لبنان
العدو يصعّد حربه على مستشفيات غزة.. وارتفاع سقف المواجهة في الجنوب
اهتمت الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت بتصعيد العدوان الصهيوني لحربه على المستشفيات في غزة، محاولا تسجيل انتصار وهمي بعد عجزه عن التقدم في الميدان، بعد 6 أسابيع على بدء هذا العدون على القطاع وما خلفته آلة القتل الصهيونية من عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمشردين، عدا عن التدمير الممنهج الذي تقوم به قوات العدو.
وفي وقت تنعقد فيه القمة العربية اليوم في السعودية، دون أن يكون هناك أي تعويل على مواقفها، يطلّ الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله اليوم في احتفال يقيمه حزب الله بمناسبة يوم الشهيد، وسط ترقّب لما سيصدر عنه من مواقف.
وكانت الحدود الجنوبية شهدت أمس مستوى جديدًا من الهجمات، حيث قامت المقاومة الإسلامية بإطلاق 3 مسيّرات هجومية استهدفت مواقع صهيونية معادية وأصابت أهدافها بدقة.
"الأخبار": تصعيد إسرائيلي لا يوقف التفاوض | العدو يحارب المستشفيات: هكذا «ننتصر»!
منذ ليل الأربعاء، وحتى مساء أمس، واصل العدو ضغطه العسكري في اتجاه «مجمع الشفاء الطبي»، ومستشفى «النصر» (الرنتيسي)، في شمال غرب قطاع غزة، حيث تمكّن من محاصرتهما بالدبابات، بعد قصفهما ومحيطهما ليلاً. ويحوي الموقعان عشرات الألوف من النازحين الذين احتموا فيهما، اعتقاداً منهم أن العدو لن يستهدف المستشفيات بشكل مباشر، وأنه لن يعيد «جريمة» استهداف مستشفى المعمداني. ومع أن العدو لم يستهدف بشكل مباشر المستشفييْن، إلا أنه استهدف محيطهما بشكل مباشر عدة مرات؛ إذ قصف، أمس، باحة «الشفاء» بصاروخ الشفرات القاتلة، غير المتفجّر، وهو صاروخ أميركي الصنع، كانت قد زوّدت به الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل، ولا يُسمع له أيّ صوت، سوى صوت مروحته لحظة السقوط. كما تُسمع مباشرة أصوات الذين مزّقت شفرات الصاروخ أجسادهم وقطّعت أطرافهم. وبهذا السلاح، يسجّل العدو ارتكابه مجزرة من نوع جديد ومختلف، بلا صوت ولا صورة، ولا كتلة لهب وأعمدة دخان، ولولا أن الصحافيين كانوا قد ثبّتوا كاميراتهم في المكان، في وقت سابق، لربّما لم يعلم حتى المصابون بالصاروخ، ما الذي حلّ بهم.
وصباح أمس، استفاق اللائذون بمستشفيَي «الشفاء» و«النصر» (الرنتيسي)، على أصوات الدبابات وقد تمركزت في الطرقات المحيطة بالمستشفيين. وإذا كان العدو بالغ في تضخيم رمزية «مجمع الشفاء» القريب من البحر، بشكل خاص، فهو يعرف أن احتلاله للمقرّ، هدفه تعريض الغزّيين لمزيد من الموت، إذ من لم يسقط تحت الركام في الغارات الوحشية، لن يجد من يسعفه إن أُصيب بجروح، فضلاً عن تهجير عشرات الألوف من اللاجئين فيه. لكن العدو بدأ يدرك أن السيطرة على «الشفاء»، لن تخدم هدفه المتمثّل في توجيه ضربة قاسية إلى المقاومة، وإن كانت الخطوة تهدف إلى زيادة الإرباك والصعوبات التي تواجه إدارة الحياة المدنية في ظلّ الحرب، كون الإدارة الخاصة بالجانب الصحي والإغاثي والخدمات الخاصة بالنازحين والإيواء، سوف تخرج عن الخدمة في شمال القطاع، في حال إحكام العدو سيطرته على «الشفاء». لكن كل ذلك، لا يَظهر أنه سيفيد في دفع المقاومة للتنازل في ملفات التفاوض، سواء الخاصة بملف الأسرى والمحتجزين، أو المتعلّقة بالحديث عن ترتيبات اليوم التالي.
وعلى صعيد متّصل، قالت مصادر فلسطينية مطّلعة إن «فشل المساعي لعقد هدنة إنسانية تمتدّ لعدة أيام، سببه قرار حكومة العدو»، وهو أمر بات معروفاً ومُقَراً به حتى من قبل الجانب الأميركي. وأضافت المصادر أن الأمور تزداد صعوبة كلما توسّع العدو في جريمته، لأن «المفاوضات لن تكون سهلة، برغم كلّ التسهيلات التي قدّمتها حماس للوسطاء». وأشارت إلى أن «طريقة إدارة مدير المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، للاتصالات حول ملفّ الأسرى، بدت مختلفة عما سبق أن تحدّث عنه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في وقت سابق». وقالت إن «هنالك دوراً خاصّاً يقوم به المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، عاموس هوكشتين، الذي يتولّى منذ ثلاثة أسابيع، وليس منذ أيام، مهمة التواصل مع كلّ الجهات التي تقدر على التواصل مع حركة حماس»، من أجل تسهيل عملية إطلاق سراح المحتجزين الأميركيين، ولو ضمن صفقة تشمل غيرهم. ويتابع هوكشتين جهوده هذه، بالتعاون مع المدير العام السابق للأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، إلى جانب وساطة مصرية تركّز على توسيع دائرة التبادل، حتى تشمل مستوطنين إسرائيليين، من غير العسكريين. وتابعت المصادر نفسها، أن «الجانب المصري بحث مع القطريين، كما مع قيادة حركة حماس، إمكانية تقديم مبادرات تخصّ المحتجزين الذين تقول المقاومة إنها لا تريد الاحتفاظ بهم»، موضحةً أن «ما أعلنته حركة الجهاد الإسلامي قبل يومين، بخصوص الأسير الفتى والأسيرة المسنّة، يأتي في سياق تسهيل المهمة أمام قيادة حماس».
وفي المقابل، عاد رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، إلى الحديث عن نيّة إسرائيل «السيطرة الأمنية على قطاع غزة بعد الحرب». ويمثّل كلام رأس الهرم الإسرائيلي، وصفةً لإطالة الحرب، باعتبار أن جيشه لم يحقّق بعد أي تقدّم يُذكر في هجومه البرّي على قطاع غزة، سوى حصار المستشفيات والتلويح باقتحامها. ونقل موقع «واينت» الإسرائيلي، عن نتنياهو قوله في اجتماع مع رؤساء بلديات مستوطنات «غلاف غزة»، في مقرّ قيادة الجيش في تل أبيب، إن «الجيش سيحتفظ بالسيطرة الأمنية على القطاع، ولن نسلّمه لقوى خارجية»، وإن «هناك تصميماً قوياً جداً منكم، ومن الحكومة، على استعادة سيطرة أكثر ممّا كان، على استعادة الأمن بصورة أساسية (...) ستكون هناك سيطرة أمنية إسرائيلية على قطاع غزة، بما في ذلك نزع سلاح كامل لضمان أن لا يكون هناك تهديد من غزة لمواطني إسرائيل بعد ذلك». ويتعارض كلام نتنياهو مع موقف الإدارة الأميركية، التي أكّدت مراراً، على لسان مسؤوليها، أنها لا تدعم إعادة احتلال القطاع، وهو ما حذّر الرئيس جو بايدن نفسه، نتنياهو، من خطورته، في وقت سابق. كذلك، لا يأخذ موقف نتنياهو في الاعتبار التداعيات المتفاقمة على الإدارة الأميركية ومصالحها، بفعل الدعم غير المحدود الذي تبديه لإسرائيل في حربها على الفلسطينيين. وفي السياق، ذكرت محطة «سي أن أن» أن الإدارة تلقّت «تحذيرات حادّة» من دبلوماسيين أميركيين في العالم العربي، تفيد بأن دعمها القوي لإسرائيل، «يؤدي إلى خسارتنا الرأي العام العربي لجيل كامل». وفي هذا السياق، أكّدت برقية من السفارة الأميركية في سلطنة عُمان «أننا نخسر بشكل كبير معركة إيصال الرسائل»، مستشهدة «بحوارات مع عدد كبير من الأشخاص ذوي العقول الرصينة الموثوقين لدينا».
تأتي التطورات المذكورة، في ظلّ انتظار ما ستخرج به القمّتان، العربية والإسلامية، اللتان ستنعقدان في العاصمة السعودية، الرياض، اليوم. وتحمل القمّتان، بحسب مطّلعين على مجريات الاجتماعات التحضيرية، عنوانيْن أساسيّيْن: الأول، تكريس الرفض النهائي والواضح لفكرة تهجير أهالي قطاع غزة إلى خارجه؛ والثاني، تأجيل أيّ نقاش حول ترتيبات لمستقبل إدارة القطاع، إلى ما بعد توقّف الحرب. كذلك، تترقّب جميع الأطراف الإقليمية والدولية، الخطاب المحدّد للأمين العام لـ«حزب الله»، السيد حسن نصرالله، عصر اليوم، في ظلّ تطوّر واضح في مسار العمليات على الجبهة اللبنانية، وارتقاء في نوعية العمليات التي تنفّذها المقاومة، وأيضاً الاعتداءات التي يشنّها العدو الإسرائيلي.
"البناء": الاحتلال يقصف مجمع الشفاء في غزة تمهيداً لاقتحامه بحثاً عن صورة نصر
تؤكد العمليات العسكرية المحمومة لجيش الاحتلال في غزة أن اليومين المقبلين حاسمان، في رسم صورة المشهد الميداني، حيث الحكومات الغربية، وفي طليعتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تستشعر حجم الخسائر التي تصيب شعبيتها بسبب الدعم الأعمى الذي تقدّمه لتغطية جرائم جيش الاحتلال ووحشيّته، ما يعني أن الوقت ينفد والحاجة لإظهار صورة نصر واضحة تبرر لحكومة بنيامين نتنياهو القبول بمسارات التهدئة وتبادل الأسرى والرهائن. وقد شهدت ساعات الليل تصعيداً استثنائياً في محيط مستشفى الشفاء الذي أعلنته حكومة نتنياهو وقيادة جيش الاحتلال هدفاً للحملة العسكرية على قطاع غزة، وقالت إنه مقر القيادة الخفي لقوات القسام، ورفضت الاستجابة لنداءات إدارة المستشفى بدخول فرق تحقيق دولية من الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية للتحقق من اتهامات جيش الاحتلال. وقد جمع الهجوم على مجمع الشفاء بين القصف الوحشيّ الذي يستهدف النازحين الذين تجمّعوا فيه ويقدرون بخمسين ألف نازح، وبين تقدّم الدبابات والمشاة في محاولة لتطويق المستشفى والتقرّب منه، بينما قالت مصادر قوات القسام مع بدء الهجوم إن وحداتها قامت بنصب الكمائن وتحريك التشكيلات القتالية للتعامل مع قوات الاحتلال بالأسلحة والطرق المناسبة. وفي منتصف الليل أكدت قوات القسام أنها تكبّد الاحتلال خسائر فادحة، وأن جثث جنوده تملأ المكان، من حي النصر إلى مخيم الشاطئ؛ بينما تقول مصادر تتابع مجريات الوضع الميداني إن الليلة حاسمة في معركة غزة، وإن المقاومة سوف تكتب صفحة جديدة لانتصاراتها، وإلحاق المزيد من الخسائر بجيش الاحتلال.
سياسياً، مساران يتحرّكان بالتوازي، مسار التفاوض حول إعلان هدنة لثلاثة أيام يرافقها تبادل الأسرى والرهائن، بدأ في الدوحة بلقاء رئيس الحكومة القطرية مع رئيسي جهازي المخابرات الأميركي والإسرائيلي، ويتابعه في القاهرة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. والمسار الثاني هو انعقاد القمة العربية تليها القمة الإسلامية في الرياض، حيث التحدّي باتخاذ مواقف ذات جدوى بعيداً عن البيانات اللفظية التي لا تقدم شيئاً، وفيما تسعى دول مثل الجزائر والعراق وسورية ولبنان لرفع سقف موقف القمة، يبدو رهان دول أخرى على تقدّم مسار التفاوض لإعفاء القمة من مواجهة خيار الخيبة والفشل أو قبول تبني مواقف واضحة لمواجهة خطر العدوان على غزة والدعم الأميركي المفتوح للعدوان. بينما في القمة الإسلامية فهناك تحدٍّ من نوع آخر، خصوصاً مع وجود إيران التي يمثلها رئيسها السيد إبراهيم رئيسي، وقد عبر وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان عن موقفها باعتبار أن تفادي توسّع الحرب لم يعُد ممكناً.
