معركة أولي البأس

لبنان

السيد نصر الله: مستعدّون لحرب من دون ضوابط ومن دون سقوف
04/01/2024

السيد نصر الله: مستعدّون لحرب من دون ضوابط ومن دون سقوف

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الذي توجه بها إلى كيان العدو الصهيوني قائلًا: "نحن حتى الآن نقاتل في الجبهة بحسابات لذلك هناك تضحيات، لكن إذا فكر العدو أن يشن حربًا على لبنان حينها سيكون قتالنا بلا حدود وضوابط وسقوف، ومن يفكر بالحرب معنا سيندم وستكون مكلفة وإذا كنا نداري حتى الآن المصالح اللبنانية، فاذا شُنّت الحرب على لبنان، فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط".

"الأخبار": المقاومة لترميم "توازن الردع": الحرب المقبلة غير تقليدية

بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أنّه "لم يكن السيد حسن نصرالله، أمس، كما كان عليه في خطابه الاول في الثالث من تشرين الثاني الماضي. خطاب أمس كان اكثر صرامة وحسماً حيال الخيارات التي يمكن للمقاومة في لبنان ان تلجأ اليها في مواجهة الحرب المفتوحة التي تشنها الولايات المتحدة و"اسرائيل" ضد فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والعراق وصولا الى ايران. ومن دون الدخول في شروحات حول ما اختلف من وقائع بين الخطابين، الا ان المشهد الاجمالي صار واضحاً بصورة كبيرة. ورغم ان قائد حزب الله ركز أمس على النتائج الايجابية لعملية «طوفان الأقصى» المجيدة التي نفذتها حركة حماس في 7 اكتوبر الماضي، إلا أنه لم يخف وجود احتمالات جدية لانزلاق الامور على الجبهة مع لبنان نحو حرب واسعة.لم يكن نصرالله مضطراً إلى أن يكون صريحاً الى هذا الحد عندما قال إن اندفاعة المقاومة الى الدخول في الحرب في الثامن من تشرين الاول الماضي «كان قربة الى الله تعالى وإسنادا لأهلنا المظلومين في غزة وتخفيفاً عنهم». أي، بكلام آخر، كان يمكن لحزب الله ان لا ينخرط في الحرب بالشكل الذي انخرط فيه، على قاعدة ان متطلبات الدعم الذي تريده غزة لم يكن يفترض حكماً هذا الشكل من الاسناد العسكري. وهو كلام يختصر النقاشات التي جرت داخل قيادة حزب الله أولاً، كما يعكس نتيجة نقاش جرى بين السيد نصرالله والشهيد الشيخ صالح العاروري، في حضور الامين العام للجهاد الاسلامي زياد نخالة.

كلنا يذكر طبيعة النقاش «الكيدي» الذي سبق خطاب نصرالله الاول ورافقه وتلاه. واذا وضعنا جانباً أهالي قطاع غزة الذين يحق لهم قول أي شيء، والمطالبة بكل شيء، فان كل «المزايدين» من خارج القطاع لم يقدموا للمقاومة في غزة سوى الكلام، مقابل اكثر من 130 شهيداً قدمهم حزب الله حتى اليوم. ومع ذلك، فان البحث الذي لم يخرج الى العلن من يومها، يتعلق بالواقع الذي فرضته عملية «طوفان الأقصى» على كل اللاعبين من دون استثناء. وهي عملية كسرت كل القوالب والقواعد. وكان متوقعاً ان يلجأ العدو، في ذروة استغلاله لما اعتبر «جنوناً» عند قيادته، الى كسر كل القوالب والقواعد في المقابل. وبمجرد ان يرفع العدو شعار سحق المقاومة في غزة، يكون قد فتح الباب امام وقائع مختلفة تتعلق بالصراع في المنطقة.

عملياً، ما حصل هو ان العدو الذي حاول الاستفراد بغزة، كان يعرف ان لها حلفاء في المنطقة والاقليم، سيعملون على نصرتها بكل الوسائل. وكان يعلم ان الاطراف الفاعلة في محور المقاومة ستبادر الى اعادة تموضع جديدة، وصياغة سياسات جديدة، وهو ما اسس لحركة كل اطراف المحور لاحقاً، من فتح لبنان جبهته الجنوبية، الى انخراط مجموعات عراقية وحتى سورية في ضرب العدو، وصولا الى ما قام به «انصار الله» في اليمن. وكانت كل هذا الوقائع تشير الى ان العدو في صدد «حصد ما أمكن من الأهداف» خلال هذه الحرب.

