لبنان
جمود في الملف الرئاسي والكرة بين الموفدين الفرنسي والقطري
تراوح الأمور مكانها في الملفات الداخلية اللبنانية لا سيما ملف رئاسة الجمهورية، ففي حين امتنع البعض عن تلبية دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار في مجلس النواب، بقيت الأنظار متجهة نحو المبادرات الخارجية والتي كان آخرها جولة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الذي من المرتقب أن يعود نهاية الشهر الحالي او بداية الشهر القادم لاستكمال اتصالاته، كما كان لافتًا حراك من قبل الدوحة عبر موفدها وزير الدولة محمد عبد الرحمن الخليفي الذي يقوم بجولات صامتة على الفعاليات.
وتبقى الأمور بخواتيمها لتحقيق فجوة في جدار هذه الأزمة، وما يمكن ان تحمله الأيام المقبلة من انفراجات أو تعقيدات إضافية لها علاقة بالتسويات والتطورات التي تحصل في المنطقة والعالم.
"الأخبار": مفاجأة قطرية: قائد الجيش ليس مرشحنا
يمضي الملف الرئاسي، في بعديْه الداخلي والخارجي، وسط استمرار الغموض السلبي، إذ عادت تناقضات أطراف الصراع إلى البروز في انتظار اتضاح اتجاهات التسويات في المنطقة، خصوصاً بعدما تبلّغ اللاعبون الكبار في لبنان تحولاً جدياً في الموقف الأميركي – السعودي الرافض للتسوية الفرنسية الهادفة إلى انتخاب سليمان فرنجية رئيساً مقابل اختيار رئيس للحكومة من حصة خصوم حزب الله.
وكعادتها، تصطاد قطر الفرص عندما يعجز المعنيون الأوائل في إنضاج حل. وتشهد بيروت جولة جديدة من الاتصالات يقوم بها موفد قطري في بيروت بحثاً عن المخارج المحتملة لانتخاب رئيس للجمهورية بـ«التراضي» بينَ كل المكوّنات السياسية. وقد وصل الموفد أبو فهد جاسم آل ثاني إلى بيروت الأسبوع الماضي، واستهلّ جولته بلقاء المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل.
وقال مطّلعون من القوى اللبنانية الرافضة لخيار فرنجية إنهم يتفهّمون حقيقة أن قطر، تريد إدارة حوار خاص مع حزب الله، وأن الدوحة أبلغت من يهمّه الأمر بأن لا إمكانية لأي اتفاق من دون تحضير الأرضية مع الحزب الذي من شأنه تسهيل المهمة.
وقد برز من الشوط القطري الأول أن الدوحة تتفادى تكرار تجربة باريس لئلا تصل إلى طريق مسدود، إذ تعمّد الموفد، الذي التقى أيضاً رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، تفادي الحديث المباشر عن مرشحين مطروحين للبحث. ونقلت مصادر مطّلعة على اتصالات القطريين الأخيرة، ما سمته بـ«تراجع احتوائي» من خلال التخلي عن الموقف الذي كانت الدوحة تقوله دائماً، بإعلان ترشيحها قائد الجيش العماد جوزف عون. وفي اللقاءين مع الخليل وباسيل، تحدث القطريون عن خيارات جديدة، ليس بينها رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية «ليس لأن هناك مشكلة معه، بل بسبب موقف الكتل المسيحية الرافضة له». وأكّد الموفد القطري أن «لا أحد متمسكٌ بقائد الجيش، إذا كان اسماً مستفزاً لأحد»، مشيراً الى «أننا مع أي اسم آخر يُمكن أن يكون موضع توافق بين الكتل النيابية»، وكانَ واضحاً أن قطر تحرص منذ فترة على إدراج اسم المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري كواحد من الأسماء التي ارتفعت أسهمها عند القطريين. وبينما قال باسيل إنه مع حوار فعّال من أجل التوصل إلى اسم مشترك، كرّر حزب الله أمام الموفد موقفه المتمسّك بترشيح فرنجية.
وقالت المصادر إن الموفد القطري التقى عدداً من القيادات السياسية نهاية الأسبوع، وقد تقاطعت مصادرها عند قراءة واحدة وهي «عدم إمكانية الدوحة تحقيق أي تقدم على مستوى الملف الرئاسي»، مع طرح عدد من الأسئلة أبرزها: هل انتهى الدور الفرنسي؟ وهل التفويض الخارجي لقطر سيكون كافياً؟ ومن هو الاسم الحقيقي الذي سيحمله موفد الدوحة وبأي شروط، ووفقَ أي ورقة عمل؟
الدور القطري يبقى أداء تكتيكياً لن يختلف عن الفرنسي في شيء
ويستند مطّلعون على نتائج الاتصالات إلى بعض الوقائع التي تقود إلى التقدير بصعوبة إنتاج حل قريب، ومنها:
- لا وجود لأي مستجدات إقليمية ترقى إلى مستوى التفاهم على رئيس في لبنان، وبالتالي فإن الدور القطري يبقى أداء تكتيكياً لن يختلف عن الفرنسي في شيء، إلا في حال توافر بيئة خارجية مؤاتية.
- إن جدول الأعمال الذي يتحرك في إطاره الموفد القطري، يقوم على ضرورة التوصّل إلى مرشح تسوية من دون انتظار الخارج، وهو طرح غير واقعي، خصوصاً أن ما من طرف أساسي في لبنان يعتبر نفسه محشوراً للتنازل عن مرشحه أو سقوفه العالية.
- اتكال الدوحة على استغلال قدراتها السياسية والمالية لإقناع الجهات والشخصيات بالتسوية أملاً بدور شبيه بالذي لعبته عام 2008. فحتى لو سارت الكتل الأخرى في مرشح ثالث يبقى التفاهم مع حزب الله هو الأساس. وهذا ما يعرفه القطريون ويتصرفون على أساسه.
