معركة أولي البأس

لبنان

فضل الله: أي مبادرة لإراحة العدو مصيرها الفشل
29/04/2024

فضل الله: أي مبادرة لإراحة العدو مصيرها الفشل

أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أنَّ: "أي مبادرة خارجية تجاه لبنان هدفها إراحة حكومة العدو لتركز كل جهدها على غزة، هي مبادرة محكوم عليها بالفشل. فالبحث عن الحل لا يكون بمعالجة النتائج، بل معالجة الأسباب التي أدَّت إلى هذه النتائج"، مضيفًا أن: "ما يحصل على جبهتنا الجنوبية من مساندة لغزة، له سبب رئيسي، هو العدوان الإسرائيلي على غزة، وسبب آخر هو منع العدوان على بلدنا".

وفي كلمة له خلال احتفال تكريمي أقيم لشهيدتي الغدر الصهيوني الحاجة مريم قشاقش والكشفية سارة حسين قشاقش في صور، رأى فضل الله أن: "من يريد إيجاد الحلول، عليه أن يذهب بالدرجة الأولى إلى الكيان الصهيوني ويمارس الضغط عليه كي يوقف هذه المذبحة في غزة، وأمَّا كيف يكون عليه الجنوب بعد وقف العدوان، فهذا ما يقرِّره الشعب اللبناني ودولته ضمن قواعد الحماية للجنوب، ومن ضمنها معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأيضًا عدم المس بسيادتنا الوطنية".

وقال إن: "تركيزنا اليوم هو على قتال صاحب المشروع الأساسي أي الكيان الصهيوني، وهذا ما عملنا عليه منذ العام 1982، وفي لبنان ليس جديدًا ما نسمعه بين الحين والآخر من مواقف مرتبطة بالصراع مع العدو، فالانقسام السياسي اللبناني موجود منذ ما قبل نشأة الكيان الصهيوني في العام 1948، وقبل أن يولد حزب الله ومقاومته، وقبل أن تولد المقاومة في العام 1982، ودائمًا كان هناك من يرفض فكرة المقاومة، ففي جينات البعض فيروس ضد مقاومة الاحتلال يخلق معه حين يُولد"، وأضاف: "كان العدو تاريخيًّا، ولا يزال يوظِّف مثل هذه الجينات في حروبه ضدَّ لبنان، ولكن المقاومة بمختلف فصائلها تمكّنت من الحد من تأثيرات العدو على الداخل، واستطاعت القضاء على بعض الظواهر، وعلى كل الأدوات المكشوفة والمعلنة التي كانت موجودة في المنطقة الحدودية أو في مناطق أخرى، إلا أن المقاومة بالطبع لم تتمكّن من تغيير ما في النفوس التي بين الفنية والأخرى تنفث ما في داخلها، وقد أصبحت المواقف المعروفة والمكشوفة عديمة التأثير، "وجمعها، وجُملها، وأحرفها، لا تُقرأ، ولا تُسمع، ولا مُعربة، ولا مبنية، لأنَّه لا محلَّ لها من الإعراب". 

وشدد فضل الله على أن: "ما نقوم به هو تعبير صادق عن إنسانيتنا بصورتها المشرقة التي تضيئها دماء الشهداء، وهي التي تعطي اليوم للبنان قيمته الأخلاقية، وتجعله بمصاف الدول المؤثرة والحاضرة بين الدول، ويُحسب له حساب، وتُعرض عليه المبادرات"، لافتًا إلى أن: "راية مقاومتنا أصبحت اليوم رمزًا لكل صاحب ضمير حي تحرَّك من أجل أطفال غزة، وهي ترفرف في الجامعات الأميركية المنتفضة بالرغم من القمع الذي تمارسه الإدارة الأميركية، وهذه الراية هي عنوان كرامة لبنان وعزِّته وعنفوانه، وهي التي تعبِّر عن جوهر موقف الشعب اللبناني الأبي، وهي راية فعَّالة في الميدان وفي قلوب الأحرار، تغيظ الصهاينة ومن معهم، وستبقى راية مرفوعة منتصرة".

وتابع: "لا يمكن لأي صاحب ضمير حي أن يتفرَّج على ما يحصل من إبادة في غزة، أو يقف على الحياد، فلا حيادية بين الإنسانية والوحشية، وعندما تتحرك دول وشعوب في أقاصي الأرض من جنوب أفريقيا إلى الجامعات الأميركية، وترى نفسها معنية، فكيف حال من هو على تخوم فلسطين ومعرَّضٌ دائمًا للتهديد ولهذا الخطر الصهيوني، ودفع على مدى تاريخه أثمانًا باهظة جراء العدوانية الصهيونية؟".

أشار فضل الله إلى أن: "انتماءنا وديننا وأخلاقنا وإنسانيتنا ووطنيتنا ومصالحنا وجيرتنا، وحفظ وجودنا، كلها عوامل تدفعنا لنأخذ هذا الموقف التاريخي من أجل مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم، ومن يتجرد عن إنسانيته، مكانه العيش في الغابة وليس بين البشر". 

ولفت : "لقد وضعنا هدفًا أساسيًّا وهو مساعدة غزة لوقف العدوان عليها، وما نحقِّقه من إنجازات هو أكبر بكثير من أن يراه أصحاب النظرة القاصرة أو النفوس الضعيفة أو أصحاب السوابق الذين ماتت ضمائرهم، وما يهمنا هو مدى التأثير الذي يشعر به العدو، كي يوقف عدوانه. وهذا ما يحصل، والدليل هو حجم الضغوط التي تمارس على لبنان كي تتوقف المقاومة، وحجم القلق الذي يشعر به العدو وما يصيب آخرون من غيظ وحنق". مشددًا على أنَّ: "المقاومة تكرِّس اليوم معادلة الحماية التي تجعل أهل الجنوب يصمدون في أرضهم، فلا يُهجَّرون والعدو آمن، أو تدمَّر بيوتهم والصهاينة يعمرون مستوطناتهم، لقد تغيَّر الزمن، فعندما نهجَّر، يهجّرون، وعندما تُقصف قرانا تُقصف المستوطنات، بخلاف ما كان يحصل في الماضي، عندما كانت تستباح القرى من دون أي رادع، أو أن يجد العدو له موطئ قدم في قرانا من خلال العملاء الذين كان يستخدمهم لتنفيذ مخططاته".

وختم فضل الله بالقول: "لم يعد بمقدور العدو أن يكرِّر ما فعله في العام 1976 في حانين يوم ارتكب مجزرة مرُّوعة مستخدمًا أدواته القذرة ودمَّر القرية وهجَّر أهلها ولم يجد من يُحاسبه على جريمته التي استمرت 24 سنة إلى أن تحرَّرت البلدة وأخواتها من القرى على يد سواعد المقاومين، وعاد إليها أهلها أعزاء في العام 2000. ففي زمن هذه المقاومة، وبعد سبعة أشهر من القتال، فإن أي مسٍّ من العدو بالمدنيين يقابله ردٌّ فوري، وبعد استهدافه لحانين، تلقَّى ضربة موجعة على مدى يومين، وأي تصعيد إسرائيلي يقابله الردٌّ المناسب من المقاومة".
 

إقرأ المزيد في: لبنان