لبنان
حرب إبادة مستمرة على غزة بإدارة واشنطن.. والمقاومة في لبنان تردّ على العدوان وتقدّم الشهداء
بقيت غزة المحاصرة منذ أكثر من أسبوعين في عين الاهتمامات على كافة الصعد، حيث تمارس حكومة بنيامين نتنياهو حرب إبادة لم يسبق لها مثيل على الشعب الفلسطيني ويقتل كل يوم مئات الأطفال والنساء ويدمّر المباني ولم يوفّر بيوت الله من مساجد وكنائس عدا عن المستشفيات التي كان آخرها استهداف مستشفى المعمداني، كل هذا وسط تغطية غربية واضحة وإدارة أمريكية مباشرة للعدوان على غزة، ونصائح لحكومة العدو بتأجيل الهجوم البرّي على القطاع.
حرارة النيران في غزة لم تحجب أهمية المواجهات التي تخوضها المقاومة الإسلامية على الحدود الجنوبية مع العدو، فهي استمرت في دكّ حصونه وإعماء مواقعه المنتشرة من الناقورة إلى مزارع شبعا المحتلة، مؤكدة جهوزيتها لأي تطوّر قد يطرأ على الأرض، وقد زفّت المقاومة ثلّة من مجاهديها شهداء.
"الأخبار": سكّان الضاحية يعيشون على توقيت غزة
بحذر وترقّب، يراقب أهل الضاحية وسكانها الأوضاع في غزة وعلى الحدود مع فلسطين. المنطقة التي دفعت الثمن الأغلى في حرب تموز 2006، تعرف تماماً أن لا أمان للمدنيين من العدو في أيّ مواجهة مقبلة. لذلك، ومنذ اليوم الأول لبدء المواجهات على الحدود مع فلسطين المحتلة، بدأ كلٌّ وضع «الخطة ب» موضع التنفيذ، خصوصاً في حارة حريك وبئر العبد اللتين، قياساً بمجريات عدوان 2006، تُعدّان في «دائرة التهديد المباشر»، فيما يعيش أهالي الشياح والغبيري أيامهم بحذر من دون استعدادات واضحة للمغادرة. فالآلاف جهّزوا حقائب قرب أبواب منازلهم، تحتوي على الأوراق الرسمية كالهويات وجوازات السفر، وأدوية، وأموال وممتلكات ثمينة من مجوهرات أو سندات ملكية.
مريم التي عايشت حرب تموز تقول «لست مضطرة لإعادة التجربة، لذلك أخرجت أولادي من منطقة بئر العبد نحو بلدتي كيفون». ورغم «الاعتياد» على انحصار المواجهات حتى الآن على الجبهة الشمالية، إلا أن «سيارتي دائماً مفولة بنزين، وخبر انطلاق الاجتياح البري لغزة يعني الانتقال إلى منزلي الثاني في جبيل»، قالت آمال التي تصف خوفها من الحرب بـ«المتحرّك مع وتيرة الأخبار القادمة من غزة»، لكنّها مطمئنّة تماماً لانتصار المقاومة الفلسطينية واللبنانية، فـ«العدو لن يتمكن من التقدم برياً»، بالتالي، «لا حلّ أمامه سوى التدمير الشامل، والصور الآتية من غزة مخيفة».
المشهد في الضاحية ليس واحداً. فالقدرة على الرحيل ومغادرة البيوت رفاهية غير متوافرة للبعض. إذ وصل إيجار الشقة الصغيرة إلى 600 دولار في المناطق «الآمنة» القريبة للضاحية. لذلك، قرّر كثيرون عدم المغادرة، رغم مخاطر وقوع الحرب، «لأننا جرّبنا ذلّ التهجير في حرب 2006، ولن نعيد الكرّة»، يقول خليل، الأستاذ في التعليم الرسمي، مشيراً إلى «أنني اشتريت تمويناً وملأت خزان المياه الاحتياطي على سطح المبنى، وأستعدّ للحصار». يؤكد خليل أنه «مطمئن لعدم قدرة العدو على إعادة مشهد تموز»، وفي حال احتدمت الحرب، وقرّر الخروج من منزله، «لن أترك الضاحية، بل سأنتقل إلى منطقة أخرى فيها أكثر أمناً». أما ساعة خروجه، فيربطها بـ«قصف تل أبيب، فوفقاً لمعادلة المقاومة، لن تُقصف الضاحية قبل وصول الصواريخ إلى عاصمة الكيان».
مغتربون أيضاً قرروا العودة للبقاء إلى جانب أهلهم في مدة الترقب الحالية. مصطفى أحد هؤلاء، قدم ليقيم في بلدة في العديسة المواجهة للحدود الفلسطينية مع أهله الرافضين أصلاً لفكرة مغادرة المنزل، مفضلين الانتهاء من قطاف الزيتون. أما مريم، فتركت ألمانيا التي قضت فيها فصل الصيف، وعادت رافضةً المغادرة الآن. «لست خائفة»، تقول، و«لا أريد المغادرة، فابنتي تريد البقاء في مدرستها هنا، كما لا أرغب في العيش في مكان وأهلي في مكان آخر، عشنا الحرب عدة مرات، ولن تفرق اليوم». وحول وجود خطة طوارئ للرحيل عن منزلها في الضاحية في حال وقوع الحرب، تشير إلى أنها جهّزت منزل أقاربها في منطقة بربور للانتقال إليه عند الطوارئ.
المفارقة أن الضاحية استقبلت أخيراً عدداً كبيراً من أهالي القرى الحدودية، إلا أنّ هؤلاء يعدّون إقامتهم فيها مؤقتة، رغم أنّ بعضهم «عتلان هم الطلعة مرة ثانية». من جهته، يحاول محمد علوية القادم من مارون الرأس التنسيق مع أقارب له للاستفادة من منزل كبير يملكه أحد مغتربي القرية في منطقة الجبل، من دون اللجوء إلى استئجار منزل آخر، حيث وصلت قيمة إيجار المنزل إلى 1200 دولار الأسبوع الفائت.
المبيع في الصيدليات وحال المستشفيات
مشاهد الاستعداد للحرب تنسحب على الصيدليات، «مبيع الأدوية المزمنة زاد على نحو كبير»، وفقاً للصيدلانية دارين حجازي. «الضغط على أدوية السكري والقلب تضاعف مقارنةً مع الشهر الماضي، والمقتدرون يشترون كميات من الأدوية تكفي لعدّة أشهر». وحول تلبية الموردين للطلب الكبير على الدواء، أشارت حجازي إلى «تجاوب الشركات مع الطلبات، ولكن معظم الصيدليات توقفت عن تخزين الأدوية مع بداية الأزمة عام 2019 لعدم قدرتها على تحمل تقلبات الأسعار».
