معركة أولي البأس

لبنان

انتهاكات أمنية أجنبية في لبنان.. وجبهة الجنوب تنتظر هدنة غزة
02/03/2024

انتهاكات أمنية أجنبية في لبنان.. وجبهة الجنوب تنتظر هدنة غزة

اهتمت الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم بالتطورات على الجبهة الجنوبية المساندة لجبهة غزة والتي شهدت كما كل يوم عمليات للمقاومة ضد مواقع العدو على الحدود، واعتداءات صهيونية على أكثر من منطقة جنوبية.
داخليًا، حطّ سفراء "اللجنة الخماسية العربية الدولية" في السراي الحكومي أمس، واجتمعوا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، دون تحقيق أي خرق في ملف رئاسة الجمهورية، إذ إن هذه الطبخة لم تنضج بعد بانتظار جلاء صورة الظروف الداخلية والإقليمية والدولية، وما سينتج عن مجريات المعركة في غزة.
كما أضاءت الصحف على الانتهاكات الأمنية الأجنبية في لبنان، والتي كان آخرها دخول آلية لقوات الطوارئ الدولية إلى منطقة حي السلم وتوقيفها من قبل الأهالي هناك، إضافة إلى توقيف دبلوماسي إسباني كان يصوّر الضاحية الجنوبية لبيروت.


"الأخبار": مسلسل الانتهاكات الأمنية الأجنبية مستمرّ: توقيف دبلوماسي إسباني «يصوّر» الضاحية

تتواصل الحرب الأمنية بين المقاومة في لبنان والعدو الإسرائيلي في مسار تصاعدي. وبعد اندلاع الحرب إثر عملية «طوفان الأقصى» ودخول ساحة الجنوب جبهةً مساندة ضد حرب الإبادة والتهجير في غزة، زاد النشاط الأمني الغربي في لبنان بالتزامن مع ارتفاع منسوب الضغط الدبلوماسي من قبل الغرب الحليف للعدو.لكن، تبقى الأعمال الأمنية أداة مركزية في عمل جيش الاحتلال، وتظهر المواجهات القائمة الآن على جبهة الجنوب، أن للاستخبارات البشرية والتقنية دورها المركزي، خصوصاً من جانب قوات الاحتلال، التي تلاحق قيادات المقاومة وكوادرها بقصد اغتيالهم. لكنّ، الذي ظهر في الآونة الأخيرة، هو أن الساحة اللبنانية باتت مستباحة أكثر، من قِبل العديد من أجهزة الاستخبارات العربية والغربية والدولية التي تساند العدو الإسرائيلي، وتسعى هذه الأجهزة من خلال عملاء يحملون جنسيات الدول نفسها، إلى جانب متعاونين من لبنانيين وغير لبنانيين مقيمين في لبنان، إلى جمع البيانات للحصول على أسماء وصور تساعد إسرائيل في تحديد بنك أهدافها.

وبعدما تبيّن أن مجموعة أمنية – عسكرية تابعة للجيش الهولندي، قد أُوقفت في منطقة بئر العبد، علمت «الأخبار» أن حادثة أخرى حصلت قبل أيام، حيث ألقى جهاز أمن المقاومة القبض على شخص أجنبي في منطقة الكفاءات في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، وهو يقوم بعمليات تصوير بواسطة هاتفه في أحد الشوارع. ليصار في وقت لاحق إلى تسليمه لأحد الأجهزة الأمنية الرسمية.
وقالت مصادر أمنية لـ«الأخبار» إن «الرجل هو إسباني الجنسية، وادّعى خلال التحقيق معه أنه أضلّ الطريق ودخل المنطقة عن طريق الخطأ، فاضطر لاستخدام هاتفه الخلوي لتصوير عدة لقطات من الشارع المتواجد فيه، بقصد إرسالها إلى أصدقاء له في السفارة الإسبانية في بيروت لإرسال سيارة تقلّه من المكان». لكنّ التدقيق في موجودات الرجل أظهر أن «الهاتف يحتوي على برنامج متطور يمنع الوصول إلى الداتا»!

وكالعادة، ومباشرة بعد انتشار الخبر على مستوى ضيق، بدأت الاتصالات والتدخلات على أعلى مستوى لإطلاق سراحه، خصوصاً من قبل السفارة في بيروت التي انتزعت قراراً قضائياً وأمنياً وسياسياً بالإفراج عنه، وتسلّم الموقوف في اليوم نفسه، ليتبيّن في ما بعد أن «لدى الرجل جواز سفر دبلوماسياً».
أتت هذه الحادثة قبلَ أيام من الإشكال الذي وقع أول من أمس بين مواطنين وعناصر من اليونيفل دخلوا بآليتهم إلى الضاحية الجنوبية، وتحديداً إلى منطقة حي السلم - حي البركات. وهي حادثة تتكرر بين الفينة والأخرى، بسبب أخطاء أو بسبب خطوات مقصودة تقوم بها بعض وحدات قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب.

وكانت المعلومات قد أفادت بأن سيارة تابعة لليونيفل كان في داخلها عدد من الجنود من القوة الماليزية، دخلت إلى الضاحية من طريق المطار خلال توجّهها من الجنوب إلى بيروت، ما دفع بأهالي المنطقة إلى اعتراض طريقها وتوقيفها، ومصادرة أجهزة وكاميرات كانت في حوزتها، قبل تسليم الجنود لجهاز أمن المقاومة، الذي تثبّت من هوياتهم وقام بتسليمهم لاستخبارات الجيش اللبناني التي عادت وأطلقت سراحهم.

على إثر الحادثة، أعلنت نائب مدير مكتب اليونيفل الإعلامي كانديس أرديل أن «آلية تابعة لبعثة حفظ السلام كانت في رحلة لوجستية روتينية إلى بيروت الليلة الماضية انتهى بها الأمر أن وصلت إلى طريق غير مخطّط له». وأكدت أنه بـ«الإضافة إلى حرية الحركة داخل منطقة عمليات اليونيفل، يتمتع حفظة السلام بالحرية والتفويض من الحكومة اللبنانية للتنقل في جميع أنحاء لبنان لأسباب إدارية ولوجستية. وحرية الحركة هذه ضرورية لتنفيذ القرار 1701».

وكون الحادثة ليست الأولى من نوعها، كما أن الإشكال بين قوات الطوارئ الدولية العاملة والأهالي ليس هو الأول من نوعه. لكنّ حساسية هذه الحادثة ترتبط بكون «الخطأ» حصل في مكان شديد الحساسية بالنسبة إلى المقاومة، خصوصاً في فترة الحرب مع العدو. وهو ما أثار أسئلة لدى جهات معنية عن «طبيعة رحلة السيارة والسؤال عما إذا كانت قد أضلّت طريقها فعلاً، أم أن هناك من يدفع باتجاه افتعال مشاكل أمنية في بيروت، خاصة أن المهام الروتينية للقوات الدولية تُعتبر أمراً طبيعياً في مناطق جنوب الليطاني، إلا أن تجوّل عناصرها في بيروت هو ظاهرة مستغربة».

