لبنان
مواقف منددة بالاعتداء على شاحنة المقاومة: لكشف المتورّطين والمحرّضين
أدانت قوى وشخصيّات سياسيّة في لبنان الظهور الميليشاوي المسلّح الذي شهدته بلدة الكحالة، يوم أمس الأربعاء، عقب انقلاب شاحنة للمقاومة عند أحد منعطفاتها، وتعرّض أفرادها للاعتداء في محاولة للسيطرة عليها وإطلاق النار الموجّه الذي أدّى إلى استشهاد أحد الإخوة، مشددة على إدانة إثارة الفتن والتحريض، وكشف المتورطين والمحرضين وسوقهم إلى العدالة، ومؤكدة الوقوف إلى جانب المقاومة.
كتلة "الوفاء للمقاومة" رأت عقب اجتماعها أنّ ذلك هو نتاج التحريض والتعبئة الغبيّة والحاقدة التي تشكّل مادّة فتنويّة يعمد إلى توظيفها قاصرو النظر أو المتورطون في المشاريع المعادية لمصالح لبنان واللبنانيين.
وأكَّدت "الوفاء للمقاومة" أنَّ هذا التوتير وما نجم عنه هو بعهدة التحقيقات الجارية لتأكيد الوقائع وكشف المتورطين والمحرضين وسوقهم إلى العدالة، وتوجَّهت بأحرّ التعازي والتبريكات لذوي الشهيد المغدور المجاهد أحمد علي قصاص المتميّز برباطة جأشه ومناقبيّته وشجاعته، راجيةً له من الله عظيم الأجر والثواب وعلو الدرجات في جنان الخلد والنعيم الدائم، ولأهله جميل الصبر والسلوان.
بدوره، أصدر تجمع "العلماء المسلمين"، بيانًا جاء فيه: "كنا ننتظر بعد بيان السفارات الأخير أن يحدث توترًا ما يصعّد لفتنة كبيرة".
وأشار إلى أن ما حصل بالأمس في الكحالة، هو "أن شاحنة انقلبت عند كوع الكحالة وكان الشباب المولجون بحماية الشاحنة يعملون على علاج الموضوع، فإذا ببعض الموتورين يعتدون عليهم بالحجارة أولاً، ثم صَعَّدوا بإطلاق النار عليهم، ما أدى إلى استشهاد الشهيد البطل أحمد قصاص، وهذا ما استدعى الرد على مطلق النار من قِبل رفاق الشهيد، فأردوه قتيلًا".
ورأى التجمع أنَّ "ما افتعله الفتنويون في الكحالة يجب أن يُحقّق في خلفيته ومن الذي حرّض لتقديمه إلى العدالة بتهمة قطع الطريق والاعتداء على ممتلكات الآخرين وسلاح المقاومة، خدمة لأهداف العدو الصهيوني".
وأشار إلى أنَّ "العدو الصهيوني كان ينظر بالأمس بكثير من الفرح لما حصل وما كان ليتمنى أكثر من ذلك، ونأسف أن يكون بعض اللبنانيين يعمل في خدمة مشروعه الهادف إلى القضاء على السلم الأهلي وإشغال المقاومة بفتنة داخلية".
ونوه تجمع "العلماء المسلمين" "بالحكمة التي عالجت بها قيادة المقاومة الإشكال بالأمس، وفي نفس الوقت يتوجه بالتحية للجيش اللبناني على إمساكه بالموضوع وحفظه للأمن ومعالجته وصولًا إلى الهدوء التام واستتباب الأمن".
من جانبه، أكَّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أنَّ "الشهيد أحمد قصاص هو شهيد الوطن، ولن ننجر إلى الفتنة التي يريد إشعالها الأميركي والصهيوني".
إلى ذلك، رأى رئيس "لقاء علماء صور" ومنطقتها الشيخ علي ياسين أن "توجه القوى المذهبية في لبنان إلى الاستغلال الطائفي لحادثة شاحنة الكحالة بالأمس يعيد إلى الأذهان حادثة بوسطة عين الرمانة"، مؤكدًا أنّ "هذا الاستغلال المذهبي جاء من قبل هذه القوى المذهبية التي لا تعيش إلاّ على الفتن والمؤامرات والدم".
وقال في بيان: "إن مشروع الفتنة المتنقلة بين المناطق اللبنانية لن يجد موطئ قدم، وما جرى بالأمس من تحريض على المقاومة من الجنوب صباحًا حتى الشمال مساءً لا يتعدّى كونه أمرًا من السفارة الأميركية والمخابرات الصهيونية لأتباعهما ردًّا على سعي المقاومة الدائم للتواصل والحضور للحل".
وأضاف الشيخ ياسين أنَّ "السلاح الذي يحاول بعض أتباع السفارات اللاوطنيين النيل منه هو السلاح الذي حفظ لبنان بكل مكوناته أمام العدوين الصهيوني والتكفيري، وهو السلاح الذي حمى المساجد والكنائس ليس في لبنان فقط بل وفي المنطقة، وهو السلاح الذي يعترف كل عاقل بأن لبنان لولاه لم يكن سوى تاريخ".
من جانبها، أدانت القيادة المركزية لحزب "البعث العربي الاشتراكي" في لبنان، في بيان، " الاعتداء السافر الذي تعرّض له عناصر الحماية في المقاومة، والذي أدّى إلى استشهاد المقاوم أحمد قصاص بعد أن بادر عناصر من الميليشيات المسلحة في منطقة الكحالة إلى مهاجمة الشاحنة والتعرض لمرافقيها بالحجارة والشتائم ومن ثم المبادرة إلى إطلاق النار، وهو ما أثبتته مقاطع الفيديو التي صورها ونشرها أهالي الكحالة أنفسهم، فكان من الطبيعي أن يرد عناصر الحماية على مصادر النيران في إطار الحق المشروع بالدفاع عن النفس".
كما أدانت القيادة "المواقف غير المسؤولة والموتورة التي صدرت عن أحزاب ونواب وشخصيات سياسية، بعضهم يفترض أنهم حلفاء، وفي هذه المواقف محاولات للاستثمار السياسي والانتخابي في الدم عبر خطاب طائفي تحريضي يشبه إلى حد بعيد لغة أعداء المقاومة من دون الأخذ بالحسبان خطورة هذا الخطاب على السلم الأهلي في البلد، ولا سيَّما أنَّه ترافق مع تهجّم علني على مؤسسة الجيش اللبناني التي لعبت دورًا جبارًا في حقن الدماء ومارست دورها الطبيعي في الحفاظ على السلم الأهلي".
بدوره، كتب الأمين العام لحزب "البعث العربي الاشتراكي"، علي يوسف حجازي: "هذا التجييش الحاصل من قبل أحزاب ونواب وإصدار مواقف وبيانات بين سطورها مشروع فتنة لن يحجب الحقيقة. وبدل تشكيكهم بدور الجيش اللبناني الجبار في درء الفتنة سؤالنا المنطقي لهم حول من كلّف هؤلاء بمهاجمة الشاحنة والعناصر الموكلين بحمايتها. إذا كانوا يعتقدون أننا لا نملك قدرة الرد على خطابهم التحريضي، فهم واهمون ونحن حريصون على إبعاد شبح الفتنة. المقاومة ليست وحدها، ونحن كحلفاء لها معها في السراء والضراء".
وفي السياق، لفت الأمين العام لـ "التيار الأسعدي" المحامي معن الأسعد إلى "الضخ الإعلامي الكبير والمشبوه الذي حصل وواكب حادثتَي عين إبل والكحالة"، داعيًا "مجلس الدفاع الأعلى إلى الانعقاد فورًا وإصدار بيان مفصَّل ودقيق بما حصل منعًا للفتنة ووضعًا للأمور في نصابها الصحيح، ووضع أيّ حدث أمني في عهدة القضاء الذي عليه أن يتحمّل مسؤولية إجراء التحقيقات وكشف أيِّ ملابسات أو تفاصيل قد يعمد بعض المشبوهين إلى استغلالها لإشعال فتنة لا تبقي ولا تذر".
وأشار إلى أنَّ "التحقيقات القضائية في حادثة عين إبل، تظهر أن خلفياتها ماليّة وشخصيّة، أما حادثة الكحالة فيمكن العودة إلى البيان الوزاري الذي نصّ بشكل واضح على ثلاثيّة الجيش والشعب والمقاومة، وهذا النص يعطي الشرعية لنقل الأسلحة التي تستخدم في مواجهة العدو الصهيوني"، سائلًا "من أعطى التعليمات لبعض محطات التلفزة لبث خبر وإشاعات عن وجود أسلحة على طريق دولية وليس داخل بلدة الكحالة وترتيب هجوم مسلح وإطلاق النار على عناصر حماية الشاحنة"، مطالبًا "القضاء بالتحرك السريع والكشف عن داتا الاتصالات لمعرفة حقيقة ما حصل ومن أعطى الأوامر بإطلاق النار."
واعتبر أن "ما حصل في الكحالة أو في مخيم عين الحلوة هدفه قطع خط الإمداد إنْ كان بين البقاع وبيروت وبين بيروت والجنوب"، لافتًا إلى أنَّ "الوضع الداخلي خطير جدًا، ولا يحتمل أيّ خطط مشبوهة أو اهتزازات".
إلى ذلك، أكَّد رئيس "المركز الوطني في الشمال" كمال الخير تعليقًا على حادثة الكحالة "حق المقاومة في نقل السلاح على الأراضي اللبنانية كافة، وكما تراه مناسبًا لخططها الحربية وضروراتها الأمنية"، مشددًا على "حق الشعب اللبناني بمقاومة الاحتلال والدفاع عن الوطن، ليس في وجه "إسرائيل" وحسب، بل أيضًا في وجه عملائها في الداخل".
هذا، ورأى إمام وخطيب مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني أنَّ نقل السلاح هو أمر طبيعي ضمن عمل المقاومة للحفاظ على جهوزيتها، مستغربًا مسارعة بعض الشخصيات الحزبية والنواب لإطلاق المواقف التحريضية على المقاومة.
وتوجَّه الشيخ العيلاني بالتحية إلى الجيش اللبناني على الجهود التي بذلها لضبط الوضع.
الشيخ أحمد قبلانالشيخ علي ياسين