معركة أولي البأس

لبنان

المقاومة تواصل عملياتها البطولية في الجنوب.. وتحريض على الجيش في الكونغرس
08/02/2024

المقاومة تواصل عملياتها البطولية في الجنوب.. وتحريض على الجيش في الكونغرس

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على العمليات البطولية والنوعية لمجاهدي المقاومة الإسلامية ضدّ مواقع وتجمّعات العدوّ الصهيوني في شمال فلسطين المحتلّة دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزّة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة، فاستهدفوا موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة و‏تجمعًا لجنود العدوّ الإسرائيلي في محيطه، واستهدفوا عصرًا التجهيزات الفنية في موقع راميا بالأسلحة المناسبة، كما استهدفوا مساءً قاعدة خربة ماعر بصاروخ "فلق 1"، وحقق مجاهدو المقاومة في عملياتهم هذه إصابات مباشرة ومؤكدة.

كما لفتت الصحف إلى أن "القلق الإسرائيلي يكمن في الوضع على الحدود الشمالية في اليوم التالي للحرب في غزّة، لأنه حتّى لو نجحت مفاوضات باريس وتم وقف إطلاق النار في غزّة، فإنه لا ضمانات بأن يعود الوضع الحدودي إلى ما كان عليه قبل 8 تشرين الأول، ويبقى حزب الله في مواقعه الحالية المتقدمة وصواريخه وسلاحه الثقيل قريبًا من الحدود، وبالتالي تكريس قواعد الاشتباك التي فرضها الحزب على "إسرائيل" خلال الحرب منذ 8 تشرين، وهذه معادلة لا يمكن لـ"إسرائيل" أن تقبل بها خاصة في شمال "إسرائيل" الذي يعتبر أهم المناطق تاريخيًا واجتماعيًا واقتصاديًا ومناخيًا وجغرافيًا واستراتيجيًا".

"الأخبار"| غزّة تُلغي زيارة شكري وعبد اللهيان في بيروت نهاية الأسبوع: تحريض على الجيش في الكونغرس

بداية مع صحيفة "الأخبار" التي قالت: "نقلت شخصيات لبنانية زارت الولايات المتحدة أخيرًا أن أعضاء في الكونغرس يشنّون حملة على الجيش اللبناني، مطالبين بوقف تمويله لعدم اتّخاذه أي إجراءات ضدّ حزب الله. ويقول هؤلاء إن موقف المؤسسة العسكرية والحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية يتماهى تمامًا مع موقف الحزب. إلا أن المصادر نفسها نقلت عن مسؤولين أميركيين أن "هذا أمر غير ممكن لأن هناك حاجة ماسة إلى الجيش الذي سيكون له دور في الجنوب في المرحلة المقبلة".

إلى ذلك، علمت "الأخبار" أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان سيزور بيروت نهاية هذا الأسبوع، في ما أُلغيت الزيارة التي كانت مقرّرة أمس لوزير الخارجية المصري سامح شكري. وقالت مصادر متابعة إن الزيارة أُرجئت، مرجّحة أن يكون "التأجيل مرتبطًا بوصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القاهرة للبحث في صفقة الأسرى في غزّة". وأضافت أن "البحث في شأن لبنان سيُجمّد لفترة لأن التركيز حاليًّا هو على ملف غزّة"، فضلًا عن أن "النقاش بشأن الجبهة الجنوبية لم ينضج بعد". 

وفي هذا الإطار، أكّدت مصادر مطّلعة أن "لا جديد في ما خصّ الجبهة الجنوبية، وما رُوّج عن اقتراحات للمبعوث الأميركي عاموس هوكشتين كانَ مبالغًا فيه". وأضافت أن "عدم زيارة هوكشتين لبيروت بعد "تل أبيب" ليس مرتبطًا بفشل محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين، إذ إن أحدًا لم يُبلغ بأنه سيزور لبنان ولم تُطلب له أي مواعيد". وأشارت إلى أن "الأميركيين اقتنعوا أخيرًا بأن أي اقتراح سيتقدّم به هوكشتين لن يكون واقعيًا قبل حسم الوضع في غزّة، خصوصًا أن حزب الله يرفض أي بحث قبل وقف العدوان"، مشيرة إلى أن "التهويل الإسرائيلي غير واقعي لأن ما لم تسمح به الولايات المتحدة في عزّ الأزمة خشية أن يقود إلى حرب شاملة، لن تسمح به في ظلّ  الضغوط التي تمارسها على كلّ الأطراف للتوصل إلى اتفاق تهدئة في غزّة". ورجّحت المصادر أن تنعكس التهدئة في غزّة هدوءًا في جنوب لبنان، "غير أن مسار المفاوضات سيكون مختلفًا وقد يأخذ وقتًا طويلًا"، إذ إن ما يواجهه الإسرائيليون من أزمة نزوح المستوطنين في الشمال لم يشهدوا له مثيلًا في مستوطنات غلاف غزّة، ما يشكّل أزمة للمستوييْن السياسي والعسكري.

وفي هذا السياق، أظهرت دراسة نشرها موقع "تايمز أوف إسرائيل" أن ربع الإسرائيليين يعانون من شعور بالهلع والعجز وفقدان الثقة بجيشهم وحكومتهم بشكل عام، في ما أشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن مستوطني الشمال ليس لديهم أُفق للعودة إلى المستوطنات في ظلّ  إخفاق حكومة بنيامين نتنياهو في طمأنة مخاوفهم، لا عبر الجهود الدبلوماسية ولا من خلال الجهود العسكرية التي فشلت في تحقيق أهدافها عند الحدود مع لبنان وفي قطاع غزّة على السواء.

ونقلت وسائل إعلام عبرية عن العقيد في الاحتياط في جيش العدوّ كوبي ماروم، أن الأشهر الأربعة من حرب الاستنزاف فشلت في تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثّل في القضاء على حزب الله في الشمال.

في غضون ذلك، واصل حزب الله ضرب المواقع والتجهيزات الإسرائيلية على طول الحدود مع فلسطين المحتلّة. واستهدف مقاتلوه أمس موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة و‏تجمّعًا لجنود العدوّ في محيطه ‏بالأسلحة الصاروخية وحقّقوا فيهما إصابات مباشرة.‏ ‏كما استهدفوا التجهيزات الفنية في موقع راميا، وقاعدة خربة ماعر بصاروخ "فلق 1"، وتجمعًا لجنود العدوّ في محيط موقع المرج. ونعى حزب الله المقاومَين محمد جعفر عسيلي (أنصار - الجنوب) وحسين محمد شمص (اللبوة - البقاع). كما استشهد مواطن وأصيب اثنان جرّاء غارة على منزل في بلدة الخيام. 

وشنّ الطيران الحربي المعادي 8 غارات بالصواريخ على دفعتين، استهدفت أنحاء متفرقة من المدينة. واستهدفت الطائرات المُسيّرة المعادية فجرًا مبنى مضخات مياه الوزاني بصاروخ، ما أدّى إلى تضرر الشبكة. كما خرق الطيران المعادي جدار الصوت على علو منخفض وألقى بالونات حرارية في أجواء الجنوب. في ما قصفت مدفعية العدوّ أطراف بلدة طير حرفا وحرج يارون وتلة هرمون جنوب غرب البلدة، وأطراف بلدات راميا وبيت ليف وعيتا الشعب وحولا ومركبا. وأطلق زورق معادٍ قنبلتين صوتيتين وقنابل مضيئة في أجواء الرقعة البحرية التابعة لفلسطين المحتلّة مقابل الطفاف رقم 4 المقابل لرأس الناقورة.

"البناء": ارتفاع وتيرة العدوان الإسرائيلي على القرى الحدودية

من جهتها لفتت صحيفة "البناء" إلى الجبهة الجنوبية التي شهدت مزيدًا من التصعيد في ظلّ ارتفاع وتيرة العدوان الإسرائيلي على القرى الحدودية، الذي أسفر عن استشهاد أحد المواطنين وجرح اثنين آخرين جراء غارة شنتها طائرة مسيّرة إسرائيلية على أحد المنازل المستهدفة سابقًا في مدينة الخيام.

