معركة أولي البأس

لبنان

تعثر مفاوضات القاهرة حول غزة: لا للحلول الجزئية.. وتهديدات العدو لا تُقلق حزب الله
08/03/2024

تعثر مفاوضات القاهرة حول غزة: لا للحلول الجزئية.. وتهديدات العدو لا تُقلق حزب الله

انصبَّ اهتمام الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة 8 آذار/مارس 2024 على موضوع انهيار مفاوضات القاهرة لوقف الحرب في قطاع غزّة بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال قُبيل شهر رمضان المُبارك، حيث عاد وفد حماس للتشارو مع قادة الحركة بعد عدم استجابة العدوّ لمطالب المقاومة التي تقضي بوقف إطلاق النار بشكل نهائي مع انسحاب قواته وفكِّ الحصار ما يضمن عودة النازحين وإدخال المساعدات للأهالي وإطلاق سراح الأسرى الصهاينة، في حين ما زال الاحتلال المدعوم أميركيًا يبحث عن حلول جزئية تضمن نيله مبتغاه من المفاوضات أي إطلاق سراح أسراه مقابل هدنة مؤقتة يسمح خلالها بدخول المساعدات إلى القطاع المنكوب بفعل إجرامه، وذلك مقابل إطلاق سراح الأسرى، على أن تُعاود قواته عمليات الإبادة بعد ذلك.

على الصعيد المحلي، تناولت الصحف اللبنانية عدم اكتراث المقاومة الإسلامية للتهويلات الغربية التي تنقل عن العدوّ تهديده بشن حربٍ في 15 آذار/مارس في حال عدم التوصّل لتسوية سياسية، وأشارت إلى موقف نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي أكَّد فيه أنَّ ""إسرائيل" بالنسبة إلينا أوهن من بيت العنكبوت، وننظر إليها بأنها إلى زوال"، مضيفًا: "لا نهدِّد على مستوى الإعلام، وإنما نستعد لأيّ يوم تختاره "إسرائيل" لتوسّع معركتها، وسنكون لها بالمرصاد".

هذا وتطرَّقت الصحف إلى اللقاء الذي جمه رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، في منزله في الرابية مع وفد من كتلة الوفاء للمقاومة ضمّ رئيس الكتلة النائب محمد رعد والنائبين حسن فضل الله وعلي عمار حيث تمحور اللقاء حول الأوضاع التي يشهدها الجنوب إضافة إلى الأوضاع الداخلية، وففق ما نقلت الصحف عن مصادر، فإن "الجو كان إيجابيًا جدًا وهناك ارتياح متبادل بين الطرفين".

الأخبار| نهاية خائبة لمفاوضات القاهرة | "حماس" للوسطاء: عودوا إلى "ورقة باريس"

مع عودة وفد حركة "حماس" من القاهرة إثر فشل جولة المفاوضات الأخيرة حول التهدئة وتبادل الأسرى بينها وبين دولة الاحتلال، أكّدت مصادر فلسطينية أن تعثّر المفاوضات بدأ أساسًا من تراجع الأطراف الأربعة التي أعدّت ورقة باريس، أي الولايات المتحدة ومصر وقطر و"إسرائيل"، في نهاية كانون الثاني الماضي، عن بنود الورقة، وإلغاء ترابط المراحل الثلاث، وحصر البحث في مرحلة واحدة، هي المرحلة الأولى التي تشمل إطلاق 40 أسيرًا إسرائيليًا. وأكّدت المصادر أن "ما هو مقترح الآن لا يلبّي الحد الأدنى من طلبات المقاومة أو حاجات قطاع غزّة، وأن فصائل المقاومة التي فوّضت حماس اتّخاذ الموقف المناسب، كانت اتّفقت مع قيادة الحركة على ضرورة إعادة الجميع إلى ورقة باريس الأولى، وأن يكون هناك التزام من جانب الولايات المتحدة ومصر وقطر بوجود تهدئة مستدامة تقود إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار".وشدّدت على أنه "لا يمكن الموافقة على هدنة تبقي قوات الاحتلال منتشرة في كلّ مناطق القطاع، وتمنع التواصل بين سكان شماله وجنوبه. يجب سحب هذه القوات من أماكن تواجد المدنيين، وإلغاء أي رقابة لقوات الاحتلال على تحرّك الأهالي بين الشمال والجنوب". كما أوضحت "حماس"، وفق المصادر نفسها، للوسيطين المصري والقطري أن "البند الخاص بإدخال المساعدات إلى القطاع هو بند عام. والتجربة تقول إن هناك حاجة إلى الاتفاق على آليات مفصّلة تضمن وصول المساعدات إلى القطاع. والموافقة على إدخال 500 شاحنة تبقى من دون فائدة، ما لم يتم الاتفاق على آلية تضمن وصولها إلى المحتاجين وتنظيم عملية التوزيع".

