لبنان
رئيس جمعية الإرشاد والتواصل: وجود السيد نصر الله فرصة لا تتكرّر لبناء الوطن
قال رئيس جمعية الإرشاد والتواصل الشيخ صالح ضو، إننا في زمن الانبطاح والتبعية العمياء التي تقودها أولًا المصالح الذاتية، وثانيًا الحقد الطائفي البغيض الذي تربّوا عليه أجيالًا، وبنوا أمجادهم على كره الآخر، ونزعة التفرد والاستئثار بالتسلط، والسيطرة على كلّ وسائل السلطة استقواء بالأعداء، فقد ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا بيادق تؤدّي رغبات العدو على حساب شركائهم في الوطن وإخوتهم في العيش المشترك، ظنًّا منهم بأن هذا العدّو الخارجي سيدوم تفوقه وتسلطه".
وأضاف في بيان: "عندما بدأت تنهض مجتمعات مؤمنة بالوطن ودوره في محيطه وأهمية موقعه كان لا بد من قيام قيادات رسمت وعملت على تهيئة الظروف التي تسمح بصون الوطن وتحريره من هيمنة الأعداء، وخاصة العدوّ الأكبر والأقرب الكيان الصهيوني، حيث لا استقرار دون محاسبته وإبعاد ظلمه وجرائمه التي يمارسها منذ نشأته على أرض الوطن وبخاصة الجنوب والبقاع اللذين هما خميرة الوطن ودرعه الواقي، وكان من في الحكم متناغمين معه ولا يحاولون رفع الظلم والتهجير عن المواطنين، كأنهم ليسوا من الوطن".
وأكد أنه كان لا بد من تأمين كلّ ما يستلزم من عناصر الصمود وتأمين الوجود، وفي طليعتها تأسيس طلائع المقاومة التي أسسها سماحة الإمام المغيب الإمام السيّد موسى الصدر - أعاده الله سالمًا ورفاقه - وانطلق العمل المقاوم، وبدأت تتحقق مقولة العين التي تقاوم المخرز، وهو الذي كان الأحرص على الوحدة الوطنية وتعزيزها بين جميع مكونات الوطن، ولأنهم لا يريدون للبنان هذه الوحدة التي تُفشل ما أرادوه، تآمروا عليه وغيبّوه، وبعدها بقليل تم إنشاء المقاومة الإسلامية في حزب الله، وبدأت تقاوم العدوّ وتقدم التضحيات والدماء الزكية، حتّى ارتوت أرض الجنوب والبقاع بدماء المجاهدين.
وشدد على أن العدو حاول أن ينهي المقاومة في مهدها قبل أن يشتد عودها، ولكن فاته أنهم أهل عقيدة وإيمان وثبات في الميدان، وأخذوا على عاتقهم تحرير الأرض، ووقف العدوان، وطرده من لبنان مهما كانت التضحيات، واستطاعوا دحره وإذلاله وكسر هيبته، وهو ما لم يعرفه منذ قيام الكيان، وخرج عام 2000 ذليلًا، دون تحقيق أي مكتسبات رغم احتلاله لمدة 18 عامًا، وأصابت منه المقاومة مقتلًا، لم يُشفَ منه حتّى الآن، وحاول إعادة اعتباره في عدوان 2006، ولكن بعد 33 يومًا من القتال استعمل فيه كل وسائل الإجرام والدمار انهزم بقدرة الله، وعزم رجال الله، وشجاعة قيادته التي افتقر لها العرب منذ زمن بعيد.
وتابع: "لكن المفارقة الكبرى عوض أن يكون النصر الذي أهداه سيّد المقاومة إلى اللبنانيين أجمع، صلة للوصل وتعزيزًا للوحدة الوطنية، لتشكيل مناعة دائمة بوجه العدوّ، تحول لدى بعض من يعيشون في زمن الماضي الذي تعودوا فيه الخنوع مقابل الوعود بمكتسبات السلطة والهيمنة، إلى نكسة، وتحولوا هم بتناغم مع العدوّ الذي يريد تعويض هزيمته، فبدؤوا برفع الصوت، مطالبين بتسليم السلاح الذي حرر وأعاد للوطن كرامته وعزّته، وأصبحت وسائل إعلامهم تبث السم وتصنع الأكاذيب، لتحول عمل المقاومة لمشروع إيراني، يأتمر بما يمليه الإيراني عليه، محاولة منهم لتسخيف الانتصار وتحويل الأنظار عن أكبر هزيمة للمشروع الأميركي بالمنطقة المتمثل بالكيان الصهيوني".
وسأل: "إذا سلمنا أن إيران تدعم المقاومة وهو ما يعلنه سيّد المقاومة على الملأ، ماذا نسمي تعاونهم مع العدوّ عندما سهلوا له الاجتياح عام 1982؟".
وأشار إلى "أنه رغم الذي يحصل اليوم في غزة والضفة، فهم يوغلون بحقدهم على المقاومة، غير آبهين بما يترتب على هذا الفعل من شرذمة وبناء أحقاد بين مكونات الوطن، لذلك عليكم تحديد موقعكم ممّا يحصل وتحديد هويتّكم ودوركم القادم".
وأردف: "هم ليسوا شبهًا لكم، نعم، وبكل فخر نقول حمدًا لله على أننا لانشبهكم بشيء، لأنكم أكثر صهيونية من العدو وتدعون الوطنية والسيادة وأنتم ذئاب بهيئة كباش، ولكنكم مكشوفون ونهاية حلمكم أصبحت قريبة، وعليكم مراجعة دوركم ومستقبل وجودكم القادم، فهذه المقاومة لم تحّول انتصارها في ما مضى لتستقوي على أحد، وهي بموقع القادر، وأرادت بناء الدولة القادرة والعادلة، وكنتم من يعرقل كلّ شيء، وتتهمون المقاومة بأنها تسيطر على الدولة، وإذا كان من نصيحة لكم فهي أن تصححوا البوصلة وتحددوا خياراتكم بالعودة إلى الوطن بما تعنيه العودة، أو عليكم أن تجدوا طريقًا لتنقذوا أنفسكم بالذهاب إلى من تحبون".
وقال: "من لم يتعظ من التاريخ ستبتلعه التجارب الفاشلة، وهذا الكلام موجه فقط لأصحاب الرؤوس الحامية من أصحاب مشاريع الهيمنة حتّى ضمن صفوفهم وهم من قتل وشرد من أبناء طائفتهم أكثر من كلّ ما حصل، ولم تسلم منكم منطقة، والإخوة من الطوائف المسيحية هم ضحية مشاريعكم الهدامة كما كلّ اللبنانيين، ولهم كلّ التقدير والاحترام وهو ما يتجّلى في دعم المواقف الوطنية دائمًا، لذلك الفرصة متاحة للعودة إلى الوطن وتمتين الوحدة، وإلا فلتتحملوا عواقب الأمور".
وختم: "الكيان في طريق النهاية عاجلًا أم آجلًا، وأميركا انكفئت وتحاول لملمة خسارتها في المنطقة، وتخليها عن العملاء لها فيه تاريخ واضح، والمنطقة ذاهبة إلى التغيير في الهوية والقرار ولا عودة للوراء ومن يعش يرَ، والتاريخ يصنعه الأبطال وليس العملاء والمجد يكتبه الشجعان الأقوياء، ووجود سماحة السيد حسن نصر الله أيقونة العصر، هو فرصة لا تتكرّر لبناء الوطن وتعزيز موقعه بين الأمم، وسيكتب التاريخ يومًا أهمية وجود قيادة فريدة لم يتعودّها العصر ورجالاته بهذه البصيرة والشجاعة والإيمان الصادق، فهو الأحرص على الجميع والأب الحنون العطوف، أطال الله بعمره وأبقاه للوطن كرامة وعزًّا".
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024