لبنان
"تجمع العلماء" استنكر قرار ترامب إدراج حرس الثورة الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية
استنكرت الهيئة العامة في تجمع العلماء المسلمين القرارات "التعسفية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي كان آخرها إعلان إدراج حرس الثورة الإسلامية الإيراني على قائمة الولايات المتحدة الأميركية للمنظمات الإرهابية".
وعقدت الهيئة لقاء علمائيا تحت عنوان "أميركا أم الإرهاب" وصدر عن اللقاء بيان تلاه رئيس الهيئة الإدارية الشيخ حسان عبد الله ورأى فيه أنه "لم يعد خافيًا على أحد أن رئيس الولايات المتحدة الأميركية عمل منذ بداية تسلمه السلطة، على إصدار قرارات تصب في خدمة الكيان الصهيوني، حتى بات الجميع مقتنعا بأن ما قام به هو تنفيذ لالتزام تعهد به للوبي الصهيوني قبل الانتخابات الأميركية ما أدى إلى وصوله للرئاسة خلافا لكل التوقعات وقتذاك، ويكفي ما أعلنه أخيرًا عند إصداره القرار المتعلق بحرس الثورة الإسلامية بأنه قد وفى بوعوده".
واشار الى ان "قرارات ترامب هي في خدمة الكيان الصهيوني وانحياز لمصالحه وبالتالي فإن الولايات المتحدة بالنسبة إلى الشعوب الإسلامية والعربية والأحرار في العالم هي دولة لا يصلح أن تكون وسيطا في النزاع العربي - الصهيوني، ولا في أي نزاع في العالم. وكل القرارات المتخذة تهدف إلى الإعلان عن صفقة القرن التي تعني - وبحسب ما أعلن عن بعض بنودها - القضاء على القضية الفلسطينية وتصفيتها، وهذا ما يوجب على الأمة الإسلامية أن تعد العدة لخوض حرب التحرير باعتبارها الخيار الوحيد لتحرير فلسطين".
ولفت الى ان "الجولان كانت وما زالت وستبقى عربية سورية، وقرار ترامب الذي قال أنه أخذه بعد درس في التاريخ أعد له، لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به، وانطلاقا من هذا القرار فإن الولايات المتحدة الأميركية التي كانت توصلت أيام الرئيس حافظ الأسد إلى بدايات اتفاق على الجولان، في شأن ما سمي وقتها بوديعة رابين، والتي لم تصل إلى حل نهائي نتيجة تمسك الرئيس الأسد بالحدود التي تصل إلى بحيرة طبرية، لم تعد موجودة كوسيط وأصبحت طرفا وعدوا".
ودعا إلى "تشكيل مقاومة شعبية في الجولان المحتل تعمل داخل الأراضي المحتلة وانطلاقا من الأراضي المحررة لجعل إمكان بناء مستوطنات داخل الجولان، ونقل مستوطنين إليه أمرا مستحيلا، وهذا الأمر يحتاج إلى سرعة في الإنجاز، وقد أثبتت التجربة أن الطريق الوحيد النافع والمجدي للتحرير هو المقاومة المسلحة فهذا عدو لا يفهم سوى لغة القوة. وموضوع ضم الجولان يطرح وفي شكل قوي مسألة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من قرية الغجر، والتي يتذرع العدو الصهيوني بأنها داخل الجولان، ونحن نعتبرها جزءا من الأراضي اللبنانية، لذا فإننا نطالب الحكومة اللبنانية أن تحسم أمرها باسترداد هذه الأراضي بالطريقة التي تراها مناسبة فإذا عجزت فلتبدأ المقاومة بعمليات مدعومة من الجيش والشعب لإنجاز التحرير لما تبقى من أرض".
واعتبر أن "قرار ضم الجولان هو جزء من المؤامرة على سوريا، والتي تستهدف تقسيمها، وهذا ما يبرر إبقاء الولايات المتحدة الأميركية لقواتها في سوريا ودعمها الانفصاليين الأكراد، وعدم سماحها بحسم موضوع إدلب، لذا فإننا نطالب الدولة السورية ومحور المقاومة بحسم أمرهم والتوجه نحو خوض المعركة الفاصلة مع الإرهاب في إدلب لإسقاط مشروع التقسيم".
واشار الى ان "المقاييس التي اعتمدها دونالد ترامب لإعطاء الجولان إلى الكيان الصهيوني هو السيطرة لمدة طويلة على أرض ما، فإذا كان هذا هو المقياس فإنه سيؤدي إلى سيطرة شريعة الغاب، ما يجعل كل دولة تسعى إلى احتلال أرض، ومن ثم تكريس ملكيتها لها على أساس بقائها تحت سلطتها لمدة طويلة، وهذا ما لا تقره الشرائع والقوانين الإلهية والوضعية".
وحذر "السلطة الفلسطينية من أن الخطوة التالية التي سيتم الإعلان عنها - وهذا ما صرح به بنيامين نتنياهو - هي ضم الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني، لذا فإن لا مجال أمامها سوى العودة إلى خيارات شعبها في المقاومة، كسبيل للتحرير والتصالح مع بقية الفصائل، لإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية على أسس واضحة وخوض معركة التحرير صفا واحدا وإلا فإن التاريخ لن يرحمها".
وختم: "إن قيام الولايات المتحدة الأميركية بالتدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا وسعيها إلى إسقاط الرئيس المنتخب دستوريا نيكولاس مادورو هو في سياق دعم الكيان الصهيوني، بسبب المواقف المشرفة التي اتخذتها هذه الدولة حكومة وشعبا مناصرة لقضايا أمتنا وعلى رأسها قضية فلسطين".