لبنان
الحاج حسن: المقاومة الفلسطينية تمتلك الميدان
أكد رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب حسين الحاج حسن أن "المقاومة مستمرة في عملياتها على طريق القدس، ونصرة للمقاومة في غزة ولشعب غزة الصامد والصابر"، مضيفًا أن "العدو الصهيوني يعتقد أنه من خلال التهديد وقتل المدنيين يمكن أن يغير المعادلات، لكن المقاومة ماضية في تثبيت المعادلات، وخصوصًا الرد على قتل المدنيين، وفي بياناتها تعلن ذلك بكل وضوح وصراحة، فيما تأثير عملياتها يزداد، والمقاومة كما في كل تاريخها مستعدة وجاهزة ومقتدرة وقوية وعزيزة".
جاء ذلك خلال حفل تأبيني أقامه حزب الله في حسينية بلدة الرام البقاعية، لمناسبة أربعينية الشهيد على طريق القدس حيدر علي نون، بحضور فاعليات دينية وبلدية واختيارية واجتماعية.
وأشار الحاج حسن إلى أن "ذكرى أربعين الشهيد المجاهد حيدر نون تصادف مع الذكرى السنوية لوفاة السيدة أم البنين زوجة الإمام علي بن أبي طالب (ع) بعد استشهاد السيدة الزهراء (ع)، وهي من أعظم الأمهات والزوجات المضحيات، فقد دفعت بأولادها الأربعة في كربلاء بين يدي الإمام الحسين (ع) لحفظ دين الإسلام المحمدي الأصيل، وهكذا هم عوائل شهداء المقاومة الإسلامية ضحوا وثبتوا ووالوا، ولهم فضل في هذا التاريخ الذي تصنعه المقاومة".
ولفت إلى أن "الوصية الأساس للسيد عباس الموسوي قبل ساعات من شهادته في جبشيت كانت حفظ المقاومة الإسلامية، فلولا دماء وتضحيات الشهداء لكان الاحتلال الإسرائيلي ما زال موجودًا في لبنان، ولولا شهداء 2006 لم يتم إسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد، ونتائج تضحيات الشهيد حيدر وإخوانه ستظهر يوم تحقيق الإنتصار".
وقال: "بعد 84 يومًا من عملية طوفان الأقصى، علينا أن نتذكر 7 تشرين الأول لأنه يوم إذلال العدو الصهيوني بكيانه وجيشه واستخباراته ومعنوياته وردعه، هو يوم مجيد لهذه الأمة وتاريخها، ويوم بائس للعدو الصهيوني الذي يشن عدوانًا همجيًا وبربريًا ونازيًا وإبادة جماعية ويقتل المدنيين في غزة، ولا يستثني شيئًا لا المستشفيات ولا المدارس ولا الكنائس ولا المساجد ولا الأطقم الصحية والطبية ولا الإعلاميين ولا موظفي الأمم المتحدة، ولا الأبنية والشوارع، فيقصف غزة بآلاف القنابل الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، ويشن غارات بطيرانه الحربي على مدى 24 ساعة كل يوم، في حين يعترف أنه يعاني من أزمة ذخائر".
وأضاف: "84 يومًا والمقاومة الفلسطينية صامدة ومقتدرة، وهي التي تمتلك الميدان، بينما العدو يعاني من عدة مآزق يتحدث عنها الإعلام الصهيوني، مأزق سياسي يبدو من خلال الخلافات داخل الحكومة على كل شيء، ومأزق داخل المجلس الوزاري المصغر المسمى بالمجلس الحربي حول القرارات، فكل خياراتهم مأزومة، ومع كل هذا القصف والقتل والدمار والإسرائيلي لم يحقق أي نتيجة في غزة، وعسكريًا هم مأزومون بخياراتهم، وأمنيًا كل يوم تظهر فضيحة، هناك اعتراف يومي باخفاقاتهم الأمنية، وأن المقاومة وحماس لديهم تفوق استخباري ومعلوماتي على العدو، في حين يعاني الجنود الصهاينة من أزمات معنوية ونفسية".
وتابع: "كبار الضباط والمسؤولين في الكيان الصهيوني يؤكدون أن العدوان لن يحقق الأهداف التي جعلها العدو لنفسه في غزة، لأنها غير قابلة للتحقيق، والطاقم السياسي والأمني والعسكري الموجود في السلطة سيدفع الثمن بسبب عجزه عن تحقيق النتائج التي أعلنها."، مردفًا أن "النتيجة الوحيدة التي حققها العدو في غزه أنه استطاع قصف المدنيين وارتكاب المجازر والمذابح، التي ارتدت عليه سلبًا وعلى سمعته الرديئة والإرهابية والمجرمة أصلًا، وعلى سمعة الولايات المتحدة الأميركية راعية الارهاب والقتل، والتي قدمت 250 طائرة و100 سفينة مدججة بالذخائر والسلاح، فهي شريكة في العدوان والقتل".
وأضاف: "لكن قصف المدنيين بالطائرات هو إنجاز العاجز والجبان والقاتل والمجرم، أما شعب فلسطين، فهو صامد وصابر وثابت وعظيم، ترفع له القبعات، وتؤدى له التحيات، وترفع له الأيدي بالدعاء بأن يمده الله سبحانه وتعالى بالثبات والعزة والقوه والإرادة والنصر".
وشدد على أن "أميركا تقول لا نريد توسيع المواجهة، فهذا نفاق وكذب وخداع، ومن يدعو إلى عدم توسيع المعركة في المنطقة عليه أن يوقف الدعم للعدو الصهيوني، وأن يوقف العدوان على غزة".
واعتبر أن "جرائم العدو في غزة كشفت فشل مدعي حقوق الإنسان، ففي حين أعربت دول الغرب عن قلقها على صحة معارض روسي، فهي لم تأبه لوجود حوالي 9000 فلسطيني في سجون الاحتلال، ولم يقلقها 22 ألف شهيد، منهم 8000 طفل و6000 إمرأة، وما بين 50 إلى 60 ألف جريح قضوا أو أصيبوا بالسلاح الأميركي".
ورأى أن "عمليات المقاومة التي بدأت في 8 تشرين الأول، أي منذ اليوم التالي لطوفان الأقصى، نصرة لأهل غزة الصابرين الصامدين الثابتين المضحين، وإسنادًا لمقاومتها الباسلة الشريفة، قدمت في الميدان عددًا من الشهداء من أعز وأحب الشباب إلينا، وعددًا من الجرحى، ونفذت أكثر من 500 عملية إسنادًا للشعب وللمقاومة في غزة، وهذا واجب ومسؤولية، وهذه مصلحة للبنان لنرفع العدوان عن لبنان، ولنردع العدو".
وأكد أن هذه العمليات لها تأثير كبير على كيان العدو، وهذا يظهر جليًا من خلال كثرة تصريحات المسؤولين الإسرائيليين وتهديداتهم، ومن خلال كثرة المبادرات والوسطاء والرسائل العلنية وغير العلنية، ومن خلال تصريحات المستوطنين الذين "يولولون" على منازلهم المدمرة وأرزاقهم المعطلة، وانتقاداتهم للمسؤولين الصهاينة ولتخلي الحكومة عنهم.
وأعلن: "نحن معنيون جميعًا أن نمنع العدو من تحقيق أهدافه، فعام 2006 أحبطنا مخططًا إسرائيليًا أميركيًا غربيًا عالميًا لإنشاء شرق أوسط جديد، واليوم وزير الحرب يوآف غالانت قال قبل حوالي الشهر: "إذا لم نربح هذه المعركة فلا مكان لنا في هذه المنطقة"، ثم قال بعد أسبوعين: "إنها حرب بقاء مكلفة"، وبالفعل كلفتهم الكثير من الخسائر البشرية، قتلى وجرحى ومعوقين، وكلفتهم اقتصاديًا وماليًا ومعنويًا".
وختم الحاج حسن بالقول إن "المجازر التي ارتكبها الصهاينة لن تمحى من الذاكرة، لن ننسى، ولن نسامح، ولن يكون لكم أيها الصهاينة أي مكان في المنطقة، هذه حتمية تاريخية وسنة من السنن الإلهية والإجتماعية والتاريخية، وهذا أولًا وأخيرًا وعد الله، والله لا يخلف وعده".