طوفان الأقصى

لبنان

الشيخ الخطيب: جبل عامل بجهده وإمكاناته المحدودة وإرادته الصلبة واجه العدو ولم يتخلَّ عن كل لبنان
02/08/2024

الشيخ الخطيب: جبل عامل بجهده وإمكاناته المحدودة وإرادته الصلبة واجه العدو ولم يتخلَّ عن كل لبنان

أكّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب أن "المجتمع يفقد وجوده إذا لم يمتلك الصبر على مواجهة المشاكل التي تواجهه"، قائلاً: "من يفتقد قيمة الصبر على مواجهة المشاكل لا تكتب له الحياة، وفي جبل عامل وكل لبنان فإن المشاكل التي نواجهها في مواجهة العدو وعلى كل الأصعدة تحتاج الى صبر"، داعيًا الدولة إلى أن "تأتي إلى الجنوب لتقوم بواجباتها تجاه أبنائها وسيادتها".

وأضاف الشيخ الخطيب في حفل تأبيني الجمعة 2/8/2024 "أن أهالي جبل عامل في هذه التجارب التاريخية التي مرّوا بها أعطتهم القوة، ولم يرفعوا شعار الانفصال عن لبنان، جبل عامل بجهده وإمكاناته المحدودة وإرادته الصلبة واجه هذه المشاكل، وفي وجه أعتى عدو وقف شباب ورجال وشيوخ ونساء جبل عامل في مواجهة هذا العدو على رغم الوجع الكبير، ولم يتخلَّ عن كل لبنان، ونحن على هذا الخط ما زلنا نسير في الدفاع عن أرضنا ولبنان وكل اللبنانيين ولن نتخلى عن القيام بواجبنا".

وتابع: "العدو منذ البداية هو من بدأ الحرب بالتواطؤ مع عدد من الداخل اللبناني وهؤلاء ما زالوا إلى اليوم على نفس الموقف، ونحن كذلك ما زلنا على ذات الموقف في الدفاع عن لبنان ووحدته".

وأردف: "لمن يريد زرع الفتنة نقول، إن المسيحية جزء من تاريخنا وجزء من لبنان ومن إيماننا، ونحن شعب وقوم واحد متنوعو المذاهب والأديان، سنتمسك بوحدة الشعب اللبناني ونعمل معًا على تأسيس دولة صحيحة، فإذا أردنا أن نبني وطنًا حقيقيًا علينا أن ننفصل عن هذا النظام الطائفي وسنبقى شعبًا واحدًا لبناء هذا المستقبل معًا ومواجهة العدو الذي يعتدي على شرفنا وكرامتنا وأرضنا، كما سنبقى إلى جانب الشعب الفلسطيني".

الشيخ الخطيب في خطبة الجمعة: لنعلم أن من يشكل خطرًا على لبنان والمنطقة هو العدو "الإسرائيلي"

كذلك، كانت كلمة للشيخ الخطيب في خطبة الجمعة في مسجد "الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين" في مدينة صور، حيث قال إن "الذين يحاولون أن يفرقوا مجتمعنا بين سني وشيعي ودرزي وبين مسلم ومسيحي، هؤلاء يريدون أن يضعفوا قوتنا وأن يمحوا تاريخنا العظيم بعلمائه وبمجاهديه، وكل هذه المنطقة هي أمة واحدة متنوعة في مذاهبها لكنها تلتقي على أنّها أمة واحدة لها مصالح واحدة، وتنتصر بوحدتها". وأضاف "هذه المقاومة التي يستشهد أبناؤها في الجنوب اللبناني وفي فلسطين وفي إيران والعراق واليمن وفي سورية، هذه أمة واحدة ومعركتها واحدة، لكن يحاولون بالموضوع الطائفي أن يزرعوا الفتنة في ما بيننا وأن يضعفوا قوتنا انطلاقًا من مقولة فرّق تسد، لذلك المسجد أساس في التوعية، ومن منبره يجب أن نربّي أبناءنا على المعاني السامية والأخلاق الفاضلة على ما يجمع بين الناس وليس على ما يفرق في ما بينهم".

وأوضح الشيخ الخطيب "ليس بين التشيّع وبين الإسلام وبين الإسلام وبين الوطنية ليس هناك من مشكلة على الإطلاق، نحن كنا مع سورية الواحدة في السابق لم نقبل بأن ننسلخ عنها، اعتبرنا أنها تجزئة للعالم العربي والعالم الإسلامي، واعتبرنا أنها مؤامرة غربية. من هذا المنطلق كان "مؤتمر وادي الحجير" ورفض الانضمام إلى صيغة لبنان الجديد، لبنان الطائفي الذي أثبت عقمه وفشله".

