لبنان
الشيخ الخطيب جال في النبطية: للابتعاد عن المماحكات وتأليف حكومة تمهد للدولة القيام بواجبها تجاه الجنوب
جال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في مدينة النبطية ومنطقتها، فاستهل جولته يرافقه وفد من علماء الدين في المجلس ورئيس المحكمة الدينية العلامة السيد علي مكي والمستشار الإعلامي الزميل واصف عواضة بتفقد سوق التجار وما ألحقه به الطيران المعادي من دمار وخراب.
وكانت ختام الجولة زيارة إمام ومفتي النبطية العلامة الشيخ عبد الحسين صادق الذي أولم على شرف الشيخ الخطيب والوفد المرافق بحضور عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب هاني قبيسي، عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" الدكتور خليل حمدان، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، المحافظ السابق للنبطية الدكتور حسن فقيه، المسؤول المالي المركزي للحركة باسم لمع، ممثل الحركة في إقليم الجنوب المهندس حسان صفا، ولفيف من علماء الدين والمسؤول التنفيذي للنادي الحسيني في النبطية مهدي صادق وفاعليات.
وتحدث العلامة الخطيب فقال: "أتشرف بزيارة أستاذي الشيخ عبد الحسين صادق وهو عالم يقوم بخدمة الناس وأهالي المدينة في هذه المرحلة الخطيرة التي مر بها الجنوب وبقي صامدًا إلى جانب الناس في مواجهة العدوان "الإسرائيلي"، مثبتًا لعزائم الناس وليس مثبطًا كما يفعل بعضهم، لذلك فهو يستحق منا الزيارة قبل هذه وبعد هذه"، وأضاف: "من الواجب علينا أن نقوم بهذه الزيارة لمدينة النبطية، ولا يفوتنا المجال أن نقوم بخدمة سماحة مولانا وأستاذنا الشيخ عبد الحسين صادق سماحة المفتي وأيضًا لأهلنا وإخواننا في النبطية الذين أبلوا بلاء حسنًا في هذا العدوان الهمجي والنبطية تحملت في هذا العدوان ما لا يحتمل، ودفعت أثمانًا كثيرة في هذا الصراع في سبيل الحفاظ على وحدة لبنان وعلى سيادة لبنان وعلى وحدة الشعب اللبناني"، وأوضح أن "النبطية لم تدفع ثمنًا لأن لدى أهل الجنوب مشروعًا خاصًا، بل مشروعهم هو مشروع الدولة ووحدة الدولة والحفاظ على سيادة الدولة".
وتابع: "نأسف لأن المماحكة التي تسمّى بالسياسية وبرأيي هي مماحكة قبلية هدفها النيل من المقاومة ومن أهل الجنوب الذين يدفعون ثمنًا عن لبنان عن كلّ لبنان"، وأضاف: "إن محاولة الاستفادة من العدوان "الإسرائيلي" في الداخل هي مكاسب قبلية"، ولفت إلى أن "الجنوب اللبناني بهذه التضحيات التي قدمها كان الأجدر بكلّ القوى أن تقف إلى جانبه وإلى جانب المقاومة، لأنهم دفعوا ثمنًا عن واجب الدولة التي واجبها حفظ سيادة لبنان والدفاع عن لبنان، وأن تصون لبنان وتحفظ كرامة الناس"، وأسف "لأنّهم لم يبنوا دولة وأرادوا للجنوب الفراغ، ويحاسبون أهل الجنوب لأنهم يقاومون العدوّ الذي استباح لبنان واستباح أرض لبنان".
وأمل الشيخ الخطيب: "أن يكون ما فعله أهل الجنوب درسًا للجميع، وأن يبتعدوا عن المماحكات وأن تتألف الحكومة بسرعة حتّى تقوم الدولة بواجبها تجاه الجنوب سواء في تحرير ما تبقى من الأرض وإجبار العدوّ على الخروج أو بالنسبة للبناء والإعمار"، وقال "الإعمار والتحرير هما أولوية يستحقهما الجنوب وإذا كانوا حقيقة مع بناء دولة فلنرَ ذلك"، وأضاف: "نحن نريد أن يكون هناك ثقة ما بين الجنوب والناس، وبين الدولة والناس والجنوب، وهذه لا تأتي بالتصريحات ولا بالكلام"، وشدد على أنه "يجب أن يكون هناك عمل جدي في الدفاع عن الجنوب حتّى الناس تؤمّن على أرواحها وأرزاقها وحتّى تحفظ الحدود، حينئذ تحصل الثقة وتُبنى الثقة شيئًا فشيئًا".
وختم: "نحن بانتظار ذلك، ولكن ما نراه من ممارسات في موضوع تأليف الحكومة أو غيرها لا يشي بذلك، لا يشي بأن هؤلاء الذين مارسوا ومنعوا قيام الدولة ومنعوا تسليح الجيش للدفاع عن الجنوب، لا يشي بأنهم اليوم بممارساتهم وبمواقفهم يريدون بناء دولة حقيقية تحفظ وحدة لبنان وكرامة الشعب اللبناني".
وردّ إمام ومفتي النبطية الشيخ عبد الحسين صادق مرحبًا بالشيخ الخطيب على أرض مدينة النبطية التي صمدت في أعتى عدوان "إسرائيلي"، منوهًا بـ "مواقفه التي يتبنّاها والتي يمارسها وهو يمثل الهيئة الدينية الكبرى في لبنان إلى جانب الموقف السياسي الرائد الذي يتحلّى ويتمتع به دولة الرئيس نبيه بري وحكمته في معالجة الأمور بشكل وطني وهادف لخدمة شعبه، إضافة إلى أمواج البحر الشعبية التي تدفقت من كلّ لبنان إلى قرى ومدن الجنوب بإصرار وثبات وتحدٍّ للآلة العسكرية الهمجية "الإسرائيلية"، وهذا يعطي مشهدًا أن الشعب الجنوبي لن يضعف أمام الآلة الوحشية الصهيونية إنما مستعد لتقديم أغلى التضخيات في سبيل أرضه وعرضه وترابه".
كما جال الشيخ الخطيب والوفد على الأبنية المدمرة في مدينة النبطية، واطلع من الشيخ صادق على مشروع الإيواء الذي يُشاد على ملعب البيدر والذي سيتم من خلاله تجميع المحلات التجارية المدمرة في المدينة، كما زار الوفد مبنى بلدية النبطية المدمر حيث التقى رئيس بلديتها المهندس خضر قديح والذي تسلّم المهام البلدية خلفًا للشهيد الدكتور أحمد كحيل الذي استشهد بالغارات الصهيونية المعادية على مبنى بلدية النبطية مع أعضاء من البلدية وفريق من العمل البلدي.
وزار الشيخ الخطيب مجمع حبوش الخيري والتقى رئيس الجمعية الخيرية في حبوش المفتي السيد علي مكي وأعضاء الجمعية والمجمع، ورحب السيد مكي بالعلامة الخطيب "حاملًا لواء الإمام الصدر وحاضنًا للفقراء والمحرومين والمستضعفين".
وردّ الشيخ الخطيب منوهًا ومثنيًا على دور المفتي مكي الديني والحوزوي والوطني، مشيرًا إلى أن "بناء المؤسسات كمجمع حبوش هو ما كان يطمح له الصدر".
النبطيةالشيخ علي الخطيبالجنوبوعد والتزام