على خط مواز، علمت "الأخبار" أن "إسرائيل" حصلت على موافقة الولايات المتحدة على إيصال المساعدات من خلال الجو أو من خلال البحر، وأن الاتّصالات الجارية مع عواصم عربية هدفها توفير آلية تسهّل وصول المساعدات عن طريق البحر. وفي هذا السياق، وصل وفد عسكري من الإمارات إلى دولة الاحتلال للمشاركة في اجتماعات تخصّ المرحلة المقبلة في قطاع غزّة. ويأتي ذلك في ما يواصل جيش العدوّ العمل، بالتعاون مع جهات فلسطينية معادية لـ"حماس"، على خلق حالة من الفوضى في أكثر من منطقة من القطاع، حيث تتركّز جهوده الآن على نشر مجموعات مسلّحة تتبع لشخصيات أو عائلات بحجة توفير الأمن وإدارة المساعدات، وفق ما تفيد به مصادر مطّلعة "الأخبار".

وعلى رغم الترحيب الإسرائيلي بإعلان الولايات المتحدة أن الرئيس جو بايدن، أمر الجيش الأميركي بإنشاء ميناء في قطاع غزّة لإيصال المساعدات عبر ممر بحري من قبرص، من دون أن يعني ذلك إنزال جنود أميركيين على الأرض في القطاع، إلا أن واشنطن ظلت تُظهر استياءها من إدارة بنيامين نتنياهو للحرب وتأثيرها على مصالحها في المنطقة. وفي هذا السياق، أوردت صحيفة "واشنطن بوست"، في مقال لديفيد إغناتيوس، أن بايدن يدرس سبلًا لمنع "إسرائيل" من استخدام أسلحة أميركية إذا هوجمت مناطق مدنية في رفح. وعلى رغم أن الرئيس لم يتخّذ قراره بعد، وفق التقرير، إلا أن مناقشة مسؤولين بارزين لهذه المسألة، تعكس القلق الأميركي المتزايد من تداعيات الأزمة الإنسانية في غزّة على المصالح الأميركية في المنطقة، والخلافات المتزايدة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" حول عملية رفح.

والاستياء الأميركي من نتنياهو انعكس أيضًا في كلام الأخير، الذي تحدّث عن "ضغوط دولية متزايدة"، داعيًا إلى "توحيد الصف، والوقوف معًا أمام محاولات وقف الحرب"، ومصرًّا على أن "الجيش سينفّذ عمليات مضادة لحماس في جميع أنحاء القطاع، بما في ذلك في رفح، آخر معقل للحركة ومَن يأمرنا بألا نتحرك في رفح، يأمرنا بأن نخسر الحرب. وذلك لن يحدث". وكان ذكر موقع "واينت" العبري أن "إسرائيل" فوجئت بتقرير "واشنطن بوست"، على رغم أن مسؤولين أميركيين ما فتئوا يوضحون للإسرائيليين منذ مدة أنهم لن يدعموا عملية في رفح "من دون خطة واضحة لإجلاء المدنيين".

إلا أن تقرير "واشنطن بوست" يشير إلى أن استمرار إرسال شحنات الأسلحة الأميركية إلى "إسرائيل"، يؤكد أنه على رغم الخيبة الأميركية من تعامل حكومة نتنياهو مع نصائح واشنطن، غير أن الأخيرة لا تزال لا تستجيب لدعوات وقف تلك الشحنات للضغط على نتنياهو بهدف خفض عدد القتلى المدنيين في غزّة، وزيادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وبلغ عدد شحنات الأسلحة التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى "إسرائيل"، منذ السابع من أكتوبر، نحو 100 شحنة. وبحسب مسؤول بارز في جيش الاحتلال تحدّث إلى "واينت"، فإن "إسرائيل لا يمكنها القول إن ثمة شيئًا لم تحصل عليه. لقد أُعطيت كلّ ما تحتاج إليه، إلا أننا لسنا واثقين من أن الأمر سيستمر على هذا النحو".

أما في ما يتعلق بالميناء الذي تنوي واشنطن إقامته في غزّة، فنقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين كبار القول إن "العملية لن تتطلّب قوات أميركية على الأرض. فالقوات ستظلّ في سفن قبالة الساحل" مع مشاركة حلفاء آخرين في التنفيذ. وأعاد هؤلاء التأكيد أن وقفًا مؤقّتًا لإطلاق النار ضروري للإسراع بدخول شحنات المساعدات.

الديار| حزب الله يشكك ويكتشف ثُغر العدو... نقص حاد في الصواريخ الاعتراضية!

لا أحد حتّى الآن يريد ان ينعى احتمال التوصل إلى هدنة في غزّة تنسحب بمفاعيلها على الجبهة اللبنانية على الرغم من تقلص فرص النجاح في الوقت الفاصل قبل بدء شهر رمضان يوم الاثنين المقبل. لكن الفشل لا يعني حتمية الحرب الشاملة، والتسريبات الإعلامية الإسرائيلية بحرب برية تبدو حربا نفسية، في ظلّ  ضعف واضح في المنظومة العسكرية الإسرائيلية. إلا أن الاحتمالات كافة تبقى قائمة ولا يمكن استبعادها، في ظلّ  "الكباش" القائم بين الولايات المتحدة ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو الذي يحاول فك الطوق الديبلوماسي من حوله بإطلاق المزيد من التهديدات "الفارغة إزاء الجبهة اللبنانية بإعلانه امس ان "إسرائيل" ستعمل بحزم على كافة الجبهات، بما فيها الجبهة الشمالية مع لبنان في ضوء تجديد موقفه الحاسم من خوض معركة في رفح وملاحقة حركة حماس في كلّ مكان! تصريحات نتانياهو التصعيدية، قابلها كلام مغاير للسفير الأميركي لدى كيان الاحتلال، جاك ليو، الذي اعلن أن "الخلافات تضيق" في المحادثات حول وقف لإطلاق النار في قطاع غزّة، مؤكدًا أنه من الخطأ افتراض أن المحادثات قد فشلت، مقرا انه مع كلّ يوم تزداد صعوبة التفاؤل، لكن يجب ممارسة الكثير من الضغوط على جميع الأطراف في المفاوضات، للبقاء فيها!

