الشيخ نعيم قاسم: من يريد عدم توسعة الحرب عليه أن يوقف الحرب في غزة

أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن من يريد عدم توسعة الحرب عليه أن يوقف الحرب في غزة، محذرًا من أن استمرار هذه الحرب يحمل تداعيات لا يعلم أحد حدودها في المستقبل.

وشدّد الشيخ نعيم قاسم في كلمة ألقاها خلال حفل تأبيني في بيروت، اليوم الأربعاء 08/11/2023، على أن حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني الذي بات اليوم كلّه مقاومًا، وأن كل الأعمال من أجل إيجاد شرخ بين الناس وبين المقاومة من خلال تدفيعهم ثمنًا باهظًا ليقفوا بوجه المقاومة سينقلب على الكيان الصهيوني، "لأن أطفال فلسطين اليوم يتربّون بأن عليهم أن يحملوا السلاح مستقبلًا وأن يواجهوا العدو "الإسرائيلي" وأن لا يقبلوا الخضوع". 

وأضاف: "إن "إسرائيل" بجرائمها وأميركا بجرائمها تعلِّمان وتعوِّدان وتربِّيان هؤلاء الفلسطينيين من الأطفال والعجَّز على أن يكونوا في يوم من الأيام في خندق واحد كمقاومة في مواجهة المحتل "الإسرائيلي"".

وتابع الشيخ قاسم: "لقد ثبت عجز "إسرائيل"، وثبت أنها لا تستطيع أن تحافظ على الكيان، وأن أميركا اليوم هي التي تدير العدوان وتضع له السياسات وتخطط لمستقبل هذا العدو، حتى أن كل الإدارة الأميركية تأتي إلى الكيان "الإسرائيلي"، ووزير الحرب الأميركي يدير وزير الحرب "الإسرائيلي"، ووزير الخارجية الأميركي يعمل مع (نظيره) "الإسرائيلي"، وبايدن يوجِّه نتنياهو، وكل الإدارة الأميركية تضع الأسقف وتوجِّه، لذا كل ما ترونه من جرائم هي جرائم أميركية "إسرائيلية"".

وأكد أن "أميركا تتحمل مسؤولية هذا العدوان عسكريًا وسياسيًا وثقافيًا وأخلاقيًا وسترى النتائج مستقبلًا من قِبَل كل شعوب المنطقة والعالم التي ستنظر إلى أميركا وهي تسقط ولم تعد تمثل لا نموذجًا ولا خيارًا يريده الناس".

وقال سماحته: "أما عندنا في لبنان فيطلبون منّا ألّا نوسع الحرب، ونحن في موقع المقاومة والدفاع والنصرة لغزة، قلنا لهم: من يريد عدم توسعة الحرب عليه أن يوقف الحرب لا أن يطلب منا ألَّا ندافع وألا نناصر. استمرار هذه الحرب يحمل تداعيات لا يعلم أحد ماذا ستكون في المستقبل، وهل يمكن ضبط الوضع؟ وهل يمكن أن تخرج الأمور عن السيطرة في منطقتنا أم لا؟".

وأوضح أن "هذه الأمور مرتبطة بتطورات ما يحصل في فلسطين. نحن جزء من المقاومة ومن الدفاع عن الأرض والشعب، نقوم بما علينا أن نقوم به وسنقوم في المستقبل بما يجب علينا أن نقوم به. هذا خيارنا في الاتجاه الصحيح، لكن المقدار والسعة له علاقة بالتطورات وله علاقة بالموقف".

وأضاف الشيخ قاسم: "عندما اعتدت "إسرائيل" في لبنان على الجدة وبناتها الثلاث ارتكبت عملًا شنيعًا، فقررنا أن نرد عليه، ونحن بدأنا بالرد عليه وسنستكمل بحسب القواعد التي وضعناها في مواجهة المدنيين عندما يضرّون بالمدنيين لدينا، سواء كانت هذه الحادثة أو ما جرى مع كشافة الرسالة الإسلامية". 

وتابع: "أذا أردتم أن تقاتلوا المقاومين في مواجهتكم قاتلوهم، أما أن تعتدوا على المدنيين فهذا له حساب مختلف، وستدفعون ثمنه من المدنيين لديكم، لأنكم لا تفهمون إلا بهذه الطريقة".

وشدد الشيخ قاسم على أن "الخلاصة والنتيجة هي أنه لا يمكن لـ"إسرائيل" أن تنتصر في عدوانها في غزة لأنها تواجه شعبًا ولا تواجه منظمة واحدة، وهي تغرق غزة بالدماء ولكنها تُهزَم في مواجهة المقاومين، ونحن نرى الآليات التي تُدمَّر، ونرى الشجاعة والبطولة لدى الفلسطينيين في عملية المواجهة". 

واعتبر أن "الأفضل ألّا تطول هذه المعركة لأنها لن تكون لصالحهم، أما بعض الطروحات السياسية التي يروجون لها اليوم تحت عنوان أننا لا نريد أن نتفاهم مع حماس وأننا نريد سلطة بديلة!، فأنتم ليس بإمكانكم أن تأخذوا بالسياسة ما لم تأخذوه بالحرب". 

وختم الشيخ قاسم قائلًا: "كل ما فعلته "إسرائيل" حتى الآن هو على مشارف القرى والمدن في قطاع غزة، ولا يعطيها أي قدرة بأن تفرض شروطها وأن تقول ما تريد، يجب أن يعلموا أن الحل هو بإيقاف العدوان، وبعد ذلك إطلاق الأسرى والمعتقلين والذهاب إلى حلول تضع حدًا للكيان "الإسرائيلي"، والمقاومة ستبقى مستمرة ما دام هناك أرض محتلة، هذا لا نقاش فيه لا في فلسطين ولا في لبنان ولا في المنطقة".

إقرأ المزيد في: لبنان