ابناؤك الاشداء

لبنان

الشيخ الخطيب: الحوار بين اللبنانيين أكثر من ضروري في هذه المرحلة الدقيقة 
11/10/2024

الشيخ الخطيب: الحوار بين اللبنانيين أكثر من ضروري في هذه المرحلة الدقيقة 

أكّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب "أنه إذا كان المؤمنين بالمقاومة اليوم قد امتُحنوا بما تعرضت له من ضربات سدّدها العدو لها، فقد امتحن اللبنانيون أيضًا في وطنيتهم، واذ ظنَّ الأعداء أنها قد أصيبت بمقتل أنهى أمرها، فبنى البعض عليها آمال شيطانية عراض، وبدا البعض من الداخل والخارج يفصل المشاريع ويعد الخطط، فقد خيَّبت المقاومة وبيئتها هذه الآمال، ونجحت في هذا الامتحان الصعب وخصوصًا باستشهاد الأمين العام سماحة السيد حسن نصرالله، مع ثلة من رفاقه الأبرار، وتجاوزت بفضل الله تعالى هذا المنعطف الخطير الذي ينوء عن حمل ثقله الجبال، فقد خيَّبت آمال المتآمرين والطامعين لتعود أقوى وأصلب مما كانت عليه وتستمر في القيام بوظيفة الدفاع عن لبنان وشعبه الأبي، وها هي اليوم تُسدّد ضرباتها القوية إلى العدو مِثلًا بمثل، وتثبت أنها لم تتزحزح ولم تضعف ولم تهن وكذلك بيئتها التي آلمها المصاب وعزَّ عليها الفقد ولكنها لم تفقد توازنها ولم تتراجع عن احتضانها ولم تبخل في عطاء الدم الغالي صيانة للوطن وحرمته لتقول لكل المنتهزين فرص الهزيمة أن خسئتم أن نعطيكم بأيدينا عطاء الذليل أو نقر لكم إقرار العبيد، فهيهات منا الذلة شعارنا مدى التاريخ ورثناه من كربلاء وأُعطيناه من سبط الرسول سيد الشهداء والأيام والليالي والميدان ساحة الاختبار وقد باء المتآمرون بعارها وشنارها". 

وفي رسالة الجمعة، أضاف سماحته أنّ "الشعب اللبناني أثبت أصالته كما هو على الدوام في ساعات العسرة الذين احتضنوا إخوانهم ممن أُجبروا على ترك ديارهم التي يبذلون من أجلها الدماء الغالية رخيصة فلا يظُنّنَ أحد جنونًا أنهم يستبدلونها الا بجنان الخلد، فمهلًا مهلًا أيها الحمقى فإذا كانت أنفسكم وبلادكم قد هانت عليكم ووقفتم خلف الباب تسترقون السمع لانتهاك سيادتها فنحن الشعب اللبناني لسنا كذلك، نحن الشعب الذي وقف إلى جانب مقاومته، ويرى التفريط بالأرض والسيادة أعظم من التفريط بالعرض خيانة تأباها كرامته الوطنية والدينية والانسانية". 

وتابع أن "للعدو الصهيوني الذي خيَّب الشعب اللبناني أيضًا مراده في إثارة الفتنة بين أبنائه وتحريض بعضه على بعض ليكسب على الجميع والذي بلغ الصلف والعتو به درجة أن يتجاوز باعتداءاته إلى مدينة بيروت مرتكبًا المجازر الآثمة ويفتك بالمدنيين الآمنين العزل كما فعل في النويري متعلّلًا بوجود قيادات للمقاومة في هذه الأماكن ويوحي عبر بعض قنواته التلفزيونية بالقتل لعلماء الدين وعلى رأسهم أعلى مرجعية إسلامية شيعية للمسلمين الشيعة في العالم سماحة آية الله السيد علي الحسيني السيستاني وفتح باب الاغتيالات كما يفعل، فإنّنا نحذر من فتح هذا الباب الخطير ونُحمّل تبعات هذه الأعمال الإرهابية الشريرة إلى مجلس الأمن والمنظمات الدولية التي تتحمل مسؤولية إيقاف هذا العدو عند حدّه وردعه عن العبث بالسلم والأمن الدوليين".

وتوجه للعدو بالقول: "لن يزيدنا القتل والتهجير والدمار إلا يقينًا بصحة موقفنا منك أنك السرطان الذي يجب استئصاله من الجذور، يا قتلة الأنبياء، أيها السفاحون المتعطشون لسفك الدماء والشر المطلق الذي يحرم التطبيع معه ويجب القضاء عليه، فقد استعليت في الأرض علوًا كبيرًا وإن الله لا يخلف وعده".
 
وتوجه سماحته للبنانيين بالقول إنّ "العدوان "الإسرائيلي" لا يزال مستمرًا في أعماله العدوانية وإبادة الشعبين اللبناني والفلسطيني ولذلك فلا يجوز الحديث عن أي استحقاق قبل إجباره على وقف إطلاق النار ووقف أعمال القتل والإبادة والتجاوز للسيادة اللبنانية، كما أنه ليس من الوطنية في شيء أن يستغل البعض العدوان على لبنان كفرصة لفرض وقائع جديدة أو مكاسب سياسية فيدفع بالبلد إلى ما لا تحمد عقباه ظنًّا أن المقاومة قد ضعفت وأن الفرصة قد حانت، فالمقاومة قوية بما فيه الكفاية أو أكثر لتحقيق الانتصار الحتمي بإذن الله، ولسنا في وضع مشابه لغزو 82 والعدو ومن خلفه لن يكونوا في موقع من يفرض الشروط".

وأردف: "اذا عاود البعض الحنين إلى تجاربه السابقة بالاستعانة بالعدو "الإسرائيلي" ولم يتعظ بما حصل نتيجة ذلك فهو يغامر ويُقامر مرة أخرى بلبنان وشعبه ويحلم حلم إبليس بالجنة".

وشدّد على أن بعض الانفلات الإعلامي الحاصل على الساحة يخدم العدو الصهيوني الغاشم سواءً كان عن قصد أو غير قصد، ولذلك نأمل من المراجع الإعلامية والقضائية التدخل لضبط هذه الحالة بحزم قبل أن تذر الفتنة قرنها وتؤدي إلى ما لا يحمد عقباه. 

ورأى الشيخ الخطيب أنّ الحوار بين اللبنانيين أكثر من ضروري في هذه المرحلة الدقيقة للتفاهم على سبل الخروج من هذه الحالة بموقف تضامني ومواجهة الأزمة والولوج إلى انتظام المؤسسات لكن المكان الطبيعي لهذا الحوار هو مجلس النواب وليس أي مكان آخر، وقد لفت نظرنا في الأيام الماضية العدوان الصهيوني المباشر على قوات الطوارئ الدولية من قبل العدو الصهيوني مترافقًا مع ضغوط سياسية ودبلوماسية لتعديل مهام وانتشار هذه القوات والتلويح باستبدالها بقوات متعددة الجنسيات، ما يستدعي من الدول المشاركة فيها ومن الأمم المتحدة مواقف حازمة لإدانة هذه الممارسات الصهيونية الغاشمة.

وختم: "تحية لصانعي مجد لبنان شهداء التحدي الوجودي ومقاوميه الأشاوس وشعبه الأبي العزيز مُذلّ الطامعين ومُحطّم جيش الأسطورة الورقي الأوهن من بيت العنكبوت الذي سيبقى أوهن من بيت العنكبوت الذي كتب الله عليه وعلى كيانه الذلة والمسكنة ولو ملك ما ملك من الأسلحة الفتاكة وأباد ما أباد وسفك ما سفك من دماء الأبرياء".

الشيخ علي الخطيب

إقرأ المزيد في: لبنان