معركة أولي البأس

لبنان

 يوم تضامني في إدارات سرايا صيدا ومؤسساتها والحداد عمّ المدينة
18/09/2024

 يوم تضامني في إدارات سرايا صيدا ومؤسساتها والحداد عمّ المدينة

تحولت شرايين قلب الجنوب النابض وعاصمته الأبية مدينة صيدا صباح اليوم بإداراتها الرسمية والبلدية ومؤسساتها التربوية والنقابية كافة إلى شبكة من الأوردة، تضخ دماء العزم والإرادة في قلوب مواطنيها، بعضهم لبعض، ليبلسموا جراح إخوتهم الذين احتضنتهم مستشفياتها من كل حدب وصوب جنوبي، لمعالجتهم إثر الاعتداء الصهيوني الغادر عليهم بتفجير أجهزة الاتصال "بايجر" التي كانوا يحملونها. 

ورسمت مشهدية اليوم التضامني أولى خطوطها إدارات سرايا صيدا التي لازم موظفوها مكاتبهم وتوقفوا عن العمل حدادًا على أرواح الشهداء، متمنيين الشفاء العاجل للجرحى، واضعين إمكاناتهم الوظيفية والإنسانية لمساندة المصابين ما استطاعوا إليهم سبيلًا، أما الجامعات والمدارس الرسمية والخاصة والمعاهد العالية، فقد لبت دعوة وزير التربية الدكتور عباس الحلبي بإغلاق أبوابها، تعبيرًا عن استنكارها الهجوم السيبراني الصهيوني.

وكرت سبحة المتضامنين لتشمل إضراب نقابات العمال والمستخدمين في الجنوب، والتحقت نقابتا المصفاة والمصب في منشآت الزهراني بركبها تأييدًا لقرارها، كما أعلنت بلدية صيدا رئيسًا وأعضاء إلغاء جميع أنشطتها المقررة لهذا اليوم وتخصيصه للمساعدة الصحية والطبية، حيث تدعو الحاجة. 

وعلى عكس تمنيات رياح التفجير الصهيوني التي عصفت لكسر إرادة اللبنانيين الصلبة لا سيما على مستوى صيدا والجنوب، فقد زادت الصيداويين والجنوبيين قوة وثباتًا بتعاضدهم وتكاتفهم لمواجهة الإرهاب الصهيوني وإجرامه.

كما عمّ الحداد العام استنكارًا للمجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني بتفجير أجهزة الاتصال "البايجر"، القطاعات الاقتصادية والعمالية والشعبية الخاصة في صيدا وضواحيها، ما أدى إلى توقف حركة العمل، في وقت واصلت فيه الطواقم الطبية في مستشفيات صيدا معالجة الجرحى، بينما استمرت حملات التبرع بالدم للجرحى في المراكز الطبية حتى ساعات الصباح. 

وعبّر المواطنون في المدينة عن وحدتهم الوطنية التي تعمدت بالدماء، بعد أن هبوا لمساعدة إخوتهم في الجنوب، في حين غصّت المستشفيات بالجرحى، حيث استقبلت أكثر من 450 جريحًا، وكان المشهد واحدًا في المستشفيات، وسط استنفار الأطباء والممرضون والمسعفون والمتبرعون بالدماء.

الإخوة الفلسطينون من أبناء مخيمات صيدا والجنوب تبرعوا أيضًا بمئات وحدات الدم، واللافت كان مستشفى الهمشري التابع للهلال الأحمر الفلسطيني الذي استقبل عشرات الجرحى، مما يعزّز الموقف السياسي الداعم لخيار المقاومة في ردع العدو الصهيوني وجرائمه.

 يوم تضامني في إدارات سرايا صيدا ومؤسساتها والحداد عمّ المدينة

وفي السياق، صدرت مواقف سياسية للقيادات السياسية والروحية والحزبية والشعبية والعمالية في صيدا أجمعت على دعم خيار المقاومة وعلى إدانة المجزرة التي ارتكبها العدو، مشدّدين على الوحدة الوطنية والإسلامية لمواجهة الاحتلال، الذي يرتكب الجرائم اليومية بحق اللبنانيين والفلسطينين بدعم أميركي وأوروبي وبتخاذل دولي وصمت عربي.

البزري يتفقد مصابي العدوان 

من جهته، قام النائب الدكتور عبد الرحمن البزري بجولة تفقدية على المستشفيات والمراكز الطبية في مدينة صيدا التي استقبلت مئات الجرحى، وأثنى خلال الجولة على الجهود الطبية الممتازة التي أظهرتها مستشفيات صيدا، والجهاز الطبي والتمريضي والإسعافي، داخل هذه المستشفيات، كما أثنى البزري على عملية التنظيم وآليتها في إدارة الكوارث، مما يثبت أن المناورات التي أجريت والتي تم اختبارها في السابق، وأن الخطط التي وضعت قد أتت ثمارها حيث بدا واضحًا مقدار الفاعلية في تصنيف المرضى ومقدار الفاعلية في مقاربتهم والأولويات التي أعطيت لهم بحسب الحاجة، كما أثنى البزري على عملية الإسعاف السريعة والفعالة التي أجريت.

وأجرى الدكتور البزري اتصالًا بوزير الصحة الدكتور فراس الأبيض، لمتابعة الأوضاع الصحية على المستويين الصيداوي والوطني.

فوج الإنقاذ الشعبي ينقل الجرحى

وتلبية للواجب الإنساني، عملت فرق من فوج الإنقاذ الشعبي في مؤسسة معروف سعد على نقل عدد من جرحى التفجير التقني الذي نفذه العدو الصهيوني إلى مستشفيات صيدا. كما نقل عددًا من الجرحى إلى مستشفى الرسول الأعظم (ص) والجامعة الأميركية في بيروت.

وساهم أيضًا في نقل المتبرعين بالدم إلى مستشفيات صيدا والجوار.

صيدا

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل