لبنان
الشيخ يزبك: المستقبل هو للمقاومين الأحرار
أكّد رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك "أنّنا انطلقنا في لبنان في حرب حقيقية في مواجهة العدو دفاعًا عن بلدنا وأهلنا وشعبنا، واسنادًا ونصرة لغزة والأقصى"، مشددًا على أنّ "أميركا هي الشيطان الأكبر، هي صاحبة الحرب".
كلام الشيخ يزبك جاء خلال رعايته إطلاق مؤسسة جهاد البناء الإنمائية حملة 2023- 2024 لزراعة 400 ألف غرسة مثمرة وحرجية في معلم بعلبك الجهادي والسياحي، بحضور النائبين ينال صلح وملحم الحجيري، الوزير السابق حمد حسن، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، مدير عام المؤسسة محمد الخنسا ومدير مديرية بعلبك خالد ياغي، وفاعليات دينية وسياسية وبلدية واختيارية واجتماعية.
وتحدث الشيخ يزبك متوجهًا بالشكر إلى "كل من شارك في هذا النشاط، ليكون شريكًا في غرس يتجذر في أرض لا يمكن أن نتخلى عنها مهما كانت الصعاب، بل نغرس الغرسة لتكون شامخة، وتشمخ بشموخ من غرسها ومن حماها ومن حمته".
وتابع "أشكر الذين أعدوا لهذا اللقاء في مناسبة شهادة السيدة الزهراء، فالكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، وهل من كلمة طيبة أجمل وأعظم من كلمة فاطمة، هي شجرة النبوة وشجرة الإمامة، بل هي شجرة الوجود، هي ابنة الحبيب سيد الرسل وخاتم الانبياء محمد، وهي زوجة الولي الإمام علي بن أبي طالب (ع)، ومنها كانت الذرية الصالحة، وكانت الكوثر ردًا على الذين نعتوا النبي بأنه ابتر، والكوثر هو الخير العميم الباقي والمستمر".
وقال الشيخ يزبك: "هذه الشجرة تعطي الخير العميم، وهي التي تعطي الإنسان القوة والإرادة والعزيمة لحياة أرادها الله للإنسان الذي اختاره خليفة له على الأرض".
وتابع: "جهاد البناء زرع ملايين الشجر والغرس على مدى فترة زمنية وها نحن هذه السنة نزرع لتكون البيئة طيبة وخيرة ونظيفة، ونزرع لنحمي أرضنا والتربة، ولكن عدونا يأتي بقذائف فسفورية ليحرق هذه الأشجار، هذا هو العدو الذي لم يسلم منه حجر ولا شجر ولا بشر، كما نشاهد ونرى ما يجري في غزة والضفة وفلسطين، وما يجري على الحدود الجنوبية في لبنان".
وأضاف الشيخ يزبك: "هذا المكان الآمن المستقر هنا، هو بفضل الدماء الطاهرة وبفضل ضربات المجاهدين خلال أكثر من 40 عامًا في مواجهة العدو الإسرائيلي الذي لا يحترم مواثيق دولية ولا غيرها، والذي اجتاح لبنان ليسلب إرادة أهله ويتحكم بمصيره، فانبعثت المقاومة الإسلامية لتواجه ما كان يقال عنه بأنه جيش لا يقهر، ولكن هذه المقاومه بفضل الله وبفضل أبطالها وعوائلهم قهرت هذا الجيش وهزمته، ليس بالكلام، وإنما بالمواجهة مع هذا العدو".
وأوضح أنّه "كذلك نحن اليوم في هذا المتحف الجهادي السياحي الذي يعطي صورة مصغرة عن بداية المواجهة مع العدو الصهيوني، معلم المقاومة ليبقى راسخًا أن لا حرية ولا عزة ولا كرامة إلا بمواجهة أعداء الإنسان والقيم. وهذا الاستقرار هو بفضل عوائل الشهداء الذين قدموا أغلى ما لديهم، والذين هم جاهزون لتقديم التضخيات، وعندما وصع طفل الشهيد الكوفية الفلسطينية حول عنقي، دمعت عيناي، وتيقنت بأن هؤلاء الأبطال الشهداء لا يولدون إلا أبطالا، والمسيرة مستمرة بإذن الله عز وجل، وجهاد البناء انطلق ليكون رديفا ومعينا ويدا للمجاهدين الأبطال في ساحات الوطن، ونحن نؤمن بالجهاد في كل مرافق الحياة".
وشدد الشيخ يزبك على "أننا اليوم نتطلع إلى مستقبل هذه الامة، ونؤمن بأن المستقبل هو للمقاومين الأحرار، وأن القضية الفلسطينية قد أحيت من جديد، ولن تموت بعد اليوم مهما جزّر العدو الإسرائيلي، ومهما ارتكب من مجازر ودمار وإجرام، وما يجري في غزة والضفة يبشر بالخير، رغم كل الآلام، هناك أبطال وبطولات، والغزاوي يخرج من تحت الأنقاض رافعًا يديه بشارة النصر، مؤكدا لن نترك أرضنا، وفي جنين والضفة ونابلس وغيرها هناك مواجهات بطولية، وهذا العدو مشروعه هو القضاء على القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين لتكون له اليد الطولى على المنطقة بأسرها، ولكن اليد العليا للمقاومة واللمقاومين، والذين سكتوا اليوم ولم يناصروا غزة والضفة وفلسطين سيدفعون الثمن".
وقال: "نحن في لبنان انطلقنا في حرب حقيقية في مواجهة هذا العدو دفاعا عن بلدنا وأهلنا وشعبنا، واسنادا نصرة لغزة والأقصى، لذلك نحن نقدم الشهيد بعد الشهيد على طريق القدس، لنؤكد بأن القدس ستعود إلى أهلها وإلى فلسطين، وفلسطين ستعود للمسلمين والعرب، وليس للغزاة والغاصبين. وبالأمس سقوط صواريخ المقاومة على القدس جعل الصهاينة في حالة ذعر وقد شاهدنا منظر الهروب من قرب ما يسمى بحائط المبكى، فالنصر لأصحاب الارض ولهذه الأمة".
ورأى الشيخ يزبك أنّ "العالم اليوم كلّه يتحرك دعما لفلسطين، ولكن الانظمة الاستكبارية والأنظمة على أعتاب الاستكبار هم في عالم آخر، اجتمع العالم في مجلس الأمن من أجل وقف الحرب، فكان الفيتو الأميركي والعجز عن اتخاذ قرار بايقاف الحرب. أميركا هي الشيطان الأكبر، هي صاحبة الحرب، وهي التي جاءت منذ الأيام الأولى لطوفان الأقصى خوفا على ربيبتها في المنطقة، ولكن لن يجدي نفعًا كل الدعم الأميركي، فقد أطلق العدو 25 ألف طن من المواد المتفجرة على غزة، ولكن نحن نحيا بالجهاد، لن نموت أبدًا، ونحن عشاق حياة العزة والكرامة لا حياة الذل والهوان".
مدير عام مؤسسة جهاد البناء
بدوره، تحدث الخنسا فقال: "نجتمع اليوم برعاية سماحة الشيخ لإطلاق حملة 2023- 2024 من مشروع الشجرة الطيبة، لتوزيع وزراعة غراس الأشجار المثمرة والحرجية. نجتمع هنا، في ظل الطوفان الذي يعصف في المنطقة، والعين على حافة الجهاد جنوبًا، حيث تبذل المهج في سبيل الله وذودًا عن الوطن ونصرة لأهل غزة".
وأشار إلى أن "المؤسسة تقوم حاليًا بإجراء مسوحات الأضرار الزراعية الناجمة عن الاعتداءات الصهيونية على قرانا وبلداتنا وحقولنا. وهي قد عززت مراكزها جنوبًا بالغراس لا سيما الزيتون وأصناف الحمضيات والصنوبر في أطار الوقوف إلى جانب أهلنا المزارعين المتضررين، بالإضافة إلى الزيارات الحقلية الزراعية والبيطرية التي يقوم بها فنيو المؤسسة للمزارعين الصامدين هناك تفقدا ودعما لهم".
وأضاف الخنسا: "الشجرة هي مفردة من مفردات الجهاد، فلطالما كانت رفيقة المجاهدين، تحميهم في أوقات الحروب وما بينها، وفي الجهاد الزراعي، هي تكفي عوائلنا من شر العوز، وتقوي اقتصادنا، تحمي تربتنا ومياهنا من التصحر الذي هو باب الفقر والنزوح من الريف، وتحافظ على جمال قرانا ومناطقنا".
وأوضح أن "مشروع الشجرة الطيبة أطلق منذ ما يزيد عن ثلاثين عامًا، في مشتل صغير في بلدة سحمر في البقاع الغربي، ونما خلال السنوات ليشمل كافة المناطق اللبنانية. وكانت محطة توسع المشروع الاساسية في عام 1998 مع تأسیس مركز الشهيد السيد عباس الموسوي للتنمية والإرشاد الزراعية هنا في بلدة دورس. حين ارتفع عدد الغراس الموسعة سنوياً من بضعة آلاف إلى مئات الآلاف. ويعود الفضل في هذه الزيادة بشكل أساسي إلى تقديمات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في الجمهورية العربية السورية التي واظبت على رفد مشاتل المؤسسة بكميات كبيرة من الغراس سنويًا، رغم كل الظروف التي مر بها البلدان في السنوات الماضية. فالشكر واجب لسورية بقيادتها وحكومتها وللوزارة على هذا الدعم المتواصل لمجتمع المقاومة".
وتابع الخنسا: "بلغ حجم الغراس الموزعة حتى تاريخه أكثر من 12 مليون غرسة، وسوف نرفد هذا العدد هذا العام بكمية 400 ألف غرسة متنوعة إن شاء الله. منها ما يتم توزيعه على الأفراد للزراعة المنزلية بهدف الاكتفاء الأسري، ومنها ما يتم الاستفادة منه في إقامة مشاريع إنتاجية لزيادة الدخل من خلال مبادرة بستان، ومنها ما يوزع على طلاب المدارس من أجل تشجيع ثقافة زراعة الأشجار والمحافظة عليها من خلال مبادرة "علم وشجر" التي أسست لها مديرية البقاع في المؤسسة، ومنها أيضا ما يدخل في إطار أنشطة التحريج المتنوعة والواسعة التي تقوم بها المؤسسة بالتعاون الوثيق مع البلديات واتحادات البلديات في مختلف المناطق اللبنانية. وتعمل المؤسسة حاليا على توسعة الأعمال المشاتل لديها بهدف إنتاج أصناف الغراس المقاومة للجفاف، تعزيزاً للعمل في مشروع الشجرة الطيبة، لا سيما في المناطق المعرضة للتصحر، وعلى رأسها منطقة بعلبك الهرمل".
وفي الختام، غرس الشيخ يزبك والخنسا شجرة زيتون في المعلم إيذانًا بإطلاق الحملة.