لبنان
فنيش في ذكرى انتصار الثورة والقادة الشهداء في صيدا: لرئيس يحقق التوافق ويحفظ قوة لبنان
أكد النائب السابق محمد فنيش أنه "لا يمكن المضي في مقاربة الاستحقاق الرئاسي بنهج التحدي واستهداف قوة البلد وتحميله مسؤولية استمرار الازمة في موقع رئاسة الجمهورية"، مضيفًا أنه "منذ البداية دعونا وما زلنا ندعو الى ضرورة التفاهم والحوار لأننا نعرف ونقدر ونفهم طبيعة نظامنا السياسي وتركيبنه، فلا نريد الا أن نكون جزءًا من التوافق على أسس وقواعد تحمي منعة لبنان".
موقف فنيش جاء في كلمة له خلال إحياء حزب الله مناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية وذكرى القادة الشهداء باحتفال في مجمع السيدة الزهراء عليها السلام في مدينة صيدا بحضور حشد من الفعاليات والشخصيات السياسية والعلمائية والأهلية والاجتماعية اللبنانية والفلسطينية بالإضافة إلى حضور شعبي لافت.
الاحتفال بدأ بكلمة ترحيبية من الأخ محمد فرحات وبتلاوة آيات من الذكر الحكيم تبعه عرض فيلم حول انتصار الثورة الإسلامية في إيران، ثم أدت ثلة من المجاهدين القسم للشهداء القادة، بعدها تحدث الوزير فنيش بكلمة حول المناسبتين وقال "من مستلزمات ومقدمات البحث في إيجاد حل للمشاكل أن يكون لدينا مسؤولين ومرجعية سياسية ودستورية وإن القوى التي تحظى بدعم اقليمي او امريكي تقوم بمقاربة الاستحقاق الرئاسي بالتحدي باثارة الخلافات وباستهداف قوة لبنان".
وتساءل فنيش" هل يمكن لأحد أن يتغافل عن ما حققته المقاومة في أواخر عهد الرئيس ميشال عون من انتزاع حق لبنان بعد مكابره أمريكية دامت عشر سنوات، وهي تضغط على لبنان للقبول بالتنازل عن نصف حقوقه في الثروة البترولية في المياه البحرية؟ حيث أتت أحداث اوكرانيا وحاجة أوروبا للطاقة وسعي العدو الإسرائيلي للاستكشاف، فكان حضور المقاومة وتهديدها يجبر الامريكييين على الاذعان ودفع العدو للقبول بما طرحته الحكومة اللبنانية من عشر سنوات".
وأضاف فنيش "لحلفاء أمريكا في لبنان اذا تجاوزتم كل انجازات المقاومة من التحرير الى انتصار تموز، الى دور المقاومة في حماية لبنان بمواجهة المشروع والأدوات التكفيرية التي عملت وتعمل لمصلحة العدو الأمريكي والاسرائيلي في سوريا والمنطقة، متسائلاً هل ممكن أن تنسوا إنجاز الترسيم الكبير باعتراف الجميع؟ لماذا هذا الاستهداف لقوة المقاومة ومناعة لبنان؟ ولماذا ربط الاستحقاق الرئاسي بهذا الامر ارضاء لمن؟ لقوى اقليمية ام دولية؟
وتابع: "تعالوا أن نتفق على رئيس يحقق التوافق بين اللبنانيين ويحفظ قوة لبنان، لا يخضع لإرادة القوى الخارجية، يكون اختياره عامل جمع من أجل أن تنصب كل الجهود ولا تنتظروا عونًا من الخارج ولا تنتظروا أن تأتي الحلول من الخارج، يكفي ان يبتعد هذا الخارج ولا يمارس الدور التحريضي لتعطيل اي حوار او لقاء مع اللبنانيين هذا يكفي، ومسؤوليتنا أن ننجز بإرادة وطنية توافق من أجل الخروج بحل ومن أجل تجاوز الفراغ بموقع رئاسة الجمهورية".
وفي سياق آخر، اشار فنيش الى أن "هذه المقاومة ماضية ومستمرة في ذكرى الشهداء، إذ نجدد عهدنا معهم بأن المقاومة لن تتهاون ولن تتراجع في مواجهة الخطر الصهيوني وفي مواجهة الخطر المصيري الذي قد يهدد لبنان" مضيفًا أنه "في المقابل هذه المقاومة هي نفسها مرنة في الداخل تتعامل مع مختلف القوى على قاعدة المصلحة الوطنية، ولم تبحث يومًا لا عن غلبة في الداخل ولا عن هيمنة او حسابات داخلية وذاتية"، معتبرًا أنه "رغم كل المشاكل علينا أن نتمسك بالأمل لأن المراحل الصعبة التي مررنا بها والتحديات التي واجهناها والنهج الذي سلكه هؤلاء القادة الشهداء هو نفسه الذي ينبغي أن نتمسك به في مواجهة كل التحديات والازمات".
واعتبر أنه "بمقدورنا اذا توفرت الارادة الوطنية التي تتوخى المصلحة الوطنية بعيدًا عن حسابات هذه الدولة الخارجية وبعيدًا عن حسابات النفوذ الأمريكي وعن حسابات دول اقليمية تريد أن تربط أزمة لبنان بمشاكلها في المنطقة، فإذا سلك اللبنانيون هذا الطريق وهذا ما ندعو اليه يمكن أن ننهني الاستحقاق وأن نبدأ خطوات الحل".
وختم فنيش قائلاً إن "ثرواتنا مواردنا طاقات شبابنا وامكاناتنا يمكن الرهان عليها بالتوكل على الله وبصدق الإخلاص لله بالعمل من أجل مصلحة هذا الشعب يمكن لنا أن ننجز ما يحقق للبنانيين الآمال وأن نخرجهم مما هم فيه".