لبنان
عز الدين: الذين يأتون بمبادرات لا يحملون خيرًا للبنان بل ما يدعم العدو
أحيا حزب الله الاحتفال التكريمي للشهيد السعيد على طريق القدس المجاهد حسن غضبان مصطفى (جهاد)، في النادي الحسينيّ لبلدة قانا الجنوبية، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النّائب حسن عز الدين، عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أيوب حميّد، إلى جانب جمع من العلماء والفعاليات والشخصيات وعائلة الشهيد وعوائل شهداء، وحشد من الأهالي.
وافتتح الحفل بقراءة آيات من الذكر الحكيم، تخلله تلاوة للسيرة الحسينية، وألقى النائب حسن عز الدين كلمةً رأى فيها أنّ الذين يأتون بمبادرات، لا يحملون خيرًا للبنان، بل ما يدعم العدوّ ويساعد في تثبيته وإراحته من القلق والخوف والاضطراب، وأنهم أتوا ليساعدوا "إسرائيل"، ولم يأتوا ليكونوا موضوعيين ووسطاء حياديين، فأميركا والغرب وأدواتهم ليسوا كذلك.
وأشار عز الدين إلى أنّ "عماد4" هي عيّنة من قدرات المقاومة والقوّة الصاروخية، ومن قوة استمرارها في أي معركة قادمة، وهي رسالة ردع حقيقية، وعلى العدوّ أن يقرأها جيدًا ماذا تعني، لأنها تشكّل ركيزة الردع الفعلي والميداني فكيف إذا ما عرضت المقاومة عينات من سائر أنواع السلاح الذي يتعلّق بالبر أو البحر أو الجو غير القوّة الصاروخية؟؛ وقال: "هذه الرسالة تقول للعدو وللوسطاء أن الذهاب إلى وقف إطلاق النار في غزّة هو أفضل الخيارات، والأميركي و"الإسرائيلي" يخادعان ويكذبان، وما زالا يسيران في المسار نفسه، إلا إذا حصل تطوّر ما خلال هذه الفترة القادمة، عندها من الممكن أن نصدّق سعيهم، وهذه رسائل توجهنا بها للعدو كي يفهمها قبل فوات الأوان وأخذ المنطقة إلى مكان آخر".
وأضاف النائب عز الدين: "نحن أمام مشهد سياسي معقّد وأمام خيارات صعبة، وخيارات العدوّ قد تكون أصعب من الخيارات التي نملكها نحن، لأن هذا العدوّ سيجد نفسه بين خيارين أحلاهما مر، بين إعلان الهزيمة إذا ذهب لوقف إطلاق النار، أو الاستمرار في حالة الاستنزاف الإستراتيجي لمقدّرات الكيان في الاقتصاد والسياسة والأمن وغير ذلك".
وتابع النائب عز الدين: "لم نحرّر الأرض بالقرار 425 بل بالمقاومة، وهذه تجربة خضناها نحن أهل الجنوب، وهذا التوحد الوطني الشيعي يشكّل نموذجًا لكل الطوائف"، لافتًا الى ضرورة تقدم المصالح الوطنية العليا وحفظ الاستقلال الوطني على حسابات المذهبية والطائفية، فعندما يكون الهدف هو الوطن وحمايته والنهوض به حينئذ تذوب الخصوصية المذهبية والطائفية، وعندما نتحدث عن السيادة فالسيادة ليست في الدبلوماسية، وهي واحدة من الوسائل ولكن مع الكيان الصهيوني لا تؤتي أكلها، والدليل على ذلك أنّ هذا الوطن تحرر ببركة دماء الشهداء، ودماء الشهداء اليوم ستحرر المنطقة كلها من هذا الكيان الصهيوني، الغدة السرطانية والشر المطلق، وأن دماءهم لن تذهب هدرًا والرد آت حتمًا والنصر آت حتمًا إن شاء الله".
من جانبه، ألقى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أيوب حميّد كلمةً قال فيها: "تأتي رسل الدبلوماسية على أعلى المستويات لتقول لنا أن على لبنان التزام الهدوء، وأن يلتزم القرار 1701 وأن ينتشر الجيش اللبناني على امتداد الحدود، ولكن لا يُعطى الأداة الكافية ليحمي الحدود، وأن يكون لقوات الطوارئ الدولية الدور الأبرز في مراقبة انتهاك وقف إطلاق النار".
وأضاف: "يجعلون من ذاكرة اللبنانيين كأنها ذاكرة ضعيفة أو هشّة، فمنذ عام 1948 وتقسيم فلسطين ومنذ قيام الكيان "الإسرائيلي" والمذابح والمجازر تصيب قرانا الحدودية، ومنها بيت ليف، حين قام الكومندوس "الإسرائيلي" بغزو البلدة ذات ليلة ونسف من المساكن ما يقرب ربما 13 منزلًا أو أكثر، ومن بين تلك المنازل ما يعود إلى عوائل هؤلاء الأحبة الذين يتقبلون التبريك والتهاني بشهيدهم كما تقبلوا من قبل التهاني والتبريك بمن سقط من الشهداء".
وتابع النائب حميّد: "هذه عيّنات من التاريخ الأسود لهذا الكيان القلق، الذي لم يحترم عرفًا ولم يأبه بأعراف دولية ولا بقرارات الأمم المتحدة، ولم ينثنِ ولم يتردّد بالإمعان في ارتكاب المجازر في المنطقة، هذا هو العدوّ المتغطرس الذي يدعوننا الرسل القادمون إلينا أن نلتزم السكينة والهدوء معه".
وتابع: "لم نكن في موقع المبادر مع هذا العدوّ بحرب، وإنما كنا دائمًا في موقع المتصدي والمدافع عن حقنا في الحياة، ولا يمكن أن يكون هناك هدوء مع هذا العدوّ "الإسرائيلي" ومع من يلوذ به، ومن يعمل على حمايته، ومن يقدم له أوكسيجين الحياة وكلّ أدوات الاستمرار في مجازره ومذابحه، كيف يمكن أن نصدق هؤلاء المفترين على الإنسانية وعلى قيم السماء؟".
وأتمّ النائب حميّد: "الخيار في نهاية الأمر أن لا مندوحة من الصمود ولو عظمت التضحيات، ولو كان هناك المزيد من الدماء ومن الشهداء، لأن الحق لا يؤتى هيّنًا ولكنه يؤتى بالتضحيات الجسام، التي في نهاية الأمر تستولد الانتصار والعودة الكريمة وإعادة البناء والحياة العزيزة لكل أهلنا على مستوى هذا الوطن، وليس في الجنوب فحسب".
بدوره، ألقى والد الشهيد كلمةً توجّه فيها بالشكر لكل من وقف إلى جانب العائلة، كما توجه بالشكر لحركة أمل وحزب الله وأهل بلدته بيت ليف "الذين رأيت في عيونهم أنّ الشهيد حسن خرج من كلّ بيت من بيوتهم"، وشكر بلدة قانا على الاستضافة الكريمة.
المقاومة الإسلاميةحسن عز الدينالشهداء
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024