معركة أولي البأس

لبنان

ضربات المقاومة الإسلامية تلاحق العدو.. واستياء في صفوف مستوطني الشمال
07/03/2024

ضربات المقاومة الإسلامية تلاحق العدو.. واستياء في صفوف مستوطني الشمال

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على أنّ الجبهة الجنوبية لم تشهد تراجعًا في حدّة المواجهة، إذ واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على لبنان، فبعد ارتكابها مجزرة في حولا منذ يومين، استهدفت مدفعية جيش الاحتلال بعد منتصف الليل، أطراف بلدة يارون في قضاء بنت جبيل بأكثر من 20 قذيفة من عيار 155 ملم. وأغارت طائرات الاحتلال على بلدة كفرا ما أدّى إلى سقوط عدد من الجرحى، عرف منهم الطفلة لين زاهر عبادي ووالدتها مريم عطوي وهي حامل، والفتى محمد زاهر عبادي ونقلوا إلى مستشفى تبنين الحكومي. كما أدّت الغارة إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية، وبخاصة شبكتي الكهرباء والمياه. كما أغار طيران العدوّ على منزل في بلدة الضهيرة.

في المقابل شنّت المقاومة في لبنان هجومًا جويًا بمسيّرة ‏انقضاضية على موقع "المطلّة" وأصابت هدفها بدقة، كما استهدفت ‏موقع "زبدين" في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابة مباشرة، واستهدفت أيضًا ‏موقع "رويسات العلم" في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابة ‏مباشرة.

"الأخبار"| أوروبا تعمّم التهويل الإسرائيلي: 15 آذار آخر مهلة للمسعى الدبلوماسي

بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أنّه "بينَ لبنان ومصر وكيان العدو، توزّعت الأنظار في اليومين الماضييْن لمراقبة المفاوضات المُضنية حول "هدنة رمضان" ومحاولة الموفد الأميركي عاموس هوكشتين أن تشمل أي تهدئة الجبهة الجنوبية تمهيدًا لاتفاق شامل مع لبنان، ورصد الموقف الإسرائيلي المتأرجِح بين الحل السياسي والتصعيد العسكري، الأمر الذي يجعل الجانب الأميركي حذرًا من أن يتحول اليوم التالي في الجنوب إلى الفتيل الذي يفجّر المنطقة برمّتها. ومع أن وزير الحرب الإسرائيلي يؤاف غالانت أبلغَ هوكشتين (خلال زيارة الأخير لتل أبيب) التزام "إسرائيل" بالجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق لتجنّب التصعيد على الحدود مع لبنان، مؤكدًا أن بلاده لا تسعى إلى الحرب، علمت "الأخبار" من مصادر دبلوماسية غربية أن "المسار السياسي غير كافٍ للاطمئنان، رغم إصرار الجانب الأميركي على صياغة الأحرف الأولى من الاتفاق بين بيروت وتل أبيب، والذي يتمحور حول تثبيت وقف إطلاق النار وبتّ الخلاف على النقاط المتنازع عليها وإيجاد صيغة لمزارع شبعا وكفرشوبا وصياغة حل مستدام يمنع الاصطدام الكبير"، كاشفة أن الدول الغربية "تبلّغت من "إسرائيل" أن الأخيرة حدّدت مهلة حتّى 15 آذار الجاري موعدًا للتوصل إلى تسوية سياسية مع لبنان، وإلا فإنها مستعدة لتصعيد العمليات العسكرية إلى حرب واسعة النطاق".

