لبنان
حرب استنزاف في غزة تُنهك العدو.. واستنفار على خلفية التمديد لقائد الجيش
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الخميس 14 كانون الأول/ديسمبر حجم الخسائر التي يتكبدها الاحتلال الصهيوني في غزّة على أيدي المقاومة الفلسطينية، وخصوصًا في جباليا والشجاعية وخان يونس، حيث بات واضحًا أنَّ أعداد الجنود الإسرائيليين القتلى بدأت بالارتفاع بشكل متزايد يوميًا. وفي الموازاة ترتفع الأصوات المطالبة بوقف العدوان على قطاع غزة جراء استمرار المجازر الاسرائيلية بحق المدنيين، فبعد كسر الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الحاجز ودعوته لتغيير حكومة الاحتلال، جاء على لسان مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قوله إن هنالك حدًّا "لحقّ "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها"، وداعيًا الدول الأعضاء في الاتحاد إلى أن يطرحوا على أنفسهم سؤالًا عمّا إذا كانت "إسرائيل" "تمتثل للقانون الدولي".
محليًا، تناولت الصحف البنانية تنفيذ المقاومة الإسلامية عمليات متنوّعة ضد مواقع وثكنات وتجمّعات جنود العدو الإسرائيلي على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، في حين نفّذ كيان العدو عدّة غارات على قُرىً جنوبية.
وتتجه الأنظار اليوم نحو مجلس النواب حيث تُعقد جلسة تشريعيّة على جدول أعمالها 120 بندًا، من ضمنها بند التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، في حين دعا الحكومة نجيب ميقاتي إلى جلسة لمجلس الوزراء غدًا الجمعة.
"الأخبار"| الشجاعية تدمي جيش العدوّ: عن «لعنة» تأبى أن تموت
«نحن جيل الغفران 2، وكالذين سبقونا، سنهزم العدو». ما سبق كان غلاف صحيفة «إسرائيل اليوم» بتاريخ 18 تشرين الأول الماضي. أمّا صاحب الوعد فليس إلا المقدّم تومر غرينبيرغ، قائد الكتيبة 13 في لواء «غولاني»، والذي قتلته المقاومة مع تسعة آخرين، إثر كمين أوقعتهم فيه في حي القصبة في الشجاعية شمال غربي غزة، قبل أن يتسنّى لغرينبيرغ تحقيق «الانتصار» الذي تعهّد به، أو العودة إلى المنزل كما وعد طفلته (3 سنوات) في شريط مصوّر بثّه من غزة، بينما كانت طائرات جيشه تطحن المنازل على أجساد الأطفال الفلسطينيين، وتفرّق أشلاءهم بين مناحي الجحيم الذي صنعته إسرائيل هناك.لو أن القتيل غرينبيرغ هو مقدّم في جيش لدولة طبيعيّة لا تحتل أرض شعب آخر، لكانت قصته «ملهمة» لأجيال. في صبيحة هجوم «طوفان الأقصى»، ورده اتصال من نائبه في الكتيبة 13، بينما كان في منزله في مستوطنة «ألموغ» في البحر الميّت، وفيه علم أن مستوطنات «غلاف غزة» تتعرّض لهجوم صاروخي، وهجمات تسلّل بالتزامن. على الفور، انطلق في سيارته إلى موقع الهجوم؛ وفيما كان لا يزال في الطريق، علم أن نائبه قد قُتل، قبل أن يكتشف في وقت لاحق سقوط كلّ المواقع العسكرية الإسرائيلية في المنطقة، ووقوع عناصرها بين قتيل وجريح وأسير، من بينهم 41 قتيلاً من جنود غرينبيرغ نفسه.
في المقابلة التي أجرتها «إسرائيل اليوم» معه بعد عشرة أيام من الهجوم، وبينما كان يلملم قواه ويتدرّب مع كتيبته لاجتياح غزة براً، ادّعى أنه وصل إلى مستوطنة «كفار عزة»، ودخل إلى أحد المنازل ليجد أن قائداً آخر من «غولاني» خدم معه قد قُتل مع زوجته، فيما تُرك ولداه التوأمان حيّين. «لقد ذهبت للقتال في غزة لأجل هذين التوأمين، حتى يعيشا بأمان، وحتى لا يدخل بعد اليوم إرهابيون إلى منزلهم»، قال غرينبيرغ. ورداً على سؤال وجّهه إليه معدّ المقابلة، المحلّل والمراسل العسكري، يوآف ليمور، عن مدى استعداده للقتال بينما خطّطت «حماس» لهذه الحرب منذ 15 عاماً، أجاب: «نحن أيضاً خطّطنا للحرب 15 عاماً. والآن سنرى من خطّط بشكل أفضل. من الواضح لنا جميعاً حول ماذا نقاتل، ولسنا بحاجة إلى أن نعرّف ذلك أكثر أمام الجنود. إرادة الدخول البري كبيرة جداً، وعدد المقاتلين أكبر من أي مرّة. هذا ليس انتقاماً، إنني هنا من أجل التوأمين، ومن أجل ابنتي... كل هذا من أجلهم».
غير أن قصة غرينبيرغ انتهت بـ«كارثة» في الشجاعية، لا تقلّ عن «الكارثة» التي وقعت في مستوطنات «الغلاف»؛ فقد قُتل الضابط مع جنود برتب عالية من لواء النخبة «غولاني»، إضافة إلى آخرين من قوة الهندسة ومن وحدة «الإنقاذ الخاصة التكتيكية» 669. عند الساعة الرابعة والنصف من عصر يوم الثلاثاء، وصل، وفقاً لموقع «واينت»، طاقم حربي، يتألّف من جنود كتيبة المدفعية 53 (أو كتيبة العاصفة التابعة للواء 188)، وجنود من لواء «غولاني»، إضافة إلى القوة الهندسيّة، بهدف «تطهير» مقر مؤلفٍ من ثلاثة مبانٍ وساحة يقع في حي القصبة في منطقة الشجاعية، شمال غربي غزة. للوهلة الأولى، بدا المقر المذكور مهجوراً، إذ ترك مقاومو «حماس» في داخله مجموعة من الوسائل القتالية المختلفة، لكن سرعان ما تبيّن أنه مأهول بالمقاومين. ما إن دخلت القوّة الأولى المؤلفة من أربعة مقاتلين إلى أحد المباني الثلاثة للقيام بعملية المسح، في المبنى الذي وجدت فيه فتحة بئر، حتى تعرّضت لإطلاق نار كثيف فوقع أفرادها قتلى. أمّا القوة الثانية التي كانت في الجهة الأخرى من المباني، فحاولت جاهدة الوصول إلى مكان المقاومين، لينقطع الاتصال في هذه الأثناء مع أحد الضباط من القوة الأولى، ما دفع الثانية إلى التقدير أنه وقع في الأسر واختُطف إلى فتحة البئر. وعندئذ، انضم إلى العملية عدد من قادة الكتائب، وبينهم غرينبيرغ، وقوّة أخرى بهدف التخليص والإنقاذ، ليفاجئهم المقاومون بقذيفة أصابت أحد المباني الثلاثة المليئة بالأسلحة والقنابل، ما أدّى إلى احتراق المبنى حيث كان غرينبيرغ وجنوده، ومن ثم تفجّره.
