لبنان
طرابلس تنتخب غداً و"المستقبل" يتنافس مع طواحين الهواء!
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على الاستحقاق الانتخاب الفرعي غداً في طرابلس، مشيرةً الى ان تيار المستقبل يقود منافسة مع طواحين هواء أو لا أحد بعد رفض المنافس المدعوم من النائب فيصل كرامي الترشح مجدداً، احتجاجاً على قرار المجلس الدستوري.
طرابلس غداً تحالف عريض والتحدّي في الاقبال
بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت انه "مع ان الملفات المالية والاقتصادية المفتوحة عشية العد العكسي لاقرار النسخة المعدلة للموازنة في مجلس الوزراء الاسبوع المقبل على الارجح، تشكل الشغل الشاغل لجميع المسؤولين والكتل النيابية، فان استحقاق الانتخاب الفرعي غداً في طرابلس سيشكل فسحة سياسية خاطفة يرصد من خلالها الوسط السياسي دلالات هذا الاستحقاق ونتائجه من زاوية حصرية تقريباً هي الواقع السياسي والانتخابي لرئيس الوزراء سعد الحريري و"تيار المستقبل" بعد سنة تقريباً من الانتخابات النيابية العامة".
واضافت الصحيفة "اذا كانت ظروف اجراء هذا الانتخاب الفرعي أملت ان يندفع "تيار المستقبل" في اعادة ترشيح ديما جمالي للمقعد السني الخامس بعدما شغر بقبول المجلس الدستوري الطعن في نيابتها، فان المشهد السياسي الذي رسمته جولة الرئيس الحريري امس قبل 48 ساعة من موعد الانتخابات عكست اتساع التحالف السياسي العريض الذي بات عليه واقع رئيس الوزراء ابان رئاسته للحكومة الثانية في العهد العوني، علماً ان الخصوصية المتصلة بمدينة طرابلس قفزت بقوة الى واجهة المشهد الانتخابي بحيث بدا الحريري متمتعاً باوسع تحالف سياسي مع قيادات طرابلس الاساسية وأبرزها الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق محمد الصفدي من جهة، كما مستعيداً تقارباً ووحدة ومصالحات مع رموز أساسيين من "المستقبل" أبرزهم اللواء اشرف ريفي بالاضافة الى النائب السابق مصطفى علوش "رفيق الدرب " كما وصفه الحريري. لكن اللافت في جولة الحريري التي أثارت اجواء تعبئة للشارع "الازرق" على أمل ان تتمدد العدوى غداً مع شوارع الحلفاء لتنعكس على نسبة المقترعين ان رئيس الوزراء لم يقصر خطبه وتصريحاته ومواقفه على دعم مرشحته للانتخابات بل تناول الكثير من عناوين الاستحقاقات المطروحة حكوميا ولبنانياً".
طرابلس قبل «الفرعيّة»: لامبالاة!
بدورها قالت صحيفة "الاخبار" إن "القصة نفسها تتكرّر بوقاحة، عند كلّ استحقاق انتخابي. فجأة، تتحول طرابلس إلى منطقة مركزية بالنسبة إلى القوى السياسية، التي تُكرّر وعوداً بائدة عن مشاريع وإنماء ووظائف وكلام فارغ. يبقى ذلك مقبولاً «ومفهوماً»، إلى أن ينطلق السياسيون بالشكوى من الحرمان الذي تعيش فيه المدينة، كما لو أنّهم ليسوا هم المسؤولين عن تركها منطقة فقيرة تغيب عنها الخدمات، بطريقة ممنهجة ومقصودة، لترك الطرابلسيين رهائن لديهم. وحين تنتهي الانتخابات، يتكرّر سيناريو الاثنين 7 أيار 2018، حين أُقفلت المكاتب الانتخابية، وبدأ «التدفيش» بالناخبين. الخبرة مع هؤلاء السياسيين تؤكد أنّ الوضع يوم 15 نيسان، لن يشذ عما سبقه. ولكن، حتى انقضاء الساعات القليلة المتبقية، على الطرابلسيين تحمّل المزيد من السماجة السياسية. ويمكنهم قبول «نصيحة» النائب السابق مصباح الأحدب، بأنّ الانتخابات «أفضل مناسبة لوضع حدّ لهذه الطغمة. يطلقون نفس الوعود الفارغة العديمة القيمة والمضمون، فالمشاريع التي وعدوا طرابلس بها منذ عام 2004 لم تتحقق حتى اليوم، وكل أهلنا يرون مشاريع نبيل الجسر ومجلس الإنماء والإعمار الذي لم يقدّم لطرابلس إلا الويلات». يتحدّث الأحدب كما لو أنه ليس جزءاً من «الطغمة»!".
