لبنان
أبو حمدان: رفض الحوار إرضاءٌ للأميركي و ضربٌ لمفهوم السيادة والحرية
أكَّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رامي أبو حمدان أنَّ "المشكلة في لبنان اليوم هي بسلّم الأولويات، بالرغم من أهمية الاستحقاق الرئاسي وضرورة حسمه لتحقيق الانتظام العام للمؤسسات"، مضيفًأ أنَّه يجب النظر إلى الأزمة بحيث تكون الأولوية للناس، بمعنى أن تكون الجهود مصبوبة على الأمور الحياتية بشكل أساسي ولا ننتظر انتخاب الرئيس فقط للانطلاق بالجهود الإصلاحية".
وخلال لقاء سياسي حواري في بلدة ميسلون البقاعية مع جمع من الأهالي والفعاليات، تقدم أبو حمدان من جميع اللبنانيين والمسلمين بالتهنئة بولادة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، راجيًا من الله تعالى أن يعيد الذكرى على الأمة جميعًا بالفرج ووحدة الصف.
وفي السياق، اعتبر أبو حمدان أنَّه "بالعودة الى الأمور الحياتية، فإن أولوية الناس تكمن في القطاعين الصحي والتربوي، فالأول يعنى بحياة الناس والثاني بمستقبل الأجيال القادمة، وبالتالي عناصر إدارة البلد المستقبلية"، مبينًا أنَّ "الخلل في هذين القطاعين خطير وحساس و يجب أن يحظى بأولوية لدى أهداف القادة السياسيين".
وفي ما خصّ الملف الرئاسي، رأى أنَّه "لا يزال يمر في نفق مظلم لأن هناك فريقًا في البلد نشأ وترعرع على الاتكال على الخارج في تقديم الحلول لإدارة الدولة ومنها رئاسة الجمهورية".
ورأى أنَّ "الكيدية المعمول بها لدى بعض الأفرقاء في لبنان والتعنت برفض الحوار بين اللبنانيين أنفسهم يزيد المسألة تعقيدًا، وكأنه يعمد إلى زيادة الضغط على المواطنيين متجاهلاً كل آلامهم. وجلُّ ما يسعى إليه هذا الفريق هو إرضاء سيده الأميركي ضاربًا بعرض الحائط مفهوم السيادة والحرية التي يدّعونها، والهدف في النهاية هو المقاومة، بيئتها وأهلها، والغاية هي التطبيع مع الكيان المؤقت".
وحول ملف النازحين السوريين، أوضح أبو حمدان أنَّ التعاطي معه باستخفاف يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة قد تقلب الطاولة على الجميع دون استثناء، مشيرًا إلى أن المسؤولية هنا تقع على ثلاثة أطراف، فهي أولاً تقع على الأمريكي الذي فرض العقوبات على سورية ومنها قانون "قيصر" ما فاقم معاناة الشعب السوري الذي بدوره زاد الضغط في الوقت نفسه على الشعب اللبناني".
وأضاف: "أما ثانيًا فالمسؤولية يتحملها المجتمع الدولي من اتحاد أوروبي إلى الأمم متحدة التي تعمل على تحقيق المشاريع الأميركية في رفضها لعودة اللاجئين إلى بلادهم بل وتشجيعهم على البقاء في لبنان، مرّة عن طريق إصدار قرارات وأخرى بتقديم الدعم المالي والخدماتي لهم في لبنان دون سورية".
وتابع: "ثالثًا، الحكومة السورية هي الحاضرة لحل المشكلة، لكن شرط أن تحترم سيادتها من قبل الأطراف الأخرى ونعني فيها لبنان، كما أن الحكومة اللبنانية هي من تمتلك الورقة الأقوى إذا ما أرادت ذلك عبر تشكيل وفد حكومي رسمي والذهاب إلى سورية ووضع آلية حل عملية بعيدًا عن الضغط الأميركي وأعوانه".
وفي الختام، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة: "عجبًا سمعنا من بعض اللبنانيين، أن على الحكومة الذهاب إلى واشنطن لحل مشكلة النازحين. وما هذا الطرح إلا دعوة إلى المزيد من الذل، فكيف تطلب الدواء ممن سبب الدّاء"، معتبرًا أن "المسألة تحتاج إلى موقف حاسم من القيادة السياسية في لبنان لانتشال البلد من مستنقع سيغرق فيه الجميع في حال عدم استدراكه".