لبنان
فضل الله من القرى الحدودية: تهديدات العدوّ لن تنفعه
أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أنّ المنطقة الحدودية بأهلها الصامدين فيها والنازحين منها، يعطون دروسًا في لبنان والمنطقة، في كيفية صناعة الحياة الحقيقية، لأنهم متشبثون بأرضهم، ومتمسكون بحياة العزة والكرامة والحرية، ويقدّمون أغلى الدماء، دماء أبنائهم، ويقدمون بيوتهم وأرزاقهم وأملاكهم من أجل قضية مقدّسة، ألا وهي قضية الدفاع عن بلدهم وعن هذا الوجود.
مواقف النائب فضل الله جاءت خلال جولة له على القرى الحدودية، حيث عاين بعض المناطق التي تعرضت للغارات المعادية، وتفقد مركز الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية الإسلامية، واطّلع على جهود عناصره، منوّهًا بتفانيهم في القيام بواجبهم الإنسانيّ، وزار عددًا من عوائل الشهداء، كما قدّم التعازي بشهيدي حركة أمل في حسينية بلدة السلطانية.
وقال النائب فضل الله: "أهل الجنوب خبِروا هذا العدوّ جيدًا منذ العام 1948، وكانوا دائمًا يتعرضون للعدوانية الإسرائيلية، ولكن بفضل المقاومة في هذا الزمن هم صامدون هنا، وكما يرى الجميع، رغم استمرار الاعتداءات في كلّ يوم هناك من هم صامدون هنا، وحتّى الذين نزحوا نتيجة تعرُض بيوتهم للأضرار أو للهدم، هم بقوا حول هذه القرى، أي أنّ عملية النزوح أغلبها ما بين قضاء بنت جبيل وقضاء صور، يعني انتقل الناس إلى مناطق أكثر أمنًا ولكن قرب هذه الأرض التي يدافعون عنها ويتمسكون بها".
وأضاف: "أهلنا يؤكدون اليوم من خلال صمودهم ومن خلال تضحياتهم وأيضًا من خلال انتصارهم للدم المظلوم في غزّة، أنهم أهل كرامة وعنفوان وأهل صبر وتحمّل، وأهل تضحية، وهذه صورة لها أبعادها الإنسانيّة والأخلاقية والوطنية الكبرى، ونحن ندعو من يرغب ليأتي إلى هذه المنطقة، ونؤمّن له الوصول إليها، ليسمع وليطّلع من الناس على حقيقة موقف أهل الجنوب، وموقف أهل الحدود، أهل الشهداء وأهل الثبات وأهل التعلّق بالأرض، أيّ حياة يعيشونها اليوم حتّى وهم في حالة نزوح، وكلّ نزوح فيه معاناة وفيه ألم، ولكن هم بحالة عنفوان وعزّة وشموخ وكرامة، وهم بحالة التمسّك أيضًا بهذا الخيار، خيار المقاومة".
وتابع: "نحن نقول أنّنا ندفع أثمانًا، ولكن الثمن الذي ندفعه هو في سبيل قضية محقّة، وقضيّة عدل، وحرّيّة، وحماية، ودفاع عن هذا البلد، ولذلك الحياة الحقيقيّة هنا، تتنفس هنا كرامة وعزة وصمود، وكلّ القيم الأخلاقيّة والإنسانيّّة من خلال أنفاس الشهداء، ومن خلال هذا الموقف الشعبي الرائع الذي يعبّر عنه أبناء المنطقة الحدوديّة في جنوب لبنان".
وشدّد النائب فضل الله على أنّ العدوّ الإسرائيلي هو عدو متوحش، له أطماع في بلدنا وعندما تحين له الفرصة ينقضّ على هذا البلد، ولكن الفرق مع وجود المقاومة أنه لا يجرؤ كما كان يفعل في الماضي، فاليوم الوضع مختلف تمامًا، فالتهجير ليس فقط في مناطق الحدود الجنوبيّة، ربّما لأوّل مرّة في تاريخ الصراع، الصرخة من شمال فلسطين المحتلّّة، حيث إن قادة العدوّ يُطلقون التهديدات لطمأنة المستوطنين، ولكن في لبنان هو يعرف أيّ مقاومة تنتظره، ولا نريد اليوم أن نطلق تهديدًا مقابل تهديد، ولا وعيدًا مقابل وعيد، فالميدان يتحدّث، والمعطيات على الأرض هي التي تحكم مسار هذه المواجهة، وكلّ تهديدات العدوّ الإسرائيلي لن تطمئن مستوطنيه، وإذا كان يهدف إخافة شعبنا، فهذا لن ينفعه، والشيء الوحيد الذي ينفع اليوم هو وقف العدوان على غزّة".
وقال: "كل هذه المواجهة هنا في لبنان وفي المنطقة مرتبطة بالدرجة الأولى بالعدوان الإسرائيلي على غزّة، وحتّى العدوان الأميركي على سورية والعراق، الذي أرادت منه الإدارة الأميركية أن تستعيد شيئًا من الهيبة ومن المعنويات، لن يعطيها هذا العدوان لا الهيبة ولا المعنويات ولن يوقف حركات المقاومة في المنطقة، فالذي تسبّب بكلّ هذا الصراع في المنطقة هو العدوان الصهيوني على غزّة، وإذا أرادت الإدارة الأميركية، أن توقف هذه المواجهات في المنطقة، ما عليها إلا أن تتّخذ قرارًا بوقف العدوان على غزّة، لأنّ توسعة العدوان لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة الأميركية ولا في مصلحة الكيان الصهيوني، وإيقاف كلّ ما يحصل، هو بيد الولايات المتحدة الأميركية، لأنّ إيقاف العدوان على غزّة بيدها".
وشدّد النائب فضل الله على أنّه لا الغارات ولا القصف ولا التهديد ولا الترهيب يمكن أن يغيّر في المعادلة القائمة اليوم، الذي يغيّر هو أمر وحيد يتعلّق بوقف العدوان، ولذلك موقفنا واضح، فعندما يتوقف العدوان على غزّة، وهذه الجبهة جبهة مساندة، تتوقف هذه الجبهة، وأمّا غير ذلك، فكلّ الرسائل وكلّ الطروحات التي تأتي من بعض الدول الغربية، لا مكان لها في لبنان، ولا نقاش في لبنان لا من قبل الحكومة اللبنانية ولا من قبل المقاومة، وقبل أن يتوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزّة، لن نتكلم بأي شيء الآن، ولن نطمئن أحدًا، ولن يطمئن العدوّ ولا المستوطنون، لأن هدف كلّ هذه الضغوط هي من أجل أن يعود المستوطنون إلى الشمال.