لبنان
الشيخ قاسم: "طوفان الأقصى" مرحلة أساسية ستبقى مدوَّنة في التاريخ
أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أننا أمام معركة كبرى في فلسطين، ورأى أنّ الإخوة في حركة "حماس" ومعهم المقاومة الفلسطينية قاموا بعمل كبير جدًا تحت عنوان "طوفان الأقصى" تعبيرًا عن إرادة التحرير وإرادة استعادة الأرض والحقوق المشروعة، مضيفًا: "هذه الخطوة الكبيرة جدًا أبرزت الإمكانات الواعدة الموجودة عند المقاومة والقيمة الكبيرة المتمثلة بالمجاهدين من خلال شجاعتهم وعطاءاتهم وتضحياتهم وجهودهم، وكذلك كشفت الوضع الإسرائيلي الهَشّ الذي يعتمد على الآلة والدعم الدولي وعلى التسلط بإمكانات مادية وليس بحضور بشري واستحقاق ذاتي".
وفي حفل تكريم مندوبي الهيئة الصحية في المدارس في بيروت، قال سماحته: "بالنسبة إلينا "طوفان الأقصى" يعبِّر عن فخر الأمة وعن عزتها، وهذه أصبحت مرحلة تاريخية أساسية ستبقى مدوَّنة مسجَّلة بمعزل عن كل ما سينتج بعد ذلك".
وأضاف: "نتذكر الإمام الخميني (قده) الذي كان أول من أعلن بعد انتصار الثورة الإسلامية المباركة إزاحة العلم الإسرائيلي من سفارة فلسطين ورفع العلم الفلسطيني لتكون سفارة فلسطين وإعلان يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، تأكيدًا على البوصلة والاتجاه الذي لهُ طابع جهادي عبادي، والذي حثَّ الأمة على أن تقاتل هذا العدو الإسرائيلي وأن تطرده من الأرض. وكان أبرز تكليف لحزب الله عند نشأته سنة 1982 هو قتال "إسرائيل" وتحرير الأرض، وهذا يبيِّن عمق الهدف الذي طرحه الإمام، وهو يقول لنا إنَّ كلّ مشكلات المنطقة هي من العدو الإسرائيلي، وكل الخلل الذي نعيشه على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي هو بسبب وجود هذا الكيان المحتل التوسعي".
وتابع أنّ: "كل الأزمات التي تتولد والخلافات والتناحر والخلافات العربية - العربية وامتدادات الدول الكبرى لتستثمر في خلافاتنا ولتجعلنا أتباعًا في بلداننا المختلفة هو بسبب وجود هذا الكيان الإسرائيلي الغاصب، لأنَّهم يريدون حمايته واستمراره، ويستخدمونه عصى لكل المحيط ولكل المنطقة". وشدد على أنّ: "هناك فكرة رائجة كان يتحدث عنها بعض الكتَّاب والسياسيين، خلال المراحل السابقة، وهي أنَّ "إسرائيل" تدير العالم، ولكن بصراحة هذا خاطئ، فأميركا هي من تدير العالم و"إسرائيل" هي ورقة من الأوراق تستخدمها الولايات المتحدة لقناعاتها ومستقبل خيارتها وما تريد أن تفرضه في المنطقة".
وأوضح أنّهم" "زرعوا "إسرائيل" في المنطقة لاستخدامها كأداة، وبالعودة إلى حرب تموز 2006 - على سبيل المثال - قرار الحرب كان أميركيًا"، قائلاً:"اليوم تلاحظون المتابعة اليومية للرئيس الأميركي جو بايدن واتصاله المتكرر لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو والعناوين التي يعرضها لسير الحرب التي أعلنها نتنياهو وهي عناوين تحثه و"إسرائيل" على الاستمرار من دون تحديد وقت للوصول إلى الأهداف التي تفكر فيها أميركا، وهي محاولة للقضاء على المقاومة في فلسطين، وهذا المشروع مشروع خطير جدًا وكبير".
وبين أنّه: "من الخطأ أن نتحدث عن ردَّ فعل إسرائيلية على المقاومة، فـ "طوفان الأقصى" هو ردَّ الفعل على الاحتلال الإسرائيلي، و"إسرائيل" هي التي تقوم بالمجازر وتهدم البيوت وتقتل الأطفال وتقوم بالإجرام الذي لا مثيل له على مرأى من الدول الكبرى من دون أن يحركوا ساكنًا، بل يعطون شهادات حسن سلوك لـ "الإسرائيلي" بأنَّه يلتزم بالقانون الدولي".
وقال: "الغرب وعلى رأسه أميركا ومعه هذه الأداة الصغيرة "إسرائيل" يعملون ليلًا نهارًا من أجل منع مستقبل أجيالنا وأطفالنا أن يعيشوا بحرية وعزّة وكرامة، وهم يغطُّون هذا الاحتلال ويكذبون عندما يقولون لا نريد توسيع المستوطنات، ويكذِّبون عندما يقولون إنهم يريدون إعطاء قطعة من فلسطين للفلسطينيين، ويكذِّبون عندما يقولون إنّ "إسرائيل" تريد أن تعيش آمنة في هذه المنطقة، فهم يريدون "إسرائيل" منطلقًا توسعيًا يأخذ الأراضي ويسلب الخيرات ويمنع أي تفكير وأي قناعة وأي مشروع خارج عن إرادة السيطرة الغربية على عقول أجيالنا المستقبلية، وهذا الخطر الكبير يجب أن نواجهه".
واردف: "لذلك واضح لدينا أنَّه لا خيار لمواجهة المشروع الصهيوني الأميركي إلَّا بالمقاومة، مهما كانت التضحيات ومهما كان الثمن ومهما كانت القسوة في هذه الحرب والاعتداءات، فنحن مقتنعون أنَّ المقاومة ستخرج منتصرة وستكبر أكبر فأكبر وتزداد أكثر فأكثر، والمستقبل ليس بعيد فسنرى هذه النتائج، وأحلامهم في محاولة إلغاء قدرة الفلسطينيين والمقاومين على أن يصنعوا خياراتهم ومستقبلهم وأن يستعيدوا أرضهم واهية".
وشدّد على أنّه: "لا بُدَّ للحق أن ينتصر، ونحن نؤمن أنَّ النتيجة ستكون لمصلحة المقاومة وفلسطين ومصلحة هذا الشعب المجاهد المعطاء المضحي"، مردفًا: "ولعلنا لم نلتفت بدقة إلى الآية القرآنية الكريمة التي حدثنا الله تعالى فيها عن هؤلاء اليهود كيف يجتمعون في يوم من الأيام "وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا"، هذا التجميع هو النهاية وليس البداية، ولكن الأمر يحتاج إلى صبر وجهاد واستمرارية وتحمُّل ومعرفة العدو من الصديق ويجب أن تكون الأنظار مشخَّصة دائمًا إلى بوصلة فلسطين، وإن شاء الله ننتصر".
وختم قائلًا: "كل التحية للمجاهدين والشرفاء والشعب الفلسطيني خاصةً، كل التحية للشهداء والجرحى والعوائل التي هُجِّرت وتضررت، كل التحية لكل من يقف إلى جانب فلسطين، وإن شاء الله النصر للمؤمنين "إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"".