ولأن العين باتت مفتوحة عليها، بسبب المطالبات الدولية ولا سيما الإسرائيلية والأميركية بتعديل مهماتها وتوسيع صلاحياتها وإعطائها هامش حرية أكبر في التحرك، وقد استجلبت الحادثة أسئلة كثيرة حول ما إذا كان يحق لقوات اليونيفل التجول خارج مناطق الجنوب من دون مرافقة الجيش اللبناني. ولم ترتبط الأسئلة بالحادثة نفسها (إذا جرى الافتراض بأن السيارة أضلّت طريقها حقاً)، إنما أيضاً بالتصريح الرسمي الذي صدر عن المكتب الإعلامي لـ «اليونيفل». في هذا الإطار، تؤكد مصادر بارزة أن «تواجد عناصر اليونيفل في منطقة حي السلم لا خلفية أمنية له على الإطلاق».
وقالت المصادر إن حركة القوات مسموح بها وفق القرار 1701، إنما بطلب من الحكومة اللبنانية، وإنه يمكن لهذه القوات مواكبة مسؤولين في الأمم المتحدة أثناء زيارتهم لبنان، فضلاً عن مرافقة وحماية القادة والفرق التابعة لقوات الطوارئ أثناء قيامهم بجولات وزيارات لمسؤولين سياسيين أو المشاركة في أنشطة سياسية. كما يحق لهم التجوال خلال القيام بأعمال لوجستية مثل نقل معدات وأغراض خاصة بقوات الطوارئ.

 

"البناء": أبو عبيدة: 70 أسيراً لدى المقاومة قتلوا بالقصف

مع الطحين الذي صار عجيناً بعدما جبلته دماء الشهداء في غزة وصار خبزاً أحمر تحت نيران الاحتلال، بقيت غزة الحاضر الأول في كل مشهد إقليمي ودولي. في طهران أقفلت صناديق الاقتراع منتصف الليل، بعد تمديد لأكثر من مرة بسبب المشاركة الكثيفة، كما قالت مصادر مراقبة من الموالين والمعارضين للنظام الإسلامي في طهران. وكما كانت الحرية الاجتماعية التي حققها مجتمع النساء الإيرانيات في ظل النظام الإسلامي حافزاً لتوسيع دائرة المشاركة والقناعة بجدوى القدرة على التغيير من داخل النظام، وهو ما عبّرت عنه نسبة المرشحات من النساء التي بلغ مجموعها في هذه الدورة أكثر من مجموع المرشحات في كل الدورات السابقة. كذلك كانت غزة حاضرة، حيث تحوّل دعم إيران لحركات المقاومة من مصدر مساءلة للنظام عن إهدار ثروات الإيرانيين على أدوار إقليمية بدلاً من تنمية يحتاجها الشعب الإيراني، كما كان قول الخطاب المعارض، شعر الإيرانيون بالفخر لموقف بلادهم، كما يقول الشباب الذين استطلعت آراءهم مؤسسات إعلامية أجنبية قامت بتغطية الانتخابات عبر 350 مراسلاً حضروا إلى طهران، وبدلاً من أن يشعر الإيرانيون بعقدة الذنب او الخذلان والخزي والجبن، كما يشعر أقرانهم من العرب الذين يسكنون بجوارهم ويفترض أن فلسطين قضيتهم المركزية، يتباهى الإيرانيون، موالين ومعارضين، بأن بلدهم كان دون سواه أبرز داعمي الشعب الفلسطيني ومقاومته، وهو سند حركات المقاومة التي تقف دون سواها إلى جانب غزة بالأفعال لا بالأقوال.

غزة أيضاً كانت محور الأزمة الانتخابية التي يواجهها الرئيس الأميركي جو بايدن داخل حزبه، حيث تنمو ظاهرة غير الملتزمين التي ظهرت بفاعلية في الانتخابات الداخلية للحزب في ولاية ميشيغن ويتوقع تعميمها وتكرارها ونموّها في ولايات كثيرة، تتسبب بالقلق لإدارة حملة بايدن، والسبب موقف بايدن وإدارته من حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وفي محاولة هوليوودية لاحتواء هذه الضغوط قرر بايدن إنزال مساعدات لأهالي غزة من الجو، ستقوم قنوات التلفزة الأميركية بتصويرها وربما نقلها على الهواء، وسط تساؤلات، عن سبب الهروب من حل أزمة دخول القوافل البرّية التي تتجمّع بآلاف الشاحنات ولا ينقصها إلا قرار أميركي بالضغط على “إسرائيل”.

غزة انتخابياً أيضاً كانت وراء الفوز المفاجئ للنائب البريطاني السابق جورج غالاوي بمقعد نيابي أربك المشهد البريطاني بعودة هذا الناشط المفعم حباً لفلسطين وفهماً لأوضاع المنطقة إلى ملعب السياسة البريطانية حيث أغبياء وحمقى لا يفهمون عن المنطقة إلا القليل القليل مما يعرفه غالاوي. وغالاوي لم يمنح لحملته الانتخابية المفاجئة التي انتهت بفوزه سوى شعار واحد، سوف نجعلهم يدفعون الثمن لمشاركتهم بالمذبحة بحق الفلسطينيين في غزة.

من غزة خرج الناطق بلسان قوات القسام أبو عبيدة يعلن وفاة ثلاثة من الأسرى الذين فقدت القسام أثر القوة المكلّفة بحراستهم، مشيراً إلى أن 70 أسيراً قتلوا على الأرجح بالقصف الإسرائيلي، متعهداً للاحتلال بأنه لو بقي لدى القسام خمسة أو عشرة أسرى فقط، فسوف تنال القسام حرية الأسرى الفلسطينيين، كما لو أن الذين يقتلهم القصف الإسرائيلي لا زالوا أحياء، متهماً حكومة الاحتلال وجيشه بقتل الأسرى عمداً، للتخلص من عبء قضيتهم، ومحاولة مقايضة المقاومة على ما يبقى لديها من أسرى بعدد أقل من الأسرى الفلسطينيين.
وأطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري سلسلة مواقف حول آخر التطورات في غزة وجنوب لبنان، وشدّد على أن «ما يبعث على الأمل أن فلسطين ليست وحدها، خاصة أن البعض حيّدوا أنفسهم عنها وعن الدم الفلسطيني الذي يراق فوق ربى فلسطين العربية بأن يلتقي الأدباء والمثقفون وأصحاب الكلمة من كل العالم العربي في لبنان، دعماً لفلسطين ورفضاً لحرب الإبادة التي تشنها «إسرائيل» بحق الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، وآخرها المجزرة الإرهابية التي ارتكبت أمس بحق النازحين في شمال غزة؛ حيث أبت آلة القتل الإسرائيلية إلا ان تغمس لقمة خبزهم بالدم».

ولفت بري، خلال استقباله الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب ورئيس النقابة العامة لاتحاد كتّاب مصر علاء عبد الهادي، الى أن «لبنان يدفع ثمناً باهظاً لقاء وقوفه مع فلسطين، وهذا قدرنا، لكن لا بد من التأكيد على أن ما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشريف، وأن سقوط هذه الجغرافيا العربية لا سمح الله، لن يكون سقوطاً لفلسطين فحسب، إنما هو سقوط للأمن القومي العربي، وهو سقوط للإنسانية جمعاء التي تمتحن كل يوم إزاء إخفاقها في لجم عدوانية «إسرائيل»، ووقف حرب الإبادة المستمره على الشعب الفلسطيني منذ ما يقارب خمسة أشهر متواصلة».
إلى ذلك، سجلت الجبهة الجنوبية أمس، تراجعاً في حدة العمليات العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بموازاة استمرار حملة تهويل تقودها جهات سياسية وإعلامية أميركية – أوروبية – عربية ومحلية، تسوّق لحرب إسرائيلية واسعة مقبلة على لبنان ستفرض تطبيق القرار 1701 وإبعاد حزب الله عن الحدود وتهجير أهل الجنوب بالقوة العسكرية، ويجري وضع زمن لهذه الحرب بين مطلع الربيع وبداية الصيف المقبل.

