لبنان
كتلة الوفاء للمقاومة تبحث مبادرة تكتل الاعتدال: فداحة العدوان لا يتناسب معه موقف النأي المطلق بالنفس
تصوير: موسى الحسيني
أكّدت كتلة الوفاء للمقاومة، الخميس 7 آذار/مارس، على فعالية خيار المقاومة الإسلامية وأدائها المتضامن والمساند لغزّة وأهلها وضغطها المؤثر على العدوّ بغية حماية المصالح الوطنية للبلاد، كاشفة عن بحثها مبادرة تكتل الاعتدال الوطني للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية.
جاء ذلك في بيان أصدرته الكتلة بعد اجتماعها الدوري في مقرّها المركزي في حارة حريك برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، حيث أشارت إلى أنّه "بعد أيّام قليلة يقبل شهر رمضان المبارك محملًا بالبركات والرحمة والمغفرة وميّسرًا فرصًا وفيرة للصائمين من أجل التقرب إلى الله عز وجل بفروض الطاعة والعبادة وتصويب خياراتهم في الحياة وتقوية إرادتهم للتمكّن من مواجهة الأهواء والصمود بوجه مكائد الأعداء ومشاريعهم الظالمة".
كما توجهت "بخالص الدعاء إلى الله سبحانه أن يلهم أهلنا وإخواننا المظلومين والمعتدى عليهم وعلى أرضهم وحقوقهم في غزّة وكلّ فلسطين، الصبر والقوّة والثبات على موقف التصدي للعدوان وعلى مواصلة المقاومة دفاعًا عن قضية فلسطين ومصير شعبها وإحباطًا لأهداف العدوّ الصهيوني الذي يُمارس جرائم إبادة جماعية بهدف تشريد أبناء غزّة عن أرضهم وتهديد بقية الضفّة الغربية بالاحتلال والضم والتوسع الاستيطاني وتنفيذ تدابير وإجراءات أمنية في القدس والمسجد الأقصى تعيق الفلسطينيين عن ممارسة حقهم العبادي. وأخيرًا وليس آخرًا فرض وقائع جغرافية - سياسية تهدّد أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة كلها وتجعلها رهينة مشروع التسلط والهيمنة الذي ترعاه الإدارة الأميركية وتتطابق مصالحها مع مصالح الكيان الصهيوني المفتعل والمؤقت".
وخلصت الكتلة بعد "تدارس تطوّرات العدوان الصهيوني المجرم على غزّة وفلسطين والتحركات السياسية الجارية ومآلاتها"، إلى أنّ "العالم مدعو للتحرّك الجاد من أجل الضغط على الكيان الصهيوني لوقف عدوانه وجرائمه التي يستبيح بها الإنسانية. وعلى شعوب منطقتنا أن تحسم قناعتها بأن الإدارة الأميركية هي شريكة كاملة مع الصهاينة في العدوان والتآمر على قضية فلسطين، واستباحة الحياة بمظاهرها كافة، في غزّة المدمرة، وهذه الشراكة تسقط أي ترقب أو أمل بنزاهة أو صدقية دورها أو وساطتها لوقف الظلم وكبح العدوان".
ورأت الكتلة أنّ "الدعوة إلى إطالة أمد العدوان على غزّة ومنح العدوّ الصهيوني المهل الزمنية تلو الأخرى من أجل تحقيق أهدافه الموهومة في ترحيل أبناء غزّة عن أرضهم وإفراغ القطاع من سكانه والقضاء على تشكيلات المقاومة واسترداد أسراه بالقوّة، هي دعوة كاشفة عن التواطؤ والكيد الأميركي، لا يبرّرها حسب فهم المقاومة في غزّة المسعى المنافق إلى إقرار وقف مؤقت للعدوان خلال شهر رمضان المبارك، لا يستجيب إلى موجبات العدل والإنصاف ويبقي أبواب التهديد والعودة إلى استئناف العدوان الصهيوني مفتوحة ودون أي كوابح أو ضمانات جدية".
وحيّت "شجاعة وتضحيات أبطال المقاومة الإسلامية في لبنان"، مؤكدة "فعالية خيارهم وأدائهم المتضامن والمساند لغزّة وأهلها وضغطهم المؤثر على العدوّ بغية حماية المصالح الوطنية للبلاد من جهة وتعقيد سبل تحقيق أهدافه وعرقلة مشروعه العدواني من جهة أخرى".
ورأت في هذا التضامن الميداني المسؤول، "تعبيرًا إنسانيًا ووطنيًا راقيًا، ينبغي أن ترقى إليه أو تلاقيه في الحد الأدنى مواقف كلّ دعاة حقوق الإنسان والمنادين برفع الظلم وإدانة الظالمين في لبنان والمنطقة والعالم، إذ إنّ فداحة العدوان لا يتناسب معها إطلاقًا موقف النأي المطلق بالنفس أو التحفظ عن التضامن، لا إنسانيًا ولا موضوعيًا، وهو ما يرفضه شعبنا اللبناني الأبي ولا سيما أبناء المناطق الحدودية الذين يرتضون طوعًا نصرة المظلومين رغم كلّ التضحيات ويحتضنون المقاومين الشرفاء".
إلى ذلك، عرضت الكتلة مداولات رئيسها مع وفد تكتل الاعتدال الوطني النيابي الذي طرح مضمون مبادرته للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية يمارس صلاحياته الدستورية في إدارة شؤون البلاد، وإذ أبدت الكتلة حرصها على التوصل إلى مخرج وفاقي للأزمة الرئاسية، فقد ناقشت موقفها المفترض إبلاغه لاحقًا إلى الزملاء في تكتل الاعتدال النيابي ليبنى على الشيء مقتضاه.