لبنان
المستشار الثقافي الإيراني: لمواجهة مخططات العدو الهادفة إلى قلب الحقيقة
رأى المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد كميل باقر أن "جهاد التبيين" هو جهاد الأئمة (ع)، ومفهوم الجهاد في الإسلام لا يعني القتال العسكري فقط في ساحة المعركة، لأنه باستثناء الإمام علي (ع) وولديه الإمامين الحسن والحسين (ع)، بقية الأئمة لم يذهبوا إلى القتال العسكري حسب التاريخ المحسوم، والإمام الرضا (ع) الذي نعرف يقينا أنه لم يذهب إلى القتال العسكري، نقول في زيارته أشهد أنك جاهدت في الله حق جهاده، وهذا الجهاد هو جهاد التبيين، لأن الوظيفة والمهمة الأساسية للأئمة كانت تبيين الحقائق ومعارف الإسلام والقرآن للناس.
وخلال الندوة الثقافية التي نظمتها مديرية العمل البلدي لحزب الله في البقاع في قاعة اتحاد بلديات بعلبك، تحت عنوان: "جهاد التبيين- الأهمية والدور"، تابع السيد باقر: "فالجهاد هو الجهد في مقابل العدو، ولكن بشرط أساسي ومهم هو أن يكون في مقابل العدو، ومجالاته متعددة، فاذا فتح العدو معركة عسكرية يكون جهادًا عسكريًا، وإذا فتح معركة اقتصادية نحن نتصدى ونواجه في هذه الساحة ليصبح لدينا الجهاد الاقتصادي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجهاد السياسي والعلمي والثقافي وجهاد البناء وبقية أنواع الجهاد".
وأكد الربط بين "جهاد التبيين ومعركة الحرب الناعمة التي يشنها العدو ضد شعوب أمتنا، الهدف الأساسي بالنسبة إلى العدو هو السيطرة على عقول وقلوب الناس، خلافًا للحرب العسكرية التي تستهدف السيطرة على الأراضي والبلدان والجغرافيا بالأساليب الصلبة، فالحرب الناعمة تسعى إلى التأثير على الرأي العام وصناعة الرأي العام الموالي لتوجهات العدو ومخططاته وأهدافه، فيحاول جاهدًا أن يغير ويزيف الحقائق في أذهان وأفكار الناس، والأسلوب المؤثر لمواجهة الحرب الناعمة بأن نبين الحقائق ولا نسمح للعدو أن يؤثر على قلوب وعقول الناس، والضحية الأساسية في الحرب الناعمة هي الحقائق التي يريد العدو تزييفها وتحريفها، وتقديم صورة غير حقيقية، وهنا تكون الخطورة بتوظيف الناس في خدمة مصالحه وتوجهاته دون الحاجة إلى احتلال البلد او الأراضي او الجغرافيا".
وقال: "يعاني لبنان اليوم من مشكلة أساسية هي مشكلة الكهرباء، ورغم ذلك رفضت الهبة الإيرانية، كما رفضت الحلول الاخرى التي قدمت خلال فترة طويلة لهذا البلد، وجهاد التبيين يفرض أن نبين للناس وللرأي العام من الذي يعرقل هذه المشاريع ويمنع لبنان من تلقي الهبات والمساعدات".
وختم السيد باقر: "في المجال البلدي تقومون في المجالس البلدية بأنشطة وأعمال تعتبر بحد ذاتها بمثابة جهاد، لأن العدو لا يريد لكم أن تقوموا بهذه الأعمال، وهذا لانجاز الكبير الذي يتم تحقيقه هو جهاد عظيم حتمًا، ولكن لا يكفي أن نخدم الناس فقط، بل المطلوب أن نواجه مخططات العدو الهادفة إلى قلب الحقيقة في أذهان الناس وتشويه الصورة التي ترسمونها عبر خدمتكم للناس، لذا نحتاج الى جانب الجهود التي تقومون بها في خدمة الناس إلى تبيين هذه الحقائق والإنجازات والإيجابيات من جهة، وتبيين من يعرقل ويقف وراء السلبيات من جهة أخرى، واذا وفقنا وقدنا معركة التبين إلى جانب تأمين الخدمات للناس، سوف نشاهد أن الناس تتفاعل معنا أكثر وأكثر حتى نستطيع مساعدتهم بشكل أفضل".