لبنان
المقاومة تُلحِق أضرارًا بـ"قاعدة ميرون".. وغزّة تُغرق العدو
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة من بيروت فجر اليوم على تراجع في حدّة العمليات العسكرية على الجبهة الجنوبية، وسط استمرار التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، إذ كرّر وزير الحرب في حكومة الاحتلال يوآف غالانت كلامه بأن "حزب الله مستمر في الاستفزاز، وقد قمت الآن بتقييم خاص للوضع في هذا الشأن. نحن مستعدون. لا نريد الحرب، ولكننا مستعدون لأي وضع قد يتطوّر في الشمال. لذلك يد واحدة نحو الجنوب وعين ساهرة نحو الشمال". إلا أن البيت الأبيض، اشار امس، في بيان لافت الى "أننا لم نرَ حزب الله حتى الآن ينضمّ فعليًا لمساعدة حركة حماس بما يمكن القول إنّه توسيع للمعركة".
ولفتت الصحف إلى أنّ حزب الله واصل عملياته ضدّ مواقع الاحتلال وأعلن في بيان "استهداف قاعدة ميرون للمراقبة الجويّة في جبل الجرمق للمرة الثانية، وذلك رداً على الاغتيالات الأخيرة في لبنان وسورية والاعتداءات المتكرّرة على المدنيين والمنازل في قرانا الصامدة بعدد كبير من الصواريخ المناسبة وتحقيقه فيها إصابات مباشرة". وأعلن المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي عن "أضرار لحقت بالبنية التحتيّة لقاعدة ميرون الجوية بعد إطلاق صواريخ من لبنان". وأعلنت المقاومة الإسلامية في بيان أيضاً أنها استهدفت "جمعاً لجنود العدو الصهيوني في تلة كوبرا بالأسلحة الصاروخية وحققت فيه إصابات مباشرة".
"الأخبار"| جنبلاط: أدعم انتخاب فرنجية
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي كتبت: "ينتفض وليد جنبلاط مستغرباً استهجان محدّثه، إذ يسأله عن تأييده لحركة حماس في غزة. فـ«فلسطين قضيتي منذ أيام كمال جنبلاط، وهذا مكاني وموقفي الطبيعي». ويبتسم ساخراً إذا ما ذُكّر بشعار «لبنان أولاً»، فـ«الوقت تغيّر عن الأيام التي رفعنا فيها هذا الشعار السخيف أيام ما يُسمى بـ 14 آذار». على مقعده الوثير، بين الجرائد والكتب وقُصاصات الصحف المتناثرة من حوله، يغمض عينيه منتشياً بـ«أبطال حماس الذين دحروا كل النظريات العسكرية والأمنية في العالم والاستعلاء الغربي والإسرائيلي»، مستشهداً بانطباعات «أستاذي» وليد الخالدي بأن يحيى السنوار «سيُعلَّم في المدارس العسكرية حول العالم». ويضيف: «لا يمكن لأحد أن يقضي على شعب. تلقّيت عتباً من عرب وغربيين بسبب تأييدي لحماس. أنا أؤيد حماس الفلسطينية لا الإخوان المسلمين. 80% من الفلسطينيين مسلمون وخرجت حماس منهم. هل عليهم أن يغيّروا دينهم؟».
يلفت الزعيم الاشتراكي إلى أن «عملية 7 تشرين صادفت تماماً في الذكرى الخمسين لحرب 6 تشرين 1973 عندما اجتاحت الجيوش العربية إسرائيل. ما حدث قبل نصف قرن انتهى بتسوية على حساب الانتصار العسكري. أما ما يجري اليوم فكبير جداً في وجه الاستكبار الغربي والإسرائيلي. حتى لو توقّفت الحرب غداً، ستكون هذه جولة. هناك أجيال من العرب والغربيين تعرّفوا مجدّداً إلى فلسطين، بعدما كنا قد غرقنا في مفاوضات لا تنتهي. أما حلّ الدولتين فقد شبع موتاً لأنه لم تعد هناك أرض أساساً لإقامة دولة عليها».