وتابع: "اليوم من هذا المنطلق نحن لسنا ضد الكيانية الموضوعية وأن يكون لبنان بلدًا واحدًا يجمع المواطنة بين أبنائه الذين يتساوون في ما بينهم بالحقوق والواجبات، لا تفرّق بينهم الطائفية ولا المذهبية، وإثارة العوامل السلبية بين أبناء البلد الواحد ودفعهم في كل فترة زمنية معينة إلى الانتحار والتقاتل، بعض اللبنانيين لا يرضون أن نقاتل "الإسرائيلي" الذي يعتدي علينا، بينما هم مستعدون ليقاتلونا، مع الأسف. هؤلاء الذين ندعو لهم بالهداية. هؤلاء يخطئون الطريق، هذه هي الطائفية، نحن لا نرضى بالكيانية الطائفية، نحن نرضى بالكيانية اللبنانية المواطنية بدولة المواطنة ولا نرضى بدولة المزارع والحصص".

ورأى الخطيب أن "الذي يقف اليوم حائلًا أمام مشروع الدولة وبناء الدولة هم أصحاب المنافع من هذه الطائفية السياسية، الطوائف لها زعماء سياسيون، نحن، الحمد لله رب العالمين، زعماؤنا وقادتنا وعلماؤنا كلهم في خط واحد لا نريد الطائفية السياسية، نريد دولة المواطنة التي يتساوى فيها جميع اللبنانيين بالحقوق والواجبات، لكن هناك فئة من اللبنانيين تزرع الشقاق والنفاق بين اللبنانيين وتحرّض على بعض اللبنانيين الذين يقومون كما تقوم المقاومة اليوم بواجب الدولة".

وأوضح "الواجب كان على الدولة وعلى الشعب اللبناني كله أن يقف في مواجهة العدو "الاسرائيلي" وليس واجبنا. نحن ندفع الثمن عن كل لبنان. نحن نقاتل دفاعًا عن سيادة كل لبنان، وهذا واجب اللبنانيين جميعًا، ولكن ما الذي ألجأنا إلى أن نقدّم أبناءنا وفلذات أكبادنا حتى يستشهدوا في مواجهة هذا العدو الغادر؟ ما الذي دعانا إلى أن يكون أبناؤنا حاملين أسلحتهم بأيديهم في مواجهة العدو "الإسرائيلي" ولا يتنعمون في وطنهم كما يتنعم سائر اللبنانيين. نحن نحب أبناءنا أكثر مما يحب الآخرون أبناءهم. نحن نريد أن يكون أبناؤنا في أفضل وضع، ولكن نحن لنا كرامة".

وأردف: "اللبنانيون الذين لا يريدون هذه المقاومة يعني فضلًا عن أنهم تخلّفوا عن واجبهم، وأن الدولة تخلفت عن واجبها، فضلًا عن ذلك أننا ندفع الثمن ثم نُتهم ويُتهم شهداؤنا بأنهم عملاء وبأنهم يدفعون الثمن إلى إيران"، وسأل: "هل الأراضي الإيرانية هي المحتلة أم الأراضي اللبنانية محتلة؟ العدو يهدّد جنوب لبنان أم يهدد إيران؟ يهدد إيران لأنها تدعم لبنان أو لأن لبنان هو الذي يقدم نفسه فداء لإيران؟ أي عقل هؤلاء يخاطبون؟ بأي عقلية يفكرون؟"، وقال: "لدي يقين بأن بعض القوى السياسية تفهم المشكلة تمامًا كما هي ولكنها تتمسك بهذا الوضع وبهذا النهج وبهذه السياسة في مواجهة أن يكون هناك مقاومة، لأن مصالحهم حينئذ تتعطل، لأنهم يرون في وجود العدو "الإسرائيلي" القاتل الوحشي إلى جانبهم، لأنه يحمي وجودهم ويحمي مصالحهم الطائفية"، وأضاف "المقاومة تقتل هذا المشروع وتنهيه، أما في الواقع الذين يتعرضون للخطر وللأذى وتتعرض مصالحهم للخطر هو هذا الوطن الذي هو لبنان كل لبنان وكل اللبنانيين من كل الطوائف. لذلك على هؤلاء أن يتراجعوا، وكل الحوارات التي يرفضونها أساسًا وكل الدعوات وكل ما يمكن فعله من أجل إرجاعهم عن هذا الخطأ لن يفضي إلى نتيجة. لكن خطابنا اليوم إلى اللبنانيين الذين هم أخوة لنا، وهم شركاؤنا ومصيرهم ومصيرنا واحد، وعلى اللبنانيين جميعاً أن يخرجوا من تحت تأثير هذه القوى التي جربوها والتي خرّبت لبنان وأدخلت اللبنانيين في عداء بين بعضهم بعضاً وفي حروب وأزمات متوالية".

وختم "هذا العدو عدوانيته واضحة، ولكن مع كل ذلك لا يفرح كثيرًا في أنه حقق انتصارًا في قتله بعض القادة وبعض المقاومين، المهم أن الذي يفرح هو الذي يفرح أخيرًا. الذي سيفرح أخيرًا هم الصابرون، وهم أنتم الذين تقفون بإخلاص وبقوة للدفاع عن وطنكم والدفاع عن إسلامكم وعن عروبتكم وعن مسيحيتكم وعن إيمانكم وعن قيمكم وعن شرفكم".

الشيخ علي الخطيب

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل