لبنان
البطريرك الراعي من صور: متضامنون مع السياج الذي يحمي الوطن ويدافع عنه
أعلن البطريرك بشارة الراعي، من صور، "التضامن مع السياج الذي يسمونه الأطراف، هذا السياج هو الذي يحمي الوطن ويدافع عنه من كل المخاطر".
كلام الراعي جاء خلال إلقائه كلمة من دار الافتاء الجعفري في صور أثناء جولته على الجنوب، حيث كان في استقباله مفتي صور وجبل عامل العلامة القاضي الشيخ حسن عبد الله وعدد من الفاعليات والشخصيات الرسمية والروحية.
وردًا على ما ذكره أحد مسؤولي "إسرائيل" بأن لبنان "كذبة"، اعتبر الراعي أنه "قال ذلك حتى يُلغي ما يمتاز به لبنان، أرض التلاقي والحوار والقداسة والتعايش، رغم التنوع الإنساني والثقافي".
وقال: "إنّ المؤامرة الاقتصادية المصطنعة وتفتيت الدولة كلّها يخدمان مشروعهم. وإننا قررنا في مجلس الأساقفة والبطاركة أن نصمد ونتشبّث بوحدتنا رغم تنوعنا، وأن أي سلطة تناقض العيش المشترك فاقدة الشرعية، وسنحافظ على الوطن ولن ننزلق إلى الفتن والمكائد".
أضاف الراعي: "نذكر دائمًا الإمام موسى الصدر الذي رسم فلسفة لبنان وخلاص لبنان. إنّ المطارنة الذين كانوا مع الإمام الصدر قد رسموا مستقبل لبنان ليربح الجميع. مشروع لبنان يبنى كل يوم، وهو مثل بناء الأسرة التي تبنى كل يوم، وخلاص لبنان يكون بالصمود والبقاء مهما قتلوا ودمروا. وليس لنا خلاص إلّا بقوّتنا وعيشنا المشترك".
من جهته قال العلامة عبد الله: "هذا اللقاء يعكس نهج لبنان الذي يجتمع في الملمات والصعوبات. يطلّ غبطة البطريرك الراعي والوفد الروحي في هذه الزيارة للتأكيد أنّ الجنوب ليس وحده وهو جزء من لبنان، ولن نقبل أن يبتسم لبنان ويبقى جنوبه متألمًا. إن حضوركم هو من أجل رفع الألم".
أضاف: "ما يزيد من قلق اللبنانيين هو عدم انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. إنّ أهل العقد والربط مدعوون لتحقيق هذا الأمر".
وأشار العلامة عبد الله إلى أنّ "النزوح يشكل قلقًا للوطن ومأساة للنازح، ولكن النفوس المؤمنة تعمل على المساعدة في تجاوز المرحلة. هذه الأرض لنا، نعيش معًا ونفرح معًا ونصمد معًا من أجل مواجهة التحديات. ونتمنى أن يُفرج الله عنّا وعن أهالي غزة، تلك المنطقة التي تتعرض لحرب إبادة حقيقية".
من جهتها، أكّدت النائب عناية عز الدين "عناية رئيس مجلس النواب نبيه بري بالبطريرك الراعي والوفد المرافق له"، وقالت: "ما يميز هذه الزيارة أنّها تعيدنا إلى لغة الإمام القائد السيّد موسى الصدر. عندما نتحدث عن السلام والسعي لتحرير فلسطين المحتلة فهو السعي لإنقاذ التراث والأماكن المقدسة. هذه الزيارة التضامنية تأتي خلال ارتكاب العدو الإسرائيلي المجازر الإنسانية. هي حرب إبادة ليس فقط اليوم، بل من التاريخ الأسود لهذا العدو المليء بالمجازر".
وقالت: "لبنان الصمود والمقاومة والجيش هم أقانيم الحفاظ على الوطن والوحدة المتراصة، وإن زيارتكم تؤكد أنّ الجنوب ليس وحده بل هو قلب لبنان النابض".
إلى ذلك، زار البطريرك الراعي والوفد المرافق، دار الفتوى في صور، حيث كان في استقباله مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار حبال وعدد من القيادات الروحية والأهلية.
وقال: "نشكر جميع ممثلي الطوائف الذين استقبلونا، ليس إلا من أجل العاطفة والمحبة والصمود، ويبقى الجنوب سياج الوطن. ونتقدم من عوائل الشهداء بالتعازي القلبية".