ووضعت جهات سياسيّة في فريق المقاومة هذه الحملة في إطار الحرب النفسيّة والضغط على حزب الله وبيئته الشعبية الحاضنة لدفعه للرضوخ للتفاوض على ترتيبات على الحدود تضمن أمن «إسرائيل» وفصل الجبهة الجنوبية عن جبهة غزة، لا سيما أن أزمة المهجرين من المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة أصبحت عبئاً ثقيلاً على كاهل حكومة الحرب الإسرائيلية وعلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ولم يدفع العدوان الهمجي على الجنوب في دفع الحزب للتراجع ووقف جبهة الإسناد، كما لا يستطيع الذهاب الى حرب واسعة وشاملة لا جوية ولا برية على لبنان بسبب قوة الردع التي تفرضها المقاومة وغرق جيش الاحتلال في مستنقع غزة والخطر الداهم في الضفة الغربية، فلذلك لم يبق أمام العدو سوى تفعيل وتزخيم الضغوط الدبلوماسية الأميركية والأوروبية والعربية على الحكومة اللبنانية مرفقة بالتهديدات اليوميّة بحرب مدمرة على لبنان.

وتوالت الرسائل الغربية للحكومة اللبنانية ونقل دبلوماسيون أوروبيون إلى الحكومة اللبنانية خلال اليومين الماضيين وفق معلومات «البناء» تحذيرات من تصعيد إسرائيلي كبير فور التوصل الى هدنة في غزة. ووجّهوا نصائح بأن يسارع لبنان للتحصن بالشرعية الدولية من خلال تطبيق القرارات الدولية لا سيما الـ1701 ووقف العمليات العسكرية لسحب الذرائع من «إسرائيل» من شنّ عدوان على لبنان عندما تسنح لها الظروف. إلا أن الموقف الرسمي وفق المعلومات لم يتغيّر عن الردود السابقة على كل الرسائل الخارجية، بالتمسّك بحق لبنان باستعادة أراضيه المحتلة وانسحاب «إسرائيل» منها من دون قيد أو شرط، وفق القرارات الدولية، وعدم التفريط بحق لبنان ومقاومته بالدفاع عن لبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية اليومية.
وفي سياق ذلك، أشار وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب إلى أن «الحكومة تتشاور مع حزب الله والتشاور ملزم ولا يعني وجود قرار نهائيّ». وأضاف في حديث الى قناة الجزيرة: «مندوبون دوليون نقلوا لنا تهديد «إسرائيل» وردنا كان هو الانسحاب من أراضينا». وتابع: «أي هجوم إسرائيلي على أراضينا لن يكون نزهة وسيؤدي لحرب إقليميّة»، لافتاً الى «أننا نريد سلاماً على الحدود ونحن مستعدون للحرب إذا فرضت علينا». وتابع: «ما يهم «إسرائيل» عودة السكان إلى المناطق التي نزحوا منها في الشمال»، مؤكداً أننا «نريد حلاً كاملاً مع «إسرائيل» على موضوع الحدود بيننا». وكشف أن «الفرنسيين طرحوا أفكاراً جيدة ندرسها وسنردّ عليها الأسبوع المقبل».

وكان العدو واصل عدوانه على الجنوب، واستهدف بلدتي حولا والوزاني – قضاء مرجعيون. ودوّت صفارات الإنذار في منطقة المطلة وسهل الحولة ومزارع شبعا وقرية الغجر على الحدود اللبنانية الفلسطينية. وأعلن جيش العدو أن طائراته الحربية قصفت منشأة عسكرية لحزب الله في عيتا الشعب وبنى تحتية في جبل بلاط جنوبي لبنان. في المقابل، ردّ حزب الله بسلسلة عمليات نوعية، وأسقط مُحلّقة لجيش ‏العدو الإسرائيلي في وادي العزية».‏ وأعلن في بيان آخر استهداف «تجمع لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية، وموقع البغدادي بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة». كما قصفت المقاومة مجموعة من جنود الاحتلال الصهيونيّ كانت تستعدّ للتموضع في مستوطنة معيان باروخ بمسيّرة هجومية ‏انقضاضية، كما استهدفوا موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.

وأشار خبراء في الشؤون العسكرية ومصادر مطلعة على الواقع الميداني لـ»البناء» الى أن حزب الله لا يزال في المراحل الأولى من الحرب ولم يستخدم أكثر من نسبة ضئيلة من قدراته وقوته، لأنه لا يريد الانتقال الى الحرب الشاملة ولا أن يكون البادئ فيها لكي لا يمنح العدو شرعية داخلية ودولية لشن عدوان واسع على لبنان، كما أن الحزب يعتبر أن هذا المستوى من الإسناد لغزة وفلسطين من الجنوب كافٍ، وعندما يشعر بأن المقاومة في غزة ضعفت أو فقدت الجزء الأكبر من قواها، فإن حزب الله سيرفع درجة الإسناد بعمليّات مؤلمة، وسيتحرّك محور المقاومة بكل ساحاته بشكل أعنف ضد الأميركيين في المنطقة وضد أهداف إسرائيلية حساسة واستراتيجية». لكن حتى الآن وفق الخبراء، فإن المقاومة صامدة في غزة ولم تخسر سوى النسبة الأصغر من قوتها وقدراتها ولا تزال تستطيع القتال بالوتيرة نفسها أو أقلّ بقليل حتى العام 2025، وتلحق خسائر فادحة بجيش الاحتلال، وبالتالي فإن تطوّر الميدان في غزة وأداء جيش الاحتلال في الجنوب عاملان يقرّران مستوى عمليات حزب الله، وهو الآن يكتفي بتوجيه رسائل أمنية ببعد سياسي لإفهام حكومة الاحتلال بأن المقاومة تملك بنك أهداف كبيراً ودقيقاً في كامل الأراضي المحتلة في فلسطين، وتملك أيضاً القدرات العسكرية والتكنولوجية ما يجعلها تغيّر مسار الحرب المقبلة إن حصلت، وبالتالي ردع الإسرائيلي عن شن عدوان واسع على لبنان إذا كان يفكر بذلك.

وشدّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين خلال تشييع الشهيد حسين علي حمدان وزوجته منار أحمد عبادي في بلدة كفرا الجنوبية، إلى أننا «نخوض حرباً فعلية وحقيقية في هذه المواجهة على جغرافيا محددة، ونحن نطوّر المواجهة بحسب عدوان واعتداءات هذا العدو، فكلما توسّع توسّعنا نحن، وإذا ما اقتصر على هذا الميدان، فنحن سنقاومه بكل ما نملك من قدرات وإمكانيات تتناسب مع ردعه وإيقافه عن غيّه وتماديه، ولذلك نحن نمارس هذا الأمر بهذين البعدين، الدفاع عن البلد، وأيضاً نصرة لفلسطين الحق في مواجهة الباطل».
وأضاف: «الميدان بيننا وبين هذا العدو، والمقاومة تعمل بكل ما تستطيع لإجبار العدو على الانضباط الميداني، فإذا ما أراد أن يخرج عن هذا الانضباط، فإن المقاومة بالمرصاد، وستضرب هذا العدو بما يؤلمه، وتجعله يعود إلى الانضباط الميداني، وإلاّ فهو الذي سيتحمّل كل المسؤولية في تماديه واعتداءاته، لأن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة هذا العدو».