زادَ هذا الأمر من قلق الدول الغربية التي تعتبر أنه "ينبغي بذل كلّ الجهود لدعم المساعي المستمرة للولايات المتحدة وفرنسا لتنفيذ القرار 1701 والشروع في تسوية حدودية توفّر الأمن على المدى الطويل وتضمن عودة النازحين على طرفَي الحدود". وينسحب هذا القلق أيضًا على الداخل اللبناني الذي انقسم في تحليله لوقائع زيارة هوكشتاين الأخيرة. ففي مقابل إبداء البعض ارتياحًا للمسار الأميركي الذي يضغط لتجنب التصعيد، هناك رأي آخر لا يزال يبدي تخوفًا من احتمال تدهور الأوضاع ربطًا بما قاله الموفد الأميركي عن أن "هدنة غزّة ليست بالضرورة أن تشمل لبنان". أما التقديرات بشأن الزيارة فقد تقاطعت حول أن "التطورات كلها رهن ما سيحصل في غزّة وما سيتم التوصل إليه في المفاوضات الجارية في القاهرة، لأن أي نقاش حول ترتيبات سياسية في لبنان وحلّ لوقف إطلاق النار لن يكون قابلًا للترجمة ما دامَ إطلاق النار مستمرًا في القطاع".

وقد باتت هذه المعادلة قناعة عند الجانب الأميركي، بحسب ما نقل مسؤولون غربيون عن هوكشتاين نفسه، وفق المصادر الدبلوماسية. وقالت المصادر إن "هوكشتاين بات على قناعة بصعوبة وقف القتال في لبنان قبل توقفه في غزّة، وهو مقتنع أيضًا بأن حزب الله لا يريد التصعيد"، مشيرة إلى أن "المبعوث الأميركي يعتبر أن الهدنة في غزّة ستكون بمثابة ساعة الصفر التي تنطلق منها مسارات متوازية، أولها العمل على تسوية الخلاف على النقاط الحدودية مع لبنان، من دون أن يشمل الحل مزارع شبعا، بالتوازي مع انتشار قوات من الجيش اللبناني في الجنوب بموافقة الأطراف المعنية". وتابعت المصادر أن "هناك قناعة أيضًا بأن فترة الـ 45 يومًا للهدنة ستكون فرصة لجمع المساعدات للجيش وحشد الموارد وتأمين المعدات اللوجستية المطلوبة وتأمين الأموال اللازمة".

أما في ما يتعلق بالمساعي الفرنسية، فتقول المصادر إن "الأوروبيين، وتحديدًا البريطانيين، يعتبرون أن على فرنسا التنسيق مع الأميركيين بشأن الترتيبات السياسية، لأن الجانب الأميركي ينوي إطلاق المسار ساعة سريان الهدنة في غزّة"، مشيرة إلى أن "عملية نشر أبراج المراقبة التي اقترح البريطانيون تشييدها على الحدود الجنوبية ستكون ضمن الإجراءات المتّخذة ويجري التنسيق بشأنها مع الجيش اللبناني والجانب الأميركي".

في سياق متصل، علمت "الأخبار" أن مساعد هوكشتين الذي استبقاه الأخير لمواصلة الاجتماعات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي غادرَ بيروت أمس لارتباطه ببعض الالتزامات. وعليه، فإن الأيام المقبلة ستكون بيروت في موقع المنتظر لما ستؤول إليه المحادثات المنعقدة في القاهرة، في وقت توقّعت فيه مصادر مطّلعة أن يشهد الميدان "تصعيدًا كبيرًا"، لكن ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها، خصوصًا أن العدوّ الإسرائيلي سيحاول الضغط على المقاومة لدفعها للقبول بفصل المسارات السياسية بين الجنوب وغزّة.

إلى ذلك، نفت مصادر في الحزب التقدمي الاشتراكي المعلومات التي أفادت أن النائب السابق وليد جنبلاط هو من طلب اللقاء بهوكشتين خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت.