يتفهّم جنبلاط مبدأ «وحدة الساحات» لمشاغلة إسرائيل، وهذا «عظيم في العراق وسوريا»، لكن «لا أوافق على ما يفعله الحوثيون. صحيح أن اليمنيين هم الشعب العربي الوحيد الذي تحرّك فعلياً لنصرة الفلسطينيين، لكن ما يجري في البحر الأحمر لا يضعف إسرائيل ولا يوصل إلى نتيجة». ويوضح أن «أكبر الخاسرين من عرقلة الملاحة في البحر الأحمر هو مصر. بغضّ النظر عن ملاحظاتنا على أداء القاهرة، ليس من مصلحتنا أن تنهار مصر المحاصرة، اليوم، من إسرائيل، ومن ليبيا، ومن إثيوبيا التي تحوّلت إلى محمية إسرائيلية وصولاً إلى الصومال. الأميركي مش فارقة معو. ما يفعله اليمنيون يدفع كل الشركات الكبرى إلى تجنب قناة السويس، ويضعف الصين، الصديقة للعرب، لأن جزءاً كبيراً من تجارتها يمرّ عبر هذه المنطقة. كما أنه، بشكل موارب، يعزّز مشروع الممر الاقتصادي بين الشرق الأوسط وأوروبا والهند المعادية للعرب، على حساب قناة السويس. هذا رأيي».
جنبلاط الذي دعا في بداية الحرب إلى عدم انجرار لبنان إليها، مقتنع بأن «حزب الله وإيران لا يريدان الحرب، والأداء في الفترة السابقة يشير إلى ذلك. لكن في إسرائيل اليوم مجانين. رئيس حكومة مجنون وجنرالات مجانين. لذلك لا يمكن التكهّن في مسار الأمور. وهم قالوا إن الحرب ستكون طويلة». وهو يتفهّم أنه «لم يكن بمقدور حزب الله إلا أن يتدخّل ليساند غزة. أما مطالبته اليوم بالحياد في المعركة، وهو في خضمّها، فأمر غير ممكن لأنه ينبغي أن يكون لذلك ثمن». وفي السياق، يؤكد أن «التنسيق قائم مع الحزب»، كما أن «العلاقة مع إيران جيدة. ولبّيت دعوة عشاء في السفارة الإيرانية قبل يومين».
الحديث عن «مقايضة» بين وقف إطلاق النار والملف الرئاسي، أمر «لا أحد يتحدّث فيه. والقصة أساساً أكبر من ذلك». أما ما يُحكى عن تحرّك مستجدّ للجنة الخماسية في ملف الرئاسة، فقد عبّر عنه جنبلاط في تغريدة أمس على «موقع X»، بنشر صور لعازفين ونوتات موسيقية للمؤلّف الموسيقي فرانز شوبرت، مع تعليق: «الخماسية الرئاسية. المهم الدوزنة». ودوزنة الخماسية هي أن «تصبح زائداً واحداً»، في إشارة غير مباشرة إلى أن لا جدوى من كلام عن تحريك الملف الرئاسي ما دامت إيران خارج اللجنة.
"البناء": تراجع في حدّة العمليات العسكرية وسط استمرار التهديدات الإسرائيلية ضدّ لبنان
من جهتها، قالت صحيفة "البناء": سجلت الجبهة الجنوبية أمس، تراجعاً في حدة العمليات العسكرية، وسط استمرار التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، إذ كرّر وزير الحرب في حكومة الاحتلال يوآف غالانت كلامه بأن «حزب الله مستمر في الاستفزاز، وقد قمت الآن بتقييم خاص للوضع في هذا الشأن. نحن مستعدون. لا نريد الحرب، ولكننا مستعدون لأي وضع قد يتطوّر في الشمال. لذلك يد واحدة نحو الجنوب وعين ساهرة نحو الشمال». إلا أن البيت الأبيض، اشار امس، في بيان لافت الى «أننا لم نر حزب الله حتى الآن ينضمّ فعليًا لمساعدة حركة حماس بما يمكن القول إنّه توسيع للمعركة».
وكان حزب الله واصل عملياته ضد مواقع الاحتلال وأعلن في بيان “استهداف قاعدة ميرون للمراقبة الجويّة في جبل الجرمق للمرة الثانية، وذلك رداً على الاغتيالات الأخيرة في لبنان وسورية والاعتداءات المتكرّرة على المدنيين والمنازل في قرانا الصامدة بعدد كبير من الصواريخ المناسبة وتحقيقه فيها إصابات مباشرة”. وأعلن المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي عن “أضرار لحقت بالبنية التحتيّة لقاعدة ميرون الجوية بعد إطلاق صواريخ من لبنان”. وأعلنت المقاومة الإسلامية في بيان أيضاً أنها استهدفت “جمعاً لجنود العدو الصهيوني في تلة كوبرا بالأسلحة الصاروخية وحققت فيه إصابات مباشرة”.
في المقابل استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي تلة حمامص، بالإضافة الى أطراف بلدات شيحين، مروحين، طير حرفا، راميا، منطقة جبل بلاط، والأطراف الجنوبية لبلدة ميس الجبل (طوفا). واستهدفت مدفعيّة الاحتلال الأطراف الشرقيّة لبلدة ميس الجبل (كروم الشراقي). وأغارت مسيّرة معادية بصاروخين، على حاوية شحن في أرض زراعية في الوزاني.
وأشار رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، إلى أنّ “العدو الصهيوني يرتكب الجرائم والمجازر في غزة في حق النساء والأطفال، وتتخاذل الدول العربية عن دعم ونصرة هذا الشعب المظلوم، في حين أن دولاً أفريقية وأجنبية هبت للدفاع عن غزة وشعبها في المحاكم الدولية”.
وخلال ذكرى أسبوع عنصر حزب الله رشيد محمد شغليل، شدد يزبك على أنّ “الأميركي يكذب ويُشيع أنه ضد توسعة الحرب، ويبعث المرسلين إلى لبنان وبعض الدول المؤثرة ليؤكدوا أنّه ضد توسعة المعارك، في حين أنه يعتدي على اليمن والدول التي تقف إلى جانب قضية فلسطين”.
على الصعيد الدبلوماسي علمت “البناء” أن وفداً برلمانياً أوروبياً رفيعاً سيزور لبنان خلال الأسبوع الحالي على أن يقوم بجولة على القيادات اللبنانية، في إطار مساعي الاتحاد الأوروبي للتوصل الى حلول لوقف الحرب في غزة، واحتواء التصعيد في المنطقة ولا سيما على الجبهة الجنوبية. ويحمل الوفد مقترحات للحل سيجري طرحها ومناقشتها مع المسؤولين اللبنانيين. كما تقوم إسبانيا عبر وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس بمساعٍ بين “إسرائيل” ولبنان لضبط الحدود وتطبيق القرار 1701 إضافة الى مساعٍ على خط مواز بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس. وكان الوزير الإسباني زار “إسرائيل” منذ أيام وأجرى مشاورات مع حكومة الاحتلال. وزار أمس الرئيس ميقاتي في السراي الحكومي.
بدوره، التقى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب في نيويورك بنظيره الروسي سيرغي لافروف الذي شكره على موقف لبنان المتوازن من الصراع الأوكراني. وتوافق الوزيران على أهمية احترام حقوق الانسان في كافة الصراعات، وعدم ازدواجية المعايير. كذلك، تباحثا بالاستفزازات التي يتعرّض لها لبنان، ومحاولة استدراجه لدخول الحرب. كما أكدا أهمية الوحدة الفلسطينية للوصول الى الدولة الفلسطينية المستقلة. كذلك ألقى بوحبيب محاضرة في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، شرح فيها موقف لبنان المؤيد لإعادة الهدوء والأمن الى الجنوب من خلال انسحاب "اسرائيل" من كافة الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها لا سيما مزارع شبعا، ووقف الخروق.
