لبنان
عمليات نوعية للمُقاومة في الجنوب.. وهدنة مرتقبة في غزّة
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على أنّ "المقاومة الإسلامية في الجنوب مستمرة في عملياتها العسكرية ضد كافة مواقع الاحتلال على طول الجبهة من الناقورة الى مزارع شبعا ومرتفعات جبل الشيخ طالما الحرب على غزة مستمرة وستبقى المقاومة على هذه الوتيرة من العمليات وستتوسّع تدريجياً كلما طالت الحرب على غزة"، مشيرة الى أن "العدو الإسرائيلي باستهدافه المدنيين يوسع قواعد الاشتباك ويدفع المقاومة الى إطلاق صواريخ الى عمق الأراضي المحتلة"، موضحة أن "المقاومة تسيطر على الوضع الميداني وعلى أتم الاستعداد ولديها كامل الإمكانات والمقومات والكثير من أوراق القوة والتكتيكات العسكرية التي تمكنها من إشغال كامل جيش الاحتلال المنتشر على الجبهة الشمالية وتكبيده خسائر فادحة".
كما أشارت الصحف إلى أنّ "المقاومة مستعدّة لجميع الاحتمالات والفرضيات منها توسيع الحرب إذا فرضت على لبنان"، مضيفة أن المقاومة قادرة على الرد بقسوة على استهداف المدنيين اللبنانيين بقصف أهداف مدنية في المستوطنات الإسرائيلية ما بعد "عكا" و"نهاريا" و"حيفا" والمقاومة لديها بنك أهداف عسكرية ومدنية وحيوية كبيرة جداً في "إسرائيل"".
"الأخبار"| مهلة العدوّ تنتهي السبت: ضغوط لوقف جزئي لإطلاق النار.. بنود الهدنة وشروط "حماس"
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي كتبت: "فيما يسطّر المقاومون الفلسطينيون ملحمة حيّدت، حتى الآن، نحو 20% من مدرّعات العدو وآلياته المتوغّلة في قطاع غزة، طلب رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو مزيداً من الوقت لقتل مزيد من المدنيين سعياً وراء صورة انتصار. ورغم أن الولايات المتحدة وأوروبا توفّران له كل الدعم المطلوب، إلا أن عجز جيشه عن تحقيق إنجازات، بدأ ينعكس دفعاً للحديث عن تبدّلات متوقّعة في المسار السياسي، رغم أن الغرب الذي يتلمّس فشل العدو في تحقيق أهدافه، يسعى إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال الضغوط السياسية.
وتردّد أمس أن عواصم عربية وإسلامية أبلغت الولايات المتحدة بضرورة إقناع إسرائيل بهدنة تسمح بإدخال مساعدات قبل انعقاد القمتين العربية والإسلامية السبت المقبل، في حين أفادت مصادر بأن رئيس حكومة العدو طلب من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عدم العودة إلى تل أبيب قبل يوم السبت، سعياً إلى تحقيق إنجاز ميداني قبل ذلك.
وبحسب مجريات المعارك في الميدان، بات واضحاً أن العدو يسعى إلى الوصول إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، للإجهاز على قيادة الجبهة المدنية الداخلية في القطاع، وتقديم ذلك كانتصار يبني عليه لاحقاً. ومع أن قوات الاحتلال باتت تتمركز على مشارف شارع النصر المؤدي إلى المستشفى، إلا أن المسافة الفاصلة بينها وبين المستشفى، تضمّ كثافة عمرانية ستجعل المواجهة فيها بين القوات الغازية ورجال المقاومة من نوع مختلف.
وبحسب مصادر فلسطينية، فإن الاتصالات السياسية الفعلية لا تزال محصورة في التوصل إلى الهدنة الإنسانية، فيما التصورات غير الواقعية لمستقبل القطاع يبحثها الغرب وحدَه مع العدو. وأوضحت أن آخر محاولات التوصل إلى هدنة قادتها قطر، انطلقت من هدنة لثلاثة أيام تكون كافية لإنجاز عملية إطلاق من تصفهم حماس بـ«الضيوف» لديها من غير المحتجزين الإسرائيليين، مقابل إدخال كمية كبيرة من المساعدات وطواقم طبية ومستلزمات طبية إلى المستشفيات. وقد حمل الأميركيون إلى القطريين موافقة على هدنة ليومين فقط، شرط أن تطلق حماس أسرى إسرائيليين، قبل أن ينقل الأميركيون عن الإسرائيليين موافقتهم على هدنة من يوم واحد. وهو ما رفضته حماس، مؤكدة أنها لن تقبل بأقل من أربعة أيام من الهدنة، ليتوقف البحث عند هذه النقطة.
وعلى خط موازٍ، يعمل الأميركيون، من جانب واحد، على التواصل مع جهات كثيرة على علاقة بحركة حماس لممارسة ضغوط عليها لإطلاق محتجزين، خصوصاً ممن يحملون الجنسية الأميركية. وقد بدأت مفاوضات مكثّفة في هذا الشأن تُحاط بكثير من السرية، ولا تجد الأطراف المعنية في المقاومة داعياً للغوص في تفاصيلها.
وبعد إعلان الناطق باسم كتائب القسام، «أبو عبيدة»، أمس تصوّر الكتائب لمعالجة ملف الأسرى والمحتجزين، بات واضحاً تثبيت ما أبلغته قيادة حماس في الخارج إلى الموفدين العرب والأجانب بأن القرار النهائي بشأن ملف الأسرى موجود حصراً لدى قيادة كتائب القسام في غزة، خصوصاً أنها موجودة على الأرض، وأدرى بمجريات الأمور بما فيها الجانب الإنساني، وهو ما أثار غضب بعض الجهات العربية والإقليمية.
وبحسب ما بات واضحاً، فإن تصوّر حماس للهدنة يستهدف الآتي:
أولاً، إلزام الجهات الضامنة بالإشراف على رفع الأنقاض في أماكن عدة تقول حماس إن محتجزين قُتلوا فيها نتيجة الغارات الإسرائيلية، وإن ذلك يحتاج إلى وقت لانتشال كل من هم تحت الأنقاض، قبل الفرز بين الفلسطينيين والمحتجزين. وأكّدت حماس عدم نيتها الاحتفاظ بجثة أي مدني غير إسرائيلي.
ثانياً، بعد رفض العدو إدراج كبار السن أو المرضى في أي صفقة جزئية، أعلنت حماس أمس رسمياً ما سبق أن أبلغته إلى الوسطاء أخيراً، بأن المقايضة ستكون وفق قاعدة التماثل التامة، أي إن الأسيرات الإسرائيليات مقابل المعتقلات الفلسطينيات، وصغار السن مقابل صغار السن والمرضى مقابل المرضى، وبالتالي على العدو الاستعداد لإطلاق نحو 1500 معتقل ومعتقلة تنطبق عليهم المواصفات الخاصة بتبادل المدنيين من الجانبين.
ثالثاً، إن حصر الأسرى وعددهم وأماكن تواجدهم يحتاج إلى وقت وإلى تشاور وتعاون بين فصائل المقاومة في القطاع. وبالتالي وبعد حصر الأسرى بالعسكريين، فإن المقايضة بهم لن تكون إلا مقابل إطلاق جميع المعتقلين في السجون الإسرائيلية، في عملية تشرف عليها دول كبيرة ضامنة.
رابعاً، تطلب حماس، وعواصم عربية، أن تشمل الهدنة الإنسانية بالتوازي إدخال أكبر كمية ممكنة من المساعدات العاجلة إلى القطاع، بما في ذلك الوقود والطحين لتشغيل المستشفيات والمخابز ومضخّات الآبار، والسماح لفرق طبية من عدة عواصم بالدخول، وإقامة مستشفيات ميدانية، واحتمال نقل جرحى لتلقّي العلاج في الخارج.