ليس بعيداً، أفادت مصادر إعلامية بأن «مخابرات الجيش أطلقت سراح المجموعة الهولندية التي أوقفت بالضاحية الجنوبية لبيروت بإشارة مفوض الحكومة فادي عقيقي».
وكان نائب مدير مكتب «اليونيفيل» الإعلامي كانديس ارديل أشار الى أن «آلية تابعة لبعثة حفظ السلام كانت في رحلة لوجستية روتينية إلى بيروت الليلة الماضية انتهى بها الأمر أن وصلت الى طريق غير مخطط له». وأضافت في بيان: «تمّ إيقاف السيارة واحتجاز حفظة السلام من قبل أفراد محليين، وتمّ إطلاق سراحهم في ما بعد». وأكد آرديل أن «بالإضافة إلى حرية الحركة داخل منطقة عمليات اليونيفيل، يتمتع حفظة السلام بالحرية والتفويض من الحكومة اللبنانية للتنقل في جميع أنحاء لبنان لأسباب إدارية ولوجستية. وحرية الحركة هذه ضرورية لتنفيذ القرار 1701».

في غضون ذلك، حطّ سفراء «اللجنة الخماسية العربية الدولية» في السراي أمس، واجتمعوا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وبعد اللقاء أكد السفير المصري علاء موسى «وحدة موقف «الخماسية» والتزامنا بتقديم كل المساعدة والتسهيلات طالما شعرنا أن الالتزام والارادة موجودان بالفعل من جانب القوى السياسية، وهو ما لمسناه في الفترة الماضية. فهناك نفس جديد ورغبة قد تكون بدرجات متفاوتة، وهذا ما سنعمل عليه في الفترة المقبلة للوصول الى موقف واحد وخريطة طريق لاستكمال الاستحقاق الخاص بانتخاب رئيس للجمهورية».

وأعلن السفير المصري أنه «ليس بالضرورة ان يكون هنا ربط مباشر بين ما يحدث في غزة ولبنان، ما يحدث في غزة يؤثر ليس فقط على لبنان، بل على كل المنطقة، ونحن نقول بأهمية النظر الى الربط الإيجابي بمعنى ان ما يحصل في غزة يجب ان يكون دافعاً اكبر للبنان من اجل الانتهاء من عملية انتخاب رئيس، لانه أمر في غاية الأهمية والضرورة ليس الآن فقط، بل لأجل الايام المقبلة وما ستشهده المنطقة من تحديات والتزامات توجب ان يكون في لبنان رئيس يتحدث باسمه، وهذا امر بالغ الأهمية».
وكان عضو تكتل الاعتدال النائب سجيع عطيه زار عين التينة أمس، والتقى الرئيس بري وبحث معه مبادرة كتلة الاعتدال، موضحاً له آليات وتفاصيل المبادرة، وفق ما علمت «البناء»، وذلك بعد موقف النائب علي حسن خليل الذي رسم أمس الأول في حديث تلفزيوني علامات استفهام وتساؤلات حول تفاصيل المبادرة وقدرتها على حل الأزمة الرئاسية، ما أوحى بأن لدى الثنائي حركة أمل وحزب الله ملاحظات وتحفّظات على المبادرة لا سيما لجهة مصادرة حق النائب في الخروج من جلسة الانتخاب، ومصادرة صلاحيات رئيس المجلس في رفع جلسة الانتخاب وفتح جلسات أخرى بدورات متتالية.

كما علمت «البناء» أن تيار المردة أبدى تحفظات على المبادرة لكونها تضع شروطاً مسبقة للتشاور أو الحوار، فيما مبادرة الرئيس بري لم تضع شروطاً على أحد. كما أكدت المردة بأن الوزير السابق سليمان فرنجية مستمرّ بترشيحه قبل التشاور والحوار وبعدهما.
ولفت مصدر سياسي لـ«البناء» الى أن «الحراك الخماسي لن يؤدي إلى نتائج عملية في المدى المنظور، لكون الظروف الداخلية والإقليمية والدولية لم تنضج بعد، وسيبقى الملف الرئاسي في ثلاجة الانتظار حتى اتضاح المشهد الميداني والسياسي في غزة وموازين القوى في المنطقة التي ستفرزها حرب غزة.

على صعيد آخر، أفاد مصدر في رابطة موظفي وزارة المال بحسب مصادر إعلامية محلية، أن «موظفي الوزارة لن يُنجزوا معاملات صرف رواتب الموظفين والعسكريين والمتقاعدين هذا الشهر وحتى إشعارٍ آخر، على رغم إقرار مجلس الوزراء المساعدات الاجتماعية، إذ إنهم يطالبون بتخصيصهم بحوافز خاصة إضافية من سلفة الخزينة المُقرّة عام 2023 والتي تنتهي الشهر المقبل، وهم لطالما طالبوا بها». إلا أن مصادر حكومية تحدثت عن تشاور بين الحكومة وموظفي «المالية» وأن الأمور تتّجه نحو الحلحلة.
وكان الرئيس ميقاتي رأس اجتماعاً للجنة المكلفة متابعة قرار مجلس الوزراء بشأن الادارات العامة ضم: وزير المال يوسف خليل الذي أكد «أن الكلفة الإجمالية للمساعدات التي أُعطيت ملحوظة في الموازنة وتقدّر قيمتها بحوالى 2900 مليار ليرة لبنانية شهرياً، لتصبح الكلفة الإجمالية للرواتب والأجور والمعاشات التقاعدية بحدود 10700 مليار ليرة لبنانية شهرياً، من ضمنها رواتب وأجور البلديات والمؤسسات العامة».

 

"الجمهورية": جبهة الجنوب تنتظر هدنة غزة .. واشنطن: لا للحرب

كلّ الأنظار متّجهة الى الميدان الفلسطيني، ربطاً بتزايد الحديث عن اقتراب الاعلان عن هدنة في قطاع غزة قبل بدء شهر رمضان لستة اسابيع، فيما كانت لافتة أمس، المخاوف التي عبّر عنها الإعلام الإسرائيلي، من أن تعوق مجزرة حي الرشيد التي ارتكبتها اسرائيل امس الاول الخميس، الوصول الى هذه الهدنة. وفي موازاة ذلك، يتحرّك المشهد اللبناني على خطين، الأول، خطّ الترقّب الحذر للتطورات المتسارعة المرتبطة بهذه الهدنة، وسط تساؤلات عن مصير الجبهة الجنوبية، وما اذا كانت هذه الهدنة، إن تمّ التوصل الى اتفاق عليها، ستنسحب على هذه الجبهة، أم انّها ستبقى في مدار التوتر والعمليات العسكرية ربطاً بالتهديدات التي يطلقها المستويان الأمني والعسكري في اسرائيل، بأنّ الهدنة في غزة لا تعني توقف المواجهة مع «حزب الله» في لبنان؟ واما الثاني، فهو الخط الرئاسي، حيث حضر سفراء دول «اللجنة الخماسية» الى السرايا الحكومية في زيارة تأكيديّة على استمرار اللجنة في سعيها لمساعدة اللبنانيين على إتمام الاستحقاق الرئاسي في القريب العاجل.

«الخماسية» عند ميقاتي

سفراء «الخماسية»؛ الفرنسي هيرفيه ماغرو، الاميركي ليزا جونسون، السعودي وليد البخاري، القطري سعود بن عبد الرحمن فيصل آل ثاني، المصري علاء موسى، زاروا أمس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السرايا، وكان الملف الرئاسي محور البحث، حيث اشاد ميقاتي «بجهود اعضاء اللجنة وشجّعهم على المضي في العمل لتوحيد الرؤية والدفع في اتجاه انتخاب رئيس جديد للبلاد، وأن يكون الرئيس راعياً للحوار وداعماً للاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والركيزة الأساسية في تطبيق الدستور واتفاق الطائف». وقال: «إنّ لبنان يقدّر جهود دول «الخماسية» وحرصها على استقراره وأمنه، وتمنى ان يتحمّل النواب مسؤولياتهم في انتخاب الرئيس».

