لبنان
الشيخ الخطيب: المقاومة الشريفة أجبرت العدو على طلب وقف إطلاق النار
وجه سماحة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب رسالة الجمعة في مقر المجلس في الحازمية، والتي قال فيها: "ما أشبه اليوم بالأمس، إذ تجدّدت الحوادث الخالدة والتاريخية بعد العدوان الغادر الهمجي الإرهابي للصهيونية العالمية على شعبنا المؤمن والأصيل، واغتياله لقيادة المقاومة وعلى رأسها سماحة شهيد الأمة الأسمى الذي أُصيبت به الأمة، والذي قَدَّر العدو أنها الضربة القاضية، ليس للمقاومة فحسب بل لأمل الأمة في التجدد والانتصار والجدار الصلب الذي يقف أمام تحقيق أهداف العدو في تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أفشلته المقاومة بعد محاولات عديدة، تارةً بالشكل المباشر وأخرى بالشكل غير المباشر، ولكن أخطرها كان المحاولة الأخيرة، حيث خَيَّبَت المقاومة وبيئتها والشعب اللبناني الشريف والجيش اللبناني أمله، وهو الذي كان قد أعدَّ لهذه المعركة كل العوامل التي ظنَّ أنها ستحسمها لصالحه، وهو ككل كافر عتيّ مُتجبّر حسب لكل شيء حسابه من التكنولوجيا والعملاء والمعلومات الاستخبارية والعدة البشرية والعسكرية والتنظيمية والعملاء من المُثبِّطين وعدّتهم من القنوات الإعلامية الذين نطقوا بلسانه، من باعة الشرف والكرامة والأوطان والخونة الذين يستحقون لو كان هناك عدالة ومحاسبة أن يشنقوا في الساحات العامة، ولقد حسبوا كل شيء بدقة إلا حساب الله وإلا حساب الإيمان وعدالة القضية، ولقد حسبوا باغتيال قيادة المقاومة أنها انتهت وأن الهزيمة تحققت، ولكن المقاومين ممن أصابهم القرح استجابوا لأمل بيئة المقاومة والشعب اللبناني الوفي والأبيّ استجابة لله ورسوله وخاضوا المعركة دون تراجع أو تزعزع إيمان وتحقق على أيديهم للعدو الخيبة ولشعبهم العزة".
وتوجه للبنانيين بالقول: "لقد أجبرتم اليوم مع مقاومتكم الشريفة العدو على طلب وقف إطلاق النار والرضوخ صاغرًا لمطلب المقاومة، ولكن هذا العدو مراوغ عهده النكث بالعهود والمراوغة في الالتزام بالاتفاقيات، وهو سيحاول جاهدًا التهرّب منها، كما عهدناه، وكما كانت وحدة الموقف بين المقاومة والدولة ودعمكم له سببًا لرضوخه والتسليم بتطبيق القرار 1701، فإن وحدة موقفكم بالعمل على بناء دولة عادلة وقوية وجيش قوي وقادر يطمئن معه اللبنانيون بردع العدو الصهيوني وكل عدو يضمر الشر للبنان وشعبه، هو السبيل للخروج من كل التجارب الماضية والبدء بالدخول في مرحلة جديدة"، مضيفًا: "فقد كنا وما زلنا نطالب ببناء الدولة القوية والعادلة التي تحفظ شعبها وسيادتها على كل شبر من ترابها خصوصًا، ويقبع على حدودنا عدو غاصب ومجرم ومحتل لا يقيم وزنًا لقانون أو لأخلاق أو لأعراف أو لقيم، وأمامنا التجارب والعبر، وما يجري الآن في فلسطين وما جرى معنا في لبنان وما يرتكبه من جرائم ويجره علينا وعلى شعوبنا العربية، وبالأخص على إخواننا الفلسطينيين من ويلات وفظائع، ولا يمكن لنا بعد كل هذه التجارب مع الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ومجلس الأمن أن نركن في الاعتماد عليها لردع العدو، فقد ثبت بما لا يقبل الشك إلا لمن تلوّث عقله واختلت لديه الموازين، أن هذه المؤسسات وضعت لردع المعتدى عليه ومعاقبته إذا أراد الدفاع عن نفسه واتهامه بالإرهاب وحماية المعتدي والدفاع عنه وتبرير اعتداءاته تحت ذريعة الدفاع عن نفسه، لذلك فلا يمكن أن نقبل أن يكون لبنان منزوع السلاح، لأنه سيكون بمثابة تهيئة المجال للعدو، للعدوان وللتوسع والاحتلال. فالرئيس الأميركي الذي شرَّع له القدس المحتلة عاصمة له والجولان أرضًا "إسرائيلية"، لا مانع لديه إن استطاع أن يهبه لبنان، وليس لديه مشكلة في أن يهب الأميركي ما لا يملك، فالقوة والقهر لديه سبب شرعي من أسباب التملك، وسبق أن قال إن "إسرائيل" صغيرة الحجم بحاجة إلى توسعة".
وأكد أن "كل اللبنانيين دفعوا ثمن غياب الدولة، لكننا كنا من دفع الثمن الأكبر، اللبنانيون دفعوا ثمن جريمة الحرب الأهلية وتحملوا نتائج سوء الإدارة، واللبنانيون دفعوا ثمن الانهيار الاقتصادي، واللصوص والمجرمون يتهمون الأبرياء من الشعب اللبناني بجريمة ارتكبت بحقهم على الطريقة الأميركية، ثم لا ندري ماذا يحصل مع الركاب اللبنانيين القادمين إلى مطار بيروت من إيران، نحن نريد أن يكون المطار آمنًا لكن أن يكون التدقيق على كل الوافدين إلى لبنان، أما أن يكون التدقيق على الوافدين من الجمهورية الإسلامية، وأن تكون هناك مطارات لدول أجنبية تُدخل ما تشاء وتُخرج ما ومن تشاء خارج رقابة القوى الأمنية المختصة، فأين هي السيادة؟ ولماذا يسكت مدَّعو السيادة؟".
ورأى أن الأولوية اليوم يجب أن تُعطى لانسحاب العدو من كل الأماكن التي احتلها، ومنعه من الاستمرار في الانتهاكات العدوانية للسيادة اللبنانية التي ستشكل امتحانًا جديدًا لمصداقية الدول التي تشرف على تطبيق الاتفاق، كما أن إعادة ترميم وتعمير البيوت المتضررة والمهدمة واستجلاب المساعدات دون شروط سياسية هي مهمة الحكومة، كما توافق القوى السياسية لانتخاب رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني استجابةً لدعوة دولة رئيس مجلس النواب الرجل الاستثنائي في الوقت الاستثنائي سيكون امتحانًا لها لجديّتها في الذهاب نحو بناء المؤسسات الدستورية والدولة القوية العادلة.
وتوجه ختامًا بالتحية للأهالي المضحين الصابرين ولآباء الشهداء وأمهاتهم وللشهداء، ومن كتب مجدنا وتاريخنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وإلى الجيش الوطني والشعب اللبناني الوفي.
إقرأ المزيد في: لبنان
15/12/2024
حفل تأبيني للشهداء في بلدة بوداي
15/12/2024