وريثما تتضح طبيعة المحادثات التي يقوم بها الجانب القطري والتفاهمات التي يحاول أن يجريها خلف الأبواب الموصدة لتحضير الأرضية أمام وفد قطري آخر على مستوى أعلى سيزور بيروت، علمت «الأخبار» أن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيلتقي« أبو فهد» هذا الأسبوع متمسّك بمبادرته وسيدعو مطلع الشهر المقبل إلى الحوار، بمعزل عن المواقف المعترضة.
"البناء": الموفد القطري يسير على خطى لودريان
لبنانياً، كان كلام أميركي رسمي بلسان المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل وربيرغ، يقول فيه إن حكومته لا تعتبر أن الظروف مؤاتية لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، والكلام رد على طلبات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب بأخذ القلق اللبناني الوجودي من خطر النزوح، خلال اجتماع ضمّ ميقاتي وأبو حبيب ومعاونة وزير الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، والكلام برسم الحكومة، والمرجعيات الروحية والقيادات السياسية والأمنية، خصوصاً مَن يقولون بإمكانية الجمع بين صداقة واشنطن والمصالح الحيوية للبنان والشعب اللبناني، كما هو تحدٍّ للإرادة السياسية اللبنانية، وكيفية ترجمة الحكومة وقيادة الجيش لما وصفته بالخطر الوجوديّ، والطريق واضح، وهو الكفّ عن لعب دور الحارس البحري لمنع تدفق اللاجئين نحو أوروبا، فهل يتجرأ لبنان السياسي والحكومي والعسكري، وهل نسمع مواقف مندّدة بالموقف الأميركي، بما يليق بالتعامل مع ما يسمّيه اللبنانيون، بالخطر الوجودي؟
في الشأن الرئاسي، بعد فشل اجتماع اللجنة الخماسية، وغياب التوجّه الموحّد الذي كان يفترض أن المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان يعمل على أساسه ويقدّم المبادرات، ويقترح الحلول، صار السؤال عن مدى فرص عودة لودريان بغياب هذه التغطية، بينما قال مصدر نيابي إن جولات الموفد القطري في ظل هذا الانقسام في اللجنة يتحوّل إلى نسخة من زيارات لودريان المكوكية التي انتهت إلى لا شيء، رغم التداول بمخارج وحلول وأسماء!
بانتظار حصول الزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت الشهر المقبل استكمالاً لتحركه على خط الاستحقاق الرئاسي، فإن البارز على خط الرئاسة يتمثل بحراك قطري يستقطب الاهتمام رغم أنه يتّسم بالغموض. فالأسبوع الماضي انتهى على جولات استطلاعية للمبعوث القطري على الاطراف السياسية ومرشحين لرئاسة الجمهورية لم يتسرَّب عنها شيء يمكن البناء عليه، علماً أن ما رشح يشير بحسب معلومات «البناء» إلى أن الموفد القطري حمل الى المسؤولين 3 أسماء لرئاسة الجمهورية وهم: قائد الجيش العماد جوزيف عون واللواء الياس البيسري والنائب نعمة افرام.
وتشير مصادر مطلعة لـ “البناء” إلى أن الموفد القطري لا يحمل مبادرة إنما أفكاراً يطرحها على القوى السياسية ويستمع إلى مواقفها، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى خلاصة قد تبحث في اجتماع للخماسية قبل عودة لودريان الى بيروت، معتبرة أن لا خلاف أميركياً – فرنسياً قد يؤدي إلى سحب المهمة من باريس، وجل ما في الأمر أن الإدارة الأميركية لا تضع ملف الرئاسة في لبنان ضمن اهتماماتها الأساسية.
ودعا وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان “كل الجهات لتنفيذ إصلاحات شاملة تقود لتجاوز الأزمة”. وأكد “ضرورة بسط الدولة اللبنانية سيطرتها على كافة الأراضي اللبنانية”، لافتاً إلى أن “بسط الدولة اللبنانية سيطرتها سيُسهم بالتصدّي لتهريب المخدّرات”.
وشدّد السفير السعودي وليد البخاري من جهته على أنّ “السعودية حريصة على أمن واستقرار المنطقة وتحقيق الازدهار في كافة البلاد العربية”، مشيرًا إلى أنّ “الفراغ الرئاسي يبعث على القلق البالغ ويهدد في الوصول إلى الإصلاحات، ولطالما أكدنا أنّ الحلول المستدامة تأتي فقط من داخل لبنان، وأن الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني، ونحن على ثقة بأن اللبنانيين يمكنهم تحمّل المسؤولية”.
وأكّد بخاري أنّ “الموقف السعودي في طليعة المواقف الدولية التي تشدّد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية قادر على تحقيق ما يتأمله الشعب اللبناني”، موضحًا “أننا نريد للبنان أن يكون كما كان، وأن يستعيد دوره الفاعل في المنطقة”.
الى ذلك أشار المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ، الى أن “اجتماع اللجنة الخماسية كان من أهم الاجتماعات المرتبطة بشؤون الشرق الأوسط ولا خلاف بين الأطراف لأننا نتفق على ضرورة المضي بالإصلاحات”.
ولفت ويربيرغ، الى أن “أميركا مستعدّة لتقديم أي مساعدة تقنية أو فنية لازمة، ولا يحق لأي بلد كان أن يفرض إرادته على المكونات السياسية اللبنانية، وسنبقى على تواصل مع كل الجهات».
