موقع طوفان الأقصى الجبهة اللبنانية

لبنان

الشيخ الخطيب للبنانيين: المعركة لا تخص طائفة وفئة من اللبنانيين.. الجميع في عين العاصفة
16/08/2024

الشيخ الخطيب للبنانيين: المعركة لا تخص طائفة وفئة من اللبنانيين.. الجميع في عين العاصفة

أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب أن احتلال العدو الصهيوني لفلسطين وأراضٍ إسلامية للأمة لم يكن مشروعًا محليًا وإنما هو مشروع دولي كبير يقف وراءه الغرب.

وفي خطبة الجمعة التي ألقاها في مقر المجلس، قال الشيخ الخطيب "إن المقاومة هي صناعة الأمة، وليست صناعة النظام، وليست صناعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية كدولة وكنظام وإنما كمرجعية، فالإمام الخميني كان يحكم كمرجع للأمة وليس كحاكم، فهو مرجع وليس كحاكم دولة أو كرئيس دولة، وهو أطلق المقاومة ضدّ الهيمنة الدولية قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران، والأمة التي تجاوبت مع هذا النهج المقاوم الذي أسسه في لبنان الإمام السيد موسى الصدر لم تخضع لمعادلة القوّة وتوازن القوى في العالم"، وأضاف "مع وقوف الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب هذه المقاومة استطاعت الأمة المتمثلة في هذه المقاومة أن تنتصر على "إسرائيل" وأن تحقق انتصارها الأول الذي كان معجزة. كلّ الناس لم يكونوا أصلًا يصدقون أنه في يوم الأيام ستستطيع هذه المقاومة أن تنتصر وأن تطرد العدوّ "الإسرائيلي" الذي احتل لبنان واحتل عاصمته، كان الناس في يأس والمقاومة استردت هذه الحالة المعنوية وانتصرت في عام 2000 وطردت العدوّ "الإسرائيلي" من جنوب لبنان، وفي العام 2006 حينما أراد العدوّ "الإسرائيلي" أن ينتقم لهذا الانتصار شن الحرب، ولكن المقاومة بأسلحتها البسيطة والمتواضعة استطاعت أن تنتصر في هذه المعركة وأن تفشل العدوّ الإسرائيلي، وهكذا كانت هذه الانتصارات تكبر شيئًا فشيئًا ككرة الثلج حتّى استطاعت أن تفرض على العدوّ "الإسرائيلي" موازين قوى جديدة وتشكّل عملية ردع لعدوانه".

وتابع الشيخ الخطيب: "في عدوان تموز عام 2006 لم تكن الناس تصدق أن المقاومة يمكن أن تنتصر على العدوان "الإسرائيلي" بهذه القوّة الهائلة المندفعة لتدمير لبنان، لتدمير بيئة المقاومة وإنهاء المقاومة، كان هناك حالة يأس عند الكثيرين الذين خرجت صيحاتهم في وجه المقاومة وقالوا إلى أين تأخذنا هذه المقاومة، حالة اليأس كانت تقريبًا كبيرة جدًا عند اللبنانيين وعند بعض الأنظمة العربية التي اشتركت في التآمر على المقاومة، ولكن المقاومة سجلت انتصار 2006 وكان نصرها مدويًا". 

ولفت الشيخ الخطيب إلى أن "هذه الحرب اليوم لم تنته ولن تنتهي لأنها معركة حضارية مع الغرب، لذلك لا يفكرنّ أحد بأن هناك نهاية لهذه المعركة مع هذا العدوّ الذي يسعى لتحقيق أهداف كبيرة يصرح عنها قادته، في حين أن هذه المقاومة هي عامل توعية للأمة وإعادة إحياء لها، لتعود هذه الأمة وبالتالي لتُصدّق أن لديها قدرات كبيرة وهي قادرة على مواجهة الغرب رغم ما يمتلكه من قدرات ورغم ما في هذه الأمة من مشاكل ومن عورات، ولكن حالة الوعي تكبر شيئًا فشيئًا وبالتالي مصالح الغرب في هذه المنطقة مهدّدة ومستقبل العالم الغربي ومستقبل الولايات المتحدة الأميركية". 

وأضاف "لقد أعلنوا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي أن العدوّ الأول لهم هو الإسلام، ولهذا بدؤوا يعملون على هذا فاختلقوا الفتن واختلقوا قوى مع الأسف تتكلم باسم الإسلام واستخدموا بعض القوى الإسلامية التي غرروها بالموضوع الطائفي"، وأوضح أن "العورة الأساسية التي تحكم نفوس المسلمين مع الأسف اليوم هي الموضوع الطائفي الذي يستخدم في هذه المعركة التي قادتها "داعش" في العراق وسورية والمنطقة العربية والإسلامية، ومن أجل هذا كله كان الإعداد لضرب العالم العربي والعالم الإسلامي ولضرب حالة الوعي التي أنجزتها المقاومة بانتصار 14 آب وإيجاد وضع جديد".