من جهة أخرى، واصل حزب الله تصدّيه للاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين، وشنّ عمليات المساندة للمقاومة الفلسطينية في غزّة. واستهدف أمس موقَعي زبدين ورويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابهما إصابة مباشرة. ‏‏
وردًا ‏على ‏اعتداءات العدوّ على القرى الجنوبية والمنازل المدنية، ‌‎استهدف ‌‌‌حزب الله ‏مبنى في مستعمرة "أفيفيم" بـ"الأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة".‏‏ كما شنّ هجومًا جويًا بواسطة مُسيّرة ‏انقضاضية على موقع المطلة "أصابت هدفها بدقّة".
في المقابل، استهدف القصف المدفعي المعادي أطراف بلدة الفرديس وراشيا الفخار والمرتفعات الشمالية لبلدة شبعا. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منزل خالٍ في محيط تلة الحقبان في بلدة ياطر، وبلدات ‎يارون والضهيرة ومروحين، ومنزلًا كان قد استُهدف لأكثر من مرة بقذائف الدبابات في أطراف بلدة طير حرفا.
ونعى حزب الله الشهيد علي حسن حسين من بلدة حولا الجنوبية.

"البناء": مسيّرة ‏انقضاضية للمقاومة الإسلامية تُهاجم موقع "المطلّة" وصواريخها تستهدف موقعي "زبدين" و"رويسات العلم"

من جهتها صحيفة "البناء" لفتت إلى أنّ الجبهة الجنوبية لم تشهد تراجعًا في حدّة المواجهة، إذ واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على لبنان، فبعد ارتكابها مجزرة في حولا منذ يومين، استهدفت مدفعية جيش الاحتلال بعد منتصف الليل، أطراف بلدة يارون في قضاء بنت جبيل بأكثر من 20 قذيفة من عيار 155 ملم. وأغارت طائرات الاحتلال على بلدة كفرا ما أدّى إلى سقوط عدد من الجرحى، عرف منهم الطفلة لين زاهر عبادي ووالدتها مريم عطوي وهي حامل، والفتى محمد زاهر عبادي ونقلوا إلى مستشفى تبنين الحكومي. كما أدّت الغارة إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية، وبخاصة شبكتي الكهرباء والمياه. كما أغار طيران العدوّ على منزل في بلدة الضهيرة.

في المقابل شنّت المقاومة في لبنان هجومًا جويًا بمسيّرة ‏انقضاضية على موقع "المطلّة" وأصابت هدفها بدقة، كما استهدفت ‏موقع "زبدين" في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابة مباشرة، واستهدفت أيضًا ‏موقع "رويسات العلم" في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابة ‏مباشرة.

وأشارت مصادر في فريق المقاومة لـ"البناء" إلى أن "تصعيد الاحتلال العشوائي لا سيما ضدّ أهداف مدنية يعكس حجم المأزق والإرباك الذي يواجهه على صعيد جبهته الداخلية لا سيما في مستوطنات الشمال، وإن على المستويين العسكري والسياسي، ولذلك يغطي فشله الميداني في دفع حزب الله لوقف جبهة الإسناد لغزّة وكذلك على عجز الاحتلال على توسيع العدوان على لبنان خشية ردة فعل المقاومة ومعادلة الردع القائمة". 

ولفتت إلى أن "التصعيد الإسرائيلي يهدف إلى تزويد الوسيط الأميركي بورقة ضغط تفاوضية خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين في محاولة لفصل المسارات والجبهات بين الجنوب وغزّة". وشدّدت المصادر على أن "المقاومة في لبنان لن توقف العمليات ضدّ قوات الاحتلال بل ماضية بتنفيذ العمليات النوعية التي تلحق الخسائر في صفوف جيش العدوّ ومستوطنيه ردًا على الاعتداءات على الجنوب، واي ضغوط وإغراءات أميركية ودولية لن تثني المقاومة في القيام بواجباتها في إسناد غزّة والدفاع عن لبنان مهما غلت التضحيات وحتّى لو اندلعت الحرب الكبرى".

وفي سياق ذلك، توجّه عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فيّاض، خلال تشييع حزب الله لشهداء مجزرة حولا الحدودية، للإسرائيلي بالقول "عليك أن لا تخطئ في خياراتك، وأن تفكّر ألف مرة ومرة قبل أن ترتكب أي حماقة، لأننا سنزجّ بكلّ الوسائل والأدوات، ولدينا كلّ الحق في أن ندافع عن هذا الوطن في ما لو أراد هذا العدوّ أن يمضي في عدوانه باتّجاه هذه الحرب المفتوحة التي يهدّد بها". وأشار فيّاض، إلى أن "هذا العدوّ بإمكانه أن يطلق التهديدات يمينًا ويسارًا، وبإمكانه ليلًا ونهارًا أن يطلق الوعود الفارغة، وهو يستطيع فعل شيء كثير، ولكنه سيبقى عاجزًا عن فعل الشيء الأساسي، ألا وهو الانتصار في هذه الحرب، لأن المقاومة هي التي ستنتصر وهذا العدوّ هو الذي سينهزم. وقد هزمناه مرارًا، في العام 1993 وفي العام 1996، وفي العام 2006، وبإذنه تعالى سنهزمه في العام 2024".

إلى ذلك بقيت أصداء نتائج زيارة الوسيط الأميركي إلى لبنان تسيطر على المشهد الداخلي، لا سيما أنها قطعت الطريق على الجهود الفرنسية والمقترح الفرنسي الذي جاء به وزير خارجية فرنسا خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، لضبط الحدود وتطبيق القرار 1701، خصوصًا أن السفيرة الأميركية في لبنان أكدت أمام المسؤولين اللبنانيين وفق ما علمت "البناء" رفض بلادها للمبادرة الفرنسية.

وأشارت أوساط مطلعة على جولة هوكشتاين لـ"البناء" إلى أن هوكشتاين استفسر من المسؤولين اللبنانيين عن موقف حزب الله من الهدنة في غزّة وما بعد الهدنة، وما إذا كان مستعدًا لمناقشة أفكار لترتيبات على الحدود تضمن الأمن للطرفين، بحال حصلت هدنة في غزّة. ووفق ما علمت "البناء" فإن الوسيط الأميركي وخلال لقاءاته قدّم عرضًا يقضي بأن تعمل الولايات المتحدة على تسهيل الملف الرئاسي وتقديم مساعدات للجيش اللبناني وإعادة إعمار الجنوب ومساعدات مالية ونقدية بحال تعاونت الحكومة اللبنانية للتوصل إلى اتفاق على الحدود يوقف الحرب مع ضمانات بأن لا يعود حزب الله إلى الجبهة بمعزل عن مسار الوضع الميداني والتفاوضي والسياسي في غزّة.

لكن حزب الله، وفق ما أكدت مصادر معنية لـ"البناء" لم يُجب على الرسائل ولم يعلق على العروض ورفض النقاش بأي طرح أو اقتراحات في الملف الحدودي قبل وقف العدوان على غزّة. وتولى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الرد على طروحات هوكشتاين بالتأكيد على الطلب من "إسرائيل" وقف خروقاتها وعدوانها على الجنوب ولبنان والانسحاب من الأراضي المحتلة، عارضين سجل الاعتداءات الإسرائيلية والخروقات للقرار 1701. وأكد الرئيس بري أنه لا يمكن الطلب من المقاومة وقف إطلاق النار من دون إجبار "إسرائيل" على وقف عدوانها على لبنان وعلى غزّة أيضًا لكون القضية الفلسطينية هي أصل المشكلة ولا يمكن فرض الاستقرار على الحدود مع لبنان أو في المنطقة من دون وقف الحرب على غزّة والتوصل إلى حل يعيد حقوق الفلسطينيين.