كان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يسجل من عكار اعتراضاً على المسؤولين السياسيين والأجهزة الأمنية الذين لا يحصّنون البلد من موجات النزوح الجديدة، فيما ترابط قوات في البحر لمنع النازحين من المغادرة الى أوروبا، بحسب قوله. وجزم باسيل أنّ “التّيّار لا يمكن أن يكون ضد الحوار المجدي والنافع، ولكن “التيّار” حريص على نجاح الحوار. نحن لم نضع شروطًا ولكن حدّدنا الظّروف الّتي تؤدّي إلى نجاح الحوار، أي لانتخاب رئيس وفق برنامج، لأن البرنامج هو أهم من الشخص في هذه الظروف”. ورأى أنّه “إذا أبدى التيّار الإيجابية والاستعداد، فيجب ان يكون الجواب بالمرونة وليس بالفرض، لأنّه ثبت أن الفرض لا ينجح معنا”، معتبرًا أنّ “كلّ ادّعاء بأنّ الجيش والأجهزة الأمنية عاجزة، هو كلام باطل ويُراد منه رئاسة. الطموح الشّخصي مسموح ولكن يتوقّف عند خطر الوجود”.
أكد نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، أن “على الحكومة اللبنانية إيجاد حلول لمسألة النزوح السوري الى لبنان وامتلاك جرأة لوضع قواعد لضبطه”. واعتبر أن “الحوار هو الطريق الذي يوصل الى المجلس النيابي، ومن يرفضونه لا يريدون الجلوس مع الذين يعارضونهم. وبدلاً من أن تزيدوا اللبنانيين بلاء بكثرة التحريض اعملوا على تحقيق الاستحقاق النيابي الرئاسي بطريقة تجمع”.
وأسف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد شديد الأسف لـ “عدم استجابة البعض الى الحوار الذي ندعو اليه، ويدعو له رئيس مجلس النواب نبيه بري..»
وأضاف رعد: “نحن حريصون على وثيقة الوفاق الوطني، وملتزمون الدستور نصاً وروحاً، فنحن نشكل اليوم أكثرية في مجلس الوزراء، حيث نملك النصاب، الذي يؤهل مجلس الوزراء لاتخاذ القرارات، ولكن لأننا نرغب في التفاهم والحوار، ندعو الى الشراكة في حضور مجلس الوزراء، ونصبر على مَن لم ولن يشارك في مجلس الوزراء، ولا ندرج في جدول أعمال المجلس إلا ما هو ملحّ وضروري يطال الجميع. وللأسف بعض الذين يرفضون الحوار، يتوهّمون في مكان ما أنهم يملكون الأكثرية التي تأتي لهم بالرئيس الذي يرغبون به على حساب شراكتهم معنا، وعلى حساب رأينا، يريدوننا أن نحضر الى جلسة مجلس النواب فقط، لنؤمّن لهم النصاب الانتخابي من أجل أن ينتخبوا رئيساً لهم، يراعي مصالحهم ولو على حساب مصالح الآخرين. هذا المنطق لا يستقيم في بناء دولة، ولا في حفظ استقرار، والذين يرفضون اليوم الحوار، سيتوسّلونه في يوم من الأيام..»
وفيما كانت السفيرة الأميركية دوروثي شيا أبلغت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ثقتها بالجهات الأمنية اللبنانية من حيث متابعة ملابسات إطلاق النار على السفارة التي تنتظر نتيجة التحقيق، أكد المتحدث باسم السفارة الأميركية جايك نيلسون أن “موظفي السفارة لم يعتقلوا أو يحتجزوا أي شخص على صلة بحادثة إطلاق النار التي حصلت ليل الأربعاء”. في حين أكدت مصادر مطلعة لـ “البناء” أن إطلاق النار على السفارة استدعى إجراء التحقيقات التي لا تزال مستمرة، لكن ثمة اقتناعاً محلياً وأميركياً أن الحادث لا يحمل أي طابع أمني خطير وليس هناك من يريد توجيه رسائل تجاه الأميركيين.
"الجمهورية": مبادرة بري تنتظر الحوار الخماسي
لا تطورات ملموسة متوقعة على جبهة الاستحقاق الرئاسي قبل مطلع الشهر المقبل، عندما يزور لبنان كلّ من الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، والموفد القطري وزير الدولة محمد عبد الرحمن الخليفي اللذان سيحملان نتائج اجتماع الخماسية العربية ـ الدولية الاخير في نيويورك الذي انعقد على مستوى الموظفين بعدما كان متوقعاً انعقاده على مستوى وزارء الخارجية، وما عكسه من انقسام في الموقف بين اطرافها حال دون صدور بيان ختامي، وأظهرَ انهم ألقوا مسؤولية انجاز الاسستحقاق الرئاسي على عاتق الافرقاء اللبنانيين المنقسمين عمودياً حوله، ولم يتوافقوا جميعاً بعد على المبادرة الحوارية ـ الانتخابية الاخيرة التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري حيث ان بعضهم ما زالوا يرفضونها ويصرّون على أولوية انتخاب رئيس الجمهورية الجديد قبل الشروع في أي حوار.
قالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان انقسام الخمامسية في الموقف من الاستحقاق الرئاسي مردّه الى ان بعض اطرافها لا يريد استعجال حسم موقفه النهائي من الخيارات المطروحة في شأنه لأنه يرهن تحديد طبيعة الخيار الذي سيعتمده بالمفاوضات الجارية على مختلف القضايا الاقليمية في ضوء الاتفاق السعودي ـ الايراني وما سيحققه من مكاسب فيها على مستوى دوره في الاقليم، ومنه لبنان.
واكدت هذه المصادر ان هذا الواقع يجعل من الصعب التكهن بموعد محدد لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وان كان البعض يتوقع ان يتم هذا الانجاز قبل نهاية السنة الجارية، أللهمّ الا اذا تجاوب الجميع مع مبادرة بري واتفقوا بموجبها على انتخاب رئيس او على خوض المعركة الانتخابية تنافسياً بين مرشحين اثنين او اكثر خلال جلسة انتخابية مفتوحة لا تقفل الا بانتخاب رئيس.
واشارت المصادر الى انّ مصير مبادرة بري سيتحدد قُبَيل عودة لودريان والموفد القطري أو بعد محادثاتهما مع الافرقاء المعنيين، مع ان البعض يُبدي شيئا من الحذر من وجود تعارض بين التحركين القطري والفرنسي، لأنّ الدخول القطري مجددا وبقوة على خط الاستحقاق الرئاسي يؤكد ان الانقسام السائد بين اركان الخماسية العربية ـ الدولية هو انقسام جديد، ولو لم يكن هذا الانقسام موجودا لكان عاد لودريان بمفرده فقط وباسم الخماسية كما في زيارته السابقة، ولما كان هناك من موجب للحراك القطري في موازاة مهمته.
ولفتت المصادر الى ان بري ما زال ينتظر من مختلف الافرقاء حسم مواقفهم النهائية من مبادرته، ولا سيما منهم الذين ما زالوا يرفضونها، وذلك قبل ان يبني على الشيء مقتضاه، وينتظر ان يشكل الاسبوع الطالع المساحة الزمنية الحاسمة في هذا الاتجاه، في الوقت الذي يتوقّع البعض تَبلور معطيات جديدة عن الحوار الجاري بن «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» من شأنها ان تترك انعكاساتها على مسار الاستحقاق الرئاسي.
لودريان والخليفي
وفي أي حال، وفي الوقت الذي تترقّب الاوساط النيابية والسياسية عودة لودريان الى بيروت في جولته الرابعة تتلاحق الإتصالات لاستقصاء المعلومات المحيطة باللقاء الثالث لأطراف الخماسية الخاصة بلبنان الذي انعقد في نيويورك على هامش اعمال الدورة الـ 78 للجمعية العمومية للامم المتحدة وما انتهت اليه المناقشات في ظل اللغط الحاصل حولها.
وفي هذه الاجواء كشفت مصادر سياسية ونيابية مطلعة لـ«الجمهورية» انّ الجواب الشافي والكافي سيصل الى بيروت من قناتَين رسميتين تعتنيان بالوضع اللبناني، الاولى لودريان عندما سيزور بيروت ما بين نهاية الشهر الجاري ومطلع الشهر المقبل، والثانية زيارة الموفد القطري الرسمي وزير الدولة محمد عبد الرحمن الخليفي للبنان في الخامس من الشهر المقبل والتي يمهّد لها حالياً وفد قطري برئاسة المسؤول الامني جاسم بن فهد آل ثاني حيث يبحث مع مَن يلتقيهم في كثير من التفاصيل المتصلة بالاستحقاق الرئاسي، وقيل انه التقى في خلال عطلة الاسبوع عدداً من الشخصيات ورؤساء الكتل النيابية بعيدا عن الاضواء.
وكانت مصادر إعلامية قد اشارت الى انه في غياب اي معلومات عن لقاء عقده آل ثاني مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، فإنه التقى في عطلة نهاية الأسبوع كلّاً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، وسط توقعات بأنه سيلتقي كلّاً من رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط ووالده النائب السابق وليد جنبلاط، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل ورئيس كتلة «تجدد» النائب ميشال معوض.
الموقف السعودي
وكان سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري قد قال في كلمة لمناسبة العيد الوطني السعودي الـ93 الذي أقامته السفارة في وسط بيروت مساء السبت: «إننا نتقاسم مسؤولية مشتركة من أجل الحفاظ على لبنان واحترام سيادته الوطنية». واضاف: «إنّ الفراغ الرئاسي يبعث على القلق البالغ ويهدد الجهود المبذولة لتحقيق الإصلاحات الملحّة، ولطالما أكدنا أن الحلول المستدامة تأتي من داخل لبنان وليس من خارجه والاستحقاق الرئاسي شأن سيادي يقرّره اللبنانيون بأنفسهم، ونحن على ثقة تامة بأنّ اللبنانيين قادرون على تحمّل مسؤولياتهم التاريخية والتلاقي على إنجاز الاستحقاق الرئاسي». وشدد على أنّ «الموقف السعودي في طليعة المواقف الإقليمية والدولية التي تشدد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس قادر على تحقيق ما يتطلّع اليه الشعب اللبناني الشقيق، وسوف نواصل جهودنا المشتركة لِحثّ قادة لبنان على انتخاب رئيس والمضي في الإصلاحات».
«ساكتون ومُسهّلون»
من جهة ثانية شهدت عطلة نهاية الاسبوع جملة مواقف من الاستحقاق الرئاسي وسواه من الملفات المطروحة. فخلال جولة له وللرئيس السابق العماد ميشال عون في عكار، قال رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ان «التيّار لا يمكن أن يكون ضد الحوار المجدي والجدّي، ولكن التيّار حريص على نجاح الحوار. نحن لم نضع شروطاً ولكن حدّدنا الظروف التي تؤدّي الى نجاح الحوار اي لانتخاب رئيس وفق برنامج، لأنّ البرنامج هو اهم من الشخص في هذه الظروف. واذا كان التيّار قد أبدى الايجابية والاستعداد، فيجب ان يكون الجواب بالمرونة وليس بالفَرض، لأنّه ثبت ان الفرض لا ينجح معنا». وقال: «عندنا رئيس حكومة كان موجوداً خلال موجة النزوح الأولى في 2011 وهو موجود خلال موجة النزوح الثانية في 2023 بعد 12 سنة، ولم يفعل شيئاً إلاّ الحَكي».