ووضع خبراء عسكريون التصعيد الإسرائيلي في إطار الضغط على لبنان لمواكبة الضغوط الدبلوماسية وتحذيرات السفراء بحرب إسرائيلية واسعة وشيكة على الجنوب إذا لم يلتزم حزب الله بما تطلبه "إسرائيل" لجهة انسحاب قوات الرضوان عن الحدود باتّجاه شمال الليطاني مسافة 7 كلم بالحد الأدنى"، إلا أن الخبراء استبعدوا لجوء "إسرائيل" إلى مستوى من العدوان يؤدي إلى ردة فعل كبيرة من حزب الله يفتح الباب على ردّات فعل مقابلة تؤدي إلى حرب واسعة، لا سيما أن جيش الاحتلال بخلاف ما يهدّد به الإسرائيليون لم يعد مؤهّلًا لخوض حرب جديدة مع حزب الله على الجبهة الشمالية. لكن الخبراء يشيرون لـ"البناء" إلى أن حكومة الحرب قد تتّجه إلى تصعيد إضافي تدريجي لتحسين الموقع التفاوضيّ للمفاوض الأميركي المكلف بالتوسط بين لبنان و"إسرائيل"، ورفع معنويات "الجيش الإسرائيلي" وإرسال رسائل تطمين للمستوطنين والتخفيف من الضغط المتأتي من المستوطنين المهجرين على الحكومة الإسرائيلية".

ولفتت أوساط دبلوماسية لـ"البناء" إلى الجهود الدبلوماسية باتّجاه بيروت و"تل أبيب" تتركز على نقطتين أساسيتين: الأولى الاستمرار بالحفاظ على الوضع الحالي على الحدود وتخفيفه إن أمكن لتجنب الانزلاق إلى حرب واسعة بين "إسرائيل" وحزب الله في المرحلة الحالية، ريثما تثمر مفاوضات باريس عن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والنقطة الثانية التوصل إلى اتفاق على ترتيبات أمنية وعسكرية على الحدود بين لبنان و"إسرائيل" يكون جاهزًا للتطبيق فور انتهاء الحرب في غزّة، وبالتالي على الجبهة الجنوبية، ويضمن بطبيعة الحال الاستقرار على الحدود بمعزل عن أي تطوّر للأوضاع في غزّة، ويضمن أيضًا انسحاب حزب الله من الحدود القريبة للمستوطنات الإسرائيلية لكي يسمح لحكومة "إسرائيل" إقناع المستوطنين بالعودة وعدم تكرار ما حصل في 8 تشرين الأول الماضي". ولفتت الأوساط إلى أن "القلق الإسرائيلي يكمن في الوضع على الحدود الشمالية في اليوم التالي للحرب في غزّة، لأنه حتّى لو نجحت مفاوضات باريس وتم وقف إطلاق النار في غزّة، فإنه لا ضمانات بأن يعود الوضع الحدودي إلى ما كان عليه قبل 8 تشرين الأول، ويبقى حزب الله في مواقعه الحالية المتقدمة وصواريخه وسلاحه الثقيل قريبًا من الحدود، وبالتالي تكريس قواعد الاشتباك التي فرضها الحزب على "إسرائيل" خلال الحرب منذ 8 تشرين، وهذه معادلة لا يمكن لـ"إسرائيل" أن تقبل بها خاصة في شمال "إسرائيل" الذي يعتبر أهم المناطق تاريخيًا واجتماعيًا واقتصاديًا ومناخيًا وجغرافيًا واستراتيجيًا".

وعُلِم أن كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الأمن والطاقة أموس هوكشتاين عدل عن زيارة بيروت. ووفق مصادر "البناء" فإن هوكشتاين سيبحث مع إدارته الرؤية الإسرائيلية لإنهاء الحرب مع لبنان، وينتظر نتائج المفاوضات في غزّة وقد يعود إلى لبنان في المرحلة المقبلة لمتابعة الجهود لضبط الحدود ومنع الانزلاق إلى الحرب. وربما قد يكون الرد الإسرائيلي والموقف الرسمي اللبناني عقد المفاوضات، لا سيما أن الموفدين الأوروبيين الذين زاروا لبنان سمعوا بشكل واضح موقفًا رسميًا موحّدًا بأنه لا يمكن تطبيق القرار 1701 من جانب واحد من دون تطبيقه من جانب "إسرائيل" وانسحابها من كامل الأراضي المحتلّة، وهذا يتطلب مفاوضات طويلة وقد تأخذ أشهرًا عدة، وبالتالي لا يمكن إلزام لبنان بتطبيق ما تريده "إسرائيل" خدمة لمصالحها الآنية لا سيما فصل الجبهة الجنوبية عن جبهة غزّة من دون ضمانات واضحة تضمن حقوق لبنان وأمنه وسيادته.

وفي ما كانت بيروت تترقب وصول وزير الخارجية المصرية سامح شكري، أول وزير خارجية عربي يزورها بعد عملية طوفان الأقصى والعضو في الدول العاملة على خط التسوية الكبرى في المنطقة، تم إرجاء الزيارة إلى موعد يحدد لاحقًا، وقالت مصادر إعلامية إن الإرجاء جاء لاعتبارات مصرية خاصة.

ميدانيًا، واصل مجاهدو المقاومة عملياتهم البطولية والنوعية ضدّ مواقع وتجمّعات العدوّ الصهيوني في شمال فلسطين المحتلّة دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزّة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة، فاستهدفوا موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة و‏تجمعًا لجنود العدوّ الإسرائيلي في محيطه، واستهدفوا عصرًا التجهيزات الفنية في موقع راميا بالأسلحة المناسبة، كما استهدفوا مساءً قاعدة خربة ماعر بصاروخ "فلق 1"، وحقق مجاهدو المقاومة في عملياتهم هذه إصابات مباشرة ومؤكدة.

في المقابل شنت مسيرة إسرائيلية بعد الظهر غارة على الخيام قرب المسلخ أدّى إلى سقوط شهيد مدني وجريحين. كما استهدفت الطائرات المسيرة مبنى مضخات مياه الوزاني، بصاروخ، ما أدى إلى ضرر كبير في الشبكة. وشنّ الطيران الحربي غارة استهدفت بلدة مروحين. وحلق الطيران الحربي المعادي فوق القليعة وبرج الملوك مطلقًا القنابل الحرارية. كما شنّ غارات وهمية خارقًا جدار الصوت في أجواء منطقة صور. كما سمعت أصوات انفجارات في مدينة النبطية ومحيطها تبين أنها ناجمة عن خرق الطائرات الحربية الإسرائيلية لجدار الصوت.

في المواقف حذّر المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الشهري، من المحاولات دوليًا ومحليًا لتمرير ترسيم مشبوه للحدود بين لبنان و"إسرائيل" خالٍ من أي ضمانات دولية واضحة، مؤكدين ان التفاوض في هذا الشأن يبقى من اختصاص رئيس الجمهورية. كما شجبوا التعرّض لبكركي وطالبوا بتعزيز الأجواء السياسية والديبلوماسية لتنفيذ القرار الدولي 1701.

وأكد الآباء "أن الفراغ المُتمادي والمُتفاقِم في الدولة يأتي نتيجةً للفراغ في رئاسة الجمهورية. وإذ يتابعون تحرُّك اللجنة الخماسية مجددًا على خط تحقيق الاستحقاق الرئاسي، يأملون بخاتمة إيجابية وسريعة له، تحدّ من معاناة لبنان واللبنانيين. وهذا لا يعفي السادة النوّاب من واجبهم الدستوريّ في الإسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة".

بدوره، سأل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة الإسراء والمعراج "لماذا تخلو المناصب من شاغليها، وترتكب مئات الحيل القانونية وغير القانونية لإبقائها خالية أو شغلها المؤقت؟ لا أعرف بلدًا في العالم يتعذر فيه انتخاب رئيس للجمهورية، وكيف تقوم دولة من دون رئيس وحكومة عاملة؟ والسبب أن هذا الفريق أو ذاك، لا يقبل غير مرشحه، مع أن العنوان هو الانتخاب أو الاقتراع، وليفز من يفوز. كلّ هذه الأمور بديهيات إلا في لبنان المصاب بسياسييه ونخبه المتنطحة للتسلط بأي ثمن، فلا بد من إيجاد حل لانتخاب رئيس لوطننا، فانتخاب رئيس لجمهوريتنا هو مفتاح الحل لكل قضايانا، وعجبًا لساستنا عندما يتفقون حول قضية معينة، يجدون الحلول، وحينما يختلفون، لا حلول، وفي مقدمتها انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة فاعلة رئيسًا وأعضاء، وينتظرون المساعدة من الخارج، ومشكورة اللجنة الخماسية الباحثة لنا عن رئيس أو مواصفات للرئيس، في غياب الإرادة السياسية والوطنية لانتخاب رئيس جامع وحكومة فاعلة".

ودعا المجلس السياسي في "التيار الوطني الحر" بعد اجتماعه برئاسة النائب جبران باسيل "جميع القوى للنظر إلى الاستحقاق الرئاسي على أنه استحقاق لبناني داخلي فلا يجب أن ينتظروا لا معادلات المنطقة ولا الخارج لحلّ شأن سيادي، لأن ما يحصن الداخل اللبناني لمواجهة تحدّيات الخارج هو إعادة تكوين السلطة بمشاركة وتوافق المكوّنات اللبنانية كافة". وجدّد التيار "الدعوة إلى حوارات بين اللبنانيين ينتج عنها التوافق على انتخاب رئيس مؤهل بمواصفاته لقيادة المرحلة المقبلة وفق برنامج إصلاحي يتفق عليه مع حكومة إصلاحية تتعاون مع المجلس النيابي لإقرار التشريعات الإصلاحيّة". ودعا في بيان "اللبنانيين إلى مزيد من الحكمة لتفويت الفرصة على نتنياهو للقيام بأي حماقة تجاه لبنان".

على صعيد آخر، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة لقاءات وزارية تمّ خلالها عرض أوضاع الوزارات وشؤونها، والتحضيرات لجلسة مجلس الوزراء. وفي هذا الإطار، اجتمع رئيس الحكومة مع كلّ من وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، وزير الاتّصالات جورج القرم ووزير الإعلام زياد مكاري، كما اجتمع مع وزير العمل مصطفى بيرم في حضور مستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية وجرى عرض لموضوع الزيادات على رواتب القطاع العام.

وأشار "المرصد الأوروبي للنزاهة في لبنان"، إلى أنّ "عودة ملف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة من البوابة الألمانية أساسيّ"، معتبرًا أنّ "الكلام عن عدم القدرة على دفع أتعاب مكتب المحاماة في ألمانيا هو ما يؤخّر ادّعاء القضاء اللبناني على سلامة معيب، وتوضع حوله عدّة علامات استفهام إلى حد اعتبار أنّ الجميع شركاء في دفن هذا الملف".

وتساءل المرصد الأوروبي: "ما هي الإجراءات التي اتّخذها القضاء اللبناني في ملف سلامة؟ الرجل يسرح ويمرح على هواه، حضر جنازة شقيقه وهو مطلوب للعدالة ولم يرفّ له جفن ولم يتحرّك لا القضاء ولا القوى الأمنية لتوقيفه، فماذا نسمي هذا؟!".

"النهار": بكركي تسقط شرعية التفاوض عن "ترسيم مشبوه"

بدورها كتبت صحيفة "النهار": "لم يكن خافيًا ان القوى السياسية في لبنان ترقبت بانشداد حذر للغاية تطوّرات مشروع التسوية الموقتة بين "إسرائيل" وحركة حماس لوقف الحرب في غزّة، نظرا إلى إدراك عام بان مفاعيل هذا التطور، سواء ولدت التسوية أم فشلت ولم تقلع، ستنعكس مباشرة على الواقع الميداني السائد على الجبهة الحدودية الجنوبية بين لبنان و"إسرائيل"، كما أيضًا وبمفعول اقوى على التحركات والاستعدادات الديبلوماسية الدولية لاحلال تسوية تنهي المواجهات الميدانية جنوبًا وتطلق المفاوضات الخاصة بترسيم الحدود الجنوبية. وفي انتظار بلورة الاتّجاهات الحاسمة لمآل مشروع التسوية الموقتة، أي الهدنة في غزّة، قللت مصادر مطلعة على مجريات الزيارات والتحركات الديبلوماسية المتلاحقة في شأن الوضع المتفجر على الحدود الجنوبية مع "إسرائيل" من أهمية الترويج لتسوية أميركية – أوروبية على غرار التفاهمات التي أعقبت عملية “عناقيد الغضب” الإسرائيلية في جنوب لبنان عام 1996 واعتبرتها بمثابة بالون اختبار وجس نبض اطروحات يصعب التعامل معها بجدية قبل التيقن من مصدر طرحها، علما ان ما روج في شأنها نسب إلى مسؤولين إسرائيليين. وأكدت المصادر ان قناة التفاوض الجدية في شأن الوضع في الجنوب لم تفتح بعد ويستبعد تمامًا ان تفتح قبل جلاء مصير مشروع التسوية في غزّة ومن ثمّ إعادة تحرك الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين نحو لبنان باعتبار ان الجميع يدركون انه لو حان وقت انطلاق المفاوضات الجدية غير المباشرة بين لبنان (بشقيه الرسمي وحزب الله) و"إسرائيل" برعاية ووساطة الولايات المتحدة لكان هوكشتاين زار بيروت عقب زيارته الأخيرة ل"إسرائيل".

ويمكن ادراج كلام وزير الخارجية عبد الله بوحبيب امس بعد لقائه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا في إطار إعادة تصويب الموقف الحكومي من مجريات التطورات في الجنوب إذ قال: “لا صحة للأخبار المفبركة والمجتزأة المنسوبة الي بأن الجيش غير قادر على التواجد على الحدود. قلتها في الأمم المتحدة في نيويورك اخيرا ونكرّر نريد سلة متكاملة لتطبيق القرار 1701 تضمن الاستقرار والأمن المستدام في الجنوب وانسحاب "إسرائيل" من المناطق المحتلّة كافة وعلى رأسها مزارع شبعا، وتعزيز قدرات الجيش وعديده مطلب أساسي لنا في مقاربة لبنان لتثبيت الأمن على الحدود ضمن هذه السلة الشاملة”.

وفي الوقت الذي كانت بيروت تترقب فيه امس وصول وزير الخارجية المصري سامح شكري كاول وزير خارجية عربي يزورها بعد عملية “طوفان الأقصى” والعضو في الدول العاملة على خط التسوية الكبرى في المنطقة، تم ارجاء الزيارة إلى موعد لاحق. وعلم ان شكري كان يعتزم المجيء إلى بيروت لكن الزيارة تأجلت ولم تلغَ بسبب ارتباطات طارئة استجدت على الوزير واستدعت التأجيل كما كشف السفير المصري في بيروت علاء موسى لـ”النهار”. وبالتالي فإن الزيارة قد تتم وانما في مرحلة لاحقة. ولا يستبعد ان يكون لذلك ارتباط بتطور التفاوض حول اتفاقية الاطار بين "إسرائيل" وحركة حماس التي تشارك القاهرة إلى جانب الدوحة في الوساطة في شأنها.

غارات على المدنيين

ميدانيًا، شنّت مسيرة إسرائيلية بعد الظهر غارة على الخيام قرب المسلخ حيث افيد عن سقوط مواطن مدني هو محمد عواضه وجريحين هما حسين أبو عباس وأحمد عباس شحرور. اتبعها بأربع غارات متعاقبة على الخيام. وبعد الغارتين اللتين شنتهما الطائرات الإسرائيلية منتصف الليل على بلدتي حولا وبني حيان، استهدفت الطائرات المسيرة فجرًا مبنى مضخات مياه الوزاني، بصاروخ، ما أدى إلى ضرر كبير في الشبكة. وشن الطيران الحربي غارة استهدفت بلدة مروحين وحلق فوق القليعة وبرج الملوك مطلقًا القنابل الحرارية. كما شن غارات وهمية خارقا جدار الصوت في اجواء منطقة صور. كما سمعت أصوات انفجارات في مدينة النبطية ومحيطها تبين انها ناجمة عن خرق الطائرات الحربية الإسرائيلية لجدار الصوت.

في المقابل، اعلن حزب الله‏ انه استهدف موقع زبدين في مزارع شبعا و‏تجمعًا للجنود الإسرائيليين في محيطه ‏ثم استهدف التجهيزات الفنية في موقع راميا، وكذلك قاعدة خربة ماعر. ونعى الحزب المجاهدين محمد جعفر عسيلي وحسين محمد شمص. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان انهما ارتقيا في غارة على حمص اول من امس.

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل