لبنان
السفير الإيراني في إفطار السفارة: فلسطين لن تعود إلاّ بالجهاد والمقاومة
تصوير: موسى الحسيني
أقامت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت بمناسبة يوم القدس العالمي، حفل إفطارها السنوي في مقر السفارة في بئر حسن.
وألقى السفير الإيراني مجتبى أماني كلمة قال فيها: "لقد اختار الإمام الخميني، من إعلانه التاريخي ليوم القدس، أن يجعل منه محطة مفصلية في مصير الشعب الفلسطيني وأن يكون مناسبة هامة لاتحاد الأمة بكافة أطيافها وأحرارها وبجميع طوائفها ومكوناتها في الدفاع عن الحقوق القانونية والتاريخية للشعب الفلسطيني في الحرية والسيادة والاستقلال والعيش بسلام على كامل أرضه، كما أراد لهذا اليوم أن يكون تظاهرة سياسية تَعُم مدن العالم الإسلامي كافة، وذلك ترسيخًا لجذور القضية الفلسطينية في عمق الوجدان الإنساني، حتّى لا يطالها النسيان مهما طال الزمن، ولتكون شاخصًا حيًا يعبّر عن ضمير الأمة".
وأضاف: "أن الشعب الفلسطيني المجاهد في غزّة يتعرّض منذ أكثر من ستة أشهر لإبادة جماعية وحملات تصفية عنصرية وفظائع بشعة يرتكبها الكيان الصهيوني عن سابق إصرار وتصميم تطال الأطفال والنساء والمدنيين. كلّ هذا الإجرام المتمادي في محاولة بائسة للتغطية على منجزات طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، هذا الزلزال الهادر الذي لا تزال أصداؤه تتردّد بقوة في أرجاء المعمورة، وهو ما لم ولن ينجح كيان الاحتلال في محو آثاره ونتائجه".
وتابع أماني "كل ذلك والمجتمع الدولي يقف في هذه الحرب الظالمة موقف المتآمر والداعم للكيان الغاصب، وهذا ليس بجديد علينا، فمنذ العام 1948 تاريخ اغتصاب فلسطين لم يكن دور المجتمع الدولي وبعض مؤسسات الأمم المتحدة سوى تغطية جرائم هذا الكيان ضدّ العرب والمسلمين. لكن المستغرب هذا الصمت المريب للذين يعتبرون بأن القضية الفلسطينية هي قضيتهم إزاء الفظائع اليومية التي تَتَكشّف يومًا بعد آخر، منذ مجزرة مستشفى المعمداني وصولًا إلى الفظائع الوحشية التي خلفها الاحتلال في مستشفى الشفاء".
وأردف: "وهنا لا بد أن نحيّي الجهاد البطولي للشعب الفلسطيني الصابر الذي يتحمل ما يتحمل من الظلم والمعاناة والحصار والتجويع، فكلّ لحظة من لحظات معاناتهم محفوظة في التاريخ. وهنا تلقى المسؤولية على عاتقنا جميعًا لإبراز هذه القضية وإسناد فصائل المقاومة بكل تلاوينها. جهاد هؤلاء الأحرار بث روح الأمل من جديد بقرب الخلاص، وأحيا مقاومة تنفخ في طول الأرض المحتلة وعرضها جعلت الكيان الصهيوني يعيش في حالة من القلق الوجودي".
وأوضح أماني "إن تخبط هذا الكيان الغاصب أمام فشله في تحقيق أي إنجازات ميدانية والقضاء على جذوة المقاومة، يدفعه إلى ارتكاب الحماقات التي لن تجلب له سوى المزيد من الوهن والخراب. من جملة هذه الإفلاسات اعتداءاته السافرة قبل أيام على مقر دبلوماسي للقنصلية الإيرانية في العاصمة دمشق الأمر الذي أسفر عن استشهاد كوكبة وضاءة من قياديي ومستشاري حرس الثورة الإسلامية. هذه الأعمال المتهورة لن تبقى بالتأكيد دون رد، وكما وعد قائد الثورة الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله فإن الصهاينة سيندمون على جريمتهم وسيعاقب هذا الكيان الخبيث على يد رجالنا الشجعان وسيندم على هذه الجريمة وأمثالها من الجرائم".