واضافت "لم يبقَ فريق معني بانتخابات طرابلس الفرعية، إلا عبّر عن «ثقته بخيارات أهل طرابلس». حتى الموقوف في إيران نزار زكا، أصدر بياناً يتوجّه به إلى الناخبين، مستعطفاً إياهم بهدف انتخابه. الاستنفار لدى آل الحريري في أعلى مستوياته. ديما جمالي لا تزال صامتة، مُسلّمة أمرها إلى الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، قبل أن ينضم إليه مدير مكتبها الجديد محمد ورديني المُكلّف بمهمة التدقيق بكلّ كلمة لجمالي قبل أن تتفوّه بها. وهو بالمناسبة، ليس من طرابلس. المرشحون السبعة الآخرون (مصباح الأحدب، يحيى مولود، عمر السيد، طلال كبارة، محمود الصمدي، حامد عمشه ونزار زكا)، لا يبرز منهم سوى الأحدب ومولود والسيد. الأخير، اتهم أمس أنصار تيار المستقبل بالاعتداء على مكتبه الانتخابي في باب التبانة، وضرب شخص كان في داخله. حصل ذلك، في وقت كان فيه رئيس الحكومة سعد الحريري يجول في طرابلس، علّه يتمكن من رفع نسبة التصويت لمصلحة جمالي، بعدما لمس «المستقبل» لامبالاة الناس".
المستقبل يحشد قادته وماكينته وتحالفاته في طرابلس للانتصار... على لا أحد
من جهتها، ذكرت صحيفة "البناء" أنه "تتركز الاهتمامات على موعدين قريبين يسبقان جلسة التشريع النيابية المنعقدة الأربعاء، للبتّ في مصير الطلبات المنبثقة عن خطة الكهرباء، والتوازن اللازم بين صلاحيات الحكومة وفقاً لقانون الخصخصة وصلاحيات المجلس النيابي وفقاً لنصوص الدستور وشروط منح الامتيازات لاستثمار الثروات العامة، ويسبقان جلسة الحكومة يوم الخميس للبدء بمناقشة أرقام الموازنة العامة وإجراءاتها، التي بات ثمة إجماع عبّرت عنه التصريحات السياسية المختلفة، بأنها ستسعى لتحقيق تخفيض وازن في العجز سواء من خلال تطبيق خطة الكهرباء أو من خلال وضع حد للكثير من مزاريب الهدر والتسيّب المالي في إنفاق وزارات ومؤسسات الدولة، ومن دون المساس بذوي الدخل المحدود، سواء بالتوافق على عدم فرض ضرائب جديدة، أو التوافق على عدم اقتطاع أي من المداخيل والمكاسب المحققة للطبقات الفقيرة، وحصر الزيادات الضريبية بإجراءات تصاعدية تتناسب مع الدخل".
واضافت "الموعد الأول هو اللقاء السياسي الذي سيجمع رئيس الحكومة مع ممثلي القوى الفاعلة في الحكومة، مساء الأحد لبحث عناوين الموازنة وخطوطها العريضة والسعي لتحقيق إجماع حولها، على قاعدة استبعاد ما لا يُحقق الإجماع، مقابل التضامن في تحمل التبعات المترتبة على الوضع المالي ومشاكله من جهة والإجراءات المتوافق حولها لمواجهته من جهة مقابلة، وسيحضر اللقاء مع الرئيس سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل ووزير المالية علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل ونائب رئيس حزب القوات اللبنانية جورج عدوان".
وتابعت "الموعد الثاني هو اجتماع المجلس الأعلى للدفاع يوم الإثنين والذي سيترأسه رئيس الجمهورية ويحضره رئيس الحكومة ووزراء الخارجية والمالية والدفاع والداخلية إضافة لقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية، وسيشهد مناقشة للوضع الناشئ في مزارع شبعا في ضوء القرار الأميركي بالاعتراف بضم الجولان السوري المحتل، وهو ما كان موضوع لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع وفد الكونغرس الأميركي، وسجل خلاله رئيس الجمهورية موقفاً حاسماً وواضحاً، عنوانه رفض لبنان للقرار الأميركي وتأكيد لبنانية مزارع شبعا وحق لبنان باستردادها بكل الوسائل المتاحة، كما سيشهد المجلس مناقشة العرض الأميركي بفصل الترسيم للحدود البرية عن الحدود البحرية للبنان، وهو أمر لا يبدو أن التفاهم قائم حوله بين مكوّنات الحكومة وحضور المجلس الأعلى للدفاع، حيث يلتقي رئيس الحكومة ووزير الخارجية على قبول مبدئي بالعرض الأميركي فيما يعارض وزير المالية ذلك معبّراً عن توافق ثنائي حركة أمل وحزب الله، بانتظار أن تخرج مناقشة المجلس بتوافق أو بربط نزاع حول الملف".
واشارت الصحيفة الى انه "سياسياً، فالمشهد ينتقل الأحد إلى طرابلس حيث حشد تيار المستقبل قياداته وفي مقدّمتهم رئيس الحكومة سعد الحريري وماكيناته التي يديرها أمينه العام أحمد الحريري المقيم منذ أيام في طرابلس، وتحالفاته سواء مع الرئيس نجيب ميقاتي أو الوزير محمد الصفدي أو الوزير أشرف ريفي، والانتصار الذي يسعى تيار المستقبل في طرابلس يبدو مع طواحين هواء أو لا أحد بغياب معركة انتخابية بعد رفض المنافس الذي يمثله المرشح طه ناجي المدعوم من النائب فيصل كرامي الترشح مجدداً، احتجاجاً على قرار المجلس الدستوري الذي رفض إعلان فوز ناجي رغم قبول الطعن المقدّم منه بنيابة مرشحة تيار المستقبل ديما جمالي".