لبنان
النائب فضل الله: التشريع واجب المجلس النيابي.. والحفاظ على الجيش مسؤولية وطنية
شدّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله على أن ما يتم تسريبه بين فترة وأخرى من طروحات حول الوضع المستقبلي في الجنوب هو وليد خيالات جهات تعيش في الأوهام، ومعروفة الانتماء والولاء، مؤكدًا أن هذه الطروحات غير موجودة على جدول أعمال المقاومة، ولا على جدول أعمال البلد، ولم يتحدث بها أحد معنا، وغير مستعدين لمجرد الاستماع إليها، أو لإعطاء وقت للانشغال بها، لأنَّ الأولوية اليوم هي لمنع العدو من تحقيق أهدافه في غزة وحماية البلد من عدوانه.
وأضاف فضل الله: "إن ما يطلقه العدو من تهديدات أو حديثه عن اتفاقات مستقبلية مع لبنان، هو جزء من محاولاته الحثيثة لتخفيف الضغط عن جبهته الشمالية بعدما وضعته عمليات المقاومة في حالة إرباك شديد، وتحت ضغط مستمر نتيجة الخسائر التي لحقت بجيشه واقتصاده وتهجير مستوطنيه".
كلام النائب فضل الله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد على طريق القدس حسن كمال سرور لمناسبة مرور أسبوع على استشهاده، وللشهيد على طريق القدس حسين علي سرور لمناسبة مرور أربعين يومًا على استشهاده، وذلك في حسينية بلدة برج الشمالي، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
وأكد النائب فضل الله أن عمليات المقاومة المساندة للشعب الفلسطيني ستتواصل، وكذلك تصدي المقاومة للاعتداءات على القرى، ورد الصاع صاعين لأي عدوان يطال البنى المدنية، وكل محاولات العدو سيكون مصيرها الفشل، وتهديداته لن تغيِّر من قرارات المقاومة، بل تزيدها إصرارًا على ممارسة حقها في الدفاع عن بلدها، والانتصار للشعب الفلسطيني المظلوم.
واعتبر أن العدو الذي يقتل المدنيين في غزة يتخبَّط أمام بسالة المقاومة، لذلك هو ليس في الوضعية التي تسمح له تحديد المستقبل للآخرين، مؤكدًا ان أصحاب الأرض المقاومين هم من يرسمون مستقبل بلادهم.
وتوجه النائب فضل الله لقادة العدو قائلًا: "بدل كثرة الثرثرة التي لن تجلب لمستوطنيكم الطمأنينة ولا لجيشكم القدرة على الانتصار، عليكم وقف حربكم"، مؤكدًا أن "الخيار الوحيد المتاح أمام العدو هو وقف عدوانه على غزة، لأنَّ هذا العدوان وجرائمه ضدَّ الإنسانية التي يرتكبها ضدَّ الشعب الفلسطيني هي السبب في هذه المواجهة على بقية الجبهات".
وتطرق النائب فضل الله إلى الشأن الداخلي، قائلًا: لقد "عملنا طيلة الأسابيع الماضية تحت سقف منع الفراغ في قيادة الجيش ضمن الأطر القانونية المتاحة، من أجل الوصول إلى حلول تحفظ مؤسسة الجيش".
وقال: "كنَّا منفتحين على أي خيار يتم التفاهم عليه، ومن الواضح أنَّ الخيارات باتت محصورة سواء في الحكومة أو المجلس النيابي، ومن المفترض حسم هذا الأمر.. المهم بالنسبة لنا أن نملأ هذا الفراغ وأن تستمر مؤسسة الجيش بالقيام بدورها الوطني سواء في الداخل أو من ضمن معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وهذا الموضوع يجب أن يخرج من المزايدات السياسية والحسابات الحزبية ومحاولة تحصيل مكاسب على حساب المؤسسة، وأن يُترك للمؤسسات الدستورية المعنية وفي طليعتها الحكومة لاتخاذ القرار المناسب".
وأضاف: "سنعبِّر عن قناعاتنا عندما يتم عرض الموضوع ضمن المؤسسات وفق القاعدة نفسها عدم الفراغ وحفظ الجيش، لأنَّ مثل هذه القضايا يجب أن تُعالج بهدوء وحكمة وحرص على هذه المؤسسة، والحفاظ عليها من منطلق المسؤولية الوطنية، وإخراجها من الصراعات السياسية".
وشدّد فضل الله على أن "المجلس النيابي هو أم السلطات في لبنان، وهو الذي يمنح الشرعية الدستورية لبقية المؤسسات، ومن حقه الدستوري بل من واجبه أن يشرِّع في جميع الظروف، ولدينا دعوة لجلسة تشريعية في المجلس النيابي، ومن الطبيعي أن نكون في طليعة المشاركين لإقرار القوانين التي تعود بالنفع على المواطنين، وأي قانون يُطرح نناقشه من موقع الحرص على مصالح الناس ومؤسسات الدولة، وهو ما نقوم به في اللجان أو في الهيئة العامة".