كما التقى بوحبيب وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان وأكدا على ضرورة وقف الحرب وخطورة استمرارها على الوضع في الشرق الاوسط. كما وضع الوزير الإيراني نظيره اللبناني في صورة الاتصالات السياسية والمبادرة الإيرانية لإنهاء الصراع. وبحث وزير الخارجية مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنة، حيث دعاه إلى زيارة لبنان. ورحّب بوحبيب بـ”أيّ دور ممكن أن تلعبه فرنسا لخفض التصعيد في الجنوب، والتطبيق الشامل والمتوازن لقرار مجلس الأمن الدولي 1701”، مؤكدًا “جهوزية لبنان لحل متكامل يوفر الأمن والاطمئنان ويعيد الأراضي التي ما زالت محتلة، وينهي الخروق والاستفزازات”.
في غضون ذلك، وفيما أرجئت جولة سفراء دول اللجنة الخماسية في لبنان لاستئناف المشاورات، برزت الحركة الدبلوماسية للسفيرين السعودي والمصري باتجاه المرجعيات الرئاسية، حيث استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة سفير السعودية لدى لبنان وليد بخاري، حيث تمّ عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين البلدين. ثم استقبل الرئيس برّي سفير جمهورية مصر العربية لدى لبنان علاء موسى، وتناول البحث تطوّرات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة “إسرائيل” لعدوانها على قطاع غزة ولبنان والعلاقات الثنائية بين لبنان وجمهورية مصر العربية، إضافة الى الاستحقاق الرئاسي وعمل اللجنة الخماسية.
وقال السفير المصري بعد اللقاء: “تناولنا مسألة الشغور الرئاسي ودور اللجنة الخماسية وخارطة عملها في المستقبل وتبادلنا الآراء حول هذا الامر وكلها سوف تؤدي الى اشياء إيجابية سوف تظهر في المستقبل القريب”.
وأوضح رداً على سؤال حول أسباب تأجيل موعد سفراء اللجنة الخماسية مع الرئيس بري، أن “اللقاء مع دولة الرئيس اليوم هو فرصة للتأكيد أن الموقف في “الخماسية” واحد وموحد وأمس (أمس الأول) التقيت دولة الرئيس ميقاتي ونقلت له نفس الرسالة وكما عبرت في اكثر مناسبة ان موقف “الخماسية” على قلب رجل واحد وفقط في ما يتعلق باجتماع اليوم (أمس) من قبل “الخماسية” اللقاء تم تأجيله الى الفترة المقبلة، وذلك في إطار اجتماعات أخرى لسفراء “الخماسية” مع مختلف القوى السياسية من أجل ترتيب مواعيد السفراء فقط، وهذا أمر طبيعي يحصل بما يخص جدول ارتباطات السفراء وهو ما سيتم تداركه ومراعاته في المستقبل”.
وكتب الرئيس السابق لـ “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط عبر منصة “إكس”: “الخماسية الرئاسية.. المهم الدوزنة”.
ولفتت مصادر سياسية لـ«البناء” أن الحركة المرتقبة للخماسية الدولية، هي حركة خجولة، ولملء الوقت الضائع ريثما تنتهي الحرب في غزة. ولفتت الى أن أي حركة أو مساعٍ ستبقى يتيمة ولن يكتب لها النجاح إذا لم تتوسع المشاورات لتشمل الثنائي حزب الله وحركة أمل وقوى سياسية أخرى لضمان التوافق السياسي اللازم والنصاب الدستوري المطلوب. وأوضحت المصادر أن الحديث عن حراك خارجي باتجاه لبنان لتنشيط الملف الرئاسي، هو حراك “رفع العتب”، إذ لا يكفي التوافق بين أعضاء اللجنة الخماسية لكي تتأمن ظروف انتخاب رئيس للجمهورية”.
وشدّدت المصادر على أن لا مؤشرات حقيقية على إحداث خرق في جدار الملف الرئاسي رغم المساعي الخارجية، لكن الملف الرئاسي أصبح مرتبطاً تلقائياً بالحرب في غزة، وموازين القوى التي ستفرزها الحرب غزة ستنعكس حكماً على المنطقة برمتها ومن ضمنها لبنان. كما أضافت المصادر أن اجتماع اللجنة الخماسيّة على مستوى سفراء دولها في لبنان، يعكس مؤشرات سلبية لجهة عدم انعقاد أعضاء اللجنة الحقيقيين.
