نصر من الله

لبنان

الشيخ الخطيب: تطبيق القرار ١٧٠١ هو في جنوب الليطاني وقد التزمنا وأثبتت المقاومة التزامها بالاتفاق
17/01/2025

الشيخ الخطيب: تطبيق القرار ١٧٠١ هو في جنوب الليطاني وقد التزمنا وأثبتت المقاومة التزامها بالاتفاق

انتقد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب "أولئك الذين يندفعون للوقوف إلى صف العدوّ ويقاتلون المقاومة التي دافعت عن الوطن وأهلها وحررت أرضها، وأعادت لهم الكرامة الوطنية" مشيرًا إلى أن هؤلاء "يفرحون لخسارة لبنان ويحزنون إن ربح ويقلبون الحقائق.. ويُسمّون الخسارة للبنان ربحًا والربح خسارة، فماذا يمكن أن نسمي هذا؟".
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في مقر المجلس بالحازمية: "لقد كان واضحًا ان هناك صفّين متقابلين: صفّ حلفاء العدوّ "الإسرائيلي" المسمى بالصهيونية العالمية وعلى رأسه الولايات المتحدة، وصف الحلف الوطني القومي القائم على أساس أخلاقي قيمي إنساني. إنّ واقع ما نعايشه من أزمات في بلدنا هو أزمة قيمية وأخلاقية، والأزمات السياسية وغيرها نابعة من الأزمة الأخلاقية".
أضاف: "والمعركة التي خضناها ونخوضها ليست مجرد معركة مادية من أجل استرجاع حق مادي وكفى، وليست معركة خسارة قطعة من الأرض، وإنما هي مسألة الانتصار للحق والشهادة له والانتصار على الذات.. إننا نعتبر ان كلّ من يخوض المعركة بخلفية قيم الحق والعدالة إنما إمامه علي بن أبي طالب، وكلّ من يخوض المعركة بخلفية قيم يزيد فإمامه يزيد بن معاوية".
ورأى "أنّ ما يجري في لبنان ليس مواجهات سياسية على أساس بناء دولة، بل مناكفات بعقلية جاهلية وقبلية تذكرنا بحروب "داحس والغبراء" وقيمها الجاهلية. فحروبهم داخلية في الزواريب على أساس المغانم الصغيرة وتنفيذ أجندة غريبة، وليس فيها مصالح وطنية. اما المقاومة فحربها ليست داخلية، وإنما تقوم على خلفية الحق والعدل وفي سبيل لبنان ومواجهة الاعتداءات والأطماع الصهيونية ونصرة قضايا الأمة ومبادئها الكبرى، ولو على مستوى الالتزام، وعلى رأسها القضية الفلسطينية".
ولفت إلى "أن الصراع في فلسطين المحتلة مع العدوّ هو الفيصل بين هذين الحلفين، وهي معركة طويلة الأمد، لأنها معركة استعادة الأمة لتخوض معركتها، وليس معركة اعدائها.. ولهذا لا بد من الصبر والحنكة لكشف هذا الفئة امام الجمهور من أبناء الأمة التي تُستخدم، عبر إثارة الصراعات الطائفية والفتن المذهبية وإثارة المخاوف بين فئاتها المختلفة وإعطاء الصراع هذا البعد القذر".

وقال: "نحن الآن وبعد هذه التجربة المريرة، لم يستطع العدوّ أن يحقق احلامه بالقضاء على المقاومة، ولكنه سجل نقطة خطيرة على الأمة واستطاع خديعتها والاستقواء عليها وإعطاء المعركة بُعدًا مذهبيًا قذرًا، وبهذا فقد سجّل نقطة على الأمة وليس على المقاومة. فلتكن استراحة محارب، ولنعطي لأنفسنا ولها المجال لإعادة الحسابات، وخصوصًا على المستوى الوطني، وإعادة التفكير في طريقة خوض هذه المعركة التي يقع في أولى اهتمامنا أن نربح أنفسنا وأمتنا...".

أضاف: "نحن أم الصبي وقد دفعنا أثمانًا غاليةً جدًا وحملنا حملًا لا يحمله أحد. كلّ ذلك من أجل لبنان، حمايةً له من عدو طامع يريد استخدام شعبه لتحقيق أهدافه في المنطقة. ولذلك فإن ما يهمنا هو حماية لبنان وشعبه بتنوعاته المختلفة التي يرتبط وجودها، بعضها بالبعض الآخر، وأي واحد منها يتعرض وجوده للخطر فلن تكون المكوّنات الأخرى بمنأى عنه. فلا بد أولًا من الحفاظ على لبنان ووحدته الداخلية كما سائر البلاد العربية والإسلامية التي هي اليوم في قلب الخطر. فالاولوية هي للحفاظ على هذا الوجود وسيتعزز مع الوقت عند الشعب اللبناني والأمة هذا الشعور، لأن طبيعة العدوّ هي طبيعة عدوانية توسعية، وسيكتشف المخدوعون بالحماية الدولية أن لا حماية إلا للعدو الصهيوني، وأن الذين يعادون المقاومة قد نصبوا للبنانيين وأبناء أمتنا فخًا خطيرًا، وسيتخلون عنهم لحظة الحقيقة كما فعل رأس النفاق في المدينة المنورة عبد الله بن أبي سلول مع اليهود، وهو قياس مع الفارق، إذ بعد أن حرّضهم على نقض المعاهدة مع رسول الله (ص) ومقاتلته ووعدهم بالوقوف إلى جانبهم ونصرهم حتّى إذا وقعت الحرب خذلهم ولم يقف إلى جانبهم، ووجدوا أنفسهم يخوضون المعركة وحدهم مخذولين حتّى قضي عليهم".
وأكد الشيخ الخطيب عدم التخلي عن المهمة التي حملها المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بقيادة الامام السيد موسى الصدر وهي مهمّة بناء الدولة القوية العادلة دولة المواطنة، مشددًا على أن "السلاح كانت له غاية فُرضت على حامليه عندما احتل العدوّ أرضنا واستباح سماءنا وغابت الدولة التي يفترض أن تحمي أهلها وناسها". 
وقال: "فنحن من يريد ان تتحمل الدولة مسؤولية حماية لبنان وشعبه من العدوان "الإسرائيلي"، وان يتحمل اللبنانيون جميعًا هذه المسؤولية التي أبت هذه القوى بناءها وتحمّل هذه المسؤولية، ونفضت يدها منها.. كان هذا موقفنا وسيبقى وعلى الآخرين ان يشاركونا هذه المسؤولية، وسوف نتابع هذا الموضوع بكلّ جدية إلى جانب الأحرار من أبناء هذا البلد، وهذا متوقف على خلق الثقة عند المواطنين إنْ الدولة خطت الخطوات اللازمة والجدية التي تمكّنها من ردع العدوان وتحقيق الأمن والاستقرار".

