لبنان
لودريان يلتقي ابن فرحان في الرياض للتباحث في الملف الرئاسي
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم على آخر مستجدات الملف الرئاسي، إذ التقى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والموفد الفرنسي جان إيف لودريان بحضور المستشار نزار العلولا وسفير المملكة لدى لبنان وليد بخاري في الرياض، وتزامن ذلك مع استكمال الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني حراكه في بيروت وإعلان الرئيس نبيه بري تجميده مبادرته لحوار يسبق عقد جلسات انتخاب متتالية، والمواقف العالية للنائب السابق وليد جنبلاط، الذي اتهم القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر «بإجهاض فرصة الحوار».
ورأت الصحف أن هناك موجة ضغوط جديدة من قبل أطراف اللجنة الخماسية، خصوصاً أن باريس تبنّت موقفاً منسجماً مع أميركا والسعودية وقطر ومصر. ويراهن هؤلاء على دفع حزب الله إلى التخلي عن دعمه ترشيح سليمان فرنجية، علمًا أن الحزب أكّد للموفد القطري أنه متمسّك بموقفه.
"الأخبار": لودريان للسعودية: أعطوني فرصة ثانية!
بعدَ إعطاء الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إشارة الالتحاق بموقف «الخماسية» الخاصة بلبنان، وحثّ اللبنانيين على البحث عن خيار ثالث للخروج من أزمة الانتخابات الرئاسية، توجّهت الأنظار إلى الخطوة الجديدة المنتظرة من الأطراف الخارجية، ولا سيما بعدَ التهديد الذي أطلقه لودريان بإجراءات عقابية، مثل وقف التمويل عن مؤسسات لبنانية رسمية في حال عدم التجاوب.
وجديد الاتصالات، كان لقاء الرياض بين وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ولودريان بحضور المستشار نزار العلولا وسفير المملكة لدى لبنان وليد بخاري، وهو ما أرادته فرنسا للتأكيد على عودة باريس إلى ركب «الخماسية». لكن مع تبدل في موقفها، والتراجع عن دعمها مبادرة تتبنى انتخاب رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية مقابل تعيين رئيس حكومة يُسمّيه الطرف الآخر. وقال منشور لوزارة الخارجية السعودية على منصة «X» إنه «جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية، وسبل تكثيف التنسيق المشترك في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة آخر تطورات الملف اللبناني»، وعلمت «الأخبار» أن «الاجتماع استمر حوالي الساعة، وتناول محطات المبادرة الفرنسية وما وصلت إليه»، وقد عبّر الجانب السعودي عن «ارتياحه وسروره لجهة أن باريس اقتنعت بوجهة نظر المملكة في ما يتعلق بالأزمة اللبنانية، وعادت لتتبنّى طروحات الرياض التي تقول بوجوب انتخاب رئيس لا ينتمي إلى أي جهة». وقالت المصادر إن «المجتمعين أكّدوا على طي صفحة المبادرة الفرنسية بالشكل الذي كانت عليه، والذهاب إلى طرح صيغ توافقية بالتنسيق مع الدول الخمس، استناداً إلى نتائج الاجتماع الخماسي الأول في باريس والثاني في الدوحة، وأن لقاء الرياض وفّر مناخاً جديداً وتجاوزاً للتباينات التي ظهرت في اجتماع نيويورك الأخير». ولفتت المصادر إلى أن «باريس ليست مرتاحة لفكرة أن تتولّى قطر دور الوساطة بدلاً منها، وأن الفرنسيين يريدون غطاء السعودية لاستكمال المهمة بالتنسيق مع الدول الخمس، كون فرنسا تريد أن تحافظ على دورها في المنطقة من خلال لبنان».
لقاء الرياض تزامن مع استكمال الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني حراكه في بيروت بهدف الاستطلاع حول الخيار الثالث، وتسعى قطر إلى تولي دفة الاتصالات بدل باريس، لكنّ الدوحة تتبنى الوجهة نفسها، بأن تسعى لتأمين «طريق العبور الإلزامي الذي يمثله حزب الله لأي رئيس جمهورية».
كما تزامن لقاء الرياض مع إعلان الرئيس نبيه بري تجميده مبادرته لحوار يسبق عقد جلسات انتخاب متتالية، والمواقف العالية للنائب السابق وليد جنبلاط، الذي اتهم القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر «بإجهاض فرصة الحوار». وسبقَ ذلك، نبرة هجومية لجنبلاط ضد السعودية «بعدَ أن شعر بأن السقف العالي لمعراب يأتي بتحريض خفي من المملكة لذا توجه بالسؤال مباشرة إليها عما تريده في لبنان».
في ضوء ذلك، يتوقّع المعنيون في لبنان، بحصول موجة ضغوط جديدة من قبل أطراف اللجنة الخماسية، خصوصاً أن باريس تبنّت موقفاً منسجماً مع أميركا والسعودية وقطر ومصر. ويراهن هؤلاء على دفع حزب الله إلى التخلي عن دعمه ترشيح فرنجية، علماً أن الحزب أكّد للموفد القطري أنه متمسّك بموقفه. وتساءلت المصادر «كيف سيتعامل لودريان الذي استهلّ جولته الأخيرة من عين التينة وختمها كذلك مع الرئيس بري، بعد تراجع الأخير عن دعوة الحوار. فهل سيحاول مجدداً مع قوى المعارضة لإقناعها بضرورة المشاركة، أم سيتولى هو دعوة الكتل النيابية إلى حوار في قصر الصنوبر كما كان مطروحاً سابقاً؟»، علماً أن هذه القوى تتصرف على أنها «انتصرت في الجولة الماضية حيث إن إصرارها على رفض التسوية أطاح بحظوظ فرنجية، وهي تستعد اليوم لجولة ثانية من أجل فرض الدعوة إلى عقد جلسات انتخاب من دون المرور بالحوار وسترفض كل ما يعرضه لودريان أو غيره إذا كان في غير هذا الإطار».
"البناء": الجيش يسجل وقفة جديدة قرب مزرعة بسطرة في مزارع شبعا وينجح بفرض التراجع على الإحتلال
سجل الجيش اللبناني لمرة جديدة موقف شجاعاً في مواجهة بلطجة قوات الاحتلال، متبادلاً معها القنابل الدخانية، ليفرض في النهاية عليها الانسحاب، ومواصلة الجيش عمله لشق الطريق الى الأراضي الواقعة في المناطق المحررة من مزرعة بسطرة.
لم يشهد السياسي أيّ مستجد بانتظار ما سيحمله مبعوث الرئاسة الفرنسية جان إيف لودريان من جديد بعدما نعى بتصريحاته الأخيرة الصيغة الأولى من المبادرة الفرنسية، وسط توقعات بأن يعود الى بيروت حاملاً صيغة الخيار الثالث لعرضها على القوى السياسية، لا سيما على الثنائي حركة أمل وحزب الله والفريق الداعم لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وذلك بعدما أجرى لودريان جولة مشاورات مع أعضاء الخماسية لا سيما السعودية لبلورة موقف موحّد إزاء الملف اللبناني.
واجتمع لودريان خلال اليومين الماضيين في الرياض مع وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان تم خلاله البحث في الملف الرئاسي.
ووفق معلومات »البناء«، فإن المبعوث الفرنسي يجري مروحة لقاءات خارجية واتصالات مع مرجعيات سياسية لبنانية لتكوين رؤية نهائية عن الوضع اللبناني لتحديد الخطوة الثانية التي سيقوم بها فور عودته الى بيروت. والمرجّح أن تكون دعوة لرؤساء الكتل النيابية الى لقاءات تشاورية منفردة في قصر الصنوبر كبديل عن مبادرة الحوار التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري التي سحبت من التداول، بسبب رفض قوى المعارضة والطرفين المسيحيين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر المشاركة فيها، فضلاً عن الخلاف بين أعضاء الخماسية حول تغطية المبادرة. ولفتت المعلومات الى أن »لقاء بن فرحان ولودريان هو محاولة إنعاش أخيرة للمبادرة الفرنسية«.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء« أن الفرنسيين لن ينسحبوا من الساحة اللبنانية وإن سقطت الصيغة الأولى من المبادرة الفرنسية بسبب غياب التوافق بين الخماسية والانقسام السياسي الداخلي على المقاربة الرئاسية. مشيرة الى أن »هذا الانقسام والاصطفاف الخارجي سيؤدي إلى تعطيل متبادل للانتخابات الرئاسية والى توازن سلبي في الاستحقاق الرئاسي«.
وإذ أكد مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ«البناء« جمود الحوار مع حزب الله في الاستحقاق الرئاسي، وأن التيار لا يزال يمانع دعم ترشيح فرنجية ويرفض ترشيح قائد الجيش، أكدت أن التيار لن يسمّي أي مرشح، بل ينتظر تقديم أسماء ليقرّر موقفه منها. في المقابل جددت مصادر الثنائي لـ«البناء« تأكيدها عدم التنازل عن فرنجية، مشدّدة على أن كل الضغوط السياسية والاقتصادية لن تدفعنا للتراجع عن خياراتنا الاستراتيجية والوطنية التي تتجسّد بفرنجية في ظل أجواء التصعيد الأميركي الإسرائيلي في المنطقة ومحاولة القوى الغربية فرض مشاريع جهنمية تدميرية على المنطقة وعلى لبنان.
ويواصل الموفد القطري لقاءاته مع القوى السياسية عارضاً الملف الرئاسي بعيداً من الأضواء.
وعرض رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب مع السفير القطري لدى لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني الأوضاع العامة ولا سيما الملف الرئاسي.
وجدّد جعجع مطالبته الرئيس بري بالدعوة الى جلسة مفتوحة بدورات متتالية لا تنتهي إلا بانتخاب رئيس جديد.
وكشفت مصادر إعلامية أنه »سيكون للموفد القطري جولة ثانية مع الأطراف السياسية المؤثرة في الانتخابات الرئاسية، إلا أنه حتى اللحظة لم يجد قاسماً مشتركاً بين التيار الوطني الحر والقوات ولم يستطع أن يجمعهما على اسم واحد من الأسماء الثلاثة التي طرحها«.
ولفتت أوساط سياسية لـ«البناء« الى أن جولات الموفد القطري لا تقدم ولا تؤخر وستصطدم بعقدة الخلاف السياسي على غرار المبادرة الفرنسية، وكل الأسماء التي يتم تداولها ليست جدية، لسبب أن الخيار الثالث ليس محل توافق كل الأطراف السياسية، وإذا كان الموفد القطري فشل بإيجاد مرشح مشترك بين التيار والقوات فكيف سيستطيع جمع فريق المعارضة والثنائي وفريق فرنجية على مرشح واحد؟«.
ورأت الأوساط أن »كل المبادرات ليست سوى تقطيع الوقت بانتظار نتائج المفاوضات الدائرة في المنطقة على المحور الأميركي – الإيراني، وعلى المثلث السعودي – الإيراني – اليمني، الأمر الذي سينعكس على لبنان بطبيعة الحال، لكون الملف اللبناني يقع في آخر الأجندة الدولية – الإقليمية«، لكن الأوساط حذرت من رهان القوى السياسية اللبنانية على المفاوضات الخارجية والتي قد تأخذ وقتاً طويلاً، ما سيطيل أمد إنجاز الاستحقاق الرئاسي لأشهر طويلة قد تمتد للعام المقبل، ما سيترك تداعيات سلبية كبيرة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في لبنان.
وأكّد رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك أنّه »لا يُمكن للبنانين أن يخرجوا من الفراغ الرئاسي إلا باللقاء والتفاهم والحوار والاعتراف كل بالآخر«.
وخلال رعايته انعقاد اللقاء العلمائي الوحدوي في مدينة صيدا أكّد الشيخ يزبك أنّ »من يعوّل على أميركا فهو يعوّل على سراب، ولا يمكن للبنانين أن يخرجوا من الفراغ الرئاسي إلا باللقاء والتفاهم والحوار والاعتراف كل بالآخر«، متسائلًا »كيف تكون المواطنة بدون التلاقي والتفاهم؟«، لافتًا إلى مدّ اليد للجميع للعمل على بناء الوطن، مشيرًا إلى أنّه »لولا المقاومة في لبنان لما نعم بالأمن والاسقرار في داخله وعلى حدوده«. وتساءل: »إذا كان التعويل على اللجنة الخماسية فبشائرها سمعناها ورأيناها في جولة وزير السياحة الصهيوني في شوارع الرياض والمدينة المنورة«، مشددًا على »الصبر وعدم الاستسلام مهما كانت الظروف«.
وفي ظلّ انسداد الأبواب الرئاسية المحلية والخارجية، عاد الخطر الأمني الى الواجهة، من بوابة النزوح السوري، حيث أعلنت قيادة الجيش في بيان أنه »أثناء محاولة دورية من الجيش في منطقة القبور البيض عند الحدود الشمالية اليوم، إيقاف آلية فان هيونداي تُقل سوريين دخلوا خلسة إلى الأراضي اللبنانية، أقدم سائق الآلية على صدم أحد عناصر الدورية محاولًا دهسه والفرار من المكان رغم إطلاق بقية العناصر طلقات تحذيرية في الهواء، ما اضطرهم لإطلاق النار نحو إطارات الآلية. أسفر ذلك عن إصابة السائق وفقدانه السيطرة على الآلية واصطدامها بعمود كهربائي ومن ثم وفاته. وقد نُقل إلى أحد مستشفيات المنطقة. بوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص«.
"النهار": تأزّم داخلي تصاعدي وسط تزاحم الوساطات!