هذا التباين بين الموقفين الأميركي والإسرائيلي، يعكس رغبة واشنطن في حماية "إسرائيل" من نفسها في ظلّ  "العمى" الاستراتيجي الذي يصيب القيادة السياسية التي تتولى السلطة وتعمل على حماية نفسها وليس اي شيء آخر. وبحسب اوساط دبلوماسية غربية تحدثت امام زوارها في بيروت، فان الإصرار الأميركي على ابقاء الخطوط مفتوحة بين كافة الأطراف عبر المبعوث الرئاسي عاموس هوكشتاين، يهدف إلى منع حكومة الحرب أو بعض اعضائها من ارتكاب "خطيئة" الحرب الشاملة مع لبنان في ظلّ  معرفة أميركية دقيقة بمواطن الضعف لدى الجيش الإسرائيلي "المنهك" بعد خمسة أشهر من حرب متعددة الجبهات، إضافة إلى وجود ثغرة مخيفة في منظومة السلاح المضاد للصواريخ لجهة الفشل في اعتراض مسيرات حزب الله، والنقص الحاد في الصواريخ التي لن تكون كافية ابدًا لحماية الجبهة الداخلية التي ستكون مكشوفة بمعظمها بعد أسبوعين على ابعد تقدير من حرب مفتوحة في الشمال.

هذه المعطيات التي يعرفها حزب الله جيدا، وعمل خلال الأشهر الأخيرة على اختبارها واكتشاف ثُغرها ميدانيا، تجعله في موقف أقوى على الجبهة وكذلك دبلوماسيا، وهو ما لمسه هوكشتاين في جولاته المكوكية الثلاث، وعبر عنه صراحة عضو المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق بالامس عندما قال إن "إسرائيل" تستجدي "الوساطات". وفي انتظار ما ستحمله الساعات المقبلة من تطوّرات سياسية وعسكرية مع توقعات بتصعيد مرتقب تزامنا مع عملية التفاوض الشاقة والصعبة حول الهدنة المفترضة، نفذت المقاومة ضربات نوعية ردا على غارات إسرائيلية كثيفة على عدد من القرى الحدودية، في وقت التقى سفراء الخماسية في السفارة القطرية بحثا عن مخرج للازمة الرئاسية التي تبقى بحكم المؤجلة إلى ما بعد انقشاع الصورة الضبابية في المنطقة التي يعاد تشكيلها وترتيبها في ضوء موزاين القوى المستجدة، وهو ما كان محور بحث عميق ومفصل بين وفد من كتلة الوفاء للمقاومة والرئيس السابق ميشال عون في الرابية حيث جرى نقاش شفاف بين الطرفين حول المواجهة على الحدود والاستحقاق الرئاسي والعلاقات الثنائية "الباردة" بين حزب الله والتيار الوطني الحر.

وبعد التسريبات الإعلامية التي تتحدث عن التهديدات بحرب في 15 اذار، سخر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من الأمر وقال إن "إسرائيل" لا تخيفنا وهي إلى زوال، وإذا هدّدت لا نهدّد اعلاميا، بل نستعد لها وسنكون لها بالمرصاد. وفي هذا السياق، لفتت اوساط ديبلوماسية إلى ان واشنطن لن توقف مساعيها الديبلوماسية لمنع انفجار الوضع جنوبًا، وحضورعاموس هوكشتاين إلى بيروت  ثم ذهابه إلى "تل أبيب"  ياتي في سياق منع "إسرائيل" من اذية نفسها في حرب تعرف كيف تبدأ ولن تعرف كيف تنتهي. اما لماذا كرّر الشيخ قاسم سخريته من تهديدات قادة العدو؟ فالاجابة لم تتأخر في تقارير إعلامية إسرائيلية شككت في قدرة منظومات الدفاع الجوي الصاروخي الإسرائيلي في الحدّ من أضرار صواريخ حزب الله  على الجبهة الداخلية والمواقع الحساسة،  خصوصًا ان المقاومة لم تكشف حتّى الآن عن كلّ أوراقها وهي لا تزال تستخدم في الصليات الكبيرة صواريخها القديمة من نوع "كاتيوشا"، ولم تكشف بعد عن أي صواريخ ضخمة ودقيقة تقدربـ 150 الف صاروخ بعيد ومتوسط المدى بعد نحو 150 يومًا من القتال. وذلك في سياق استنزاف قدرات الاحتلال الاعتراضية عبر إجباره على استهلاك صواريخ منظومات دفاعه الجوي.

ووفقا لخبراء عسكريين إسرائيليين، إذا اندلعت الحرب الشاملة ستضطرّ "إسرائيل" إلى تحويل منظومتها الدفاعية بالكامل لحماية مؤسساتها العسكرية الحساسة. وفي هذا السياق، أوضح تقرير صادر عن معهد "مكافحة الإرهاب" شارك فيه أكثر من 100 من كبار المسؤولين العسكريين والحكوميين الإسرائيليين، عدم استعداد الجبهة الداخلية الإسرائيلية لحربٍ واسعة مع حزب الله. وذكر التقرير أنّ الحرب ستبدأ من الشمال "بوابلٍ هائل ومدمر من صواريخ حزب الله في جميع أنحاء البلاد تقريبًا".

ووفقا للمعهد، فان إطلاق الصواريخ من لبنان سيكون مكثفًا، حيث يتراوح بين 2500 و3000 عملية إطلاق يوميًا، بما في ذلك صواريخ أقل دقة وصواريخ بعيدة المدى دقيقة. كذلك، أكد أنّ معدل إطلاق النار "سيتحدّى التكنولوجيا الإسرائيلية كما لم يحدث من قبل"، مشيرًا إلى أنه سيتم استنفاد مخزونات صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية وصواريخ مقلاع داود في غضون أيام قليلة من القتال، مما يترك "إسرائيل" عرضةً لآلاف الصواريخ والقذائف دون دفاعٍ نشط فعال. تجدر الاشارة إلى ان جيش الاحتلال الإسرائيلي  يستخدم في عملية التصدّي للصواريخ  عدة أنظمة متكاملة للدفاع الجوي، ومن ضمنها القبة الحديدية، منظومة باتريوت، نظام أرو (السهم)، ومقلاع داود. وهذه المنظومات، ذات الطبقات المختلفة، تكلّف الميزانية الإسرائيلية مبالغ طائلة، نظرًا لارتفاع أسعار صواريخها وتكلفة تشغيلها العالية. وتشير تقديرات الخبراء إلى أنّ الاحتلال لا يمتلك أكثر من 10 آلاف إلى 20 ألف صاروخ "تامير" يستخدم في القبة الحديدية. اما بالنسبة إلى صاروخ الباتريوت الذي تبلغ تكلفته نحو مليون دولار، فليس متوافرا بكميات كبيرة أيضًا، فالولايات المتحدة، التي تزوّد "إسرائيل" بهذه المنظومة، كانت تملك 3 آلاف صاروخ "باتريوت" جاهز ضمن البطاريات، ونحو ألفي صاروخ لإعادة التلقيم، وذلك قبل الحرب على أوكرانيا. إلا أنّ الحرب تسبّبت باستنفاد هذا المخزون، ما يعني أنّ الاحتلال الإسرائيلي بات يملك الآن، بحسب التقديرات، المئات فقط من هذه الصواريخ. وقد نجحت المقاومة خلال الأشهر الخمسة في الكشف عن نقاط ضعف هذه الصواريخ واستنفدت الكثير من احتياطها، ولهذا تنخفض التوقعات باندلاع حرب شاملة لا تبدو "إسرائيل" جاهزة لتحمل اكلافها.

البناء| لقاء إيجابي في الرابية

بعد التوتّر الذي سيطر على العلاقة بين الرابية وحارة حريك، زار وفد من كتلة "الوفاء للمقاومة" ضمّ النواب محمد رعد، علي عمار وحسن فضل الله الرئيس العماد ميشال عون، في دارته في الرابية، وتمحور اللقاء حول الأوضاع التي يشهدها الجنوب إضافة إلى الأوضاع الداخلية.

وبعد اللقاء قال رعد: "الاتّصال القائم بيننا وبين فخامة الرئيس الجنرال ميشال عون هو خط دائم ومستمر لم ينقطع في السابق ولن ينقطع أبدًا. وهو خط يبعث الطمأنينة والسكينة في نفوس اللبنانيين على اختلاف مناطقهم وطوائفهم نظرًا لتاريخ التعايش والشراكة الحقيقية التي نعيشها في ما بيننا في مقاربة القضايا الوطنية".

ولفت رعد إلى أن "هذه الزيارة كانت فرصة لإطلاع فخامة الرئيس على الأوضاع الميدانية الدقيقة والموضوعية بعيدًا عما يتمّ من تراشق من هنا وهناك. وأبدينا ما يمكن أن يعزز الوحدة الوطنية في مواجهة تحدّي العدوّ الصهيوني الذي يجترح اليوم إبادة جماعية في غزّة. ومن المريب أن أصواتًا دولية صمتت بالكامل ولم ترقَ إلى تحمل المسؤولية الإنسانية لمقاربة مثل هذا التوحّش الذي يمارسه العدوّ في غزّة. أيضًا في وضعنا اللبناني نحن بحاجة إلى ان نبدي نوايانا الحسنة ونصرّ على التخاطب المسؤول بين كلّ الفئات والمعنيين بشأن هذا البلد وصولًا إلى حل المشاكل الرئيسية التي نعاني منها".

وفي سياق ذلك، أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله في حديث صحافي أنّ جوّ اللقاء مع الرئيس العماد ميشال عون كان إيجابيًا ووديًا ومريحًا والحوار كان صريحًا.
من جهته، أكد عضو تكتل "لبنان القويّ" النائب إدغار طرابلسي أن "زيارة وفد من "حزب الله" الرابية، فيها انتقال واضح لمعالجة التباين على أعلى المستويات ولتوسيع مروحة التفاهمات في لبنان"، مشيرًا إلى أن "هذه المبادرة يمكن أن تؤدي إلى إيجابية مطلوبة لترميم العلاقة والاتفاق على النقاط الخلافية". وشدّد على أن "المطلوب ليس فقط التفاهم بين طرفين أساسيين حفظا لبنان بتفاهمهما، بل انضمام الآخرين إلى ذلك".

ولفت في حديث إذاعي إلى أن "التيار الوطني الحر لا يخشى إبرام حزب الله صفقة رئاسيّة على حساب التيار"، مؤكدًا "الجاهزية لأي انتخاب إن كان المرشح سليمان فرنجية أو غيره". وأوضح أن "التيار يعارض التصويت لفرنجية، لكن إذا صوّت له البرلمان فسيتعامل مع الواقع كما هو"، مطالبًا في الوقت نفسه "بأن يكون هناك موقف وسطي يتمثّل بالذهاب إلى مرشح ثالث يُرضي الجميع".

ولفتت مصادر الطرفين لـ"البناء" إلى أن الجهود لاحتواء الخلافات بين الحزب والتيار لم تتوقف عبر حلفاء وأصدقاء للطرفين، وجاءت زيارة وفد حزب الله للرئيس عون تتويجًا لهذه المساعي التي ستستكمل لترميم الهوة بين الحليفين لمواجهة الاستحقاقات الداهمة وتوحيد الموقف الوطني في مواجهة الخطر الإسرائيلي في الجنوب وإنجاز الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت ممكن. ولفتت المصادر إلى أن لقاء الرابية جاء ليسقط كلّ الرهانات على مواقف التيار الوطني الحر والرئيس عون والنائب جبران باسيل الأخيرة، بإشعال فتيل الخلاف بين التيار وحزب الله، مشدّدة على أن الخلاف مهما اتسع فإن العلاقة لن تسقط والتحالف لن ينهار وستبقى شعرة الودّ والاحترام وبالتالي الخلاف السياسي لن ينعكس سلبًا على قواعد التيار والحزب. ولفتت إلى أن حجم الخلاف بين الطرفين سيدفع إلى الحوار الجدّي وإعادة النظر حول كثير من النقاط لإعادة ترميم اتفاق مار مخايل أو صياغة اتفاق جديد يواكب التطورات الهائلة على الصعد كافة.

إقرأ المزيد في: لبنان