وسأل بالعامية اللبنانية: «منِرجَع منعِملو رئيس حكومة؟!». وتابع قوله بالعاميّة أيضاً: «عنّا مسؤولين سياسيين وامنيين، ساكتين ومسَهّلين لعملية النزوح. اليوم عم يتساهلوا بفتح الحدود البريّة لدخول السوريين الى لبنان، وعم يتشدّدوا بتسكير الحدود البحرية لمنع خروجهم. مِنجيب حدا منهم رئيس جمهورية؟». واعتبر ان «كل ادعاء بأنّ الجيش والأجهزة الأمنية عاجزة هو كلام باطل ويراد منه رئاسة». وتابع كلامه بالمَحكية: «بيضَحّكوني السياسيين يلّي ما هَمّهم الاّ يجيبوا رئيس نكاية فينا، مش كرمال البلد! قال شو؟ «عليّ وعلى باسيل يا ربّ»! يا حبيبي، عليك وحدك! إنتَ اصطفِل اذا بدّك تِغرق، نحنا ما رح نغرق معك. يلّي بدّو يمشي بأي تسوية خاسرة له وللبلد من دوننا، نقول له الله يوفّقك، بس رَح توقَع...». وختمَ كلامه بالقول: «التيّار سيبقى متصالحاً مع نفسه ومع كل الأوفياء في البلد، وسنكون دوماً حاضرين لإنقاذ لبنان واقتصاده».
لن ندع لبنان
من جهته، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال قداس احتفالي لمناسبة اليوبيل الذهبي للابرشية المارونية في استراليا انّ «الكنيسة لن تتهاون في شأن كل الأمور السلبية في لبنان. لن تسكت عنها ولن تمل عن الإلتزام برسالتها بواسطة مؤسساتها. فالتزامها واجب عليها من المسيح فادي الانسان ومخلص العالم». واضاف: «لن تدع لبنان وشعبه فريسة الظلم والاهمال والإستبداد والإستكبار ولن تصمت عن التنديد بعدم إنتخاب رئيس للجمهورية، وبتعمّد تغييب رئيس البلاد المسيحي الوحيد في أسرة جامعة الدول العربية، ومعه تغييب الثقافة المسيحية التي كانت في اساس إنشاء الدولة اللبنانية الموصوفة بميزاتها. وأولاها الفصل بين الدين والدولة، والمشاركة المتساوية بين المسيحيين والمسلمين في الحكم والإدارة، التعددية الثقافية والدينية في الوحدة، وحياد لبنان الإيجابي لكي يواصل أداء رسالته الخاصة به في بيئته العربية. كلها أمور أساسية لن نسكت عن المطالبة بها».
دولة قوية
وبدوره، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة خلال قدّاس إلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس: «على الجميع الاعتماد على الدولة، التي يجب أن تكون ملجأ الجميع وحاميتهم، تؤمّن حقوق جميع المواطنين وتَنشر العدالة فيما بينهم»، مشيرًا إلى أنّه «لكي نصل إلى هذا الوضع، يجب بناء دولة قويّة مكتملة العناصر، وعدم التّطاول على سيادتها وهيبة القضاء، والتوقّف عن التّنافر والتّناحر والابتعاد بالأهداف عن هدف الدولة». وركّز على أنّ «هذا الأمر يؤدّي إلى نزاعات وانشقاقات لا تُجدي ولا تنتهي إلّا بفشل الجميع وخسارتهم. والأجدى العمل السّريع على انتخاب رئيس وتكوين السّلطة، وتركها تحكم بالقانون والعدل والمساواة».
«حزب الله»
وقال نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، في احتفال تخريج طلاب «معاهد الآفاق»، انّ «لبنان قائم على التوافق والتوازن، وواجب النواب أن يهيئوا الظروف المناسبة لانطلاق المؤسسات». وأضاف «انّ الحوار هو الطريق الذي يوصِل الى المجلس النيابي، ومَن يرفضونه لا يريدون الجلوس مع الذين يعارضونهم». وأوضح انه «بدل من أن تزيدوا اللبنانيين بلاء بكثرة التحريض اعملوا على انجاز الاستحقاق النيابي الرئاسي بطريقة تجمع».
فائض القوة
من جهته، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان ان «لا فائض قوة في لبنان إلا لبعض القوى التي تشارك واشنطن مشروع تدمير الدولة والبلد والشراكة الوطنية، فيما البعض الآخر حَوّل حدود لبنان إلى حصن لا تطمع أي قوة في الأرض على غزوه». واضاف: «المطلوب من الكنيسة كما المسجد أن تصرخ بما يتعرّض له لبنان من واشنطن ومجموعتها الغازية، ولا يجوز ترك لبنان وشعبه ودولته فريسةً للغزو الأميركي للبنان». وتوجّه الى البطريرك الراعي قائلاً: «الحوار والتضامن يساويان إنقاذ لبنان ويمنعان الكثير من الكوارث، ولهما طعمة وطنية لأنهما أكبر ضرورات لبنان بهذه المعركة المصيرية، ولحظة المصير نحتاج رئيساً بحجم الكارثة التي تُزهق روح البلد، لذلك لحظ المشترع بالدستور اللبناني النِصاب الدستوري لانتخاب الرئيس فضلاً عن السلطة الإستنسابية لرئيس مجلس النواب تَنبّهاً منه لمصالح البلد العليا على مستوى الرئاسة. ولبنان اليوم في قلب حرب مصيرية. والقطيعة، فيما لبنان يتعرّض لأسوأ غزو أميركي، تساوي الخيانة».
وقال: «الحل بالحوار الإنقاذي لأنّ البلد يحترق واللعبة الدولية تريد رأس لبنان، والإستسلام السياسي يعني نهاية لبنان، وممارسة الفضيلة تبدأ من الكنيسة والمسجد، ولنصرخ معاً لكي نسمّي الظالم وما يتعرض له لبنان من واشنطن ومجموعتها، ومن دون ذلك ستحرق الطائفية وطن الآباء، ومن يغامر سيحرق البلد، ومن يطمع بما كان له زمن الغزو الصهيوني ينتحر. وما نريده لبنان بشراكته الكاملة والمسيحية درّة التاج بهذه الشراكة، ومبدأ الجسد الواحد يفترض الحوار الإنقاذي وليس القطيعة التي تخدم العدو الغازي، والمفروض بأهل الفضيلة فضح القطيعة لا جَلد مَن يدعو للتضامن والحوار الإنقاذي».
جلسة حكومية
وفي ظل الأجواء التي تترقّب الجديد المنتظر على مستوى الخماسية الدولية من أجل لبنان، ينتظر ان تعود الحركة الحكومية هذا الأسبوع بعد عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من نيويورك بحيث بدأ التحضير لجدول اعمال الجلسة المقبلة التي من المتوقع ان يَستمزج رئيس الحكومة الوزراء آراءهم بجدول أعمالها وموعد انعقادها كما درجت العادة.
ولفتت مصادر وزارية عبر «الجمهورية» الى ان هناك بنودا عدة مؤجلة من جداول أعمال جلسات سابقة ولا بد من البَت بها قريباً نظراً للحاجة اليها، ومنها قضايا ادارية ومالية بعد البت بمشروع قانون موازنة العام 2024، وسط استبعاد البحث في اي تعيينات جديدة سواء في المؤسسة العسكرية التي تحتاج الى رئيس للاركان او في اي وزارة او مؤسسة اخرى تعاني الفراغ الاداري واشغال المراكز العليا فيها بالإنابة او بالوكالة، على رغم من المراجعات التي يجريها أكثر من وزير ومرجع سياسي وحزبي يتقدمهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ونواب من كتلة «اللقاء الديموقراطي».
"اللواء": 4 أسماء في جعبة القطري واللقاءات تشمل رؤساء الكتل
باتت المواقف في «الويك أند» أشبه بالنقر على «طبل مفخوت» كما يقال. فلا معنى للمواقف التي تمعن في ازدياد التباعد، والعزف على وتر «رفع المعنويات» لدى كل طرف، واعتبار خياراته، هي الأصح، من دون الالتفات الى النتائج، اذ أن البلاد اقتربت من دخول الشهر 12 من سنة أولى فراغ، ذلك لان الحسابات الشخصية والحزبية تتقدم على ما عداها، ومع تعدّد الخطابات، سواء تلك التي تدعو للحوار أو تدعو للتنصل منه، وغسل يدها من عدم الإستجابة له، فالنائب جبران باسيل اعتبر في كلمة له خلال جولة في عكار برفقة الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون انهم الآن يراهنون على مين أكثر مرشح بيضرنا.
وحسب مصادر متابعة، فإن باسيل يعرب عن ارتياحه لاسقاط مبادرة الرئيس نبيه بري للحوار، مرجحاً دوراً أكثر فعالية لقطر في ادارة التفاوض حول إيجاد صيغة لإنهاء الشغور الرئاسي.
وبعيداً عن الاعلام، يواصل الموفد القطري جاسم آل ثاني (أبو فهد) اتصالاته، بهدف تكوين نظرة تمكنه من التحرك، بعد مجيء الموفد الفرنسي جان- إيف لودريان الشهر المقبل الى بيروت، في زيارة متابعة، او مجاملة، او انهاء الدور الفرنسي لصالح الدور القطري.
وتأكد، من ان الموفد القطري يحمل اسمي قائد الجيش العماد جوزيف عون واللواء الياس البيسري، اضيف اسم النائب نعمة فرام، والوزير السباق زياد بارود، وان الموفد القطري تواصل مع اللواء بيسري والتقى ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن ثم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قبل ظهر السبت. لكن لم يتم التأكد رسميا من مصادر هذه القوى ما اذا تمت هذه اللقاءات بسبب التكتم الشديد حول حركة الموفد.
ومن المتوقع أن تشمل جولة الموفد القطري أيضا رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، في تمهيد للمهمة الرسمية التي سيقوم بها لاحقاً وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية محمد الخليفي بحثا عن اسم ثالث للرئاسة يكون مقبولا من اغلبية القوى السياسية. لكن تردد ايضا من ضمن التسريبات ان ثنائي امل وحزب الله ابلغا «ابو فهد» تمسكهما مع حلفائهما بترشيح فرنجية.
وكشفت مصادر سياسية النقاب عن توجه جديد اعتمدته دول اللقاء الخماسي في اجتماعها الاخير على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، يتضمن الابقاء على مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان المكلف بها لحل ازمة الانتخابات الرئاسية، مدعما بتحرك متزامن يتولاه الموفد القطري المكلف إجراء الاتصالات اللازمة مع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، وفي الوقت نفسه يتولى الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الذي ابدى استعداد حكومته للمساعدة في ترسيم الحدود البرية للبنان، جنوبا وشرقا، القيام بتحركات مع الأطراف اللبنانيين المنفتحين، للمساعدة، بتقريب وجهات النظر فيما بينهم، بما يدعم مهمة لودريان وتحرك الموفد القطري على حد سواء، في الملف الرئاسي وتسريع خطى انهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية.