وكانت مصادر على صلة بالملف أشارت إلى أن الضغوط الأميركية حاولت حصر الأمر بهدنة قصيرة يجري خلالها إدخال مساعدات مقابل إطلاق حماس سراح 15 من المحتجزين من مزدوجي الجنسية. فيما طلبت حماس تشكيل لجنة دولية، بمشاركة أميركية واضحة، لتفقّد المستشفيات والتثبّت من عدم وجود قواعد عسكرية فيها. غير أن الأميركيين لم يستجيبوا للطلب، وهو ما فسّرته المصادر بأنه يهدف إلى ترك الخيار مفتوحاً أمام العدو لضرب مستشفى الشفاء، سيّما أن جهات دولية تُعنى بعمل الفرق الطبية أكّدت في رسائل إلى حكومات غربية أن الدعاية الإسرائيلية غير حقيقية، وأن إسرائيل تهدف من وراء الحملة على «الشفاء» إلى دفع سكان شمال القطاع لمغادرته نحو الجنوب، تمهيداً لدفعهم تحت ضغط القصف التدميري لمغادرة القطاع نحو سيناء.
"البناء": المقاومة مستعدّة لجميع الاحتمالات والفرضيات منها توسيع الحرب إذا فرضت على لبنان
من جهتها، قالت صحيفة "البناء": "بانتظار إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله السبت المقبل، والتي ستكون الثانية منذ بدء الحرب على غزة، وفيما تحقق المقاومة الفلسطينية المزيد من الإنجازات الميدانية في صد العدوان الإسرائيلي البري على قطاع غزة مكبدة جيش الاحتلال خسائر فادحة في صفوف الجيش وآلياته العسكرية، حافظت الجبهة الجنوبية على وتيرة التصعيد بين المقاومة الإسلامية في لبنان وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تعمدت استهداف المدنيين وسيارات الإسعاف رداً على العمليات النوعية التي تنفذها المقاومة في مواقع بعمق فلسطين المحتلة.
وأكدت مصادر مطلعة على الوضع الميداني لـ«البناء» أن المقاومة مستمرة في عملياتها العسكرية ضد كافة مواقع الاحتلال على طول الجبهة من الناقورة الى مزارع شبعا ومرتفعات جبل الشيخ طالما الحرب على غزة مستمرة وستبقى المقاومة على هذه الوتيرة من العمليات وستتوسّع تدريجياً كلما طالت الحرب على غزة»، مشيرة الى أن «العدو الإسرائيلي باستهدافه المدنيين يوسع قواعد الاشتباك ويدفع المقاومة الى إطلاق صواريخ الى عمق الأراضي المحتلة»، موضحة أن «المقاومة تسيطر على الوضع الميداني وعلى أتم الاستعداد ولديها كامل الإمكانات والمقومات والكثير من أوراق القوة والتكتيكات العسكرية التي تمكنها من إشغال كامل جيش الاحتلال المنتشر على الجبهة الشمالية وتكبيده خسائر فادحة». كما شددت المصادر على أن «المقاومة مستعدّة لجميع الاحتمالات والفرضيات منها توسيع الحرب إذا فرضت على لبنان»، مضيفة أن المقاومة قادرة على الرد بقسوة على استهداف المدنيين اللبنانيين بقصف أهداف مدنية في المستوطنات الإسرائيلية ما بعد عكا ونهاريا وحيفا والمقاومة لديها بنك أهداف عسكرية ومدنية وحيوية كبيرة جداً في إسرائيل».
ورأت المصادر أن «إطلاق صواريخ أمس الأول من سورية على الجولان السوري المحتل هو رسالة على العدو تلقفها بأن جبهة الجولان قد تشتعل بأي لحظة»، وتوعّدت المصادر العدو بأن المقاومة أعدّت مفاجآت ميدانية ما يمكنها من إدخال الرعب الى جنود الاحتلال ومستوطني الشمال وكل «إسرائيل»». ورأت المصادر أن كيان الاحتلال سيكون بعد نهاية الحرب أمام إشكالية كبيرة وهي إعادة مستوطني الشمال الذين هاجروا وسط مخاوف لدى المستوطنين بأن ينفذ السيد نصرالله تهديداته ويرسل مقاتلي حزب الله الى الجليل ويتكرر سيناريو 7 تشرين الماضي بعدما فقد المستوطنون الثقة بجيش الاحتلال غير القادر على حمايتهم.
ونقلت مصادر ميدانية لـ«البناء» أن الحركة على عمق 5 كلم معدومة حتى للدوريات الإسرائيلية العسكرية، فيما الحركة على عمق أكثر من 5 كلم شبه معدومة أيضاً، ما يعكس حالة الخوف الكبيرة لدى المستوطنين وجنود الاحتلال معاً.
وفي سياق ذلك، أشارت صحيفة «هآرتس» في تقرير لها الى أن «الإسرائيليين غادروا بلداتهم الواقعة عند الحدود اللبنانية ولجأوا إلى وسط «إسرائيل» في اليوم الأول للحرب على غزة، ومباشرة بعد تردّد الأنباء عن الهجوم المفاجئ والواسع لمقاتلي حركة حماس في «غلاف غزة» في الجنوب»، ما يدل على «أزمة ثقة شديدة بين الجيش والسكان الذين أؤتمن بالدفاع عنهم».
ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى أن «جولة في الشمال المهجور تكشف عن أن أزمة الثقة بين الجيش الإسرائيلي ومواطني «إسرائيل» لم تتوقف في الجنوب، والكثير من سكان الشمال قرروا مغادرة بيوتهم والرحيل باتجاه وسط البلاد، بالرغم من عدم تلقيهم تعليمات واضحة بهذا الخصوص».
وأضافت: «الأزقة الخالية في البلدات، الشوارع الخالية، المتاجر المغلقة والدبابات في شوارع المدن والشوارع المركزية تدل على شدة استهداف الشعور بالأمن لدى الكثيرين من سكان الشمال».
وينظر سكان البلدات الحدودية في شمال «إسرائيل» بحسب الصحيفة، إلى هجوم حماس في جنوب «إسرائيل» على أنه «تحقيقٌ للكوابيس التي خافوا منها طوال سنين. والخوف من سيناريو مشابه في بيوتهم دفع الكثيرين منهم إلى المغادرة منذ اليوم الأول للحرب».
ونقلت الصحيفة عن أحد المستوطنين قوله إنه متأكد من وجود أنفاق حفرها حزب الله وتمتدّ إلى «بلدات إسرائيلية». وأضاف: «لا أعتقد أنهم في الجيش يكذبون علينا، وإنما ببساطة هم لا يعرفون كل شيء. وتخوّفنا هو أن أحداً ما في الجيش الإسرائيلي لم يدرك أنهم لا يعرفون كل شيء».
وتختم الصحيفة التقرير بالقول: «من يريد إعادة توطين الشمال والجنوب ينبغي أن يدرك أن التوقع هو القضاء على التهديد الموجود أمام بيت كل واحد منا. وهذا يعني حرب حتى النهاية. وأي حل آخر لا يهم السكان الذين يشاهدون حزب الله من الشرفة».
ومساء أمس أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن تفعيل الدفاعات الجوية بعد رصد طائرة بدون طيارة فوق الجليل الأعلى اخترقت الأجواء من لبنان.
وفي وقت لاحق، زعمت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية بأنه «تم اعتراض الطائرة التي قامت بتفعيل حالة التأهب في الجليل الأعلى».
وسجلت المقاومة أمس، سلسلة عمليات نوعية ضد مواقع الاحتلال، وأعلن حزب الله استهداف «بالأسلحة المناسبة قوة مشاة صهيونية في محيط قاعدة شوميرا وأوقع فيها إصابات مؤكدة». وقالت المقاومة الإسلامية في بيان: «ردًا على العدوان الصهيوني الآثم الذي استهدف سيارة إسعاف تابعة لكشافة الرسالة الإسلامية هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة المباشرة قوة مشاة إسرائيلية قرب ثكنة دوفيف وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح».
وقصفت المقاومة هدفًا عسكريًا إسرائيليًا عند حدود بلدة الضهيرة في القطاع الغربي.
وأقرّ الناطق العسكري الإسرائيلي بإصابة جنديين في إطلاق صاروخ مضاد للدروع على منطقة دوفيف قرب الحدود مع لبنان.
في المقابل استمرّ العدوان الإسرائيلي على القرى والبلدات الحدودية، وأطلقت مدفعية جيش الاحتلال ثلاث قذائف على أحراج السنديان في المنطقة الواقعة بين بليدة ومزرعة حلتا والسلامية في قضاء حاصبيا. كما تعرضت أطراف الناقورة ومنطقة اللبونة لقصف مدفعي إسرائيلي. وسقطت 3 صواريخ في زرعيت وشتولا وسجل قصف مدفعي إسرائيلي طال خراج بلدة رميش.
وأفيد عن استهداف منزل وسط بلدة حولا بقذيفتين في وقت سقطت قذيفة في وسط البلدة من دون أن تنفجر كما سقطت قذائف بجانب الملعب لكن لم يسجل وقوع إصابات بل اندلاع حرائق. وسقطت قذائف مدفعيّة وقنابل مضيئة على أطراف بلدة راشيا الفخار – العرقوب وعلى أحراج بلدة حلتا وخراج بلدة كفرشوبا وسط تحليق لطيران الاستطلاع الإسرائيلي. وتعرضت بلدتا ميس الجبل وبليدا لقصف معادٍ عنيف. كما قصفت قوات الاحتلال بالقذائف الفوسفورية أطراف بلدة عيتا الشعب. وأطلقت قنابل مضيئة فوق كفرشوبا بغية حرق الأراضي الزراعية، وقصفت حلتا وبسطرة.
وأشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى أن «حركة حماس والفصائل الفلسطينية هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، فكل الشعب الفلسطيني مقاوم، وكل الأعمال لإيجاد شرخ بين الناس والمقاومة من خلال القتل والمجازر والتدمير سينقلب على الكيان الإسرائيلي».
ولفت الى أن «أميركا هي التي تدير العدوان على غزة، وكل الجرائم التي تحصل هي جرائم أميركية إسرائيلية، وأميركا تتحمل مسؤولية كل ما يحصل». وقال: «من يريد عدم توسعة الحرب عليه أن يوقف الحرب. استمرار هذه الحرب يحمل تداعيات لا يعلم أحد ماذا سيكون المستقبل وهل يمكن أن تخرج الأمور عن السيطرة في منطقتنا أم لا». مضيفاً: «إذا أردتم أن تقاتلوا المقاومين في مواجهتكم قاتلوهم، أما أن تعتدوا على المدنيين، فهذا له حساب مختلف، وستدفعون ثمنه من المدنيين لديكم لأنكم لا تفهمون إلَّا بهذه الطريقة».
وشدّد الشيخ قاسم على أنه «لا يمكن لـ«إسرائيل» أن تنتصر في عدوانها لأنَّها تواجه شعباً، وليس بإمكانها أن تأخذ بالسياسة ما لم تأخذه بالحرب»، معتبراً أن «الحل هو بإيقاف العدوان وإطلاق المعتقلين ووضع حدٍّ للكيان الغاصب، والمقاومة ستبقى ما دامت هناك أرض محتلة».
على المستوى الرسمي، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة، سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو حيث تناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والقرى الحدودية اللبنانية. وشدّد السفير الفرنسي خلال اللقاء على أهمية تجنب لبنان توسّع رقعة الصراع في المنطقة.
الى ذلك، أشارت أوساط سياسية في فريق المقاومة لـ«البناء» إلى أن «كل الوساطات والموفدين الأميركيين والأوروبيين وآخرهم آموس هوكشتاين لن تنجح بثني المقاومة على وقف العمليات العسكرية وتهدئة الجبهة الجنوبية لمساندة المقاومة في غزة»، مشيرة الى أن المسؤولين اللبنانيين أسمعوا الموفد الأميركي ما هو مناسب بأن الإشكالية ليست في الجبهة الجنوبية بل في العدوان الإسرائيلي على غزة، وأي تهدئة للجبهة الجنوبية لن يحصل قبل وقف العدوان على غزة وإطلاق مسار التفاوض غير المباشر على تبادل الأسرى وفك الحصار».
على الصعيد الحكومي، علمت «البناء» أن الحكومة والمسؤولين في الدولة يتصرفون على أساس أسوأ السيناريوات، ومنها توسّع الحرب وتمددها الى أغلب لبنان، أو ذهاب حكومة الحرب المجنونة في «إسرائيل» الى عدوان عسكري شامل على لبنان لنقل المعركة من غزة الى لبنان وتوريط الأميركيين فيها، ولذلك تسعى الدوائر الحكومة والوزارات بالتعاون مع البلديات والجمعيات الأهلية ومنظمات دولية إنسانية الى إجراء الاستعدادات المناسبة لمواجهة تداعيات أي حرب مقبلة وتوفير مقوّمات الصمود من مواد غذائية أساسية وقمح ومياه ووقود ومواد طبية ومستشفيات وخطة لنقل المواطنين إلى أماكن آمنة وإيواء النازحين».
وفي سياق ذلك، ترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعًا للجنة الوزارية للأمن الغذائي، حيث طمأن وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام بعد الاجتماع بأن «موضوع استيراد القمح يسير على الطريق الصحيح، والتمويل موجود بالتنسيق مع البنك الدولي، ولا وجود لأي أزمة تتعلق بموضوع كميات القمح والطحين الموجودة خلال هذه الفترة».
وكشف أنّه تم التأكيد لميقاتي بـ»أننا اتخذنا إجراءات استباقية باستيراد كميّات أكبر بشكل سريع جدًا، وطلبنا تعاون كافة الوزارات المعنية بإنهاء المعاملات لاستيراد ما يقارب نحو ستين الف طن ليكون لدينا مخزون يكفي نحو اربعة أشهر في حال حصول اي امر طارئ، لا سمح الله».
أفاد بأنّ «الجو كان إيجابيًا وهناك تطمينات من المستوردين تفيد بأن هناك بضاعة تكفي لثلاثة اشهر، وهناك بضاعة سترد تكفي لأربعة اشهر مقبلة على أساس حصول تننسيق كامل بين الوزارات المعنية لإدخال البضائع وايصالها الى الأسواق اللبنانية».
بدوره، أشار وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الى ان «الاجتماع الوزاري الموسّع غداً الخميس (اليوم) في مرفأ بيروت بمشاركة وزراء الزراعة والاقتصاد والتجارة والصناعة، مع كافة الإدارات ومدراء المرافئ والجهات المعنية فيها، يأتي للبحث في عملية تخزين البضائع لديها، ومعدل الأيام المطلوبة لإتمام عملية الكشف والتسليم لكل جهة بعينها، وذلك لضمان متابعتها في اتخاذها لكافة الإجراءات المسهلة والمسرعة لهذه العملية ذات الأبعاد الوطنية والاستراتيجية والاجتماعية».
"النهار"| لبنان يترنّح: محطات فاصلة حتى نهاية الأسبوع
بدورها، كتبت صحيفة "النهار": "مع بداية الشهر الثاني لحرب غزة، كما للمواجهات الجارية عبر الحدود اللبنانية الجنوبية مع "إسرائيل"، بدا لبنان اكثر من أي بلد عربي آخر معنيا بتداعيات هذه الحرب مترصدا مجموعة تطورات متلاحقة لتحديد مسار تطوراته، ان ميدانيا على ارض الجنوب، وان سياسيا وديبلوماسيا لـ”العودة” الى ازماته الداخلية المعلقة والعالقة على رفوف التجميد بدءا بالازمة الكبرى المتصلة بالفراغ الرئاسي. وعلى رغم الغموض الكبير في الأفق الحربي المتصل بحرب غزة والتي ربطت بها المواجهات المتواصلة والمتصاعدة عبر الحدود الجنوبية، فان بعض الأوساط الداخلية الوثيقة الصلة بالاتصالات الديبلوماسية المحمومة التي تشهدها عواصم المنطقة والدول الغربية الأساسية كشفت لـ”النهار” ان الفترة القصيرة الفاصلة عن نهاية الأسبوع الحالي قد تكون كفيلة بايضاح السيناريو المرجح للتطورات في لبنان في ظل حمى ديبلوماسية متصاعدة بعضها الكثير يتسم بالسرية لاحداث نقلة في الحرب الطاحنة الجارية في غزة بما سينعكس حتما على “الجبهة اللبنانية”.
وإذ انكشفت امس معالم محاولة متقدمة هذه المرة عبر مفاوضات لاحلال هدنة لثلاثة أيام في غزة للمرة الأولى من اندلاع الحرب الأخيرة واطلاق عدد من الرهائن، لفتت الأوساط نفسها الى انه خلافا لما حاولت بعض الجهات الداخلية التقليل من أهمية الزيارة التي قام بها كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين لبيروت اول من امس، فان المعطيات الدقيقة المتوافرة عن زيارته تشير الى انها تركت ترددات مهمة وجدية لجهة ما اعلنه من ان لبنان وإسرائيل لا يرغبان في تصعيد الوضع، كما لجهة اظهار مستوى عال استثنائي من اهتمام الإدارة الأميركية بتجنيب لبنان أي تمدد لحرب غزة اليه بدليل انه حضر خصيصا كموفد شخصي للرئيس الأميركي جو بايدن الى لبنان من اجل هذه الغاية. وتشير هذه الأوساط الى انه غداة زيارة هوكشتاين، يبدو لبنان معنيا بترقب ثلاثة محطات تحمل منسوبا معينا من التأثيرات على الوضع الناشئ في جنوب لبنان حيث لا يمكن التقليل اطلاقا من خطورة انهيار القرار 1701 وملامح "التفلت" المسلح الخطير الذي ادخل مع حزب الله السلاح الفلسطيني من خلال “حماس” و”الجهاد الإسلامي” بما ينذر بتداعيات شديدة الخطورة ان ميدانيا وان سياسيا في الداخل اللبناني. هذه المحطات تتمثل في القمة العربية الطارئة التي ستعقد السبت في الرياض وما يمكن ان تخلص اليه من قرارات يفترض ان تكتسب طابعا استثنائيا، ومن ثم الكلمة الثانية منذ بدء الاحداث التي سيلقيها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله السبت أيضا، ومن ثم القمة الإسلامية في الرياض أيضا الاحد المقبل التي ستشهد حدث الزيارة الأولى التي سيقوم بها الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي للمملكة العربية السعودية.
الجنوب
اما على الصعيد الميداني في الجنوب فتجدد إطلاق صواريخ مساء امس من الجنوب باتجاه المستوطنات الإسرائيلية فيما عمد الجيش "الإسرائيلي" الى رمي قنابل مضيئة بمحيط كفركلا. وشن الطيران الإسرائيلي غارات على المنطقة الواقعة بين طيرحرفا والجبين وعلى اطراف ياطر الغربية والشرقية ومنطقة السدانة واطراف بلاط .
وأفادت وسائل إعلام "إسرائيلية" عن تفعيل الدفاعات الجوية بعد رصد طائرة من دون طيار فوق الجليل الأعلى اخترقت الأجواء من لبنان.
وكانت مدفعية الجيش الاسرائيلي اطلقت قذائف على أحراج السنديان في المنطقة الواقعة بين بليدة ومزرعة حلتا والسلامية في قضاء حاصبيا. كما تعرضت اطراف الناقورة ومنطقة اللبونة لقصف مدفعي اسرائيلي. وسقطت صواريخ في زرعيت وشتولا وسجل قصف مدفعي إسرائيلي طال خراج بلدة رميش. وافيد عن إستهداف منزل وسط بلدة حولا بقذيفتين في وقت سقطت قذيفة في وسط البلدة من دون ان تنفجر. وسقطت قذائف مدفعيّة وقنابل مضيئة على أطراف بلدة راشيا الفخار- العرقوب وعلى أحراج بلدة حلتا وخراج بلدة كفرشوبا وسط تحليق لطيران الإستطلاع الإسرائيلي. وتعرضت بلدتا ميس الجبل و بليدا لقصف "اسرائيلي" كما قصفت بالقذائف الفوسفورية أطراف بلدة عيتا الشعب.
واعلن حزب الله استهداف قوة مشاة اسرائيلية في محيط قاعدة شوميرا وأوقع فيها إصابات مؤكدة. كما اعلن انه “ردًا على العدوان الصهيوني الآثم الذي استهدف سيارة إسعاف تابعة لكشافة الرسالة الإسلامية هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة المباشرة قوة مشاة إسرائيلية قرب ثكنة دوفيف وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح”. واعلن الناطق العسكري الإسرائيلي عن إصابة جنديين في إطلاق صاروخ مضاد للدروع على منطقة دوفيف قرب الحدود مع لبنان.