أثبتت الشجاعيّة للمرة «الألف»، أن «الدائرة» التي يريد وزير الأمن، يوآف غالانت، لجنوده أن يغلقوها، ليس بالإمكان إغلاقها؛ ففي كل مرّة يعود الجنود الإسرائيليون إلى الحي الذي كدّس لرفاق سلاحهم الذين سبقوهم إلى هناك ذكريات مؤلمة، ليكتشفوا أن «الحساب المفتوح» ما فتئ يتوسّع ويتعاظم. وهكذا، فإن الحي الموصوف بأنه «النار» و«الجحيم» و«الكابوس» و«اللعنة»، أضاف إلى سماته، أمس، المعلّق والمراسل العسكري لموقع «واللا»، أمير بوخبوط، وصفاً جديداً هو: «معقل إرهابي وحشي وخطير... سقط فيه عدد كبير من الجنود على مر الحروب الماضية التي أدارتها إسرائيل في قطاع غزة، وفي الحرب الحالية. فتح التاريخ الدامي للحي فصلاً جديداً». وفي الاتجاه نفسه، ذكّر المحلّل والمراسل العسكري لصحيفة «معاريف»، طال ليف- رام، بحساب، لواء «غولاني» تحديداً، المفتوح مع حي الشجاعية، وهو حساب «طويل ودامٍ»، خصوصاً أن سبعة جنود قُتلوا من الكتيبة 13 التابعة للواء في عدوان «الجرف الصامد» عام 2014، فيما أسرت «حماس» جثّة رفيقهم الجندي أورون شاؤول في الكتيبة. وبحسبه، فإن «المعركة على الشجاعية هي إلى حد كبير معركة أيضاً على الرمز والوعي في هذه الحرب».
وهذه الحصيلة الأكبر في ضربة واحدة في الشجاعية، الحيّ الذي يحمل تاريخاً من القتال ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولقادة «غولاني» أنفسهم ذكريات سيئة للغاية فيه خلال حرب عام 2014.ما جعل اليوم الـ68 للحرب، موعدا لصدمة حقيقة تلقاها جمهور العدو ربطا بما حصل في الشجاعية، حيث أدرك في أي الوحول غرق جنود جيشه.
ومن الملاحظ أن أعداد الجنود الإسرائيليين القتلى بدأت بالارتفاع بشكل متزايد يومياً، إذ إن العمليات العسكرية البرية بلغت مراحل لا يمكن معها إكمال المهمّة عبر الدبابات، بعد القصف المكثّف، بل صار لزاماً على الجنود مغادرة آلياتهم واقتحام الشوارع الضيّقة، وتطهير المباني والبيوت، كلّ على حدة. وبذلك، ارتفعت احتمالات وقوع التحامات مباشرة بين الجنود والمقاومين، حيث لا أفضلية كبرى لجيش العدو، كما كانت الحال سابقاً، فلا الدبابات عادت تحمي الجنود، ولا القصف الجوّي والمدفعي يجدي نفعاً مع التحام القوات الغازية مع المقاومين، وهذا ما يفسّر أيضاً العدد المرتفع للقتلى الإسرائيليين بـ«نيران صديقة»، والذين أعلن الجيش الإسرائيلي قبل أيام أن عددهم بلغ 20 جندياً.
وأعلنت «كتائب القسام» و«سرايا القدس»، أمس، تنفيذ عدد من العمليات ضد قوات العدو المتوغّلة في في مختلف محاور القتال جنوباً وشمالاً. وأعلن الفصيلان المقاومان عن عملية «مشتركة» في منطقة وسط غزة، حيث تمكّن مقاتلوهما من «إيقاع قوة صهيونية قوامها 15 جندياً في كمين محكم، والاشتباك معهم من نقطة صفر، والتعامل معهم بالأسلحة المناسبة، وإيقاعهم بين قتيل وجريح»، وبعد ذلك، قصفت مدفعية القسّام وسرايا القدس المنطقة بقذائف الهاون. ونشرت «القسام» مقطع فيديو، أمس، يُظهر مقاتليها وهم يستهدفون دبابات وناقلات جند بقذائف «ياسين 105»، من مسافات قريبة، وكانت لافتةً أيضاً، زراعة وتفجير عبوات ناسفة، تحت الأرض، وتفجيرها بدبابة إسرائيلية في حي الزيتون في شمال القطاع.
"الديار": استنفار سياسي ــ دبلوماسي لانقاذ التمديد
فيما المقاومة في غزة تقاوم ببسالة وتفرض قواعد «الاشتباك» المكلفة لجيش الاحتلال على الارض، ارتفع منسوب القلق في كيان الاحتلال من طروحات يحملها مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان لتحديد موعد نهائي لإنهاء العملية العسكرية، بعد ساعات على اول انتقاد علني من قبل الرئيس جو بايدن لحكومة بنيامين نتانياهو الذي رد بالقول» انه لن يوقف اسرائيل أي شيء عن المضي في الحرب حتى النهاية رغم الضغوط الدولية». هذا الخلاف العلني وتداعياته على مختلف الجبهات المشتعلة وضمنا الحدود الجنوبية سيجد ترجمته خلال الايام المقبلة ميدانيا وسط مخاوف من خطوة اسرائيلية متهورة «للهروب الى الامام» على الحدود الشمالية! وفي الانتظار يعمل الاميركيون مجددا على خط احياء الاستحقاق الرئاسي من «بوابة» الاعداد لترتيبات امنية على الحدود البرية جنوبا تنهي حالة الارتياب الاسرائيلية حيال تموضع حزب الله على مقربة من المستوطنات، وتسمح باتفاق غير مباشر يحتاج الى مؤسسات مكتملة الموصفات، وهو ما اثار «ريبة» خصوم حزب الله في الداخل من تسوية على حسابهم، وفق مصادر دبلوماسية تتوقع عودة عاموس هوكشتاين قريبا لبلورة هذا الملف. وبالانتظار، شهد يوم امس استنفار سياسي ودبلوماسي عشية الجلسة التشريعة اليوم، وعقب دعوة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لجلسة وزارية يوم الجمعة على جدول اعمالها التمديد لقائد الجيش جوزاف عون. البطريرك الماروني بشارة الراعي يشتم «رائحة» مؤامرة استدعت زيارة السفير السعودي الوليد البخاري الى بكركي محذرا من مخاطر الفراغ في قيادة الجيش، مع وعد بمحاولة اقناع ميقاتي بالعدول عن جلسة الحكومة. وفيما تحركت السفارة الاميركية في بيروت لضمان عدم حصول طعن في القرار سواء حصل في الحكومة او مجلس النواب، وجه الرئيس نبيه بري رسالة تحذير الى القوات اللبنانية التي بدأت تتحدث عن «فخ» نصب لها،وقال امام زواره عليهم حضور الجلسة التشريعة او ساوقفها «ما يمزحوا معي»!
اذا، جلسة البرلمان قائمة في موعدها اليوم الخميس، وبند التمديد لقائد الجيش يسبقه 17 بنداً، وهذا يعني أن الجلسة قد تستمر اكثر من يوم، ما سيعطي الحكومة الفرصة الكاملة للقيام بواجبها يوم الجمعة، وقد قطع الرئيس نجيب ميقاتي الشك باليقين بالدعوة الى جلسة سيؤمن نصابها وزراء حزب الله ويسجلون اعتراضا على الصيغة المتعلقة بتأجيل تسريح عون والتي اعدها الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، وغياب وزير الدفاع المعني الاول بطلب التمديد سيعني حكما قبول الطعن بالقرار أمام مجلس شورى الدولة، وهو سيناريو تخشاه القوات اللبنانية التي تم جلبها «مخفورة» مع قوى المعارضة وبعض التغيريين إلى جلسة تشريعية تضع مصداقيتهم أمام الرأي العام على المحك. ومن المتوقع ان يقوم رئيس المجلس النيابي بسحب بنود التمديد من الهيئة العامة بسبب قيام الحكومة بواجبها.
واذا كانت كتلة التنمية والتحرير قد اجتمعت واصدرت موقفا مختصرا قالت فيه انها اتخذت القرارات المناسبة، وحافظت على «الغموض البناء»، فان الرئيس بري حذر من تطيير جلسة التشريع اليوم بعدما نمى اليه ان نواب القوات سيرابضون في بهو المجلس ولن يدخلوا الجلسة قبل طرح اقتراح التمديد، واضاف «ما يمزحوا معي» اذا بقوا خارج الجلسة ساوقفها «وما فينا ما نوقف عا خاطر البطريرك» وعلى الرئيس ميقاتي ان يتحمل ايضا مسؤلياته! وفي هذا السياق لفت بري أنه «يسير في موضوع تمديد ولاية عون من دون تردد» إلا أنه كرر ما يقوله دائما من أن الحكومة هي صاحبة الحق في هذا الموضوع وعليها تقع مسؤولية حلّ هذه المسألة سواء عبر تعيين قائد للجيش أو تأجيل تسريح القائد الحالي. لكن إذا تقاعست فالبرلمان سيقوم بواجبه لمنع الفراغ في هذا المنصب الحساس. ولن أؤخر دقيقة واحدة، ولكن على الحكومة المسارعة للقيام بواجباتها!. وفيما «السكوت» لا يزال السمة الابرز لموقف حزب الله، النواب السنة سيصوتون على التمديد، اما رئيس حزب الكتائب سامي الجميل فاكد انه يؤيد التمديد عبر الحكومة لا المجلس النيابي. من جهته فان اللقاء الديموقراطي سيصوت في مجلس النواب او الحكومة على قرار تمديد التسريح. اما كتلة التجدد فاعلنت انها لن تبادر للتشريع، وسيكون التواجد في حرم مجلس النواب واذا دعت الحاجة ستبادر لتامين النصاب للتمديد لعون..
"البناء": تصعيد وتيرة العمليات جنوبًا
سجّلت الجبهة الجنوبيّة تصعيداً في وتيرة العمليات العسكريّة للمقاومة بالتوازي مع تكثيف الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على القرى الحدودية ما أدّى الى سقوط شهيدين من المدنيين، ما يعكس وفق مصادر سياسية لـ«البناء» «الضغط الذي يتعرّض له جيش الإحتلال جراء عمليات المقاومة النوعية على مختلف المواقع على عمق 15 كلم وأكثر، وإرباكاً لدى حكومة العدو إزاء التعامل مع خطر جبهة الجنوب واحتواء تداعياتها العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية، في ظل الشلل الاقتصادي شمال فلسطين المحتلة، وهجرة أكثر من مئة ألف مستوطن من الشمال إلى الوسط ويحمّلون رئيس حكومة الاحتلال مسؤوليّة استعادة الأمن الى الشمال ويرفضون العودة في ظل الوضع القائم حالياً على الحدود مع لبنان، فضلاً عن الانقسام داخل حكومة الاحتلال في التعامل مع الأحداث الجديدة أكان في غزة أو في جنوب لبنان، ما قد يدفع حكومة الحرب في «إسرائيل» لأسباب عدة، للهروب إلى الأمام والقيام بعمل عسكريّ ضد لبنان لخلط الأوراق وإطالة أمد الحرب وتوريط الأميركيّين فيها أملاً بتحقيق الأهداف العسكريّة والأمنيّة للحرب تنقذ نتنياهو وحكومته من النهاية المحتومة»، إلا أن لهذه الخطوة «تداعيات كبيرة تتخطى الحدود اللبنانية – الفلسطينية، الى المنطقة برمّتها، الأمر الذي لن تسمح به الإدارة الأميركية الحالية التي تستشعر قسوة تداعيات حرب غزة على كافة المستويات لا سيما على مستقبل كيان الاحتلال وعلى المصالح الأميركية في المنطقة وعلى الاستقرار الإقليمي وعلى اتجاهات الرأي العام العربي والإسلامي والأميركي والعالمي، وهذه العوامل تؤثر سلباً على الوضع الانتخابي للرئيس جو بايدن وحزبه الديموقراطي».
وفي سياق ذلك، نقلت شبكة «CNN» الأميركية عن مسؤولين أميركيين، قولهم إنّ «واشنطن نصحت إسرائيل بعدم فتح جبهة أخرى في الحرب عبر شنّ هجوم واسع النطاق على حزب الله».
وفيما تستمرّ الضغوط الدوليّة على لبنان وإيفاد الرسل لإبلاغ رسائل التحذير إلى الحكومة اللبنانيّة حول تطبيق القرار 1701 والمتوقع أن تصل إلى بيروت وزير الخارجية الفرنسية خلال اليومين المقبلين، تضع أوساط مطلعة في فريق المقاومة رسائل التحذير والتهديد الخارجية للبنان بعمل عسكري إسرائيلي ضد لبنان، في إطار التهويل والحرب النفسية على لبنان، ومحاولة للحدّ من انخراط حزب الله العسكري في الجبهة الجنوبية لتخفيف الضغط عن جيش الاحتلال ولمنح كيان الاحتلال ضمانات لطمأنة مستوطني الشمال وامتصاص غضبهم ونقمتهم على نتنياهو و»كابينت الحرب». لكن المصادر تؤكد لـ«البناء» أن حزب الله لا يُعِر اي اهتمام لهذه الرسائل، بخاصة ان جيش الاحتلال الذي يغرق بمستنقع غزة على مدى حوالي سبعين يوماً ويعجز عن تحقيق الأهداف، لا يحق له إطلاق التهديدات ضد مقاومة صلبة راكمت من قوة ومقدرات وإرادة وعقيدة ما يمكنها من تكبيد العدو خسائر كبيرة فيما لو أخطأ في الحسابات وشن عدواناً على لبنان»، ولفتت الأوساط الى أن «حزب الله يرفض الحديث عن إبعاده عن جنوب الليطاني قبل حرب غزة، فكيف بعد الحرب التي تدفع إلى تفعيل دور الحزب العسكريّ إسناداً لغزة، وبالتالي يرفض التفاوض على أي وضع مستقبلي للحدود قبل توقف العدوان على غزة».
وفي سياق ذلك، شدّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، على أنّ «ما يتم تسريبه بين فترة وأخرى من طروحات حول الوضع المستقبلي في الجنوب هو وليد خيالات جهات تعيش في الأوهام، ومعروفة الانتماء والولاء، وهي طروحات غير موجودة على جدول أعمال المقاومة، ولا على جدول أعمال البلد، ولم يتحدّث بها أحد معنا، وغير مستعدين لمجرد الاستماع إليها، أو لإعطاء وقت للانشغال بها».
ولفت إلى أنّ «الأولوية اليوم هي لمنع العدو من تحقيق أهدافه في غزة وحماية البلد من عدوانه، وما يطلقه العدو من تهديدات أو حديثه عن اتفاقات مستقبلية مع لبنان، هو جزء من محاولاته الحثيثة لتخفيف الضغط عن جبهته الشمالية بعدما وضعته عمليات المقاومة في حالة إرباك شديد، وتحت ضغط مستمر نتيجة الخسائر التي لحقت بجيشه واقتصاده وتهجير مستوطنيه».
وأعلن حزب الله استهداف عدة مواقع للعدو الإسرائيلي، أبرزها موقع المالكيّة بصاروخ بركان، راميا، الموقع البحري في رأس الناقورة.
وزفّت المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد علي موسى بركات «جواد» من بلدة زبقين في جنوب لبنان، والشهيد المجاهد صالح مصطفى مصطفى «أبو علي فلاح» من بلدة بيت ليف في جنوب لبنان، الَّلذين ارتقيا على طريق القدس».
في المقابل أطلق جيش الاحتلال من مواقعه المحاذية لبلدة عيتا الشعب رشقات ناريّة من أسلحة ثقيلة في اتّجاه الأودية المجاورة المتاخمة للخط الأزرق في أطراف بلدة طربيخا اللبنانية. كما شنّ طيران العدو غارة على بلدة محيبيب حيث سقطت قذيفة بين المنازل من دون وقوع إصابات. واستهدف العدوان مارون الراس وعيترون وجبل الباط. وشن طيران الاحتلال غارتين على حامول واللبونة، في منطقة الناقورة وعلى مروحين وأطراف بلدة البستان. وغارة من طائرة مسيّرة على أحد المنازل في بلدة بليدا.