من جهة أخرى، حذّر الصيدلاني إبراهيم العلي العامل في شركة توريد أدوية للمستشفيات من عدم وجود مخزون كافٍ من التجهيزات الطبية والأدوية في المستشفيات التي «كانت تحتفظ بكميات كافية لسنة قبل الأزمة الاقتصادية، أما الآن، فلا تشتري ستوكات تكفي لأكثر من شهر واحد».
"البناء": 6 شهداء للمقاومة واشتباكات لساعات في موقع العاصي وتدمير الجدار الإلكتروني
على إيقاع العدوان الأميركي الإسرائيلي على غزة في يومه السادس عشر، تحركت المواقف السياسية والجبهات العسكرية، وكان الأبرز سياسياً الكلام الصادر عن وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، الذي لم يُخفِ اهتمامه بمعادلة إخلاء المزيد من الرهائن مقابل المزيد من المساعدات الإنسانية، فلم ينجح بإخفاء الربط بينهما في تصريح قال فيه إنه يأمل رؤية الإفراج عن المزيد من الرهائن من جانب حركة حماس، مضيفاً أنه يعتقد بأن حلحلة قضية المياه في غزة قد بدأت، في ابتزاز نموذجي يذكر بسلوك عصابات القراصنة والمافيات الإجرامية في مقايضة الماء والدواء والغذاء بأثمان.
في السياسة تحدّث بلينكن عن وجود حاملات الطائرات في شرق المتوسط وعلاقتها بالحرب التي ترعاها حكومة بلاده وتنفذها قوات جيش الاحتلال، مسجلاً تراجعاً عن لغة التهديد لقوى المقاومة، فتحدّث عن عدم رغبته برؤية جبهة ثانية وثالثة في هذه الحرب، وأن الحاملات والبوارج جاءت للردع لا للاستفزاز، وأن حكومته لا تريد تصعيداً، لكنها ستردّ على أي استهداف تتعرّض له قواتها.
في المسار العسكري حول غزة وعليها وفيها، حدثان كبيران، تهديد ثانٍ من جيش الاحتلال لمستشفى القدس بالإخلاء، في ظل وجود آلاف النازحين فيه، وسط مخاوف من مجازر تشبه مجزرة مستشفى المعمداني. وبالتوازي نجاح المقاومة الفلسطينية باستدراج وحدات مدرعة لجيش الاحتلال إلى خارج السياج الفاصل وتطويقها وإلحاق خسائر كبيرة بين صفوفها. وجاء في صحيفة «يسرائيل اليوم» بعد العملية أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يميل إلى تأجيل العملية البرية، بخلاف رأي القادة العسكريين.
عسكرياً أيضاً ونتنياهو أيضاً، تهديد للبنان بالدمار إذا وسّع حزب الله من نطاق تدخله في حرب غزة، بينما المقاومة التي زفت ستة شهداء أمس، وسّعت نطاق مساهمتها العسكرية في حرب الاستنزاف التي تخوضها ضد جيش الاحتلال، واشتبكت لساعات مع موقع العاصي، وهاجمت مجدداً معسكر برانيت، وأكملت تدمير الجدار الالكتروني في مواقع وأبراج جديدة.
رأى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان، أنّ العدوان “الاسرائيلي” المتصاعد على غزة، وعلى مناطق الضفة والقدس وجنوب لبنان، يؤشر إلى أنّ العدو “الإسرائيلي”، يذهب باتجاه استخدام كلّ أرصدته، من آلة عسكرية ودعم أميركي ـ غربي غير محدود، لإيهام مستوطنيه بأنه لا يزال قادراً على حمايتهم، في حين أنّ الوقائع على الأرض، أثبتت أنّ جنود هذا العدو لا يستطيعون حتى حماية أنفسهم حين تشتدّ المواجهة.
وخلال اجتماع عقده للمنفذين العامين في لبنان وبعض أعضاء هيئات المنفذيات، في قاعة الشهيد خالد علوان في بيروت، أشار حردان الى أن المقاومة في فلسطين ولبنان وفي كلّ بلادنا تمتلك عناصر قوة ستمكّنها من فرض معادلات جديدة، والتحية للمقاومين الذين يواجهون بعزّ وبطولة عدواً مجرماً متغطرساً يلقى كلّ أشكال الدعم من الغرب الاستعماري.
وقال حردان “نحن حزب مقاوم ومقاتل بالفطرة والإرادة والتدريب وحاضرون لنكون حيث يجب أن نكون ولدينا قدرات وإمكانيات سنستخدمها في هذه المواجهة المصيرية”، مضيفاً: “من الخطأ الرهان على ما يُسمّى المجتمع الدولي وقراراته لردع “إسرائيل” عن جرائمها بحقّ أطفال فلسطين طالما أنّ مؤسسات المجتمع الدولي تخضع للمشيئة الأميركية ـ “الإسرائيلية”.
إلى ذلك ارتفعت وتيرة التصعيد على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة مع كثافة العمليات النوعية التي تنفذها المقاومة ضد مواقع وأهداف وثكنات جيش الاحتلال الإسرائيلي في الخطوط الأمامية شمال فلسطين المحتلة، وقد وصل عمق بعض العمليات إلى 5 كلم، على أن تتوسّع الى عمق أكبر الى 6 و7 و8 و9 كلم وربما أكثر في الأيام المقبلة والأهداف جاهزة والمقاومة مستعدّة وفق ما تكشف مصادر ميدانية لـ”البناء”، والتي تؤكد بأن العدو الإسرائيلي أخلى كل المستوطنات في شمال فلسطين على عمق 10 كلم، وحتى عندما جال رئيس حكومة الاحتلال على منطقة الشمال أمس، بدت المستوطنات خالية.
واللافت هو دخول طائرات العدو الحربية والمسيّرات بقوة وكثافة على خط المعركة وذلك بعدما دمّرت المقاومة نسبة كبيرة من منظومة المراقبة والاتصال الإلكترونية خلال الأيام القليلة الماضية، كما لوحظ أن الطائرات الحربية تقصف بعشوائية ومن دون بنك أهداف واضح، ما يعكس حالة الهيستيريا لدى جيش الاحتلال. في المقابل أدخلت المقاومة أنواعاً جديدة من الصواريخ التي تصيب أهدافها بدقة لا سيما الكورنيت.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن قصف حزب الله مواقع لجيش الاحتلال في الشمال أدّى لتعطيل جزء من منظومة الرصد على طول الحدود.
وأعلن متحدث باسم حكومة الاحتلال أن أكثر من 200 ألف شخص تم إجلاؤهم من بلدات قرب الحدود مع قطاع غزة وجنوب لبنان، منذ 7 تشرين الأول الحالي.
ودارت اشتباكات عنيفة أمس بين مجاهدي حزب الله وموقع العاصي الإسرائيلي عند شمال ميس الجبل. ولفتت المعلومات إلى أن جيش الإحتلال قام بعملية تمشيط من موقع العاصي قرب ميس الجبل تزامناً مع إلقاء قنابل مضيئة في الأجواء. وأشارت الى سقوط جريح من بلدة ميس الجبل بطلقة نارية مصدرها موقع العاصي تمّ نقله الى المستشفى للمعالجة.
وأعلنت المقاومة الإسلامية، في بيان، أنّ مجاهديها هاجموا، موقعي العدو في رويسات العلم في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية والقذائف المدفعية وحققوا فيها إصابات مباشرة. كما هاجموا موقعي العدو الصهيوني في تلة العبّاد ومستوطنة “مسكاف عام” بالصواريخ الموجّهة والقذائف المدفعية وحققوا فيهما إصابات مؤكدة، واستهدفوا موقعي بيّاض بليدا والمالكية، بالصواريخ الموجهّة والقذائف المدفعية وحققوا فيهما إصابات مؤكدة. كما استهدفوا تجمعاً لجنود العدو الصهيوني في ثكنة برانيت عند الحدود اللبنانية الفلسطينية بالصواريخ الموجّهة وأوقعوا في صفوفهم إصابات مؤكدة.
وشنّ العدو الإسرائيلي سلسلة اعتداءات، واستهدف سيارة من نوع “رابيد” في خراج عيترون، كانت تقلّ عمالاً سوريين ذهبوا ليتفقدوا مزرعة الدجاج التي يعملون فيها، وأصيبوا بجروح طفيفة وحوصروا بالقصف عمل الصليب الأحمر وقوات الطوارئ على إجلائهم. فيما دخلت قافلة إنسانية للصليب الأحمر اللبناني وقوات الطوارئ الى بلدة رامية الحدودية لإجلاء جثامين.
وأشارت مصادر مطلعة على تقييم المقاومة للأوضاع على الحدود الجنوبية، إلى أننا في سياق تصعيديّ على مستوى الحرب في فلسطين المحتلة، وكذلك الأمر على الجبهة مع “إسرائيل”، فالسخونة هي سيدة الموقف والحدود تتمزّق والحواجز أمام المقاومة “تتفتق” ونقترب رويداً رويداً من المواجهة الكبرى، والمقاومة في لبنان مستعدّة لكافة الاحتمالات وهي كما محور المقاومة، على استعداد للأسوأ وللحرب الكبرى إن فرضت عليه.
وشدّدت المصادر لـ”البناء” على أن “كيان الاحتلال الإسرائيلي لن ينعم بالهدوء على الجبهة الشمالية التي ستبقى مشتعلة وستشتعل أكثر كل يوم طالما العدو الإسرائيلي يوغل ويتمادى في قصف الأهداف المدنية ويقترب من الدخول الى غزة، كما يقول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأننا “نقاتل لقضية حياة أو موت ولا مجال للتعايش مع حركة حماس في غزة”.
ولفتت المصادر الى أن “المعركة على الحدود الجنوبية ستزداد سخونة، ولا أفق للتسوية حتى الآن ولا صوت يعلو فوق صوت القتال والمدفع والصواريخ والمقاومة ستستمرّ بعملياتها وبوتيرة أكبر وستحصد المزيد من القتلى والخسائر في صفوف العدو وستدخل الكيان بحرب استنزاف طويلة جداً عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية وقد تنتقل الى مرحلة جديدة من العمليات النوعيّة وغير المسبوقة التي تؤلم العدو كثيراً”.
وكشفت المصادر أن “مستوى الاستنفار والاستعداد والتنسيق في محور المقاومة بأعلى مستوياته، وسيدخل الحرب الكبرى بحال فرضتها “إسرائيل” عليه”، مشيرة الى أن “محور المقاومة لا يريد الحرب الكبرى، لكنه لا يخشاها ويملك مقدراتها لكن الاحتلال الاسرائيلي يريد الحرب الكبرى، لكن يخشاها ولا يملك مقدراتها، والدليل عجزه عن الدخول بحرب برية ضد غزة رغم دخولنا بالأسبوع الثالث للحرب”.
ويعمد المسؤولون في كيان الاحتلال إلى رفع معنويات الجيش والمستوطنين بإطلاق التهديدات، وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه “إذا ذهب حزب الله إلى حرب مع “إسرائيل” فإن ذلك سيجلب دماراً لا يمكن تصوره عليه وعلى لبنان».
ولفت نتنياهو في حديث لقوات الاحتلال المقاتلة خلال جولته على منطقة الشمال، الى أن “حرب غزة “حياة أو موت” بالنسبة لـ”إسرائيل”، ولا نستطيع القول بعد ما إذا كان حزب الله سيقرّر الدخول في الحرب بالكامل».
إلا أن ما أوردته صحيفة “معاريف” العبرية يجوّف تهديدات نتنياهو وغيره من قادة الاحتلال، بقولها تحت عنوان في ظل حرب “سيوف حديدية” والتسخين في المنطقة الشمالية، نشر معهد أبحاث الأمن القومي الصهيوني تقريره بخصوص حجم ترسانة الصواريخ لدى حزب الله.
وقالت الصحيفة إن “حزب الله هو فيلق إيرانيّ مجهّز بالعديد من الوسائل القتالية ذات القوة التدميرية الكبيرة، ويتكوّن هذا الفيلق من جنود نظاميّين وجنود احتياطيّين، ويقدّر أن قوته تتراوح بين 50 ألفاً إلى 100 ألف مقاتل، وترتيب القوات هذا يتضمن أيضًا قوة الرضوان، وهي وحدة كوماندوز تتمتع بخبرة قتالية من المواجهات في سورية، ويبلغ عددها بتقدير حذر حوالي 2500 مقاتل وحتى أكثر.. ويجب أن نضيف إلى ترتيب القوات هذا دعم خارجي من نشطاء شيعة، من بين جملة أمور من الدول المجاورة مثل أفغانستان، باكستان، سورية والعراق”.
وأضافت أن “الوسائل الهجوميّة لدى حزب الله مؤثرة جداً”، وأن الأمر يتعلق بـ “كميات ضخمة من 200000- 150000 صاروخ، قذيفة هاون، منها مئات الصواريخ لها دقة عالية وقدرة تدمير كبيرة”. وأشار التقرير إلى أنه “في حالة اندلاع مواجهة، فإن ذلك يستلزم تحويل المنظومات المضادة لدينا إلى الحماية المستهدفة للبنى التحتية المدنية والعسكرية”.
ويشير خبراء عسكريون لـ”البناء” الى أن أحد “أهم العوامل الأساسية لتأجيل الاحتلال الاسرائيلي اجتياح قطاع غزة، هو تهيّبه من دخول حزب الله بالحرب عبر إطلاق الصواريخ والدخول الى المستوطنات وإلى الجليل”. ويوضح الخبراء أن “عمليات المقاومة في لبنان تشكل جبهة كاملة يخوضها العدو الإسرائيلي وبالتالي حزب الله يحقق أهدافه وهي إشغال العدو وإنهاكه وإرباكه وتشتيت قواه وقدراته وشل منطقة الشمال برمتها وتخفيف الضغط عن قطاع غزة واستدراج القوات الإسرائيلية الى الشمال والأهم تهديد العدو بتوسيع الجبهة بحال قرر اجتياح غزة”.
وكشفت مصادر سياسية لـ”البناء” عن أن الرسائل الديبلوماسية الخارجية لم تتوقف بل تتساقط على لبنان وعلى الحكومة اللبنانية تتضمن تهديدات للبنان وضغوطاً لمنع حزب الله من الانخراط بالحرب بحال دخلت القوات الاسرائيلية الى غزة، مشيرة الى أن “الحزب يرُد بالصمت ويكتفي بالرد المناسب عبر مسؤوليه في المستوى القيادي فقط”.
وجدد حزب الله على لسان مسؤوليه موقفه بالوقوف الى جانب غزة والاستعداد لكافة الاحتمالات، وشدد رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيّد هاشم صفي الدين على أن “كل من لا يقف مع أطفال ونساء ومظلومي فلسطين ومظلومي غزة هو من يجب أن يُسأل، وسيحاسبه التاريخ على توانيه وخذلانه وضعفه وتهربه من المسؤولية، ومن وحي ما خبرناه أقول لكم نحن مطمئنون. لا يجب لأحد أن يقلق مهما كانت الأوضاع. فالنصر بالإيمان، والعلم والحكمة والبصيرة، وحينما نواجه العدو على الحدود، نواجه عدوًا ما زال يحتلّ أرضنا ويهددنا ويرتكب أقبح المجازر بحق الشعب الفلسطيني ويقصف المستشفيات”.
بدوره، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد النائب أننا “جزء من التصدّي لهذه العدوانية ونحن لا نقصّر ولم نقصّر، والخبير يعرف أهمية ما نفعل، لكن نحن لسنا معنيين بأن نواكب ثرثرات المثرثرين هنا وهناك، ولسنا معنيين بأن نُقدّم كشف حساب لما نفعله لأحد على الإطلاق، كشفنا نقدّمه لله، لأننا نقاوم في سبيل الله ومن أجل الله، القدس قدس المسلمين وفلسطين قضية الأمة المركزية، لم نقصّر في الدفاع عنها وفي نصرتها وفي الذود عن شعبها وفي الضغط على العدو من أجل أن يوقف عدوانه على المظلومين المعذبين المقهورين”.
وتابع “نحن لسنا طرفًا مراقبًا ونحن نقوم بما علينا وفق رؤيتنا التي تنصر قضيتنا المركزية وتحمي شعبنا وتضعف الضغط لعدونا وتمنع عدوانيته وتحمي بلدنا وأهلنا أيضًا، نحن لا نفرّط بشيء من أجل شيء، بل نتحرّك في ضوء رؤية واضحة يمكن أن تحقق الهدف السياسي الذي ننشد ونريد”.
وشيّعت المقاومة الإسلامية، كوكبة من الشهداء الذين ارتقوا أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي.
الى ذلك، لفت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الى أنّ “الاتصالات الديبلوماسية التي نقوم بها دوليًا وعربيًا واللقاءات المحلية مستمرة في سبيل وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وجنوبه تحديدًا، ومنع تمدّد الحرب الدائرة في غزة الى لبنان”. وأشار أمام زواره بحسب ما نقل مكتبه الإعلامي، إلى “أنّني أتفهم شعور الخوف والقلق الذي ينتاب اللبنانيين جراء ما يحصل، ودعوات عدد من السفارات لرعاياها لمغادرة لبنان، لكنني لن أتوانى عن بذل كل الجهود لحماية لبنان”.
وشدّد ميقاتي، على أنّ “الاجتماعات والاستعدادات التي نقوم بها من أجل وضع خطة طوارئ لمواجهة ما قد يحصل، هي خطوة وقائية أساسية من باب الحيطة، لأننا في مواجهة عدو نعرف تاريخه الدموي، ولكننا في الوقت ذاته مطمئنون إلى أن أصدقاء لبنان يواصلون معنا بذل كل الجهود لإعادة الوضع الى طبيعته وعدم تطوره نحو الأسوأ”.
وتلقى ميقاتي اتصالاً من وزير خارجية مصر سامح شكري، وتشاور معه في مجمل الأوضاع الراهنة في لبنان وغزة، والمساعي الجارية لوقف العدوان الإسرائيلي.
وفي المواقف أيضاً أشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنه “كفى تآمراً عربياً ودولياً وإسرائيلياً على الشعب الفلسطيني في غزة. مئات القتلى والجرحى يومياً ومعابر رفح شبه مقفلة تمرّ من خلالها بضع شاحنات لمئات الآلاف من المشردين ولعشرات المستشفيات المستهدفة، وكأنكم يا يا حكام السراب زملاء بيلاطس البنطي في اغتيال شعب غزة”.
على صعيد آخر، غمز جنبلاط من قناة التيار الوطني الحر، ولفت الى أنّه “أما وأن البلاد في شبه حالة حرب أيعقل أن تقاطع بعض القوى السياسية وبعض الشخصيات مجلس الوزراء للتمديد لقائد الجيش الحالي (العماد جوزاف عون) ولتعيين رئيس الاركان؟”.
وقال في تصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “كفانا حسابات رئاسية متخلفة فلنكن جبهة عمل واحدة لمواجهة اقصى الاحتمالات”.
وفي ضوء المخاطر والتحديات التي يواجهها لبنان، خصوصًا بعد العدوان الإسرائيلي والاحداث في غزّة واندلاع الاشتباكات على الحدود الجنوبية للبنان، قرّر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل القيام ابتداءً من اليوم بجولة تشاورية على القيادات السياسية في البلاد عنوانها حماية لبنان والوحدة الوطنية.
ووفق ما علمت “البناء” فإن باسيل سيلتقي ميقاتي في السرايا الحكومية ومع جنبلاط في كليمنصو عصر اليوم.
"الجمهورية": تركيز دولي على تحييد لبنان .. وإيران تُحذِّر واشنطن وإسرائيل
تصاعدت أمس وتيرة المواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي على الجبهة الجنوبية، لكنها ظلّت محكومة بقواعد الاشتباك المعمول بها بموجب القرار الدولي 1701. وإذ تبادل الطرفان التراشق المدفعي والصاروخي، تزايدت التوقعات باحتمال تَوسّع رقعة هذه المواجهات الى أبعد من الرقعة التي تدور فيها. وفيما تفقّد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قواته عى هذه الحدود متوعّداً «حزب الله» بـ»دمار لا يمكن تصوره عليه وعلى لبنان» في حال دخوله الحرب الى جانب غزة، شدّد الحزب في المقابل على «ان المقاومة التي تواجه العدو تضع مصلحة لبنان وشعبه في رأس أولوياتها، وهذه المصلحة تقتضي منع أهداف العدو في غزة». وفيما حذّرت واشنطن «أي منظمة وأي بلد يسعى الى توسيع النزاع»، حذّرت طهران في المقابل الولايات المتحدة واسرائيل من أنهما «في حال لم تضعا حداً فورياً للجرائم ضد الانسانية والإبادة الجماعية في غزة، فإنّ كل الاحتمالات ممكنة في أي لحظة، والوضع في المنطقة سيصبح خارجاً عن السيطرة».
على وقع المواجهات الدائرة بين المقاومة واسرائيل على الجبهة الجنوبية منذ اليوم الاول لحرب غزة، يستمر لبنان محور اتصالات داخلية وعربية ودولية لتجنب توسع الحرب اليه في ظل الاختراقات الاسرائيلية المتمادية للقرار 1701، وقد شهدت تلك الجبهة امس قصفاً عنيفاً متبادلاً في الوقت الذي أخلى الاسرائيليون 14 مستوطنة جديدة مُحاذية لحدود لبنان الجنوبية وفي عمق خمسة كيلومترات من الاراضي الفلسطينية المحتلة. وقد تمكنت المقاومة التي سقط لها اكثر من خمسة شهداء أمس من تدمير مواقع عسكرية اسرائيلية ودبابات وآليات وابراج مراقبة وتنصت واتصالات على طول الجبهة الممتدة من الناقورة حتى جبل الشيخ، وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجيش الاسرائيلي.
مطمئنون
وقد تلقّى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس اتصالين من كل من الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط ووزير الخارجية المصرية سامح شكري، أطلعاه فيهما على نتائج اجواء «قمة القاهرة للسلام» التي انعقدت امس الاول وتركز البحث على الوضع في لبنان اضافة الى المساعي الجارية لوقف العدوان الاسرائيلي على غزّة.
وقال ميقاتي امام زواره امس انّ «الاتصالات الديبلوماسية التي نقوم بها دوليا وعربيا واللقاءات المحلية مستمرة في سبيل وقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وجنوبه تحديدا، ومنع تمدد الحرب الدائرة في غزة الى لبنان». واضاف «إن الاجتماعات والاستعدادات التي نقوم بها من أجل وضع خطة طوارئ لمواجهة ما قد يحصل، هي خطوة وقائية أساسية من باب الحيطة، لأننا في مواجهة عدو نعرف تاريخه الدموي، ولكننا في الوقت ذاته مطمئنون الى أنّ اصدقاء لبنان يواصلون معنا بذل كل الجهود لإعادة الوضع الى طبيعته وعدم تطوره نحو الأسوأ». وختم: «كنّا آثَرنا في بداية الازمة انتهاج العمل الصامت البعيد عن الاعلام، لكن البعض استغل ذلك ليشنّ حملة غير مبررة على الحكومة ويثير الهلع لدى الناس، ولمواجهة ذلك قررتُ وضع اللبنانيين أولاً بأول في صورة ما نقوم به، وأدعو أهلنا الى الوثوق بأننا مستمرون في الجهد المطلوب لإبعاد كل أذى عن لبنان».
مجلس الأمن
وعلى الصعيد الدولي علمت «الجمهورية» من مصادر دبلوماسية انّ مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة غداً لبحث الوضع قي الشرق الأوسط مع التركيز على الوضع في غزة. وسيكون الحضور على مستوى عال حيث سيحضر عدد من وزراء خارجية الدول المعنية بوضع المنطقة، ومنهم وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن وفلسطين. ويغيب وزير خارجية لبنان عبدالله بوحبيب لارتباطه بزيارة دمشق اليوم بناء لقرار مجلس الوزراء لبحث التنسيق في موضوع عودة النازحين والخطوات المُمكن تنفيذها.
تحذيران أميركي وإيراني
في غضون ذلك حذّر وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن، أمس، من أن الولايات المتحدة «لن تتردد في التحرك» عسكرياً ضد أي «منظمة» أو «بلد» يسعى الى «توسيع» النزاع في الشرق الأوسط بين اسرائيل وحركة «حماس».
وفي المقابل، حذّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الولايات المتحدة وإسرائيل من أنّ الوضع في الشرق الأوسط قد يخرج عن السيطرة ما لم توقِف الدولة العبرية «فوراً الجرائم ضد الانسانية والإبادة الجماعية في غزة».
وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الجنوب إفريقية ناليدي باندور في طهران: «اليوم، المنطقة أشبه ببرميل بارود (...) أريد أن أحذّر الولايات المتحدة والنظام الصهيوني التابع (لها) بأنه في حال لم يضعا على الفور حداً للجرائم ضد الانسانية والإبادة الجماعية في غزة، كل الاحتمالات ممكنة في أي لحظة، والوضع في المنطقة سيصبح خارجاً عن السيطرة». وأكد أمير عبداللهيان أنّ «أي خطأ في الحساب في استمرار النزاع، الإبادة، المجزرة والتهجير القسري في حق سكان غزة والضفة الغربية، قد تكون له تداعيات ثقيلة» في المنطقة تؤثّر على «مصالح الدول المعتدية».
«حزب الله»
في هذه الاثناء أشار رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، خلال الحفل التأبيني الذي أقامه «حزب الله» للمقاوم محمود بَيز في مشغرة، إلى أنَّ «الدلال الذي يعيشه العدو بفِعل دعم أوروبا وأميركا وحمايتهما له، هو الذي منحه فرصة أن يستبيح غزة». وشدد على «أننا جزء من التصدي لهذه العدوانية ونحن لا نقصّر ولم نقصّر، والخبير يعرف أهمية ما نفعل». وأضاف: «لكن نحن لسنا معنيين بأن نواكب ثرثرات المُثرثرين هنا وهناك، ولسنا معنيين بأن نقدّم كشف حساب لما نفعله لأحد على الإطلاق. كَشفنا نقدّمه لله، لأننا نقاوم في سبيل الله». وقال: «نحن لسنا طرفاً مراقباً ونحن نقوم بما علينا وفق رؤيتنا التي تنصر قضيتنا المركزية وتحمي شعبنا وتضعف الضغط لعدوّنا وتمنع عدوانيته وتحمي بلدنا وأهلنا أيضا، نحن لا نفرّط بشيء من أجل شيء بل نتحرك في ضوء رؤية واضحة يمكن أن تحقق الهدف السياسي الذي ننشد ونريد، العدو لن ينتصر في غزة وليدمّر ما يدمّر». واكد ان «التدمير ليس انتصاراً بل انه سيزيد عزلته وسيعيد كل مشاريع التطبيع معه إلى الخلف، وبدل أن يشغل بعض الثرثارين ألسنتهم وأدمغتهم في البحث عن دور المقاومة في لبنان في دعم غزة وقضيتها وأهلها فليطالبوا النظام العربي بأن يُلغي من مشروعه التطبيع الحاصل بينه وبين العدو الصهيوني».
وفي الاطار نفسه شدد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله في مؤتمر صحافي عقده في بنت جبيل، على أنّ «العدو كان يخطط لاستهداف بلدنا، لكن الأميركي الذي يدير الحرب جعله يتراجع، خشية منه أن يلحق بالعدو هزيمة أخرى تُضاف إلى هزيمته الحالية»، مشيرًا إلى أنّ «العدو يدرك سلفًا أنّ في لبنان قوة المقاومة وجهوزيتها». ولفت إلى أنّ «المقاومة التي تواجه العدو تضع مصلحة لبنان وشعبه في رأس أولوياتها، وهذه المصلحة تقتضي منع أهداف العدو في غزة، لأنه يهدف إلى إحداث تغييرات في المنطقة، ولبنان من مصلحته أن يمنع العدو من تحقيق العدو أهدافه في غزة».
وأوضح فضل الله أنّه «إذا تركت غزة وحدها ستدفع كل الأمة الثمن». وأشار إلى أنّ الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله «يتابع ساعة بساعة مجريات المواجهة في الجنوب وغزة ويُشرف على إدارة المعركة مع القادة الميدانيين». واكد أنّ غياب السيد نصرالله وحضوره الإعلامي هو «جزء من إدارة المعركة».
جولة باسيل
في ضوء المخاطر والتحديات التي يواجهها لبنان، خصوصًا بعد العدوان الاسرائيلي والاحداث في غزّة واندلاع الاشتباكات على الحدود الجنوبية للبنان، قرر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل القيام إبتداءً من يوم غد بجولة تشاورية على القيادات السياسية في البلاد عنوانها حماية لبنان والوحدة الوطنية.
الموقف الاسرائيلي
وعلى الصعيد الاسرائيلي، وفي ظل حال التخبّط التي يعيشها سياسيا وعسكريا، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جولة على حدود لبنان الجنوبية: «حتى الآن لا يمكننا تأكيد أنّ «حزب الله» قرر دخول الحرب». وأضاف: «أمّا إذا قرّر دخول الحرب فإنه سيجلب دماراً لا يمكن تصوره عليه وعلى لبنان وسيشتاق إلى حرب عام 2006». واشار الى «اننا نخوض معركة مزدوجة في جبهتي لبنان وغزة». وقال: «مستعدون لكل السيناريوهات وسنردّ بحزم على «حزب الله» إذا قرر المواجهة».
«رأس الأفعى»
الى ذلك قال وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات في حوار لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية «انّ إسرائيل لن ترد على «حزب الله» فقط إذا فتح جبهة جديدة انطلاقاً من جنوب لبنان ولكنها ستستهدف إيران مباشرة». وأضاف: «خطة إيران هي مهاجمة إسرائيل على كافة الجبهات، وإذا وجدنا أنهم ينوون استهداف إسرائيل فلن نكتفي بالرد على تلك الجبهات، بل سنذهب إلى رأس الثعبان، وهو إيران».
وتابع يقول: «إذا هاجمنا أعداؤنا فسنقضي عليهم، آيات الله في إيران لن يناموا هانئين في الليل، وسنتأكد من أنهم سيدفعون ثمنا باهظا إذا فتحوا الجبهة الشمالية».
وهدد بركات - وهو رئيس بلدية القدس السابق - بأن يدفع لبنان والحزب «ثمنا باهظا مثلما ستدفعه حماس»، مضيفاً «الرسالة الواضحة للغاية هي أننا سنلاحق قادة إيران أيضا، لدى إسرائيل رسالة واضحة للغاية لأعدائنا، ونحن نقول لهم: أنظروا إلى ما يحدث في غزة، سوف تحصلون على المعاملة نفسها إذا هاجمتمونا، سوف نقوم بمسحكم من على وجه الأرض».
واعتبر أنّ «حزب الله» «لن يقوم بالتصعيد من دون أن يتلقى أمراً من إيران»، مضيفاً انه «من نواحٍ عدة «حزب الله» هو إيران». وقال إن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس الأميركي جو بايدن - اللذين زارا إسرائيل الأسبوع الماضي - يدركان أنّ هناك «تحالفاً عالمياً للشر بين إيران وحماس وحزب الله».
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس لقناة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية: «إن بلاده تشعر بـ«القلق» من أن تتحول الحرب الجارية مع حماس إلى صراع إقليمي أكبر». أضاف: «نحن قلقون، ونحضّ لبنان على التفكير مرتين أو ربما 200 مرة إذا كانوا يريدون حقاً تعريض ما تبقّى من سيادته وازدهاره للخطر، من أجل مجموعة من الإرهابيين في غزة»، وفق تعبيره. وأضاف: «لأنه حتى الآن، هذا ما يفعله «حزب الله»، ونحن نحضّ بشدة على عدم القيام بذلك».
وحذّر كورنيكوس عبر منصة «إكس» من أن «حزب الله» يعتدي ويجر لبنان إلى حرب لن يجني منها شيئاً، إنما قد يخسر فيها الكثير».
فيما نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن مسؤول عسكري اسرائيلي قوله: «النية الآن هي حصار واحتواء الساحة الشمالية، وليس تصعيدها، وليس شن حرب واسعة النطاق. ونحن نعلم أن «حزب الله» يحاول جرّنا إلى مواجهة معهم، ليجعلنا نخطئ، ونحن نحاول بذل قصارى جهدنا حتى لا نقع في هذا الفخ».
تحذير أميركي جديد
وفي تحذير جديد لم يفهم المغزى من تكراره، أعلنت السفارة الاميركية أمس انّ «على المواطنين الأميركيين الذين يرغبون في مغادرة لبنان المغادرة الآن، بسبب الوضع الأمني الذي لا يمكن التنبؤ به. يُرجى إبلاغنا إذا كنت بحاجة إلى قرض لشراء رحلة طيران. لا تزال هناك رحلات متاحة، ولكن هناك انخفاض في القدرة الاستيعابية.
ملف النازحين
من جهة ثانية، وعشيّة توجّهه اليوم الى دمشق قال وزير الخارجية عبدالله بوحبيب لـ«الجمهورية» انه سيلتقي في دمشق نظيره السوري فيصل مقداد، ويبحث معه في نتائج الاتصالات والزيارات التي أجراها مع الأمم المتحدة والدول الغربية في ملف النازحين السوريين والتصور اللبناني لمعالجته، ويستمع منه إلى ما لديه من معطيات.
فيما اكدت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» انّ البحث سيتناول الطرق الكفيلة بتسهيل برامج عودة النازحين السوريين الى بلادهم بالتنسيق مع السلطات السورية.
ولم يعرف ما إذا كانت السلطات السورية سترتّب موعداً للقاء له مع الرئيس بشار الاسد، إذا وجدت ضرورة للقاء.
وسيرافق بوحبيب في زيارته المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري والأمين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى إضافة الى عدد من المستشارين الديبلوماسيين والقانونيين.
"اللواء": إدارة أميركية للحرب.. وتهديد مباشر لإيران وحزب الله
حذّرت الولايات المتحدة إيران من أي «تصعيد» للنزاع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس، وفق ما أعلن مسؤولان أميركيان رفيعان امس بعد ساعات على إعلان البنتاغون تعزيز جهوزيته في المنطقة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تصريح لشبكة «سي بي اس» الإخبارية «نحن قلقون إزاء احتمال أن يصعّد وكلاء إيران هجماتهم ضد موظفينا، ضد شعبنا»، مشيرا إلى «احتمال حصول تصعيد».
وتابع وزير الخارجية الأميركي «يجب ألا يستغلّ أحد هذه اللحظة للتصعيد ولشن مزيد من الهجمات على إسرائيل أو في ذاك الصدد شن هجمات علينا وعلى موظفينا».
وقال إن الولايات المتحدة التي نشرت حاملتي طائرات مع سفنها المرافقة في شرق المتوسط «تتّخذ كل التدابير لضمان قدرتنا على الدفاع عنهم. وإذا اقتضى الأمر الرد بشكل حاسم».
وجاءت تصريحات بلينكن لتؤكد رسالة كان قد وجّهها في وقت سابق وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الذي حذّر من «احتمال تصعيد كبير للهجمات على قواتنا» في المنطقة.
وأطلق أوستن في تصريحات أدلى به لشبكة «ايه بي سي» الإخبارية تحذيرا حازما جاء فيه أن الولايات المتحدة «لن تتردد في التحرك» عسكريا ضد أي «منظمة» أو «بلد» يسعى الى «توسيع» نطاق النزاع في الشرق الأوسط بين اسرائيل وحركة حماس.
وتابع «نصيحتنا هي +لا تقوموا بذلك+. نحتفظ بحقنا في الدفاع عن أنفسنا ولن نتردد تاليا في التحرك».
وجاءت تصريحات أرفع عضوين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بعد ساعات على إعلان البنتاغون تعزيز انتشاره العسكري في المنطقة في مواجهة «التصعيد الأخير من جانب إيران وقواتها بالوكالة».
وأمر أوستن بنشر أنظمة الدفاع الجوي وأبلغ قوات إضافية بأنه قد يتم نشرها قريبا.
وأشار أوستن إلى أنه اتخذ هذا القرار «بعد محادثات» مع بايدن، من غير أن يوضح عديد القوات الإضافية التي سيتم نشرها.
وأوضح وزير الدفاع الأميركي أن «هذه التدابير ستعزز جهود الردع الإقليمي وستعزز حماية القوات الأميركية في المنطقة وتسهم في الدفاع عن إسرائيل».
وأفاد وزير الدفاع بأنه أمر بنشر منظومة «ثاد» المضادة للصواريخ وبطاريات «باتريوت» إضافية للدفاع الجوي «في أنحاء المنطقة».
وأضاف «وضعت أخيرا عددا إضافيا من القوات في تأهب استعدادا للانتشار في إطار خطة طوارئ احترازية، من أجل زيادة جهوزيتها وقدرتها على الاستجابة بسرعة عند الحاجة».
وتهدّد فصائل مسلّحة مقرّبة من إيران بمهاجمة مصالح أميركية في العراق على خلفية دعم واشنطن لإسرائيل.
واستُهدفت في الأيام الأخيرة قواعد عراقية عدة تستخدمها قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وأمرت الولايات المتحدة بإجلاء الموظفين غير الأساسيين من سفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل، في بيان صدر أمس عن وزارة الخارجية الأميركية لكنه مؤرخ الجمعة.
اليوم 16 للعدوان
وفي اليوم 16 من حربها الشاملة على غزة، ارتكبت إسرائيل مجازر جديدة بحق المدنيين، خصوصا جنوبي القطاع، حيث استشهد منذ فجر أمس 166 فلسطينيا، في حين أعلنت كتائب القسام أنها أوقعت قوة إسرائيلية مدرعة في كمين محكم بعد عبورها السياج الحدودي لأمتار ودمرت دبابة وجرافتين.
وبعد عشرات المجازر في الساعات الـ24 الماضية، ارتفعت حصيلة العدوان على غزة إلى 4741 شهيدا، بينهم أكثر من 1873 طفلا و1023 امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف جريح، مقابل أكثر من 1400 قتيل إسرائيلي.
وفي الضفة الغربية، ارتفع إلى 90 عدد الشهداء منذ عملية «طوفان الأقصى» في السابع من الجاري، وذلك بعد استشهاد 6 فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال في جنين ونابلس والخليل.
كمين لـ"حماس"
وقالت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها أوقعت قوة إسرائيلية مدرعة في كمين محكم شرقي خان يونس (جنوب قطاع غزة) بعد عبورها السياج الفاصل لعدة أمتار.
وأضافت الكتائب -في بيان- أن مجاهديها التحموا مع القوة المتسللة ودمروا جرافتين ودبابة وأجبروا العدو على الانسحاب، وعادوا إلى قواعدهم بسلام.
من جانبها كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وقوع إصابات بصفوف الجيش، عقب الهجوم الذي شنته حماس بصاروخ موجه ضد الدبابات من قطاع غزة، في محيط بلدة كيسوفيم.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن الآليات التي استهدفت في منطقة كيسوفيم من جانب حماس "كانت قد تجاوزت السياج إلى داخل قطاع غزة".
وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى إصابة 4 جنود أحدهم بحالة حرجة، بعد إطلاق الصاروخ.
لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت لاحق عن مقتل جندي وإصابة 3 آخرين.
من جهة اخرى ، قال المتحدث باسم الجيش المصري في بيان إن بعض عناصر المراقبة الحدودية تعرضوا لإصابات طفيفة بعدما أصيب أحد أبراج المراقبة بشظايا قذيفة من دبابة إسرائيلية عن طريق الخطأ خلال الاشتباكات في قطاع غزة.
في الأثناء قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش مستعد لبدء العملية البرية في قطاع غزة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وراء التأجيل لاعتبارات سياسية.
وكان نتنياهو قد أكد أمس خلال تفقده لقوات الجيش قرب الحدود مع لبنان، أن حرب غزة مسألة حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل.
وحذر حزب الله من مغبة فتح جبهة حرب ثانية مع إسرائيل وقال إن ذلك من شأنه أن يدفع إسرائيل لتنفيذ ضربات مضادة بقوة "لا يمكن تخيلها" ويأتي بدمار و"خراب" على لبنان.
وفي نص رسمي لإفادة أدلى بها نتنياهو لكوماندوز من إسرائيل قرب الحدود مع لبنان قال أيضا: "لا يمكن أن أقول لكم الآن ما أذا كان حزب الله سيقرر دخول الحرب بالكامل".
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، اليوم الأحد، إن الهجوم البري المرتقب لإسرائيل في قطاع غزة قد يستغرق ثلاثة أشهر، لكنه سيكون الأخير إذا نجحت إسرائيل في القضاء على حركة حماس.
وفي وقت سابق، أفاد موقع بلومبيرغ عن مسؤولين مطلعين بأن إسرائيل قررت دعم الجهود الدبلوماسية لإطلاق سراح «الرهائن» مما قد يؤخر العملية البرية بغزة.
إلى ذلك قال فلسطينيون إن سكان غزة، تلقوا تحذيراً جديداً من الجيش الإسرائيلي يأمرهم بالتحرك من شمال القطاع إلى جنوبه، وأضاف التحذير أن من يظل في مكانه قد يتم اعتباره متواطئاً مع "تنظيم إرهابي".
من جهة أخرى قال بنيامين نتنياهو إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته سيزوران إسرائيل هذا الأسبوع.
وأفاد مكتب نتنياهو في بيان بأن الزعيمين "سيصلان يومي الإثنين والثلاثاء" ويلتقيان به.
وذكر مكتب رئيس وزراء هولندا، أن مارك روته سيلتقي نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ويأتي ذلك، بعدما زار الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزيرا الخارجية أنتوني بلينكن، والدفاع لويد أوستن إسرائيل، كما زار رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك تل أبيب.
من جهته دعا رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، أمس المجتمع الدولي إلى تشكيل "جبهة موحدة" من أجل وقف هجمات إسرائيل على قطاع غزة.
وقال اشتية خلال اجتماع مع 25 سفيراً وممثلاً وقنصلاً: "نضع على رأس أولوياتنا وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات، وإدخال المساعدات الطبية والإغاثية لمنع حدوث كارثة إنسانية كبيرة تهدد أهلنا في القطاع".
مجلس الأمن
وأمس الأول قدمت الولايات المتحدة، مشروع قرار إلى أعضاء مجلس الأمن التابع إلى الأمم المتحدة بشأن الصراع بين إسرائيل وحركة "حماس".
ولا يشمل مشروع القرار الأميركي الدعوة إلى وقف لإطلاق النار، أو وقف الأعمال العدائية، فيما يركز على حق إسرائيل في "الدفاع عن النفس"، وإدانة "حماس"، والدعوة إلى إطلاق سراح الرهائن.
كما يطالب المشروع بأن "تتوقف إيران عن تصدير جميع أنواع الأسلحة إلى الجماعات المسلحة التي تهدد السلم والأمن في المنطقة"، بما في ذلك "حماس".
إلى ذلك بعث وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي برسالة إلى رئيس مجلس الأمن، المندوب البرازيلي الدائم لدى الأمم المتحدة، أكدوا فيها استعداد دولهم للعمل على إبقاء النقاش مع مجلس الأمن لاعتماد قرار يضع حداً للأزمة في قطاع غزة.
وعبر وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي عن أسفهم "لعدم تمكن مجلس الأمن من اعتماد قرار متوافق عليه، يضع حداً للتداعيات والانتهاكات الخطيرة للأوضاع في غزة".
وأكد الوزراء في بيان على "الموقف الخليجي الموحد بضرورة وقف جميع الأطراف، وفي مقدمتها الطرف الإسرائيلي، جميع الأفعال اللامشروعة والامتثال التام للقانون الدولي والقانون الإنساني، وضرورة الإفراج الفوري عن الرهائن والمحتجزين، والرفض القاطع لاستخدام العنف والقوة العسكرية واستهداف المدنيين كحل للنزاع".
ووفقاً للبيان، أعلنت دول المجلس عن تقديم مساعدات إغاثية لغزة بمبلغ فوري يبلغ 100 مليون دولار، وذلك دعماً للجهود الإنسانية الإقليمية والدولية.
مؤتمر القاهرة
اتفق رؤساء وزعماء الدول المشاركة في مؤتمر القاهرة للسلام، أمس الأول على ضرورة التصدي لدعوات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية أو ما بات يعرف بمحاولة إسرائيل احداث "نكبة ثانية".
وفي كلمات أكثر من 30 زعيما ومسؤولا دوليا خلال المؤتمر الذي دعا له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كانت فكرة رفض تهجير الفلسطينيين حاضرة بقوة، إلى جانب ضرورة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران1967.
وقال السيسي في كلمته إن "العالم لا يجب أن يقبل استخدام الضغط الإنساني للإجبار على التهجير، وقد أكدت مصر على الرفض التام للتهجير القسري للفلسطينيين، ونزوحهم إلى الأراضي المصرية في سيناء".
فيما أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الأمن والسلام يتحققان فقط بتنفيذ حل الدولتين المستند للشرعية الدولية، مضيفا: "لن نقبل بالتهجير وسنبقى صامدين مهما كانت التحديات".
وقال خبراء ومتابعون إن اتفاق المشاركين في القمة على أنه لا مجال لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة "سيؤثر لا محالة في القضية، وسيمثل ورقة ضغط على المخطط الإسرائيلي".