ورأى "أن الغرب يستهدف في مؤامراته منطقتنا العربية والإسلامية التي يعتبرها في خلفيات مواقفه وقراراته أنها يومًا ما كانت تقاتله في البلقان، ودقّت أبواب سويسرا وأوروبا، وكان البحر المتوسط بحيرة إسلامية لا يستطيع أي قارب أن يمر فيه دون أن يأخذ إذنًا من الدولة الإسلامية في هذه المنطقة التي تحوي الثروات الطبيعية من الغاز والبترول والمواد الأولية وتشتمل على الممرات المهمّة في العالم، لذلك لا يتصور الغرب سقوط هذه المنطقة وخروجها من تحت قيادته، ومن هنا هو مستعد لأن يدمّر هذه المنطقة وأن لا تخرج عن سلطته". 

الشيخ الخطيب أردف قائلاً: "اليوم نخوض هذا الصراع، ولكن ليس على حساب موازين القوى التي يفترضها (العدو) وأنه الأقدر وأنه يمتلك الأسلحة المدمرة، لقد جرب ذلك والأمور طبعًا نسبية، لقد جرب ذلك في 1982 وما بعد 1982 وجرب ذلك في سنة 2006، والآن في هذه المعركة الكبيرة التي تُخاض، هي معركة متقدمة وتقدمنا فيها وانتصرنا فيها".

وأشار الشيخ الخطيب إلى أن "المقاومة كانت في حال صعود إلى أن وصلت إلى المرحلة الحالية"، وأضاف "إذًا هو (العدو) في هذه المعركة التي يخوضها من أجل إيقاف هذه المقاومة عند هذا الحد، لذلك هي معركة قاسية معركة قوية ويستخدم فيها كلّ الأدوات وكلّ الأساليب التي يمكن أن يخدعنا بها لنتراجع إلى الوراء، ونحن نقول لا تراجع إلى الوراء، التراجع إلى الوراء يعني نهاية كلّ شيء".

وتساءل: "لماذا يأتي المبعوثون الدوليون ومن جملتهم المبعوث الأميركي إلى لبنان، ما الغاية؟ هل الوساطة حقيقية؟ أحقاً يريدون ألاّ تتوسع الحرب؟ هذا غير صحيح، هم يأتون إلى لبنان لهدف واحد فقط هو الضغط على المقاومة وأن تتراجع وأن تستسلم للإرادة "الإسرائيلية" والإرادة الأميركية والإرادة الغربية التي يُقصد منها في ما بعد إكمال المشروع وهو ضرب المقاومة وضرب أي حالة وعي في هذه المنطقة".

وقال: "ومن هنا الإصرار "الإسرائيلي" على الاستمرار في المعركة لأن العدوّ والغرب من ورائه يرون أنه إما أن يُقضى في هذه المعركة على هذه المقاومة، وإما أنهم لن يستطيعوا في المستقبل، ولذلك كما لم تستطع تهديداتهم في الماضي أن توقف هذا المد وهذه المقاومة وهذه الانتصارات فهم لن يستطيعوا في المستقبل كذلك إن شاء الله". 

وتابع الشيخ الخطيب: "بإذن الله سبحانه وتعالى كلّ هذه المحاولات والخداع التي يقوم بها الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية في خداعنا والقول بأن العدوّ "الإسرائيلي" يريد إيقاف الحرب"، وأوضح أن "هذا خداع لن ينطلي علينا ولن ينطلي على المقاومة، لسنا ضدّ أن تكون هناك كما في الماضي وقف لإطلاق النار، إذا كانوا يريدون الوساطة فعلًا فليذهبوا إلى "الإسرائيلي" وليوقفوا أسلحتهم وليوقفوا مد "الإسرائيلي" بهذه الأسلحة، لماذا يأتون إلينا ونحن المعتدى علينا؟". 

وبيّن الشيخ الخطيب "أن العدوّ الصهيوني هو الذي يهدّد بالخراب وهو الذي يهدّد بالتدمير ويهدّد بإرجاعنا إلى العصر الحجري، وهذا كلام فارغ وغير صحيح، والغرض منه خداعنا، ولكنه في الواقع سيستمر في هذه المعركة بشكل أو بآخر".

وفيما قال الشيخ الخطيب "نحن مع وقف الحرب على شعب غزّة، ومع وقف تهديم وتخريب بيوتنا في جنوب لبنان"، أضاف "أن المقاومة وبيئة المقاومة بصبرها وبثقتها بالله سبحانه وتعالى وثقتها بقدرة المقاومة التي أثبتت دائمًا أنها على قدر المسؤولية وأنها قادرة على مواجهة هذا العدوّ "الإسرائيلي" وأنها تخطط بذكاء وتتصرف بذكاء وبحكمة، قادرة على الوقوف في وجه هذا العدوّ الإسرائيلي"، وشدد على أن "كلّ هذه التهديدات لم تخِف هذه البيئة، وستبقى هذه البيئة إلى جانب المقاومة حتّى تحقيق النصر بإذن الله سبحانه وتعالى".

