لبنان
الشيخ الخطيب: على الدولة تحمُّل مسؤولياتها.. ولن نتخلى عن دعم المقاومة
أكَّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب أنَّ الصبر من أهم الأمور التي يتسلح بها المؤمن في حياته بمواجهة أي ظرف من الظروف، مهما بلغت من الشدة، وتجعله ثابتاً لا ينهار أمامها ويتمكن من مواجهتها والانتصار عليها أو بلوغ الهدف والغاية التي ينشدها، إذا ما كانت صعبة وتحتاج إلى التضحية وخصوصاً إذا ما كانت غاية شريفة كالدفاع عن الوطن والأرض والسيادة والكرامة.
وأشار الشيخ الخطيب في رسالة الجمعة إلى أنَّ الكرامة أغلى الغايات وأشرفها حين يريد العدو أن ينال منها، لذلك يُرخِصُ الإنسان الروح في سبيل الدفاع عنها ويتحمل لذلك الأهوال والشدائد، وهي تكون مهمة أبناء الوطن والشعب أن يدافعوا عن كرامتهم، إذا ما غزاهم العدو طمعًا في أرضهم ومياههم وخيراتهم أو أراد إذلالهم وإخضاعهم.
وأضاف: "للحروب مصائبها من فقد الأهل أو دمار البيوت وتلف الأرزاق، ريثما تنتهي الحرب، ويكتب الله النصر للمؤمنين فيتحمل المؤمنون الصعوبات والأذى من النزوح، خصوصًا حين تقصّر الجهات المسؤولة عن القيام بواجباتها تجاه مواطنيها، كما هو حال بلدنا اليوم حيث تلقى على مجتمعنا مسؤولية الدفاع عنه، ويتلكأ الآخرون عن القيام بهذا الواجب بذرائع واهية، ويتحمل أبناؤنا وأهلنا ثقل هذه المسؤولية وحدهم، ويضطر أهلنا وإخواننا إلى النزوح عن ديارهم، بينما يقف أبناؤهم الشجعان الأوفياء على خطوط النار بكل إقدام يواجهون العدو ويذلونه ويمنعونه من تحقيق أهدافه الخبيثة ويسطرون أروع صور البطولة والفداء".
وتابع: "بهذا الإيمان المكتمل وبهذا الصبر الذي لا نظير له يتكامل جهاد وصبر وتضحيات أهلنا وإخواننا الكرام الذين اضطروا للنزوح المؤقت عن ديارهم، يستضيفهم أبناء بلدهم الذين أحسنوا النصرة، إذ فتحوا ديارهم وبيوتهم ومدارسهم يستضيفونهم بها، فتتكامل هذه الجهود مع تضحيات أبنائهم على الجبهات، لتصنع النصر الآتي بإذن الله".
ولفت الشيخ الخطيب إلى أنَّ "أبناءنا يقدرون بحكمتهم الظروف التي تحكم وجودهم ويعطون إن شاء الله الصورة الناصعة عن أخلاقياتهم وتربيتهم، ولا يقومون بإعطاء صورة تُسيء إليهم ولا تشبههم. كما أنَّ أهلنا المستضيفين بوطنيتهم وإنسانيتهم أيضًا يقدرون ظروف ضيوفهم الصعبة والضغوط الاجتماعية الاستثنائية التي يعيشونها، وليعلموا أنَّه بمجرد وقف إطلاق النار سيعود أهلنا إلى ديارهم، ونعدهم أن النصر قريب إن شاء الله".
وبيَّن أنَّ "العدو باستهدافه للمناطق المستضيفة يسعى لخلق أجواء فتنة بين أبناء البلد الواحد، ويعمل على تأجيجها بعض الإعلام المأجور لصالح العدو من دون رادع من قبل الأجهزة المعنية. ونحن هنا نطالب الجهات المسؤولة بالقيام بدورها في ظرف استثنائي يتعرض فيه البلد لتدمير المدن والقرى وتهجير سكانها والمجازر الوحشية والهمجية الانتقامية للتعويض عن فشله في الميدان، فيما العالم يصمت صمت القبور، ولم تفلح الجهود المبذولة لحماية المدن التي صنفت من ضمن مدن التراث العالمي عن نتيجة، فيما يستمر العدو في تدميره الممنهج لكل شيء، والعالم العربي والإسلامي يتفرج على المجزرة في غزة ولبنان من دون أن يقوم بأي حركة توقف هذا العدو عند حده، بل يساهم إعلام بعض دوله في الحرب وينطق كفراً باسم العدو".
وعزا الشيخ الخطيب للدولة المسؤولية "عن استيعاب النزوح وتقديم ما يلزم وكل شيء يلزمهم، فحتى الآن ما زال بعض أهلنا في الطرقات، ومن يسكن البيوت لم يلتفت إليهم أحد، فإلى متى يبقى التعاطي على هذه الشاكلة، والأموال التي قيل بتخصيصها للنازحين لم نر منها شيئًا، وقيل إنها تعطى عبر المنظمات الدولية، ونحن بدورنا نسأل هذه المنظمات أي دور تقومون به للقيام بما عهد إليكم في مساعدة النازحين".
وتابع: "أما بالنسبة إلينا في المجلس الشيعي فنحن لم نتسلم أي مساعدات مهمة، واقتصر دورنا على الاتصال بالجمعيات والجهات المسؤولة وحثها على مساعدة النازحين وتأمين المساكن والاحتياجات لهم، وتقديم الموجود وفتح الجامعة الإسلامية خدمة لأهلنا، فيما نتعرض لحملة كاذبة بسبب مواقفنا المبدئية الداعمة للمقاومة والتي لن نتخلى عنها مهما بلغت حملات الكذب والتشويه".
المقاومة الإسلاميةلبنانالكيان الصهيونيالشيخ علي الخطيب