معركة أولي البأس

لبنان

كلمة السيد حسن نصر الله في مهرجان يوم القدس العالمي 31-5-2019
01/06/2019

كلمة السيد حسن نصر الله في مهرجان يوم القدس العالمي 31-5-2019


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى اله الطيبين الطاهرين، وعلى صحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
الإخوة والأخوات، أيها الحفل الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏
أرحب بكم في هذه المناسبة العزيزة، وأشكر لكم جميعا هذا الحضور الكبير لإحياء هذه المناسبة ‏الجهادية الإيمانية الإنسانية الأخلاقية التي ترتبط بديننا وعقيدتنا وإيماننا وجهادنا وحاضرنا ‏ومستقبلنا ومصيرنا وعزتنا وكرامتنا وحريتنا ومقدساتنا.‏
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد، "بسم الله الرحمن الرحيم، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا ‏قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما".‏
اسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون قولنا قولاً سديدا في مرحلة حساسة وصعبة ومصيرية.‏
اليوم يكون قد مضى على إعلان الإمام الخميني قدس سره الشريف ليوم القدس العالمي ولهذه ‏المناسبة أربعون عاما. الإمام أعلن أو دعا إلى إحياء هذا اليوم في سنة 1979، وخلال أربعين عاماً ‏راهن أعداء القدس على أن يضيع هذا اليوم أو يُهمل أو يًنسى مع الوقت كما يظنون أن هذه عادة ‏الناس، ولكن عاما بعد عام كنا نجد أن اهتمام شعوب العالم واهتمام الأمة بهذا اليوم يكبر ويتعاظم ‏رغم المحاولات التي سعت لتصويره يوماً إيرانياً أو لإعطائه لبوساً مذهبياً وتصويره يوماً شيعيا، ‏إلا أن إخلاص الإمام الخميني قدس سره الشريف وصدق نيته كانا أقوى من كل هذا المكر، وأقوى ‏من كل هذا الكيد.
كما أن إخلاص وصدق كل السائرين على هذا الطريق المؤدي إلى استعادة ‏القدس وتحريرها إن شاء الله، استطاع أن يكون أقوى من أي حصار، ولذلك نرى اليوم، اليوم بالتحديد، بل بات على مقربة من أن ‏يصبح أسبوع يوم القدس. أمس ليلاً كان هناك إحياء عصراً وليلاً في الكثير من المدن والدول. اليوم ‏أيضا في منطقتنا، في الشرق الأوسط، كما يسميها الإمام الخامنئي غرب آسيا، في دول إفريقيا، سواءً ‏في شمال إفريقيا أو في دول إفريقيا الأخرى، إلى اندونيسيا، إلى ماليزيا، إلى عدد من الدول ‏الأوروبية، إلى بعض المدن الأمريكية، إلى أستراليا، وإلى أمريكا اللاتينية.‏
شعوب واتجاهات فكرية ودينية متعددة، واتجاهات سياسية متعددة، وحضور كبير، وهناك من ‏سيحيي هذه المناسبة أيضاً يوم غد السبت، ويوم الأحد، خصوصا في بعض الدول الأوروبية بما ‏يتناسب مع الترخيص أو المجوز الذي يحصلون عليه للساحات العامة والطرق العامة.‏
إذا هذه مناسبة والحمد لله تعظم وتكبر.‏
بطبيعة الحال من المتوقع لها أن تسير في هذا الطريق، أنا اليوم في الكلمة، بالفهرس، سأتحدث ‏قليلا عن المناسبة كلمتين، الموضوع الأساسي له علاقة بفلسطين وصفقة القرن ومسؤوليتنا جميعا ‏وتقديرنا للوضع  القائم ومن ضمنه أدخل أيضا لأن هذا مع بعضه كما يقال الآن، أو ما كان يقال ‏خلال الأسابيع القليلة الماضية عن حرب أمريكية على إيران، هذا الأمر الذي تراجع في الأيام ‏القليلة الماضية، وأيضا أود أن أتعرض لموضوع القمة العربية في مكة المكرمة.‏
وانهي حديثي بما يتعلق بمسألة عندنا هنا في لبنان، بما يتعلق بترسيم الحدود، لكن على جانبها هناك ‏ملف حساس يُستغل الآن، موضوع ترسيم الحدود للضغط فيه على اللبنانيين، موضوع حساس ‏يرتبط بالمقاومة وبإسرائيل وأنا أحب أن أتحدث عنه لأنني إن لم أتحدث عنه الليلة، بعد عدة أيام، ‏لأن هذا الموضوع بدأ يتسع في الكواليس الخاصة، سيخرج إلى الإعلام ونصبح أمام ضرورة ‏التعقيب. لا، دعونا نكتب المتن الأصلي ولاحقا من يود كتابة حاشية وتعليق وتعقيب يعقب.‏ وتحديدا الموقف إزاء هذا المستجد الحساس.‏
بالنسبة ليوم القدس، اليوم شاهدنا نحن مظاهرات كبيرة في عدد من دول العالم، لكن أول ما يجب أن ‏نتوقف عنده هو التظاهرات الشعبية المليونية الضخمة في إيران. في السنة الماضية لم نكن نقف ‏عندها، كنا نعتبره أمراً طبيعياً. السنة سنقف عليه، لأن العالم كله يجب، انأ شاهدت وسائل الإعلام العربية ‏حتى وسائل الإعلام المؤيدة والمساندة لمحور المقاومة لم تستطيع أن تقدم حجم الصورة الحقيقي، ‏لكن أنا تابعت الإعلام الإيراني والقنوات الإيرانية وشاهدت مدناً، عدد كبير من المدن ‏شهدت تظاهرات ضخمة جدا جدا، هي رسالة لمن؟ لما علينا الوقوف عندها؟ إيران التي يقول ترامب انها في كل يوم جمعة تتظاهر ضد نظام الجمهورية الإسلامية وان ‏الشعب الإيراني ينتفض على دولته وعلى حكومته وان إيران تنهار وإن إيران ستسارع للإتصال ‏به، سيبقى ينتظر، صحيح كانوا مشغولين بدعاء "الجوشن الكبير" ودعاء "أبي حمزة الثمالي"، الآن ‏انتهت ليالي القدر، لكن عليه أن ينتظر حتى تنتهي "السجادة"، رسالة لمن؟ رسالة لكل أولئك الذين يراهنون أن هذا الشعب العظيم تعب او ضعف او أصابه وهن ‏او تراجع أو أو أو، وهو لا يتظاهر في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية أو دفاعا عن النظام الإسلامي في إيران الذي ‏سيعني كل الإيرانيين، هو يتظاهر حول مناسبة القدس، القضية الفلسطينية العربية الإسلامية، شأن له ‏علاقة بالسياسة الخارجية ويخرجون صائمين بالملايين لساعات، وأنا شاهدت على شاشات التلفزة ‏كل المسؤولين في الجمهورية الإسلامية، رؤساء، مسؤولين كبار، كانوا في التظاهرات، وشاهدت في ‏تظاهرة قم عدداً من مراجع قم الكبار، وأيضا الكبار في السن، الكبار في المرجعية، والكبار في عمر ال‏‏80 سنة و85 سنة و90 سنة، يسيرون مع الناس وعبّروا عن هذا الموقف.‏
على كل حال هذه رسالة، أولا للأمريكي، وثانياً لكل حكومات المنطقة، وثالثاً لكل من يراقب أو ‏يراهن او ينتظر.‏
أيضا كما في العام الماضي، يجب أن نتوقف أمام حجم التظاهرات الكبيرة في اليمن، في صنعاء، ‏وفي عدد من المدن اليمنية، وهذا الحضور الشعبي الكبير، وهذا الخطاب العالي والمرتفع للقادة ‏اليمنيين فيما يتعلق بفلسطين والقدس والمواجهة مع إسرائيل ومع أمريكا، وهم على كل حال الذين ‏فرضوا من خلال حضورهم في الشارع، وأيضا في الميدان، وفي القتال، على ما سنصل إليه أيضا ‏في سياق الكلمة، فرضوا أنفسهم بقوة على المعادلة الإقليمية والصراع ككل في المنطقة.‏
ما جرى في بقية الدول أيضا، هذا كله يتطور ويتقدم، لدينا لائحة طويلة، فلسطين كان أمراً طبيعياً، في ‏غزة هناك شهداء، في القدس، في تركيا، العراق، سورية، الهند، أفغانستان، باكستان، نيجيريا، غانا، ‏ماليزيا، اندونيسيا، بلجيكا، في نفس الولايات المتحدة، في روسيا، في عمان، في تونس، في الجزائر، ‏في تنزانيا، في سيراليون، في غينيا، في السنغال، هذه لائحة التي استطاع الشباب تأمينها، طبعا ‏غدا يظهر المشهد أكثر.‏
يجب أن ألفت أيضا إلى المظاهرات الشعبية التي خرجت ليلة أمس في البحرين، في قرى وبلدات ‏ومدن البحرين، واليوم أيضا، وكان عنوانها لا لصفقة القرن ونحو القدس.‏
باعتبار للأسف الشديد أن الخطوة العملية الأولى يُراد لها أن تنطلق من البحرين، وخرج علماء ‏البحرين وشعب البحرين والقوى السياسية في البحرين لتؤكد أن لا شرعية لكل هذا الذي يًقام على ‏أرضهم، وأن البحرين وشعبها وعلماءها وقواها السياسية وحاضرها وماضيها بريء من هذا ‏الخذلان ومن هذا الانصياع ومن هذا الخضوع من قبل النظام للإرادة الأمريكية.‏
ندخل لبحثنا بعد هذه المقدمة التي لها علاقة بالمناسبة، التحدي الأساسي اليوم في يوم القدس أمام ‏فلسطين وأمام القدس هو صفقة القرن ‏أو صفقة ترامب، واليوم كان كل الشعار موحداً في كل العالم، شعار نحو القدس ولا ‏لصفقة القرن أو لصفقة ترامب، لأن هذا هو التهديد الذي يواجه اليوم القدس وفلسطين والقضية الفلسطينية.‏
طبعاً، واجبنا حتى نبدأ بالواجب وثم ندخل لتحليل الوقائع، واجبنا هو مواجهة صفقة القرن، هذا واجب ‏شرعي، ديني، إنساني، أخلاقي، قومي، وطني، إنساني، سياسي، جهادي، ثوري، سموه ما شئتم.‏ بكل المعايير لماذا؟ لأنه ببساطة هي صفقة الباطل، هي صفقة تضييع الحقوق الفلسطينية والعربية ‏والإسلامية، هي صفقة تضييع المقدسات، لا يحتاج الإنسان إلى الإستدلال، بكل المعايير على أن هذه ‏الصفقة هي صفقة باطلة، وصفقة عار تاريخي، وجريمة تاريخية وبكل المعايير، أيضا يجب أن ‏تواجه ويجب أن يقف الجميع في وجهها.‏
السؤال، التكليف واضح، الإجابة واضحة، المسؤولية واضحة، هل يمكن أن نقف في وجه هذه الصفقة؟ ‏هل يمكن أن نعطلها؟ هل يمكن أن ندفع بها إلى الفشل؟ نعم، بكل تأكيد، نعم إن شاء الله، وكل الحقائق ‏التي سأتحدث عن بعضها لأن الوقت لا يتسع أن أتحدث عنها كلها تؤكد إننا نمشي في هذا المسار.‏
اليوم الإدارة الأمريكية، إدارة ترامب ومعها الكيان الصهيوني ومعها بعض الأنظمة العربية، ‏بعضها جاد والبعض الآخر غير جاد، سأتحدث عنه بعد قليل، يعملون في الليل وفي النهار لتنفيذ هذه ‏الصفقة وإنجاحها، وفي المقابل هناك محور طويل وعريض، ومحور قوي جداً ومحتضن من الكثير من ‏الرأي العام في المنطقة وفي العالم العربي وفي العالم الإسلامي وفي العالم، يقف لمنع تحقيق هذه ‏الصفقة، وهناك صراع بين هذين المسارين وهاتين الحركتين في هذين الإتجاهين، هل نمشي ‏نحن في طريق وهم وفي طريق سراب ونتعب أنفسنا بلا طائل؟ لا على الإطلاق، يجب أن يكون ‏لدينا كل الأمل وكل الوضوح وكل البصيرة، هنا لا أتحدث ب " نا"عن نحن اللبنانيين بل عن ‏الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والعراقيين والإيرانيين واليمنيين والشعوب العربية والشعوب ‏الإسلامية، وكل مؤيد لقضية فلسطين ولحقوق الشعب الفلسطيني، هنا أقصد ب " نا" يجب أن ‏يكون لدينا الأمل القوي بأننا نستطيع أن نحقق هذا الهدف، ونمنع هذه الجريمة التاريخية من أن ‏تتحقق في منطقتنا وعلى أرضنا. اليوم دائماً كان المشروع الأميركي أيها الإخوة والأخوات ‏المشروع الأميركي والصهيوني النقطة المركزية فيه وجود دولة "إسرائيل" وتقوية دولة ‏‏"إسرائيل" وتثبيت دولة "إسرائيل" وتطبيع وجود "إسرائيل" في المنطقة لتكون هي المحور، ‏محور الحياة السياسية  والأمنية والإقتصادية وغيرها...، وهذا يعني في المقابل، الإنتهاء من ‏القضية الفلسطينية، وتصفية القضية الفلسطينية.‏
أي كلام عن القدس وأي كلام عن أراضي 1948 أو الضفة الغربية أو قطاع غزة أو اللاجئين ‏الفلسطينيين في الشتات،  أو الدولة الفلسطينية المستقلة أياً تكن مساحتها يجب أن ينتهي ويجب أن ‏يخرج من الحسابات، دائماً كان هذا هو الهدف، وراهنوا على مضي الزمن، الآن لا نريد أن ‏نتكلم تاريخ،  لأنه لدينا الكثير كي نتكلمه في هذه الليلة، لكن أريد أن أشير إلى المرحلة الأخيرة، ‏ليس المرحلة الأخيرة التي نحن فيها، التي نحن فيها نحن فيها، نسميها المرحلة الحاضرة، ‏المرحلة الأخيرة قبل العام 2011،  يعني من العام 2000 إلى العام 2011، كانت هناك محاولة ‏أميركية لتصفية القضية الفلسطينية،  لكن بشكل يمكن أن يعطي للفلسطينيين شيئاً ولو من الفتات، ‏بعد إنتصار المقاومة في لبنان في العام 2000، وبعد انطلاقة إنتفاضة الأقصى في فلسطين بعد ‏إنتصار لبنان في العام 2000، وظهور قوة المقاومة وحركة المقاومة في المنطقة، حاول ‏الأميركي أن يستعيد المبادرة، وإستفاد من أحداث 11 أيلول، صار إحتلال أفغانستان وإحتلال ‏العراق ودقوا الأبواب عند الحدود السورية، وهددوا لبنان وهددوا إيران، وحضروا مشروع ‏للقضاء على كل حركات المقاومة ودول المقاومة، إبتداءً من فلسطين إلى العام 2006 في لبنان، ‏الذي لو نجحوا لكانوا أكملوا إلى سوريا وإلى عزل إيران، وكلنا نتذكر، خصوصاً نحن اللبنانيين ‏لا ننسى، السيدة كونداليزا رايس عندما جاءت إلى بيروت وتحدث عن ولادة الشرق الأوسط ‏الجديد، الشرق الأوسط الجديد الذي كان يريد تثبيت  دولة "إسرائيل" دولة طبيعية وحقيقية وقوية ‏في المنطقة، ويعطي للفلسطينيين بعض الفتات، ويمسح أي مكانة أو موقع أو وجود لحركات ‏المقاومة أو دول المقاومة.‏
‏ هذا المشروع فشل، تمام، نكتفي بهذا المقدار من الكلام عنه لنتكلم عن المرحلة الحاضرة، بعد ‏الـ 2011، وأمام ثورات شعبية حقيقية كما نفهم نحن، وأمام المواقف في هذه الثورات الشعبية، ‏عدم وجود قيادات موحدة ومشاريع واضحة، تمكنت الإدارة الأميركية وبمساعدة من بعض ‏الأنظمة العربية من إستيعاب الثورات الشعبية في العالم العربي، وحرفها عن مساراتها الطبيعية، ‏أو القضاء عليها ومصادرتها وتوجيهها باتجاه خاطئ كما حصل في سوريا. ‏
هذه المرحلة التي عشناها منذ العام 2011 إلى ما قبل أشهر وما زلنا نعيشها، أراد الأميركي وكل ‏الذين دخلوا على خط ما سُمي بالربيع العربي، أرادوا أن يأخذوا من هذا الربيع العربي ثمرةً ‏فاسدة، هذه الثمرة الفاسدة هي صفقة ترامب، صفقة القرن الحالي، راهنوا على أي شيء؟  ‏راهنوا أنه خلال هذه السنين، من خلال في الحقيقة الزلازل التي ضربت العديد من دولنا ‏ومجتمعاتنا، أنه يمكن في لحظة تعب وفي لحظة وهن، أن نفرض على الشعوب العربية ‏والإسلامية وعلى كل الدول وعلى كل الحكومات أن نفرض صفقتنا، هذا الذي حصل منذ العام ‏‏2011 إلى اليوم، لا نستطيع أن ننكر أن مجتمعاتنا ودولنا وشعوبنا في المنطقة واجهت الكثير من ‏العناء والتعب والإستنزاف، دول وجيوش وحكومات وشعوب وإقتصاد وأمن وأمان وأحقاد ‏وضغائن وتمزق وتشت، على أساس مذهبي وعلى أساس طائفي وعلى أساس ديني وعلى أساس ‏عرقي وقومي وقطري ومناطقي وجهوي، هذا صحيح، هم افترضوا أنه الآن مع مجيء ترامب ‏ومع الهجمة أو شكل الترهيب الإعلامي وشخصيته وخطابه وبيديه وتهديد وتهويل،  أنه الآن الكل ‏متعب ، الكل مشغول،  ولا أحد يسأل عن أحد ، والناس في المنطقة كلها والأنظمة والحكومات ‏والجيوش والشعوب كلها مشغولة بنفسها، ولا أحد يسأل لا عن فلسطين ولا عن القدس.‏
إذاً، الآن هي اللحظة المناسبة، هذه هي إن صح التعبير البيئة الإستراتيجية المفترضة عند ترامب ‏ونتنياهو والملحقين بهم من بعض الأنظمة العربية لفرض هذه الصفقة وهذه التسوية، وإنهاء ‏القضية الفلسطينية والتفرغ بالكامل لشيء أسمه الجمهورية الإسلامية في إيران.‏
هنا أتت صفقة القرن، التي نحن معنيون بمواجهتها ونقوم بمواجهتها كلٌ في موقعه، هذا ‏التشخيص الأميركي - الإسرائيلي وبعض هذه الأنظمة هو تشخيص خاطئ، وهذا دليل أنهم لم ‏يقرأوا التاريخ ولا يفهمون التاريخ ولا يعرفون شعوب المنطقة ولا يعرفون إنتمائها الديني ‏والحضاري والثقافي والفكري، ولا يعرفون قيمها ومفاهيمها، بعضهم أجنبيٌ عنها لأنه أجنبي، ‏وبعضهم غريبٌ عنها لأنه مفروضٌ عليها وغريب فيها، ولذلك أخطأوا في التشخيص، أخطأوا، ‏إذا عملنا عرض بسيط وسريع أيضاً، ونرى حقيقة الأمر أين، نأخذ واقعنا في محور المقاومة ‏وفي مسار المقاومة وفي جبهة المقاومة وواقعهم، ومن دون مبالغات ويقدر أي أحد منكم أو أي ‏أحد يراقب يقدر يقول هنا أن السيد يبالغ أو لا يبالغ، أنا أدعي اليوم أن محور المقاومة وجبهة ‏المقاومة في الحد الأدنى إذا أردنا أن نحسب منذ العام 1982، حتى لا يردنا أحد إلى الخمسينات ‏أو الستينات، يعني بالمدى الذي نحن عايشناه والجيل الحالي والجيل الذي بعده والجيل الذي بعده، ‏أغلبنا نحن الموجودين الآن عايشنا هذه المراحل ، أستطيع أن أدعي أن محور المقاومة هو أقوى ‏من أي زمنٍ مضى، خلافاً لما يحاول البعض أن يتحدث عن ضعفٍ هنا أو وهنٍ هناك، دليل ‏ووقائع:  واحد: أبدأ من غزة ومن فلسطين، المقاومة الفلسطينية، أقصى شيء كان عند المقاومة ‏الفلسطينية في عز قوتها أين كانت؟ في لبنان في جنوب لبنان في السبعينات،  لديها سلاح ولديها ‏عدد ولديها إمكانيات ولديها صواريخ، لكن أقصى شيء كانت تستطيع أن تعمله المقاومة ‏الفلسطينية أن تعمل عملية على الحدود أو في الشريط الحدودي السابق القديم،  أو تقدر أن تخترق ‏الحدود أو تحرك بعض المجموعات في الداخل الفلسطيني، وفيما بعد أصبح الموضوع صعب ‏جداً وغير متاح، وكانت تملك من الصواريخ الكاتيوشا، يعني أبعد شيء 19 أو 20 كيلومتر، هل ‏يوجد شيء لم يقال، هذا هو، أصلاً تل أبيب بمأمن عن الصاروخ الفلسطيني، وعسقلان بمأمن ‏وبئر السبع بمأمن،  كلها كانت بعيدة ولا أحد كان يفكر فيها، اليوم المقاومة الفلسطينية، سوف ‏أكتفي بنماذج وليس بعرض كامل، اليوم أمس كنا نستمع إلى الأخوة عدد من قادة فصائل ‏المقاومة الفلسطينية في غزة، كانوا يخطبون بشكل مباشر، وهم يتكلمون عن قدراتهم المتاحة ‏لديهم وما فعلوا في الجولات السابقة، وما فعلوا في الجولة الأخيرة، وقالوا بوضوح أننا ضربنا ‏تل أبيب وقادرون على أن نضرب تل أبيب بعدد كبير من الصواريخ، اليوم غزة قادرة أن ‏تضرب تل أبيب وما بعد تل أبيب، وقادرة أن تطال الكثير من المستعمرات الصهيونية.‏
منذ متى كانت المقاومة الفلسطينية تملك هذه القدرة؟ نتكلم عن أن واحد زائد واحد يساوي اثنين، ‏ولا نتكلم شعارات.‏
اليوم القدرة الصاروخية لدى الفلسطينيين تتطور، وهناك قدرة جديدة أيضاً دخلت على المعادلة ‏وهي المُسيّرات، كما شاهدنا في الجولة السابقة، وهذا ليس له حل، والدليل الذي صار في ‏السعودية في ينبع.‏
قدرات عسكرية كبيرة وعشرات آلاف المقاتلين في غزة، وقادرين في لحظة حرب كبرى في ‏المنطقة أن يسيطروا على مساحات واسعة جداً من أرض فلسطين في محيط قطاع غزة.‏
متى كانت المقاومة الفلسطينية تملك هذه المقدرات؟ بالأمس استمعنا أيضاً إلى بعض قادة هذه ‏الفصائل الجهادية يقول: نحن نقترب من معادلة إذا قصفتم غزة سنقصف تل أبيب، هذا تطور ‏هائل وكبير وممتاز في معادلة الصراع.‏
لبنان، لا يوجد داعٍ أن أشرح ولا يوجد نقاش ولا يوجد شك بأنه لم يأت زمان على لبنان فيه مقاومة في مواجهة إسرائيل بمستوى القوة والعدة والعديد والتطور والإمكانيات والاستعداد ‏والجهوزية الموجودة الآن في لبنان، لا يُقاس بأي زمن ليس من 82 بل من 1948 لم يكن هناك شيء من هذا القبيل في لبنان ‏على الإطلاق في يوم من الأيام، وهذه المقاومة اليوم تخشاها إسرائيل، وهؤلاء المسؤولون الإسرائيليون كل يوم يتحدثون عن ‏حالة الردع، عن تعزيز الردع، عن انتقال الجيش الإسرائيلي بجزء كبير منه إلى الموقع الدفاعي في شمال فلسطين المحتلة، عن ‏قدرات المقاومة الصاروخية وعن وعن وعن .....بيكفي لبنان.‏
ثالثاً، سوريا عبَرَت، ما كان يُخطَّط لها، الذين جيءَ بهم ليدمّروا سوريا والجيش السوري ويدخلوا إلى لبنان ليدمروه، ويذهبوا ‏إلى العراق ليدمروه، ويذهبوا إلى إيران ليقاتلوها، والى كل المنطقة وبالتعاون مع إسرائيل، وبالتنسيق مع إسرائيل، وكل يوم ‏تتبدّى وتنكشف معلومات جديدة عن مستوى التعاون الإسرائيلي مع الجماعات المسلحة في جنوب سوريا، هؤلاء سقطوا، ‏انهاروا، يلفظون أنفاسهم الأخيرة، داعش والتكفيريين وبقايا النصرة، والمعارضة السورية السياسية التي وعدت بالصّلح مع ‏إسرائيلي وبعضها وعد على شاشات التلفزة بالتنازل عن الجولان لإسرائيل أصبحوا الآن جلساء الأوتيلات والبيوت ولم نعد نر ‏حتى وجوههم الكالحة على شاشات التلفزيون لأنه لم يبق لهم شيء يقولونه، إذاً سوريا عبرت، وما زالت في موقعها، في جبهة ‏المقاومة وفي محور المقاومة، وستستعيد قوّتها وعافيتها من موقع الشجاعة والصّلابة أيضاً.‏
العراق، حتى بعد 2011 والانسحاب الأميركي من العراق، كل المحاولات الأميركية لاستعادة العراق والسيطرة عليه بالكامل ‏سياسياً وأمنياً فشلت. دفع داعش لإيجاد ذريعة لعودة القوات الأمريكية هذه اللعبة باتت مكشوفة، العراق اليوم موقعه مختلف في ‏المعادلة الإقليمية على المستوى الرسمي، أعلّق عليه تباعاً في القمة العربية، وهو في موقع مختلف على المستوى الشعبي وعلى ‏المستوى الجهادي، في ما يعني قضايا المنطقة وفيما يعني قضية فلسطين.‏
اليمن، القوّة المتصاعدة بعد 4 سنوات ودخول السّنة الخامسة، القوى المتصاعدة في اليمن، القوى الشعبية، السياسية، الجهادية، ‏العسكرية. النظام السعودي، وكل المرتزقة الذين جيء بهم من كل أنحاء العالم وبمساهمة وبمساندة كاملة من الولايات المتحدة ‏الأمريكية وبريطانيا، ومصانع السلاح البريطاني والفرنسي وغيره، فشل في فرض إرادته على الشعب اليمني أو الاستسلام على ‏الشعب اليمني، بالمقابل، اليوم لماذا كل هذه القمم، لماذا القمة العربية في مكة سبحان الله في العشر الأواخر وشهر رمضان ‏والناس صائمون لماذا؟ وأين؟ بمكةّ. لماذا الملك سلمان يدعو الى قمة عربية والى قمة إسلامية وإلى قمة خليجية، بتعرفوا ‏التعبير العامي "تبعها" "دخيلكم  يا عرب ويا خليجيين ويا مسلمين لحقوني" تسألني ما خلفية هذه الدعوة؟ الآن عندما أتطرق للحرب ‏في المنطقة، أعود إليها، لماذا؟ لأن مُسيّرات الجيش اليمني واللجان الشعبية في اليمن تمكنت من تجاوز كل التقنيات والفنيات ‏والتكنولوجيات الأمريكية والإسرائيلية والإنكليزية والفلانية والوصول إلى أهدافها بدقة وضرب الأماكن النفطية التي تم ‏استهدافها، لا ترامب استطاع حمايتهم او استطاع أن يحميهم ولا هم الذين اشتروا بمئات مليارات الدولارات طائرات وصواريخ ‏ورادارات استطاعوا ان يحموا، وهذا نموذج، ولذلك هذه القمم التي عقدت حتى الآن، هي قمم استغاثة سعودية، تعبر ‏عن العجز وعن الفشل أمام الشعب اليمني، والجيش اليمني، واللجان الشعبية، وأنصار الله، والشباب اليمني، الذكي، الشجاع، ‏المؤمن،  المجاهد، البطل، وهذه القوة تتطور، وتكبر، وتتعاظم، بين هلالين أود أن أقول لكل الذين أدانوا حملة الطائرات المُسيّرة ‏على الأهداف النفطية في السعودية، أدانوها، أقول لهم راجعوا أنفسكم أخلاقياً، إنسانيا، ضميرياً، أنتم تدينون ضربة أنابيب نفط ‏وسكتم أربع سنوات على شعب عربي، على شعب مسلم، على شعب مستضعف وفقير، يُقتل في كل ليل ونهار، يذبح أطفاله، ‏نسائه، رجاله، حجره، بشره، وسكنتم في المقابر وبلعتم ألسنتكم، وعندما أصيب بعض أنابيب النفط في السعودية خرجتم ‏تتسابقون وتتنافسون في التقرب والتزلف لآل سعود، أنظروا إلى وجوهكم في المرآة، وضعوا علامة لمستواكم الأخلاقي، ‏ولمستواكم الإنساني، في كل الأحوال كل هذه الإدانات وكل هذه القمم لن تستطيع أن تحمي الغزاة والطغاة والمستبدين وجيوش العدوان من غضبة رجال الله، لأن الله معهم، والله معهم في اليمن، كان معهم، وما زال معهم، وسيبقى معهم، لأنهم أهل ‏الإيمان وأهل الحكمة وأهل الفداء والتضحية، هذه اليمن اليوم، هي جزء أساسي من محور المقاومة،  ترفض صفقة القرن، ‏تتظاهر بالرغم من القصف والمجازر لتقول لا لصفقة القرن ولتعبر عن وقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني والى جانب القدس.