وخاطب اللبنانيين جميعًا قائلًا: "إن هذه المعركة لا تخص طائفة وفئة من اللبنانيين وإنما المشروع هو أكبر من طائفة وأكبر من بقعة جغرافية، هو مشروع على مدى العالم العربي، ولبنان جزء من هذا المشروع، لذلك هناك محاولات لتقسيم لبنان بالقول إن المقصود الطائفة الشيعية وأن الطوائف الأخرى ستكون بمعزل عن هذه الحرب، فهذا غير صحيح"، وأوضح "حين يستهدفون الطائفة الشيعية يريدون عزل الطوائف الأخرى عن الوقوف في وجه العدوّ "الإسرائيلي" والدفاع عن لبنان وعن مصالحه، لبنان كله يتأثر"، وسأل "ألم يؤثر على لبنان هجرة الفلسطينيين من ديارهم وأرضهم؟ أليس وجود السوريين في لبنان يشكّل خطرًا على كلّ اللبنانيين وعلى الصيغة اللبنانية؟ إذًا لن يكون أحد بمعزل عن تداعيات هذه الحرب، الجميع في عين العاصفة".

وختم: "لذلك المطلوب اليوم من اللبنانيين أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يقفوا جميعًا جنبًا إلى جنب بالتعاون في ما بينهم لمواجهة تداعيات هذه الحرب ولمواجهة هذه الحرب. وألا يخوض بعضهم حرب "إسرائيل" على المقاومة، وألا يكون شريكًا لـ "إسرائيل" بهذه الجريمة التي لا ترتكب فقط في غزّة وإنما ترتكب أيضًا في لبنان، وبالتالي علينا جميعًا أن نتضامن خلف هذه المقاومة لتكون هذه المقاومة حينئذٍ أقوى وأقدر وأكثر راحة في مواجهة هذا العدو، والمقاومة كفيلة إن شاء الله بدفع هذا العدو، وكما انتصرنا إن شاء الله في 2006 سننتصر في هذه المعركة بحول الله وقوته".

لبنانالمقاومةالشيخ علي الخطيب

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة
رسائل من وحي خزائن الردع.. ماذا بعد منشأة "عماد 4"؟ 
رسائل من وحي خزائن الردع.. ماذا بعد منشأة "عماد 4"؟ 
عبد العاطي التقى بو حبيب: نؤكد دعم مصر الكامل للبنان وإدانتها أي اعتداءات على أراضيه
عبد العاطي التقى بو حبيب: نؤكد دعم مصر الكامل للبنان وإدانتها أي اعتداءات على أراضيه
مكتب ميقاتي ردًّا على جعجع: التنظير عن بُعد ومن علو قمة الافتراء والتجني
مكتب ميقاتي ردًّا على جعجع: التنظير عن بُعد ومن علو قمة الافتراء والتجني
المقاومة الإسلامية تستهدف تموضعات لجنود العدو في عدد من المواقع وتشن هجومًا جويًا على ثكنة "راوية"
المقاومة الإسلامية تستهدف تموضعات لجنود العدو في عدد من المواقع وتشن هجومًا جويًا على ثكنة "راوية"
الشيخ دعموش: مفاجآت المقاومة أكبر بكثير ممّا يتصوّره العدوّ 
الشيخ دعموش: مفاجآت المقاومة أكبر بكثير ممّا يتصوّره العدوّ 
التربية الجهادية من التحديات إلى الآفاق
التربية الجهادية من التحديات إلى الآفاق
"ما اسمهاش" .. مقاومة تحريف الهوية الفلسطينية
"ما اسمهاش" .. مقاومة تحريف الهوية الفلسطينية
من طرابلس الى شهداء الضاحية والجنوب تحية وفاء
من طرابلس الى شهداء الضاحية والجنوب تحية وفاء
الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لـ"العهد": اختيار السنوار يمثّل حماس ومحور المقاومة
الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لـ"العهد": اختيار السنوار يمثّل حماس ومحور المقاومة
مراد: لرصّ الصفوف والوقوف خلف الجيش والمقاومة
مراد: لرصّ الصفوف والوقوف خلف الجيش والمقاومة
الخطيب يستنكر مجزرة مدرسة التابعين في غزّة
الخطيب يستنكر مجزرة مدرسة التابعين في غزّة
الشيخ الخطيب: الحرب العدوانية على الوطن تستوجب من اللبنانيين التكاتف 
الشيخ الخطيب: الحرب العدوانية على الوطن تستوجب من اللبنانيين التكاتف 
الشيخ الخطيب: لتتعقل بعض القوى السياسية.. ونتوحّد في وجه العدوان
الشيخ الخطيب: لتتعقل بعض القوى السياسية.. ونتوحّد في وجه العدوان
الشيخ الخطيب: من يحقق السيادة اليوم هي المقاومة وجهادها وصمود الأهالي وتضحياتهم
الشيخ الخطيب: من يحقق السيادة اليوم هي المقاومة وجهادها وصمود الأهالي وتضحياتهم
الشيخ الخطيب: جبل عامل بجهده وإمكاناته المحدودة وإرادته الصلبة واجه العدو ولم يتخلَّ عن كل لبنان
الشيخ الخطيب: جبل عامل بجهده وإمكاناته المحدودة وإرادته الصلبة واجه العدو ولم يتخلَّ عن كل لبنان