لكن ما الذي حصل؟

عملياً، يمكن فهم طبيعة المساهمات من جانب المقاومة في لبنان والعراق وحتى اليمن. وهي عمليات اديرت بطريقة تحدّ من قدرة العدو على توسيع الحرب بما يناسبه، ما استدعى تدخلا اميركيا فوريا وكبيرا في المنطقة، وفي ادارة الحرب نفسها. وأراد الاميركيون من خلال تغطية العدو سياسيا، ومدّه بكل ادوات القتل، وحضور اساطيله، توجيه رسالة «ردع» في سياق خطة «ترك غزة وحدها»، وهو أمر لم يحصل، ما دفع بالعدو، عملياً، الى اتخاذ قرار غير عادي بكسر قواعد الاشتباك في ساحات عدة. لكن، سبقت هذه السياسة ورافقتها وتلتها مجموعة من الاحداث يجب النظر اليها بعناية. اذ استعاد تنظيم «داعش» حيويته فجأة، وتولى قيادة هجمات مباشرة ضد الجيش السوري وحلفائه في البادية السورية. كما برزت «الحمية» لدى مقاتلين من «جبهة النصرة»، بنسختها التركية في ادلب، لشن هجمات ضد الجيش السوري في الشمال السوري المحتل، مرورا بمحاولة تنشيط «مجموعات ارهابية» في العراق، واستفاقة النظام الاردني على عمليات «تهريب» على الحدود مع سوريا توجب تدخل قواته مباشرة في العمل على الارض ضدها... وصولا الى الجريمة البشعة التي ارتكبت امس في مسقط رأس الشهيد قاسم سليماني في ايران، والتي اتهم رئيسها اسرائيل بالوقوف خلفها.

ما حصل عملياً هو ان قواعد الاشتباك التي كان معمولاً بها قبل 7 تشرين الاول سقطت. ويحاول العدو تكريس قواعد جديدة، ويفعل ذلك بالميدان، لا بالسياسة، منطلقا من قراءة لديه، ويبدو انها موجودة ايضا لدى حلفائه الاميركيين والاوروبيين وحتى بعض العرب واللبنانيين، تقوم على أن المقاومة مردوعة، والا لكانت دخلت الحرب من الباب الواسع، ومنذ اليوم الاول.

كل ما سبق تمهيد ضروري لشرح أبعاد مواقف حاسمة مررها السيد نصرالله في كلمته امس. وعندما هدد العدو، بأنه في حال شن حربا على لبنان، فان المقاومة ستذهب الى الحرب حتى ابعد مدى، انما كان يقول للعدو صراحة وبوضوح: ان المقاومة في لبنان لا تقبل بقواعد الاشتباك الجديدة، وان عملية اغتيال العاروري تستوجب ردا يعيد الاعتبار الى الردع الذي كان قائماَ، وان المقاومة تتجه لتنفيذ هذا الرد عاجلا او آجلا، وفي حال عمد العدو الى التصرف بحماقة كرد على رد المقاومة، يكون قد اقحم نفسه في دائرة الحرب الواسعة، وعندها، لن تكون هناك ضوابط ولا ما يحزنون، سواء كان العدوان على غزة قد توقف، او في طريقه الى التوقف، لان المقاومة في لبنان، ودورها المتصل بما يجري في ساحات سوريا والعراق واليمن وصولا الى ايران، لديها ما تقوله في نهاية النقاش،

أما العبارة الأهم في خطاب نصر الله فهي «الاستعداد لحرب من دون ضوابط ومن دون سقوف». وهذه إشارة الى ان الدرس الأول المستفاد من حرب غزة، هو أن على المقاومة الإستعداد لمواجهة من نوع مختلف للقوة النارية الهائلة للعدو. ما يعني، ان حرب غزة، أخذت معها كل التصورات التي كانت موجودة سابقا. وان على العدو في حال «أخطأ التقدير» ان يستعد لطريقة مختلفة في استخدام حزب الله لقوته النارية تجاه عمق الكيان، والمعادلة عندها لن تكون على شكل مبنى مقابل مبنى بل ستكون عشرات الاف القتلى في كيان العدو مقابل آلاف القتلى في لبنان، حيث يتوجب على كل صاحب عقل، ان يفكر بأن اسلحة المقاومة في اي حرب مقبلة، لن تكون على الاطلاق، أسلحة تقليدية... وهو كلام لا يمكن ان يكون على ذوق الاحتلال... فوجب التحذير!

"البناء"| السيد نصر الله: الاغتيال في الضاحية ينتهك عدّة معادلات ويستوجب رداً وعقاباً

بدورها قالت صحيفة "البناء": "قدّم الأميركي والإسرائيلي نموذجاً للمرحلة الثالثة التي كانا يبشران بها، فجاء اغتيال القيادي في قوات القسام نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس والركن في محور المقاومة الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتفجيرات استهدفت مواكب الحشود المشاركة في إحياء ذكرى القائد المؤسس لمحور المقاومة الشهيد قاسم سليماني، في مسقط رأسه كرمان. والعمليات تستبق كلمة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في المناسبة، وكأنها تقدّم عرضاً لمحور المقاومة تنتظر سماع الجواب عليه من كلمة السيد نصرالله، والعرض هو أن الاغتيالات تنتظر قادة محور المقاومة، وحركة حماس، وأن معادلات الردع التي تحمي لبنان والضاحية الجنوبية وبيروت سوف تكون عرضة للانتهاك، وأن تفجير السيارات المفخّخة بين المدنيين سلاح من أسلحة هذه المرحلة من الحرب. وإذا كان قادة محور المقاومة يريدون تجنب ذلك فعليهم القبول بحل للوضع في غزة وعلى الحدود مع لبنان يتيح لكيان الاحتلال وجيشه الخروج بصورة تحفظ ماء وجهه في الداخل، وتتيح للأميركي استعادة صفة الوسيط في قضايا المنطقة ونزاعاتها، بعد فضيحة انضمامه العلنيّ لعدوان كيان الاحتلال وجرائمه بحق الإنسانيّة في غزة.

ردّ السيد حسن نصرالله على العرض الأميركي الإسرائيلي بتأكيد التمسك بمعادلات الردع، ولو اقتضى الأمر حرباً تجنبتها المقاومة حرصاً على المصلحة الوطنية اللبنانية، لكن هذه المصلحة باتت الآن تستدعي من موقع حماية لبنان وأمنه وردع الاحتلال عن المزيد من الجرائم، الرد القويّ على الاغتيال، وإفهام الأميركي والإسرائيلي أن المقاومة لم تكن يوماً مردوعة، وأن أداءها على جبهة الحدود رغم التهديدات الأميركية والإسرائيلية خير دليل على شجاعتها وعدم التأثر بالتهديدات، وعلى مَن قرأ تجنبها للحرب بصورة خاطئة أن يعيد حساباته، ويفهم أن ردها يتضمن جاهزيتها للذهاب الى الحرب إذا كانت ضرورة لحماية معادلات الردع التي تحمي لبنان.

ردّ السيد نصرالله بتشريح مشهد الشهور الثلاثة من عمر الحرب، ومعاني ما أثبته طوفان الأقصى، فكيان الاحتلال في أسوأ أيامه، ولن تمنحه المقاومة خشبة خلاص، بل حبل مشنقة، والأميركي شريك الجرائم، وقد سقطا معاً أمام الرأي العام العالمي، ولن تتيح لهما المقاومة تبييض صورتيهما كل أمام شارعه، فيخرج الإسرائيلي بصورة القويّ، ويخرج الاميركي بصورة الحياد.

السيد نصرالله ختم بجملة معبّرة، تسبق كلمته المقرّرة بعد غد، وقال، بيننا الميدان والأيام والليالي، وفي داخل كيان الاحتلال ارتباك وقلق وذعر، من طبيعة الرد وأسئلة متى وأين وكيف تشغل بال القادة والجيش والاستخبارات والرأي العام.

وتوجّه السيد نصر الله إلى العدو الصهيونيّ قائلًا: «نحن حتى الآن نقاتل في الجبهة بحسابات لذلك هناك تضحيات، لكن إذا فكر العدو أن يشن حربًا على لبنان حينها سيكون قتالنا بلا حدود وضوابط وسقوف، ومن يفكر بالحرب معنا سيندم وستكون مكلفة وإذا كنا نداري حتى الآن المصالح اللبنانية، فاذا شُنّت الحرب على لبنان، فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط».

ولفت السيد نصر الله إلى أن «الإسرائيلي استنفر بكل أسلحته وعتاده وهذه من بركات مسارعة المقاومة في لبنان إلى فتح الجبهة»، وتابع: «اعتبر الإسرائيلي أن ما جرى في غزة قد يُرعب اللبنانيين وكانوا يفكرون جديًا بالقضاء على حزب الله باعتبارها فرصة، لكن هذه الحرب على لبنان منعها أمران: الأمر الأول مسارعة المقاومة الى فتح الجبهة مما أفقد الإسرائيلي عنصر المفاجأة، والأمر الثاني قوة وشجاعة وجرأة المقاومة»، و»أهم رسالة للمقاومة في لبنان في 8 و9 تشرين أنها مقاومة شجاعة وقوية وليست مردوعة أو لها أي حسابات في الدفاع عن بلدها».

وأوضح السيد نصر الله أنّ «المقاومة في لبنان عندما فتحت هذه الجبهة لم تكن مردوعة وهي اليوم أكثر جرأة واستعدادًا للإقدام، وخلال ثلاثة أشهر في غزة لا يوجد أحد في الكيان الصهيوني يدّعي أنه أمامه صورة نصر حتى الآن»، ولفت إلى أنّه «من نتائج طوفان الأقصى وما يجري في كل محاور القتال انعدام ثقة شعب الكيان بالجيش والأجهزة الأمنية والقيادات السياسية».