وتوقعت المصادر ان يؤدي تحرك الخماسية على هذا المستوى، الى اعطاء اندفاعة اقوى للجهود المبذولة، لاعادة تحريك ملف الانتخابات الرئاسية، وبوتيرة اسرع من قبل.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه بدءًا من الأسبوع الراهن يتبلور المشهد بشأن المسعى القطري الجديد حول الملف الرئاسي، وأشارت إلى أنه إذا كان أراد رئيس مجلس النواب نبيه بري تعليق دعوته للحوار فإنه سيصارح الجميع بذلك، معلنة أن مواقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل توحي بفتح باب السجالات دون معرفة ما إذا كان يريد استعادة دور التيار في مواجهة عملية اقصائه ام أنه يفعل ذلك لأهداف شعبوية.
وأعربت هذه المصادر عن اعتقادها أن عودة حديث باسيل عن المعارضة ليس بالضرورة أن يعني أنه ينضم إلى المعارضة الراهنة إنما بقصد معارضة من نوع آخر، ولفتت إلى أن شهر أيلول شارف على الانتهاء وهناك ترقب لأية مفاجأة في الشهر المقبل لاسيما رئاسيا ام أن المراوحة ستطغى على الصورة السياسية الراهنة.
فرحان لتنفيذ الاصلاحات
ومن نيويورك، دعا وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان الاطراف اللبنانيين الى تنفيذ اصلاحات شاملة تقود الى تجاوز الازمة. وأكد على ضرورة بسط الدولة اللبنانية سيطرتها على كافة الاراضي اللبنانية، لافتا الى ان «بسط الدولة اللبنانية سيطرتها سيسهم بالتصدي لتهريب المخدرات».
العيد الوطني
وفي السياق اكد سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري خلال إحتفال السفارة السعودية في لبنان باليوم الوطني السعودي الـ93 في وسط بيروت، أنّ «السعودية حريصة على أمن واستقرار المنطقة وتحقيق الادزهار في كافة البلاد العربية».
وقال: إننا نتقاسم مسؤولية دولية مشتركة من أجل الحفاظ على استقرار لبنان وحماية سيادته. والفراغ الرئاسي يبعث على القلق البالغ، ويهدد في الوصول إلى الاصلاحات، ولطالما أكدنا أنّ الحلول المستدامة تأتي فقط من داخل لبنان، وأن الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني، ونحن على ثقة بأن اللبنانيين يمكنهم تحمّل المسؤولية.
وأكّد بخاري أنّ «الموقف السعودي في طليعة المواقف الدولية التي تشدد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، قادر على تحقيق ما يتأمله الشعب اللبناني»، موضحاً:«أننا نريد للبنان أن يكون كما كان، وأن يستعيد دوره الفاعل في المنطقة».
المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا وفي مناسبة مرور 75 عاماً على تأسيس بعثات الأمم المتحدة، قالت في حديث إذاعي: إننا نبذل جهودا عبر القنوات الدبلوماسية ونشجع حوارا على الاستراتيجية الدفاعية ومناقشة كل المجموعات التي تحمل السلاح.
وأكدت ان «الأمم المتحدة تبحث في أي فرصة للمساعدة كي تفهم كيف يمكن ان تخدم لبنان في هذه المرحلة، من دون تدخل. مشيرة الى ان اللقاء مع النواب مهم لان دور النواب أساسي في انتخاب رئيس».
وقالت: في المرحلة المقبلة نشجع على ان يتخذ اللبنانيون قراراً لأن ليس هناك أحزاب فقط بل توازنات طائفية معينة، ولكن بعد سنة من الفراغ يستحق لبنان ان ينتخب رئيساً بسرعة لانه مطلوب منه عمل كثير.
مواقف باسيل
وسط ذلك، ذهب النائب باسيل الى خط الخروج نهائيا من فكرة الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري.
وتساءل باسيل في معرض الحملة على الرئيس بري، اذا تأمّن كل شيء لمطار القليعات، من قال ما بتوقف الدفع وزارة المال مثل ما صار بمعمل دير عمار؟
واعتبر باسيل في رده على قائد الجيش: كل ادعاء بأن الجيش والأجهزة الامنية عاجزة هو كلام باطل، ويراد منه رئاسة.
وفُهم من فقرة في خطاب باسيل انها تعني حزب الله، مش عارفين أنو التيار اذا راح على المعارضة الكاملة بيقوى، صحيح البلد بيضعف مع هيك منظومة ورئيس، ولكن التيار بيصير اقوى، وأقوى لانه لن يكون شريكاً بأي معادلة فشل.
لكن باسيل استدرك قائلاً: لا يمكن للتيار أن يكون ضد الحوار المجدي والجدّي، ولكن التيّار حريص على نجاح الحوار. نحنا ما وضعنا شروطا ولكن حدّدنا الظروف يلّي بتؤدّي لنجاح الحوار اي لانتخاب رئيس وفق برنامج، لأن البرنامج هو اهم من الشخص بهيدي الظروف. واذا التيّار ابدى الايجابية والاستعداد، فيجب ان يكون الجواب بالمرونة وليس بالفرض، لأنّه ثبت ان الفرض لا ينجح معنا».
وأكد باسيل: «أننا لا نستطيع أن نأتي برئيس ينتهي معه لبنان، السوري يشارك اللبناني بكل المهن وفوق كل هذا يحصل على مساعدات من الامم، فلماذا يعود إلى سوريا؟ قد يفكر بالتوجه الى اوروبا ولكن يمنعونه هذا عوضا ان يكون لدينا رئيس يفتح طريق البحر». وقال: فموضوع النازحين أصبح يتعلق بحياة بشر، وهو ليس وسيلة سياسية للحصول على الرئاسة بل أصبح عملية منظمة على ايدي عصابات باتت معروفة وأولاد عكار يعرفونها، فكيف يريدوننا ان نصدق ان الأجهزة لا تعرفها، مشددا على أن لدينا بعض المسؤولين يسكتون عن أفعال الغرب لكسب الرضى وكل الكلام عن الأجهزة الأمنية انها غير قادرة يراد منها رئاسة.
وفي المواقف، رأى نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، أن «الحوار هو الطريق الذي يوصل الى المجلس النيابي، ومن يرفضونه لا يريدون الجلوس مع الذين يعارضونهم. وبدلا من أن تزيدوا اللبنانيين بلاء بكثرة التحريض اعملوا على تحقيق الاستحقاق النيابي الرئاسي بطريقة تجمع». مشدداً أن «لبنان قائم على التوافق والتوازن، وواجب النواب أن يهيئوا الظروف المناسبة لانطلاق المؤسسات».
وقال رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، عبر حسابه عبر منصة «إكس»: يتساءل بعض الأصدقاء في لبنان والخارج لماذا لم ينتخب رئيس في لبنان وفشلت كل المبادرات الآيلة لذلك حتى الآن؟ الجواب واضح، لأن حزب الله نسف مبدأ انتخاب الرئيس مع جميع الآليات والمهل الدستورية عبر تعطيل النصاب ورفض الرئيس بري الدعوة لجلسات انتخاب مفتوحة إلا إذا كان ضامناً وصول مرشحه للرئاسة.
وإستبعد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «إمكانية إجراء انتخابات رئاسية في الوقت القريب برغم المساعي السعودية، والقطرية لأنو دود الخل منو وفيه»، في إشارة الى التعطيل اللبناني الداخلي.
وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط قد حذّر خلل استقبالاته الأسبوعية في قصر المختارة يوم السبت، من «المسار الذي تتجه إليه الأمور في ظل التعقيدات المتراكمة، والرسائل الأمنية، والتحريض المستمر في ملفات دقيقة كملف النازحين السوريين، وهي كلها تؤشر إلى مزيد من التأزم، فيما المطلوب لمواجهة ذلك أن تذهب كل القوى المعنية إلى الحوار وانتخاب رئيس، والتوقف عن هدر الوقت الذي يزيد الانهيار المستمر في كل مجالات الحياة وقطاعات الدولة.
سجال الراعي قبلان
وقال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: ان القانون والدستور مستباحان في لبنان من قبل النافذين، ومخالفات أي عضو في أي حزب يتم طمسها من قبل الحزب نفسه الذي يحمي المرتكب.
وأضاف الراعي من قداس اليوبيل الذهبي للأبرشية المارونية في استراليا امس: في لبنان لا تُستوفى الضرائب والرسوم من كل المواطنين بل من منطقة دون أخرى، إما عمداً أو خوفاً من فائض القوة أو إهمالاً وبالتالي لا يؤمَّن الا الضئيل من الخدمات العامة.
وتابع: الكنيسة لن تسكت عن كل السلبيات في لبنان، ولن تتعب في التزامها برسالتها عبر مؤسساتها التربوية والاجتماعية والاستشفائية.
واضاف: أن الكنيسة لم تترك لبنان وشعبه فريسة للاستكبار، ولن تسكت عن تعمّد تغييب رئيس الجمهورية المسيحي الوحيد في كل أسرة جامعة الدول العربية.
ورد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان على الراعي قائلاً: لأن حجم الهجمة الأميركية يهدد وجود لبنان، ولأن المسيح ومحمد يريدان الحق فقط، أقول لشريك الوطن غبطة البطريرك الراعي: القضية في لبنان أن بعض المسيحيين لا يريد رئيساً مسيحياً، وما نعيشه منذ تشرين 2019 عبارة عن غزو أميركي طاحن بواجهات مختلفة، ولحظة الغزو ومعارك المصير البلد يحتاج الى كل بنيه، والتضامن والحوار ووحدة الحال ضرورة وطنية إنقاذية. من هنا قلنا بأن القطيعة السياسية تستبيح الدستور والقانون وتقضي على البلد وتلعب لصالح واشنطن ومجموعتها الدولية الإقليمية التي تريد رأس لبنان، وليس سراً أن لبنان يتعرض لأسوأ حرب ممنهجة، والعاصفة المنظمة التي تقودها واشنطن تتسبب بأسوأ كارثة تطال الدولة ومشروعها وشعبها، وعينها على تدمير أعمدة وجود لبنان، وهنا في الداخل للأسف من يشارك واشنطن هذه الحرب وتلك الواجهات المدمرة، ولا حياد في هذه الحرب لأن لبنان تحت الغزو.
مالياً، قال وزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف خليل: «نحن ندفع معاشات العسكر والمتقاعدين والموظفين في القطاع العام من دون ان نلجأ الى الاستدانة».
واشار الى اننا نسعى الى توحيد سعر الصرف، وهذا الامر جعلنا ننجز الكثير من الاشياء المهمة.
ولفت خليل الى ان هناك ارتفاعاً في الايرادات من خلال قدرتنا على الجباية، وحجم الاقتصاد تقلص من 50 مليار دولار الى 18 مليار دولار.
واشار الى ان هناك ابواباً اخرى تؤذي وزارة المالية بالاضافة الى التهرب الضريبي تتمثل بصعوبة السيطرة على الحدود والمعابر غير الشرعية.
وكشف خليل: «ان ما تبقّى من اموال حقوق السحب الخاصة للبنان عبر صندوق النقد الدولي «SDR» هو قرابة الـ50 مليون دولار من اصل 86 مليون وان معظمهم صُرف على الطاقة والادوية والقمح.
وحزم خليل ان رواتب القطاع العام موجودة ومؤمنة حتى نهاية العام الحالي.