من جهتها، جددت أوساط “الثنائي” لـ«البناء” التمسك بالوزير السابق سليمان فرنجية كمرشح وحيد لرئاسة الجمهورية، ولم يطرح موضوع التخلي عنه أو عدمه”، رافضة دعوات الأطراف الأخرى لعقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس، لا سيما أن عقد جلسات في ظل خريطة التحالفات النيابية الحالية لن يغير الواقع الحالي ونتائج الجلسات الماضية كثيراً، لكون التوازنات النيابية لا تسمح لأي طرف حتى الآن بفرض مرشحه على الآخرين، لذلك المدخل الوحيد هو الحوار الجدّي وإنتاج تحالفات جديدة لتوفير النصاب السياسي والدستوري لانتخاب رئيس. وأوضحت المصادر أن “اختيارنا لفرنجية جاء وفق معايير ومواصفات وطنية وسيادية، ولذلك لن نفرض فرنجية أو أسماء أخرى على الطرف الآخر، ونرفض أن تفرض علينا أسماء لا نقبل بها، وحتى اللجنة الخماسية لم تدخل بأسماء بل وضعت معايير فقط”.
إلا أن مصادر مطلعة مواكبة للحركة الدبلوماسية لاحظت مقاربة جديدة للجنة الخماسية تجاه الملف اللبناني، وضمناً ملف الرئاسة، أكثر واقعية وعقلانية ما يمنح فرصة لقبول التسوية أكثر نجاحاً، وبدأ هذا التغيير وفق ما تشير المصادر لـ«البناء” بدفع دول الخماسية لانتخاب رئيس للجمهورية بمعزل عن التطورات الحاصلة، على خلاف المقاربة السابقة التي كانت تربط الملف الرئاسي بسلة شروط يطلب من لبنان تنفيذها، كالقرار 1701 وسلاح المقاومة وشروط صندوق النقد الدولي وغيرها.
ولفتت المصادر إلى أن اللقاء بين السفيرين الايراني والسعودي يندرج في هذا الإطار، بانفتاح الخماسية على إيران، لا سيما أن الخماسية مصابة بعطل بنيوي هو أنها تمثل وجهة نظر واحدة دون الأخرى، وجاء اللقاء بين السفيرين ليجعل طيف المقاربة الإيرانية للملف الرئاسي حاضرة على طاولة اجتماعات الخماسية في الخارج، والمقاربة الإيرانية تدعو لأن يكون انتخاب الرئيس ضمن تسوية توافقية وليس بالفرض.
وعلمت “البناء” أن الوضع في غزة ومساعي وقف العدوان عليها، الطبق الرئيسي في اجتماع السفيرين، اضافة الى كل ما يرتبط بملف غزة، والملف اللبناني بطبيعة الحال، انطلاقاً من اهتمام الدولتين بالوضع في لبنان.
ولفتت المعلومات الى أن اللقاء يعبر عن تطور العلاقات بين الدولتين في الاتجاه الصحيح منذ قمة بكين واللقاء الأول بين السفيرين، وهذا يدل على أن مسار العلاقات يتقدّم ما يدحض الإشاعات عن جمود وركود وأفق مسدود في علاقة الدولتين.
والبارز وفق المصادر هو الحركة والأداء اللافت للسفير الايراني في لبنان مجتبى أماني، التي بدأت بالإطلالة الإعلامية على قناة “أو تي في”، حيث توجه للرأي العام اللبناني والمسيحي ضمناً ليشرح وجهة النظر الإيرانية إزاء مختلف الملفات والتطورات الحاصلة في الرئاسة وغيرها. ومن ثم استقبال النائب السابق وليد جنبلاط على مأدبة عشاء في السفارة الايرانية، حيث تخللتها جولة أفق سياسية والملف اللبناني والوضع في غزة وعلاقة جنبلاط مع إيران. علاوة على اللقاء مع السفير السعودي، ما يعكس دينامية وحيوية للسفير الإيراني في هذا التوقيت بالذات.
على صعيد آخر، كشف محافظ البقاع كمال أبو جودة، في حديث تلفزيوني الى أنّه “لا يوجد تعاون من المجتمع الدولي مع الحكومة والدولة اللبنانية في مسألة النزوح السوري”. ولفت إلى “أننا بحاجة إلى تعاون بين الدولتين اللبنانية والسورية في أزمة النزوح السوري”، كاشفاً أنّ “هناك زهاء 400 ألف نازح سوريّ في البقاع والتّمويل الذي يُمنح للنّازحين مُخيف ونحن نحاول حماية بلدنا”.
وأوضح أبو جودة أنّ “غالبية العمال في البقاع من الجنسيّة السوريّة والنازح السوري يستأجر الأرض ويزرعها وهناك حالات ابتزاز تحصل للمزارعين في البقاع”، موضحًا أنّ “معظم المساعدات التي تأتي للبلديات مشروطة، والخطّة لحلّ ملفّ النزوح يجب أن تكون برعاية وموافقة دوليتين”.
ويعقد مجلس النواب جلسات تشريعية اليوم وغداً في المجلس النيابي لمناقشة مشروع الموازنة العامة بمشاركة مختلف الكتل النيابية من ضمنها القوات اللبنانية، فيما ربط تكتل لبنان القوي مشاركته في الجلسة وفي التصويت على الموازنة وموادِها بمجريات الجلسة، حيث سيكون لرئيس التكتل كلمة في الجلسة يحدّد فيها موقف التكتل السياسي العام، ممّا يحصل في فترة الفراغ الرئاسي ومن الجلسة بالذات.
موقف التكتل جاء بعد اجتماعه الدوري أمس، برئاسة النائب جبران باسيل وخصص اجتماعه للبحث في موضوع جلسة مجلس النواب المخصّصة لمناقشة وإقرار قانون الموازنة للعام 2024. بدورها كتلة تحالف التغيير قررت بعد اجتماعها أمس، المشاركة في جلسات نقاش الموازنة منعاً لتمريرها في الحكومة.
فلسطينيًا، لفتت "البناء" إلى كيان الاحتلال العالق بين سقوفه العالية بالحديث عن مواصلة الحرب حتى تحقيق النصر والقضاء على حركة حماس وقوى المقاومة، وبين الفشل اليومي الذي يحصده جيش الاحتلال، والذي سجل يوم أمس تحوّلاً نوعياً تمثل باعتراف جيش الاحتلال بمقتل العشرات من ضباطه وجنوده بالعملية النوعية للمقاومة شرق خان يونس، والتي نتجت عن انفجار ثلاثة مبانٍ كان جنود الاحتلال داخلها، وتركت الخسائر الكبيرة ما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بالزلزال، بينما خيّم الوجوم والإحباط على مواقف قادة الكيان، وكان لافتاً تسريب رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو لكلام قاله أمام عائلات الأسرى وهو يؤكد رفضه لإنهاء الحرب كشرط لتبادل الأسرى، أنه “إذا وافق على إنهاء الحرب فيجب التوقيع على ضمانات دولية لا يمكن انتهاكها”، دون إيضاح ماهية الضمانات التي يتحدّث عنها ومن يجب أن يوقعها، وسط كلام أميركي عن استبدال الدعوة للقضاء على حماس بضمان عدم قدرتها على تكرار طوفان الأقصى؟
"النهار": شباط موعد إعلان "الخماسية" موقفاً رئاسياً موحداً
بدورها، كتبت صحيفة "النهار": "مع ان الحركة اللافتة "الواعدة" لسفراء مجموعة الدول الخماسية المعنية بأزمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان، بدلت الكثير من أولويات المشهد الداخلي وسحبت الوهج حتى عن التطورات الميدانية في الجنوب، فان ذلك لم يحجب "عودة" الاحتدام الى قضية انفجار مرفأ بيروت التي يبقى "الحصار" المفروض على التحقيق العدلي فيها يتصدر الفضائح الأشد قتامة في تاريخ لبنان. هذه القضية المعتملة بتطوراتها الأمنية والقضائية والإنسانية منذ انفجار 4 آب 2020 تبدو على مشارف تحركات جديدة بارزة بسبب إجراءات قانونية حديثة كان من شأنها ان اعادت نفخ الريح بقوة على جمر استفزاز أهالي ضحايا تفجير المرفأ، وكأن التجميد القسري المريب والتأمري للتحقيق العدلي وتعليق عمل المحقق العدلي ومحاصرته ومطاردته قضائيا لم يكف المتورطين في هذا المخطط. وصولا الى الاجراء الاحدث بتوقيف مذكرة توقيف غيابية صادرة بحق وزير سابق، عادت القضية الى التوهج مع تحرك أهالي الضحايا ووكلائهم قانونيا وشعبيا، الامر الذي ظهرت حياله ظاهرة مؤسفة وذات دلالات سلبية جديدة تمثلت في مسارعة مجلس القضاء الأعلى الى "الانتفاض" في وجه الأهالي ملوحا بالإجراءات القانونية فيما انتظر اللبنانيون طويلا في المراحل السابقة ما يتجاوز الانتفاضة من المجلس لاعادة تصويب مسار التحقيق العدلي وفك أسره ومنع التدخلات السياسية الوقحة والسافرة من العبث باخطر القضايا التي عرفها لبنان بعد الحرب.
اذ ان أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت نفذوا إعتصاماً أمام قصر العدل في بيروت احتجاجاً على قرار المحامي العام التمييزي القاضي صبوح سليمان بوقف تنفيذ مذكرة التوقيف الغيابية الصادرة بحق وزير الأشغال العامة والنقل السابق يوسف فنيانوس، التي أصدرها القاضي طارق البيطار في 16 أيلول العام 2021، بعد تغيب المستدعى عن جلسة استجوابه ورفضه المثول أمام البيطار. وتقدّم وكلاء الدّفاع عن أهالي الضحايا بطلب أمام محكمة التمييز لرد المحامي التمييزي القاضي صبوح سليمان لإصداره قراراً بوقف تنفيذ مذكرة التوقيف الغيابية بحق الوزير السابق يوسف فنيانوس في ملف المرفأ، معتبرين أنّ هذه الصلاحية تعود إلى المحقق العدلي طارق البيطار في هذا الملف. ورافق ذلك اعتصام للأهالي امام قصر العدل اطلق بعضهم خلاله مواقف محذرة من تفريغ الملف من الموقوفين وعده نوعا من الوقاحة، مؤكداً أن هذا الضغط لإخفاء الحقيقة لن ينفع ، كما ركز بعض اخر على أن الدولة تستخف بالأهالي وبالقضية وأن هذا ما سيدفهعم أكثر وأكثر نحو التصعيد.
التعبير عن هذه "الغضبة" لم ترق مجلس القضاء الأعلى الذي سارع الى اصدار بيان علق فيه على ما اعتبره "تعرضا لبعض القضاة، والتشهير بهم" وذلك بعدما شهر الاعلامي رياض طوق وثيقة عن تحويلات مالية الى خارج لبنان قام بها القاضي سليمان بعد انتفاضة 17 تشرين الاول 2019. وإذ شجب "هذه الممارسات التي ستعرض أصحابها ومرتكبيها للملاحقات القانونية"، أهاب بالجميع "ممارسة حرية التعبير ضمن الضوابط الدستورية والقانونية الواجبة التطبيق، من دون أي تجاوز يوجِب المساءلة، وذلك حفاظا على هيبة القضاء".
تحركات السفراء
اما في المشهد السياسي والديبلوماسي فبرزت عودة متجددة لتوافد موفدين غربيين الى بيروت بموازاة الاستعدادات لتحرك سفراء المجموعة الخماسية ولو ان مهمة هؤلاء الموفدين تمتزج فيها الازمة الرئاسية مع الواقع الميداني الخطير في جنوب لبنان، وإذ يزور بيروت منذ امس وزير خارجية اسبانيا مانويل الباريس الذي دعا الى مؤتمر دولي للسلام، علم ان نظيره الايطالي سيصل بدوره بعد أيام وبعده وزير الخارجية البريطاني. كما استمر تحرك بعض السفراء في بيروت اذ التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري السفير السعودي وليد بخاري ومن ثم السفير المصري علاء موسى وعلم انهما وضعا بري في ما سيقدم اعضاء المجموعة الخماسية على فعله حيال مساعدة اللبنانيين في انتخاب رئيس الجمهورية. وفهم انه من خلاصات جلستي السفيرين انه تم البحث في النقاط الاتية:
- لا صحة لوجود مشكلة بين اعضاء الخماسية بل يسعى كل الاعضاء الى هدف واحد وهو التوصل لانتخاب رئيس للجمهورية. وستتابع المجموعة عقد مشاوراتها في الايام المقبلة بغية تحديد موعد اجتماع شامل لمكوناتها سيكون في شباط المقبل مع ترجيح التئامه في شباط المقبل .ولم يتحدد بعد مستوى الممثلين للمجموعة او مكان الاجتماع في باريس او الرياض او القاهرة.
- بعد هذا الاجتماع الموسع للمجموعة سيحضر الموفد الفرنسي جان - ايف لودريان الى بيروت لينقل الى المسؤولين ورؤساء الكتل النيابية وكل النواب خلاصة ما توصلت اليه المجموعة حيال المواصفات المطلوبة والتي يجب ان تتوفر في شخص الرئيس المقبل ليتمكن من ادارة الدولة وتشكيل حكومة تنقذ البلد من الوضع الراهن غير المطمئن.
- لم يدخل السفيران بخاري وموسى في اي من الاسماء المطروحة وغير المطروحة. ولم يبد اي منهما طرح الدخول في خيار اسم ثالث او استبعاد اي مرشح.
وركز رئيس المجلس على ضرورة حصول حوار بين الكتل النيابية وان على "الخماسية" ان تتفهم ضرورة هذه المسألة.
تداعيات الجنوب
الى ذلك افادت معلومات بأن وفدا من حزب الله ضم مسؤول ملف العلاقة مع المراجع المسيحية محمد سعيد الخنسا ومصطفى الحج علي اجتمع مع مدير الإعلام في بكركي وليد غياض في منزل النائب فريد هيكل الخازن وشرح الوفد ما يحصل في الجنوب "والظروف في مواجهة "إسرائيل" والمعركة لحماية الجنوب في مواجهة كل النوايا الاسرائيلية التي يعبر عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه لبنان".
الحاكمية والجمعية
في سياق اخر وعشية جلسات مجلس النواب لمناقشة الموازنة وإقرارها، افادت معلومات "النهار" ان الاجتماع الذي عقده حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري مع جمعية المصارف بحث فيه موضوع التعميم 151، بشأن اعطاء 150 دولار شهرياً للمودعين. وقالت مصادر مطّلعة ان مصارف عدة توافقت مع منصوري على اهمية الخطوة، لكن عدداً منها يعتبر انه عاجز عن تنفيذ التعميم.
وبحسب المعلومات أنّ منصوري يصرّ على اصدار التعميم المُشار اليه، لكن صدوره سيكون بعد اقرار الموازنة في المجلس النيابي، وهو تعميم سيكون ملزماً للمصارف بموجب قانون النقد والتسليف.
من جهة ثانية، يرصد المعنيون ما سيقرره المجلس النيابي بشأن سعر دولار السحب، الذي يرفض منصوري تحديده، انطلاقاً من انه بمثابة "هيركات" على الودائع، وهو يحتاج الى قانون نيابي.
فهل يصدر قرار التحديد في جلسة الموازنة المقررة اليوم؟
يسعى نواب الى رمي كرة تحديد السعر في ملعب المركزي، تهرباً من المسؤولية، لكن الحاكم بالإنابة الذي كان ناشد النواب منذ استلامه اقرار سلة اصلاحات مالية لن يخالف القانون بإصداره اي تعميم لتحديد سعر دولار السحب، وهو ما تبلغته الحكومة والكتل النيابية منه.