لم يعد خافيًا أن ما استجمعته الوساطة القطرية "المستجدة" من مناخات واجواء ومواقف جراء عملية الكشف الاستطلاعي التي تولاها الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني عبر لقاءاته في لبنان ولو محاطة بقدر واسع من الكتمان، عكس تفاقم الازمة وازدياد منسوب تعقيداتها قياسا بما كانت خلصت اليه الزيارة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بما اثار مجموعة معطيات جديدة لا تساهم اطلاقا في تزكية التقديرات المتفائلة في امكان "تقاطع" الوساطتين عند بعض المشاركات الأساسية، ولا سيما منها رفع لواء "الخيار الثالث" الذي شكل الرسالة الجوهرية الى جميع الافرقاء اللبنانيين. ذلك ان ثمة جهات مطلعة على معطيات الوساطتين والأجواء الداخلية التي تسود المشهد السياسي في المرحلة الراهنة تخوفت في ظل هذه المعطيات ان تكون القوى الداخلية بمجملها تصلبت اكثر من السابق وتمترست وراء مواقفها وترشيحاتها الثابتة في ظل تلمسها أجواء تستبعد توافق الدول الخمس المنضوية ضمن المجموعة الخماسية على منهج موحد مجددا بعدما اطلق عدم اصدار المجموعة بيانا مشتركا عقب اجتماع ممثلي دولها في نيويورك رسالة سلبية في شأن الملف اللبناني، مهما صدر لاحقا من تصريحات تنفي وجود تباينات بين أعضاء "الخماسية". وقالت انه على رغم "تقاطع" الاتجاهات الناشئة بين فرنسا وقطر حيال "الخيار الثالث" الذي يشكل مبدئيا الخيار الأنسب والاصح للاتجاه نحو تسوية تخرج الاستحقاق الرئاسي من ازمته التي ستطوي بعد شهر سنتها الأولى، فان هذا التقاطع لم يقترن بعد بمعطيات حاسمة تؤكد او تثبت ان الدول الخمس تتبنى هذا الخيار بما يطلق حينذاك مناخا دوليا ضاغطا بقوة على القوى اللبنانية من شأنه تهديد معطلي هذا الخيار بالانكشاف وتحمل تبعات الخروج عن حالة تسوية لا بد من بلورتها وتقريب موعد اختراق الازمة. وتبعا لذلك تعترف هذه الجهات بان الازمة تجتاز الان مرحلة شديدة الالتباس في انتظار معرفة المسار الذي ستسلكه "الوساطات". فمع ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان عاد الى التنسيق الثنائي مع المملكة العربية السعودية لم يتبين تماما بعد جدول تحركه المحتمل حيال لبنان وما اذا كان سيمضي ببرنامج سبق ان طرحه لاجراء لقاء موسع في قصر الصنوبر بما يعكس استمرار الوساطة الفرنسية ولو بظروف وحيثيات وطروحات مغايرة عن المرحلة السابقة. كما ان الترقب يسود الجولة التالية للوساطة القطرية لتبين المضمون السياسي والانتخابي لهذه الوساطة وهو ما لم يتضح بعد. وبدا لافتا ان شيئا لم يرشح او يتسرب بعد عن الاجتماع الذي عقد الأربعاء بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والمبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان في الرياض . وكانت المعلومات الرسمية عن اللقاء أفادت انه جرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، وسبل تكثيف التنسيق المشترك في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة آخر تطورات الملف اللبناني، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها. وحضر الاستقبال، المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار بن سليمان العلولا، والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري.
وفي المقابل تفيد المعلومات ان القطريين لم يلمسوا الى الان اي جديد او تبديل في مواقف الافرقاء، لا بل على العكس يظهر ان البعض يزداد تصلبا وعدم تزحزح عن مرشحه للرئاسة ولا القبول بالاسم الذي يخالفه في التوجهات والخيارات.ولكن رغم الطريق الرئاسية الصعبة لم يصل الموفد القطري الى القول انه سيتراجع عن مواصلة مهمته في حال حصر الوساطات بالدوحة بتفويض "خماسي" . وهو ما لا تستبعده مراجع متابعة عن كثب لازمة الرئاسة وترجع اسباب ذلك الى انه لم يعد في امكان باريس القيام بأكثر مما بذلته ولا يعني ذلك تخليها عن لبنان وشجونه المفتوحة. ومن المتوقع ان يبدأ وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي زيارة لبيروت في الايام المقبلة استنادا الى الحصيلة التي يجري تجميعها بهدوء .
المشهد الداخلي
في غضون ذلك حافظ المشهد الداخلي على رتابة الانتظار فيما تواصل تسجيل المواقف السجالية حيال الازمة . في هذا السياق اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع امس "ان محور الممانعة والتيار الوطني الحر غير جديرين بالحكم وان هذا المحور "عايش على غير كوكب" اذ ان اهتماماته مختلفة تماما لديه "الشيطان الاكبر والشياطين الصغار" ويصب اهتمامه على كيفية مواجهتها. وعلى سبيل المثال لا الحصر، يطالب هذا المحور برئيس للجمهورية يحمي "ضهر المقاومة" اي يسعى الى الاتيان برئيس يوافق على ما يقوم به، فيما نحن نرغب بانتخاب رئيس للبلاد يهتم بالصناعة والتجارة والزراعة والبنى التحتية وبتطوير كل القطاعات في لبنان". وأضاف : "اما "التيار" فـ"قصة ثانية"، لها علاقة بكل شيء الا بالشان العام فهذا من آخر اولوياته، باعتبار ان جل ما يهمه مجموعة اولويات ترتبط ببقائه في السلطة والسيطرة عليها وتأمين مصالحه الشخصية".
وتطرّق جعجع الى مسألة طرح الحوار، قائلا: "صديقنا العزيز الرئيس بري تحدث عن خطة للخروج من الازمة اي القيام بحوار لمدة اقصاها 7 ايام في مجلس النواب، على ان ينتهي مهما كانت النتيجة بالدعوة الى جلسة انتخاب مفتوحة، ولأننا في هذا الظرف الصعب لن ندخل بألاعيب لا جدوى منها، رفضنا الطرح. وفي الامس اعلن رئيس المجلس انهاء طرح هذه المبادرة لأن عددا من الكتل لن يشارك فيه، ما يعني انه على الرئيس بري اعتبار الحوار قد فشل وعليه عندئذٍ، كما قال سابقا، الدعوة الى عقد جلسة بدورات متتالية لا تنتهي الا بملء سدة الرئاسة، ولكنه للأسف ما زال يرفض ذلك". وأضاف : "ان اتهام الموارنة بالتعطيل على الموضة اليوم، اذ يقوم البعض بذلك حاليا وكأن النواب الموارنة من يخرجون من الجلسات فور انتهاء الدورة الاولى. من الممكن ان نجد قسما من الموارنة "عاطلين او مناح" كما كل الطوائف، ولكن هذا لا يبرر هذه الموضة الجديدة لتنصل الآخرين من المسؤولية".
تباينات الوزراء
اما الجانب الاخر البارز الذي تصاعد امس في المشهد الداخلي، فتمثل في تجدد المبارزات داخل الحكومة حول ملف النزوح السوري وخصوصًا بين الوزراء المصنفين "عونيين" ووزير المهجرين "الإرسلاني" عصام شرف الدين. فوزير العدل هنري الخوري من خلال جولته في إيطاليا حيث التقى نظيره الإيطالي كارلو نورديو أبلغ نظيره "موقف الحكومة اللبنانية من ملف النازحين" قائلا ان النازحين "يزحفون الى لبنان بأعداد كبيرة وهم بذلك لم يعودوا لاجئين بل نازحين اقتصاديين". وحذر من أن "الأمر سينعكس سلبا على أوروبا لأنها الهدف الحقيقي والمبطن للنازحين السوريين اما لبنان فهو محطة بالنسبة لهم". كذلك حذر من "حدة وخطورة الإكتظاظ في السجون اللبنانية الذي يسببه زحف النازحين وتجاوزاتهم التي ترفع نسبة الجريمة وعدد المساجين".
في المقابل رأى الوزير عصام شرف الدين، أن "القرارات التي اتخذتها الحكومة في ملف النازحين خجولة، ولقد سجلت اعتراضي على الوفد الذي شُكّل". وقال "هناك تواطؤ خارجي على لبنان في ملف النازحين وسكوت داخلي، و"مستوطيين حيطنا"، مشيرا إلى أن "الحلّ يبدأ في سوريا". وأضاف: "مأخذي على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل انه يكبّل وزراءه الأربعة المعنيين بملف النازحين السوريين". وأشار إلى "أنني طالبت بعقد اجتماع أمني مركزي طالما لا يمكن لمجلس الدفاع الأعلى الانعقاد بغياب رئيس الجمهورية وهذه مسؤولية وزارة الداخلية، وأنا أضع نفسي بخطر لأنني أرفع الصوت ضد المتخاذلين وضد الأمم المتحدة والولايات المتحدة والتواطؤ علينا". وقال "على وزير الخارجية عبدالله بو حبيب التنحّي بالكامل عن ملف النازحين السوريين وتكليف وزير آخر القيام بهذه المهمة".