وأكد أماني، في يوم القدس العالمي على النقاط التالية:
أولًا: أن فلسطين والقدس ستكونان محور الوحدة وتمييز الحق عن الباطل. كما نشاهد في الميدان التضامن مع هذه القضية من كلّ لبنان والعراق واليمن والمقاومة البطولية في داخل الأراضي المحتلة من حماس والجهاد وباقي الفصائل التي تؤمن بالمقاومة.
ثانيا: أن فلسطين لن تعود إلاّ بالجهاد والمقاومة، وأي طريق آخر لن يعيد أي أرض محتلة. فالمفاوضات والقرارات الدولية منذ احتلال فلسطين لم تكن إلا تسويفًا وخداعًا وسرابًا.
ثالثًا: إننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نؤكد ونجدد دعمنا للشعب الفسلطيني الشقيق وحقه في الحرية والاستقلال والسيادة على أرضه ووطنه الذي لن يلغيه الزمن. ونعتبر أنفسنا الحلفاء الدائمين لهذا الشعب المقاوم من دون أي مساومة وما نقدمه من دعم هو واجب يميله علينا الإسلام ومبادئ ثورتنا الإسلامية".
ثم ألقى القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان كلمة قال فيها: "الشكر للجمهورية الإسلامية في إيران التي التزمت قضية فلسطين ليس كقضية إستراتيجية فحسب بل كقضية ترتبط بالعقيدة وبأساس نظام الجمهورية الإسلامية منذ انتصار ثورتها المباركة بقيادة الإمام الخميني رحمه الله، وباستمرار قيادة الإمام السيد علي الخامنئي. وأترحم على شهداء المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وفي كلّ مكان ترفع فيه راية المقاومة ضدّ العدوان والاحتلال، وأخص هنا بالذكر شهداء أعزاء من رجال الجمهورية الإسلامية ومن رجال الحرس الشهيد الحاج قاسم سليماني رحمه الله، الشهيد الحاج رضا الموسوي، وآخر المرتقين الشهيد الحاج محمد رضا زاهدي وإخوانه".
وأضاف: "في يوم القدس هذا العام نعيش طوفان الأقصى طوفان الأحرار مضى على انطلاقه 181 يومًا، ولهذا الطوفان وجوه تتكامل في ما بينها، فيه صورة الصمود الأسطوري لشعب يعاني ألمًا تنهار أمامه شعوب، لكنّه يتلقى هذا الألم بصبر وثقة بالله وإيمان أن هذه التضحيات تكتب قصّة نصر مهما كان الألم شديدًا، ووجه صمود المقاومة وفعلها في الميدان لتكشف هشاشة هذا الكيان الذي قيل يومًا إن جيشه لا يقهر، وقيل يومًا إنه قادر على توفير أمن للباحثين عن الأمن في المنطقة، بل راهن البعض على أن تحالفه وتطبيعه مع هذا الكيان قد يضمن مستقبلًا سياسيًّا له في المنطقة. وصورة ثالثة، محور المقاومة الذي بُذِل في بنائه جهاد وجهود وقُدِّمت فيه دماء وتضحيات كثيرة يعمل بفاعلية وقدرة في مواجهة هذا العدوان. أما الوجه الرابع فهو وجه المتخاذلين والمهزومين والمنافقين، وحسنًا أنهم كشفوا. أما الوجه الخامس فهو الوجه الحقيقي لأميركا التي تحاول أن تقود العالم. دولة لا تجلب إلا دمارًا وخرابًا حيث حلّت ولا تصنع خيرًا للبشرية".
وختم: "آخر هذه الوجوه الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني المجرم القاتل الذي يعيث فسادًا في الأرض أمام العالم أجمع".