وأكد السيد نصر الله أنّ «إسرائيل» كيان مصطنع وصلة شعبها بهذه الأرض قائمة على الأمن وعندما يفتقد الصهاينة الأمن ينتهي الأمر ويجمعون حقائبهم ويرحلون. وهذا هو المشهد الآتي»، وقال: «طوفان الأقصى وما يجري على كل الجبهات أسقط مفهوم الملجأ الآمن للصهاينة الذي على أساسه تقوم هجرة ملايين اليهود الى «اسرائيل» وقد بدأت الهجرة المعاكسة». وأضاف: «من نتائج طوفان الأقصى وما يجري على كل الجبهات كسر صورة دولة «اسرائيل» المقتدرة، وأرض فلسطين من البحر إلى النهر هي فقط للشعب الفلسطيني، وكيان العدو يعاني من مئات الآلاف من النازحين والهجرة العكسيّة والأوضاع النفسية للصهاينة والاقتصاد المتدهور».

وشدّد السيد نصر الله على أنّ «من نتائج الحرب الفشل في تحقيق أي من الأهداف. فالأميركي عندما يقول للإسرائيلي أن ينسحب من المدن، لأنه يخاف عليه، فيما من الممكن أن تكون رغبة المقاومة بقاء الصهاينة للنيل منهم»، وأنّ «طوفان الأقصى من أهم نتائجه أنه دمر الصورة الأميركية التي تم الترويج لها وقدمها بأبشع حقائقها لأن اليوم الذي يقتل في غزة هو الأميركي ويمنع وقف الحرب على غزة، وما حصل في غزة أثبت أن النظام الدولي والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي ليس قادرًا على حماية أي شعب. وهذا عبرة لنا جميعًا»، ولفت السيد نصر الله إلى تجربة غزة»، وقال: «هذه التجربة تقول إن كنت ضعيفًا لا يعترف بك العالم ولا يدافع عنك ولا يبكي عليك. الذي يحميك هو قوتك وشجاعتك وقبضاتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان. فإن كنت قويًا تفرض احترامك على العالم، وهناك مشهد قوة في غزة رغم المظلومية الهائلة، وما جرى وضع «إسرائيل» على طريق الزوال الذي سنشهده جميعاً إن شاء الله ولن يستطيع أن يحميها أحد، وطوفان الأقصى وضع «إسرائيل» على طريق الزوال، أما العروش العربية فلتحفظ نفسها».

وأشار خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ«البناء» إلى أن السيد نصرالله أجرى قراءة شاملة للحرب في غزة، من 7 تشرين الأول الماضي إلى جولتي الحرب والتداعيات الكارثية على الكيان الصهيوني والتي رسمت بداية طريق نهاية إسرائيل»، كما ركز السيد نصرالله على «الجبهة الداخلية الإسرائيلية من خلال شنّ حرب نفسية ومعنوية على حكومة العدو وضرب ثقة المستوطنين بالحكومة الإسرائيلية». وحسم السيد نصرالله أن حزب الله سيرد على اغتيال العاروري لكنه استخدم أسلوب الغموض البناء ولم يحدّد شكل وتوقيت الردّ وترك الاحتلال بحيرة من أمره وبحالة الاستنفار في جميع الجبهات الشمالية والجنوبية والوسط، ما يضع كيان الاحتلال على إجر ونصف، ويتكبّد كلفة باهظة أمنية واقتصادية وسياسية ومعنوية، تُضاف الى الكلفة التي يتكبدها الكيان جراء الحرب المستمرة في غزة.

ورجح الخبراء أن حزب الله قد يرد بعملية أمنية بمسيّرات على مركز للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة أو في تل أبيب أو عبر إطلاق صواريخ بعيدة المدى على مراكز أو ثكنات عسكرية شمال فلسطين المحتلة أو اقتحام مجموعات للمقاومة في البر أو في البحر، وربما يكون الردّ بقصف صواريخ ذكيّة على مراكز أمنية وعسكرية قيادية إسرائيلية. وبمعزل عن شكل الردّ ومكانه شدد الخبراء على أن نصرالله وجّه رسالة لإسرائيل بأن حزب الله جاهز للحرب المفتوحة إذا شنّ العدو عدواناً على لبنان وحينها تسقط كافة الاعتبارات والحسابات الوطنية التي كانت تأخذها المقاومة بعين الاعتبار، وتصبح المصلحة الوطنية في ردع العدوان على لبنان». وأكد الخبراء بأن ردّ المقاومة سيكون قاسياً ومؤلماً يعادل المسّ بأمن الضاحية.

ولا تزال جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري قيد المتابعة والتحقيق، وسط تأكيدات بأن الاستهداف بصواريخ ذكية من طائرات حربية أو مسيرات تجسسيّة وحربية مزودة بنظام معلومات ولاحقت الشهيد العاروري عبر البصمة الصوتيّة. وأوضح مصدر أمني لبناني بارز لوكالة «فرانس برس» أن «القصف الذي أدى الى مقتل القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري وستة آخرين في الضاحية الجنوبية لبيروت جرى عبر «صواريخ موجّهة» أطلقتها طائرة حربية إسرائيلية». وأوضح المصدر الأمني المطلع على التحقيقات الأولية أن «اغتيال العاروري حصل بواسطة صواريخ موجهة أطلقتها طائرة حربية وليس عبر طائرة مسيّرة». واستند المصدر الى عاملين، الأول «دقة الإصابة لأنه لا يمكن لمسيّرة أن تصيب بهذه الدقة، والثاني زنة الصواريخ والمقدّرة بنحو مئة كيلوغرام لكل منها». وبحسب المصدر الأمني اللبناني، أطلقت الطائرة الحربية ستة صواريخ، اثنان منها لم ينفجرا. وقال إن صاروخين اخترقا سقفي طابقين قبل أن يصيبا مكان اجتماع قادة حماس «إصابة مباشرة».

وأكد المصدر أن الصواريخ التي استخدمت في القصف الثلاثاء تستخدمها الطائرات الحربيّة الإسرائيلية، وسبق للأجهزة العسكرية اللبنانية أن عاينت صواريخ مشابهة أطلقتها طائرات إسرائيلية في جنوب لبنان، بعد بدء التصعيد عبر الحدود مع إسرائيل على وقع الحرب في غزة.

وتفقد الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير المكان الذي استهدفته الغارة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية. بعد الجولة، قال اللواء خير: «يجب ان يكون هناك تحقيقات من قبل جميع الأطراف لنعرف كل الامور التي اوصلتنا الى هنا. وبالنسبة للكشوفات التي تهم المواطن، وكما تعلمون هناك لجنة من الجيش تعمل معنا على مسح الأضرار، وهي تقريباً محدودة. في المبنى المستهدف بالصواريخ الحديثة هناك أضرار جسيمة في الطوابق الأربعة. اما المباني المجاورة فالأضرار خفيفة كالزجاج، اضافةً الى السيارات. سنقدم تقريراً مفصلاً عن كل هذه الامور ونرفعه الى مجلس الوزراء وقيادة الجيش. أما الامور الأخرى فتقوم بها السلطة العسكرية، وما زالت الأدلة الجنائية تتابع اعمالها، ونتمنى ان يكون هناك تقرير واضح لقيادة الجيش ولمجلس الوزراء ليكشف امام كل العالم».

على الصعيد الرسمي استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، قائد الجيش العماد جوزف عون حيث تمّ عرض للأوضاع العامة والمستجدات الميدانية والأمنية على ضوء مواصلة «إسرائيل» لحربها العدوانية على قطاع غزة ولبنان وأوضاع المؤسسة العسكرية… كما اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي مع قائد الجيش وعرض معه الوضع الأمني وشؤون المؤسسة العسكرية. ثم اجتمع ميقاتي مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان مع وفد من مجلس القيادة. كما اجتمع مع المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري.

على الصعيد الدبلوماسي، أجرى مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك هادي هاشم والقائم في أعمال سفارة لبنان في واشنطن وائل هاشم والقائم في أعمال سفارة لبنان في باريس، بناء على توجيهات وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، «اتصالات دبلوماسية في دول اعتمادهم للتعبير عن احتجاج لبنان الشديد على العدوان الإسرائيلي على حي سكنيّ في الضاحية الجنوبية من العاصمة بيروت، ولحث الأطراف المعنية على ممارسة الضغوط اللازمة على «إسرائيل» لوقف اعتداءاتها وخروقها المستمرة والمتصاعدة على السيادة اللبنانية والقرار ١٧٠١». كما تمّ التشديد على «الجهود اللبنانية الرامية إلى تجنب اتساع الحرب في المنطقة، خصوصاً أن لبنان يعول على دور أصدقاء لبنان، ومنهم الدول المذكورة أعلاه، من أجل مساندة لبنان في مسعاه لاستصدار قرار عن مجلس الأمن بإدانة الجرائم الإسرائيلية».

إلى ذلك، واصلت المقاومة عملياتها العسكرية ضد مواقع العدو، وأعلن حزب الله «أننا استهدفنا ثكنة زرعيت بالأسلحة المناسبة، وحققنا فيها إصابات مباشرة».‏ كما «استهدفنا موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة، وحققنا فيه إصابات مباشرة». ونعى الحزب «الشهيدين محمد هادي مالك عبيد من مدينة بعلبك في البقاع وعباس حسن جمول من بلدة دير الزهراني في جنوب لبنان».

