لبنان
المقاومة تشنّ سلسلة من العمليات وتنعى ثلاثة شهداء.. والسيد صفي الدين للأميركيين: لدينا أقوى مما لديكم فاحذرونا
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة من بيروت فجر اليوم على التظاهرات الحاشدة التي انطلقت في لبنان تضامناً مع فلسطين، وكان أهمها الحشد الذي دعا إليه حزب الله في الضاحية الجنوبيّة وتحدّث خلاله رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين، وكان أبرز ما قاله السيد صفي الدين، إنّ المقاومة في قلب معركة الدفاع عن غزة، وإن مشروع التهجير في غزة لن يمرّ، بما يشبه رسم الخطوط الحمراء، متوجهاَ للأميركيين قائلاً: "أنتم تحذروننا لكن يجب أن تحذروا أنتم منا، فما لدينا أكثر مما لديكم وما عندنا أقوى مما عندكم".
كما لفتت الصحف إلى الأحداث التي حصلت أمس عند الثالثة والربع فجراً مع استهداف دبابة ميركافا لجيش الاحتلال في موقع الراهب، واعترفت إذاعة جيش الاحتلال بإصابة أربعة جنود. وخلال النهار، أعلن حزب الله عن سلسلة عمليات ضد مواقع لجيش الاحتلال في جل العلام وثكنة زرعيت وموقع البحري مقابل رأس الناقورة. كما هاجم مركز تجمع لجنود الاحتلال ومنظومة مراقبة واستطلاع في تلة الطحيات جنوب المنارة بالصواريخ الموجّهة وأوقع فيها عدداً من الإصابات بين قتيل وجريح. ورداً على الاعتداءات الصهيونية بحق المدنيين اللبنانيين، أعلن الحزب مهاجمة موقع المالكية الصهيوني بمختلف أنواع الأسلحة الصاروخية والرشاشة، ما أدى إلى إصابة عدد من الجنود وتدمير جزء كبير من تجهيزاته الفنية. وعصراً استهدفت المقاومة موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالقذائف الصاروخية والأسلحة المتنوعة، وكذلك موقع المطلة، كما استهدفت موقع الطيحات للمرة الثانية أمس. ونعى حزب الله أمس الشهداء علي عدنان شقير (ميس الجبل) وطه عباس عباس (عيترون) وعلي محمد مرمر (عيترون).
"الأخبار"| سفارات ومنظّمات دولية تبحث في خطط إخلاء: المقاومة تستكمل عملية "فقء العيون" على الحدود
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي كتبت: "لم يُفضِ الاستنفار الدبلوماسي على أعلى المستويات إلى تهدئة الجبهة الجنوبية. يُغادِر الموفدون الأجانب لبنان كما يأتون إليه، خالي الوِفاض بلا أي معلومة أو موقف أو حتّى توقّع عمّا يُمكن أن يقوم به حزب الله. وما من جهة سياسية أو أمنية يقصدها الزوار والسفراء الغربيون يمكنها التخمين في ما يفكّر وما الذي يريد أن يفعله. وعليه، تتعامل الدول مع لبنان وكأنّ الحرب باتت على الأبواب، ويستمر السجال حول السيناريوهات المقبلة، مع إجراءات احترازية مكثّفة لحالات الطوارئ بدأ يشهدها لبنان.
فبعد إعلان شركة طيران الشرق الأوسط أن الشركة وضعت خمساً من طائراتها الـ 24 في تركيا كإجراء احترازي، علمت «الأخبار» أنه «يجري إخلاء المطار من بعض المحتويات المهمة، مع عمليات نقل لأوراق وملفات». كما كشفت مصادر أمنية أن «الأمن الخاص للمنظمات الدولية أعدّ خطة لإجلاء الموظفين والعاملين في هذه المؤسسات، بالتنسيق مع الجيش اللبناني». وعلمت «الأخبار» أن «الجيش سيسمح لهؤلاء باستعمال المطارات العسكرية والموانئ الصغيرة للخروج في حال إقفال مطار بيروت الدولي». كما طلبت شركات ومؤسسات إعلامية أجنبية لها مكاتب كبيرة في بيروت من موظفيها تحضير أنفسهم للانتقال إلى دول في المنطقة من بينها الإمارات، مع الإبقاء على عدد محدود جداً من الموظفين في بيروت.
وكشفت مصادر أمنية أن سفارات أجنبية وعربية رفعت من مستوى إجراءاتها، وأجلَت أعداداً إضافية من طواقمها فضلاً عن عائلاتهم، خصوصاً بعدَ التحركات التي بدأت أول من أمس رداً على مجرزة المستشفى الأهلي المعمداني.
وتوالت أمس تحذيرات الدول التي شدّدت على رعاياها بعدم السفر إلى لبنان أو مغادرته. ورفعت وزارة الخارجية الأميركية مستوى تحذيرها من السفر إلى «عدم السفر»، مشيرة إلى «الوضع الأمني المتعلق بتبادل الصواريخ والقذائف المدفعية بين إسرائيل وحزب الله». وسمحت وزارة الخارجية بالمغادرة الطوعية والمؤقتة لأفراد عائلات موظفي الحكومة الأميركية وبعض الموظفين غير العاملين في حالات الطوارئ من السفارة الأميركية في بيروت «بسبب الوضع الأمني الذي لا يمكن التنبؤ به في لبنان». كذلك دعت الخارجية الكويتية «المواطنين الراغبين بزيارة لبنان إلى التأني خلال هذه المرحلة». وأهابت بالمتواجدين هناك «العودة الطوعية نظراً إلى الأوضاع التي تمر بها المنطقة حرصاً على سلامتهم». ودعت المملكة العربية السعودية أيضاً مواطنيها الموجودين في لبنان إلى المغادرة فوراً. وقالت السفارة السعودية في بيروت إنها تتابع عن كثب تطورات الأحداث الجارية في منطقة جنوب لبنان، و«تدعو كلّ المواطنين إلى التقيّد بقرار منع السفر ومغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري لمن هو في لبنان حالياً». ونصحت السفارة الفرنسية في بيروت الفرنسيين الذين «يرغبون بزيارة لبنان أو الإقامة فيه بالتراجع عن ذلك، إلا لأسباب ملحّة، نظراً إلى التوترات الأمنية، وبخاصة على الحدود الجنوبية».
شنّت المقاومة سلسلة واسعة من العمليات ونعت ثلاثة شهداء
في السياق، كشفت مصادر مطّلعة أن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب دعا السفراء العرب إلى اجتماع اليوم. وكان بو حبيب حذّر خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الاستثنائي العاجل لمنظّمة التعاون الإسلامي في جدة من «اشتعال النيران في المنطقة بأكملها في حال استمرار العدوان على قطاع غزة».
وأمس، كانت ساعات القتال على «الجبهة الشمالية» هي «الأكبر خلال الأيام الأخيرة»، على ما لخّصت قناة «كان» العبرية أحداث الأربعاء. وقد افتُتحت الأحداث أمس عند الثالثة والربع فجراً مع استهداف دبابة ميركافا لجيش الاحتلال في موقع الراهب، واعترفت إذاعة جيش الاحتلال بإصابة أربعة جنود. وخلال النهار، أعلن حزب الله عن سلسلة عمليات ضد مواقع لجيش الاحتلال في جل العلام وثكنة زرعيت وموقع البحري مقابل رأس الناقورة. كما هاجم مركز تجمع لجنود الاحتلال ومنظومة مراقبة واستطلاع في تلة الطحيات جنوب المنارة بالصواريخ الموجّهة وأوقع فيها عدداً من الإصابات بين قتيل وجريح. ورداً على الاعتداءات الصهيونية بحق المدنيين اللبنانيين، أعلن الحزب مهاجمة موقع المالكية الصهيوني بمختلف أنواع الأسلحة الصاروخية والرشاشة، ما أدى إلى إصابة عدد من الجنود وتدمير جزء كبير من تجهيزاته الفنية. وعصراً استهدفت المقاومة موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالقذائف الصاروخية والأسلحة المتنوعة، وكذلك موقع المطلة، كما استهدفت موقع الطيحات للمرة الثانية أمس. ونعى حزب الله أمس الشهداء علي عدنان شقير (ميس الجبل) وطه عباس عباس (عيترون) وعلي محمد مرمر (عيترون).
واعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال بإطلاق قذائف من لبنان تجاه مواقع في مزارع شبعا. وتحدثت صحيفة «معاريف» عن سقوط صاروخين في مستوطنة كريات شمونة، وأحصى إعلام العدو سقوط أكثر من عشرة صواريخ موجّهة على مواقع جيشه عند الحدود مع لبنان.
في الأثناء، تعيش المستوطنات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان حالة الخوف والهلع نتيجة تسارع التطورات على الجبهة، ونقلت قناة «كان» عن رئيس مجلس مستوطنة المطلة دعوته المستوطنين إلى الخروج منها قائلاً: «من بقي منكم فليغادر الآن ولا ينتظر». وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن جيش الاحتلال بدأ إنشاء مستشفى ميداني في الجليل ضمن الاستعدادات لاحتمال اندلاع مواجهة مع حزب الله.
"البناء"| السيد صفي الدين للأميركيين: عندنا أكثر مما عندكم ولدينا أقوى مما لديكم فاحذرونا
من جانبها، لفتت صحيفة "البناء" إلى التظاهرات الحاشدة التي انطلقت في لبنان تضامناً مع فلسطين، كان أهمها الحشد الذي دعا إليه حزب الله في الضاحية الجنوبيّة تحدّث خلاله رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، وكان أبرز ما قاله صفي الدين، إن المقاومة في قلب معركة الدفاع عن غزة، وإن مشروع التهجير في غزة لن يمر، بما يشبه رسم الخطوط الحمراء، متوجهاَ للأميركيين قائلاً: أنتم تحذروننا لكن يجب أن تحذروا أنتم منا، فما لدينا أكثر مما لديكم وما عندنا أقوى مما عندكم.
ميدانياً سجلت العمليات على الحدود الجنوبية أعلى حصاد لها في مواقع الاحتلال المقابلة، وكان اليوم الأعلى في درجة التصعيد، بينما سجلت المقاومة العراقية اول دخول على الخط بإعلان استهدافها قاعدة عين الأسد، حيث القواعد الأميركية.
ولا تزال المجزرة الإسرائيلية في مستشفى المعمداني في غزة وتداعياته الحدث الأبرز الذي يطغى على المشهد الداخلي، بالتوازي مع اشتداد حدّة المواجهة والمعارك العسكرية والإلكترونية والاستخبارية بين فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة، ما أدّى الى خسائر فادحة بشرية ومادية في صفوف الاحتلال، وقد اعترف إعلام العدو عبر قناة «كان» بأن «هذا اليوم (أمس) كان أقوى الأيام قتالاً على الحدود الشمالية مع لبنان».
وأشارت مصادر ميدانية لـ»البناء» الى أن حزب الله كثّف عملياته العسكرية النوعية ضد مختلف مواقع الاحتلال غداة ارتكاب العدو المجزرة بحق المدنيين في المعمداني، وشدّدت على أن مستوى العمليات سيتوسّع كل يوم الى ما هو أبعد من الحدود، وقد يتفاجأ العدو بأنواع أخرى من العمليات التي ستؤلمه. وكشفت المصادر أن العدو تكبّد خسائر كبيرة لكنه يمارس التعتيم الإعلامي، كما أنه يتهيب الحرب مع المقاومة في لبنان من خلال التخفيف من تحركاته الحدودية واختباء جنوده وضباطه في الآليات العسكرية.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلي أن جيش الاحتلال بدأ في إنشاء مستشفى ميداني في الجليل ضمن الاستعدادات لاحتمال اندلاع مواجهة مع حزب الله.
وأشار خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ»البناء» الى أن احتمالات توسّع الحرب تتزايد بظل ما يجري من مجازر وحرب إبادة في غزة، مرجحة أن يبادر محور المقاومة الى تسديد ضربات موجعة ضد أهداف إسرائيلية لا سيما الموانئ والمطارات وحقول النفط والغاز وقواعد عسكرية حساسة، وأخرى تستهدف القواعد الأميركية في المنطقة لا سيما في سورية والعراق. ويشير الخبراء الى أن الحشد الدولي الأميركي – الغربي بتواطؤ بعض الأنظمة العربية يشكل مظلة دعم لكيان الاحتلال ويمنحه مزيداً من الوقت لاستمرار الحرب وقتل المدنيين لتنفيذ مشروعه القديم – الجديد أي تفريغ غزة من المدنيين وتهجيرهم الى سيناء، إضافة الى أن حاملات الطائرات والبوارج الحربية الأميركية تشكل عامل اطمئنان لكيان الاحتلال كقوة ردع ضد محور المقاومة، لكن محور المقاومة في المقابل أيضاً يملك أوراق قوة كثيرة على امتداد المنطقة سيُخرجها في الوقت المناسب يمكنها من إيلام «إسرائيل» والولايات المتحدة وأوروبا وتهديد مصالحهم الحيوية في المنطقة وأمن كيان الاحتلال بحال توسّعت الحرب الى حرب شاملة».
وردت المقاومة الإسلامية على الاعتداءات الصهيونية المتكررة على المدنيين اللبنانيين بسلسلة عمليات هاجمت خلالها مواقع وأهدافًا لجيش الاحتلال الصهيوني على امتداد الحدود مع فلسطين المحتلة، موقعة قتلى وجرحى في جنود العدو، ومحققة إصابات مباشرة في المواقع المستهدفة.
وأعلنت المقاومة الإسلامية في بيانات متلاحقة مهاجمة موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة (أقصى القطاع الشرقي)، بالقذائف الصاروخية والأسلحة المتنوعة من بينها سلاح 57 ملم، مما أدّى إلى تحقيق إصابات مباشرة في الموقع.
كما هاجمت مواقع: جل العلام، وثكنة زرعيت، وموقع البحري، الواقع مقابل رأس الناقورة (أقصى القطاع الغربي) بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة، واستهدفت مركزاً لتجمع جنود الاحتلال ومنظومة مراقبة واستطلاع في تلة الطحيات الواقعة جنوب مستوطنة المنارة (القطاع الأوسط) بالصواريخ الموجّهة وأوقعت فيها عددًا من الإصابات بين قتيل وجريح.
وفي وقت لاحق عاود مجاهدو المقاومة الإسلامية مهاجمة موقع الطحيات، حيث قامت مجموعة الشهيدين علي حسن حدرج، وعلي رائف فتوني، باستهداف الموقع للمرة الثانية هذا اليوم بالأسلحة المناسبة، إضافة الى موقع المالكية الصهيوني (القطاع الأوسط) بمختلف أنواع الأسلحة الصاروخية والرشاشة، وأصابته بشكل مباشر، موقعة فيه عددًا من جنوده بين قتيل وجريح، إضافة إلى تدمير جزء كبير من تجهيزات الموقع الفنية.
كذلك استهدفت مجموعة أخرى موقع المطلة الصهيوني (القطاع الأوسط) بالأسلحة المناسبة.
وأعلنت وسائل إعلام العدو، استهداف المواقع الصهيونية المذكورة بالصواريخ والأسلحة الرشاشة الثقيلة، مؤكدة أن أكثر من 10 صواريخ مضادة للدروع، أصابت المواقع المستهدفة.
وفي وقت لاحق أعلنت وسائل إعلام العدو مصرع ثلاثة جنود وإصابة 4 آخرين بجروح في الهجوم الذي استهدف موقع تلة الطحيات، فيما لا تزال تتكتم على خسائر العدو في المواقع الأخرى.
ونشر الإعلام الحربي في حزب الله، مقطع فيديو يجمع مشاهد من استهداف الدبابات الإسرائيلية جنوبي لبنان، بصواريخ مضادة للدروع، تحت عنوان كُتب بالعربية والعبرية: «دباباتكم قبوركم».
وأعلن الإعلام الحربي في حزب الله مساء أمس استشهاد اثنين من مجاهديه في الاشتباكات مع الاحتلال الإسرائيلي، هما الشهيد طه عباس عباس (علي الرضا)، والشهيد علي محمد مرمر «مرتضى» من بلدة عيترون جنوب لبنان.
إلى ذلك، نظمت وقفات احتجاجية في عدد من المناطق اللبنانية في ظل حداد وطني وإقفال عام جراء الممارسات الإسرائيلية الوحشية واستنكاراً لمجزرة المستشفى الأهلي المعمداني، كان أبرزها التحرّك المركزي أمام مبنى الإسكوا في بيروت، والتجمع الذي دعا إليه حزب الله «تضامناً مع غزة واستنكاراً للمجازر الصهيونية الوحشية بحق الأطفال والعدوان الإرهابي على المستشفى المعمداني»، في باحة الشورى في حارة حريك، إضافة الى التحرك أمام السفارة الأميركية في عوكر الذي تحول ساحة اشتباك بين المتظاهرين والجيش اللبناني والقوى الأمنية.
وأكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، في الوقفة التضامنية مع غزة التي دعا اليها الحزب، في باحة الشورى في حارة حريك، «ان الكيان الصهيوني قائم في الأساس على المجازر وقتل الأبرياء من دون رادع، فكيف إذا كان مدعومًا بالأميركي والغربي». وقال: «نقف هنا لنعلن استنكارنا وغضبنا الشديد لما ارتكبه الصهاينة من مجازر متتالية، وآخرها مجزرة مستشفى المعمداني»، مشيراً الى أن «السبب في إراقة دماء الشعوب هو الولايات المتحدة الأميركية ومعها الغرب». وأعلن ان «في كل دقيقة، كان العدو يرتكب مجازر إبادة بحق عائلات بأكملها في قطاع غزة، من دون أن يتحرّك الضمير العربي».
وقال السيد صفي الدين: «القصف الذي استهدف أمس مستشفى يؤكد أنّ الاستهداف هو بقرار وتصميم مُسبق»، موضحاً «ان إدارة المستشفى والمسؤولين قاموا بكل جهد من أجل تأمين المستشفى الذي يُمنع بحسب كلّ القوانين أن يُستهدف». وقال: «وقاحة الصهاينة أمس ظهرت، بمحاولة التنصّل بشكل فاضح من المسؤولية وتحميل الفصائل الفلسطينية مسؤولية ما حصل».
واندلعت مواجهات في محيط السفارة الأميركية في عوكر بين المتظاهرين والقوى الأمنية على أثر التظاهرة التي نُظمت تضامناً مع الشعب الفلسطيني واستنكاراً لمجزرة المستشفى «المعمداني» في غزة. وحاول المحتجون اجتياز السياج الشائك ورموا الحجارة باتّجاه القوى الأمنيّة، التي ردّت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لإبعاد المحتجين. وكان الجيش أقام سلسلة حواجز في الضبية قرب الـ»ABC» وعلى كافة المداخل المؤديّة إلى عوكر. وسجلت حالات اختناق كثيرة في صفوف المتظاهرين جراء إلقاء القوى الأمنية أعداداً كبيرة من القنابل المسيّلة للدموع في محيط السفارة.
وليس بعيداً، حثت السفارة الأميركية في بيروت عبر حسابها على تويتر موطنيها «على عدم السفر إلى لبنان». وقالت عبر حسابها على منصة «اكس»: نوصي المواطنين الأميركيين في لبنان باتخاذ الترتيبات المناسبة لمغادرة البلاد. تظل الخيارات التجارية متاحة حاليًا. نوصي مواطني الولايات المتحدة الذين يختارون عدم المغادرة بإعداد خطط طوارئ لحالات الطوارئ»، ما دعت السفارة «المواطنين الأميركيين في بيروت تجنّب منطقة عوكر اليوم (أمس) نظرًا لاحتمال وقوع المزيد من التظاهرات. ولا تزال أبواب السفارة مفتوحة للعمل. ونحن نعطي الأولوية لتقديم الخدمات القنصلية للمواطنين الأميركيين في لبنان».
بدورها، نصحت السفارة الفرنسية في لبنان «الذين يرغبون زيارة لبنان بالذهاب إلى هذا البلد إلا لأسباب ملحة».
ونصحت السفارة السعودية في بيروت مواطنيها في لبنان بالمغادرة بشكل فوري. ولفتت الى ان «سفارة المملكة العربية السعودية لدى جمهورية لبنان تتابع عن كثب تطورات الأحداث الجارية في منطقة جنوب لبنان، حيث تدعو كافة المواطنين التقيّد بقرار منع السفر ومغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري لمن هو متواجد في لبنان حالياً».
ودعت سفارة مملكة البحرين لدى الجمهورية العربية السورية «جميع المواطنين البحرينيين الكرام بضرورة الالتزام بالبيانات الصادرة عن الوزارة مسبقًا حول عدم السفر نهائيًا إلى لبنان».
أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان على الإطلاق بسبب المخاطر المرتبطة بالصراع الدائر بين «إسرائيل» والفلسطينيين.
كما شجعت المواطنين البريطانيين الموجودين في لبنان على مغادرة البلاد الآن «بينما لا تزال خيارات (الرحلات) التجارية متاحة».
وكان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، أكد في كلمة له خلال الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدّة، على ضرورة «توقف الاستفزازات الإسرائيلية على حدودنا الجنوبية كما يجب أن ينتهي العدوان على غزة».
وشدد بو حبيب، أن «على المجتمع الدولي اليوم مسؤولية كبرى، أن يوقف المعايير المزدوجة والدعم الأعمى للمحتل. إن الحصار المفروض على غزة، والذي يؤثر على أكثر من مليوني فلسطيني، يشكل جريمة صارخة ضد الإنسانية».
وأشار الى أن «لبنان، هذا البلد المحبّ للسلام، يوجه تحذيراً صارخاً اليوم: استمرار العدوان على غزة يمكن أن يشعل نيراناً قد تلتهم المنطقة بأكملها».
"النهار": "الجبهة الثانية" تسابق دعوات السفارات إلى الترحيل
بدورها كتبت صحيفة "النهار": ازداد لوحة الغموض التي تغلف الوضع اللبناني برمته في ظل الاخطار المتصاعدة من حرب غزة والتي ادت منذ يومين الى وقوع المذبحة المدنية الافظع في تاريخ المجازر الحربية الإسرائيلية أي مجزرة المستشفى الأهلي – المعمداني سابقا، من جهة، ومضي الوضع الميداني على الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل في وتيرة تصعيد متدرجة من جهة أخرى. واحتدمت بعد ظهر امس ومساء المواجهات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية على نحو واسع فيما كان لبنان بالكثير من مناطقه شهد وقفات احتجاجية وتظاهرات تنديدا بمجزرة المستشفى الأهلي في غزة، في حين برز مؤشر مثير لمزيد من المخاوف حيال الوضع في لبنان تمثل في انضمام سفارات دول كبرى كالسفارات الأميركية والفرنسية والسعودية الى توجيه دعوات عاجلة الى رعايا هذه الدول الى مغادرة لبنان وعدم التوجه اليه في المرحلة الراهنة.
ولعل هذا المؤشر اظهر ان التوقعات المتصلة بلبنان لا تزال تميل نحو التخوف من اتساع الحرب خصوصا ان عاصفة الغضب التي عمت معظم العواصم العربية حيال المجزرة لم تبق أي مجال لتوقعات متفائلة بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة بعدما تنصلت تل ابيب من المجزرة واتهمت بها حركة "الجهاد الإسلامي" وجاراها في ذلك الرئيس الأميركي جو بايدن. ذلك ان التصعيد الذي حصل امس على جبهة الجنوب بدا بمثابة مواكبة ميدانية للاحتقانات الكبيرة التي عمت المنطقة ولم يكن ادل على مستوى التصعيد الميداني من اعتراف الجيش الإسرائيلي مساء بان تسعة صواريخ مضادة للدروع وقذائف اطلقت من لبنان واعترض أربعة منها خلال ساعات .
وبازاء هذا الواقع القاتم لم تسقط الرهانات على تحرك دولي يلجم اتساع الحرب واتساعها. وفي السياق ابلغ مصدر ديبلوماسي اوروبي مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان فرنسا ايدت مشروع القرار الذي قدمته البرازيل في مجلس الامن بالنسبة الىً الصراع الحالي بين "اسرائيل" والفلسطينيين لانه يجمع تأييد 9 اصوات على الأقل في مجلس الامن وتضمن في مقدمته تأييد جهود الاسرة الدولية من اجل وقف القتال و حماية المدنيين. كما ادان "حماس" وهذا مهم لفرنسا. وطالب المشروع بتحرير جميع الرهائن دون شروط فورا وضرورة معاملتهم بشكل انساني. وذكر بحل الدولتين الاسرائيلية والفلسطينيةً وتأييد الجهود لايقاف التصعيد في كل المنطقة .
اما المشهد اللبناني فطغى عليه امس “استنفار” الاحتجاجات الواسعة ضد المجزرة في غزة وشارك لبنان الرسمي عبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شارك في وقفة تضامنية أمام وزارة الصحة. وقال ميقاتي “الوقفة اليوم لها معنيان، الاول هو التضامن مع أهل غزة، والثاني ان القيم الانسانية تنتهك في غزة” وسأل “اين هي الامم المتحدة مما يجري؟ أين مجلس الامن؟ أين شرعة الامم المتحدة؟هذا الامر يجب وضع حد له ،وهذه هي رسالتنا للعالم من باب التمسك بالقيم الانسانية والحفاظ على النظام العالمي الذي تعلمنا ان اساسه العدالة، ولسوء الحظ فهذه العدالة تضرب اليوم في الصميم”.
اما في التحركات الحزبية فنظم حزب الله اعتصاما في حارة حريك تحدث خلاله رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين واعتبر “ان الكيان الصهيوني قائم في الأساس على المجازر وقتل الأبرياء من دون رادع، فكيف إذا كان مدعومًا بالأميركي والغربي”. وقال: “نقف هنا لنعلن استنكارنا وغضبنا الشديد لما ارتكبه الصهاينة من مجازر متتالية، وآخرها مجزرة مستشفى المعمداني”، مشيرا الى ان “السبب في إراقة دماء الشعوب هو الولايات المتحدة الأميركية ومعها الغرب”. وقال: “وقاحة الصهاينة أمس ظهرت ، بمحاولة التنصّل بشكل فاضح من المسؤولية وتحميل الفصائل الفلسطينية مسؤولية ما حصل”.
غوغاء في عوكر
وتكررت الدعوة الى تظاهرة امام السفارة الاميركية في عوكر غداة تحركات عنيفة استهدفت محيط السفارة وايضا سفارتي فرنسا ومقر الاسكوا، وتم تعزيز الاجراءات الامنية في محيط عوكر. وبعد الظهر اندلعت مواجهات في محيط السفارة بين المتظاهرين والقوى الأمنية والجيش بعدما حاول المحتجون اجتياز السياج الشائك ورموا الحجارة باتّجاه القوى الأمنيّة التي ردّت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لإبعاد المحتجين. وكان الجيش أقام سلسلة حواجز في الضبية وعلى المداخل المؤديّة إلى عوكر. واقدم المحتجون مجدداً على اشعال مبنى يضم بعض المحال التجارية قرب السفارة الأميركية، وعمد الدفاع المدني الى اخماد النيران التي قضت على الموجودات. وبدا لافتا الإصرار من افراد مشاركين في التظاهرة على اشعال اعمال الشغب باحراق ممتلكات خاصة الامر الذي اثار شبهة حيال اندساس متعمد ضمن التظاهرة لافتعال الغوغاء. وقد عمد الجيش الى دفع المتظاهرين وتفريقهم ولكنهم تجمعوا في طريق المغادرة عند اوتوستراد الضبية وحاولوا قطع السير على المسربين الامر الذي دفع الجيش الى التدخل مجددا وتفريقهم. وأعلنت السفارة الأميركية في بيان ان المتظاهرين الحقوا اضرارا بالممتلكات الخاصة في الحي المحيط بالسفارة لكن موظفي السفارة ظلوا امنين ولم يلحق بهم أي ضرر. وأثارت الاعتداءات على الممتلكات الخاصة في عوكر استنكارات واسعة وأصدرت قوى مسيحية أساسية ابرزها القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب بيانات ادانة لهذه الاعتداءات داعية الى التحقيق فيها والتعويض على المتضررين.
ووسط هذه الأجواء تلاحقت دعوات السفارات الى رعاياها لمغادرة لبنان فحضت السفارة الاميركية مواطنيها “على عدم السفر إلى لبنان”. وقالت: “نوصي المواطنين الأميركيين في لبنان باتخاذ الترتيبات المناسبة لمغادرة البلاد. تظل الخيارات التجارية متاحة حاليًا. نوصي مواطني الولايات المتحدة الذين يختارون عدم المغادرة بإعداد خطط طوارئ لحالات الطوارئ”.
بدورها، نصحت السفارة الفرنسية في لبنان “الذين يرغبون زيارة لبنان بالذهاب إلى هذا البلد إلا لأسباب ملحة”.
كما دعت سفارة المملكة العربية السعودية “جميع المواطنين الى التقيد بقرار منع السفر، ومغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري لمن هو متواجد في لبنان حالياً، وذلك بعد متابعة تطورات الأحداث الجارية في منطقة جنوب لبنان”.
الجبهة الجنوبية
على الصعيد الميداني بدأ التوتر منذ قبل الظهر حيث تعرضت المنطقة الحرجيّة في أطراف بلدة علما الشعب لقصف اسرائيلي في وقت تحدثت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن سماع دوي انفجارات على الحدود مع لبنان. وكانت مجموعة من حزب الله قامت صباحا بإستهداف دبابة ميركافا للجيش الاسرائيلي في موقع الراهب وبعد الظهر استهدف الحزب موقع جل العلام قبالة علما الشعب، في حين اطلق صاروخ مضاد للدروع من لبنان باتجاه موقع عسكري في مستوطنة منارة. وعصرا، قصفت المدفعية الإسرائيلية اطراف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتلة السماقة وحلتا والخريبة وطاول القصف المزارع في كفرشوبا . ثم اعلن الحزب مهاجمة مواقع جل العلام وثكنة زرعيت وموقع البحري الواقع مقابل رأس الناقورة “بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة”. واحتدم القصف الإسرائيلي مساء وطاول عيترون وبليدا وميس الجبل وكفرشوبا. وليلا اعلن الحزب انه هاجم موقع المالكية “وتمت اصابته بشكل مباشر مما أدى الى إصابة عدد من الجنود وتدمير جزء كبير من تجهيزاته الفنية” ، كما اعلن مهاجمة مواقع أخرى منها رويسات العلم في تلال كفرشوبا والمطلة.