ووصف السفير المصري اللقاء بالمهمّ جداً، وقال: «استكملنا محادثاتنا وجولاتنا التي بدأت قبل فترة على المسؤولين اللبنانيين وعدد من قادة الكتل السياسية، وكما قلت اننا نتحرك بعض الأحيان كلجنة خماسية وفي بعض الأحيان الاخرى نتحدث بشكل ثنائي، ولكن في الوقت ذاته نعبّر عن وجهة نظر الخماسية».

واشار الى «أننا اكّدنا على انّ انتخاب الرئيس بات ملحّاً، فالظروف التي يمرّ فيها لبنان والمنطقة تدفعنا جميعاً، سواءً الإخوة في لبنان او بمساعدة «الخماسية» لإنجاز هذا الاستحقاق، واكّدنا مرة اخرى وحدة موقف «الخماسية» والتزامنا بتقديم كل المساعدة والتسهيلات، طالما شعرنا انّ الالتزام والإرادة موجودة بالفعل من جانب القوى السياسية، وهو ما لمسناه في الفترة الماضية. فهناك نَفَس جديد ورغبة قد تكون بدرجات متفاوتة، وهذا ما سنعمل عليه في الفترة المقبلة للوصول الى موقف واحد وخارطة طريق، لاستكمال الاستحقاق الخاص بانتخاب رئيس للجمهورية. ومن الممكن ان نستكمل في الفترة المقبلة محادثاتنا ولقاءاتنا مع مختلف القوى السياسية، للوصول الى موقف والتزام واحد تجاه الانتهاء من هذا الاستحقاق في اقرب وقت ممكن».

واكّد «انّ «الخماسية» لا تتناول اسماء، وهو حق اصلي وحصري للبنان وللقوى السياسية اللبنانية». وقال: «انّ ما يحصل في غزة يجب ان يكون دافعاً اكبر للبنان من اجل الانتهاء من عملية انتخاب رئيس»، لافتاً الى «انّ ما ستشهده المنطقة من تحدّيات والتزامات توجب ان يكون في لبنان رئيس يتحدث باسمه».

نصيحة منصوري للحكومة

على الصعيد النقدي، وبعد تفاقم اضراب موظفي وزارة المالية وظهور ازمة صرف رواتب للقطاع العام، ما لم يعد الموظفون الى عملهم الاسبوع المقبل كما تردّد، اوضح حاكم مصرف لبنان بالإنابة الدكتوروسيم منصوري لـ«الجمهورية»، انّ «تمويل زيادة الرواتب للقطاع العام سيكون من موازنة الدولة البالغة نحو 3 مليارات و200 مليون دولار، ونصفها يذهب للرواتب والاجور. اما المصرف المركزي فقد توقف من زمن عن تمويل الدولة وعن تمويل الدعم وانتهى الامر. ولذلك ارتفع احتياطي المصرف المركزي الى مليار دولار».

وحول سياسة زيادة الرسوم والضرائب على المواطنين التي اقرّتها الحكومة في الموازنة قال منصوري: «إنّ انعدام الرؤية الاقتصادية الاصلاحية أوصل البلاد الى هذه الأزمة».

وكشف منصوري رداً على سؤال، انّ مشروع اعادة تنظيم وضع المصارف غير نافع «ومش ماشي»، وقال: «لقد أبلغت هذا الموقف للرئيس ميقاتي ونصحته بعدم السير به، لكن تمّ تبنّيه وطرحه للنقاش في مجلس الوزراء، وعندما تمّ رفضه حاولوا التنصّل منه ورمي مسؤولية وضعه الواحد على الآخر».

ليُطبّق القرار 1701

واما على المقلب الجنوبي، فإنّ اللافت للانتباه هو تجدّد المطالبات الدولية للبنان بالسعي الى تبريد الجبهة الجنوبية وتجنّب الوقوع في حرب. وكشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، انّ مسؤولاً اوروبياً رفيعاً نقل الى مسؤولين كبار تحذيراً من أنّ اسرائيل باتت تتحدث عن نفاد صبرها على استمرار «حزب الله» باستهداف الجيش الاسرائيلي والمستوطنات الاسرائيلية.

وبحسب المصادر، فإنّ هذا المسؤول بدا متماهياً مع الموقف الاسرائيلي، لناحية التجاهل الكامل للاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، وإلقاء المسؤولية على الحكومة اللبنانية ومطالبتها بممارسة ضغوط على «حزب الله» لحمله على تطبيق القرار 1701، وإيقاف عملياته ضدّ الجيش الاسرائيلي التي هي سبب للتوتير على حدّ تعبيره، مشدّداً على الضرورة الكبرى للقيام بإجراءات وترتيبات مشدّدة على الحدود لإشاعة الامن والاستقرار على الجانبين اللبناني والاسرائيلي. اما في سياق حديثه حول الوضع في قطاع غزة، فشدّد على انّ الضرورة باتت تقتضي الوصول الى هدنة قبل شهر رمضان.

وبحسب معلومات المصادر، فإنّ هذا الطرح قوبل من قِبل المستويات اللبنانية المسؤولة بعرض مفصّل للسلسلة الطويلة من الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والخروقات المتكّررة والتي فاقت الـ30 الف خرق للقرار 1701، اضافة الى استهدافها البلدات الجنوبية والعمق اللبناني والمدنيين. وبتأكيد على انّ لبنان لا يسعى الى الحرب، بل لا يريدها على الاطلاق، فيما اسرائيل هي التي تحاول ان توسّع دائرة المواجهات، وبالتالي بدل ان تتوجّهوا الى المعتدى عليه الذي يدافع عن بلده، عليكم أن تتوجّهوا الى المعتدي لوقف اعتداءاته».

وخلص الموقف اللبناني، الذي جاء على لسان احد كبار المسؤولين: «يبدو انكم بانحيازكم لاسرائيل تحاولون ان تقدّموا لها تعويضاً عمّا انتم تعتبرون انفسكم مدينين به لها منذ الحرب العالمية الثانية. ولكن اليس ما قامت به اسرائيل في غزة أسوأ واكثر فظاعة مما تسمونها «الهولوكوست»؟ في اي حال، سبق وقلنا لكل الموفدين الذين اتوا الينا، ونعود ونؤكّد الآن التزام لبنان بالقرار 1701 وتطبيقه بكل مندرجاته، مشدّداً على انّ مصدر الخطر على لبنان والمنطقة ليس من لبنان بل هو من اسرائيل، ودولكم مع الأسف تريد الأمن لإسرائيل، ولكن ماذا عن امن لبنان. ومن هنا ينبغي ان يتركّز الجهد الدولي، إن كان يريد الاستقرار في المنطقة فعلاً، على ممارسة ضغوط جدّية على اسرائيل، وردعها عن القيام بأي عدوان على لبنان».

استطلاع بريطاني

على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، ما عبّر عنه موفد بريطاني، التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لجهة تأكيده على ما مفاده بأنّ الأوان آن لوقف ما يجري في غزة.

وتشديده ايضاً على ضرورة ان يتمّ الوصول الى هدنة قبل شهر رمضان. وكذلك لناحية تشديده على الضرورة الملحّة لإعادة اجواء الهدوء والاستقرار الى الجبهة الجنوبية.

واللافت انّ الموفد البريطاني سأل عن النظرة التقييمية لدور وموقف بريطانيا من التطورات الحاصلة في غزة، فكان جواب رئيس المجلس محدّداً، ومفاده «اننا لاحظنا ايجابية في مطرحين، الأول انكم في بريطانيا سمحتم بالتظاهرات الشعبية المؤيّدة لفلسطين وضدّ حرب الإبادة التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة، والمطرح الثاني، حينما نأت بريطانيا بنفسها في مجلس الامن الدولي، عن المشاركة في «الفيتو» الاميركي على وقف اطلاق النار في قطاع غزة».

الهدنة ستتمدّد

الى ذلك، وفي موازاة التلويح الاسرائيلي باستمرار المواجهة مع «حزب الله»، حتى ولو تمّ التوصل الى هدنة في قطاع غزة، جزم مرجع كبير لـ«الجمهورية» انّ هدنة الستة اسابيع إن تمّ الاتفاق عليها فعلًا، فستتمدّد حتماً الى جبهة لبنان. ويستند المرجع في تقديره هذا الى امرين، الأول انّ اسرائيل لا تستطيع ان تخوض حرباً بجيش متعب على جبهة تعترف اسرائيل نفسها بأنّها قد تكون اصعب عليها عشرات وربما مئات المرات من جبهة غزة. وينبغي هنا التمعن في ما يصرّح به الإعلام الاسرائيلي الذي يستغرب كيف تقنع إسرائيل نفسها بضرورة فتح جبهة أخرى مع «حزب الله» الذي يمتلك أسلحة أكثر تدميراً وأكثر بأضعاف مضاعفة مما تمتلكه «حماس».. ويضع سؤالاً في يد المستويين العسكري والامني الذي يهدّد بالحرب مفاده: هل فكر أحد في التكاليف. واما الامر الثاني فهو الموقف الاميركي، حيث انّ اسرائيل لا تستطيع ان تشن حرباً لا تدعمها واشنطن التي تخشى، لا بل تحذّر من حرب قد تتطور الى حرب اقليمية، ومن هنا يأتي تركيزها عبر هوكشتاين على اشاعة الهدوء في المنطقة الجنوبية وضرورة استكمال الدور الديبلوماسي بفعالية لإنتاج تفاهم يتصل بترتيب الأوضاع في المنطقة الجنوبية».

ورداً على سؤال قال: «التلويح الإسرائيلي باستمرار المواجهة مع الحزب، هو كلام موجّه الى الداخل الاسرائيلي بصورة خاصة، وفيه تهويل في اتجاه لبنان. والمعلوم انّ الاميركيين يضغطون لعدم التصعيد، ويؤكّدون في كل المراسلات المباشرة وغير المباشرة على سعيهم لمنع انزلاق الأمور الى حرب واسعة».

اضاف: «وفي مطلق الاحوال، نحن أكّدنا للجميع التزام لبنان الكلّي بالقرار 1701، وانّ لبنان لا يريد الحرب ونقطة على السّطر. ولكن مع ذلك، لا نُخرج من حساباتنا أيّ احتمال أو أيّ خطوة عدوانيّة قد تقدم عليها اسرائيل ضدّ لبنان، ولذلك كل قوى المقاومة على جهوزيتها للدفاع عن لبنان».

وقال المرجع عينه: «الذي يحصل في الجنوب، من اعتداءات اسرائيلية يومية واستهداف للبلدات الآمنة وللمدنيين ولمناطق اخرى في العمق اللبناني، أصعب من الحرب، «ما عم يخلينا ننتقم من الاسرائيلي كما يجب، فالمقاومة، رغم كل ذلك ما زالت تتصرف بعقلانية، ولا تنساق الى حيث تريد اسرائيل، وتركّز فقط على المراكز العسكرية ولم تخرج حتى الآن عن قواعد الاشتباك».

ورداً على سؤال عن زيارة محتملة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، قال: «لا توجد حتى الآن، اي معطيات تؤكّد ذلك، ولكن نلمس بعض الإشارات بأنّ الولايات المتحدة الاميركية قد تستغل فترة الهدنة لإعادة تزخيم حضورها لاحتواء التصعيد على الجبهة الجنوبية».

بري: ندفع ثمناً باهظاً

الى ذلك، اكّد الرئيس بري خلال استقباله الأمين العام للإتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب ورئيس النقابة العامة لاتحاد كتّاب مصر الدكتور علاء عبد الهادي «أنّ ما يبعث على الأمل أنّ فلسطين ليست وحدها، بخاصة أنّ البعض حيّدوا أنفسهم عنها وعن الدم الفلسطيني الذي يراق فوق ربى فلسطين العربية». واعرب عن تقديره «التقاء الأدباء والمثقفين وأصحاب الكلمة من كل العالم العربي في لبنان دعماً لفلسطين ورفضاً لحرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل بحق الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، وآخرها المجزرة الإرهابية التي أرتُكبت أمس بحق النازحين في شمال غزة، حيث أبت آلة القتل الإسرائيلية إلّا ان تغمس لقمة خبزهم بالدم».

وقال: «نعم لبنان يدفع ثمناً باهظاً لقاء وقوفه مع فلسطين وهذا قدرنا، لكن لا بدّ من التأكيد من أنّ من يجري في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشريف، وانّ سقوط هذه الجغرافيا العربية لا سمح الله، لن يكون سقوطاً لفلسطين فحسب، إنما هو سقوط للأمن القومي العربي، وهو سقوط للإنسانية جمعاء التي تُمتحن كل يوم إزاء إخفاقها في لجم عدوانية إسرائيل ووقف حرب الإبادة المستمره على الشعب الفلسطيني منذ ما يقارب 5 اشهر متواصلة».

مستعدون للحرب

الى ذلك، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب: «أي هجوم إسرائيلي على أراضينا لن يكون نزهة وسيؤدي لحرب إقليمية». لافتاً الى «اننا نريد سلاماً على الحدود ونحن مستعدون للحرب إذا فُرضت علينا».

واشار الى انّ «الحكومة تتشاور مع «حزب الله»، والتشاور ملزم ولا يعني وجود قرار نهائي». لافتاً الى «أنّ مندوبين دوليين نقلوا لنا تهديد إسرائيل، وردّنا كان هو الانسحاب من أراضينا». وقال: «ما يهمّ إسرائيل عودة السكان إلى المناطق التي نزحوا منها في الشمال»، مؤكّدا أننا «نريد حلاً كاملاً مع إسرائيل على موضوع الحدود بيننا». واشار بو حبيب اخيراً الى «أنّ الفرنسيين طرحوا أفكاراً جيدة ندرسها وسنردّ عليها الأسبوع المقبل».

«حزب الله»

وموقف «حزب الله» مما يجري من تطورات وما يُحكى عن اجراءات وترتيبات في المنطقة الجنوبية عبّر عنه عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، حيث قال أثناء تأبين الشهيد علي كريم ناصر في حداثا: «الثمن الذي ندفعه اليوم، سيؤدي في المستقبل إلى تكريس معادلات تحمي الجنوب ولبنان».

وأضاف: «العدو اليوم يهدّد ويتوعّد، ولكنه في مأزق. فالعدو في الوقت الذي يرتكب فيه الاعتداءات يرسل الموفدين الدوليين ويمارس الضغوط السياسية من أجل أن يفرض تراجعاً من المقاومة أو يؤسس لمعادلات جديدة، ونؤكّد انّه لن يكون هناك أي نقاش حول الوضع في الجنوب ولبنان قبل وقف العدوان على غزة، وأي نقاش مستقبلي له علاقة في الجنوب سواءً شمال الليطاني أو جنوب الليطاني ينطلق من المصلحة والأولوية والإرادة اللبنانية، وهو ما يحدّده اللبنانيون من خلال التفاهم والتوافق على المصلحة اللبنانية، ولن نقبل أي إملاءات وأي شروط أياً تكن، وقد جرّبوا عام 2006، ولم يتمكّنوا، واليوم أيضاً لن نمكّن العدو أن يحصل بالسياسة على أي مكافأة أو مكسب، فهو مهزوم، رغم كثرة كلام قادته في الإعلام، وعندما تقف هذه الحرب، سيرى الناس بأمّ العين حجم ما ألحقته المقاومة من خسائر كبيرة في صفوف هذا العدو، وحجم تأثيرات هذه الجبهة على مجريات الحرب، وكيف أنّ هذه الجبهة في لبنان كان لها إسهامها في دفع العدو ومن ورائه الولايات المتحدة الأميركية إلى إيقاف العدوان، وإلى منع انتصاره في غزة، وبالتالي منعه من الانتصار على بلدنا ومنطقتنا».

الوضع الميداني

ميدانياً، التوتر الشديد سيّد الموقف على الجبهة الجنوبية، وسط استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق اللبنانية، حيث أُفيد عن غارات شنّها الطيران الاسرائيلي على محيط بلدات عيتا الشعب وجبل بلاط واطراف رامية وبيت ليف ومروحين، بالتزامن مع قصف مدفعي طال تلة الحمامص واطراف الوزاني وبلدة حولا.

وفي المقابل أعلن «حزب الله» انّ المقاومة الاسلامية تمكنت من اسقاط محلّقة اسرائيلية منتصف ليل الخميس - الجمعة في وادي العزية، واستهدفت امس، مجموعة من جنود اسرائيليين كانوا يستعدون للتموضع في مستوطنة معيان باروخ، بمسيّرة انقضاضية، وتجمعاً لجنود العدو في محيط ثكنة راميم، وقوة اسرائيلية في موقع المنارة، وموقع البغدادي.

في الجانب الاسرائيلي، ذكر موقع «The National Interest» انّه «في حين أنّ الغرب قلق بشأن غزة، فإنّ «حزب الله» يهاجم إسرائيل بشكل شبه يومي منذ 7 تشرين الأول، وتقول اسرائيل إنّ ايران «تسرّع شحنات الأسلحة» إلى الحزب».

واشار الى أنّ زعماء إسرائيل يقولون إنّهم لن يتسامحوا بعد الآن مع تواجد «حزب الله» على هذا القرب من الحدود، والذي يستطيع من خلاله شنّ هجوم أكثر تدميراً على اسرائيل باستعمال أسلحة أقوى كثيراً من «حماس». وهم يحذّرون من أنّه إذا لم يجد المجتمع الدولي طريقة لطرد الحزب من الحدود، فسوف يوجّهون بنادق إسرائيل نحو «حزب الله» بمجرد القضاء على «حماس». ومن بين أولئك الذين يراقبون علامات التصميم الغربي الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، ومؤيديه في طهران. ويقال إنّ «حزب الله» لديه 20 ألف مقاتل نشط و20 ألف مقاتل احتياطي وترسانة من الأسلحة تشمل أسلحة صغيرة ودبابات وطائرات مسيّرة وما يقدّر بنحو 130 ألف صاروخ. وفي الوقت الحالي، كان نصرالله راضياً عن صرف انتباه تل أبيب عن طريق الهجمات الخادعة بدلاً من إشراكها في حرب واسعة النطاق».

وختم الموقع، «هل سيستمر الوضع على ما هو عليه؟ أم أنّ نصرالله ورعاته سيقرّرون نشر مقاتلي «حزب الله» ومحاولة التغلّب على إسرائيل من خلال إطلاق آلاف الصواريخ، بينما تظل تل أبيب غارقة في غزة؟ سواءً وقفت واشنطن والغرب إلى جانب إسرائيل أو زادوا الضغوط عليها للتراجع في غزة، فإنّ ذلك قد يكون له تأثيراً كبيراً في تشكيل الخطوة التالية لحزب الله».

واعلن موقع «والاه» العبري: انّه بحسب التقارير، نحو 570 منزلاً في الشمال أُصيبت بنيران «حزب الله» في شهر شباط فقط، بالإضافة إلى إطلاق 668 قذيفة صاروخية و91 صاروخًا مضاداً للدروع و21 صاروخًا ثقيلاً.

 

"اللواء": جبهة الجنوب تحتدم.. وسفراء الخماسية لرئيس يواكب مفاوضات ما بعد الحرب

بقيت الحرب غير الشاملة على جبهة الجنوب المتوسعة بين اسرائيل وحزب الله، في واجهة الاهتمام، بصرف النظر عن المسار التفاوضي في ما خص «هدنة غزة» سواء تقدم هذا المسار أو تراجع أو تعثّر.

تفاؤل الخماسية

لكن هذا الاهتمام لم يحجب أنظار اللجنة الخماسية عن توفير الفرص الآيلة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، اذا ما حدثت معطيات في المنطقة على خلفية مفاوضات ما بعد حرب غزة، يتمكن من التحدث باسم لبنان،على حد تعبير السفير المصري علاء موسى.
ولم يُخفِ موسى الذي كان يتحدث بعد اجتماع سفراء اللجنة الخماسية، مع الرئيس نجيب ميقاتي بأنه بعد اللقاء «خرجنا بأحساس كبير بالتفاؤل» والذي اكد ان لبنان يقدر جهود دول الخماسية، وحرصها على استقراره وأمنه، متمنيا ان يتحمل النواب مسؤولياتهم في انتخاب الرئيس للجمهورية، ليكون داعماً للحوار والاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.
وكان الرئيس ميقاتي، صباح أمس في السراي، (كما اشارت «اللواء»)،استقبل سفراء «اللجنة الخماسية العربية الدولية» وهم: سفير المملكة العربية السعودية وليد بن عبدالله بخاري، سفير فرنسا هيرفيه ماغرو، سفير قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن فيصل ثاني آل ثاني، سفير مصر علاء موسى، وسفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون.
وخلال الاجتماع أشاد رئيس الحكومة بجهود اعضاء اللجنة وشجَّعهم على المضي في العمل لتوحيد الرؤية والدفع باتجاه انتخاب رئيس جديد للبلاد، وأن يكون الرئيس  راعيا للحوار وداعما للاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والركيزة الاساسية في تطبيق الدستور واتفاق الطائف.

وأكد رئيس الحكومة أن لبنان يقدر جهود دول الخماسية وحرصها على استقراره وأمنه، وتمنى ان يتحمل النواب مسؤولياتهم في انتخاب الرئيس.
وقال السفير المصري باسم المجتمعين: تناولنا خلال اللقاء ثوابت عدة سأكررها مرة أخرى ألا وهي ان الامر بات ملحا لسرعة انتخاب رئيس، فالظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة تدفعنا جميعا سواء الإخوة في لبنان او بمساعدة الخماسية لانجاز هذا الاستحقاق،  واكدنا مرة اخرى  وحدة موقف «الخماسية» والتزامنا بتقديم كل المساعدة والتسهيلات طالما شعرنا ان الالتزام والارادة موجودان بالفعل من جانب القوى السياسية، وهو ما لمسناه في الفترة الماضية.  فهناك نفس جديد ورغبة قد تكون بدرجات متفاوتة، وهذا ما سنعمل عليه في الفترة المقبلة للوصول الى موقف واحد وخارطة طريق لاستكمال الاستحقاق الخاص بانتخاب رئيس للجمهورية.

وكشفت مصادر سياسية ان اجتماع سفراء اللجنة الخماسية مع الرئيس ميقاتي، لم يحمل جديدا يمكن أن يبنى عليه، او يتوقع منه اختراقا بملف الانتخابات الرئاسية، وانما كان طابعه شبه بروتوكولي يهدف إلى إزالة اي التباس من الاذهان، بحصر مهمة اللجنة بمقابلة مسؤول معين، واستثناء المسؤولين الاخرين وفي مقدمتهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وكذلك للتأكيد باستمرار مهمة اللجنة باستكشاف مواقف كل السياسيين المعنيين والاطلاع على آرائهم وافكارهم بخصوص انتخابات رئاسة الجمهورية.
وقالت المصادر انه تم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر من ملف الانتخابات الرئاسية، بينما لوحظ ان اي سفير من لم يحمل اي جديد  بهذا الخصوص من دولته، في حين بدا بوضوح من خلال ما قاله السفراء بأن اهتمامات دولهم مركزة حاليا، على وقف حرب غزّة وربط كل الاستحقاقات ومنها الانتخابات الرئاسية في لبنان بانتهائها، ولو بشكل غير مباشر.

لقاء الاعتدال

بالتوازي، تختتم كتلة الاعتدال الوطني تحركها، بلقاء الاثنين مع كتلة الوفاء للمقاومة، وفُهم من نوابها انهم سيطرحون اسئلة وهواجس على كتلة حزب الله.
وفُهم ان سفراء الخماسية اعادوا التأكيد على انهم ماضون بالاجتماعات مع الكتل والاطراف النيابية، وهم لا يتدخلون بالاسماء، انما يساعدون على التماس المواصفات والوصول الى قواسم مشتركة.
وقالت مصادر تكتل الاعتدال، ان المبادرة مستمرة، ولن تتوقف، ويغلب عليها التشاور، اكثر من الحوار، وترتكز على طرح اسم مرشحين بدل مرشح واحد، على ان تقتنع سائر الكتل النيابية بهذا التوجه.
وكشف المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل ان رئيس المجلس كان واضحا لناحية موقفه من الدعوة الى الحوار، الذي يجب ان يكون بدعوة واضحة وبمعايير معنية، وعبر مشاركة رؤساء الكتل من خلال طاولة مستديرة، وهي جاهزة في المجلس النيابي.
واستدرك قائلاً: نحن نحترم تكتل الاعتدال الوطني، والحوار ليس تداعيا ولقاءات في المجلس، ويجب ان تحصل بنهايته جلسات، تفتح المجلس وندخل بالدورة الاولى (86 للنصاب و86 للنجاح) ثم نذهب الى دورة ثانية وثالثة ورابعة، واذا لم ينتخب رئيس لا نترك الجلسة مفتوحة لانه اذا بقيت الجلسة مفتوحة نكون قد عطلنا عمل المجلس.
اجتماع السراي
مالياً، عقد اجتماع مالي- اداري للجنة المكلفة متابعة قرار مجلس الوزراء بشأن الادارات العامة، ودعا الاجتماع جميع العاملين الالتزام بدوام العمل الرسمي المحدد بموجب القانون، رقم 46/4017 والطلب من هيئات الرقابة التشدد  بالحضور.
وفي خلال الاجتماع أكد وزير المال «أن الكلفة الاجمالية للمساعدات التي أعطيت ملحوظة في الموازنة وتقدّر قيمتها بحوالى 2900 مليار ليرة لبنانية شهريا، لتصبح الكلفة الاجمالية للرواتب والاجور والمعاشات التقاعدية بحدود 10700 مليار ليرة لبنانية شهريا، من ضمنها رواتب وأجور البلديات والمؤسسات العامة.

بو حبيب: لبنان يريد السلم ومستعد للحرب

وفي ما خصّ المواجهات الدائرة في الجنوب اعتبر وزير الخارجية والمغتربين ان الهجوم الاسرائيلي على الاراضي اللبنانية لن يكون نزهة، وسيؤدي الى حرب اقليمية، وكشف ان رد لبنان على التهديدات الاسرائيلية ونقلها اليه مندوبون دوليون، تمثل بمطالبة العدو بالانسحاب من الاراضي اللبنانية، مؤكدا تمسك لبنان بالسلام ولكن الاستعداد للحرب ايضاً.
واشارت مصادر ديبلوماسية الى ان لبنان تبلغ من خلال اقنية ديبلوماسية خلال الساعات الماضية، توضيحات عما تناقلته بعض وسائل الإعلام العالمية، عن قرب قيام إسرائيل بعملية عسكرية واسعة النطاق في جنوب لبنان لابعاد عناصر حزب الله عن الحدود اللبنانية الجنوبية، بانه لم تسجل اي تحركات عسكرية اسرائيلية  غيرعادية قرب الحدود للقيام بمثل هذه العملية، والاهم ان الولايات المتحدة الأميركية، ماتزال تؤكد على رفضها توسعة نطاق الاشتباكات الدائرة في جنوب لبنان وتوسع حرب غزّة، وتشدد على مواصلة مهمة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين لحل المشاكل بين لبنان وإسرائيل بالاطر السياسية، وتأمل ان يتابع مهمته ويحقق تقدماً بعد الاتفاق المرتقب على وقف اطلاق النار في غزة بغضون أيام معدودة.
وفي اطار تعزيز تسليح الجيش غادر قائد الجيش العماد جوزاف عون لبنان متوجهًا إلى إيطاليا، بدعوة من قائد الجيش الإيطالي Admiral Giuseppe Cavo Dragone، للمشاركة في اجتماع تنظّمه السلطات الإيطالية للبحث في سبل دعم المؤسسة العسكرية لمواجهة الظروف الاستثنائية الراهنة، وذلك بمشاركة قادة جيوش إسبانيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا.
وامس، اطلقت مخابرات الجيش اللبناني، امس سراح المجموعة الماليزية التي تم توقيفها في الضاحية الجنوبية، باشارة من مفوض الحكومة القاضي فادي عقيقي.
وكانت مجموعة من الكتيبة الماليزية ضلت طريقها، ودخلت الى الضاحية الجنوبية، فتم توقيفها والتحقيق مع طاقمها.

الوضع الميداني: 7 عمليات للحزب والاعتداءات مستمرة

على الارض، ميدانياً، استهدف حزب الله في عملية موقعاً لجنود الاحتلال في مستوطنة معيال باروخ، بواسطة مسيرة هجومية انقضت عليه. وكان الحزب قصف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا بالاسلحة الصاروخية.
وبعد ظهر امس، قصف الجيش الاسرائيلي اطراف بلدتي راميا وعيتا الشعب واطراف بيت ليف، واستمر الطيران المعادي بعمليات التجسس فوق القرى والبلدات الجنوبية وصولا الى صور والنبطية.
واعلن الجيش الاسرائيلي عن غارة اسرائيلية على بلدة رامية. وتحدثت مصادر اعلامية عن سقوط 5 شهداء لحزب الله.
وليلاً، دوت صفارات الانذار في مستوطنات زرعيت وعرب العرامشة وشوميرا المحاذية للبنان.

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل