين في القطاع الرسمي في مدارس منطقة صيدا اعتصامًا امام المنطقة التربوية في الجنوب في سراي صيدا استكمالًا لخطوة الإضراب الذي نفذوه صباحًا، رافعين لافتات يطالبون فيها باعطاء المعلمين حقوقهم كي يعيشوا بكرامة.
وألقيت عدة كلمات للأساتذة دعوا فيها وزارة التربية الى تحقيق مطالبهم المعيشية والتربوية من أجل انقاذ العام الدراسي.
حاصبيا
كما عم الاضراب الشامل في الثانويات الرسمية وبعض المدارس في التعليم الأساسي في منطقة حاصبيا لليوم الثاني على التوالي مع اعتكاف المعلمين بمن فيهم المتعاقدون من الدخول الى صفوفهم بالرغم من حضور الطلاب.
الأشقر
بدوره، أعلن المدير العام لوزارة التربية عماد الأشقر من السرايا الحكومية توقف الدروس بعد الظهر في المدارس الرسمية لغير اللبنانيين عملًا بمبدأ المساواة.
وقال إننا نستقبل جميع الناس وقلوبنا مفتوحة للجميع، لكن لا يجوز الا يتعلم أبناؤنا، وأن يتعلم اولاد غيرنا، وبالتالي نعلن توقف الدروس في مدارس بعد الظهر لغير اللبنانيين الى حين التوصل الى حل لمسالة التعليم ما قبل الظهر.
إقرأ المزيد في: لبنان
01/11/2024