لبنان
السيد نصرالله يضع معادلات ردع جديدة ودراسة الموازنة تستكمل اليوم
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال احتفال الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد القائد مصطفى بدر الدين. كما اهتمت الصحف باقرار مواد من موازنة 2019 فيما تمّ تعليق مادتين بانتظار تزوّد الوزراء ببعض الأرقام لاستكمالها في جلسة تُعقد بعد ظهر اليوم.
الحكومة تستدرك المبارزة وتستعيد "توافق الموازنة"
بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت انه "مع ان مسار المناقشات الماراتونية التي يخوضها مجلس الوزراء في جلساته اليومية لانجاز درس مشروع الموازنة واقراره في موعد مبدئي الاحد المقبل ما لم يطرأ ما يمدد الجلسات الى الاسبوع المقبل، اتخذ منحى سلساً في جلستي الاربعاء والخميس مخالفاً للمنحى السجالي الذي انطلقت منه الجلسات الثلاثاء الماضي، فإن ذلك لم يقلل اهمية المطبات التي لا تزال ماثلة أمام الحكومة لاقرار الموازنة في نسختها النهائية".
واضافت "ذلك ان عدوى التحركات النقابية والاجتماعية والقطاعية توسعت على نحو كبير بحيث شملت للمرة الأولى وفي شكل نادر موظفي مصرف لبنان بعد أيام من التحركات الاحتجاجية للمتقاعدين والاضرابات للاتحاد العمالي العام والمؤسسات المستقلة وسواها من شرائح اجتماعية ونقابية".
وتابعت "على رغم أن المعالم الرئيسية للموازنة لا تزال تنتظر التقدم أكثر في اقرار بنود الموازنة، فإن الساعات الـ48 الاخيرة عكست ما وصفته مصادر وزارية بارزة لـ"النهار" بالتحسس السياسي شبه الجماعي لضرورة احتواء مناخات سلبية هددت مع بدء جلسات مجلس الوزراء باثارة ازمة جدية وخطيرة جراء الايحاءات التي تركتها السجالات المفتوحة والمزايدات والتي بدت معها البلاد على مشارف انقسامات سياسية داخل الحكومة لن تنجو منها الموازنة بما يتسبب للبنان بمزيد من التداعيات والاخطار. وكشفت المصادر ان اتصالات على مستويات رئاسية وسياسية بارزة اأجريت عقب المشاحنات التي أعقبت الجلسة الأولى لمجلس الوزراء في قصر بعبدا وأدت الى اعادة تصويب مسار المناقشات على قاعدة التزام توافقات حصلت أساساً قبيل بدء الجلسات من خلال اجتماعات اللجنة الوزارية التي كانت مكلفة درس الموازنة وانجاز التعديلات عليها كما من خلال لقاءات "بيت الوسط" بين رئيس الوزراء سعد الحريري وممثلي الأفرقاء المشاركين في الحكومة".
مشروع الموازنة يهدّد الضمان
من جهتها قالت صحيفة "الاخبار" إن "«الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في خطر». هذه هي الخلاصة التي يقدّمها المدير العام للصندوق محمد كركي تعليقاً على البنود الواردة في مشروع موازنة 2019 عن الضمان. يعتقد كركي أن هذه البنود تمسّ المفاهيم التي أنشئ الصندوق عليها بهدف تحقيق الأمن الاجتماعي، لذا «من الضروري شطبها»".
واضافت "تضمن مشروع موازنة 2019 ستة بنود تطاول الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. بعضها يشطب أموالاً للضمان على الدولة، وبينها ما يكرّس موضوع الإعفاء من الغرامات وزيادات التأخير وتساوي المتخلفين عن السداد بالمنتظمين فيه. كذلك هناك بنود تخلق تعقيدات إدارية صعبة التحقيق، وتضرب رواتب مستخدمي الصندوق ولا سيما الفئات المغبونة منهم".
وتابعت "هذه ليست المرّة الأولى التي يصاب فيها الضمان ببنود مطروحة في مشروع الموازنة. إلا أن غالبية هذه البنود كانت تلغى بعد تحرّكات واحتجاجات، ما يثير التساؤل عن الهدف من الإصرار على ”إصابة“ الضمان بمواد قانونية تفيد أصحاب العمل مثل وقف العمل بموجب براءة الذمة الذي كان مطروحاً في موازنة 2018، أو مثل تحفيز المؤسسات على حساب الضمان من دون آلية واضحة لتطبيقه، أو مثل الالتزام بتسديد ديون الدولة بلا فوائد… ثمة الكثير من الطروحات التي كانت السلطة تتراجع عنها، تماماً كما حصل أمس بعد الاجتماع الذي عقد في وزارة المال بين الوزير علي حسن خليل ووزير العمل كميل أبو سليمان ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر. يقول هذا الأخير إن وزير المال لم يتمسّك بأي مادة مقترحة في مشروع الموازنة «واتفقنا على شطب المادة التي تخصّ إلغاء الفوائد المترتبة للضمان عن ديون الدولة، وأن تدفع الدولة ديونها للضمان وفق آلية خاصة (يرجح أن يكون الأمر عبر سندات خزينة)، واتفقنا أيضاً على أن تسدّد الدولة حصّتها من الاشتراكات العائدة للضمان عن أجرائها… وهناك إعادة نظر بكل المواد الأخرى»".
نصرالله: على المصارف أن تساهم في الحفاظ على الاقتصاد... وإلا سيدفع الجميع ثمن الانهيار
الى ذلك، اعتبرت صحيفة "البناء" أنه "كانت المواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الحدث الأهم، بتناوله النقاط الساخنة محلياً وإقليمياً، وكان الأبرز إقليمياً كلامه الموجّه لجيش الاحتلال برسم معادلات ردع جديدة كان أبرزها كشفه عن وجود هدف في حيفا أشدّ خطراً من مستودعات الأمونيا سيكفي صاروخ لاستهدافه، مضيفاً لمعادلته الرادعة في الحرب البرية إلى قدرة المقاومة على دخول الجليل، قوله لقادة جيش الاحتلال، إن الألوية والفرق التي تعدُّونها لدخول الجنوب ستُدمَّر ويشاهدها العالم على شاشات التلفزة وهي تُسحَق".
وتابعت "إقليمياً أيضاً توقف نصرالله أمام الوضع العربي بعد الإعلان عن نهاية داعش، مستعيداً ظروف ولادة التنظيم كامتداد للفكر الوهابي والقرار الأميركي والتمويل السعودي، مركزاً على الدور السعودي الأميركي في نشر الإرهاب وتوظيفه، مستعيداً شهادات ودلالات تحت هذا العنوان، محذراً من تجاهل كون مهمة داعش لم تنته، وأن النيات الأميركية والسعودية لأشكال جديدة من التوظيف تبدو حاضرة في أفغانستان وتفجيرات سيريلانكا.
في غضون ذلك، وعلى وقع التحركات العمالية في الشارع، واصل مجلس الوزراء جلساته في السرايا الحكومي لدرس مشروع موازنة 2019 وأقرّ في جلسته أمس، حوالى 25 مادة من الموازنة وتم تعليق مادتين بانتظار تزوّد الوزراء ببعض الأرقام لاستكمالها في جلسة اليوم تُعقد بعد ظهر اليوم.
وإذ علمت «البناء» أن رئيس الحكومة سعد الحريري انتزع وعداً من الوزراء بالحفاظ على سرية المداولات وعدم تسريب المحاضر الى الإعلام بعدما تسبب تسريب بعض النقاشات بسجالات بين الوزراء أدّت الى توتير الأجواء»، وأكد أكثر من مصدر وزاري «أن الجلسة اتسمت بالهدوء والنقاش العلمي لكل بند». وأشارت المعلومات الى أن «أن رئيس الحكومة عمل في بداية الجلسة على احتواء السجال الأخير بين وزير المال علي حسن خليل وكل من وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الاقتصاد منصور بطيش ووزير الدفاع الياس بوصعب، وجرى اتفاق على تهدئة الأمور والحفاظ على أجواء هادئة وروح التعاون للاستمرار بنقاش البنود وصولاً الى إقرار الموازنة في المجلس النيابي وإحالتها الى المجلس النيابي»، مع الإشارة الى أن الجلسة الحكومية في الأمس جاءت بعد لقاء الرؤساء الثلاثة الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري بمناسبة حفل إحياء المئوية الثانية لولادة المعلم بطرس البستاني الذي أقيم في أوتيل بافيون رويال مساء الأربعاء الماضي، حيث أعطى اللقاء في هذه المناسبة الوطنية والمواقف التي تخللتها مظلة سياسية ورئاسية للحكومة لاستكمال عملها لإنجاز الموازنة وساهم في تخفيف حدة التشنج والتوتر بين مكوّنات الحكومة، كما شوهدت على هامش الحفل خلوة بين الوزراء حسن خليل وباسيل وأكرم شهيب».