نصر من الله

لبنان

الشيخ نعيم قاسم: على "إسرائيل" أن تنسحب ولا نقبل تمديد المهلة تحت أي مبرر
27/01/2025

الشيخ نعيم قاسم: على "إسرائيل" أن تنسحب ولا نقبل تمديد المهلة تحت أي مبرر

أكد الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن على "إسرائيل" أن تنسحب من القرى الحدودية في جنوب لبنان بعدما انتهت مهلة الـ60 يومًا، مشددًا على أننا "لا نقبل أي مبرر لتمديد يوم واحد ولا نقبل بتمديد المهلة"، معلنًا أن حزب الله تصرف بحكمة في موضوع انتخاب الرئيس جوزاف عون وتشكيل الحكومة "لأننا نريد بلدًا وحكومة. وقد تعاونا مع الرئيس المكلف نواف سلام. وتعقيدات التأليف ليست معنا".

جاء ذلك في كلمة ألقاها مساء اليوم الاثنين استهلها بالإشارة إلى جريمة اغتيال مسؤول منطقة البقاع الغربي في حزب الله الشهيد الشيخ محمد حمادي على الأيدي الغادرة، مشيرًا إلى أن "التحقيقات لا تزال مستمرة، لكن الأنظار تتّجه إلى الصهاينة".

ولفت إلى أن نصر غزّة هو نصر للشعب الفلسطيني ولكل شعوب المنطقة التي ساندت، ولكل أحرار العالم الذين أيدوا ودعموا. وقال: "هدف طوفان الأقصى تحقق، وانهزم مشروع "إسرائيل" في محاولة تدمير المقاومة وحماس.

وبارك الشيخ قاسم للشعب الفلسطيني المجاهد ومقاومته إنجاز وقف إطلاق النار، كما بارك لشركاء النصر في الجمهورية الإسلامية الإيرانية واليمن ولبنان، وشكر اليمن العزيز الذي قدم وضحى وللعراق بشعبه ومرجعيته وحشده وللبنان الذي قدم سيد شهداء الأمة السيد نصر الله.

وأكد سماحته أن العدوان الصهيوني على لبنان كما على غزّة كان عدوانًا بدعم أميركي غربي لا ضوابط له. مشيرًا إلى أن أميركا و"إسرائيل" أرادتا إنهاء المقاومة، وجاءت "إسرائيل" بخمس فرق بتعداد 75 ألف جندي وضابط مع إجرام وقوة مفرطة من أجل تحقيق هذا الهدف فتصدّت المقاومة بكلّ أطيافها وبثبات أسطوري وتصميم استشهادي للمقاومين والمجاهدين.

وقال: "الجميع رأى من هم أبطال المقاومة وتحمل شعبنا التضحيات الكبيرة والكثيرة، فبرزت المقاومة متماسكة وقوية واستعادت السيطرة وعملت على ملء الشواغر خلال عشرة أيام، واستعدنا حضورنا بهذا الزخم الذي أعطانا إياه سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله".

أضاف: "تصاعدت عمليات المقاومة، ولم يتقدّم "الإسرائيلي" على الحافة الأمامية إلّا مئات الأمتار وذلك بثبات المقاومين. وكان أهلنا النازحون يشكلون بتماسكهم دعمًا للمقاومة. والشعب اللبناني بمناطقه وطوائفه المختلفة كان وفيًا".

وأوضح أن الكيان الصهيوني هو الذي طلب وقف إطلاق النار، وحزب الله وافق مع الدولة اللبنانية وهذا انتصار. وقال: "قدرة الردع التي راكمناها جعلت الناس يعتقدون أن قوتنا العسكرية بمستوى أن يكون الردع قابلًا للاستمرار، ولم يتوقع جمهورنا أن نخسر هذا العدد من القيادات في فترة زمنية قصيرة وبهذه السعة وهذا الانتشار".

وتابع الشيخ قاسم: "الانكشاف المعلوماتي وسيطرة العدوّ على الاتّصالات والذكاء الاصطناعي وسلاح الجو من العوامل المؤثرة في الضربات التي وجهت لنا. وأمام الانكشاف الكبير نجري تحقيقًا لأخذ الدروس والعبر". مشددًا على أن المقاومة قوية بقراراتها وإرادتها والمؤمنين بها، وهي أقوى باستمراريتها.

وأشار إلى أن حزب الله وافق على طلب المعتدي وقف عدوانه بشروط "لأننا لا نريده بالأصل ولم نقرر الحرب ابتداءً، ولأن الدولة قررت التصدي لحماية الحدود وإخراج "إسرائيل""، مشيرًا إلى أن "هذه فرصة لتؤدي الدولة واجباتها وتختبر قدرتها على المستوى السياسي".

أضاف: "التزمنا وفضلنا أن نصبر وألّا نرد على الخروق "الإسرائيلية" رغم حالة الشعور بالمهانة والأعمال الانتقامية".

ولفت إلى أن مشهد العودة الذي كان في 27 تشرين الثاني الساعة الرابعة صباحًا إلى الجنوب والضاحية والبقاع كان مشهد انتصار، فعمت احتفالات النصر كلّ المناطق. والمقاومون في الميدان لم يغادروه، ورؤوسهم مرفوعة والمقاومة ثابتة وقوية.
وقال الشيخ قاسم: "انتصرنا، لأننا رجعنا، ولأن المحتل سيخرج وينسحب غصبًا عنه.. المقاومون لم يغادروا الميدان والمقاومة ثابتة وقوية".
وأوضح أن الراعي الأميركي للاتفاق هو نفسه الراعي للإجرام "الإسرائيلي" ولم يقم بدوره مع ذلك قررنا عدم إعطاء أي ذريعة. مشيرًا إلى أن المقاومة قررت بمرحلة من المراحل الردّ على خرق العدو لاتفاق وقف إطلاق النار "وقد طُلب منّا الصبر قليلًا رغم حالة الإهانة التي اتبعتها "إسرائيل" انتقامًا لهزيمتها وخسائرها".

وشدد على أن ما جرى في خرق الاتفاق يؤكد حاجة لبنان إلى المقاومة. وقال: "شُنّت علينا حملة مضادة حتّى في أثناء الحرب، جزء كبير منها داخلي لتصويرنا على أننا مهزومون.. البعض ربما أصيب بنوبة قلبية لأن أحلامه لم تتحقق بهزيمة المقاومة".

أضاف: "المقاومة وعلى رأس السطح انتصرت.. المقاومة انتصرت بهذا الشعب الذي زحف إلى القرى الأمامية رغم عدم الانسحاب "الإسرائيلي" والمواجهة مع العدو..  من يملك كرامة يقف ويزحف إلى المواقع الأمامية، ولا تخيفه سياساتهم والدعم الأميركي لهم".

وأكد أنه "لا يمكن لـ"إسرائيل" أن تبقى محتلة مع هذا الشعب الأبيّ الذي لا يمكن هزيمته والاستمرار في احتلال أرضه، منوّهًا بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي وضعت حدًا لـ"إسرائيل" ومنعتها من الوصول إلى بيروت وإلى جنوب نهر الليطاني، وهي كالشمس الساطعة وستبقى مشعة، لكن المشكلة في من لا يراها.

وشدد الشيخ نعيم قاسم على وجوب انيحاب "إسرائيل"  "بعدما انتهت مهلة الـ60 يومًا وقال: "لا نقبل أي مبرر لتمديد يوم واحد، ولا نقبل بتمديد المهلة.."، معربًا عن اعتقاده بأن "الرئيس جوزاف عون لا يمكن أن يعطي "إسرائيل" مكسبًا واحدًا، ولا أحد في لبنان سيقبل مع العدوّ تمديد العدوان على لبنان".

وقال سماحته: "أي تداعيات تترتب على التأخير في الانسحاب تتحمل مسؤوليتها الأمم المتحدة وأميركا وفرنسا و"إسرائيل".. استمرار الاحتلال عدوان على السيادة اللبنانية، والجميع مسؤول في مواجهة هذا الاحتلال، الشعب والجيش والدولة والمقاومة..  نحن أمام احتلال يعتدي ويرفض الانسحاب، والمقاومة لها الحق بأن تتصرف وفق ما تراه مناسبًا حول شكل المواجهة وطبيعتها وتوقيتها".

ولفت الشيخ قاسم إلى أن "الثنائي الوطني أنجز الخيار الرئاسي التوافقي من خلال انتخاب الرئيس جوزاف عون، ولولا مشاركة الثنائي لما تمّ انتخاب الرئيس بهذه الصورة المعبّرة عن الوحدة الوطنية، وهذه قوة للثنائي الوطني".
وقال: "نحن تصرفنا بحكمة لأننا نريد بلدًا وحكومة، وقد تعاونا مع الرئيس المكلف نواف سلام، وتعقيدات التأليف ليست معنا..  الأمور بيننا وبين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية سالكة ولا عقبات".
وختم الشيخ قاسم شاكرًا لجنة الإعمار وجهاد البناء ولجنة "وعد والتزام"، مؤكدًا أنهذه الجهات الثلاث مجتمعةً حققت إنجازًا عظيما في ملف الإيواء والتعويضات.

الشيخ نعيم قاسمالامين العام لحزب الله

إقرأ المزيد في: لبنان