 ‏الشعوب والقوى في منطقتنا التي عبّرت وتعبّر عن نفسها في هذه الأيام بمناسبة القدس، عن رفضها لصفقة القرن، هذه أيضاً من ‏عناصر القوة، ومن أهم عناصر القوة في وضعنا لحالي وفي محورنا هو إيران، الجمهورية الإسلامية في إيران، القوّة الإقليمية ‏العظمى، القوّة الإقليمية الأولى، صاحبة القوة الذاتية، القوّة الحقيقية، القوّة التي قاتلت مع  بداية الثورة، صمدت 8 سنوات في ما ‏كان العالم كلّه يحاصرها، البعض يتحدث عن قوى إقليمية، فيقول مثلاً اليوم أهم قوّة إقليمية في المنطقة هي السّعودية، حسناً، ‏زعيم المحور الآخر السيد ترامب، ماذا يقول عن القوة الإقليمية العظيمة في المنطقة التي اسمها السعودية، لو صعدت طائراتكم ‏إلى السماء بدوننا لن تنزل إلى الأرض، إذا لم نحميكم أسبوعين لن تصمدوا، اذا لم ندافع عنكم، بأسبوع واحد ستتعلمون اللغة ‏الفارسية، (هلق كيف بدهم يتعلموا اللغة الفارسية بأسبوعين مش فهمان، اي هني عربي ما بيعرفوا يحكوا  ، هذه  قوى تسمى ‏قوى إقليمية لكنها لا تملك قدرات ذاتية، هي تستند في وجودها في بقائها في قوتها الظاهرية على أميركا وعلى الغرب وعلى الـ ‏CIA‏ وعلى أجهزة المخابرات وعلى الأساطيل وعلى القواعد العسكرية الأمريكية، هذه هي الحقيقة وهذا هو الحال.‏
إيران، كلا، إيران دولة حقيقية،، واعدة صاعدة وهي تتقدم في مقدمة هذا المحور، حسنا هذا محورنا، هذه عناصر قوة عظيمة جداً، ‏كبيرة جداً، وليس لها سابقة، لا المقاومة في لبنان ولا المقاومة في فلسطين ولا إيران كانوا أقوياء كما هم اليوم،  ‏ولا اليمن كان حيث هو اليوم، ولا العراق كان حيث هو اليوم، وسوريا ستعود إن شاءا لله أقوى مما كانت في هذا المحور.
حسنا ‏ننتقل إلى الجبهة الثانية ، في الجبهة الثانية أهم العناصر من؟ الذين يريدون أن يفرضوا صفقة القرن. أهم العناصر:  ‏
أولاً: إسرائيلَ، أنا لا أقول أن إسرائيل ضعيفة، هذا غير واقعي، إسرائيل دولة كبيرة، إسرائيل جيش صُنعت له دولة. لكن ‏إسرائيل هذا في 2019 هي أضعف من أي زمن مضى، هي أقل قوّة من أي زمن مضى إذا أردنا أن نكون أدق، أما أن نقول ‏هي أضعف من أي زمن مضى أو أقل قوّة من أي زمن مضى وكلاهما دقيقين، حسناً،  كيف؟ هم القادة الإسرائيليين السياسيون ‏والعسكريون يقولون منذ سنوات طويلة لم تستطع إسرائيل هذه القوة العسكرية الهائلة أن تحسم معركة واحدة، تراجع هيبتها ‏وسيطرتها، من بعد اليوم يخاف من إسرائيل؟ لبنان؟ الشعب الفلسطيني، شعوب المنطقة؟ هذا انكسر في الـ 2000 وبعد الـ ‏‏2000 انكسر، ‏تراجع قوّة جيشها البرية باعترافهم جميعاً. وانتقاله على الأعم الأغلب إلى الموقع الدفاعي.‏
انكشاف جبهتها الداخلية أمام صواريخ وقوات المقاومة أكثر من أي وقت مضى. اليوم إسرائيل الكيان الصّهيوني يخاف من ‏الصواريخ من غزّة والصواريخ من لبنان والصواريخ من سوريا  ويدّعي أنه يوجد صواريخ في العراق ومن صواريخ إيران ‏ويمكن من صواريخ اليمن، في أي زمن مضى كانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية مكشوفة بهذا الشكل، حتى في عزّ قوّة ‏العرب كانوا يقاتلون على الحدود. لكن القتال اليوم في عمق الجبهة الداخلية.‏
الفساد في إسرائيل غير مسبوق، في الحكام والقضاة والجنرالات، انقسامات داخلية عميقة على المستوى الاجتماعي، انقسامات ‏سياسية عميقة على المستوى السياسي، المشهد الأخير المرتبط بالانتخابات وفشل نتانياهو في تشكيل حكومة والذهاب إلى ‏انتخابات جديدة ، فقدان القيادة، الحاجة الملحة إلى الدعم الأمريكاني المباشر.
اليوم الجنرالات في إسرائيل يقولون في أي حرب ‏مقبلة نريد أن يكون الأمريكان حاضرين معنا  هنا، متى كانت إسرائيل هكذا؟ أحد الأهداف المعلنة للأساطيل الأمريكية في ‏المنطقة هو حماية دولة إسرائيل من محور المقاومة. متى كانت إسرائيل تحتاج الى الأساطيل الأميركية لحمايتها  من المقاومين!!.‏
ننتقل الى العنصر الأهم في المحور الآخر الذي هو زعيم المحور نفس أميركا، ما الذي يفعله ترامب؟ ترامب يقوم بحرب نفسية ‏وضغط معنوي هائل على العالم، ولكن أميركا هذه لم تعد أميركا التي كانت في القديم، قبل عشرين سنة وثلاثين وأربعين وخمسين ‏سنة، أميركا هذه أرسلت جيوشها إلى المنطقة وخرجت منها مهزومة ومكسورة ومضروبة في ‏لبنان والعراق والصومال ولا زالت تضرب في أفغانستان واليمن وغيرها، أميركا هذه أيها ‏الأخوة والأخوات خلال المرحلة الماضية اأتوا لي بمشاريعها وقولوا لي هل نجحت هذه ‏المشاريع؟ طبعا نحن كنا في موقع الدفاع نُفشل هذا المشروع ونُفشل ذاك المشروع، نحن كلنا ‏سويا، أدرسوا أميركا من الداخل إجتماعياً، إقتصادياً، سماحة الإمام الخامنئي قبل أيام قال يوجد ‏وأنا لم أر ولكنني سمعت منه، قال يوجد تقرير رسمي صادر عن وزارة الزراعة الأميركية أنه ‏يوجد أربعين أو 41 مليون أميركي على حافة المجاعة أو يعاني من سوء التغذية، هذه أميركا ‏التي تريد أن تأكل رأس العالم، أوضاعها الاقتصادية، هذه أميركا تتحمل؟ ألان إذا أصبح النفط ‏‏150 $ و 200 $ أين يصبح ترامب؟ أتعرفون أين يصبح؟ في الكونغرس في المحكمة في ‏السجن، هذه هي أميركا، هذا هو حجمها وحقيقتها ومضمونها، حسنا، أميركا اليوم موقعها في ‏العالم، أين موقعها في العالم، أين احترام العالم لها؟ حتى حلفائها الأوروبيين وغير الأوروبيين، ‏مواجهات على إمتداد العالم، مع الصين وروسيا حتى مع أوروبا وأميركا اللاتينية، فنزويلا، ‏إيران، كوريا الشمالية، صفقة القرن، هو يتحدى أمة بكاملها، وأهم شيء ألان في الإدارة ‏الأميركية تهيبها من الذهاب إلى حروب جديدة، هو يتكلم بصراحة يقول الذهاب إلى أي حرب ‏جديدة يعني خسائر مالية وبشرية، وانتبهوا عودوا إلى تصريحه، تجدونه يقول مالية وبشرية، لأن ‏الأهم عند ترامب ما هو؟ مالية وبعد ذلك بشرية، ولذلك الإستراتيجية الأميركية منذ أن جاء ‏ترامب ما هي؟ العقوبات، الحروب الاقتصادية أما أن يرسل عسكراً ليقاتل، وهذا الكلام يخدمني ‏بأن أختصر بالنقطة القادمة، هو الذي إنتقد كل أسلافه أنهم أرسلوا الجيش الأميركي الى المنطقة ‏وأنهم حاربوا بالنيابة عن دول المنطقة وأنهم أنفقوا 7 تريليون دولار في المنطقة بلا طائل، هذا ‏ترامب  صاحب هذا الفكر وهذه الثقافة وهذه العقلية وهذه الحسابات، هو رجل حرب؟ وقائد ‏حرب؟ كلا، هو يراهن على الموضوع الاقتصادي.
 ثالثا، أدواتهم في المنطقة، مرتبكة وخائفة ‏وقلقة ومضعضعة، التكفيريون الذين راهنوا عليهم في أيامهم الأخيرة إن شاء الله، النظام ‏السعودي وجيوشه المرتزقة فشلوا أمام شعب اليمن، هذه الأنظمة التي تعول عليها أميركا، ليست ‏قادرة أن تحمي نفسها، فضلاً عن أنها تطلب من أميركا أن تحميها، وبعض الأنظمة العربية ‏أيضاً هي في وضع قلق، الأردن اليوم قلق في صفقة القرن، لأنه يخشى أن تؤدي صفقة القرن ‏إلى تحويل الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين وانتهاء العرش الهاشمي، وكل فترة يخرجون له ‏مشاكل أمنية وسياسية وإقتصادية الخ... مصر، حتى مصر وألان بمعزل عن موقفها المعلن، ‏مصر قلقة من مستقبل صفقة القرن ولا تعرف أساساً موقعها ودورها الإقليمي لو طبقت صفقة ‏القرن، لأنه ضمن صفقة القرن الذي سيركب هي سيبة من ثلاثة أركان، الأميركي والإسرائيلي ‏والسعودي والباقون سيكونون توابع.
 في كل الاحوال دول عالمنا العربي والإسلامي، أنظروا ‏إخواني وأخواتي هذا سيف ذو حدين سيف لنا وسيف علينا، حسنا، أنهم هم مشغولون بحالهم، ‏اليوم أغلب الدول العربية والإسلامية مشغولة بنفسها، أنا أحاول أن أرى الجانب الممتلئ من ‏الكوب مثلما يقولون، يمكن هذه إيجابية، هي سلبية، أتعرفون لماذا ممكن أن تكون إيجابية؟ لان ‏هذه الأنظمة لو لم تكن مشغولة بحالها كانوا مع الأميركيين ومع الإسرائيلي، لم يكن ليكونوا مع ‏الفلسطيني، ما كانوا ليكونوا مع الفلسطيني، أنا أسجلها كنقطة إيجابية في المسار العام وفي ‏المشهد العام، بناء على كل هذه القراءة، اليوم محور المقاومة وجبهة المقاومة وجبهة الرافضين ‏لصفقة ترامب صفقة العار هم أقوياء جدا وقادرون على مواجهة هذه الصفقة.
 اليوم هم يركزون ‏على أهم نقطة قوة في هذا المحور، هنا انتقل للنقطة التي تليها، إيران هي نقطة القوة، لا يوجد ‏شك، هي الموقع المركزي في هذا المحور، هي ساعدت العراق عندما هاجمته داعش وأصبحت ‏على أبواب كربلاء وبوابات بغداد، وهي دعمت القيادة السورية والجيش السوري في الأيام ‏الصعبة، وهي وقفت مع المقاومة في لبنان ومع المقاومة في فلسطين وموقفها واضح وجازم، ‏حسنا، اليوم كل التركيز على إيران وهذا ما يقولونه وأنا لا أحلل من عندي هنا، أنه ترامب ‏وبومبيو يقولون أنهم عندما يحاصرون إيران ويعاقبونها ويضغطون عليها، كل هذا المحور ‏سيضعف وسينهار ويتلاشى، ويسبونا بالمال وينتظرونا كل أخر شهر ليروا هل حزب الله دفع ‏المعاشات أو لم يدفع المعاشات؟ هل هذا صحيح أم لا؟ العين كلها على إيران، حسنا أمس الإخوة ‏في غزة ماذا يقولون؟ يقولون أمتنا تخلت عنا ووقفت معانا إيران، إيران دعمتنا بالسلاح والمال ‏وهذه حقيقة، فذهبوا الى إيران، كل الضغط على إيران، حسنا، في موضوع إيران أتت هذه ‏الأنظمة التي من أول يوم أعلنت العداء للجمهورية الإسلامية، في أول يوم إنتصر فيه الإمام ‏الخميني، صاروا يخططون كيف يتآمرون على هذه الجمهورية، والى ألان 40 سنة، تشويه ‏إيران، إتهامات باطلة على إيران، محاولات عزل إيران، التحريض على إيران، اليوم إيران ‏مجوس، كلنا نتذكر عنوان معركة صدام حسين مع إيران ماذا كان، فرس ومجوس، طبعا لا ‏يستطيع أن يقول سنة وشيعة، مثلما فعل آل سعود، لأن جزءاً كبيراً أكثر من نصف الشعب العراقي ‏شيعة، وجزء كبير من الجيش العراقي شيعة، لا يمكنه أن يقول بين السنة والشيعة، فقال لهم ‏مجوس، والعالم إكتشف أن الشعب الإيراني ليسوا بمجوس، حسنا، ثم حولها إلى عرب وفرس، ثم ‏جاء من بعده من يطوّر المعركة إلى سنة وشيعة، وخرجوا لنا بتشيّع صفوي وتشيّع علوي وتشيّع ‏عربي وتشيّع لا أدري ماذا، وعقوبات إقتصادية، وصولا إلى التهويل بالحرب، التهويل مؤخرا ‏بالحرب، يوجد حرب أو لا يوجد حرب، هذا مقطعنا، لأنه كثر في الأسابيع الماضية، وطبعا إذا في ‏حرب بين أميركا وإيران يعني نتكلم عن منطقة مختلفة، كان هناك من يدفع بقوة الى الحرب، هم ‏بالإدارة الأميركية وترامب لا يريد حربا، ونحن نتكلم هنا قبل كلام ترامب الأخير، بولتون واضح ‏يدفع بقوة الى الحرب، بولتون الكذاب أبو الرسوم المتحركة ماذا يقول أمس، يقول ليس هدفنا إسقاط ‏النظام الإيراني، لكن قبل أشهر بمؤتمر للمنافقين الإيرانيين وقف وخاطب وقال لهم إن شاء الله في ‏عيد ميلاد العام 2019 نحتفل في طهران، وهذا كلام ليس من عشرين سنة، بل قبل بضعة أشهر، ‏هم "لكّو وطعجو هذا كلام بالعامية" سأقول لكم لماذا "طعجوا"، حسنا بولتون وابن سلمان ونتنياهو ‏وخليجيون آخرون ولا نريد أن نكثر الأسماء، كانوا يدفعون، الذي يرى الإعلام الخليجي ‏يقول بأن ترامب يعمل عند تلفزيون العربية، ألان سيقوم بحرب، "خلص" ستقع الحرب، سيرسل ‏الأساطيل، يعني ستأتي الأساطيل، يعني ترامب يجلس ويشاهد تلفزيون العربية، ما سيقوله له ‏تلفزيون العربية سينفذه، سأنطلق من كلمة سماحة الإمام القائد الإمام السيد الخامنئي دام ظله ‏الشريف، هو إنسان يقود هذه الأمة منذ ثلاثين عاما، ويعرف كل الإستراتيجيات وكل ‏التفاصيل وكل المعطيات ومعادلات القوة والضعف، وقال لا حرب، لا حرب ولا تفاوض، ألان لا ‏تفاوض له علاقة بالإيرانيين، لا حرب له علاقة فينا كلنا سويا، لماذا لا حرب، الان هو تحليلنا ‏نحن، يعني أنا لا أريد أن أقول أن هذه الأسباب التي دفعت سماحة السيد القائد أن يقول لا حرب، ‏تحليلنا، أولا قوة إيران، لا حرب ليست كرم أخلاق من أحد، لو كانت إيران ضعيفة لوقعت الحرب ‏منذ وقت طويل، مستوى الحقد والضغينة والتآمر والتواطىء العربي والخليجي والأميركي ‏والإسرائيلي والصهيوني على إيران كان سيدفع لحرب منذ وقت طويل لو كانت إيران ضعيفة، لان ‏إيران قوية مقتدرة بشعبها وقواتها المسلحة ونظامها وقائدها ومراجعها وعلمائها وبخاصتها ‏وعامتها ولأنه أولا وأخيرا تتكل على الله وتؤمن به وتثق بوعده، إيران قوية، ولذلك هي مهابة ‏الجانب، هذا أولا، هنا ترامب لا يريد أن يعلن الحرب على أناس لا تصمد أسبوع او أسبوعين وإذا ‏حلقت طائراتها لا تجد مدرجا لتهبط فيه، هنا نتكلم عن قوة حقيقة،  هذا أولا.
السبب الثاني ‏وليسمعني العالم جيدا، أن السيد ترامب والإدارة عنده وأجهزة مخابراته يعرفون جيدا أن الحرب ‏على إيران لن تبقى عند حدود إيران، إن الحرب على إيران يعني كل المنطقة ستشتعل، وكل ‏القوات الأميركية والمصالح الأميركية في المنطقة ستباد، وكل الذين تواطؤا وتآمروا سيدفعون ‏الثمن، وأولهم إسرائيل وآل سعود، ويعرف السيد ترامب عندما تشتعل المنطقة، هو لا يهمه الناس من ‏يموت ومن يعيش، الذي يهمه عندما تشتعل المنطقة سيصبح سعر برميل النفط 200 و 300 ‏و400 $ وسيسقط في الإنتخابات، هذه معادلة القوة، سماحة السيد القائد عندما يقول لا يوجد حرب، ‏إيران لن تبتدئ حربا مع أحد ولم تبتدئ حربا مع أحد، أميركا إذا تريد أن تشن حربا عليها أن تقوم ‏بهذه الحسابات، حجم الخسائر البشرية والمادية التي ستتحملها أميركا لو ذهبت إلى حرب من هذا ‏النوع، هذا الذي يمنع الحرب، أما أولئك المساكين هم يريدون أن يأتي ترامب ليقاتل دفاعا عنهم ‏وعن أحقادهم وعن ضغائنهم، يا عمي ترامب لا يعمل عندكم أنتم تعملون عنده، أنتم أدوات بمشروعه، ليس هو أدوات في مشروعكم وطموحاتكم وأحقادكم، هو حساباته غير حساباتكم، حساباته ملايين ومليارات ودولار ونفط، هذه هي حساباته، غير حساباتكم أنتم.
فلنلطف الجو قليلاً، لنفترض أميركا تريد أن تشن حرب على إيران ونفترض أن إيران لم تصمد وقامت أميركا – لا سمح الله، نفترض ذلك – غلبت إيران، كيف سيسحب ترامب بقية المئات المليارات الدولارات من دول الخليج؟
الآن ترامب يستغل، يوظف كل شيء لمصلحة المال، هو ليس له مصلحة أن تتفاهم وتتحاور دول الخليج مع إيران، أن تبرم معاهدة عدم إعتداء مع إيران، ليس له مصلحة، له مصلحة أن يبقى يخيف دول الخليج من إيران ليحلبهم ويحلبهم ويحلبهم... ولا يبقي شيء، صحيح أو لا؟ إذا شن حرباً ما المنطق والداعي ليبيع صواريخ وطائرات ودبابات ويرسل أساطيل وقواعد إلى المنطقة، لا يصبح هناك داعٍ. هناك غباء، هناك حمقى، سبحان الله.
على كلٍ، أولوية ترامب هي الحرب الاقتصادية على إيران، وهو يشن حرب اقتصادية على الصين، هذه فنزويلا بجانبه، هذه ليست إيران، أولويته حرب اقتصادية على فنزويلا، كوريا الشمالية أولويته حرب اقتصادية على كوريا الشمالية.
على كلٍ، أنا أريد أن أقدم مؤشر قوي، مؤشرات أن فرضية الحرب ابتعدت، أولاً، ترامب بنفسه، يعني المصنف الذي هو معني بتأليف القصة، هو بعظمة لسانه بمقابلة تلفزيونية قال نحن لا نريد حرباً عسكرية مع إيران، نحن حربنا مع إيران اقتصادية لأن الحرب العسكرية ستؤدي إلى المزيد من الخسائر المالية والبشرية، ونفى بشكل قاطع أن يكون هناك خططاً لإرسال 120 ألف جندي وضابط أميركي على المنطقة والـ 120 ألف أصبحوا 5 آلاف، والـ 5 آلاف أصبحوا 1500 والـ 1500 أصبحوا 900 ومددوا مهمة الـ 600 الموجودين في المنطقة هنا. هذه وقائع أو ليست وقائع؟!
ترامب أساساً أيها الأخوة والأخوات هو يريد أن يرحل من المنطقة وعمل مشكلة ليرحل من سوريا، لكن الـ CIA والبنتاغون والكونغرس وإسرائيل والسعودية والإمارات كلهم قالوا له إذا تريد أن ترحل من سوريا شاهد الإمارات أصبحت في دمشق والسعودية ستذهب إلى دمشق وستعود دمشق وهذا يقوي إيران، فعاد ووافق على أن يبقي 200 جندي في سوريا.
المؤشر الآخر - المعطيات الميدانية -  المؤشر الآخر، هي القمم - مثل ما قلت قبل قليل – قمم، وهنا ندخل على القمة العربية. القمم التي دُعي إليها على عجل، لماذا؟ هناك سببين، سببين واضحين وحاضرين في البيانات، السبب الأول، أنا أتذكر في الأيام الأولى للحرب العدوانية على اليمن سماحة السيد القائد قال عبارة، قال هؤلاء الشباب اليمنيين سيمرغون أنف آل فولان في الوحل، في تلك الأيام الماضية تمرغ أنفهم في الوحل، هذا الذي حصل. السبب الأول، مثل ما ذكرت قبل  قليل، أن السعودية رأت أنه لا يوجد حل أمام صواريخ الجيش اليمني واللجان العشبية – هم يقولون صواريخ الحوثيين – والمسيّرات، والدليل ما حصل في ينبع، فشل كامل، فني، عسكري، أمني، فشل عظيم، وإنجاز عظيم جداً للأخوة اليمنيين. ولذلك يتبين الآن مثلاً البيان الصادر عن القمة العربية البند الأول، أولاً، ثانياً، ثالثاً، رابعاً، خامساً، سادساً، سابعاً، ثامناً، تاسعاً، عاشراً، الحوثيين والحوثيين والحوثيين والحوثيين وإيران، يعني كم موضوع الإخوة اليمنيين حاضر بخلفية المؤتمرات، القمم التي دُعي إليها.
حسناً، السبب الثاني لهذا المؤشر هو أن النظام في السعودية وأصدقاؤه علموا علم اليقين أنه لا يوجد حرب أميركية على إيران، تحلمون، تدفعون أموال بدون نتيجة، تحرضون بدون نتيجة، ترامب لن يأتي ليقاتل بالنيابة عنكم، ويمكن كان هذا رهانهم، آخر شيء كان عندهم هذا الرهان، أيوجد شيء آخر يفعلوه؟ آل سعود أيوجد شيء آخر يفعلوه؟ من سيشن حرب على إيران؟ هم؟ هم في اليمن – الآن تشاهدون التغريدات السعودية نفسها – أنه أنتم بمقابل الشباب الذين في اليمن، الذين ليسوا جيوش وليس لديهم إمكانات ضخمة ومحاصرين ومعزولين وجياع ومرضى وأنتم تفشلون وتُهزمون وتنكسرون، أنتم تريدون شن حرب على إيران؟ من؟ سيوظفوا نتنياهو عندهم ليشن حرب على إيران؟ فليخلص نفسه أولاً. انتهى، كل رهانهم وأمالهم كانت مبنية في الأسابيع القليلة الماضية على ترامب وتحريض وترامب وبولتون وبومبيو وكل شيء فيه باءات من هذا النوع وبلاوى، أنه لعله نشن حرب على إيران وننتهي من إيران، هذا انتهى.
لذلك جاءت هذه القمم  - كما قلت قبل قليل – للاستغاثة بالعالمين العربي والإسلامي وبأهل الخليج، أنا كتبت هنا، دعاه إلى القمم - يعني سبب دعوة السعودية إلى هذه القمم الثلاث – للاستقواء بالخليج الذي مزقه – من الذي عمل مشكلة في مجلس التعاون الخليجي؟ السعودي – للاستقواء بالخليج الذي مزقه وبالعرب الذين حطمهم – أترك بلد عربي متفق مع بلد عربي؟ وحتى الآن هناك بلدان عربية فيها حروب أهلية ابحثوا عن السعودية، وهناك بلدان عربية مهددة بالحروب الأهلية ابحثوا عن السعودية – والعرب الذين حطمهم والمسلمين الذين نشر بينهم فتنة التكفير – هذه باكستان يريد أن يستقوي بها وهو نشر الفكر التكفيري الذي أسس لطالبان الذي سبب ألف مشكلة للجيش الباكستاني وللشعب الباكستاني، اليوم لجأ إلى كل هؤلاء ليستعين بهم.
حسناً، أولاً فيما يعني هذه القمة، هذه خلفيتها، استعانة واستغاثة وتوسل – وتعلمون نحن في شهر رمضان – ودعاء ورجاءً وأحبابنا وقلبنا، نتيجة الفشل والعجز وسقوط الرهانات، أبداً المحور الآخر ليس في موقع قوة، بل في موقع ترهل وموقع ضعف وموقع إحباط وموقع إرتباك، هذه هي الحقيقة.
عندما نأتي إلى البيان، النقطة الثانية، نجد أن البيان كله عشر بنود كله إيران وهم يقولون الحوثيين، آخر شيء – طالما نحن في يوم القدس العالمي – آخر البيان، آخر سطرين، وبخصوص القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية أكدت القمة تمسكها بقرارات القمة العربية 29 بالظهران، قمة القدس وكذلك قرارات القمة العربية الثلاثين في تونس، نقطة على أول السطر، سطرين لم يكتبوا لفلسطين، سطر ونصف. بهذا القدر تعني فلسطين للقمة العربية!؟ وفي القمة الخليجية هناك مقطع مضحك، البند الرابع في مجلس التعاون الخليج – القمة الخليجية – التأكيد على قوة وتماسك ومنعت مجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه لمواجهة هذه التهديدات وهم يحاصرون دولة قطر، دولةً وشعباً، حصار من سنة ونصف، على من تضحكون، هناك أناس لا ينتبهوا أنهم أصبحوا أغبياء، يجعلوا العالم يسخرون منهم ويستهينون بهم.
على كلٍ، فيما يعني أيضاً القمة العربية، من واجبنا أن نشيد بموقف العراق في القمة العربية ورئيس الجمهورية العراقية، موقف متميز وشجاع وممتاز، يا ليت بقية الرؤساء العرب والملوك والأمراء تحدثوا نفس اللغة، هو لم يقل أنه نريد أن نحارب السعودية والإمارات، لا، قال كلاماً متوازناً، توازنوا مثله ماذا ينقصكم، لو أن هذه القمة أمام الفشل والعجز والإحباطات والاستغلال التجاري الأميركي لهم خرجوا بلغة تصالحية مع إيران، وإيران قبل أيام أرسلت موفديها لتقول نحن جاهزون للحوار مع دول الخليج وجاهزون لعقد اتفاقيات عدم اعتداء مع دول الخليج، لو تحدثوا لغة فيها حوار وانفتاح وانسجام كان ستبقى أموالهم وأمنهم وأمانهم ومصالحهم وكرامتهم أيضاً الذي يهينها ترامب صباحاً مساءً.
أيضاً في موضوع القمة العربية، نحن كحزب لبناني مشارك في الحكومة اللبنانية نعتبر أن موقف الوفد اللبناني الرسمي في القمة العربية موقف لا ينسجم مع البيان الوزاري ومخالف لتعهدات والتزامات الحكومة اللبنانية والتي على ضوء هذا البيان الوزاري أخذت الثقة من المجلس النيابي، أين هو النأي بالنفس أيها الوفد الرسمي اللبناني في مكة المكرمة، أنت يمكنك أن تقول، حتى غير مطلوب منك أن تتحدث مثل العراقي، يمكن أن تقول نحن في لبنان عندنا نأي بالنفس وهذا التزام الحكومة وهذا مصلحتنا الوطنية، نحن اتركونا جانباً، مثل ما كان يحصل في القمم الأخرى، ولذلك نحن نعتبر هذا الموقف مرفوضاً وغير مقبول ومدان ولا يمثل لبنان، يمثل الأشخاص أو الأحزاب التي ينتمي إليها هؤلاء الأشخاص، لا يمكن أن يكون هذا الموقف الرسمي الذي يصدر بيان عشر بنود إدانة لإيران وسطر ونصف يحكي عن فلسطين ويسخّر الموقف بالكامل لمصلحة محور على محور. نعم، الآن يستطيع تيار المستقبل أن يصدر بيان تأييد عظيم جداً للقمة في مكة المكرمة، هذا حقه، حقه الطبيعي، نحن لا ننزعج، لأننا نحن مختلفين بالموقف، نحن قلنا القوى السياسية لا تنأى بنفسها، لا تنأى بنفسها، ونحن أول ناس لا ننأى بأنفسنا، لكننا اتفقنا أن الحكومة اللبنانية تنأى بنفسها، الدولة اللبنانية تنأى بنفسها، والذي حصل في مكة هذا خلاف الالتزامات والتعهدات والمصلحة الوطنية.
أنتقل للنقطة الأخيرة – أطلت عليكم ولكن سهرة رمضانية، لأن هذه النقطة حساسة ولا تحمل تأجيل – نحن بموضوع ترسيم الحدود كمقاومة أنا قلت بأكثر من مناسبة أنه نحن ليس عندنا مشكلة ونقف خلف الدولة وكل شيء يحصل على الحدود نقف خلف الدولة، بمعزل أن الذي يحصل على الحدود صح أو خطأ، بموضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية أيضاً نقف خلف الدولة وأنا لا أجامل عندما أقول، لأن بعض الإخوان قالوا لي أنت تجامل قلت لهم لا، أنا لا أجامل عندما أقول نعم نحن في المقاومة نثق بالمسؤولين اللبنانيين المتصدين لهذا الملف والملتزمين بأن يحصلوا للبنان على كامل حقوقه في التراب والماء والبحر والنفط والغاز، نحن نثق به، ولذلك نحن هذا الموضوع لا نتدخل به. هذه اتركوها بالايجابية لأنه سننتقل إلى مكانٍ آخر.
حسناً، هنا الأميركي ماذا فعل، السيد ساترفيلد ومن معه، الأميركيين أذكياء بالاستغلال والتوظيف السيء، أن الآن لبنان يحتاج ترسيم الحدود خصوصاً البحرية من أجل النفط والغاز ولبنان محتاج للهدوء من أجل أن يستقدم قروض بسيدر، الذي هي أغلبهم قروض وليس مساعدات، هنا جاء الأميركي – أتمنى من كل اللبنانيين أن يسمعوني جيداً – جاء الأميركي يريد أن يستغل المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية والبرية ليعالج ملف جانبي هو بالكامل لمصلحة إسرائيل، وإسرائيل عجزت عن معالجته خلال سنوات، الذي هو ملف الصواريخ الدقيقة وتصنيع الصواريخ الدقيقة. نحن من أكثر من سنتين، سفراء، سفارات، أجهزة أمنية أجنبية، حتى الذين وضعونا على لائحة الإرهاب يتصلون بنا، كله كان يوجه لنا الأسئلة التالية وينقل إلينا الرسائل التالية، أنتم عندكم صواريخ دقيقة وهذا الموضوع لن تتحمله إسرائيل وعندما إسرائيل تعرف أنه في مكان ما يوجد صواريخ دقيقة ستقصفهم، هذا كنا نتبلغه منذ أكثر من سنتين.
الموضوع الثاني، هو أنه أنتم عندكم مصانع لصناعة الصواريخ الدقيقة في لبنان، وهذا بالنسبة لإسرائيل خط أحمر ولا يمكنها أن تتحمله وعندما تعرف أنه بالمكان الفلاني هناك مصنع صواريخ دقيقة ستقصفه إسرائيل. هذا أخفيناه عن الناس سنتين حتى لا نزعج خاطر الناس ونعالجه ضمن الكواليس، لكن الذي حصل هذا الأسبوع أنا أفترض، لذلك أنا مضطر أن أتحدث، أنا أفترض أنه سيُنشر على الإعلام لأن مناقشته أًصبحت في دوائر واسعة. ولذلك أنا أريد أن أبلغ موقف علني ولا أريد أن أحمل المسؤولين اللبنانيين مسؤولية إبلاغ رسائل أو تقديم أجوبة على أسئلة، أنا أحب أن أقدم بعظمة لساني هذه الأجوبة وليسمعها الأميركي والإسرائيلي وغيره، هذا سبب الكلام.
في النقطة الأولى في قصة الصواريخ الدقيقة، نحن أناس صادقين، لا نكذب، يمكن أن تقول لي أنه مثلاً أن تخفي الحقيقة دون أن تكذب، أن تقول نصف الحقيقة، لكن لا نكذب، لذلك عندما كانوا يسألوننا قلنا لهم جميعاً نعم نحن لدينا صواريخ دقيقة، وإذا تتذكرون قبل سنتين في يوم العاشر أنا أعلنت بوضوح لدينا صواريخ دقيقة وتطال كل الأهداف المطلوبة في الكيان الصهيوني، واليوم في يوم القدس، في الذكرى الأربعين لإنطلاقة يوم القدس، أعيد وعلى مسمع العالم كله نعم نحن لدينا في لبنان صواريخ دقيقة وبالعدد الكافي التي تستطيع أن تغير وجه المنطقة والمعادلة، لكن هذا ليس بجديد، قلناه قبل سنتين في عاشوراء، وكل الذين سألوننا، قلنا لهم نعم، نحن عندنا صواريخ دقيقة، وكل الذين بلغونا رسائل قلنا لهم ليس هناك مشكلة، الإسرائيلي – وهذا الكلام قديم، سنة وسنتين وثلاثة والإسرائيلي تبلغ ذلك – عندما كان "يهبط علينا حيطان" ويقال الإسرائيلي خط أحمر ولا يقبل وسيقصف، كان جوابنا واضحاً وأنا قلته في العلن، قلته على قناة الميادين وقلته بخطاب مباشر، والآن سأعيد بخصوص هذه النقطة، عندها قلنا لهم أن أي قصف إسرائيلي لأي هدف يرتبط بالمقاومة في لبنان في مسألة الصواريخ أو غيرها نحن حزب الله سنرد عليه سريعاً ومباشرة وبقوة، حسنا ولذلك ‏سنة واثنتين وثلاثة لم يقصفوا، بل أكثر من ذلك يذهب إلى الأمم المتحدة ليقول لهم أنظروا هنا ‏يوجد صواريخ، ملعب العهد يوجد فيه صواريخ، قرب المطار يوجد صواريخ، ليتواصلوا مع ‏الدولة اللبنانية ويطلبون منهم أن يذهبوا ليتأكدوا بأنفسهم هل يوجد صواريخ؟ هو لا يعني بأنه لا ‏يقصف صواريخنا كرم أخلاق، هو لا يقصف صواريخنا لأننا أقوياء، لأننا سنرد الصاع صاعا إن ‏لم يكن صاعين. موضوع الصواريخ إنتهينا منه، انه يوجد لدينا صواريخ دقيقة قطعّناها، البحث ‏الأخر ماذا؟ أنه لدينا مصانع لصناعة الصواريخ الدقيقة، أنا قبل أشهر، أحد المسؤولين اللبنانيين ‏أرسل لي ليقول أن الأميركيين أتوا ليقول له كذا وكذا وكذا، قلت له يا جناب المسؤول ولا أريد أن ‏أقول الصفة لكي لا تعرفون من هو، يا جناب المسؤول، هذه معلومات غير صحيحة، نحن ليس لدينا ‏مصانع للصواريخ الدقيقة في لبنان، فسألني مرة أخرى والإيرانيين؟ قلت له الإيرانيين ليس لديهم ‏مصانع لا للدقيقة ولا لغير الدقيقة، لا يوجد في لبنان حتى الان مصانع لصواريخ دقيقة، فذهب ‏الاميركيون وأتوا من جديد، وقالوا لا، يوجد هنا وهنا، وفي الاخر الآن انهم يريدون أن يستغلوا ‏ويريدون أن يعملوا على الترسيم البحري أنه في المنطقة الفلانية يوجد مصانع لتصنيع الصواريخ ‏الدقيقة، أيضا من مسؤول لبناني أرسل لي، قلت له هذا غير صحيح، في المنطقة الفلانية يوجد ‏معسكرا لنا ويوجد منشأت لنا ويوجد عتاد عسكري لنا، ولكن لا يوجد مصانع للصواريخ الدقيقة، ‏حسنا، أنا إلى أين أريد أن أصل؟ لأنه في سياق هذا الكلام خرج تهديد، وأنا لا أريد أن أقول تهديد، ‏ليس هناك من داع، مجموعة من التهديدات أن هذا الموضوع يجب أن تعالجه وهذه المنشأة وتلك ‏المنشأة يجب تدميرها وتجريفها وإنهاؤها، حبيبي أنت مع من تتكلم؟ أنت أين؟ في أي عالم وأي ‏دنيا؟ هذا ليس وارد بالنسبة لنا، فضلاً عن أننا نحن حزب الله أصدق من الأميركيين والذي خلفهم، ‏وأصدق من الإسرائيليين والذي خلفهم، أنا أقول لك لا يوجد مصنع للصواريخ الدقيقة، يعني لا يوجد ‏مصنع للصواريخ الدقيقة، ولو يوجد مصنع كنت الليلة على التلفزيون أقول لك أنه يوجد مصنع، ‏بدليل الذي سأقوله بعد قليل، الآن أنا إشكاليتي في الموضوع والكلمة الأخيرة، إشكاليتي أنا، التمني، ‏أصل فتح النقاش مع الأميركيين أو أن نقبل أن يفتح الأميركيون معنا هذا الموضوع، أنا رأيي يجب ‏هذا الباب أن يسد، ليس لهم عمل وليس لهم علاقة، الأميركي ليس له علاقة، يوجد مصنع صواريخ ‏دقيقة في لبنان أو لا يوجد، ليس لهم علاقة، هذه إسرائيل التي هي بجانبنا، تصنع صواريخ ‏وطائرات ودبابات وسلاح نووي وسلاح كيميائي فليذهب ويطالبها، نحن حقنا، هنا الإضافة التي ‏أريد أن أقولها، نحن حقنا أن نمتلك أي سلاح لندافع عن بلدنا، ومن حقنا أن نصنع أي سلاح، لأن ‏إمتلاك السلاح له وسائل، إما تشتريه أو أن يعطيك أياه أحد، أو تصنعه، الآن في غزة ماذا يفعلون؟ ‏هم يصنّعون، في اليمن ماذا يفعلون؟ هم يصنّعون، ولكن العقل السعودي ليس قادراً أن يستوعب أن ‏اليمني ذكي إلى هذا الحد، أن يصنع صواريخ ومُسيّرات، ماذا أفعل له؟ حسنا في إيران ماذا يفعلون ‏يصنعون، ونحن من حقنا أن نصنّع، أنا أقول لا يجوز أن يناقشنا الأميركي في هذا الحق، هذا أولا، ‏يوجد مصنع أو لا يوجد مصنع، ماذا تريد منا؟ يا أخي أنا أقول لك لا يوجد مصنع، الآن لا يوجد، ‏ولكن لا يحق لك أن تناقشني أنه يوجد مصنع أو لا يوجد، نحن يحق لنا أن نمتلك السلاح الذي ‏نحمي فيه بلدنا، شراء، هبة، تصنيعا، هذا أولا. اثنين، إذا الأميركيون يريدون أن يبقوا هذا الملف ‏مفتوحاً، فأنا أقول لكم وأعلن لكم، نحن لدينا القدرة العلمية والبشرية للتصنيع، ولدينا القدرة الكاملة ‏أن نأتي بالآلات التي تمكننا من التصنيع، أنا أقول الليلة إذا الأميركيون يريدون أن يبقوا هذا الملف ‏مفتوحاً فليأخذ كل العالم علماً، نحن سنؤسس مصانع لصناعة الصواريخ الدقيقة في لبنان، إلى الآن لم ‏ننشئ مصنعاً، ولكن هم هكذا سيقنّعوننا، أضف إلى ذلك في الحكومة يتكلمون كثيراً عن دعم ‏الصناعة اللبنانية، اليوم أهم سوق في العالم تجارة السلاح، وأنا جاد، نحن يمكننا أن نصنع ‏صواريخ دقيقة ونبيع للعالم وندعم الخزينة اللبنانية أيضاً. لذلك أنا أتمنى على السيد ساترفيلد أن ‏‏"يقعد عاقل" ويقوم بمهمته المطلوبة منه طالما أنه عارض نفسه ليساعد، وأنا لا أدري يساعد من، ‏تعرفون أن الأميركيين عادة ليسوا وسطاء، الأميركيون شغلتهم أن يضغطوا ويحققوا مصلحة ‏إسرائيل، وليعين الله المسؤولين اللبنانيين على هذه المفاوضات، أن يغلق هذا الملف وليس هناك ‏من داع ليهدد ولا يهز بدنه، هذا حقنا الطبيعي ونحن متمسكون به، والتهديد معنا لا ينفع، هذا ‏عمره سنتين وثلاثة، وأنا قلت ولا أريد أن أكرر، هذا "وقبلين وبعدين" نفس هذا الموضوع، ‏بالمجموع أيها الأخوة الكرام والأعزاء في يوم القدس في السنة الأربعين ليوم القدس، لا، نحن ‏محورنا قوي، جبهتنا قوية، صحيح في السنوات الماضية قدمنا الكثير من التضحيات لكن نحن ‏خرجنا من هذه التضحيات ببركة دماء الشهداء والتضحيات أكثر قوة، أكثر حضوراً. بكل قوة ‏وعزم وإيمان ويقين أقول لكم جميعاً، نستطيع أن نسقط صفقة القرن وفي مقدمنا الشعب الفلسطيني. ‏عندما يجمع الفلسطينيون على الموقف الملك، كما سميته في موضوع صفقة القرن، في موضوع ‏مؤتمر البحرين، ‏ لا يوجد أحد يستطيع أن يفرض علينا شيئاً، لا على الفلسطينيين ولا على المنطقة، عندما ‏يرفض الشعب السوري التخلي عن الجولان، الجولان لن تصبح إسرائيلية حتى لو ترامب عدّل ‏الخريطة ومضى تحتها، مثلما أعلن نتنياهو، فليمضوا ما يريدون وليفعلوا ما يشاؤون ويقولوا ما ‏يشاؤون، إذا بقينا حاضرين في كل الميادين، متمكنين في الحقوق وقبل كل شيء وبعد كل شيء ‏ومع كل شيء متوكلين على الله، واثقين بوعده في النصر، مؤمنين به، وبشعوبنا وأجيالنا وبرجالنا ‏ونسائنا وعقولنا وإرادتنا، المستقبل هو للقدس وليس لترامب، وليس لكل الأقزام الذين يعملون في ‏جبهة ترامب، السلام على روح الإمام الخميني العظيم الذي أسّس لهذا اليوم وكل عام وأنتم بخير ‏ونصركم الله وأعزكم الله. ‏


 
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى اله الطيبين الطاهرين، وعلى صحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
الإخوة والأخوات، أيها الحفل الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏
أرحب بكم في هذه المناسبة العزيزة، وأشكر لكم جميعا هذا الحضور الكبير لإحياء هذه المناسبة ‏الجهادية الإيمانية الإنسانية الأخلاقية التي ترتبط بديننا وعقيدتنا وإيماننا وجهادنا وحاضرنا ‏ومستقبلنا ومصيرنا وعزتنا وكرامتنا وحريتنا ومقدساتنا.‏
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد، "بسم الله الرحمن الرحيم، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا ‏قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما".‏
اسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون قولنا قولاً سديدا في مرحلة حساسة وصعبة ومصيرية.‏
اليوم يكون قد مضى على إعلان الإمام الخميني قدس سره الشريف ليوم القدس العالمي ولهذه ‏المناسبة أربعون عاما. الإمام أعلن أو دعا إلى إحياء هذا اليوم في سنة 1979، وخلال أربعين عاماً ‏راهن أعداء القدس على أن يضيع هذا اليوم أو يُهمل أو يًنسى مع الوقت كما يظنون أن هذه عادة ‏الناس، ولكن عاما بعد عام كنا نجد أن اهتمام شعوب العالم واهتمام الأمة بهذا اليوم يكبر ويتعاظم ‏رغم المحاولات التي سعت لتصويره يوماً إيرانياً أو لإعطائه لبوساً مذهبياً وتصويره يوماً شيعيا، ‏إلا أن إخلاص الإمام الخميني قدس سره الشريف وصدق نيته كانا أقوى من كل هذا المكر، وأقوى ‏من كل هذا الكيد.
كما أن إخلاص وصدق كل السائرين على هذا الطريق المؤدي إلى استعادة ‏القدس وتحريرها إن شاء الله، استطاع أن يكون أقوى من أي حصار، ولذلك نرى اليوم، اليوم بالتحديد، بل بات على مقربة من أن ‏يصبح أسبوع يوم القدس. أمس ليلاً كان هناك إحياء عصراً وليلاً في الكثير من المدن والدول. اليوم ‏أيضا في منطقتنا، في الشرق الأوسط، كما يسميها الإمام الخامنئي غرب آسيا، في دول إفريقيا، سواءً ‏في شمال إفريقيا أو في دول إفريقيا الأخرى، إلى اندونيسيا، إلى ماليزيا، إلى عدد من الدول ‏الأوروبية، إلى بعض المدن الأمريكية، إلى أستراليا، وإلى أمريكا اللاتينية.‏
شعوب واتجاهات فكرية ودينية متعددة، واتجاهات سياسية متعددة، وحضور كبير، وهناك من ‏سيحيي هذه المناسبة أيضاً يوم غد السبت، ويوم الأحد، خصوصا في بعض الدول الأوروبية بما ‏يتناسب مع الترخيص أو المجوز الذي يحصلون عليه للساحات العامة والطرق العامة.‏
إذا هذه مناسبة والحمد لله تعظم وتكبر.‏
بطبيعة الحال من المتوقع لها أن تسير في هذا الطريق، أنا اليوم في الكلمة، بالفهرس، سأتحدث ‏قليلا عن المناسبة كلمتين، الموضوع الأساسي له علاقة بفلسطين وصفقة القرن ومسؤوليتنا جميعا ‏وتقديرنا للوضع  القائم ومن ضمنه أدخل أيضا لأن هذا مع بعضه كما يقال الآن، أو ما كان يقال ‏خلال الأسابيع القليلة الماضية عن حرب أمريكية على إيران، هذا الأمر الذي تراجع في الأيام ‏القليلة الماضية، وأيضا أود أن أتعرض لموضوع القمة العربية في مكة المكرمة.‏
وانهي حديثي بما يتعلق بمسألة عندنا هنا في لبنان، بما يتعلق بترسيم الحدود، لكن على جانبها هناك ‏ملف حساس يُستغل الآن، موضوع ترسيم الحدود للضغط فيه على اللبنانيين، موضوع حساس ‏يرتبط بالمقاومة وبإسرائيل وأنا أحب أن أتحدث عنه لأنني إن لم أتحدث عنه الليلة، بعد عدة أيام، ‏لأن هذا الموضوع بدأ يتسع في الكواليس الخاصة، سيخرج إلى الإعلام ونصبح أمام ضرورة ‏التعقيب. لا، دعونا نكتب المتن الأصلي ولاحقا من يود كتابة حاشية وتعليق وتعقيب يعقب.‏ وتحديدا الموقف إزاء هذا المستجد الحساس.‏
بالنسبة ليوم القدس، اليوم شاهدنا نحن مظاهرات كبيرة في عدد من دول العالم، لكن أول ما يجب أن ‏نتوقف عنده هو التظاهرات الشعبية المليونية الضخمة في إيران. في السنة الماضية لم نكن نقف ‏عندها، كنا نعتبره أمراً طبيعياً. السنة سنقف عليه، لأن العالم كله يجب، انأ شاهدت وسائل الإعلام العربية ‏حتى وسائل الإعلام المؤيدة والمساندة لمحور المقاومة لم تستطيع أن تقدم حجم الصورة الحقيقي، ‏لكن أنا تابعت الإعلام الإيراني والقنوات الإيرانية وشاهدت مدناً، عدد كبير من المدن ‏شهدت تظاهرات ضخمة جدا جدا، هي رسالة لمن؟ لما علينا الوقوف عندها؟ إيران التي يقول ترامب انها في كل يوم جمعة تتظاهر ضد نظام الجمهورية الإسلامية وان ‏الشعب الإيراني ينتفض على دولته وعلى حكومته وان إيران تنهار وإن إيران ستسارع للإتصال ‏به، سيبقى ينتظر، صحيح كانوا مشغولين بدعاء "الجوشن الكبير" ودعاء "أبي حمزة الثمالي"، الآن ‏انتهت ليالي القدر، لكن عليه أن ينتظر حتى تنتهي "السجادة"، رسالة لمن؟ رسالة لكل أولئك الذين يراهنون أن هذا الشعب العظيم تعب او ضعف او أصابه وهن ‏او تراجع أو أو أو، وهو لا يتظاهر في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية أو دفاعا عن النظام الإسلامي في إيران الذي ‏سيعني كل الإيرانيين، هو يتظاهر حول مناسبة القدس، القضية الفلسطينية العربية الإسلامية، شأن له ‏علاقة بالسياسة الخارجية ويخرجون صائمين بالملايين لساعات، وأنا شاهدت على شاشات التلفزة ‏كل المسؤولين في الجمهورية الإسلامية، رؤساء، مسؤولين كبار، كانوا في التظاهرات، وشاهدت في ‏تظاهرة قم عدداً من مراجع قم الكبار، وأيضا الكبار في السن، الكبار في المرجعية، والكبار في عمر ال‏‏80 سنة و85 سنة و90 سنة، يسيرون مع الناس وعبّروا عن هذا الموقف.‏
على كل حال هذه رسالة، أولا للأمريكي، وثانياً لكل حكومات المنطقة، وثالثاً لكل من يراقب أو ‏يراهن او ينتظر.‏
أيضا كما في العام الماضي، يجب أن نتوقف أمام حجم التظاهرات الكبيرة في اليمن، في صنعاء، ‏وفي عدد من المدن اليمنية، وهذا الحضور الشعبي الكبير، وهذا الخطاب العالي والمرتفع للقادة ‏اليمنيين فيما يتعلق بفلسطين والقدس والمواجهة مع إسرائيل ومع أمريكا، وهم على كل حال الذين ‏فرضوا من خلال حضورهم في الشارع، وأيضا في الميدان، وفي القتال، على ما سنصل إليه أيضا ‏في سياق الكلمة، فرضوا أنفسهم بقوة على المعادلة الإقليمية والصراع ككل في المنطقة.‏
ما جرى في بقية الدول أيضا، هذا كله يتطور ويتقدم، لدينا لائحة طويلة، فلسطين كان أمراً طبيعياً، في ‏غزة هناك شهداء، في القدس، في تركيا، العراق، سورية، الهند، أفغانستان، باكستان، نيجيريا، غانا، ‏ماليزيا، اندونيسيا، بلجيكا، في نفس الولايات المتحدة، في روسيا، في عمان، في تونس، في الجزائر، ‏في تنزانيا، في سيراليون، في غينيا، في السنغال، هذه لائحة التي استطاع الشباب تأمينها، طبعا ‏غدا يظهر المشهد أكثر.‏
يجب أن ألفت أيضا إلى المظاهرات الشعبية التي خرجت ليلة أمس في البحرين، في قرى وبلدات ‏ومدن البحرين، واليوم أيضا، وكان عنوانها لا لصفقة القرن ونحو القدس.‏
باعتبار للأسف الشديد أن الخطوة العملية الأولى يُراد لها أن تنطلق من البحرين، وخرج علماء ‏البحرين وشعب البحرين والقوى السياسية في البحرين لتؤكد أن لا شرعية لكل هذا الذي يًقام على ‏أرضهم، وأن البحرين وشعبها وعلماءها وقواها السياسية وحاضرها وماضيها بريء من هذا ‏الخذلان ومن هذا الانصياع ومن هذا الخضوع من قبل النظام للإرادة الأمريكية.‏
ندخل لبحثنا بعد هذه المقدمة التي لها علاقة بالمناسبة، التحدي الأساسي اليوم في يوم القدس أمام ‏فلسطين وأمام القدس هو صفقة القرن ‏أو صفقة ترامب، واليوم كان كل الشعار موحداً في كل العالم، شعار نحو القدس ولا ‏لصفقة القرن أو لصفقة ترامب، لأن هذا هو التهديد الذي يواجه اليوم القدس وفلسطين والقضية الفلسطينية.‏
طبعاً، واجبنا حتى نبدأ بالواجب وثم ندخل لتحليل الوقائع، واجبنا هو مواجهة صفقة القرن، هذا واجب ‏شرعي، ديني، إنساني، أخلاقي، قومي، وطني، إنساني، سياسي، جهادي، ثوري، سموه ما شئتم.‏ بكل المعايير لماذا؟ لأنه ببساطة هي صفقة الباطل، هي صفقة تضييع الحقوق الفلسطينية والعربية ‏والإسلامية، هي صفقة تضييع المقدسات، لا يحتاج الإنسان إلى الإستدلال، بكل المعايير على أن هذه ‏الصفقة هي صفقة باطلة، وصفقة عار تاريخي، وجريمة تاريخية وبكل المعايير، أيضا يجب أن ‏تواجه ويجب أن يقف الجميع في وجهها.‏
السؤال، التكليف واضح، الإجابة واضحة، المسؤولية واضحة، هل يمكن أن نقف في وجه هذه الصفقة؟ ‏هل يمكن أن نعطلها؟ هل يمكن أن ندفع بها إلى الفشل؟ نعم، بكل تأكيد، نعم إن شاء الله، وكل الحقائق ‏التي سأتحدث عن بعضها لأن الوقت لا يتسع أن أتحدث عنها كلها تؤكد إننا نمشي في هذا المسار.‏
اليوم الإدارة الأمريكية، إدارة ترامب ومعها الكيان الصهيوني ومعها بعض الأنظمة العربية، ‏بعضها جاد والبعض الآخر غير جاد، سأتحدث عنه بعد قليل، يعملون في الليل وفي النهار لتنفيذ هذه ‏الصفقة وإنجاحها، وفي المقابل هناك محور طويل وعريض، ومحور قوي جداً ومحتضن من الكثير من ‏الرأي العام في المنطقة وفي العالم العربي وفي العالم الإسلامي وفي العالم، يقف لمنع تحقيق هذه ‏الصفقة، وهناك صراع بين هذين المسارين وهاتين الحركتين في هذين الإتجاهين، هل نمشي ‏نحن في طريق وهم وفي طريق سراب ونتعب أنفسنا بلا طائل؟ لا على الإطلاق، يجب أن يكون ‏لدينا كل الأمل وكل الوضوح وكل البصيرة، هنا لا أتحدث ب " نا"عن نحن اللبنانيين بل عن ‏الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والعراقيين والإيرانيين واليمنيين والشعوب العربية والشعوب ‏الإسلامية، وكل مؤيد لقضية فلسطين ولحقوق الشعب الفلسطيني، هنا أقصد ب " نا" يجب أن ‏يكون لدينا الأمل القوي بأننا نستطيع أن نحقق هذا الهدف، ونمنع هذه الجريمة التاريخية من أن ‏تتحقق في منطقتنا وعلى أرضنا. اليوم دائماً كان المشروع الأميركي أيها الإخوة والأخوات ‏المشروع الأميركي والصهيوني النقطة المركزية فيه وجود دولة "إسرائيل" وتقوية دولة ‏‏"إسرائيل" وتثبيت دولة "إسرائيل" وتطبيع وجود "إسرائيل" في المنطقة لتكون هي المحور، ‏محور الحياة السياسية  والأمنية والإقتصادية وغيرها...، وهذا يعني في المقابل، الإنتهاء من ‏القضية الفلسطينية، وتصفية القضية الفلسطينية.‏
أي كلام عن القدس وأي كلام عن أراضي 1948 أو الضفة الغربية أو قطاع غزة أو اللاجئين ‏الفلسطينيين في الشتات،  أو الدولة الفلسطينية المستقلة أياً تكن مساحتها يجب أن ينتهي ويجب أن ‏يخرج من الحسابات، دائماً كان هذا هو الهدف، وراهنوا على مضي الزمن، الآن لا نريد أن ‏نتكلم تاريخ،  لأنه لدينا الكثير كي نتكلمه في هذه الليلة، لكن أريد أن أشير إلى المرحلة الأخيرة، ‏ليس المرحلة الأخيرة التي نحن فيها، التي نحن فيها نحن فيها، نسميها المرحلة الحاضرة، ‏المرحلة الأخيرة قبل العام 2011،  يعني من العام 2000 إلى العام 2011، كانت هناك محاولة ‏أميركية لتصفية القضية الفلسطينية،  لكن بشكل يمكن أن يعطي للفلسطينيين شيئاً ولو من الفتات، ‏بعد إنتصار المقاومة في لبنان في العام 2000، وبعد انطلاقة إنتفاضة الأقصى في فلسطين بعد ‏إنتصار لبنان في العام 2000، وظهور قوة المقاومة وحركة المقاومة في المنطقة، حاول ‏الأميركي أن يستعيد المبادرة، وإستفاد من أحداث 11 أيلول، صار إحتلال أفغانستان وإحتلال ‏العراق ودقوا الأبواب عند الحدود السورية، وهددوا لبنان وهددوا إيران، وحضروا مشروع ‏للقضاء على كل حركات المقاومة ودول المقاومة، إبتداءً من فلسطين إلى العام 2006 في لبنان، ‏الذي لو نجحوا لكانوا أكملوا إلى سوريا وإلى عزل إيران، وكلنا نتذكر، خصوصاً نحن اللبنانيين ‏لا ننسى، السيدة كونداليزا رايس عندما جاءت إلى بيروت وتحدث عن ولادة الشرق الأوسط ‏الجديد، الشرق الأوسط الجديد الذي كان يريد تثبيت  دولة "إسرائيل" دولة طبيعية وحقيقية وقوية ‏في المنطقة، ويعطي للفلسطينيين بعض الفتات، ويمسح أي مكانة أو موقع أو وجود لحركات ‏المقاومة أو دول المقاومة.‏
‏ هذا المشروع فشل، تمام، نكتفي بهذا المقدار من الكلام عنه لنتكلم عن المرحلة الحاضرة، بعد ‏الـ 2011، وأمام ثورات شعبية حقيقية كما نفهم نحن، وأمام المواقف في هذه الثورات الشعبية، ‏عدم وجود قيادات موحدة ومشاريع واضحة، تمكنت الإدارة الأميركية وبمساعدة من بعض ‏الأنظمة العربية من إستيعاب الثورات الشعبية في العالم العربي، وحرفها عن مساراتها الطبيعية، ‏أو القضاء عليها ومصادرتها وتوجيهها باتجاه خاطئ كما حصل في سوريا. ‏
هذه المرحلة التي عشناها منذ العام 2011 إلى ما قبل أشهر وما زلنا نعيشها، أراد الأميركي وكل ‏الذين دخلوا على خط ما سُمي بالربيع العربي، أرادوا أن يأخذوا من هذا الربيع العربي ثمرةً ‏فاسدة، هذه الثمرة الفاسدة هي صفقة ترامب، صفقة القرن الحالي، راهنوا على أي شيء؟  ‏راهنوا أنه خلال هذه السنين، من خلال في الحقيقة الزلازل التي ضربت العديد من دولنا ‏ومجتمعاتنا، أنه يمكن في لحظة تعب وفي لحظة وهن، أن نفرض على الشعوب العربية ‏والإسلامية وعلى كل الدول وعلى كل الحكومات أن نفرض صفقتنا، هذا الذي حصل منذ العام ‏‏2011 إلى اليوم، لا نستطيع أن ننكر أن مجتمعاتنا ودولنا وشعوبنا في المنطقة واجهت الكثير من ‏العناء والتعب والإستنزاف، دول وجيوش وحكومات وشعوب وإقتصاد وأمن وأمان وأحقاد ‏وضغائن وتمزق وتشت، على أساس مذهبي وعلى أساس طائفي وعلى أساس ديني وعلى أساس ‏عرقي وقومي وقطري ومناطقي وجهوي، هذا صحيح، هم افترضوا أنه الآن مع مجيء ترامب ‏ومع الهجمة أو شكل الترهيب الإعلامي وشخصيته وخطابه وبيديه وتهديد وتهويل،  أنه الآن الكل ‏متعب ، الكل مشغول،  ولا أحد يسأل عن أحد ، والناس في المنطقة كلها والأنظمة والحكومات ‏والجيوش والشعوب كلها مشغولة بنفسها، ولا أحد يسأل لا عن فلسطين ولا عن القدس.‏
إذاً، الآن هي اللحظة المناسبة، هذه هي إن صح التعبير البيئة الإستراتيجية المفترضة عند ترامب ‏ونتنياهو والملحقين بهم من بعض الأنظمة العربية لفرض هذه الصفقة وهذه التسوية، وإنهاء ‏القضية الفلسطينية والتفرغ بالكامل لشيء أسمه الجمهورية الإسلامية في إيران.‏
هنا أتت صفقة القرن، التي نحن معنيون بمواجهتها ونقوم بمواجهتها كلٌ في موقعه، هذا ‏التشخيص الأميركي - الإسرائيلي وبعض هذه الأنظمة هو تشخيص خاطئ، وهذا دليل أنهم لم ‏يقرأوا التاريخ ولا يفهمون التاريخ ولا يعرفون شعوب المنطقة ولا يعرفون إنتمائها الديني ‏والحضاري والثقافي والفكري، ولا يعرفون قيمها ومفاهيمها، بعضهم أجنبيٌ عنها لأنه أجنبي، ‏وبعضهم غريبٌ عنها لأنه مفروضٌ عليها وغريب فيها، ولذلك أخطأوا في التشخيص، أخطأوا، ‏إذا عملنا عرض بسيط وسريع أيضاً، ونرى حقيقة الأمر أين، نأخذ واقعنا في محور المقاومة ‏وفي مسار المقاومة وفي جبهة المقاومة وواقعهم، ومن دون مبالغات ويقدر أي أحد منكم أو أي ‏أحد يراقب يقدر يقول هنا أن السيد يبالغ أو لا يبالغ، أنا أدعي اليوم أن محور المقاومة وجبهة ‏المقاومة في الحد الأدنى إذا أردنا أن نحسب منذ العام 1982، حتى لا يردنا أحد إلى الخمسينات ‏أو الستينات، يعني بالمدى الذي نحن عايشناه والجيل الحالي والجيل الذي بعده والجيل الذي بعده، ‏أغلبنا نحن الموجودين الآن عايشنا هذه المراحل ، أستطيع أن أدعي أن محور المقاومة هو أقوى ‏من أي زمنٍ مضى، خلافاً لما يحاول البعض أن يتحدث عن ضعفٍ هنا أو وهنٍ هناك، دليل ‏ووقائع:  واحد: أبدأ من غزة ومن فلسطين، المقاومة الفلسطينية، أقصى شيء كان عند المقاومة ‏الفلسطينية في عز قوتها أين كانت؟ في لبنان في جنوب لبنان في السبعينات،  لديها سلاح ولديها ‏عدد ولديها إمكانيات ولديها صواريخ، لكن أقصى شيء كانت تستطيع أن تعمله المقاومة ‏الفلسطينية أن تعمل عملية على الحدود أو في الشريط الحدودي السابق القديم،  أو تقدر أن تخترق ‏الحدود أو تحرك بعض المجموعات في الداخل الفلسطيني، وفيما بعد أصبح الموضوع صعب ‏جداً وغير متاح، وكانت تملك من الصواريخ الكاتيوشا، يعني أبعد شيء 19 أو 20 كيلومتر، هل ‏يوجد شيء لم يقال، هذا هو، أصلاً تل أبيب بمأمن عن الصاروخ الفلسطيني، وعسقلان بمأمن ‏وبئر السبع بمأمن،  كلها كانت بعيدة ولا أحد كان يفكر فيها، اليوم المقاومة الفلسطينية، سوف ‏أكتفي بنماذج وليس بعرض كامل، اليوم أمس كنا نستمع إلى الأخوة عدد من قادة فصائل ‏المقاومة الفلسطينية في غزة، كانوا يخطبون بشكل مباشر، وهم يتكلمون عن قدراتهم المتاحة ‏لديهم وما فعلوا في الجولات السابقة، وما فعلوا في الجولة الأخيرة، وقالوا بوضوح أننا ضربنا ‏تل أبيب وقادرون على أن نضرب تل أبيب بعدد كبير من الصواريخ، اليوم غزة قادرة أن ‏تضرب تل أبيب وما بعد تل أبيب، وقادرة أن تطال الكثير من المستعمرات الصهيونية.‏
منذ متى كانت المقاومة الفلسطينية تملك هذه القدرة؟ نتكلم عن أن واحد زائد واحد يساوي اثنين، ‏ولا نتكلم شعارات.‏
اليوم القدرة الصاروخية لدى الفلسطينيين تتطور، وهناك قدرة جديدة أيضاً دخلت على المعادلة ‏وهي المُسيّرات، كما شاهدنا في الجولة السابقة، وهذا ليس له حل، والدليل الذي صار في ‏السعودية في ينبع.‏
قدرات عسكرية كبيرة وعشرات آلاف المقاتلين في غزة، وقادرين في لحظة حرب كبرى في ‏المنطقة أن يسيطروا على مساحات واسعة جداً من أرض فلسطين في محيط قطاع غزة.‏
متى كانت المقاومة الفلسطينية تملك هذه المقدرات؟ بالأمس استمعنا أيضاً إلى بعض قادة هذه ‏الفصائل الجهادية يقول: نحن نقترب من معادلة إذا قصفتم غزة سنقصف تل أبيب، هذا تطور ‏هائل وكبير وممتاز في معادلة الصراع.‏
لبنان، لا يوجد داعٍ أن أشرح ولا يوجد نقاش ولا يوجد شك بأنه لم يأت زمان على لبنان فيه مقاومة في مواجهة إسرائيل بمستوى القوة والعدة والعديد والتطور والإمكانيات والاستعداد ‏والجهوزية الموجودة الآن في لبنان، لا يُقاس بأي زمن ليس من 82 بل من 1948 لم يكن هناك شيء من هذا القبيل في لبنان ‏على الإطلاق في يوم من الأيام، وهذه المقاومة اليوم تخشاها إسرائيل، وهؤلاء المسؤولون الإسرائيليون كل يوم يتحدثون عن ‏حالة الردع، عن تعزيز الردع، عن انتقال الجيش الإسرائيلي بجزء كبير منه إلى الموقع الدفاعي في شمال فلسطين المحتلة، عن ‏قدرات المقاومة الصاروخية وعن وعن وعن .....بيكفي لبنان.‏
ثالثاً، سوريا عبَرَت، ما كان يُخطَّط لها، الذين جيءَ بهم ليدمّروا سوريا والجيش السوري ويدخلوا إلى لبنان ليدمروه، ويذهبوا ‏إلى العراق ليدمروه، ويذهبوا إلى إيران ليقاتلوها، والى كل المنطقة وبالتعاون مع إسرائيل، وبالتنسيق مع إسرائيل، وكل يوم ‏تتبدّى وتنكشف معلومات جديدة عن مستوى التعاون الإسرائيلي مع الجماعات المسلحة في جنوب سوريا، هؤلاء سقطوا، ‏انهاروا، يلفظون أنفاسهم الأخيرة، داعش والتكفيريين وبقايا النصرة، والمعارضة السورية السياسية التي وعدت بالصّلح مع ‏إسرائيلي وبعضها وعد على شاشات التلفزة بالتنازل عن الجولان لإسرائيل أصبحوا الآن جلساء الأوتيلات والبيوت ولم نعد نر ‏حتى وجوههم الكالحة على شاشات التلفزيون لأنه لم يبق لهم شيء يقولونه، إذاً سوريا عبرت، وما زالت في موقعها، في جبهة ‏المقاومة وفي محور المقاومة، وستستعيد قوّتها وعافيتها من موقع الشجاعة والصّلابة أيضاً.‏
العراق، حتى بعد 2011 والانسحاب الأميركي من العراق، كل المحاولات الأميركية لاستعادة العراق والسيطرة عليه بالكامل ‏سياسياً وأمنياً فشلت. دفع داعش لإيجاد ذريعة لعودة القوات الأمريكية هذه اللعبة باتت مكشوفة، العراق اليوم موقعه مختلف في ‏المعادلة الإقليمية على المستوى الرسمي، أعلّق عليه تباعاً في القمة العربية، وهو في موقع مختلف على المستوى الشعبي وعلى ‏المستوى الجهادي، في ما يعني قضايا المنطقة وفيما يعني قضية فلسطين.‏
اليمن، القوّة المتصاعدة بعد 4 سنوات ودخول السّنة الخامسة، القوى المتصاعدة في اليمن، القوى الشعبية، السياسية، الجهادية، ‏العسكرية. النظام السعودي، وكل المرتزقة الذين جيء بهم من كل أنحاء العالم وبمساهمة وبمساندة كاملة من الولايات المتحدة ‏الأمريكية وبريطانيا، ومصانع السلاح البريطاني والفرنسي وغيره، فشل في فرض إرادته على الشعب اليمني أو الاستسلام على ‏الشعب اليمني، بالمقابل، اليوم لماذا كل هذه القمم، لماذا القمة العربية في مكة سبحان الله في العشر الأواخر وشهر رمضان ‏والناس صائمون لماذا؟ وأين؟ بمكةّ. لماذا الملك سلمان يدعو الى قمة عربية والى قمة إسلامية وإلى قمة خليجية، بتعرفوا ‏التعبير العامي "تبعها" "دخيلكم  يا عرب ويا خليجيين ويا مسلمين لحقوني" تسألني ما خلفية هذه الدعوة؟ الآن عندما أتطرق للحرب ‏في المنطقة، أعود إليها، لماذا؟ لأن مُسيّرات الجيش اليمني واللجان الشعبية في اليمن تمكنت من تجاوز كل التقنيات والفنيات ‏والتكنولوجيات الأمريكية والإسرائيلية والإنكليزية والفلانية والوصول إلى أهدافها بدقة وضرب الأماكن النفطية التي تم ‏استهدافها، لا ترامب استطاع حمايتهم او استطاع أن يحميهم ولا هم الذين اشتروا بمئات مليارات الدولارات طائرات وصواريخ ‏ورادارات استطاعوا ان يحموا، وهذا نموذج، ولذلك هذه القمم التي عقدت حتى الآن، هي قمم استغاثة سعودية، تعبر ‏عن العجز وعن الفشل أمام الشعب اليمني، والجيش اليمني، واللجان الشعبية، وأنصار الله، والشباب اليمني، الذكي، الشجاع، ‏المؤمن،  المجاهد، البطل، وهذه القوة تتطور، وتكبر، وتتعاظم، بين هلالين أود أن أقول لكل الذين أدانوا حملة الطائرات المُسيّرة ‏على الأهداف النفطية في السعودية، أدانوها، أقول لهم راجعوا أنفسكم أخلاقياً، إنسانيا، ضميرياً، أنتم تدينون ضربة أنابيب نفط ‏وسكتم أربع سنوات على شعب عربي، على شعب مسلم، على شعب مستضعف وفقير، يُقتل في كل ليل ونهار، يذبح أطفاله، ‏نسائه، رجاله، حجره، بشره، وسكنتم في المقابر وبلعتم ألسنتكم، وعندما أصيب بعض أنابيب النفط في السعودية خرجتم ‏تتسابقون وتتنافسون في التقرب والتزلف لآل سعود، أنظروا إلى وجوهكم في المرآة، وضعوا علامة لمستواكم الأخلاقي، ‏ولمستواكم الإنساني، في كل الأحوال كل هذه الإدانات وكل هذه القمم لن تستطيع أن تحمي الغزاة والطغاة والمستبدين وجيوش العدوان من غضبة رجال الله، لأن الله معهم، والله معهم في اليمن، كان معهم، وما زال معهم، وسيبقى معهم، لأنهم أهل ‏الإيمان وأهل الحكمة وأهل الفداء والتضحية، هذه اليمن اليوم، هي جزء أساسي من محور المقاومة،  ترفض صفقة القرن، ‏تتظاهر بالرغم من القصف والمجازر لتقول لا لصفقة القرن ولتعبر عن وقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني والى جانب القدس.
 ‏الشعوب والقوى في منطقتنا التي عبّرت وتعبّر عن نفسها في هذه الأيام بمناسبة القدس، عن رفضها لصفقة القرن، هذه أيضاً من ‏عناصر القوة، ومن أهم عناصر القوة في وضعنا لحالي وفي محورنا هو إيران، الجمهورية الإسلامية في إيران، القوّة الإقليمية ‏العظمى، القوّة الإقليمية الأولى، صاحبة القوة الذاتية، القوّة الحقيقية، القوّة التي قاتلت مع  بداية الثورة، صمدت 8 سنوات في ما ‏كان العالم كلّه يحاصرها، البعض يتحدث عن قوى إقليمية، فيقول مثلاً اليوم أهم قوّة إقليمية في المنطقة هي السّعودية، حسناً، ‏زعيم المحور الآخر السيد ترامب، ماذا يقول عن القوة الإقليمية العظيمة في المنطقة التي اسمها السعودية، لو صعدت طائراتكم ‏إلى السماء بدوننا لن تنزل إلى الأرض، إذا لم نحميكم أسبوعين لن تصمدوا، اذا لم ندافع عنكم، بأسبوع واحد ستتعلمون اللغة ‏الفارسية، (هلق كيف بدهم يتعلموا اللغة الفارسية بأسبوعين مش فهمان، اي هني عربي ما بيعرفوا يحكوا  ، هذه  قوى تسمى ‏قوى إقليمية لكنها لا تملك قدرات ذاتية، هي تستند في وجودها في بقائها في قوتها الظاهرية على أميركا وعلى الغرب وعلى الـ ‏CIA‏ وعلى أجهزة المخابرات وعلى الأساطيل وعلى القواعد العسكرية الأمريكية، هذه هي الحقيقة وهذا هو الحال.‏
إيران، كلا، إيران دولة حقيقية،، واعدة صاعدة وهي تتقدم في مقدمة هذا المحور، حسنا هذا محورنا، هذه عناصر قوة عظيمة جداً، ‏كبيرة جداً، وليس لها سابقة، لا المقاومة في لبنان ولا المقاومة في فلسطين ولا إيران كانوا أقوياء كما هم اليوم،  ‏ولا اليمن كان حيث هو اليوم، ولا العراق كان حيث هو اليوم، وسوريا ستعود إن شاءا لله أقوى مما كانت في هذا المحور.
حسنا ‏ننتقل إلى الجبهة الثانية ، في الجبهة الثانية أهم العناصر من؟ الذين يريدون أن يفرضوا صفقة القرن. أهم العناصر:  ‏
أولاً: إسرائيلَ، أنا لا أقول أن إسرائيل ضعيفة، هذا غير واقعي، إسرائيل دولة كبيرة، إسرائيل جيش صُنعت له دولة. لكن ‏إسرائيل هذا في 2019 هي أضعف من أي زمن مضى، هي أقل قوّة من أي زمن مضى إذا أردنا أن نكون أدق، أما أن نقول ‏هي أضعف من أي زمن مضى أو أقل قوّة من أي زمن مضى وكلاهما دقيقين، حسناً،  كيف؟ هم القادة الإسرائيليين السياسيون ‏والعسكريون يقولون منذ سنوات طويلة لم تستطع إسرائيل هذه القوة العسكرية الهائلة أن تحسم معركة واحدة، تراجع هيبتها ‏وسيطرتها، من بعد اليوم يخاف من إسرائيل؟ لبنان؟ الشعب الفلسطيني، شعوب المنطقة؟ هذا انكسر في الـ 2000 وبعد الـ ‏‏2000 انكسر، ‏تراجع قوّة جيشها البرية باعترافهم جميعاً. وانتقاله على الأعم الأغلب إلى الموقع الدفاعي.‏
انكشاف جبهتها الداخلية أمام صواريخ وقوات المقاومة أكثر من أي وقت مضى. اليوم إسرائيل الكيان الصّهيوني يخاف من ‏الصواريخ من غزّة والصواريخ من لبنان والصواريخ من سوريا  ويدّعي أنه يوجد صواريخ في العراق ومن صواريخ إيران ‏ويمكن من صواريخ اليمن، في أي زمن مضى كانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية مكشوفة بهذا الشكل، حتى في عزّ قوّة ‏العرب كانوا يقاتلون على الحدود. لكن القتال اليوم في عمق الجبهة الداخلية.‏
الفساد في إسرائيل غير مسبوق، في الحكام والقضاة والجنرالات، انقسامات داخلية عميقة على المستوى الاجتماعي، انقسامات ‏سياسية عميقة على المستوى السياسي، المشهد الأخير المرتبط بالانتخابات وفشل نتانياهو في تشكيل حكومة والذهاب إلى ‏انتخابات جديدة ، فقدان القيادة، الحاجة الملحة إلى الدعم الأمريكاني المباشر.
اليوم الجنرالات في إسرائيل يقولون في أي حرب ‏مقبلة نريد أن يكون الأمريكان حاضرين معنا  هنا، متى كانت إسرائيل هكذا؟ أحد الأهداف المعلنة للأساطيل الأمريكية في ‏المنطقة هو حماية دولة إسرائيل من محور المقاومة. متى كانت إسرائيل تحتاج الى الأساطيل الأميركية لحمايتها  من المقاومين!!.‏
ننتقل الى العنصر الأهم في المحور الآخر الذي هو زعيم المحور نفس أميركا، ما الذي يفعله ترامب؟ ترامب يقوم بحرب نفسية ‏وضغط معنوي هائل على العالم، ولكن أميركا هذه لم تعد أميركا التي كانت في القديم، قبل عشرين سنة وثلاثين وأربعين وخمسين ‏سنة، أميركا هذه أرسلت جيوشها إلى المنطقة وخرجت منها مهزومة ومكسورة ومضروبة في ‏لبنان والعراق والصومال ولا زالت تضرب في أفغانستان واليمن وغيرها، أميركا هذه أيها ‏الأخوة والأخوات خلال المرحلة الماضية اأتوا لي بمشاريعها وقولوا لي هل نجحت هذه ‏المشاريع؟ طبعا نحن كنا في موقع الدفاع نُفشل هذا المشروع ونُفشل ذاك المشروع، نحن كلنا ‏سويا، أدرسوا أميركا من الداخل إجتماعياً، إقتصادياً، سماحة الإمام الخامنئي قبل أيام قال يوجد ‏وأنا لم أر ولكنني سمعت منه، قال يوجد تقرير رسمي صادر عن وزارة الزراعة الأميركية أنه ‏يوجد أربعين أو 41 مليون أميركي على حافة المجاعة أو يعاني من سوء التغذية، هذه أميركا ‏التي تريد أن تأكل رأس العالم، أوضاعها الاقتصادية، هذه أميركا تتحمل؟ ألان إذا أصبح النفط ‏‏150 $ و 200 $ أين يصبح ترامب؟ أتعرفون أين يصبح؟ في الكونغرس في المحكمة في ‏السجن، هذه هي أميركا، هذا هو حجمها وحقيقتها ومضمونها، حسنا، أميركا اليوم موقعها في ‏العالم، أين موقعها في العالم، أين احترام العالم لها؟ حتى حلفائها الأوروبيين وغير الأوروبيين، ‏مواجهات على إمتداد العالم، مع الصين وروسيا حتى مع أوروبا وأميركا اللاتينية، فنزويلا، ‏إيران، كوريا الشمالية، صفقة القرن، هو يتحدى أمة بكاملها، وأهم شيء ألان في الإدارة ‏الأميركية تهيبها من الذهاب إلى حروب جديدة، هو يتكلم بصراحة يقول الذهاب إلى أي حرب ‏جديدة يعني خسائر مالية وبشرية، وانتبهوا عودوا إلى تصريحه، تجدونه يقول مالية وبشرية، لأن ‏الأهم عند ترامب ما هو؟ مالية وبعد ذلك بشرية، ولذلك الإستراتيجية الأميركية منذ أن جاء ‏ترامب ما هي؟ العقوبات، الحروب الاقتصادية أما أن يرسل عسكراً ليقاتل، وهذا الكلام يخدمني ‏بأن أختصر بالنقطة القادمة، هو الذي إنتقد كل أسلافه أنهم أرسلوا الجيش الأميركي الى المنطقة ‏وأنهم حاربوا بالنيابة عن دول المنطقة وأنهم أنفقوا 7 تريليون دولار في المنطقة بلا طائل، هذا ‏ترامب  صاحب هذا الفكر وهذه الثقافة وهذه العقلية وهذه الحسابات، هو رجل حرب؟ وقائد ‏حرب؟ كلا، هو يراهن على الموضوع الاقتصادي.
 ثالثا، أدواتهم في المنطقة، مرتبكة وخائفة ‏وقلقة ومضعضعة، التكفيريون الذين راهنوا عليهم في أيامهم الأخيرة إن شاء الله، النظام ‏السعودي وجيوشه المرتزقة فشلوا أمام شعب اليمن، هذه الأنظمة التي تعول عليها أميركا، ليست ‏قادرة أن تحمي نفسها، فضلاً عن أنها تطلب من أميركا أن تحميها، وبعض الأنظمة العربية ‏أيضاً هي في وضع قلق، الأردن اليوم قلق في صفقة القرن، لأنه يخشى أن تؤدي صفقة القرن ‏إلى تحويل الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين وانتهاء العرش الهاشمي، وكل فترة يخرجون له ‏مشاكل أمنية وسياسية وإقتصادية الخ... مصر، حتى مصر وألان بمعزل عن موقفها المعلن، ‏مصر قلقة من مستقبل صفقة القرن ولا تعرف أساساً موقعها ودورها الإقليمي لو طبقت صفقة ‏القرن، لأنه ضمن صفقة القرن الذي سيركب هي سيبة من ثلاثة أركان، الأميركي والإسرائيلي ‏والسعودي والباقون سيكونون توابع.
 في كل الاحوال دول عالمنا العربي والإسلامي، أنظروا ‏إخواني وأخواتي هذا سيف ذو حدين سيف لنا وسيف علينا، حسنا، أنهم هم مشغولون بحالهم، ‏اليوم أغلب الدول العربية والإسلامية مشغولة بنفسها، أنا أحاول أن أرى الجانب الممتلئ من ‏الكوب مثلما يقولون، يمكن هذه إيجابية، هي سلبية، أتعرفون لماذا ممكن أن تكون إيجابية؟ لان ‏هذه الأنظمة لو لم تكن مشغولة بحالها كانوا مع الأميركيين ومع الإسرائيلي، لم يكن ليكونوا مع ‏الفلسطيني، ما كانوا ليكونوا مع الفلسطيني، أنا أسجلها كنقطة إيجابية في المسار العام وفي ‏المشهد العام، بناء على كل هذه القراءة، اليوم محور المقاومة وجبهة المقاومة وجبهة الرافضين ‏لصفقة ترامب صفقة العار هم أقوياء جدا وقادرون على مواجهة هذه الصفقة.
 اليوم هم يركزون ‏على أهم نقطة قوة في هذا المحور، هنا انتقل للنقطة التي تليها، إيران هي نقطة القوة، لا يوجد ‏شك، هي الموقع المركزي في هذا المحور، هي ساعدت العراق عندما هاجمته داعش وأصبحت ‏على أبواب كربلاء وبوابات بغداد، وهي دعمت القيادة السورية والجيش السوري في الأيام ‏الصعبة، وهي وقفت مع المقاومة في لبنان ومع المقاومة في فلسطين وموقفها واضح وجازم، ‏حسنا، اليوم كل التركيز على إيران وهذا ما يقولونه وأنا لا أحلل من عندي هنا، أنه ترامب ‏وبومبيو يقولون أنهم عندما يحاصرون إيران ويعاقبونها ويضغطون عليها، كل هذا المحور ‏سيضعف وسينهار ويتلاشى، ويسبونا بالمال وينتظرونا كل أخر شهر ليروا هل حزب الله دفع ‏المعاشات أو لم يدفع المعاشات؟ هل هذا صحيح أم لا؟ العين كلها على إيران، حسنا أمس الإخوة ‏في غزة ماذا يقولون؟ يقولون أمتنا تخلت عنا ووقفت معانا إيران، إيران دعمتنا بالسلاح والمال ‏وهذه حقيقة، فذهبوا الى إيران، كل الضغط على إيران، حسنا، في موضوع إيران أتت هذه ‏الأنظمة التي من أول يوم أعلنت العداء للجمهورية الإسلامية، في أول يوم إنتصر فيه الإمام ‏الخميني، صاروا يخططون كيف يتآمرون على هذه الجمهورية، والى ألان 40 سنة، تشويه ‏إيران، إتهامات باطلة على إيران، محاولات عزل إيران، التحريض على إيران، اليوم إيران ‏مجوس، كلنا نتذكر عنوان معركة صدام حسين مع إيران ماذا كان، فرس ومجوس، طبعا لا ‏يستطيع أن يقول سنة وشيعة، مثلما فعل آل سعود، لأن جزءاً كبيراً أكثر من نصف الشعب العراقي ‏شيعة، وجزء كبير من الجيش العراقي شيعة، لا يمكنه أن يقول بين السنة والشيعة، فقال لهم ‏مجوس، والعالم إكتشف أن الشعب الإيراني ليسوا بمجوس، حسنا، ثم حولها إلى عرب وفرس، ثم ‏جاء من بعده من يطوّر المعركة إلى سنة وشيعة، وخرجوا لنا بتشيّع صفوي وتشيّع علوي وتشيّع ‏عربي وتشيّع لا أدري ماذا، وعقوبات إقتصادية، وصولا إلى التهويل بالحرب، التهويل مؤخرا ‏بالحرب، يوجد حرب أو لا يوجد حرب، هذا مقطعنا، لأنه كثر في الأسابيع الماضية، وطبعا إذا في ‏حرب بين أميركا وإيران يعني نتكلم عن منطقة مختلفة، كان هناك من يدفع بقوة الى الحرب، هم ‏بالإدارة الأميركية وترامب لا يريد حربا، ونحن نتكلم هنا قبل كلام ترامب الأخير، بولتون واضح ‏يدفع بقوة الى الحرب، بولتون الكذاب أبو الرسوم المتحركة ماذا يقول أمس، يقول ليس هدفنا إسقاط ‏النظام الإيراني، لكن قبل أشهر بمؤتمر للمنافقين الإيرانيين وقف وخاطب وقال لهم إن شاء الله في ‏عيد ميلاد العام 2019 نحتفل في طهران، وهذا كلام ليس من عشرين سنة، بل قبل بضعة أشهر، ‏هم "لكّو وطعجو هذا كلام بالعامية" سأقول لكم لماذا "طعجوا"، حسنا بولتون وابن سلمان ونتنياهو ‏وخليجيون آخرون ولا نريد أن نكثر الأسماء، كانوا يدفعون، الذي يرى الإعلام الخليجي ‏يقول بأن ترامب يعمل عند تلفزيون العربية، ألان سيقوم بحرب، "خلص" ستقع الحرب، سيرسل ‏الأساطيل، يعني ستأتي الأساطيل، يعني ترامب يجلس ويشاهد تلفزيون العربية، ما سيقوله له ‏تلفزيون العربية سينفذه، سأنطلق من كلمة سماحة الإمام القائد الإمام السيد الخامنئي دام ظله ‏الشريف، هو إنسان يقود هذه الأمة منذ ثلاثين عاما، ويعرف كل الإستراتيجيات وكل ‏التفاصيل وكل المعطيات ومعادلات القوة والضعف، وقال لا حرب، لا حرب ولا تفاوض، ألان لا ‏تفاوض له علاقة بالإيرانيين، لا حرب له علاقة فينا كلنا سويا، لماذا لا حرب، الان هو تحليلنا ‏نحن، يعني أنا لا أريد أن أقول أن هذه الأسباب التي دفعت سماحة السيد القائد أن يقول لا حرب، ‏تحليلنا، أولا قوة إيران، لا حرب ليست كرم أخلاق من أحد، لو كانت إيران ضعيفة لوقعت الحرب ‏منذ وقت طويل، مستوى الحقد والضغينة والتآمر والتواطىء العربي والخليجي والأميركي ‏والإسرائيلي والصهيوني على إيران كان سيدفع لحرب منذ وقت طويل لو كانت إيران ضعيفة، لان ‏إيران قوية مقتدرة بشعبها وقواتها المسلحة ونظامها وقائدها ومراجعها وعلمائها وبخاصتها ‏وعامتها ولأنه أولا وأخيرا تتكل على الله وتؤمن به وتثق بوعده، إيران قوية، ولذلك هي مهابة ‏الجانب، هذا أولا، هنا ترامب لا يريد أن يعلن الحرب على أناس لا تصمد أسبوع او أسبوعين وإذا ‏حلقت طائراتها لا تجد مدرجا لتهبط فيه، هنا نتكلم عن قوة حقيقة،  هذا أولا.
السبب الثاني ‏وليسمعني العالم جيدا، أن السيد ترامب والإدارة عنده وأجهزة مخابراته يعرفون جيدا أن الحرب ‏على إيران لن تبقى عند حدود إيران، إن الحرب على إيران يعني كل المنطقة ستشتعل، وكل ‏القوات الأميركية والمصالح الأميركية في المنطقة ستباد، وكل الذين تواطؤا وتآمروا سيدفعون ‏الثمن، وأولهم إسرائيل وآل سعود، ويعرف السيد ترامب عندما تشتعل المنطقة، هو لا يهمه الناس من ‏يموت ومن يعيش، الذي يهمه عندما تشتعل المنطقة سيصبح سعر برميل النفط 200 و 300 ‏و400 $ وسيسقط في الإنتخابات، هذه معادلة القوة، سماحة السيد القائد عندما يقول لا يوجد حرب، ‏إيران لن تبتدئ حربا مع أحد ولم تبتدئ حربا مع أحد، أميركا إذا تريد أن تشن حربا عليها أن تقوم ‏بهذه الحسابات، حجم الخسائر البشرية والمادية التي ستتحملها أميركا لو ذهبت إلى حرب من هذا ‏النوع، هذا الذي يمنع الحرب، أما أولئك المساكين هم يريدون أن يأتي ترامب ليقاتل دفاعا عنهم ‏وعن أحقادهم وعن ضغائنهم، يا عمي ترامب لا يعمل عندكم أنتم تعملون عنده، أنتم أدوات بمشروعه، ليس هو أدوات في مشروعكم وطموحاتكم وأحقادكم، هو حساباته غير حساباتكم، حساباته ملايين ومليارات ودولار ونفط، هذه هي حساباته، غير حساباتكم أنتم.
فلنلطف الجو قليلاً، لنفترض أميركا تريد أن تشن حرب على إيران ونفترض أن إيران لم تصمد وقامت أميركا – لا سمح الله، نفترض ذلك – غلبت إيران، كيف سيسحب ترامب بقية المئات المليارات الدولارات من دول الخليج؟
الآن ترامب يستغل، يوظف كل شيء لمصلحة المال، هو ليس له مصلحة أن تتفاهم وتتحاور دول الخليج مع إيران، أن تبرم معاهدة عدم إعتداء مع إيران، ليس له مصلحة، له مصلحة أن يبقى يخيف دول الخليج من إيران ليحلبهم ويحلبهم ويحلبهم... ولا يبقي شيء، صحيح أو لا؟ إذا شن حرباً ما المنطق والداعي ليبيع صواريخ وطائرات ودبابات ويرسل أساطيل وقواعد إلى المنطقة، لا يصبح هناك داعٍ. هناك غباء، هناك حمقى، سبحان الله.
على كلٍ، أولوية ترامب هي الحرب الاقتصادية على إيران، وهو يشن حرب اقتصادية على الصين، هذه فنزويلا بجانبه، هذه ليست إيران، أولويته حرب اقتصادية على فنزويلا، كوريا الشمالية أولويته حرب اقتصادية على كوريا الشمالية.
على كلٍ، أنا أريد أن أقدم مؤشر قوي، مؤشرات أن فرضية الحرب ابتعدت، أولاً، ترامب بنفسه، يعني المصنف الذي هو معني بتأليف القصة، هو بعظمة لسانه بمقابلة تلفزيونية قال نحن لا نريد حرباً عسكرية مع إيران، نحن حربنا مع إيران اقتصادية لأن الحرب العسكرية ستؤدي إلى المزيد من الخسائر المالية والبشرية، ونفى بشكل قاطع أن يكون هناك خططاً لإرسال 120 ألف جندي وضابط أميركي على المنطقة والـ 120 ألف أصبحوا 5 آلاف، والـ 5 آلاف أصبحوا 1500 والـ 1500 أصبحوا 900 ومددوا مهمة الـ 600 الموجودين في المنطقة هنا. هذه وقائع أو ليست وقائع؟!
ترامب أساساً أيها الأخوة والأخوات هو يريد أن يرحل من المنطقة وعمل مشكلة ليرحل من سوريا، لكن الـ CIA والبنتاغون والكونغرس وإسرائيل والسعودية والإمارات كلهم قالوا له إذا تريد أن ترحل من سوريا شاهد الإمارات أصبحت في دمشق والسعودية ستذهب إلى دمشق وستعود دمشق وهذا يقوي إيران، فعاد ووافق على أن يبقي 200 جندي في سوريا.
المؤشر الآخر - المعطيات الميدانية -  المؤشر الآخر، هي القمم - مثل ما قلت قبل قليل – قمم، وهنا ندخل على القمة العربية. القمم التي دُعي إليها على عجل، لماذا؟ هناك سببين، سببين واضحين وحاضرين في البيانات، السبب الأول، أنا أتذكر في الأيام الأولى للحرب العدوانية على اليمن سماحة السيد القائد قال عبارة، قال هؤلاء الشباب اليمنيين سيمرغون أنف آل فولان في الوحل، في تلك الأيام الماضية تمرغ أنفهم في الوحل، هذا الذي حصل. السبب الأول، مثل ما ذكرت قبل  قليل، أن السعودية رأت أنه لا يوجد حل أمام صواريخ الجيش اليمني واللجان العشبية – هم يقولون صواريخ الحوثيين – والمسيّرات، والدليل ما حصل في ينبع، فشل كامل، فني، عسكري، أمني، فشل عظيم، وإنجاز عظيم جداً للأخوة اليمنيين. ولذلك يتبين الآن مثلاً البيان الصادر عن القمة العربية البند الأول، أولاً، ثانياً، ثالثاً، رابعاً، خامساً، سادساً، سابعاً، ثامناً، تاسعاً، عاشراً، الحوثيين والحوثيين والحوثيين والحوثيين وإيران، يعني كم موضوع الإخوة اليمنيين حاضر بخلفية المؤتمرات، القمم التي دُعي إليها.
حسناً، السبب الثاني لهذا المؤشر هو أن النظام في السعودية وأصدقاؤه علموا علم اليقين أنه لا يوجد حرب أميركية على إيران، تحلمون، تدفعون أموال بدون نتيجة، تحرضون بدون نتيجة، ترامب لن يأتي ليقاتل بالنيابة عنكم، ويمكن كان هذا رهانهم، آخر شيء كان عندهم هذا الرهان، أيوجد شيء آخر يفعلوه؟ آل سعود أيوجد شيء آخر يفعلوه؟ من سيشن حرب على إيران؟ هم؟ هم في اليمن – الآن تشاهدون التغريدات السعودية نفسها – أنه أنتم بمقابل الشباب الذين في اليمن، الذين ليسوا جيوش وليس لديهم إمكانات ضخمة ومحاصرين ومعزولين وجياع ومرضى وأنتم تفشلون وتُهزمون وتنكسرون، أنتم تريدون شن حرب على إيران؟ من؟ سيوظفوا نتنياهو عندهم ليشن حرب على إيران؟ فليخلص نفسه أولاً. انتهى، كل رهانهم وأمالهم كانت مبنية في الأسابيع القليلة الماضية على ترامب وتحريض وترامب وبولتون وبومبيو وكل شيء فيه باءات من هذا النوع وبلاوى، أنه لعله نشن حرب على إيران وننتهي من إيران، هذا انتهى.
لذلك جاءت هذه القمم  - كما قلت قبل قليل – للاستغاثة بالعالمين العربي والإسلامي وبأهل الخليج، أنا كتبت هنا، دعاه إلى القمم - يعني سبب دعوة السعودية إلى هذه القمم الثلاث – للاستقواء بالخليج الذي مزقه – من الذي عمل مشكلة في مجلس التعاون الخليجي؟ السعودي – للاستقواء بالخليج الذي مزقه وبالعرب الذين حطمهم – أترك بلد عربي متفق مع بلد عربي؟ وحتى الآن هناك بلدان عربية فيها حروب أهلية ابحثوا عن السعودية، وهناك بلدان عربية مهددة بالحروب الأهلية ابحثوا عن السعودية – والعرب الذين حطمهم والمسلمين الذين نشر بينهم فتنة التكفير – هذه باكستان يريد أن يستقوي بها وهو نشر الفكر التكفيري الذي أسس لطالبان الذي سبب ألف مشكلة للجيش الباكستاني وللشعب الباكستاني، اليوم لجأ إلى كل هؤلاء ليستعين بهم.
حسناً، أولاً فيما يعني هذه القمة، هذه خلفيتها، استعانة واستغاثة وتوسل – وتعلمون نحن في شهر رمضان – ودعاء ورجاءً وأحبابنا وقلبنا، نتيجة الفشل والعجز وسقوط الرهانات، أبداً المحور الآخر ليس في موقع قوة، بل في موقع ترهل وموقع ضعف وموقع إحباط وموقع إرتباك، هذه هي الحقيقة.
عندما نأتي إلى البيان، النقطة الثانية، نجد أن البيان كله عشر بنود كله إيران وهم يقولون الحوثيين، آخر شيء – طالما نحن في يوم القدس العالمي – آخر البيان، آخر سطرين، وبخصوص القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية أكدت القمة تمسكها بقرارات القمة العربية 29 بالظهران، قمة القدس وكذلك قرارات القمة العربية الثلاثين في تونس، نقطة على أول السطر، سطرين لم يكتبوا لفلسطين، سطر ونصف. بهذا القدر تعني فلسطين للقمة العربية!؟ وفي القمة الخليجية هناك مقطع مضحك، البند الرابع في مجلس التعاون الخليج – القمة الخليجية – التأكيد على قوة وتماسك ومنعت مجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه لمواجهة هذه التهديدات وهم يحاصرون دولة قطر، دولةً وشعباً، حصار من سنة ونصف، على من تضحكون، هناك أناس لا ينتبهوا أنهم أصبحوا أغبياء، يجعلوا العالم يسخرون منهم ويستهينون بهم.
على كلٍ، فيما يعني أيضاً القمة العربية، من واجبنا أن نشيد بموقف العراق في القمة العربية ورئيس الجمهورية العراقية، موقف متميز وشجاع وممتاز، يا ليت بقية الرؤساء العرب والملوك والأمراء تحدثوا نفس اللغة، هو لم يقل أنه نريد أن نحارب السعودية والإمارات، لا، قال كلاماً متوازناً، توازنوا مثله ماذا ينقصكم، لو أن هذه القمة أمام الفشل والعجز والإحباطات والاستغلال التجاري الأميركي لهم خرجوا بلغة تصالحية مع إيران، وإيران قبل أيام أرسلت موفديها لتقول نحن جاهزون للحوار مع دول الخليج وجاهزون لعقد اتفاقيات عدم اعتداء مع دول الخليج، لو تحدثوا لغة فيها حوار وانفتاح وانسجام كان ستبقى أموالهم وأمنهم وأمانهم ومصالحهم وكرامتهم أيضاً الذي يهينها ترامب صباحاً مساءً.
أيضاً في موضوع القمة العربية، نحن كحزب لبناني مشارك في الحكومة اللبنانية نعتبر أن موقف الوفد اللبناني الرسمي في القمة العربية موقف لا ينسجم مع البيان الوزاري ومخالف لتعهدات والتزامات الحكومة اللبنانية والتي على ضوء هذا البيان الوزاري أخذت الثقة من المجلس النيابي، أين هو النأي بالنفس أيها الوفد الرسمي اللبناني في مكة المكرمة، أنت يمكنك أن تقول، حتى غير مطلوب منك أن تتحدث مثل العراقي، يمكن أن تقول نحن في لبنان عندنا نأي بالنفس وهذا التزام الحكومة وهذا مصلحتنا الوطنية، نحن اتركونا جانباً، مثل ما كان يحصل في القمم الأخرى، ولذلك نحن نعتبر هذا الموقف مرفوضاً وغير مقبول ومدان ولا يمثل لبنان، يمثل الأشخاص أو الأحزاب التي ينتمي إليها هؤلاء الأشخاص، لا يمكن أن يكون هذا الموقف الرسمي الذي يصدر بيان عشر بنود إدانة لإيران وسطر ونصف يحكي عن فلسطين ويسخّر الموقف بالكامل لمصلحة محور على محور. نعم، الآن يستطيع تيار المستقبل أن يصدر بيان تأييد عظيم جداً للقمة في مكة المكرمة، هذا حقه، حقه الطبيعي، نحن لا ننزعج، لأننا نحن مختلفين بالموقف، نحن قلنا القوى السياسية لا تنأى بنفسها، لا تنأى بنفسها، ونحن أول ناس لا ننأى بأنفسنا، لكننا اتفقنا أن الحكومة اللبنانية تنأى بنفسها، الدولة اللبنانية تنأى بنفسها، والذي حصل في مكة هذا خلاف الالتزامات والتعهدات والمصلحة الوطنية.
أنتقل للنقطة الأخيرة – أطلت عليكم ولكن سهرة رمضانية، لأن هذه النقطة حساسة ولا تحمل تأجيل – نحن بموضوع ترسيم الحدود كمقاومة أنا قلت بأكثر من مناسبة أنه نحن ليس عندنا مشكلة ونقف خلف الدولة وكل شيء يحصل على الحدود نقف خلف الدولة، بمعزل أن الذي يحصل على الحدود صح أو خطأ، بموضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية أيضاً نقف خلف الدولة وأنا لا أجامل عندما أقول، لأن بعض الإخوان قالوا لي أنت تجامل قلت لهم لا، أنا لا أجامل عندما أقول نعم نحن في المقاومة نثق بالمسؤولين اللبنانيين المتصدين لهذا الملف والملتزمين بأن يحصلوا للبنان على كامل حقوقه في التراب والماء والبحر والنفط والغاز، نحن نثق به، ولذلك نحن هذا الموضوع لا نتدخل به. هذه اتركوها بالايجابية لأنه سننتقل إلى مكانٍ آخر.
حسناً، هنا الأميركي ماذا فعل، السيد ساترفيلد ومن معه، الأميركيين أذكياء بالاستغلال والتوظيف السيء، أن الآن لبنان يحتاج ترسيم الحدود خصوصاً البحرية من أجل النفط والغاز ولبنان محتاج للهدوء من أجل أن يستقدم قروض بسيدر، الذي هي أغلبهم قروض وليس مساعدات، هنا جاء الأميركي – أتمنى من كل اللبنانيين أن يسمعوني جيداً – جاء الأميركي يريد أن يستغل المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية والبرية ليعالج ملف جانبي هو بالكامل لمصلحة إسرائيل، وإسرائيل عجزت عن معالجته خلال سنوات، الذي هو ملف الصواريخ الدقيقة وتصنيع الصواريخ الدقيقة. نحن من أكثر من سنتين، سفراء، سفارات، أجهزة أمنية أجنبية، حتى الذين وضعونا على لائحة الإرهاب يتصلون بنا، كله كان يوجه لنا الأسئلة التالية وينقل إلينا الرسائل التالية، أنتم عندكم صواريخ دقيقة وهذا الموضوع لن تتحمله إسرائيل وعندما إسرائيل تعرف أنه في مكان ما يوجد صواريخ دقيقة ستقصفهم، هذا كنا نتبلغه منذ أكثر من سنتين.
الموضوع الثاني، هو أنه أنتم عندكم مصانع لصناعة الصواريخ الدقيقة في لبنان، وهذا بالنسبة لإسرائيل خط أحمر ولا يمكنها أن تتحمله وعندما تعرف أنه بالمكان الفلاني هناك مصنع صواريخ دقيقة ستقصفه إسرائيل. هذا أخفيناه عن الناس سنتين حتى لا نزعج خاطر الناس ونعالجه ضمن الكواليس، لكن الذي حصل هذا الأسبوع أنا أفترض، لذلك أنا مضطر أن أتحدث، أنا أفترض أنه سيُنشر على الإعلام لأن مناقشته أًصبحت في دوائر واسعة. ولذلك أنا أريد أن أبلغ موقف علني ولا أريد أن أحمل المسؤولين اللبنانيين مسؤولية إبلاغ رسائل أو تقديم أجوبة على أسئلة، أنا أحب أن أقدم بعظمة لساني هذه الأجوبة وليسمعها الأميركي والإسرائيلي وغيره، هذا سبب الكلام.
في النقطة الأولى في قصة الصواريخ الدقيقة، نحن أناس صادقين، لا نكذب، يمكن أن تقول لي أنه مثلاً أن تخفي الحقيقة دون أن تكذب، أن تقول نصف الحقيقة، لكن لا نكذب، لذلك عندما كانوا يسألوننا قلنا لهم جميعاً نعم نحن لدينا صواريخ دقيقة، وإذا تتذكرون قبل سنتين في يوم العاشر أنا أعلنت بوضوح لدينا صواريخ دقيقة وتطال كل الأهداف المطلوبة في الكيان الصهيوني، واليوم في يوم القدس، في الذكرى الأربعين لإنطلاقة يوم القدس، أعيد وعلى مسمع العالم كله نعم نحن لدينا في لبنان صواريخ دقيقة وبالعدد الكافي التي تستطيع أن تغير وجه المنطقة والمعادلة، لكن هذا ليس بجديد، قلناه قبل سنتين في عاشوراء، وكل الذين سألوننا، قلنا لهم نعم، نحن عندنا صواريخ دقيقة، وكل الذين بلغونا رسائل قلنا لهم ليس هناك مشكلة، الإسرائيلي – وهذا الكلام قديم، سنة وسنتين وثلاثة والإسرائيلي تبلغ ذلك – عندما كان "يهبط علينا حيطان" ويقال الإسرائيلي خط أحمر ولا يقبل وسيقصف، كان جوابنا واضحاً وأنا قلته في العلن، قلته على قناة الميادين وقلته بخطاب مباشر، والآن سأعيد بخصوص هذه النقطة، عندها قلنا لهم أن أي قصف إسرائيلي لأي هدف يرتبط بالمقاومة في لبنان في مسألة الصواريخ أو غيرها نحن حزب الله سنرد عليه سريعاً ومباشرة وبقوة، حسنا ولذلك ‏سنة واثنتين وثلاثة لم يقصفوا، بل أكثر من ذلك يذهب إلى الأمم المتحدة ليقول لهم أنظروا هنا ‏يوجد صواريخ، ملعب العهد يوجد فيه صواريخ، قرب المطار يوجد صواريخ، ليتواصلوا مع ‏الدولة اللبنانية ويطلبون منهم أن يذهبوا ليتأكدوا بأنفسهم هل يوجد صواريخ؟ هو لا يعني بأنه لا ‏يقصف صواريخنا كرم أخلاق، هو لا يقصف صواريخنا لأننا أقوياء، لأننا سنرد الصاع صاعا إن ‏لم يكن صاعين. موضوع الصواريخ إنتهينا منه، انه يوجد لدينا صواريخ دقيقة قطعّناها، البحث ‏الأخر ماذا؟ أنه لدينا مصانع لصناعة الصواريخ الدقيقة، أنا قبل أشهر، أحد المسؤولين اللبنانيين ‏أرسل لي ليقول أن الأميركيين أتوا ليقول له كذا وكذا وكذا، قلت له يا جناب المسؤول ولا أريد أن ‏أقول الصفة لكي لا تعرفون من هو، يا جناب المسؤول، هذه معلومات غير صحيحة، نحن ليس لدينا ‏مصانع للصواريخ الدقيقة في لبنان، فسألني مرة أخرى والإيرانيين؟ قلت له الإيرانيين ليس لديهم ‏مصانع لا للدقيقة ولا لغير الدقيقة، لا يوجد في لبنان حتى الان مصانع لصواريخ دقيقة، فذهب ‏الاميركيون وأتوا من جديد، وقالوا لا، يوجد هنا وهنا، وفي الاخر الآن انهم يريدون أن يستغلوا ‏ويريدون أن يعملوا على الترسيم البحري أنه في المنطقة الفلانية يوجد مصانع لتصنيع الصواريخ ‏الدقيقة، أيضا من مسؤول لبناني أرسل لي، قلت له هذا غير صحيح، في المنطقة الفلانية يوجد ‏معسكرا لنا ويوجد منشأت لنا ويوجد عتاد عسكري لنا، ولكن لا يوجد مصانع للصواريخ الدقيقة، ‏حسنا، أنا إلى أين أريد أن أصل؟ لأنه في سياق هذا الكلام خرج تهديد، وأنا لا أريد أن أقول تهديد، ‏ليس هناك من داع، مجموعة من التهديدات أن هذا الموضوع يجب أن تعالجه وهذه المنشأة وتلك ‏المنشأة يجب تدميرها وتجريفها وإنهاؤها، حبيبي أنت مع من تتكلم؟ أنت أين؟ في أي عالم وأي ‏دنيا؟ هذا ليس وارد بالنسبة لنا، فضلاً عن أننا نحن حزب الله أصدق من الأميركيين والذي خلفهم، ‏وأصدق من الإسرائيليين والذي خلفهم، أنا أقول لك لا يوجد مصنع للصواريخ الدقيقة، يعني لا يوجد ‏مصنع للصواريخ الدقيقة، ولو يوجد مصنع كنت الليلة على التلفزيون أقول لك أنه يوجد مصنع، ‏بدليل الذي سأقوله بعد قليل، الآن أنا إشكاليتي في الموضوع والكلمة الأخيرة، إشكاليتي أنا، التمني، ‏أصل فتح النقاش مع الأميركيين أو أن نقبل أن يفتح الأميركيون معنا هذا الموضوع، أنا رأيي يجب ‏هذا الباب أن يسد، ليس لهم عمل وليس لهم علاقة، الأميركي ليس له علاقة، يوجد مصنع صواريخ ‏دقيقة في لبنان أو لا يوجد، ليس لهم علاقة، هذه إسرائيل التي هي بجانبنا، تصنع صواريخ ‏وطائرات ودبابات وسلاح نووي وسلاح كيميائي فليذهب ويطالبها، نحن حقنا، هنا الإضافة التي ‏أريد أن أقولها، نحن حقنا أن نمتلك أي سلاح لندافع عن بلدنا، ومن حقنا أن نصنع أي سلاح، لأن ‏إمتلاك السلاح له وسائل، إما تشتريه أو أن يعطيك أياه أحد، أو تصنعه، الآن في غزة ماذا يفعلون؟ ‏هم يصنّعون، في اليمن ماذا يفعلون؟ هم يصنّعون، ولكن العقل السعودي ليس قادراً أن يستوعب أن ‏اليمني ذكي إلى هذا الحد، أن يصنع صواريخ ومُسيّرات، ماذا أفعل له؟ حسنا في إيران ماذا يفعلون ‏يصنعون، ونحن من حقنا أن نصنّع، أنا أقول لا يجوز أن يناقشنا الأميركي في هذا الحق، هذا أولا، ‏يوجد مصنع أو لا يوجد مصنع، ماذا تريد منا؟ يا أخي أنا أقول لك لا يوجد مصنع، الآن لا يوجد، ‏ولكن لا يحق لك أن تناقشني أنه يوجد مصنع أو لا يوجد، نحن يحق لنا أن نمتلك السلاح الذي ‏نحمي فيه بلدنا، شراء، هبة، تصنيعا، هذا أولا. اثنين، إذا الأميركيون يريدون أن يبقوا هذا الملف ‏مفتوحاً، فأنا أقول لكم وأعلن لكم، نحن لدينا القدرة العلمية والبشرية للتصنيع، ولدينا القدرة الكاملة ‏أن نأتي بالآلات التي تمكننا من التصنيع، أنا أقول الليلة إذا الأميركيون يريدون أن يبقوا هذا الملف ‏مفتوحاً فليأخذ كل العالم علماً، نحن سنؤسس مصانع لصناعة الصواريخ الدقيقة في لبنان، إلى الآن لم ‏ننشئ مصنعاً، ولكن هم هكذا سيقنّعوننا، أضف إلى ذلك في الحكومة يتكلمون كثيراً عن دعم ‏الصناعة اللبنانية، اليوم أهم سوق في العالم تجارة السلاح، وأنا جاد، نحن يمكننا أن نصنع ‏صواريخ دقيقة ونبيع للعالم وندعم الخزينة اللبنانية أيضاً. لذلك أنا أتمنى على السيد ساترفيلد أن ‏‏"يقعد عاقل" ويقوم بمهمته المطلوبة منه طالما أنه عارض نفسه ليساعد، وأنا لا أدري يساعد من، ‏تعرفون أن الأميركيين عادة ليسوا وسطاء، الأميركيون شغلتهم أن يضغطوا ويحققوا مصلحة ‏إسرائيل، وليعين الله المسؤولين اللبنانيين على هذه المفاوضات، أن يغلق هذا الملف وليس هناك ‏من داع ليهدد ولا يهز بدنه، هذا حقنا الطبيعي ونحن متمسكون به، والتهديد معنا لا ينفع، هذا ‏عمره سنتين وثلاثة، وأنا قلت ولا أريد أن أكرر، هذا "وقبلين وبعدين" نفس هذا الموضوع، ‏بالمجموع أيها الأخوة الكرام والأعزاء في يوم القدس في السنة الأربعين ليوم القدس، لا، نحن ‏محورنا قوي، جبهتنا قوية، صحيح في السنوات الماضية قدمنا الكثير من التضحيات لكن نحن ‏خرجنا من هذه التضحيات ببركة دماء الشهداء والتضحيات أكثر قوة، أكثر حضوراً. بكل قوة ‏وعزم وإيمان ويقين أقول لكم جميعاً، نستطيع أن نسقط صفقة القرن وفي مقدمنا الشعب الفلسطيني. ‏عندما يجمع الفلسطينيون على الموقف الملك، كما سميته في موضوع صفقة القرن، في موضوع ‏مؤتمر البحرين، ‏ لا يوجد أحد يستطيع أن يفرض علينا شيئاً، لا على الفلسطينيين ولا على المنطقة، عندما ‏يرفض الشعب السوري التخلي عن الجولان، الجولان لن تصبح إسرائيلية حتى لو ترامب عدّل ‏الخريطة ومضى تحتها، مثلما أعلن نتنياهو، فليمضوا ما يريدون وليفعلوا ما يشاؤون ويقولوا ما ‏يشاؤون، إذا بقينا حاضرين في كل الميادين، متمكنين في الحقوق وقبل كل شيء وبعد كل شيء ‏ومع كل شيء متوكلين على الله، واثقين بوعده في النصر، مؤمنين به، وبشعوبنا وأجيالنا وبرجالنا ‏ونسائنا وعقولنا وإرادتنا، المستقبل هو للقدس وليس لترامب، وليس لكل الأقزام الذين يعملون في ‏جبهة ترامب، السلام على روح الإمام الخميني العظيم الذي أسّس لهذا اليوم وكل عام وأنتم بخير ‏ونصركم الله وأعزكم الله. ‏


 
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى اله الطيبين الطاهرين، وعلى صحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
الإخوة والأخوات، أيها الحفل الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏
أرحب بكم في هذه المناسبة العزيزة، وأشكر لكم جميعا هذا الحضور الكبير لإحياء هذه المناسبة ‏الجهادية الإيمانية الإنسانية الأخلاقية التي ترتبط بديننا وعقيدتنا وإيماننا وجهادنا وحاضرنا ‏ومستقبلنا ومصيرنا وعزتنا وكرامتنا وحريتنا ومقدساتنا.‏
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد، "بسم الله الرحمن الرحيم، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا ‏قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما".‏
اسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون قولنا قولاً سديدا في مرحلة حساسة وصعبة ومصيرية.‏
اليوم يكون قد مضى على إعلان الإمام الخميني قدس سره الشريف ليوم القدس العالمي ولهذه ‏المناسبة أربعون عاما. الإمام أعلن أو دعا إلى إحياء هذا اليوم في سنة 1979، وخلال أربعين عاماً ‏راهن أعداء القدس على أن يضيع هذا اليوم أو يُهمل أو يًنسى مع الوقت كما يظنون أن هذه عادة ‏الناس، ولكن عاما بعد عام كنا نجد أن اهتمام شعوب العالم واهتمام الأمة بهذا اليوم يكبر ويتعاظم ‏رغم المحاولات التي سعت لتصويره يوماً إيرانياً أو لإعطائه لبوساً مذهبياً وتصويره يوماً شيعيا، ‏إلا أن إخلاص الإمام الخميني قدس سره الشريف وصدق نيته كانا أقوى من كل هذا المكر، وأقوى ‏من كل هذا الكيد.
كما أن إخلاص وصدق كل السائرين على هذا الطريق المؤدي إلى استعادة ‏القدس وتحريرها إن شاء الله، استطاع أن يكون أقوى من أي حصار، ولذلك نرى اليوم، اليوم بالتحديد، بل بات على مقربة من أن ‏يصبح أسبوع يوم القدس. أمس ليلاً كان هناك إحياء عصراً وليلاً في الكثير من المدن والدول. اليوم ‏أيضا في منطقتنا، في الشرق الأوسط، كما يسميها الإمام الخامنئي غرب آسيا، في دول إفريقيا، سواءً ‏في شمال إفريقيا أو في دول إفريقيا الأخرى، إلى اندونيسيا، إلى ماليزيا، إلى عدد من الدول ‏الأوروبية، إلى بعض المدن الأمريكية، إلى أستراليا، وإلى أمريكا اللاتينية.‏
شعوب واتجاهات فكرية ودينية متعددة، واتجاهات سياسية متعددة، وحضور كبير، وهناك من ‏سيحيي هذه المناسبة أيضاً يوم غد السبت، ويوم الأحد، خصوصا في بعض الدول الأوروبية بما ‏يتناسب مع الترخيص أو المجوز الذي يحصلون عليه للساحات العامة والطرق العامة.‏
إذا هذه مناسبة والحمد لله تعظم وتكبر.‏
بطبيعة الحال من المتوقع لها أن تسير في هذا الطريق، أنا اليوم في الكلمة، بالفهرس، سأتحدث ‏قليلا عن المناسبة كلمتين، الموضوع الأساسي له علاقة بفلسطين وصفقة القرن ومسؤوليتنا جميعا ‏وتقديرنا للوضع  القائم ومن ضمنه أدخل أيضا لأن هذا مع بعضه كما يقال الآن، أو ما كان يقال ‏خلال الأسابيع القليلة الماضية عن حرب أمريكية على إيران، هذا الأمر الذي تراجع في الأيام ‏القليلة الماضية، وأيضا أود أن أتعرض لموضوع القمة العربية في مكة المكرمة.‏
وانهي حديثي بما يتعلق بمسألة عندنا هنا في لبنان، بما يتعلق بترسيم الحدود، لكن على جانبها هناك ‏ملف حساس يُستغل الآن، موضوع ترسيم الحدود للضغط فيه على اللبنانيين، موضوع حساس ‏يرتبط بالمقاومة وبإسرائيل وأنا أحب أن أتحدث عنه لأنني إن لم أتحدث عنه الليلة، بعد عدة أيام، ‏لأن هذا الموضوع بدأ يتسع في الكواليس الخاصة، سيخرج إلى الإعلام ونصبح أمام ضرورة ‏التعقيب. لا، دعونا نكتب المتن الأصلي ولاحقا من يود كتابة حاشية وتعليق وتعقيب يعقب.‏ وتحديدا الموقف إزاء هذا المستجد الحساس.‏
بالنسبة ليوم القدس، اليوم شاهدنا نحن مظاهرات كبيرة في عدد من دول العالم، لكن أول ما يجب أن ‏نتوقف عنده هو التظاهرات الشعبية المليونية الضخمة في إيران. في السنة الماضية لم نكن نقف ‏عندها، كنا نعتبره أمراً طبيعياً. السنة سنقف عليه، لأن العالم كله يجب، انأ شاهدت وسائل الإعلام العربية ‏حتى وسائل الإعلام المؤيدة والمساندة لمحور المقاومة لم تستطيع أن تقدم حجم الصورة الحقيقي، ‏لكن أنا تابعت الإعلام الإيراني والقنوات الإيرانية وشاهدت مدناً، عدد كبير من المدن ‏شهدت تظاهرات ضخمة جدا جدا، هي رسالة لمن؟ لما علينا الوقوف عندها؟ إيران التي يقول ترامب انها في كل يوم جمعة تتظاهر ضد نظام الجمهورية الإسلامية وان ‏الشعب الإيراني ينتفض على دولته وعلى حكومته وان إيران تنهار وإن إيران ستسارع للإتصال ‏به، سيبقى ينتظر، صحيح كانوا مشغولين بدعاء "الجوشن الكبير" ودعاء "أبي حمزة الثمالي"، الآن ‏انتهت ليالي القدر، لكن عليه أن ينتظر حتى تنتهي "السجادة"، رسالة لمن؟ رسالة لكل أولئك الذين يراهنون أن هذا الشعب العظيم تعب او ضعف او أصابه وهن ‏او تراجع أو أو أو، وهو لا يتظاهر في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية أو دفاعا عن النظام الإسلامي في إيران الذي ‏سيعني كل الإيرانيين، هو يتظاهر حول مناسبة القدس، القضية الفلسطينية العربية الإسلامية، شأن له ‏علاقة بالسياسة الخارجية ويخرجون صائمين بالملايين لساعات، وأنا شاهدت على شاشات التلفزة ‏كل المسؤولين في الجمهورية الإسلامية، رؤساء، مسؤولين كبار، كانوا في التظاهرات، وشاهدت في ‏تظاهرة قم عدداً من مراجع قم الكبار، وأيضا الكبار في السن، الكبار في المرجعية، والكبار في عمر ال‏‏80 سنة و85 سنة و90 سنة، يسيرون مع الناس وعبّروا عن هذا الموقف.‏

على كل حال هذه رسالة، أولا للأمريكي، وثانياً لكل حكومات المنطقة، وثالثاً لكل من يراقب أو ‏يراهن او ينتظر.‏
أيضا كما في العام الماضي، يجب أن نتوقف أمام حجم التظاهرات الكبيرة في اليمن، في صنعاء، ‏وفي عدد من المدن اليمنية، وهذا الحضور الشعبي الكبير، وهذا الخطاب العالي والمرتفع للقادة ‏اليمنيين فيما يتعلق بفلسطين والقدس والمواجهة مع إسرائيل ومع أمريكا، وهم على كل حال الذين ‏فرضوا من خلال حضورهم في الشارع، وأيضا في الميدان، وفي القتال، على ما سنصل إليه أيضا ‏في سياق الكلمة، فرضوا أنفسهم بقوة على المعادلة الإقليمية والصراع ككل في المنطقة.‏
ما جرى في بقية الدول أيضا، هذا كله يتطور ويتقدم، لدينا لائحة طويلة، فلسطين كان أمراً طبيعياً، في ‏غزة هناك شهداء، في القدس، في تركيا، العراق، سورية، الهند، أفغانستان، باكستان، نيجيريا، غانا، ‏ماليزيا، اندونيسيا، بلجيكا، في نفس الولايات المتحدة، في روسيا، في عمان، في تونس، في الجزائر، ‏في تنزانيا، في سيراليون، في غينيا، في السنغال، هذه لائحة التي استطاع الشباب تأمينها، طبعا ‏غدا يظهر المشهد أكثر.‏
يجب أن ألفت أيضا إلى المظاهرات الشعبية التي خرجت ليلة أمس في البحرين، في قرى وبلدات ‏ومدن البحرين، واليوم أيضا، وكان عنوانها لا لصفقة القرن ونحو القدس.‏
باعتبار للأسف الشديد أن الخطوة العملية الأولى يُراد لها أن تنطلق من البحرين، وخرج علماء ‏البحرين وشعب البحرين والقوى السياسية في البحرين لتؤكد أن لا شرعية لكل هذا الذي يًقام على ‏أرضهم، وأن البحرين وشعبها وعلماءها وقواها السياسية وحاضرها وماضيها بريء من هذا ‏الخذلان ومن هذا الانصياع ومن هذا الخضوع من قبل النظام للإرادة الأمريكية.‏
ندخل لبحثنا بعد هذه المقدمة التي لها علاقة بالمناسبة، التحدي الأساسي اليوم في يوم القدس أمام ‏فلسطين وأمام القدس هو صفقة القرن ‏أو صفقة ترامب، واليوم كان كل الشعار موحداً في كل العالم، شعار نحو القدس ولا ‏لصفقة القرن أو لصفقة ترامب، لأن هذا هو التهديد الذي يواجه اليوم القدس وفلسطين والقضية الفلسطينية.‏
طبعاً، واجبنا حتى نبدأ بالواجب وثم ندخل لتحليل الوقائع، واجبنا هو مواجهة صفقة القرن، هذا واجب ‏شرعي، ديني، إنساني، أخلاقي، قومي، وطني، إنساني، سياسي، جهادي، ثوري، سموه ما شئتم.‏ بكل المعايير لماذا؟ لأنه ببساطة هي صفقة الباطل، هي صفقة تضييع الحقوق الفلسطينية والعربية ‏والإسلامية، هي صفقة تضييع المقدسات، لا يحتاج الإنسان إلى الإستدلال، بكل المعايير على أن هذه ‏الصفقة هي صفقة باطلة، وصفقة عار تاريخي، وجريمة تاريخية وبكل المعايير، أيضا يجب أن ‏تواجه ويجب أن يقف الجميع في وجهها.‏
السؤال، التكليف واضح، الإجابة واضحة، المسؤولية واضحة، هل يمكن أن نقف في وجه هذه الصفقة؟ ‏هل يمكن أن نعطلها؟ هل يمكن أن ندفع بها إلى الفشل؟ نعم، بكل تأكيد، نعم إن شاء الله، وكل الحقائق ‏التي سأتحدث عن بعضها لأن الوقت لا يتسع أن أتحدث عنها كلها تؤكد إننا نمشي في هذا المسار.‏
اليوم الإدارة الأمريكية، إدارة ترامب ومعها الكيان الصهيوني ومعها بعض الأنظمة العربية، ‏بعضها جاد والبعض الآخر غير جاد، سأتحدث عنه بعد قليل، يعملون في الليل وفي النهار لتنفيذ هذه ‏الصفقة وإنجاحها، وفي المقابل هناك محور طويل وعريض، ومحور قوي جداً ومحتضن من الكثير من ‏الرأي العام في المنطقة وفي العالم العربي وفي العالم الإسلامي وفي العالم، يقف لمنع تحقيق هذه ‏الصفقة، وهناك صراع بين هذين المسارين وهاتين الحركتين في هذين الإتجاهين، هل نمشي ‏نحن في طريق وهم وفي طريق سراب ونتعب أنفسنا بلا طائل؟ لا على الإطلاق، يجب أن يكون ‏لدينا كل الأمل وكل الوضوح وكل البصيرة، هنا لا أتحدث ب " نا"عن نحن اللبنانيين بل عن ‏الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والعراقيين والإيرانيين واليمنيين والشعوب العربية والشعوب ‏الإسلامية، وكل مؤيد لقضية فلسطين ولحقوق الشعب الفلسطيني، هنا أقصد ب " نا" يجب أن ‏يكون لدينا الأمل القوي بأننا نستطيع أن نحقق هذا الهدف، ونمنع هذه الجريمة التاريخية من أن ‏تتحقق في منطقتنا وعلى أرضنا. اليوم دائماً كان المشروع الأميركي أيها الإخوة والأخوات ‏المشروع الأميركي والصهيوني النقطة المركزية فيه وجود دولة "إسرائيل" وتقوية دولة ‏‏"إسرائيل" وتثبيت دولة "إسرائيل" وتطبيع وجود "إسرائيل" في المنطقة لتكون هي المحور، ‏محور الحياة السياسية  والأمنية والإقتصادية وغيرها...، وهذا يعني في المقابل، الإنتهاء من ‏القضية الفلسطينية، وتصفية القضية الفلسطينية.‏
أي كلام عن القدس وأي كلام عن أراضي 1948 أو الضفة الغربية أو قطاع غزة أو اللاجئين ‏الفلسطينيين في الشتات،  أو الدولة الفلسطينية المستقلة أياً تكن مساحتها يجب أن ينتهي ويجب أن ‏يخرج من الحسابات، دائماً كان هذا هو الهدف، وراهنوا على مضي الزمن، الآن لا نريد أن ‏نتكلم تاريخ،  لأنه لدينا الكثير كي نتكلمه في هذه الليلة، لكن أريد أن أشير إلى المرحلة الأخيرة، ‏ليس المرحلة الأخيرة التي نحن فيها، التي نحن فيها نحن فيها، نسميها المرحلة الحاضرة، ‏المرحلة الأخيرة قبل العام 2011،  يعني من العام 2000 إلى العام 2011، كانت هناك محاولة ‏أميركية لتصفية القضية الفلسطينية،  لكن بشكل يمكن أن يعطي للفلسطينيين شيئاً ولو من الفتات، ‏بعد إنتصار المقاومة في لبنان في العام 2000، وبعد انطلاقة إنتفاضة الأقصى في فلسطين بعد ‏إنتصار لبنان في العام 2000، وظهور قوة المقاومة وحركة المقاومة في المنطقة، حاول ‏الأميركي أن يستعيد المبادرة، وإستفاد من أحداث 11 أيلول، صار إحتلال أفغانستان وإحتلال ‏العراق ودقوا الأبواب عند الحدود السورية، وهددوا لبنان وهددوا إيران، وحضروا مشروع ‏للقضاء على كل حركات المقاومة ودول المقاومة، إبتداءً من فلسطين إلى العام 2006 في لبنان، ‏الذي لو نجحوا لكانوا أكملوا إلى سوريا وإلى عزل إيران، وكلنا نتذكر، خصوصاً نحن اللبنانيين ‏لا ننسى، السيدة كونداليزا رايس عندما جاءت إلى بيروت وتحدث عن ولادة الشرق الأوسط ‏الجديد، الشرق الأوسط الجديد الذي كان يريد تثبيت  دولة "إسرائيل" دولة طبيعية وحقيقية وقوية ‏في المنطقة، ويعطي للفلسطينيين بعض الفتات، ويمسح أي مكانة أو موقع أو وجود لحركات ‏المقاومة أو دول المقاومة.‏
‏ هذا المشروع فشل، تمام، نكتفي بهذا المقدار من الكلام عنه لنتكلم عن المرحلة الحاضرة، بعد ‏الـ 2011، وأمام ثورات شعبية حقيقية كما نفهم نحن، وأمام المواقف في هذه الثورات الشعبية، ‏عدم وجود قيادات موحدة ومشاريع واضحة، تمكنت الإدارة الأميركية وبمساعدة من بعض ‏الأنظمة العربية من إستيعاب الثورات الشعبية في العالم العربي، وحرفها عن مساراتها الطبيعية، ‏أو القضاء عليها ومصادرتها وتوجيهها باتجاه خاطئ كما حصل في سوريا. ‏
هذه المرحلة التي عشناها منذ العام 2011 إلى ما قبل أشهر وما زلنا نعيشها، أراد الأميركي وكل ‏الذين دخلوا على خط ما سُمي بالربيع العربي، أرادوا أن يأخذوا من هذا الربيع العربي ثمرةً ‏فاسدة، هذه الثمرة الفاسدة هي صفقة ترامب، صفقة القرن الحالي، راهنوا على أي شيء؟  ‏راهنوا أنه خلال هذه السنين، من خلال في الحقيقة الزلازل التي ضربت العديد من دولنا ‏ومجتمعاتنا، أنه يمكن في لحظة تعب وفي لحظة وهن، أن نفرض على الشعوب العربية ‏والإسلامية وعلى كل الدول وعلى كل الحكومات أن نفرض صفقتنا، هذا الذي حصل منذ العام ‏‏2011 إلى اليوم، لا نستطيع أن ننكر أن مجتمعاتنا ودولنا وشعوبنا في المنطقة واجهت الكثير من ‏العناء والتعب والإستنزاف، دول وجيوش وحكومات وشعوب وإقتصاد وأمن وأمان وأحقاد ‏وضغائن وتمزق وتشت، على أساس مذهبي وعلى أساس طائفي وعلى أساس ديني وعلى أساس ‏عرقي وقومي وقطري ومناطقي وجهوي، هذا صحيح، هم افترضوا أنه الآن مع مجيء ترامب ‏ومع الهجمة أو شكل الترهيب الإعلامي وشخصيته وخطابه وبيديه وتهديد وتهويل،  أنه الآن الكل ‏متعب ، الكل مشغول،  ولا أحد يسأل عن أحد ، والناس في المنطقة كلها والأنظمة والحكومات ‏والجيوش والشعوب كلها مشغولة بنفسها، ولا أحد يسأل لا عن فلسطين ولا عن القدس.‏
إذاً، الآن هي اللحظة المناسبة، هذه هي إن صح التعبير البيئة الإستراتيجية المفترضة عند ترامب ‏ونتنياهو والملحقين بهم من بعض الأنظمة العربية لفرض هذه الصفقة وهذه التسوية، وإنهاء ‏القضية الفلسطينية والتفرغ بالكامل لشيء أسمه الجمهورية الإسلامية في إيران.‏
هنا أتت صفقة القرن، التي نحن معنيون بمواجهتها ونقوم بمواجهتها كلٌ في موقعه، هذا ‏التشخيص الأميركي - الإسرائيلي وبعض هذه الأنظمة هو تشخيص خاطئ، وهذا دليل أنهم لم ‏يقرأوا التاريخ ولا يفهمون التاريخ ولا يعرفون شعوب المنطقة ولا يعرفون إنتمائها الديني ‏والحضاري والثقافي والفكري، ولا يعرفون قيمها ومفاهيمها، بعضهم أجنبيٌ عنها لأنه أجنبي، ‏وبعضهم غريبٌ عنها لأنه مفروضٌ عليها وغريب فيها، ولذلك أخطأوا في التشخيص، أخطأوا، ‏إذا عملنا عرض بسيط وسريع أيضاً، ونرى حقيقة الأمر أين، نأخذ واقعنا في محور المقاومة ‏وفي مسار المقاومة وفي جبهة المقاومة وواقعهم، ومن دون مبالغات ويقدر أي أحد منكم أو أي ‏أحد يراقب يقدر يقول هنا أن السيد يبالغ أو لا يبالغ، أنا أدعي اليوم أن محور المقاومة وجبهة ‏المقاومة في الحد الأدنى إذا أردنا أن نحسب منذ العام 1982، حتى لا يردنا أحد إلى الخمسينات ‏أو الستينات، يعني بالمدى الذي نحن عايشناه والجيل الحالي والجيل الذي بعده والجيل الذي بعده، ‏أغلبنا نحن الموجودين الآن عايشنا هذه المراحل ، أستطيع أن أدعي أن محور المقاومة هو أقوى ‏من أي زمنٍ مضى، خلافاً لما يحاول البعض أن يتحدث عن ضعفٍ هنا أو وهنٍ هناك، دليل ‏ووقائع:  واحد: أبدأ من غزة ومن فلسطين، المقاومة الفلسطينية، أقصى شيء كان عند المقاومة ‏الفلسطينية في عز قوتها أين كانت؟ في لبنان في جنوب لبنان في السبعينات،  لديها سلاح ولديها ‏عدد ولديها إمكانيات ولديها صواريخ، لكن أقصى شيء كانت تستطيع أن تعمله المقاومة ‏الفلسطينية أن تعمل عملية على الحدود أو في الشريط الحدودي السابق القديم،  أو تقدر أن تخترق ‏الحدود أو تحرك بعض المجموعات في الداخل الفلسطيني، وفيما بعد أصبح الموضوع صعب ‏جداً وغير متاح، وكانت تملك من الصواريخ الكاتيوشا، يعني أبعد شيء 19 أو 20 كيلومتر، هل ‏يوجد شيء لم يقال، هذا هو، أصلاً تل أبيب بمأمن عن الصاروخ الفلسطيني، وعسقلان بمأمن ‏وبئر السبع بمأمن،  كلها كانت بعيدة ولا أحد كان يفكر فيها، اليوم المقاومة الفلسطينية، سوف ‏أكتفي بنماذج وليس بعرض كامل، اليوم أمس كنا نستمع إلى الأخوة عدد من قادة فصائل ‏المقاومة الفلسطينية في غزة، كانوا يخطبون بشكل مباشر، وهم يتكلمون عن قدراتهم المتاحة ‏لديهم وما فعلوا في الجولات السابقة، وما فعلوا في الجولة الأخيرة، وقالوا بوضوح أننا ضربنا ‏تل أبيب وقادرون على أن نضرب تل أبيب بعدد كبير من الصواريخ، اليوم غزة قادرة أن ‏تضرب تل أبيب وما بعد تل أبيب، وقادرة أن تطال الكثير من المستعمرات الصهيونية.‏
منذ متى كانت المقاومة الفلسطينية تملك هذه القدرة؟ نتكلم عن أن واحد زائد واحد يساوي اثنين، ‏ولا نتكلم شعارات.‏
اليوم القدرة الصاروخية لدى الفلسطينيين تتطور، وهناك قدرة جديدة أيضاً دخلت على المعادلة ‏وهي المُسيّرات، كما شاهدنا في الجولة السابقة، وهذا ليس له حل، والدليل الذي صار في ‏السعودية في ينبع.‏
قدرات عسكرية كبيرة وعشرات آلاف المقاتلين في غزة، وقادرين في لحظة حرب كبرى في ‏المنطقة أن يسيطروا على مساحات واسعة جداً من أرض فلسطين في محيط قطاع غزة.‏
متى كانت المقاومة الفلسطينية تملك هذه المقدرات؟ بالأمس استمعنا أيضاً إلى بعض قادة هذه ‏الفصائل الجهادية يقول: نحن نقترب من معادلة إذا قصفتم غزة سنقصف تل أبيب، هذا تطور ‏هائل وكبير وممتاز في معادلة الصراع.‏
لبنان، لا يوجد داعٍ أن أشرح ولا يوجد نقاش ولا يوجد شك بأنه لم يأت زمان على لبنان فيه مقاومة في مواجهة إسرائيل بمستوى القوة والعدة والعديد والتطور والإمكانيات والاستعداد ‏والجهوزية الموجودة الآن في لبنان، لا يُقاس بأي زمن ليس من 82 بل من 1948 لم يكن هناك شيء من هذا القبيل في لبنان ‏على الإطلاق في يوم من الأيام، وهذه المقاومة اليوم تخشاها إسرائيل، وهؤلاء المسؤولون الإسرائيليون كل يوم يتحدثون عن ‏حالة الردع، عن تعزيز الردع، عن انتقال الجيش الإسرائيلي بجزء كبير منه إلى الموقع الدفاعي في شمال فلسطين المحتلة، عن ‏قدرات المقاومة الصاروخية وعن وعن وعن .....بيكفي لبنان.‏
ثالثاً، سوريا عبَرَت، ما كان يُخطَّط لها، الذين جيءَ بهم ليدمّروا سوريا والجيش السوري ويدخلوا إلى لبنان ليدمروه، ويذهبوا ‏إلى العراق ليدمروه، ويذهبوا إلى إيران ليقاتلوها، والى كل المنطقة وبالتعاون مع إسرائيل، وبالتنسيق مع إسرائيل، وكل يوم ‏تتبدّى وتنكشف معلومات جديدة عن مستوى التعاون الإسرائيلي مع الجماعات المسلحة في جنوب سوريا، هؤلاء سقطوا، ‏انهاروا، يلفظون أنفاسهم الأخيرة، داعش والتكفيريين وبقايا النصرة، والمعارضة السورية السياسية التي وعدت بالصّلح مع ‏إسرائيلي وبعضها وعد على شاشات التلفزة بالتنازل عن الجولان لإسرائيل أصبحوا الآن جلساء الأوتيلات والبيوت ولم نعد نر ‏حتى وجوههم الكالحة على شاشات التلفزيون لأنه لم يبق لهم شيء يقولونه، إذاً سوريا عبرت، وما زالت في موقعها، في جبهة ‏المقاومة وفي محور المقاومة، وستستعيد قوّتها وعافيتها من موقع الشجاعة والصّلابة أيضاً.‏
العراق، حتى بعد 2011 والانسحاب الأميركي من العراق، كل المحاولات الأميركية لاستعادة العراق والسيطرة عليه بالكامل ‏سياسياً وأمنياً فشلت. دفع داعش لإيجاد ذريعة لعودة القوات الأمريكية هذه اللعبة باتت مكشوفة، العراق اليوم موقعه مختلف في ‏المعادلة الإقليمية على المستوى الرسمي، أعلّق عليه تباعاً في القمة العربية، وهو في موقع مختلف على المستوى الشعبي وعلى ‏المستوى الجهادي، في ما يعني قضايا المنطقة وفيما يعني قضية فلسطين.‏
اليمن، القوّة المتصاعدة بعد 4 سنوات ودخول السّنة الخامسة، القوى المتصاعدة في اليمن، القوى الشعبية، السياسية، الجهادية، ‏العسكرية. النظام السعودي، وكل المرتزقة الذين جيء بهم من كل أنحاء العالم وبمساهمة وبمساندة كاملة من الولايات المتحدة ‏الأمريكية وبريطانيا، ومصانع السلاح البريطاني والفرنسي وغيره، فشل في فرض إرادته على الشعب اليمني أو الاستسلام على ‏الشعب اليمني، بالمقابل، اليوم لماذا كل هذه القمم، لماذا القمة العربية في مكة سبحان الله في العشر الأواخر وشهر رمضان ‏والناس صائمون لماذا؟ وأين؟ بمكةّ. لماذا الملك سلمان يدعو الى قمة عربية والى قمة إسلامية وإلى قمة خليجية، بتعرفوا ‏التعبير العامي "تبعها" "دخيلكم  يا عرب ويا خليجيين ويا مسلمين لحقوني" تسألني ما خلفية هذه الدعوة؟ الآن عندما أتطرق للحرب ‏في المنطقة، أعود إليها، لماذا؟ لأن مُسيّرات الجيش اليمني واللجان الشعبية في اليمن تمكنت من تجاوز كل التقنيات والفنيات ‏والتكنولوجيات الأمريكية والإسرائيلية والإنكليزية والفلانية والوصول إلى أهدافها بدقة وضرب الأماكن النفطية التي تم ‏استهدافها، لا ترامب استطاع حمايتهم او استطاع أن يحميهم ولا هم الذين اشتروا بمئات مليارات الدولارات طائرات وصواريخ ‏ورادارات استطاعوا ان يحموا، وهذا نموذج، ولذلك هذه القمم التي عقدت حتى الآن، هي قمم استغاثة سعودية، تعبر ‏عن العجز وعن الفشل أمام الشعب اليمني، والجيش اليمني، واللجان الشعبية، وأنصار الله، والشباب اليمني، الذكي، الشجاع، ‏المؤمن،  المجاهد، البطل، وهذه القوة تتطور، وتكبر، وتتعاظم، بين هلالين أود أن أقول لكل الذين أدانوا حملة الطائرات المُسيّرة ‏على الأهداف النفطية في السعودية، أدانوها، أقول لهم راجعوا أنفسكم أخلاقياً، إنسانيا، ضميرياً، أنتم تدينون ضربة أنابيب نفط ‏وسكتم أربع سنوات على شعب عربي، على شعب مسلم، على شعب مستضعف وفقير، يُقتل في كل ليل ونهار، يذبح أطفاله، ‏نسائه، رجاله، حجره، بشره، وسكنتم في المقابر وبلعتم ألسنتكم، وعندما أصيب بعض أنابيب النفط في السعودية خرجتم ‏تتسابقون وتتنافسون في التقرب والتزلف لآل سعود، أنظروا إلى وجوهكم في المرآة، وضعوا علامة لمستواكم الأخلاقي، ‏ولمستواكم الإنساني، في كل الأحوال كل هذه الإدانات وكل هذه القمم لن تستطيع أن تحمي الغزاة والطغاة والمستبدين وجيوش العدوان من غضبة رجال الله، لأن الله معهم، والله معهم في اليمن، كان معهم، وما زال معهم، وسيبقى معهم، لأنهم أهل ‏الإيمان وأهل الحكمة وأهل الفداء والتضحية، هذه اليمن اليوم، هي جزء أساسي من محور المقاومة،  ترفض صفقة القرن، ‏تتظاهر بالرغم من القصف والمجازر لتقول لا لصفقة القرن ولتعبر عن وقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني والى جانب القدس.
 ‏الشعوب والقوى في منطقتنا التي عبّرت وتعبّر عن نفسها في هذه الأيام بمناسبة القدس، عن رفضها لصفقة القرن، هذه أيضاً من ‏عناصر القوة، ومن أهم عناصر القوة في وضعنا لحالي وفي محورنا هو إيران، الجمهورية الإسلامية في إيران، القوّة الإقليمية ‏العظمى، القوّة الإقليمية الأولى، صاحبة القوة الذاتية، القوّة الحقيقية، القوّة التي قاتلت مع  بداية الثورة، صمدت 8 سنوات في ما ‏كان العالم كلّه يحاصرها، البعض يتحدث عن قوى إقليمية، فيقول مثلاً اليوم أهم قوّة إقليمية في المنطقة هي السّعودية، حسناً، ‏زعيم المحور الآخر السيد ترامب، ماذا يقول عن القوة الإقليمية العظيمة في المنطقة التي اسمها السعودية، لو صعدت طائراتكم ‏إلى السماء بدوننا لن تنزل إلى الأرض، إذا لم نحميكم أسبوعين لن تصمدوا، اذا لم ندافع عنكم، بأسبوع واحد ستتعلمون اللغة ‏الفارسية، (هلق كيف بدهم يتعلموا اللغة الفارسية بأسبوعين مش فهمان، اي هني عربي ما بيعرفوا يحكوا  ، هذه  قوى تسمى ‏قوى إقليمية لكنها لا تملك قدرات ذاتية، هي تستند في وجودها في بقائها في قوتها الظاهرية على أميركا وعلى الغرب وعلى الـ ‏CIA‏ وعلى أجهزة المخابرات وعلى الأساطيل وعلى القواعد العسكرية الأمريكية، هذه هي الحقيقة وهذا هو الحال.‏
إيران، كلا، إيران دولة حقيقية،، واعدة صاعدة وهي تتقدم في مقدمة هذا المحور، حسنا هذا محورنا، هذه عناصر قوة عظيمة جداً، ‏كبيرة جداً، وليس لها سابقة، لا المقاومة في لبنان ولا المقاومة في فلسطين ولا إيران كانوا أقوياء كما هم اليوم،  ‏ولا اليمن كان حيث هو اليوم، ولا العراق كان حيث هو اليوم، وسوريا ستعود إن شاءا لله أقوى مما كانت في هذا المحور.
حسنا ‏ننتقل إلى الجبهة الثانية ، في الجبهة الثانية أهم العناصر من؟ الذين يريدون أن يفرضوا صفقة القرن. أهم العناصر:  ‏
أولاً: إسرائيلَ، أنا لا أقول أن إسرائيل ضعيفة، هذا غير واقعي، إسرائيل دولة كبيرة، إسرائيل جيش صُنعت له دولة. لكن ‏إسرائيل هذا في 2019 هي أضعف من أي زمن مضى، هي أقل قوّة من أي زمن مضى إذا أردنا أن نكون أدق، أما أن نقول ‏هي أضعف من أي زمن مضى أو أقل قوّة من أي زمن مضى وكلاهما دقيقين، حسناً،  كيف؟ هم القادة الإسرائيليين السياسيون ‏والعسكريون يقولون منذ سنوات طويلة لم تستطع إسرائيل هذه القوة العسكرية الهائلة أن تحسم معركة واحدة، تراجع هيبتها ‏وسيطرتها، من بعد اليوم يخاف من إسرائيل؟ لبنان؟ الشعب الفلسطيني، شعوب المنطقة؟ هذا انكسر في الـ 2000 وبعد الـ ‏‏2000 انكسر، ‏تراجع قوّة جيشها البرية باعترافهم جميعاً. وانتقاله على الأعم الأغلب إلى الموقع الدفاعي.‏
انكشاف جبهتها الداخلية أمام صواريخ وقوات المقاومة أكثر من أي وقت مضى. اليوم إسرائيل الكيان الصّهيوني يخاف من ‏الصواريخ من غزّة والصواريخ من لبنان والصواريخ من سوريا  ويدّعي أنه يوجد صواريخ في العراق ومن صواريخ إيران ‏ويمكن من صواريخ اليمن، في أي زمن مضى كانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية مكشوفة بهذا الشكل، حتى في عزّ قوّة ‏العرب كانوا يقاتلون على الحدود. لكن القتال اليوم في عمق الجبهة الداخلية.‏
الفساد في إسرائيل غير مسبوق، في الحكام والقضاة والجنرالات، انقسامات داخلية عميقة على المستوى الاجتماعي، انقسامات ‏سياسية عميقة على المستوى السياسي، المشهد الأخير المرتبط بالانتخابات وفشل نتانياهو في تشكيل حكومة والذهاب إلى ‏انتخابات جديدة ، فقدان القيادة، الحاجة الملحة إلى الدعم الأمريكاني المباشر.
اليوم الجنرالات في إسرائيل يقولون في أي حرب ‏مقبلة نريد أن يكون الأمريكان حاضرين معنا  هنا، متى كانت إسرائيل هكذا؟ أحد الأهداف المعلنة للأساطيل الأمريكية في ‏المنطقة هو حماية دولة إسرائيل من محور المقاومة. متى كانت إسرائيل تحتاج الى الأساطيل الأميركية لحمايتها  من المقاومين!!.‏
ننتقل الى العنصر الأهم في المحور الآخر الذي هو زعيم المحور نفس أميركا، ما الذي يفعله ترامب؟ ترامب يقوم بحرب نفسية ‏وضغط معنوي هائل على العالم، ولكن أميركا هذه لم تعد أميركا التي كانت في القديم، قبل عشرين سنة وثلاثين وأربعين وخمسين ‏سنة، أميركا هذه أرسلت جيوشها إلى المنطقة وخرجت منها مهزومة ومكسورة ومضروبة في ‏لبنان والعراق والصومال ولا زالت تضرب في أفغانستان واليمن وغيرها، أميركا هذه أيها ‏الأخوة والأخوات خلال المرحلة الماضية اأتوا لي بمشاريعها وقولوا لي هل نجحت هذه ‏المشاريع؟ طبعا نحن كنا في موقع الدفاع نُفشل هذا المشروع ونُفشل ذاك المشروع، نحن كلنا ‏سويا، أدرسوا أميركا من الداخل إجتماعياً، إقتصادياً، سماحة الإمام الخامنئي قبل أيام قال يوجد ‏وأنا لم أر ولكنني سمعت منه، قال يوجد تقرير رسمي صادر عن وزارة الزراعة الأميركية أنه ‏يوجد أربعين أو 41 مليون أميركي على حافة المجاعة أو يعاني من سوء التغذية، هذه أميركا ‏التي تريد أن تأكل رأس العالم، أوضاعها الاقتصادية، هذه أميركا تتحمل؟ ألان إذا أصبح النفط ‏‏150 $ و 200 $ أين يصبح ترامب؟ أتعرفون أين يصبح؟ في الكونغرس في المحكمة في ‏السجن، هذه هي أميركا، هذا هو حجمها وحقيقتها ومضمونها، حسنا، أميركا اليوم موقعها في ‏العالم، أين موقعها في العالم، أين احترام العالم لها؟ حتى حلفائها الأوروبيين وغير الأوروبيين، ‏مواجهات على إمتداد العالم، مع الصين وروسيا حتى مع أوروبا وأميركا اللاتينية، فنزويلا، ‏إيران، كوريا الشمالية، صفقة القرن، هو يتحدى أمة بكاملها، وأهم شيء ألان في الإدارة ‏الأميركية تهيبها من الذهاب إلى حروب جديدة، هو يتكلم بصراحة يقول الذهاب إلى أي حرب ‏جديدة يعني خسائر مالية وبشرية، وانتبهوا عودوا إلى تصريحه، تجدونه يقول مالية وبشرية، لأن ‏الأهم عند ترامب ما هو؟ مالية وبعد ذلك بشرية، ولذلك الإستراتيجية الأميركية منذ أن جاء ‏ترامب ما هي؟ العقوبات، الحروب الاقتصادية أما أن يرسل عسكراً ليقاتل، وهذا الكلام يخدمني ‏بأن أختصر بالنقطة القادمة، هو الذي إنتقد كل أسلافه أنهم أرسلوا الجيش الأميركي الى المنطقة ‏وأنهم حاربوا بالنيابة عن دول المنطقة وأنهم أنفقوا 7 تريليون دولار في المنطقة بلا طائل، هذا ‏ترامب  صاحب هذا الفكر وهذه الثقافة وهذه العقلية وهذه الحسابات، هو رجل حرب؟ وقائد ‏حرب؟ كلا، هو يراهن على الموضوع الاقتصادي.
 ثالثا، أدواتهم في المنطقة، مرتبكة وخائفة ‏وقلقة ومضعضعة، التكفيريون الذين راهنوا عليهم في أيامهم الأخيرة إن شاء الله، النظام ‏السعودي وجيوشه المرتزقة فشلوا أمام شعب اليمن، هذه الأنظمة التي تعول عليها أميركا، ليست ‏قادرة أن تحمي نفسها، فضلاً عن أنها تطلب من أميركا أن تحميها، وبعض الأنظمة العربية ‏أيضاً هي في وضع قلق، الأردن اليوم قلق في صفقة القرن، لأنه يخشى أن تؤدي صفقة القرن ‏إلى تحويل الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين وانتهاء العرش الهاشمي، وكل فترة يخرجون له ‏مشاكل أمنية وسياسية وإقتصادية الخ... مصر، حتى مصر وألان بمعزل عن موقفها المعلن، ‏مصر قلقة من مستقبل صفقة القرن ولا تعرف أساساً موقعها ودورها الإقليمي لو طبقت صفقة ‏القرن، لأنه ضمن صفقة القرن الذي سيركب هي سيبة من ثلاثة أركان، الأميركي والإسرائيلي ‏والسعودي والباقون سيكونون توابع.
 في كل الاحوال دول عالمنا العربي والإسلامي، أنظروا ‏إخواني وأخواتي هذا سيف ذو حدين سيف لنا وسيف علينا، حسنا، أنهم هم مشغولون بحالهم، ‏اليوم أغلب الدول العربية والإسلامية مشغولة بنفسها، أنا أحاول أن أرى الجانب الممتلئ من ‏الكوب مثلما يقولون، يمكن هذه إيجابية، هي سلبية، أتعرفون لماذا ممكن أن تكون إيجابية؟ لان ‏هذه الأنظمة لو لم تكن مشغولة بحالها كانوا مع الأميركيين ومع الإسرائيلي، لم يكن ليكونوا مع ‏الفلسطيني، ما كانوا ليكونوا مع الفلسطيني، أنا أسجلها كنقطة إيجابية في المسار العام وفي ‏المشهد العام، بناء على كل هذه القراءة، اليوم محور المقاومة وجبهة المقاومة وجبهة الرافضين ‏لصفقة ترامب صفقة العار هم أقوياء جدا وقادرون على مواجهة هذه الصفقة.
 اليوم هم يركزون ‏على أهم نقطة قوة في هذا المحور، هنا انتقل للنقطة التي تليها، إيران هي نقطة القوة، لا يوجد ‏شك، هي الموقع المركزي في هذا المحور، هي ساعدت العراق عندما هاجمته داعش وأصبحت ‏على أبواب كربلاء وبوابات بغداد، وهي دعمت القيادة السورية والجيش السوري في الأيام ‏الصعبة، وهي وقفت مع المقاومة في لبنان ومع المقاومة في فلسطين وموقفها واضح وجازم، ‏حسنا، اليوم كل التركيز على إيران وهذا ما يقولونه وأنا لا أحلل من عندي هنا، أنه ترامب ‏وبومبيو يقولون أنهم عندما يحاصرون إيران ويعاقبونها ويضغطون عليها، كل هذا المحور ‏سيضعف وسينهار ويتلاشى، ويسبونا بالمال وينتظرونا كل أخر شهر ليروا هل حزب الله دفع ‏المعاشات أو لم يدفع المعاشات؟ هل هذا صحيح أم لا؟ العين كلها على إيران، حسنا أمس الإخوة ‏في غزة ماذا يقولون؟ يقولون أمتنا تخلت عنا ووقفت معانا إيران، إيران دعمتنا بالسلاح والمال ‏وهذه حقيقة، فذهبوا الى إيران، كل الضغط على إيران، حسنا، في موضوع إيران أتت هذه ‏الأنظمة التي من أول يوم أعلنت العداء للجمهورية الإسلامية، في أول يوم إنتصر فيه الإمام ‏الخميني، صاروا يخططون كيف يتآمرون على هذه الجمهورية، والى ألان 40 سنة، تشويه ‏إيران، إتهامات باطلة على إيران، محاولات عزل إيران، التحريض على إيران، اليوم إيران ‏مجوس، كلنا نتذكر عنوان معركة صدام حسين مع إيران ماذا كان، فرس ومجوس، طبعا لا ‏يستطيع أن يقول سنة وشيعة، مثلما فعل آل سعود، لأن جزءاً كبيراً أكثر من نصف الشعب العراقي ‏شيعة، وجزء كبير من الجيش العراقي شيعة، لا يمكنه أن يقول بين السنة والشيعة، فقال لهم ‏مجوس، والعالم إكتشف أن الشعب الإيراني ليسوا بمجوس، حسنا، ثم حولها إلى عرب وفرس، ثم ‏جاء من بعده من يطوّر المعركة إلى سنة وشيعة، وخرجوا لنا بتشيّع صفوي وتشيّع علوي وتشيّع ‏عربي وتشيّع لا أدري ماذا، وعقوبات إقتصادية، وصولا إلى التهويل بالحرب، التهويل مؤخرا ‏بالحرب، يوجد حرب أو لا يوجد حرب، هذا مقطعنا، لأنه كثر في الأسابيع الماضية، وطبعا إذا في ‏حرب بين أميركا وإيران يعني نتكلم عن منطقة مختلفة، كان هناك من يدفع بقوة الى الحرب، هم ‏بالإدارة الأميركية وترامب لا يريد حربا، ونحن نتكلم هنا قبل كلام ترامب الأخير، بولتون واضح ‏يدفع بقوة الى الحرب، بولتون الكذاب أبو الرسوم المتحركة ماذا يقول أمس، يقول ليس هدفنا إسقاط ‏النظام الإيراني، لكن قبل أشهر بمؤتمر للمنافقين الإيرانيين وقف وخاطب وقال لهم إن شاء الله في ‏عيد ميلاد العام 2019 نحتفل في طهران، وهذا كلام ليس من عشرين سنة، بل قبل بضعة أشهر، ‏هم "لكّو وطعجو هذا كلام بالعامية" سأقول لكم لماذا "طعجوا"، حسنا بولتون وابن سلمان ونتنياهو ‏وخليجيون آخرون ولا نريد أن نكثر الأسماء، كانوا يدفعون، الذي يرى الإعلام الخليجي ‏يقول بأن ترامب يعمل عند تلفزيون العربية، ألان سيقوم بحرب، "خلص" ستقع الحرب، سيرسل ‏الأساطيل، يعني ستأتي الأساطيل، يعني ترامب يجلس ويشاهد تلفزيون العربية، ما سيقوله له ‏تلفزيون العربية سينفذه، سأنطلق من كلمة سماحة الإمام القائد الإمام السيد الخامنئي دام ظله ‏الشريف، هو إنسان يقود هذه الأمة منذ ثلاثين عاما، ويعرف كل الإستراتيجيات وكل ‏التفاصيل وكل المعطيات ومعادلات القوة والضعف، وقال لا حرب، لا حرب ولا تفاوض، ألان لا ‏تفاوض له علاقة بالإيرانيين، لا حرب له علاقة فينا كلنا سويا، لماذا لا حرب، الان هو تحليلنا ‏نحن، يعني أنا لا أريد أن أقول أن هذه الأسباب التي دفعت سماحة السيد القائد أن يقول لا حرب، ‏تحليلنا، أولا قوة إيران، لا حرب ليست كرم أخلاق من أحد، لو كانت إيران ضعيفة لوقعت الحرب ‏منذ وقت طويل، مستوى الحقد والضغينة والتآمر والتواطىء العربي والخليجي والأميركي ‏والإسرائيلي والصهيوني على إيران كان سيدفع لحرب منذ وقت طويل لو كانت إيران ضعيفة، لان ‏إيران قوية مقتدرة بشعبها وقواتها المسلحة ونظامها وقائدها ومراجعها وعلمائها وبخاصتها ‏وعامتها ولأنه أولا وأخيرا تتكل على الله وتؤمن به وتثق بوعده، إيران قوية، ولذلك هي مهابة ‏الجانب، هذا أولا، هنا ترامب لا يريد أن يعلن الحرب على أناس لا تصمد أسبوع او أسبوعين وإذا ‏حلقت طائراتها لا تجد مدرجا لتهبط فيه، هنا نتكلم عن قوة حقيقة،  هذا أولا.
السبب الثاني ‏وليسمعني العالم جيدا، أن السيد ترامب والإدارة عنده وأجهزة مخابراته يعرفون جيدا أن الحرب ‏على إيران لن تبقى عند حدود إيران، إن الحرب على إيران يعني كل المنطقة ستشتعل، وكل ‏القوات الأميركية والمصالح الأميركية في المنطقة ستباد، وكل الذين تواطؤا وتآمروا سيدفعون ‏الثمن، وأولهم إسرائيل وآل سعود، ويعرف السيد ترامب عندما تشتعل المنطقة، هو لا يهمه الناس من ‏يموت ومن يعيش، الذي يهمه عندما تشتعل المنطقة سيصبح سعر برميل النفط 200 و 300 ‏و400 $ وسيسقط في الإنتخابات، هذه معادلة القوة، سماحة السيد القائد عندما يقول لا يوجد حرب، ‏إيران لن تبتدئ حربا مع أحد ولم تبتدئ حربا مع أحد، أميركا إذا تريد أن تشن حربا عليها أن تقوم ‏بهذه الحسابات، حجم الخسائر البشرية والمادية التي ستتحملها أميركا لو ذهبت إلى حرب من هذا ‏النوع، هذا الذي يمنع الحرب، أما أولئك المساكين هم يريدون أن يأتي ترامب ليقاتل دفاعا عنهم ‏وعن أحقادهم وعن ضغائنهم، يا عمي ترامب لا يعمل عندكم أنتم تعملون عنده، أنتم أدوات بمشروعه، ليس هو أدوات في مشروعكم وطموحاتكم وأحقادكم، هو حساباته غير حساباتكم، حساباته ملايين ومليارات ودولار ونفط، هذه هي حساباته، غير حساباتكم أنتم.
فلنلطف الجو قليلاً، لنفترض أميركا تريد أن تشن حرب على إيران ونفترض أن إيران لم تصمد وقامت أميركا – لا سمح الله، نفترض ذلك – غلبت إيران، كيف سيسحب ترامب بقية المئات المليارات الدولارات من دول الخليج؟
الآن ترامب يستغل، يوظف كل شيء لمصلحة المال، هو ليس له مصلحة أن تتفاهم وتتحاور دول الخليج مع إيران، أن تبرم معاهدة عدم إعتداء مع إيران، ليس له مصلحة، له مصلحة أن يبقى يخيف دول الخليج من إيران ليحلبهم ويحلبهم ويحلبهم... ولا يبقي شيء، صحيح أو لا؟ إذا شن حرباً ما المنطق والداعي ليبيع صواريخ وطائرات ودبابات ويرسل أساطيل وقواعد إلى المنطقة، لا يصبح هناك داعٍ. هناك غباء، هناك حمقى، سبحان الله.
على كلٍ، أولوية ترامب هي الحرب الاقتصادية على إيران، وهو يشن حرب اقتصادية على الصين، هذه فنزويلا بجانبه، هذه ليست إيران، أولويته حرب اقتصادية على فنزويلا، كوريا الشمالية أولويته حرب اقتصادية على كوريا الشمالية.
على كلٍ، أنا أريد أن أقدم مؤشر قوي، مؤشرات أن فرضية الحرب ابتعدت، أولاً، ترامب بنفسه، يعني المصنف الذي هو معني بتأليف القصة، هو بعظمة لسانه بمقابلة تلفزيونية قال نحن لا نريد حرباً عسكرية مع إيران، نحن حربنا مع إيران اقتصادية لأن الحرب العسكرية ستؤدي إلى المزيد من الخسائر المالية والبشرية، ونفى بشكل قاطع أن يكون هناك خططاً لإرسال 120 ألف جندي وضابط أميركي على المنطقة والـ 120 ألف أصبحوا 5 آلاف، والـ 5 آلاف أصبحوا 1500 والـ 1500 أصبحوا 900 ومددوا مهمة الـ 600 الموجودين في المنطقة هنا. هذه وقائع أو ليست وقائع؟!
ترامب أساساً أيها الأخوة والأخوات هو يريد أن يرحل من المنطقة وعمل مشكلة ليرحل من سوريا، لكن الـ CIA والبنتاغون والكونغرس وإسرائيل والسعودية والإمارات كلهم قالوا له إذا تريد أن ترحل من سوريا شاهد الإمارات أصبحت في دمشق والسعودية ستذهب إلى دمشق وستعود دمشق وهذا يقوي إيران، فعاد ووافق على أن يبقي 200 جندي في سوريا.
المؤشر الآخر - المعطيات الميدانية -  المؤشر الآخر، هي القمم - مثل ما قلت قبل قليل – قمم، وهنا ندخل على القمة العربية. القمم التي دُعي إليها على عجل، لماذا؟ هناك سببين، سببين واضحين وحاضرين في البيانات، السبب الأول، أنا أتذكر في الأيام الأولى للحرب العدوانية على اليمن سماحة السيد القائد قال عبارة، قال هؤلاء الشباب اليمنيين سيمرغون أنف آل فولان في الوحل، في تلك الأيام الماضية تمرغ أنفهم في الوحل، هذا الذي حصل. السبب الأول، مثل ما ذكرت قبل  قليل، أن السعودية رأت أنه لا يوجد حل أمام صواريخ الجيش اليمني واللجان العشبية – هم يقولون صواريخ الحوثيين – والمسيّرات، والدليل ما حصل في ينبع، فشل كامل، فني، عسكري، أمني، فشل عظيم، وإنجاز عظيم جداً للأخوة اليمنيين. ولذلك يتبين الآن مثلاً البيان الصادر عن القمة العربية البند الأول، أولاً، ثانياً، ثالثاً، رابعاً، خامساً، سادساً، سابعاً، ثامناً، تاسعاً، عاشراً، الحوثيين والحوثيين والحوثيين والحوثيين وإيران، يعني كم موضوع الإخوة اليمنيين حاضر بخلفية المؤتمرات، القمم التي دُعي إليها.
حسناً، السبب الثاني لهذا المؤشر هو أن النظام في السعودية وأصدقاؤه علموا علم اليقين أنه لا يوجد حرب أميركية على إيران، تحلمون، تدفعون أموال بدون نتيجة، تحرضون بدون نتيجة، ترامب لن يأتي ليقاتل بالنيابة عنكم، ويمكن كان هذا رهانهم، آخر شيء كان عندهم هذا الرهان، أيوجد شيء آخر يفعلوه؟ آل سعود أيوجد شيء آخر يفعلوه؟ من سيشن حرب على إيران؟ هم؟ هم في اليمن – الآن تشاهدون التغريدات السعودية نفسها – أنه أنتم بمقابل الشباب الذين في اليمن، الذين ليسوا جيوش وليس لديهم إمكانات ضخمة ومحاصرين ومعزولين وجياع ومرضى وأنتم تفشلون وتُهزمون وتنكسرون، أنتم تريدون شن حرب على إيران؟ من؟ سيوظفوا نتنياهو عندهم ليشن حرب على إيران؟ فليخلص نفسه أولاً. انتهى، كل رهانهم وأمالهم كانت مبنية في الأسابيع القليلة الماضية على ترامب وتحريض وترامب وبولتون وبومبيو وكل شيء فيه باءات من هذا النوع وبلاوى، أنه لعله نشن حرب على إيران وننتهي من إيران، هذا انتهى.
لذلك جاءت هذه القمم  - كما قلت قبل قليل – للاستغاثة بالعالمين العربي والإسلامي وبأهل الخليج، أنا كتبت هنا، دعاه إلى القمم - يعني سبب دعوة السعودية إلى هذه القمم الثلاث – للاستقواء بالخليج الذي مزقه – من الذي عمل مشكلة في مجلس التعاون الخليجي؟ السعودي – للاستقواء بالخليج الذي مزقه وبالعرب الذين حطمهم – أترك بلد عربي متفق مع بلد عربي؟ وحتى الآن هناك بلدان عربية فيها حروب أهلية ابحثوا عن السعودية، وهناك بلدان عربية مهددة بالحروب الأهلية ابحثوا عن السعودية – والعرب الذين حطمهم والمسلمين الذين نشر بينهم فتنة التكفير – هذه باكستان يريد أن يستقوي بها وهو نشر الفكر التكفيري الذي أسس لطالبان الذي سبب ألف مشكلة للجيش الباكستاني وللشعب الباكستاني، اليوم لجأ إلى كل هؤلاء ليستعين بهم.
حسناً، أولاً فيما يعني هذه القمة، هذه خلفيتها، استعانة واستغاثة وتوسل – وتعلمون نحن في شهر رمضان – ودعاء ورجاءً وأحبابنا وقلبنا، نتيجة الفشل والعجز وسقوط الرهانات، أبداً المحور الآخر ليس في موقع قوة، بل في موقع ترهل وموقع ضعف وموقع إحباط وموقع إرتباك، هذه هي الحقيقة.
عندما نأتي إلى البيان، النقطة الثانية، نجد أن البيان كله عشر بنود كله إيران وهم يقولون الحوثيين، آخر شيء – طالما نحن في يوم القدس العالمي – آخر البيان، آخر سطرين، وبخصوص القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية أكدت القمة تمسكها بقرارات القمة العربية 29 بالظهران، قمة القدس وكذلك قرارات القمة العربية الثلاثين في تونس، نقطة على أول السطر، سطرين لم يكتبوا لفلسطين، سطر ونصف. بهذا القدر تعني فلسطين للقمة العربية!؟ وفي القمة الخليجية هناك مقطع مضحك، البند الرابع في مجلس التعاون الخليج – القمة الخليجية – التأكيد على قوة وتماسك ومنعت مجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه لمواجهة هذه التهديدات وهم يحاصرون دولة قطر، دولةً وشعباً، حصار من سنة ونصف، على من تضحكون، هناك أناس لا ينتبهوا أنهم أصبحوا أغبياء، يجعلوا العالم يسخرون منهم ويستهينون بهم.
على كلٍ، فيما يعني أيضاً القمة العربية، من واجبنا أن نشيد بموقف العراق في القمة العربية ورئيس الجمهورية العراقية، موقف متميز وشجاع وممتاز، يا ليت بقية الرؤساء العرب والملوك والأمراء تحدثوا نفس اللغة، هو لم يقل أنه نريد أن نحارب السعودية والإمارات، لا، قال كلاماً متوازناً، توازنوا مثله ماذا ينقصكم، لو أن هذه القمة أمام الفشل والعجز والإحباطات والاستغلال التجاري الأميركي لهم خرجوا بلغة تصالحية مع إيران، وإيران قبل أيام أرسلت موفديها لتقول نحن جاهزون للحوار مع دول الخليج وجاهزون لعقد اتفاقيات عدم اعتداء مع دول الخليج، لو تحدثوا لغة فيها حوار وانفتاح وانسجام كان ستبقى أموالهم وأمنهم وأمانهم ومصالحهم وكرامتهم أيضاً الذي يهينها ترامب صباحاً مساءً.
أيضاً في موضوع القمة العربية، نحن كحزب لبناني مشارك في الحكومة اللبنانية نعتبر أن موقف الوفد اللبناني الرسمي في القمة العربية موقف لا ينسجم مع البيان الوزاري ومخالف لتعهدات والتزامات الحكومة اللبنانية والتي على ضوء هذا البيان الوزاري أخذت الثقة من المجلس النيابي، أين هو النأي بالنفس أيها الوفد الرسمي اللبناني في مكة المكرمة، أنت يمكنك أن تقول، حتى غير مطلوب منك أن تتحدث مثل العراقي، يمكن أن تقول نحن في لبنان عندنا نأي بالنفس وهذا التزام الحكومة وهذا مصلحتنا الوطنية، نحن اتركونا جانباً، مثل ما كان يحصل في القمم الأخرى، ولذلك نحن نعتبر هذا الموقف مرفوضاً وغير مقبول ومدان ولا يمثل لبنان، يمثل الأشخاص أو الأحزاب التي ينتمي إليها هؤلاء الأشخاص، لا يمكن أن يكون هذا الموقف الرسمي الذي يصدر بيان عشر بنود إدانة لإيران وسطر ونصف يحكي عن فلسطين ويسخّر الموقف بالكامل لمصلحة محور على محور. نعم، الآن يستطيع تيار المستقبل أن يصدر بيان تأييد عظيم جداً للقمة في مكة المكرمة، هذا حقه، حقه الطبيعي، نحن لا ننزعج، لأننا نحن مختلفين بالموقف، نحن قلنا القوى السياسية لا تنأى بنفسها، لا تنأى بنفسها، ونحن أول ناس لا ننأى بأنفسنا، لكننا اتفقنا أن الحكومة اللبنانية تنأى بنفسها، الدولة اللبنانية تنأى بنفسها، والذي حصل في مكة هذا خلاف الالتزامات والتعهدات والمصلحة الوطنية.
أنتقل للنقطة الأخيرة – أطلت عليكم ولكن سهرة رمضانية، لأن هذه النقطة حساسة ولا تحمل تأجيل – نحن بموضوع ترسيم الحدود كمقاومة أنا قلت بأكثر من مناسبة أنه نحن ليس عندنا مشكلة ونقف خلف الدولة وكل شيء يحصل على الحدود نقف خلف الدولة، بمعزل أن الذي يحصل على الحدود صح أو خطأ، بموضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية أيضاً نقف خلف الدولة وأنا لا أجامل عندما أقول، لأن بعض الإخوان قالوا لي أنت تجامل قلت لهم لا، أنا لا أجامل عندما أقول نعم نحن في المقاومة نثق بالمسؤولين اللبنانيين المتصدين لهذا الملف والملتزمين بأن يحصلوا للبنان على كامل حقوقه في التراب والماء والبحر والنفط والغاز، نحن نثق به، ولذلك نحن هذا الموضوع لا نتدخل به. هذه اتركوها بالايجابية لأنه سننتقل إلى مكانٍ آخر.
حسناً، هنا الأميركي ماذا فعل، السيد ساترفيلد ومن معه، الأميركيين أذكياء بالاستغلال والتوظيف السيء، أن الآن لبنان يحتاج ترسيم الحدود خصوصاً البحرية من أجل النفط والغاز ولبنان محتاج للهدوء من أجل أن يستقدم قروض بسيدر، الذي هي أغلبهم قروض وليس مساعدات، هنا جاء الأميركي – أتمنى من كل اللبنانيين أن يسمعوني جيداً – جاء الأميركي يريد أن يستغل المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية والبرية ليعالج ملف جانبي هو بالكامل لمصلحة إسرائيل، وإسرائيل عجزت عن معالجته خلال سنوات، الذي هو ملف الصواريخ الدقيقة وتصنيع الصواريخ الدقيقة. نحن من أكثر من سنتين، سفراء، سفارات، أجهزة أمنية أجنبية، حتى الذين وضعونا على لائحة الإرهاب يتصلون بنا، كله كان يوجه لنا الأسئلة التالية وينقل إلينا الرسائل التالية، أنتم عندكم صواريخ دقيقة وهذا الموضوع لن تتحمله إسرائيل وعندما إسرائيل تعرف أنه في مكان ما يوجد صواريخ دقيقة ستقصفهم، هذا كنا نتبلغه منذ أكثر من سنتين.
الموضوع الثاني، هو أنه أنتم عندكم مصانع لصناعة الصواريخ الدقيقة في لبنان، وهذا بالنسبة لإسرائيل خط أحمر ولا يمكنها أن تتحمله وعندما تعرف أنه بالمكان الفلاني هناك مصنع صواريخ دقيقة ستقصفه إسرائيل. هذا أخفيناه عن الناس سنتين حتى لا نزعج خاطر الناس ونعالجه ضمن الكواليس، لكن الذي حصل هذا الأسبوع أنا أفترض، لذلك أنا مضطر أن أتحدث، أنا أفترض أنه سيُنشر على الإعلام لأن مناقشته أًصبحت في دوائر واسعة. ولذلك أنا أريد أن أبلغ موقف علني ولا أريد أن أحمل المسؤولين اللبنانيين مسؤولية إبلاغ رسائل أو تقديم أجوبة على أسئلة، أنا أحب أن أقدم بعظمة لساني هذه الأجوبة وليسمعها الأميركي والإسرائيلي وغيره، هذا سبب الكلام.
في النقطة الأولى في قصة الصواريخ الدقيقة، نحن أناس صادقين، لا نكذب، يمكن أن تقول لي أنه مثلاً أن تخفي الحقيقة دون أن تكذب، أن تقول نصف الحقيقة، لكن لا نكذب، لذلك عندما كانوا يسألوننا قلنا لهم جميعاً نعم نحن لدينا صواريخ دقيقة، وإذا تتذكرون قبل سنتين في يوم العاشر أنا أعلنت بوضوح لدينا صواريخ دقيقة وتطال كل الأهداف المطلوبة في الكيان الصهيوني، واليوم في يوم القدس، في الذكرى الأربعين لإنطلاقة يوم القدس، أعيد وعلى مسمع العالم كله نعم نحن لدينا في لبنان صواريخ دقيقة وبالعدد الكافي التي تستطيع أن تغير وجه المنطقة والمعادلة، لكن هذا ليس بجديد، قلناه قبل سنتين في عاشوراء، وكل الذين سألوننا، قلنا لهم نعم، نحن عندنا صواريخ دقيقة، وكل الذين بلغونا رسائل قلنا لهم ليس هناك مشكلة، الإسرائيلي – وهذا الكلام قديم، سنة وسنتين وثلاثة والإسرائيلي تبلغ ذلك – عندما كان "يهبط علينا حيطان" ويقال الإسرائيلي خط أحمر ولا يقبل وسيقصف، كان جوابنا واضحاً وأنا قلته في العلن، قلته على قناة الميادين وقلته بخطاب مباشر، والآن سأعيد بخصوص هذه النقطة، عندها قلنا لهم أن أي قصف إسرائيلي لأي هدف يرتبط بالمقاومة في لبنان في مسألة الصواريخ أو غيرها نحن حزب الله سنرد عليه سريعاً ومباشرة وبقوة، حسنا ولذلك ‏سنة واثنتين وثلاثة لم يقصفوا، بل أكثر من ذلك يذهب إلى الأمم المتحدة ليقول لهم أنظروا هنا ‏يوجد صواريخ، ملعب العهد يوجد فيه صواريخ، قرب المطار يوجد صواريخ، ليتواصلوا مع ‏الدولة اللبنانية ويطلبون منهم أن يذهبوا ليتأكدوا بأنفسهم هل يوجد صواريخ؟ هو لا يعني بأنه لا ‏يقصف صواريخنا كرم أخلاق، هو لا يقصف صواريخنا لأننا أقوياء، لأننا سنرد الصاع صاعا إن ‏لم يكن صاعين. موضوع الصواريخ إنتهينا منه، انه يوجد لدينا صواريخ دقيقة قطعّناها، البحث ‏الأخر ماذا؟ أنه لدينا مصانع لصناعة الصواريخ الدقيقة، أنا قبل أشهر، أحد المسؤولين اللبنانيين ‏أرسل لي ليقول أن الأميركيين أتوا ليقول له كذا وكذا وكذا، قلت له يا جناب المسؤول ولا أريد أن ‏أقول الصفة لكي لا تعرفون من هو، يا جناب المسؤول، هذه معلومات غير صحيحة، نحن ليس لدينا ‏مصانع للصواريخ الدقيقة في لبنان، فسألني مرة أخرى والإيرانيين؟ قلت له الإيرانيين ليس لديهم ‏مصانع لا للدقيقة ولا لغير الدقيقة، لا يوجد في لبنان حتى الان مصانع لصواريخ دقيقة، فذهب ‏الاميركيون وأتوا من جديد، وقالوا لا، يوجد هنا وهنا، وفي الاخر الآن انهم يريدون أن يستغلوا ‏ويريدون أن يعملوا على الترسيم البحري أنه في المنطقة الفلانية يوجد مصانع لتصنيع الصواريخ ‏الدقيقة، أيضا من مسؤول لبناني أرسل لي، قلت له هذا غير صحيح، في المنطقة الفلانية يوجد ‏معسكرا لنا ويوجد منشأت لنا ويوجد عتاد عسكري لنا، ولكن لا يوجد مصانع للصواريخ الدقيقة، ‏حسنا، أنا إلى أين أريد أن أصل؟ لأنه في سياق هذا الكلام خرج تهديد، وأنا لا أريد أن أقول تهديد، ‏ليس هناك من داع، مجموعة من التهديدات أن هذا الموضوع يجب أن تعالجه وهذه المنشأة وتلك ‏المنشأة يجب تدميرها وتجريفها وإنهاؤها، حبيبي أنت مع من تتكلم؟ أنت أين؟ في أي عالم وأي ‏دنيا؟ هذا ليس وارد بالنسبة لنا، فضلاً عن أننا نحن حزب الله أصدق من الأميركيين والذي خلفهم، ‏وأصدق من الإسرائيليين والذي خلفهم، أنا أقول لك لا يوجد مصنع للصواريخ الدقيقة، يعني لا يوجد ‏مصنع للصواريخ الدقيقة، ولو يوجد مصنع كنت الليلة على التلفزيون أقول لك أنه يوجد مصنع، ‏بدليل الذي سأقوله بعد قليل، الآن أنا إشكاليتي في الموضوع والكلمة الأخيرة، إشكاليتي أنا، التمني، ‏أصل فتح النقاش مع الأميركيين أو أن نقبل أن يفتح الأميركيون معنا هذا الموضوع، أنا رأيي يجب ‏هذا الباب أن يسد، ليس لهم عمل وليس لهم علاقة، الأميركي ليس له علاقة، يوجد مصنع صواريخ ‏دقيقة في لبنان أو لا يوجد، ليس لهم علاقة، هذه إسرائيل التي هي بجانبنا، تصنع صواريخ ‏وطائرات ودبابات وسلاح نووي وسلاح كيميائي فليذهب ويطالبها، نحن حقنا، هنا الإضافة التي ‏أريد أن أقولها، نحن حقنا أن نمتلك أي سلاح لندافع عن بلدنا، ومن حقنا أن نصنع أي سلاح، لأن ‏إمتلاك السلاح له وسائل، إما تشتريه أو أن يعطيك أياه أحد، أو تصنعه، الآن في غزة ماذا يفعلون؟ ‏هم يصنّعون، في اليمن ماذا يفعلون؟ هم يصنّعون، ولكن العقل السعودي ليس قادراً أن يستوعب أن ‏اليمني ذكي إلى هذا الحد، أن يصنع صواريخ ومُسيّرات، ماذا أفعل له؟ حسنا في إيران ماذا يفعلون ‏يصنعون، ونحن من حقنا أن نصنّع، أنا أقول لا يجوز أن يناقشنا الأميركي في هذا الحق، هذا أولا، ‏يوجد مصنع أو لا يوجد مصنع، ماذا تريد منا؟ يا أخي أنا أقول لك لا يوجد مصنع، الآن لا يوجد، ‏ولكن لا يحق لك أن تناقشني أنه يوجد مصنع أو لا يوجد، نحن يحق لنا أن نمتلك السلاح الذي ‏نحمي فيه بلدنا، شراء، هبة، تصنيعا، هذا أولا. اثنين، إذا الأميركيون يريدون أن يبقوا هذا الملف ‏مفتوحاً، فأنا أقول لكم وأعلن لكم، نحن لدينا القدرة العلمية والبشرية للتصنيع، ولدينا القدرة الكاملة ‏أن نأتي بالآلات التي تمكننا من التصنيع، أنا أقول الليلة إذا الأميركيون يريدون أن يبقوا هذا الملف ‏مفتوحاً فليأخذ كل العالم علماً، نحن سنؤسس مصانع لصناعة الصواريخ الدقيقة في لبنان، إلى الآن لم ‏ننشئ مصنعاً، ولكن هم هكذا سيقنّعوننا، أضف إلى ذلك في الحكومة يتكلمون كثيراً عن دعم ‏الصناعة اللبنانية، اليوم أهم سوق في العالم تجارة السلاح، وأنا جاد، نحن يمكننا أن نصنع ‏صواريخ دقيقة ونبيع للعالم وندعم الخزينة اللبنانية أيضاً. لذلك أنا أتمنى على السيد ساترفيلد أن ‏‏"يقعد عاقل" ويقوم بمهمته المطلوبة منه طالما أنه عارض نفسه ليساعد، وأنا لا أدري يساعد من، ‏تعرفون أن الأميركيين عادة ليسوا وسطاء، الأميركيون شغلتهم أن يضغطوا ويحققوا مصلحة ‏إسرائيل، وليعين الله المسؤولين اللبنانيين على هذه المفاوضات، أن يغلق هذا الملف وليس هناك ‏من داع ليهدد ولا يهز بدنه، هذا حقنا الطبيعي ونحن متمسكون به، والتهديد معنا لا ينفع، هذا ‏عمره سنتين وثلاثة، وأنا قلت ولا أريد أن أكرر، هذا "وقبلين وبعدين" نفس هذا الموضوع، ‏بالمجموع أيها الأخوة الكرام والأعزاء في يوم القدس في السنة الأربعين ليوم القدس، لا، نحن ‏محورنا قوي، جبهتنا قوية، صحيح في السنوات الماضية قدمنا الكثير من التضحيات لكن نحن ‏خرجنا من هذه التضحيات ببركة دماء الشهداء والتضحيات أكثر قوة، أكثر حضوراً. بكل قوة ‏وعزم وإيمان ويقين أقول لكم جميعاً، نستطيع أن نسقط صفقة القرن وفي مقدمنا الشعب الفلسطيني. ‏عندما يجمع الفلسطينيون على الموقف الملك، كما سميته في موضوع صفقة القرن، في موضوع ‏مؤتمر البحرين، ‏ لا يوجد أحد يستطيع أن يفرض علينا شيئاً، لا على الفلسطينيين ولا على المنطقة، عندما ‏يرفض الشعب السوري التخلي عن الجولان، الجولان لن تصبح إسرائيلية حتى لو ترامب عدّل ‏الخريطة ومضى تحتها، مثلما أعلن نتنياهو، فليمضوا ما يريدون وليفعلوا ما يشاؤون ويقولوا ما ‏يشاؤون، إذا بقينا حاضرين في كل الميادين، متمكنين في الحقوق وقبل كل شيء وبعد كل شيء ‏ومع كل شيء متوكلين على الله، واثقين بوعده في النصر، مؤمنين به، وبشعوبنا وأجيالنا وبرجالنا ‏ونسائنا وعقولنا وإرادتنا، المستقبل هو للقدس وليس لترامب، وليس لكل الأقزام الذين يعملون في ‏جبهة ترامب، السلام على روح الإمام الخميني العظيم الذي أسّس لهذا اليوم وكل عام وأنتم بخير ‏ونصركم الله وأعزكم الله. ‏

 

إقرأ المزيد في: لبنان