الوضعان الميداني والسياسي سوف يحضران في خلفية الكلمة المنتظرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم، في إحياء يوم الشهيد، في ذكرى تفجير مقرّ الحاكم العسكري الإسرائيلي، قبل 41 عاماً، حيث ستكون الكلمة محطة فاصلة لرسم الخيارات في ضوء معادلة الاحتمالات المفتوحة، وفق مراقبة أداء جيش الاحتلال ومسار العدوان على غزة من جهة، والسلوك تجاه الجبهة اللبنانية، خصوصاً الاعتداءات على المدنيين من جهة أخرى، وفقاً للمعادلة التي وضعها السيد نصرالله في كلمته يوم الجمعة الماضي.
تتجه الأنظار إلى خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وما سيطلقه من معادلات جديدة ومستوى التصعيد الذي سيبلغه، في ظل سخونة الجبهة الجنوبية التي أقرّ كيان الاحتلال الإسرائيلي بقسوتها، حيث يتكبّد العدو خسائر فادحة بشرية وفي الآليات العسكرية، في مقابل كثّف العدو اعتداءاته على لبنان مع توسيع منطقة الاشتباك ما دفع بالمقاومة إلى تنفيذ عمليات نوعية في عمق الأراضي المحتلة.
وأشارت مصادر ميدانية لـ»البناء» الى أن «مستوى عمليات المقاومة في الجنوب يتحرّك وفق مجريات الوضع الميداني في غزة ووفق مستوى الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان»، موضحة أن «عمليات المقاومة ترتفع وتيرتها تدريجياً وستتطور خلال الأيام المقبلة بحال لم يتمّ التوصل الى هدنة إنسانية في غزة».
ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله» مقطع فيديو، تحت عنوان «بعض من بأسنا.. ولن يتمّ الاكتفاء بذلك»، تضمّن مشاهد انتشار عناصر «حزب الله» عند الحدود اللبنانية الجنوبية وتنفيذ العمليات ضد الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى مشاهد من الأسلحة والعدّة والعتاد وعمليات المراقبة.
الى ذلك، أكّد ضابط في «حزب الله» أنّ «العمليات بدأت في منطقة مزارع شبعا وامتدّت لتشمل كل المواقع بمسافة تتجاوز 100 كلم»، وذلك في مقابلة مع قناة «الميادين» في تقرير مصوّر من الحدود الجنوبية.
ولفت الضابط إلى الانتشار الإسرائيلي، حيث أوضح أنّ «على الجبهة الجنوبية منتشِر بمنطقتين، منطقة الجولان ومنطقة الجليل فرقتين، فرقة الجليل 91 وفرقة الجولان، فيها مجموعة من الألوية المقسومة لكتائب والمنتشرة سرايا على الخط. بعد عملية طوفان الأقصى بالسابع من تشرين الأول الإسرائيلي زاد من استعداداته على الجبهة بشكل كبير جداً، عزّز بفرقة 146 على الخط الثاني وأيضًا بمجموعات كبيرة من الاستخبارات ومن وسائط الدفاع الجوي والوسائط النارية المدفعية والصاروخية على الجبهة، يعني الاسرائيلي يوم سبعة تشرين الأول كان بجهوزية عالية جداً وبتعزيز كبير جداً على الجبهة اللبنانية».
وشدد على أنّ «الإنجاز الأكبر كان جذب جزء كبير من القوات الإسرائيلية من الداخل إلى الجبهة اللبنانية»، معتبرًا أنّ «جذب القوات الإسرائيلية خفّف الضغط على إخواننا في غزة».
وكشف الضابط أنّ «الإنجاز الأساسي هو إعماء عيني العدو ومنعه من الرؤية»، كما أفاد عن إصابة عدد كبير من دبابات الميركافا وإعطابها بالصواريخ الموجّهة، كما أنّ من «الإنجازات الأساسية تدمير جزء كبير من المواقع الإسرائيلية».
وأكّد «استهداف الداخل الإسرائيلي وتعطيل عمل القبّة الحديدية في كثير من الأماكن»، موضحًا أنّ «المقاومة ردت على العدو الذي اعتدى على منطقة إقليم التفاح بتوسيع شعاع النار ونوعيّة الرد».
ولفت الضابط في رسالة إلى السيد حسن نصرالله إلى أنّ «ما راكمته المقاومة من عدّةٍ وعتادٍ وعتيد وجهوزيةٍ واستعداد منذ العام 2006 سينفجر غضبًا وحممًا على العدو الغاصب الذي لم يرَ منه سوى القليل القليل حتى الآن، والآتي أعظم وتحت الأمر».
وكانت المقاومة الإسلامية واصلت عملياتها أمس، وأشارت في بيان إلى أن «مجاهديها استهدفوا تجمعًا لجنود العدو الصهيوني قرب موقع العاصي (مقابل ميس الجبل) بالصواريخ الموجهة وحقّقوا فيه إصابات مباشرة». كما استهدفت موقعي الضهيرة وبركة ريشة الإسرائيليين بالصواريخ الموجهة، وكذلك مستعمرة المطلة بصاروخ موجّه. ونفذت المقاومة هجوماً ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي بواسطة ثلاث مسيرات هجومية، فاستهدفت الأولى ثكنة يفتاح قديش (قرية قدس اللبنانية المحتلة) فيما استهدفت الطائرتان الأخريان تجمعًا مستحدثًا في شرق مستعمرة حتسودت يوشع (قرية النبي يوشع اللبنانية المحتلة) وحققوا فيهما إصابات مؤكدة، كما استهدفت موقع الجرداح.
ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله»، مشاهد عملية استهداف ثكنة يفتاح قديش (قرية قدس اللبنانية) التابعة للجيش الإسرائيلي ونقطة تجمع آليات إسرائيلية قرب مستوطنة راموت نفتالي (قرية النبي يوشع اللبنانية) بالمسيرات الانقضاضية.
واعترف، جيش الاحتلال في بيان، بإصابة ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح خطيرة جراء إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على موقع عسكري في منطقة المنارة، كما اعترف بإصابة جندي بجروح خطيرة وجندي آخر بجروح متوسطة نتيجة سقوط طائرة بدون طيار. كما أعلن المتحدث باسم جيش الإحتلال دانيال هاغاري، أن «3 طائرات بدون طيار اخترقت أجواء الجليل الأعلى قادمة من لبنان».
وواصلت قوات الإحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على جنوب لبنان، واستهدفت بالطيران الحربي المعادي المنطقة المفتوحة بين الهبارية والفرديس في العرقوب، وأطراف عيتا الشعب وكفرحمام وياطر وقصف مدفعي طاول أيضاً أطراف عيتا الشعب ويارون. كما أغارت على محيط بلدة كفرشوبا. فيما استهدف قصف مدفعي خراج بلدتي العديسة وكفركلا حيث استخدم العدو القنابل الحارقة. وفي صور سجل قصف مدفعي على منطقة اللبونة، الناقورة. كما استهدفت قوات العدو مستشفى ميس الجبل.
وشدّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على «أننا نعرف مصلحة أمتنا وطريقة تحقيق أهدافها، ونؤدي تكليفنا كما ينبغي ان يؤدى هذا التكليف، انتصاراً لغزة وشعبها ووقفاً للعدوان الصهيوني الغاشم والمتوحش، وإحباطاً لكل أهدافه، وستنتصر غزة وشعبها في نهاية المطاف».
وأكّد «أننا في الموقع الذي إن غادرناه نسهم في ترك العدو يفعل ما يشاء وهو يستقوي بحماة دوليين يشجعونه، ويبرمجون عدوانه، ويدفعون عنه كل ضغط دولي، ويحيدون من يحيدون عن إدانته وعن مواجهته وحتى عن استنكار عدوانه على غزة وشعبها وأهلها».
ولفت رعد الى أنّ «المقاومة لن تترك هذا الشعب ولن تترك أهل غزة وستستمر في الضغط من اجل وقف العدوان على طريقتنا، نتحرّك حيث يجب ان نتحرك ونقف حيث يجب أن نقف، ونضغط حيث يجب أن نضغط».
على صعيد آخر، وبعدما سرَت معلومات عن إنزال جوي أميركي بطائرات تحمل أسلحة وذخائر وعتاد عسكرية أفرغتها في مطار حالات في الشمال مساء أمس الأول، أوضحت قيادة الجيش، أن «بعض وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت معلومات عن هبوط طائرات عسكرية أجنبية في أحد المطارات التابعة للجيش اللبناني»، موضحةً أن «جزءًا من حركة الطيران في المطار هو حركة روتينية لنقل المساعدات العسكرية إلى الجيش اللبناني، ويضاف إلى ذلك نقل جميع التدريبات النهارية والليلية الخاصة بالقوات الجوية في الجيش إلى حامات».
على صعيد آخر، كشفت وزارة الخارجية الفرنسية أننا «مررنا رسائل لإيران وللبنان حتى لا ينزلق الأخير نحو الصراع».
وعشيّة توجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة العربية، أعلنت رئاسة المجلس الوزراء أنّ ميقاتي بصدد الدّعوة إلى جلسة حكوميّة، مُعمّمةً جدول الأعمال.
"الجمهورية": ايران: لا مفر من توسيع الحرب... الأمم المتحدة: مؤشرات مقلقة
على الرغم من الحديث المتزايد عن هدنة انسانية موقتة، فقد بات من الصعب اللحاق بالتطورات الميدانية المتسارعة لحرب الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة، أو تقدير التطورات التي ستبلغها.
إنّ احتمال توسّع هذه الحرب إلى ساحات وجبهات اخرى أبعد من الميدان الغزّي بات مرتفعا جدّا، وكان لافتا في هذا السياق ما اعلنه وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان من انه «بالنظر الى تزايد حدّة الحرب في غزة اصبح توسيعها أمراً لا مفر منه».
واذا كان موقف عبداللهيان يُنذر بأن وضع المنطقة يقترب من الانفجار، فإنه يتقاطع مع مؤشرات تعزز هذا الاحتمال، تمتد من اليمن والدخول المتزايد للحوثيين على خط الحرب واستهداف اسرائيل بالمسيرات والصواريخ الباليستية، وهو الأمر الذي شغل المستويات السياسيّة والعسكريّة الاسرائيليّة.
ولقد كشفَ الاعلام الاسرائيلي انها بدأت ببحث خطط لمواجهة ما سمّاه «هذا التطور الخطير، خصوصا انّ الضربة في ايلات تثير القلق الكبير». وصولاً الى ما تسميها اسرائيل جبهتها الشمالية، حيث باتت منطقة الحدود الجنوبية للبنان، في حالة حرب فعلية، خصوصا انّ تطورات الساعات الاخيرة وعنف العمليات العسكرية ضد مواقع الجيش الاسرائيلي، وكذلك اتساع رقعة القصف الاسرائيلي وتخطي منطقة جنوبي الليطاني الى شماله، بَدا جلياً انها تجاوزت ما تسمّى ضوابط وقواعد اشتباك وتنذر بانفجار واسع. وذلك بالتوازي مع اصوات بدأت تتعالى داخل اسرائيل وتدعو الى رفع وتيرة التصعيد مع لبنان، وتبرز في هذا السياق، مطالبة عضو الكنيست الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في تغريدة على حسابه على منصة «اكس»، للجيش الاسرائيلي بتوجيه ضربة حاسمة لـ«حزب الله»، بدعوى عدم تكرار ما جرى في جنوب إسرائيل، من عملية «طوفان الأقصى» شمالي البلاد». وشدد على «ضرورة انتقال اسرائيل من سياسة المهادنة إلى سياسة الحسم مع «حزب الله»، مجددا مطالبته رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بإبعاد عناصر وقوات «حزب الله» إلى ما وراء نهر الليطاني».
خطاب نصر الله!
واذا كان الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله قد تجنّب في خطابه السابق الاسبوع الماضي إعلان الإنخراط الواسع في هذه الحرب، وترك الباب مفتوحاً على كلّ الإحتمالات والخيارات، إلّا أنّ الانظار مشدودة الى ما سيقوله في خطابه المنتظر في احتفال «يوم شهيد حزب الله» بعد ظهر اليوم، خصوصا أنّ فترة الايام القليلة الفاصلة بين الخطابين شهدت تدحرجاً كبيراً لكرة النّار الإسرائيليّة في قطاع غزة، بالتوازي مع اشتداد وتيرة العمليّات والمواجهات العسكريّة على الحدود الجنوبية.
وفيما أحيط خطاب نصرالله بتكهنات أدرَجته في «خانة التصعيد ربطاً بالتطورات المتصاعدة في كل الساحات وصولا الى الجبهة الجنوبية»، قالت مصادر «حزب الله» لـ«الجمهورية»: انّ خطاب الامين العام هو استكمال لخطابه الاسبوع الماضي، مع تطوير اكيد في ما خَصّ قواعد الاشتباك لناحية توسيعها، لا سيما بعد العدوان الاسرائيلي الاخير (امس الاول) في حمص، والذي أدّى الى سقوط سبعة شهداء للحزب. (وقد نعى الحزب «سبعة شهداء من «المقاومة الاسلامية» ارتقوا على طريق القدس» وهم: علي خليل العلي «خضر» من بلدة مليخ في جنوب لبنان، محمد علي عباس عساف «جواد» من بلدة بوداي في البقاع، عبد اللطيف حسن سويدان «صافي» من بلدة ياطر في جنوب لبنان، محمد قاسم طليس «أبو علي» من بلدة بريتال في البقاع، جواد مهدي هاشم «أبو صالح» من بلدة الخيام في جنوب لبنان، جعفر علي سرحان «مهران» من بلدة مشغرة في البقاع وقاسم محمد عواضة «ملاك غانم» من بلدة جويا في جنوب لبنان).
وفي جانب آخر من الخطاب، اشارت المصادر الى انّ السيد نصرالله قد يلاقي ما قد يصدر عن القمة العربية المقرر عقدها في السعودية (اليوم) لجهة ادانة حرب الابادة الجماعية التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة، وكذلك لجهة الدعوة الى الوقف الفوري لاطلاق النار، ووقف المجازر التي ترتكبها اسرائيل في القطاع ورفض التشريد الجماعي لأهلها».
وعلى ما يؤكّد مطلعون على موقف «حزب الله» فإنّ جبهة الجنوب اللبناني ستبقى في حالة استنزاف تحت سقف الحرب الواسعة، طالما انّ العدوان الاسرائيلي مستمر على قطاع غزّة، الا انّ تطوّر الامور فيها لتتدرّج نحو مواجهات اكبر مما هي عليه الآن، مَرهون بأمرين: الأول محاولة القضاء على المقاومة الفلسطينية، والثاني أن يبادر العدو الى هجوم كبير على لبنان.
إتصالات للإحتواء
وإزاء تصاعد الوضع على الحدود الجنوبية، سجّلت حركة اتّصالات مكثّفة في الساعات الاخيرة لاحتواء التدهور ومنع انزلاقه اكثر. واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أننا «مَرّرنا رسائل لإيران وللبنان حتى لا ينزلق الأخير نحو الصراع».
وعلمت «الجمهورية» انّ قنوات الإتصال بقيت مفتوحة حتّى ساعة متقدمة من الليل، وحمل بعضها تأكيدا اميركيا متجددا على تجنب تصعيد المواجهات على الحدود الجنوبية.
وكشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» انّ قيادة قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب اللبناني كثفت في السّاعات الاخيرة اتصالاتها مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي مشدّدة على ضبط النّفس ومؤكدة على مسؤولية كل الاطراف في خَلق مناخات تُجنّب منطقة الحدود خطر الانزلاق الى مواجهات».
وبحسب المصادر فإنّ ضابطا كبيرا في «اليونيفيل» أبلغ نواباً من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب التقوا به نهار امس، مَخاوفه من التوترات المتزايدة على حدود لبنان الجنوبية، التي تبدو أنها ساحة حرب.
وأكد الضابط عينه انّ هذه التطورات توجِب على كل الاطراف احترام القرار 1701، وقال ما مفاده «انه نظر بارتياح لخطاب امين عام «حزب الله» (لجهة عدم التصعيد وتوسيع الحرب)، ونحن مرتاحون للتعاون الوثيق والتنسيق مع الجيش اللبناني، لكن الوضع بشكل عام على جانبي الحدود دقيق جداً وتعتريه مخاطر مشهودة، وباتت المواجهات تتوسّع على نحوٍ لا يبعث على الاطمئنان، ونحن نتواصل مع كل الاطراف لمنع أيّ احتكاكات من شأنها أن تخلق واقعاً تصعب السيطرة عليه».
مؤشراتٌ مقلقة
وفي سياق متصل، وزّع مكتب الامم المتحدة في بيروت بيان منسّق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، عمران ريزا، لاحظَ فيه «مؤشرات مقلقة حول تصاعد حدّة التوتر، مع تزايد الأعمال العدائية على طول الخط الأزرق». وقال: في الآونة الأخيرة، شهدنا هجمات مثيرة للقلق أسفَرت عن مقتل وإصابة مدنيين في جنوب لبنان، من ضمنهم نساء وأطفال وطواقم إعلامية. كما لحقت أضرار جسيمة بالممتلكات الخاصة والبنى التحتية العامة والأراضي الزراعية، ما أجبَرَ أكثر من 25 ألف شخص على النزوح. ويُخاطر المزارعون المحليون بحياتهم من أجل حصد الزيتون والتبغ، وهي محاصيل ضرورية تضمن استدامة سُبل عيشهم ودخلهم».
وشدّد على «جميع الأطراف بأنه يجب عليهم الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي أثناء تنفيذ العمليات العسكرية. ويجب حماية المدنيين، بمَن فيهم العاملون في المجال الإنساني والطبي، أينما كانوا. ويجب حماية الأعيان المدنية، بما في ذلك المنازل والأراضي الزراعية والمستشفيات. وفي ظل هذه الظروف القاتمة، أكرر الالتزام الراسخ للأمم المتحدة في لبنان بالبقاء ومواصلة تقديم الإغاثة والحماية للمدنيين المحتاجين، أينما كانوا». وختم ريزا داعياً جميع الأطراف إلى «ممارسة ضبط النفس وتجنّب المزيد من التصعيد، وقطعاً، تجنب إلحاق المزيد من المعاناة بالمدنيين».
مخاوف من التصعيد
الى ذلك، علمت «الجمهورية» انّ جهات ديبلوماسية غربية نقلت الى مسؤولين لبنانيين مخاوفها من توسّع رقعة الحرب. وشدّدت على إبقاء لبنان خارج دائرة الصراع، وثَني «حزب الله» عن اي محاولة لتصعيد المواجهة مع اسرائيل. وكشفت ان هذه المخاوف، اضافة الى الرغبة في عدم تمدد الحرب الى لبنان، تتشارَك فيها الدول الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية. (يُشار هنا الى ان الرغبة الاميركية بعدم توسيع الحرب، أبلغت الى الجانب اللبناني عبر السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا، وكذلك عبر اتصالات هاتفية شبه يومية أجراها الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين مع مستويات لبنانية مختلفة، وخلال زيارته القصيرة الى بيروت بداية الاسبوع الحالي موفداً من الرئيس الاميركي جو بايدن).
وبحسب مصادر المعلومات الموثوقة فإنّ الجهات الديبلوماسيّة الغربية صرّحت بأنّ ارتفاع وتيرة الأعمال الحربية في منطقة الحدود يرجَح كفة التصعيد، ويهدد المساعي الرامية الى عدم توسيع دائرة الصراع. ولفتت الى انّ الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً جدية على اسرائيل، لعدم فتح باب الحرب على جبهة لبنان. فإسرائيل بمستوياتها السياسية والعسكرية، ومع تزايد العمليات العسكرية التي ينفذها «حزب الله»، ناقشَت إمكان ان توسّع ردّها على الاستهداف المتزايد لحدودها الشمالية، بأن تُبادر الى فتح معركة ضد «حزب الله» تكون هي صاحبة اليد العليا فيها. وهو الامر الذي عارَضته الولايات المتحدة التي لا ترغب في توسّع الحرب وتخطّيها ميدان غزة. واكدت على حق اسرائيل في الردّ على «حزب الله»، ولكن على أن تتوخى الحذر، وتجنّب أي خطأ للجيش الإسرائيلي في لبنان من شأنه أن يؤدي إلى اندلاع حرب أكبر بكثير.
لا مؤشرات للحرب
الى ذلك، وعلى الرغم من التوتر المتزايد على الحدود الجنوبية، فإن الولايات المتحدة ما زالت تُقلّل من احتمال انزلاق هذه الجبهة نحو مواجهة واسعة. ويبرز في هذا السياق ما قاله المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد الى انه «لا يوجد ما يشير إلى أن إيران أو وكلاءها في المنطقة يعتزمون التعجيل بنشوب صراع يتجاوز حرب إسرائيل مع «حماس». واضاف في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت: «لا نعتقد أن صراعاً تتورط فيه لبنان وإسرائيل أمر لا مفر منه بحال من الأحوال، الحقيقة هنا والآن هي أنه لا يوجد ما يشير من أي جانب إلى أن هناك نية لاستِباق صراع أو حرب».
الا انّ ساترفيلد استدرك وقال: «من الضروري ألا تقدم إيران وجماعة «حزب الله» على أعمال استفزازية، وإنّ تبادل إطلاق النار بين «اسرائيل» و»حزب الله» على طول الحدود يعزز احتمال التقديرات الخاطئة».
الوضع الميداني
ميدانياً، حافظت منطقة الحدود الجنوبية على وتيرة التوتر المتصاعد، مع كثافة العمليات العسكرية التي ينفذها «حزب الله» ضد مواقع الجيش الاسرائيلي بالتوازي مع قصف اسرائيلي مكثف لمحيط البلدات اللبنانية المحاذية للحدود.
واعلن «حزب الله» امس، في بيانات للاعلام الحربي، انه استهداف بالصواريخ الموجّهة تجمّعاً للجنود الاسرائيليين قرب موقع العاصي مقابل بلدة ميس الجبل وحقق فيه اصابات مؤكدة، وتجمعاً آخر للجنود قرب موقع ميتات مقابل بلدة رميش. وأفيد عن استهداف مستعمرة المطلة بصاروخ موجّه، واطلاق صاروخ مضاد للدروع على منطقة المنارة، وكذلك استهداف مواقع الضهيرة وبركة ريشا وحدب البستان والجرداح والبياض الاسرائيلية بالصواريخ الموجهة. وايضا استهداف مجموعة مشاة في حرش شتولا، وكتيبة راميم الاسرائيلية مقابل بلدة مركبا.
كذلك أعلن الإعلام الحربي في «حزب الله» أنّ «المقاومة الإسلامية نفذت هجوماً ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي بواسطة 3 مسيرات هجومية، فاستهدفت الاولى ثكنة يفتاح قديش (قرية قدس اللبنانية المحتلة)، فيما استهدفت الطائرتان الاخريان تجمّعاً مستحدثاً في شرق مستعمرة حتسودت يوشع (قرية النبي يوشع اللبنانية المحتلة) وحققتا فيهما إصابات مؤكدة».
الى ذلك، ترددت أنباء عن إصابة 3 جنود إسرائيليين جرّاء انفجار مسيّرة أو قذيفة هاون من لبنان.
في غضون ذلك، واصل الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على المناطق الجنوبية، حيث قصف بالقذائف المدفعية الفوسفورية، امس، وعلى فترات متقطعة اطراف ميس الجبل وبالقرب من مستشفى ميس، ما أدى الى اصابة طبيب الطوارئ بجروح طفيفة. وقد وصف وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب قصف إسرائيل مستشفى ميس الجبل بالجريمة ضدّ الإنسانية.
كذلك قصف الجيش الإسرائيلي خراج بلدات بليدا، الناقورة، علما الشعب، وعيتا الشعب اللبونة، تلة الحمامص، ومحيط موقع العاصي، وخراج العديسة وكفر كلا ومثلث راميا - بيت ليف - القوزح، وخراج بلدة الوزارني والميسات، واطراف بلدة البستان في القطاع الغربي، ما ادى الى اشتعال حرائق في وادي العليق في خراج البلدة. وذلك وسط تحليق لطائرات الاستطلاع والطيران الحربي الذي شن غارة جوية ما بين ميس الجبل وحولا... ومحيط الهبارية والفرديس وكفر حمام وكفرشوبا وياطر ويارون.
وافادت تقارير من المنطقة الجنوبية عن حركة نزوح كثيفة في الايام الأخيرة، من البلدات المحاذية للحدود، الى مناطق أكثر أماناً.
إعلام الإحتلال
وقالت وسائل الاعلام العبرية: انّ إرسال طائرات هجومية من لبنان (امس) تجاه مواقع للجيش «الإسرائيلي» في الجليل، يشير إلى وتيرة تصاعدية للعمليات عند الحدود، وانّ ما جرى اليوم على الحدود الشمالية مع لبنان هو حرب حقيقية. وافادت عن نقل 3 إصابات إلى مستشفى «رمبام» في حيفا، حيث أُحيل اثنان منهم إلى غرفة العمليات بحالة خطيرة، بعد إطلاق صواريخ وقذائف من لبنان تجاه مواقع لجيش العدو الإسرائيلي في الشمال.
واشارت وسائل الاعلام العبرية الى «أنّ المستوطنات في الجليل الأعلى باتت مهجورة، حتى أنّ «مقرّ القيادة أُخلي ونُقل إلى الخلف». وقالت: انّ نقل مستوطني الجليل الأعلى بهذه الطريقة «غير مسبوق».
وحول الوضع في قطاع غزة، افادت مصادر معلومات خاصة لـ»الجمهورية» من مدينة غزة: انّ المدينة فعلاً محاصرة والدبابات الاسرائيلية دخلت من عدة محاور، وتمنع دخول اي مساعدات الى المدينة وشمالها، وفقط في الجنوب تدخل مساعدات. «ولا احد لديه فكرة عن الهدنة ابداً».
اضافت المصادر: الخطر قائم والقوات الاسرائيلية الآن في عدة مواقع داخل مدينة غزة، لكن هذه المواقع امّا عند اطرافها او قريبة من الساحل وليس داخل المدينة.
واوضحت انّ الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية وعنيفة جدا، مع قوات الاحتلال الإسرائيلي المتقدمة في محيط مجمع الشفاء الطبي غرب غزة، بالاضافة إلى معارك شمال القطاع، وسط قصف مدفعي وجوي شديدين. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية عن انقطاع الكهرباء بشكل كامل عن مستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة، ما يُنذر بوقوع كارثة إنسانية.
الإسرائيليون... مهجّرون!
في المقابل، تقاطع الاعلام الاسرائيلي على اعتبار انّ «حزب الله» لم يتكبّد عناء في توسيع الحرب واجتياز الحدود كي يهرب سكان بلدات الشمال الإسرائيلي من بيوتهم أو ان يبقيهم في الملاجئ، ويدفع إلى حالة التأهب كتائب كبيرة من الجيش الاسرائيلي».
وبحسب ما ورد في الاعلام الاسرائيلي فإنه «لم يسبق ان هجر سكان الجليل الاعلى بهذه الطريقة من قبل، فالمدن والمستوطنات خالية، حتى مقر قيادة الفرقة أخلي وتم نقله الى الخلف». ونشرت صحيفة «هآرتس» تقريرا اشارت فيه الى ان الاسرائيليين غادروا بلداتهم الواقعة عند الحدود اللبنانية ولجأوا إلى وسط إسرائيل في اليوم الأول للحرب على غزة، ومباشرة بعد تردّد الأنباء عن الهجوم المفاجئ والواسع لمقاتلي حركة حماس في «غلاف غزة» في الجنوب، ما يدل على «أزمة ثقة شديدة بين الجيش والسكان الذين أؤتمن بالدفاع عنهم».
وقالت الصحيفة: «ان جولة في الشمال المهجور تكشف عن أن أزمة الثقة بين الجيش الإسرائيلي ومواطني إسرائيل لم تتوقف في الجنوب، والكثير من سكان الشمال قرروا مغادرة بيوتهم والرحيل باتجاه وسط البلاد، بالرغم من عدم تلقّيهم تعليمات واضحة بهذا الخصوص».
وأضافت أن «الأزقة الخالية في البلدات والشوارع المقفرة والمتاجر المغلقة والدبابات في شوارع المدن والشوارع المركزية تدلّ على شدة استهداف الشعور بالأمن لدى الكثيرين من سكان الشمال».
وينظر سكان البلدات الحدودية في شمال إسرائيل، بحسب الصحيفة، إلى هجوم «حماس» في جنوب إسرائيل على أنه «تحقيقٌ للكوابيس التي خافوا منها طوال سنين. والخوف من سيناريو مُشابه في بيوتهم دفعَ الكثيرين منهم إلى المغادرة منذ اليوم الأول للحرب. ولا يعلم السكان في الشمال متى سيعودون إلى بلداتهم وفي أي ظروف. وأشارت الصحيفة إلى أن القلق الأساسي الذي يتحدثون عنه هو توغل مقاتلين من «حزب الله» إلى بلداتهم من خلال أنفاق. وفيما أعلن الجيش الإسرائيلي، بداية العام 2019، أنه دمّر أنفاقاً لـ«حزب الله» تحت الحدود اللبنانية وأن «التهديد أزيل حالياً»، إلا أن سكان البلدات يعبّرون عن تخوفهم من أنه «لم تتم إزالته كلياً». وتزايد هذا التخوف في أعقاب هجوم 7 تشرين الاول الفائت.
ونقلت الصحيفة عن أحد السكان قوله إنه متأكد من وجود أنفاق حفرها «حزب الله» وتمتد إلى بلدات إسرائيلية. وأضاف: «لا أعتقد أنهم في الجيش يكذبون علينا، وإنما ببساطة هم لا يعرفون كل شيء. وتخوّفنا هو أن أحداً ما في الجيش الإسرائيلي لم يدرك أنهم لا يعرفون كل شيء». والتخوف من تسلل مقاتلين من لبنان يؤثر على امتناع سكان البلدات الشمالية عن العودة إليها. وقال المواطن نفسه إن «الواقع تغير بالنسبة لنا في 7 تشرين الاول وفي بداية الحرب، عندما كان هناك اشتباه بتسلل مسلحين، لم نخف من مواجهتهم أو أن تصيبنا رصاصة. وجميع الذين شاركوا في دوريات الفرق المتأهبة أدركوا أنهم إذا تجاوزونا فإنهم سيصلون إلى أولادنا». وأضاف أنّ «من يريد إعادة توطين الشمال والجنوب ينبغي أن يدرك أن التوقّع هو القضاء على التهديد الموجود أمام بيت كل واحد منّا، وهذا يعني حرباً حتى النهاية. وأي حل آخر لا يهمّ السكان الذين يشاهدون «حزب الله» من الشرفة».
"اللواء": ورقة لبنان إلى القمة: ضبط الحدود بـ1701!
عشية دخول حرب غزة الأسبوع السادس، يشهد اليوم، بدءًا من القمة العربية الطارئة في الرياض، الى ما ستؤول إليه المفاوضات الجارية من أجل تبادل معتقلين فلسطينيين لدى سلطات الاحتلال، بأسيرات وأسرى من الأطفال الاسرائيليين لدى حماس وباقي حركات المقاومة الفلسطينية.. وصولاً الى ما سيكشف عنه الأمين العام لحزب الله عن مسار التطورات المستقبلية، في ما خصَّ جبهة الجنوب، وربما ارتباطات سائر الجهات الأخرى، في ظل نشاط متصاعد للتوتر بين قصف اسرائيلي يتوسع خارج الحدود باتجاه الداخل اللبناني، ورد متقدم للمقاومة الاسلامية ضد المواقع العسكرية الاسرائيلية، مع سقوط قتلى في الجانب الاسرائيلي، و7 شهداء جدد لحزب الله، إذ نعى الحزب يوم امس 7 من الشهداء سقطوا على طريق القدس، من الجنوب والبقاعين الشمالي والغربي، ليرفع العدد الاجمالي الى 68 شهيداً.
ومن المقرر ان يمثّل الرئيس نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية والمغتربين لبنان في القمة الاستثنائية التي تبدأ أعمالها وتنهيها اليوم، مع موقف رسمي واضح، يتعلق بطلب دعم لبنان في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، وسيشدد لبنان على انه ملتزم بالقرارات الدولية ولا سيما القرار 1701.
ويتباين الموقف اللبناني الرسمي مع مذكرات أرسلت للقمة، ابرزها من منتدى بيروت ونواب المعارضة، يطالب العرب بعزل لبنان عن المعركة المقبلة، واعلان الرفض لمعادلة «قواعد الاشتباك» التي لا تتفق مع الدستور اللبناني.
مجلس الوزراء وعرقلة باسيل
وأعلنت الامانة العامة لمجلس الوزراء عن عقد جلسة وزارية قبل ظهر الثلثاء 14 ت2 عند الساعة التاسعة والنصف صباحا في السراي الكبير.
ولم يعرف ما اذا كان مجلس الوزراء سيتطرق الى موضوع الفراغ المحدق في المؤسسة العسكرية، لكن الواضح ان تكتل لبنان القوي برئاسة النائب جبران باسيل ما يزال على موقفه المناوئ للتمديد التقني لقائد الجيش العماد جوزاف عون، ويعتبر ان الحل يكون بإحدى خطوتين: إما ان تؤول القيادة الى الضابط الاعلى رتبة، او تعيين مجلس عسكري جديد، بما فيه قائد للجيش ورئيس للأركان بتوقيع جميع الوزراء.
وفي اطار متابعة ما يجري داخلياً والوضع الامني في البلاد، استقبل الرئيس نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة المدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري حيث جرى عرض لتطورات الاوضاع والمستجدات السياسية والامنية والميدانية في ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والقصف المتبادل في الجنوب.
الوضع الميداني
وفي اليوم الخامس والثلاثين للحرب، استهدف القصف الاسرائيلي المعادي أطراف بلدة ميس الجبل، وصلت قذائف العدو الاسرائيلي بالقرب من مستشفى ميس الجبل الحكومي. واشار مدير مستشفى ميس الجبل حسين ياسين الى تضرر قسم الطوارئ في مستشفى ميس الجبل جراء القصف الإسرائيلي وإصابة طبيب الطوارئ بجروح طفيفة.
وعملت كشافة الرسالة على إخلاء عائلة في ميس الجبل بعد تعرض المنزل للقصف وسط معلومات عن إصابة طفيفة.
كما نفذت طائرة مسيَّرة إسرائيلية معادية غارتين على منزلين في حي الرجم في عيتا الشعب من دون وقوع خسائر بشرية.
و استهدف العدو أطراف ميس الجبل الشرقية وتلة المحامص بالقذائف المدفعية، ومحيطَ موقع العاصي بالقذائف المدفعية والقذائف الفسفورية.
وسجل قصف مدفعي معادي على الأطراف بين مروحين وأم التوت ودوت صافرات الإنذار في مركز اليونيفيل في الناقورة.
واذ افيد ان الجيش اللبناني قام بإخلاء الموقع الخاص به في منطقة بئر شعيب في بلدة بليدا في القطاع الأوسط. اوضح مصدر عسكري ان لا مركز للجيش في منطقة بئر شعيب في بلدة بليدا في القطاع الأوسط بل نقطة غير ثابتة يتواجد فيها العناصر أحياناً وبالتالي لا صحّة لإخلاء الموقع.
وليلاً، أطلقت اليونيفيل سفارات الإنذار في الناقورة، بعد استهدف محيط عيتا الشعب ومروحين.
واعلن الجيش الاسرائيلي انه يهاجم أهدافاً لحزب الله في جنوب لبنان رداً على إطلاق مسيّرات وصواريخ مضادة للدروع والدبابات.
واعترف، في بيان، بإصابة ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح خطيرة جراء إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على موقع عسكري في منطقة المنارة، كما اعترف بإصابة جندي بجروح خطيرة وجندي اخر بجروح متوسطة نتيجة سقوط طائرة بدون طيار.