في المقابل أعلن جيش الاحتلال تعزيز منظومة القبّة الحديديّة على طول الحدود مع لبنان والجليل، ورفع حالة التأهّب على طول الحدود. وذلك بعد اجتماع لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يؤآف غالنت والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس.

وأغار الطيران على مركبا مستهدفاً منزلاً في الأطراف الشرقية للبلدة، وتوجهت فرق الدفاع المدني للكشف عما إذا كانت هناك إصابات. واستهدفت ثلاث غارات بواسطة مسيرة على حي الرجم في عيتا الشعب، كما سجل عدد من الغارات على تلة الراهب واستهداف الأحراج الواقعة ما بين رميش وعيتا الشعب. وشنت مسيرة إسرائيلية عدواناً جوياً حيث استهدفت بغارة أحد المنازل في بلدة عيتا الشّعب وأطلقت باتجاهه 3 صواريخ ولم يفد عن وقوع إصابات.

ودعا المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الشهري النواب إلى الوفاء بالاستحقاق الدستوري الملزم القاضي بانتخاب رئيس للجمهورية توفيراً على البلاد مزيداً من الانهيار، وأعربوا عن قلقهم من واقع النازحين السوريين في لبنان لناحية ما تبيّن من وجود أسلحة وهو يشكل قنبلة موقوتة للأمن والسلم في لبنان وطالبوا بالعمل بشكل صارم من أجل إيجاد حلّ لهذا الأمر وإراحة لبنان من هذا العبء. وبعد اجتماعهم الشهري في بكركي، أعرب الآباء «عن تخوفهم من مآل التصعيد الميداني في جنوب لبنان، الذي خلّف ضحايا وجرحى بين الأهالي ودمارًا كبيرًا في عددٍ من القرى والبلدات، فضلاً عن إحراقِ أحراجٍ وبساتين بالقنابل الفوسفورية، وقد بلغ هذا التصعيد بالأمس الضاحية الجنوبيّة لبيروت».

وذكّر الآباء بأن «زيارة البطريرك الراعي مع البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان وعدد من الأساقفة باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان الى مدينة صور، مدخل المنطقة الحدودية، إنما كانت للتضامن مع أهالي الجنوب في هذه المحنة، وللتأكيد على حيوية العيش المُشترَك وضرورته الوطنية، ولمُناشَدة المعنيين المحليين وأصدقاء لبنان في العالم الإسهام بفعاليةٍ في تنفيذ القرار 1701 الكفيل بردع «إسرائيل» عن اعتداءاتها، والضامن لإطارٍ واضح وسليم وفاعل للسلام في الجنوب العزيز»".

"النهار": السيد نصر الله لـ"إسرائيل": قتال بلا سقوف... "إذا"

بدورها، كتبت صحيفة "النهار": "مع ان تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لـ"إسرائيل" بحرب من دون سقوف وضوابط ظل في اطار “اذا” الشرطية، فان ذلك لم يقلل خطورة الواقع الذي ارتسم غداة اغتيال صالح العاروري في الضاحية الجنوبية. ذلك ان المشهدين الإقليمي واللبناني سواء بسواء تزاحما في إبراز المعطيات التي من شأنها اثارة مخاوف من نوع مختلف جديد تضع المنطقة برمتها فوق برميل بارود متفجر خصوصا مع الوقائع التي امتزجت فيها تداعيات اغتيال العاروري بالحدث المخيف الذي شهدته ايران امس مع سقوط نحو ٢٠٠ "قتيل" في التفجيرين اللذين حصلا قرب مرقد قاسم سليماني. ولم يكن من باب المصادفة والحال هذه ان يكشف عن مجيء المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الى "إسرائيل" هذا الأسبوع سعياً لتجنب الحرب بين "إسرائيل" ولبنان اذ ان تعاظم اخطار المواجهة الشاملة صار اقرب من أي وقت سابق ولو ان كلمة نصر الله في دلالاتها المباشرة تشير الى استمرار مواجهة الإشغال ولو مرشحة لان تتطعم بقواعد اشتباك متطورة من شأنها ان تفتح الباب على مواجهات اشد ضراوة مع "إسرائيل" خصوصا في الأعماق. وإذ لم يتبلغ المسؤولون اللبنانيون بعد أي شيء رسمي عن زيارة هوكشتاين للمنطقة لم يتضح بعد ما اذا كان سيحضر بعد زيارته "إسرائيل" الى بيروت وهو امر قد يرتبط بطبيعة ما سيحمله الى "إسرائيل" وما سيتبلغه منها.

وبدا لافتا في هذا السياق ان الخارجية الأميركية أعلنت امس ان واشنطن لم تعلم مسبقاً بالضربة في بيروت التي قتل فيها نائب زعيم حماس. كما أكدت مجددا ان الولايات المتحدة لا تزال قلقة بشدة إزاء خطر امتداد صراع غزة الى جبهات أخرى.

السيد نصر الله

في أي حال فان السيد حسن نصر الله خصص معظم كلمته لرسم مشهد الخلاصات المتصلة بحرب غزة كما يراها هو ومحور الممانعة، واما الوضع في لبنان فخصصه في الجزء المقتضب الأخير بدءا بوصفه “الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية بانه خطير جدا” وشدد على ان اغتيال صالح العاروري “جريمة خطيرة لن تبقى من دون رد وعقاب وبيننا الميدان والأيام والليالي”. واضاف: “نحن حتى الآن نقاتل في الجبهة بحسابات مضبوطة ولهذا السبب ندفع ثمنا غاليا، ولكن إذا فكر العدو بشن حرب على لبنان عندها فإن قتالنا سيكون من دون سقوف وضوابط. ومن يفكر بالحرب معنا سيندم وستكون مكلفة واذا كنا نداري حتى الآن المصالح اللبنانية فاذا شنت الحرب فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط”.وجاء كلام نصر الله خلال الاحتفال بالذكرى الرابعة لاغتيال قائد “فيلق القدس” السابق قاسم سليماني في الضاحية الجنوبية لبيروت غداة اغتيال العاروري، وتحدث مطولا عن “نتائج عملية “طوفان الأقصى” وارتفاع مستوى التأييد للمقاومة وخيار المقاومة داخل الشعب الفلسطيني وعلى مستوى الأمة، وهي أسقطت صورة "إسرائيل" في العالم التي ساعد عليها الإعلام الغربي. ومن نتائجها ايضا إعادة إحياء القضية الفلسطينية بعد أن كانت تنسى وتصفى. ورغم تحميل البعض لحماس المسؤولية الأكبر عن عملية 7 تشرين الأول إلا أن شعبيتها تعاظمت، وطوفان الأقصى وجه ضربة قاصمة لمسار التطبيع، فعندما نرى حجم النتائج التي تحققت حتى الآن، وما يمكن أن يتحقق بعدها، سندرك حجم التضحيات”. وقال ان “مسارعة المقاومة في لبنان الى فتح الجبهة أفقد "اسرائيل" عنصر المفاجأة، فتحنا الجبهة في جنوب لبنان إسنادا لأهلنا في غزة وتخفيفا عنهم، والذي منع "اسرائيل" من شن العدوان على لبنان ان في لبنان قوة ومقاومة ورجالا لله، واهم رسالة ارسلتها المقاومة عندما فتحت الجبهة انها مقاومة جريئة لا تخاف من احد وليست مردوعة”.

الوضع الميداني

وسبق كلمة نصر الله “ميدانيا” تسجيل اكثر من عشر عمليات لحزب الله ضد المواقع الإسرائيلية اذ اعلن الحزب استهداف ثكنة زرعيت كما موقع جل العلام. كما استهدف ‌‌‌تجمعا للجنود الاسرائيليين في محيط ثكنة زبدين في مزارع شبعا المحتلة بصاروخ بركان كما تجمعات للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة دوفيف بدفعة صاروخية كبيرة وحقق فيها إصابات مباشرة . كما اعلن استهداف تجمع للجنود في موقع بياض بليدا بصاروخ بركان وتمت إصابته إصابة مباشرة واستهداف تجمعات للجنود في محيط موقع رويسات العلم بأربعة صواريخ بركان .ونعى الحزب أربعة من مقاتليه هم محمد هادي مالك عبيد من مدينة بعلبك وعباس حسن جمول من بلدة دير الزهراني وحسن علي دقيق من مركبا وعباس حسين ظاهر من كفررمان .

في المقابل، شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على منطقة اللبونة – أطراف الناقورة في القطاع الغربي واغار الطيران الاسرائيلي على مركبا مستهدفا منزلا في الأطراف الشرقية للبلدة، وتوجهت فرق الدفاع المدني للكشف عما اذا كانت هناك اصابات، و أفادت “الوكالة الوطنية للاعلام” للاحقا ان الغارة التي استهدفت منزلا في بلدة مركبا أدت الى سقوط 3 شهداء.وأعلن الجيش الإسرائيلي تعزيز منظومة القبّة الحديديّة على طول الحدود مع لبنان والجليل، ورفع حالة التأهّب على طول الحدود. قرارات الجيش الإسرائيلي جاءت بعد اجتماع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يؤآف غالنت والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس. وأطلق الجيش الإسرائيلي النيران صباحاً، من اسلحته الرشاشة الثقيلة من مواقعه المتاخمة لبلدة عيتا الشعب، بإتجاه اطراف بلدة البستان وعيتا الشعب. كما استهدف قصف مدفعي اسرائيلي أطراف الناقورة واللبونة. واغار الطيران على مركبا مستهدفا منزلا في الأطراف الشرقية للبلدة، وتوجهت فرق الدفاع المدني للكشف عما اذا كانت هناك اصابات. واستهدفت ثلاث غارات بواسطة مسيرة على حي الرجم في عيتا الشعب، كما سجل عدد من الغارات على تلة الراهب واستهداف الاحراج الواقعة ما بين رميش وعيتا الشعب. وشنت مسيرة اسرائيلية قرابة الثانية والنصف بعد الظهر عدوانا جويا حيث استهدفت بغارة أحد المنازل في بلدة عيتا الشّعب واطلقت باتجاهه 3 صواريخ ولم يفد عن وقوع إصابات.

وقالت نائبة مدير المكتب الإعلامي لـ”اليونيفيل” كانديس ارديل بعد اغتيال صالح العاروري وحول الوضع العام على الخط الأزرق:”نشعر بقلق عميق إزاء أي احتمال للتصعيد قد يكون له عواقب مدمرة على الناس على جانبي الخط الأزرق”. وأضافت في حديث صحافي “نواصل مناشدة جميع الأطراف وقف إطلاق النار، وكذلك نناشد أي محاورين يتمتعون بالنفوذ أن يحثّوا على ضبط النفس”.

تحرك ديبلوماسي

واعلن رسميا انه “بناء لتوجيهات وزير الخارجية والمغتربين أجرى مندوب لبنان لدى الامم المتحدة في نيويورك والقائم باعمال سفارتي لبنان في واشنطن وباريس إتصالات ديبلوماسية في دول اعتمادهم للتعبير عن احتجاج لبنان الشديد على العدوان الاسرائيلي على حيّ سكني في الضاحية الجنوبية من العاصمة بيروت، ولحثّ الأطراف المعنية على ممارسة الضغوط اللازمة على "اسرائيل" لوقف اعتداءاتها وخروقاتها المستمرة والمتصاعدة للسيادة اللبنانية وللقرار ١٧٠١.

كما تمّ التشديد على الجهود اللبنانية الرامية لتجنّب اتّساع الحرب في المنطقة، خاصة وأنّ لبنان يعوّل على دور أصدقاء لبنان ومنهم الدول المذكورة أعلاه، من أجل مساندة لبنان في مسعاه لاستصدار قرار عن مجلس الأمن بإدانة الجرائم الإسرائيلية. كما اكد الدبلوماسيون اللبنانيون على أهمية الحفاظ على سيادة وامن واستقرار لبنان، مطالبين الدول المعنية ببذل مزيد من الجهود لكبح جماح التصعيد الاسرائيلي في لبنان والمنطقة”.

وفي المواقف الداخلية البارزة من التطورات أعرب مجلس المطارنة الموارنة بعد اجتماعه امس “عن تخوفه من مآل التصعيد الميداني في جنوب لبنان، الذي خلّف ضحايا وجرحى بين الأهالي ودمارًا كبيرًا في عددٍ من القرى والبلدات، فضلاً عن إحراقِ أحراجٍ وبساتين بالقنابل الفوسفورية، وقد بلغ هذا التصعيد بالأمس الضاحية الجنوبيّة لبيروت”. وذكّر بأن “زيارة البطريرك الراعي مع البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان وعدد من الأساقفة الى مدينة صور، مدخل المنطقة الحدودية، إنما كانت للتضامن مع أهالي الجنوب في هذه المحنة، وللتأكيد على حيوية العيش المُشترَك وضرورته الوطنية، ولمُناشَدة المعنيين المحليين وأصدقاء لبنان في العالم الإسهام بفعاليةٍ في تنفيذ القرار 1701 الكفيل بردع "إسرائيل" عن اعتداءاتها، والضامن لإطارٍ واضح وسليم وفاعل للسلام في الجنوب العزيز”. كما إطلع الآباء “بقلقٍ شديد على واقع النازحين السوريين إلى لبنان، وما كشفت عنه عمليات الدهم والإعتقال، العسكرية والأمنية، من أسلحةٍ وذخائر نوعية في يد النازحين، بما يُشكِّل قنبلة موقوتة وتهديدًا حقيقيًّا للأمن ولسلامة اللبنانيين. ويُطالِبون المراجع الرسمية بالعمل الجاد والصارم من أجل ضبط هذا الواقع الحقير، وتدبُّر الرؤية والإجراءات السياسية والدبلوماسية الهادفة إلى إراحة لبنان من هذا العبء الذي يتجاوز أمانه”.

صالح العاروري

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة