لبنان
حمدان: لمتابعة اتفاق الإطار.. وفد من حماس توجّه إلى القاهرة
أعلن القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، عن توجّه وفد من قياده الحركة برئاسة خليل الحيّة، إلى العاصمة المصرية القاهرة لمتابعه ما قدمته حماس من أفكار، ردًا على اتفاق الإطار الذي طرح بعد اجتماع باريس، مؤكدًا أنّ الحركة تعاملت مع المقترح بروح إيجابية.
كلام حمدان جاء خلال مؤتمر صحفي نظمته حركة حماس في العاصمة اللبنانية بيروت، الأربعاء 7 شباط/فبراير 2024، مواكبةً لتطورات العدوان الصهيوني المتواصل ضد قطاع غزة.
ولفت حمدان إلى أنّ "124 يومًا من العدوان الصهيوني النازي على شعبنا في غزَّة، في حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي لم يشهد لها العالم الحديث مثيلًا في وحشيتها وساديتها وبشاعتها، كشفت عجز المجتمع الدولي عن وقفها ومنع الاحتلال من الاستمرار فيها، وفضحت ازدواجية المعايير لدى تلك الدول التي تنادي بالعدالة والحريّة وحقوق الإنسان".
وأوضح حمدان أنّ "لليوم 124 على هذا العدوان النازي، يتفاقم الوضع الإنساني الكارثي، المتأزم أصلاً منذ بدء العدوان، بسبب استمرار القصف العشوائي وتدمير البنية التحتية والمجازر المروّعة وحالات القتل والإعدام الميداني، ومنع وصول المساعدات الإغاثية الكافية إلى كل مناطق قطاع غزَّة، خصوصاً في الشمال، على الرّغم من صدور قرار محكمة العدل الدولية".
وقال: "لا تزال الحاجة الماسة والعاجلة للغذاء والماء والدواء لكل سكان القطاع الذين يفتقدون لأبسط المواد الغذائية والدوائية، والجوع والعطش والمرض يفتك بهم يومياً، دون أن تتحرّك الدول والمؤسسات الأممية المعنية".
وحذّر القيادي في حماس من "خطورة إقدام الاحتلال الصهيوني على ارتكاب مجزرة دموية جديدة في مستشفى الأمل ومجمع ناصر الطبي، ونحمّل الإدارة الأميركية مسؤولية وتداعيات ذلك، بسبب دعمها لهذا الاحتلال النازي بالسلاح والمال، لاستمرار عدوانه الهمجي بحقّ المدنيين من أبناء شعبنا".
وأضاف "تابعنا باستنكار واستهجان بالغين، مواقف الدول المتحيّزة لأجندات الاحتلال العدوانية ضد أبناء شعبنا، في فرض عقوبات على وكالة الأونروا ووقف تمويلها، بحجج واهية وتهم غير مثبتة، بينما لم نسمع منها إدانة واضحة لجرائم وانتهاكات الاحتلال في قصف وتدمير مراكز الوكالة، واعتقال وقتل العشرات من العاملين فيها".
ولفت حمدان إلى "أننا نذكّر دولنا العربية والإسلامية، بقرارات القمة العربية والإسلامية في الرياض"، مجددًا الدعوة "للدول العربية والإسلامية بالتحرّك الجاد، ورفض كل الضغوط الأميركية وتحدّي الاحتلال الصهيوني، والعمل بشكل فوري لكسر الحصار عن قطاع غزّة، وإدخال المساعدات الإغاثية والطبية لكامل القطاع، دعمًا لصمود شعبنا ونضاله المشروع".
وأوضح أنّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته، "يسعون بشتى الطرق، إلى مواصلة تضليل الرَّأي العام الصهيوني، وإطالة أمد العدوان، رغم ما يتلقاه جيشهم المهزوم من خسائر في الأرواح والمعدات، ويواصلون الهروب من استحقاقات مرحلة ما بعد العدوان، وإرجاء مواجهة لجان التحقيق حول الفشل المدوّي في السابع من تشرين الأول".
وذكر حمدان أنّ "الحركة قامت بتسليم ردها حول اتفاق الإطار للإخوة في قطر ومصر، وذلك بعد إنجاز التشاور القيادي في الحركة، ومع فصائل المقاومة الفلسطينية، فقدّمت الحركة ملاحظاتها بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان الهمجي على المدنيين العزّل من أطفال ونساء وشيوخ، وإدخال المساعدات والمواد الإغاثية، وتأمين الإيواء للنازحين، وضمان الإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى".
وأكّد أنّ الحركة تعاملت مع المقترح بـ"روح إيجابية، وذلك رغم ردود الفعل الصهيونية التي حاولت القفز عن أبسط حقوق شعبنا في هذا الإطار، فمنذ اليوم الأول للإعلان عن هذه الورقة؛ تواترت التصريحات الصهيونية التي تؤكّد استمرار العدوان على قطاع غزَّة، كما جاء على لسان الإرهابي نتنياهو الذي تحدّث عن رفضه سحب جيشه من غزَّة، أو الإفراج عن أسرانا في السجون".
وأضاف أسامة حمدان: "في إطار متابعة ما قدمناه من أفكار وفي إطار حرصنا على تحقيق أفضل النتائج بما يخدم مصالح شعبنا ويوقف معاناته ويخفف آلامه، من خلال وقف العدوان على شعبنا ومن خلال تحقيق إغاثة كاملة ورفع للحصار وإطلاق للإعمار؛ فإننا نؤكد أنّ وفدًا من قياده الحركة برئاسة خليل الحية، سيتجه إلى القاهرة لمتابعه هذا الأمر".
وأوضح أنّ "وزراء من حكومة الاحتلال أكدوا مجددًا على مواقفهم الفاشية، ودعواتهم إلى العمل على تهجير شعبنا الفلسطيني في القطاع، في مسعى لتعطيل أيّ مسار يُفضي إلى وقف العدوان عن المدنيين في قطاع غزَّة"، داعيًا الإدارة الأميركية، "التي ما زالت تقدّم كل سبل الدعم العسكري والسياسي لكيان الاحتلال الإرهابي، وتوفّر الغطاء لحرب الإبادة التي يشنها على شعبنا الفلسطيني في غزة؛ إلى الكف عن هذه السياسة الإجرامية، والتي تقود المنطقة إلى الاشتعال".
ولفت إلى أنّ "عنوان الاستقرار في المنطقة أن تسعى الإدارة الأميركية إلى وقف العدوان على قطاع غزة، ورفع الظلم عن شعبنا الفلسطيني، والاعتراف بحقوقه كافة، وتمكينه من تقرير مصيره وبناء دولته وعاصمتها القدس".
ودعا الشعب الفلسطيني إلى "عدم الاستجابة لكل أشكال الكذب والتضليل التي يمارسها الاحتلال الصهيوني وعدم التأثر بما قد ينشره من دعايات تهدف للتأثير على معنوياته، وإننا نؤكد أن المصدر الوحيد للمعلومة سيظل المقاومة التي صدقت شعبها على مدى أكثر من 120 يومًا من المواجهة مع الاحتلال".
كما دعا القيادي في حماس المجاهدين "من كل فصائل المقاومة من كتائب القسام وسرايا القدس وكل القوى المقاومة إلى الاستمرار في المواجهة والتزام الحيطة والحذر؛ والحذر بشكل خاص من غدر هذا الاحتلال في ربع الساعة الأخيرة من هذه المواجهة لا سيما ونحن نسعى لإنهاء هذا العدوان بالصورة التي تليق بتضحيات الشعب والمقاومة".
إلى ذلك، لفت أسامة حمدان إلى أنّ "الناطق باسم جيش الاحتلال لا يزال يواصل نشر أكاذيبه ودعايته السوداء ضد شعبنا ومقاومتنا، وكان آخرها؛ ادّعاء عثوره على وثائق ومبالغ مالية لحركة حماس مستلمة من إيران. رغم أنَّ كل ما أورده مسرحية مفبركة، ودعاية سوداء تثير السخرية وتكشف حجم حمقه وغبائه، فهو يعلن عن اكتشافه لخيط رفيع حول العلاقة بين المقاومة وبين إيران وكأنَّه اكتشف العجلة"، موضحًا أنّ "الجميع يعرف أنَّ المقاومة الفلسطينية لها علاقات واضحة مع الجمهورية الإسلامية في إيران قائمة على أساس دعم الجمهورية للمقاومة في فلسطين ودعمها لصمود الشعب الفلسطيني. وهو دعم مقدّر ومشكور".
وأدان "بشدّة كل خطوات التطبيع مع الاحتلال الصهيوني المجرم القاتل للأطفال والنساء"، مستنكرًا "إعلان رئيس الأرجنتين خافيير ميلي عزمه نقل سفارة بلاده لدى الكيان الصهيوني النازي إلى القدس المحتلة".
إلى ذلك، اعتبر القيادي في حماس أنّ "مواصلة قصف اليمن ولبنان والعراق وسورية يعد اعتداءً سافرًا على سيادة الدول الشقيقية وتهديدًا مباشرًا للأمن في المنطقة، ونجدّد تأكيدنا أنَّ عنوان الهدوء والاستقرار في المنطقة، هو وقف العدوان الصهيوني على شعبنا بشكل مباشر وفوري، وإنهاء الاحتلال الفاشي عن أرضنا ومقدساتنا".