ونقل هوكشتاين وفق معلومات "البناء" استعداد "إسرائيل" للانسحاب من النقاط المتحفظ عليها من قبل لبنان، ومن الجزء الشمالي من قرية الغجر وإطلاق مفاوضات على بعض النقاط محل نزاع مثل نقطة الـ بـ1، كما لفت إلى أن "إسرائيل" لم تعد تطلب تعديل القرار 1701 بل تطبيقه، كما التراجع عن مطلبها بانسحاب حزب الله مسافة 10 كلم والاكتفاء بسحب الصواريخ الثقيلة من الحدود. وخلصت المصادر إلى أن التصريحات الإسرائيلية العالية السقف ضدّ لبنان ورسائل التهديد الخارجية، تهدف للضغط على لبنان لا أكثر ولا أقل، مشيرة إلى أن الحلول الدبلوماسية هي التي تتقدّم على فرص الحرب المستبعدة في الوقت الراهن.

على الصعيد الدبلوماسي والرسمي، جال قائد قوات اليونيفل العاملة في الجنوب اللواء آرولدو لازارو على المسؤولين، حيث زار عين التينة وتابع معه رئيس المجلس المستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة "إسرائيل" عدوانها على قطاع غزّة ولبنان. أيضًا، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الجنرال لازارو وعرض معه الوضع في الجنوب والتعاون بين الجيش و"اليونيفيل". وقد أطلع لازارو رئيس الحكومة على مضمون التقرير الدوري لمجلس الأمن الدولي بشأن تطبيق القرار 1701.

الى ذلك، أشار ميقاتي خلال لقاء تشاوريّ مع سفراء الدول المانحة في إطار شرح موقف لبنان من أهمية استمرار تمويل "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إلى أنه "لمن دواعي سرورنا أن نرحّب بكم اليوم ونقدر انضمامكم إلينا لمناقشة أمر يمثل أولوية قصوى بالنسبة للحكومة في هذا الوقت، وهو حماية الأونروا من الجهود الخطيرة لقطع تمويلها وتعطيل خدماتها". وتابع: "إننا نجتمع هنا لنقول إن الدعم للأونروا أمر بالغ الأهمية، وسيكون لوقف تمويل الأونروا تداعيات لا يمكن توقعها، ونحض المجتمع الدولي على الاستمرار في دعم الأونروا للحفاظ على الاستقرار في البلاد".

"اللواء": لبنان ينتظر ما سمعه هوكشتاين في "إسرائيل" حول التهدئة

كتبت صحيفة "اللواء": إنصبَّ اهتمام المسؤولين اللبنانيين على متابعة ما يجري في نيويورك على صعيد مشروع القرار الذي اعدته الولايات المتحدة الأميركية لإعلان وقف نار مؤقت، يسمح بتحرير الأسرى والرهائن، واحتمالات انعكاساته على التهدئة على جبهة الجنوب، والمحكومة ليس فقط بـ"هدنة غزّة" بل ايضًا بطبيعة ما يسوّقه الموفد الرئاسي الأميركي كبير خبراء ملف أمن الطاقة العالمي عاموس هوكشتاين، والذي نقل إلى "إسرائيل" مقترحه، وما سمعه في بيروت من خلال لقاءاته مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش في ما خص الوضع في الجنوب، والتهدئة المطلوبة، لإعادة المستوطنين إلى المستوطنات في الشمال.

وحسب مصادر شبه رسمية فإن اتّصالات ستجري مع هوكشتاين لمعرفة الاجوبة الإسرائيلية، والمسار الذي ستسلكه التطورات في حال التوصل إلى هدنة في غزّة، أو لم تتوصل إلى اي وقف للنار في القطاع.

وحسب تسريبات مصادر "عبرية" فإن الأساس في المفاوضات إقناع المستوطنين بالعودة إلى المستوطنات الشمالية، عبر تكوين شبكة سيطرة في مناطق إطلاق الصواريخ، تتمكّن قوة من اليونيفيل، بمؤازرة الجيش اللبناني من بسط سيطرتها عليها.

وحضر الوضع الجنوبي، خلال جولة قائد قوات اليونيفل العاملة في الجنوب اللواء آرولدو لازارو  الذي زار الرئيس بري ثمّ الرئيس ميقاتي وعرض معهما الوضع في الجنوب والتعاون بين الجيش و"اليونيفيل". وقد اطلع لازارو رئيس الحكومة على مضمون التقرير الدوري لمجلس الأمن الدولي بشأن تطبيق القرار 1701.

الاعتدال في عين التينة السبت

وأشارت ‎مصادر مطلعة لـ"اللواء" أن تكتل الاعتدال الوطني يحاذر الحديث عن فشل مسعاه الرئاسي حتّى وإن عكست المعطيات المتعلّقة بلقاء التكتل مع كتلة الوفاء للمقاومة مناخا غير مسهل لمسعاه، وقالت إن نواب التكتل ذهبوا إلى القول إنه ينتظر جواب حزب الله مع العلم انه كان في إمكانه الإشارة إلى رأيه من هذا المسعى من دون تأخير، معتبرة أن لقاء تكتل الاعتدال مع الرئيس بري مجدّدًا من شأنه تحديد البوصلة.

‎وفهم من المصادر أن زيارة موفد اللجنة الخماسية ليست من شأنها نسف المسعى المحلي، وأكدت أنه مع مرور الوقت بدأ زخم المبادرة يخف حتّى وإن قامت محاولات لأحيائه، معربة عن اعتقادها أن الأيام المقبلة تعطي الجواب، علما أنه يكون البلد قد دخل في فترة شهر رمضان المبارك.

وفي ما رحبت بكركي بالحراك النيابي من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية حطت مبادرة الاعتدال الوطني في السراي الكبير، والتقى الرئيس ميقاتي وفدًا من التكتل والنائب السابق هادي حبيش بحضور النائب بلال الحشيمي.

وكشف البعريني ان التكتل سيلتقي الرئيس نبيه بري يوم السبت للتشاور في النتائج التي توصل إليها التكتل خلال لقاءاته. وشدد التكتل على ان مبادرته مستمرة، وإذا حصلت عرقلة لمبادرتنا سيظهر من هو المعرقل.. كاشفًا عن إيجابيات قابلة للتطوير..

السجال السلبي

على ان التطور السلبي تمثل امس، ببروز اشتباك في المواقف بين مجلس المطارنة والمجلس الإسلامي الشيعي الاعلى حول ما يجري في الجنوب.

فقد جدد مجلس المطارنة الموارنة رفضه القاطع زج لبنان في الحرب الإسرائيلية - الفلسطينية، التي نأت الدول العربية جمعاء عن نيرانها، وطالب الأطراف المحليين المعنيين (حزب الله) بإبعاد الاذى الذي يعانيه اهلنا في الجنوب، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية.

وحذر الآباء من مغضبة ربط النزاع الحدودي الجنوبي بتسويات تمس سيادة لبنان وثرواته النفطية والمائية، وما يعود إليه من حقوق جغرافية ويلفتون نظر افرقاء الخارج العاملين على هذا الصعيد، ان اي تفاوض لبناني في هذه الشؤون يعود إلى رئيس الجمهورية، وان ذلك يخضع لتجميد حتمي حتّى انتخابه.

ولم يتأخر الرد الشيعي على بيان مجلس المطارنة، فعقد المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى بهئته الشرعية والتنفيذية اجتماعًا، ادان خلاله العدوان الصهيوني المستمر على الشعب الفسطيني، وحيا المقاوملين الصامدين في غزّة.

واعتبر المجلس ان المقاومة أصبحت ضمانة وطنية لحفظ سيادة لبنان وثرواته وردع العدوان عنه، وان التحريض عليها يخدم أهداف العدوّ الإسرائيلي المتربص شرًا بلبنان.

ويزور وفد حزب الله برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الرابية للقاء رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، في إطار مهمّة لا ترتبط بالتباينات مع التيار الوطني الحر.

عاموس هوكشتاين

إقرأ المزيد في: لبنان