لبنان
بيرم: إطلاق عمليّة التنقيب هي نتاج تضافر أوراق القوة في لبنان
أكد وزير العمل، في حكومة تصريف الأعمال، مصطفى بيرم أنّ: "زيارة رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى منصة التنقيب عن النفط والغاز اليوم، لها أهمية كبيرة جدًا تؤكد قيمة الإنجاز الذي حصل"، مضيفًا: "عندما تضافرت أوراق القوة في لبنان، من إدارة ناجحة من الرؤساء ومن معهم من فرق تقنية وجيش لبناني، بالإضافة إلى دور المقاومة التي كانت المظلّة الحامية للحقوق اللبنانية، استطعنا انتزاع حقنا".
وفي كلمة له، خلال زيارته غرفة صيدا والجنوب اليوم الثلاثاء، قال بيرم: "بعد انتزاع حقنا يجب أن نعرف كيفيّة استثمار هذا الحقّ". ورأى أنّ: "زيارة الرئيسين برّي وميقاتي إلى المنصّة هي إشارة سياديّة وذات طابع سيادي مهم جدًا، ومؤشر على أهمية الغاز والنفط، لكننا الآن ننتظر شركة "توتال" لنرى مدى توافر الكميات وحجمها التي، وبحسب المعطيات، تبني على وجود هذا الأمر".
وتابع: "أننا في وزارة العمل نتابع هذا الموضوع، وما يهمنا في هذا الشق مسألة تأمين وظائف للبنانيين، ليس في مرحلة التنقيب؛ لأنّ الأمر يتطلّب آراء الخبراء الفنيين، ولكن في مرحلة استخراج المواد"، مشيرًا إلى: "أننا ناقشنا مع "توتال" ووزارة الطاقة والسفير الفرنسي في جنيف هذه المسألة، وقد تبنى مجلس الوزراء الطلب الذي قدّمته في ما يتعلّق بمسألة التوظيف".
وطلب بيرم "من الشعب اللبناني مراقبة ومتابعة ما يحدث جيدًا، لأنّ التجارب السابقة من المحاصصات التي لم نتمكن من الإفادة من مواردنا ليست مشجعة، لذلك على الرأي العام اللبناني أن يكون متابعًا ومراقباً لكي نستفيد من هذه الثروة السياديّة التي ستنقل لبنان من مكان إلى آخر".
وأطلع بيرم الحضور على آليّة العمل التي أتبعها في الوزارة، ناقلا إليهم التجربة التي حقق من خلالها انجازات أدت إلى تحسين الأداء لمصلحة العمل والعاملين والجهات التي أسامت في تعزيز دورها ودعمها، شارحًا الصعوبات التي واجهته.
وأشار إلى أن:" "مرد هذه الصعوبات تكمن في الوضع السياسي اللبناني الذي يعاني، أولا مشكلة بنيويّة بسبب تركيبة النظام، وثانيا أنّ الموهبة في لبنان ليست مومأسسة، وإنّما تعتمد على المواهب الفردية"، داعيًا إلى "مأسسة المواهب للإفادة من كلّ القدرات الصناعية والاقتصادية والزراعية والتجارية".
وقال بيرم إنّ: "المرحلة صعبة، هناك فقر في الموارد الماديّة، لكننا لن نعدم الأمور الإنسانيّة"، داعيًا إلى "إنشاء خليّة لإدارة الأزمة وفريق عمل لمواجهة التحديات والفصل بين القضايا السياسيّة التي يختلف عليها اللبنانيون، وبين القضايا الحيوية والاقتصادية ومصالح الناس". ولفت إلى أنّ: "الحفاظ على القطاع العام مع الجامعة اللبنانية، يعني الحفاظ على تركيبة البلد وجمعه وديمومته".
وتابع: "إنّ زيارتي، اليوم، إلى غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا مهمة جدًا، فلهذه المدينة رمزية هامّة كونها بوابة الجنوب والصلة الواصلة بين الشوف واقليم الخروب والجنوب اللبناني. ولهذه المدينة أيضًا تاريخها النضالي والوطني"، مؤكدًا أنّ لزيارته "بعدًا تقنيًا لإطلاع على احتياجات المدينة الاقتصادية والصناعية والعمالة والزراعة، عبر النشاطات التي تأخذ مساحتها فيها".
وختم بيرم معلنًا أنّه اتفق مع المعنيين في المدينة على: "وضع أفق التعاون في موضوعين، الأول يتعلّق بمنصّة توظيف تسمح بتأمين العمالة للبنانيين، والثاني يتعلّق بالتدريب المهني المعجّل الذي يؤدي إلى توافر اليد الماهرة"، مشددًا على أنّ هذين الأمرين سيسهمان في تعزيز المصانع والمعامل لجذب اليد العاملة اللبنانية الجديرة في هذا القطاع".