أضاف: "ينبغي أن يكون هذا هو أولى أولويات الحكومة المدرجة على جدول اعمالها لتسير الأمور كما ينبغي، وإلا فإن الذين يحددون لها عنوان المرحلة بعنوان حكومة نزع السلاح، فإنهم يريدون لها أن تحقق أهداف العدوّ ليخلو له طريق احتلال لبنان وتمكينه من إلحاق جنوبه بالجليل وزرعه بالبؤر الاستيطانية". مشددًا على ضرورة بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها ببناء القدرة الذاتية للجيش التي تمكّنه من ردع العدو "لا مجرد وعود أو الاكتفاء بالتعويل على المقررات الدولية التي طالما أطنّوا آذاننا بهذه المقولة السخيفة، فلم يمنعوا احتلالًا ولم يحرروا أرضا، وإنما كان همهم الأول كيفية الانتصار على خصمهم الداخلي". 

ولفت إلى أن "تطبيق القرار ١٧٠١ هو في جنوب الليطاني، وقد التزمنا وأثبتت المقاومة التزامها بالاتفاق إلى حين انقضاء الستين يومًا رغم خرق العدوّ هذا الاتفاق بشكل فاضح، واعتدائه على الجيش اللبناني وقيامه بالتدمير الوحشي للقرى وعمليات القصف برًا وجوًا وقتل المواطنين، ولم تقم الدول التي ضمنت تطبيق الاتفاق والمشرفة عليه، الولايات المتحدة وفرنسا، بالايفاء بالتزاماتها وردع العدوّ عن الاستمرار بخرق وقف إطلاق النار وتطبيق الاتفاق".

وقال: "نحن نعلم أن الجيش الوطني لديه الإرادة والشجاعة في الدفاع عن حياض الوطن، ولكنه يحتاج إلى وقت ليبني قدراته ويهيئ عديده ليستطيع القيام بمهماته"، موضحًا أن "المقاومة بديل اضطراري وقد وجدت حين لم يكن هناك دولة، فلتُبنَ الدولة لتقوم بمهمة الدفاع عن الوطن والشعب. ومع ذلك نكرّر قناعتنا وثقتنا بفخامة الرئيس وبرؤيته ووعوده في بناء الدولة القوية العادلة".

أضاف: "نحن ما زلنا كما في كلّ الفترة السابقة على مواقفنا إلى جانب المقاومة لم نغادرها، وخصوصًا في كلّ فترة العدوان منذ خمسة عشر شهرًا، وبالأخص في العدوان البربري الوحشي في الخمسة والستين يومًا حيث استشهد القادة من أبطال المقاومة، وكان امتحان للبنانيين للتمييز بين الصادقين والمزايدين، نطلق مواقفنا دون خوف أو وجل. هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالًا شديدًا وصمد رجال المقاومة وقلبوا الموازين التي اختلت لبرهة قصيرة، ظنَّ بعض هؤلاء بالله الظنون، وكان الله إلى جانب المقاومين فأفشل على أيديهم أهداف العدوّ ولم يستطع تحقيق أي من أهدافه، لا في لبنان ولا في غزّة، فما زال للمقاومة، سواء في غزّة أو لبنان، بأسها الذي يحسب له العدوّ الف حساب، ولو لم يكن لها هذا البأس لما اضطرّ مُرغمًا على توقيع الاتفاق معها في لبنان الذي اتبعه بالرضوخ إلى مطالب مقاومة أهل التضحيات والصبر في غزه الأبطال، بالتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار دون تحقيق أي من أهداف الحرب الهمجية والإبادة التي اشعلها. فلا هو قضى على المقاومة ولا استطاع اقتلاع أهل غزّة من أرضهم".

وختم الشيخ الخطيب موجهًا "التحية إلى غزّة وأهلها الأبطال والشرفاء الذين تمسكوا بأرضهم ولم يتخلوا عن مقاومتهم وأجبروا العدوّ على الرضوخ لمطلبهم، وإعادة أسرى العدوّ وفق شروط المقاومة".
 

المجلس الاسلامي الشيعي الأعلىالشيخ علي الخطيب

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة