نصر من الله

لبنان

للأسبوع الثاني على التوالي.. الجنوبيون يُواصلون معركة التحرير 
02/02/2025

للأسبوع الثاني على التوالي.. الجنوبيون يُواصلون معركة التحرير 

يتمسّك الجنوبيون بأرضهم وينتفضون من أجل حريتها، وهم يتوافدون منذ الصباح الباكر إلى بلدات وقرى الجنوب، مُستعينين بعزيمتهم وتشبّثهم بحقّهم لمواجهة كلّ التحديات التي تشتدّ أمام جبروت المحتل وطغيانه الذي لا شك أنه يُحطّم أمام إرادة أهل الجنوب، فاحتشد أبناء البلدات الحدودية التي لم ينسحب منها جيش الاحتلال الصهيوني، وتلك التي تم تحرير بعض أحيائها، للعودة إلى بلداتهم رغم التهديدات التي أطلقها جيش العدو، فيما صدحت  حناجر الأهالي بالصرخات التي ترفض الاحتلال، وتؤكّد التمسك بالمقاومة وبخياراتها.

وكانت قد فُتحت كل الطرقات من وادي الحجير والسلوقي من أجل مسيرات العودة، اليوم الأحد (2 شباط 2025)، للأسبوع الثاني على التوالي، فتوافد المواطنون منذ الصباح إلى المدخل الغربي لميس الجبل وحولا مطالبين بالدخول إليهما بمواكبة الجيش، كما توافد أهالي كفركلا إلى الممر الفاصل بينها وبين ديرميماس للمطالبة بتحريرها والدخول إليها، على الرغم من أن العدو قد نفّذ تفجيرًا كبيرًا في كفركلا لأكثر من 10 منازل.

بدوره، يتابع الجيش اللبناني انتشاره التدريجي في البلدات الجنوبية الحدودية، ومعه يعود أبناء هذه البلدات إليها لتفقّد أحوالها، وسط استمرار اعتداءات الاحتلال في البلدات التي لا يزال يتواجد فيها.

بلدتا ميس الجبل وحولا

في هذا الصدد، جرى مشاركة شعبية عند مدخل الحي الغربي لبلدة ميس الجبل تأكيدًا على التشبث بالأرض ورفض استمرار الاحتلال.

كما احتشد أهالي بلدة حولا في الحي الغربي وحي المرج بالقرب من إجراءات الجيش اللبناني حيت تتواجد دبابات ميركافا على بعد مئة متر من تجمعات المواطنين من دون تسجيل حوادث تذكر حتى لحظة إعداد التقرير.

وقد تحركت دبابة ميركافا صهيونية في بلدة حولا في محاولة لترهيب المواطنين لكن من دون جدوى. 

 

للأسبوع الثاني على التوالي.. الجنوبيون يُواصلون معركة التحرير 

بلدة كفركلا

وفي السياق نفسه، تجمع عدد كبير من الأهالي عند مدخل بلدة دير ميماس باتجاه بلدة كفركلا، استعدادًا لدخولها وتحريرها من الاحتلال "الإسرائيلي" الذي لا يزال يتمركز بآلياته في تلك المنطقة، ممّا أعاق دخول الأهالي.

للأسبوع الثاني على التوالي.. الجنوبيون يُواصلون معركة التحرير 

كما حضر إلى المنطقة شبّان من مختلف المناطق اللبنانية، حيث لوحظ توافد شبّان من مناطق بقاعية والشمال، حتى يُشاركوا إخوانهم الجنوبيين فرحة النصر والتحرير، وأُفيد بأنّ حشود أهالي كفركلا وصلت عند نقطة الاعتصام قرب محطة مرقص على طريق الخردلي.

النائب إلياس جرادي

بدوره، شدد النائب إلياس جرادي، الذي كان حاضرًا مع الأهالي عند مدخل بلدة كفركلا، على أنّ "تحرير الوطن والعنفوان والإنسانية هو ما يسمى بفكر المقاومة، وهي مسؤولية كل اللبنانيين"، داعيًا إلى الحفاظ على هذا الفكر الذي لن يكون مقتصرًا على فئة أو طائفة، موضحًا أنّ "فكرة المقاومة هي فكرة إنسانية عامة، قضيتها الأولى الدفاع عن الإنسانية أينما وجدت".

وأكد جرادي أن موعد الثامن عشر من شهر شباط الحالي هو نهائي ولا عودة عنه، ودعا إلى "أن يكون هذا اليوم عرسًا لبنانيًّا، حيث يعود جميع اللبنانيين، ليس فقط أهل الجنوب أو أهل كفر كلا أو أهل مرجعيون أو أهل حاصبيا أو أهل النبطية، بل يجب أن يأتي كل لبناني لينضم ويتعمد بأرض الكرامة في الجنوب، وأن يضم الجنوب إلى هذا الوطن، لبنان، لنصبح بلدًا موحدًا".

بلدتا يارون ومارون الراس

أما في بلدتي مارون ويارون، حيث ترتفع تدريجيًّا حركة الأهالي باتجاه هذه المناطق، فإن الحافزية لدى الأهالي ترتفع من أجل محاولة الدخول مجددًا إلى بلدتيها، وسط أحاديث بين الأهالي عن نيّتهم أيضًا محاولة التقدم خلال الساعات القادمة، وهذا ليس بجديد على أهالي بلدة مارون الراس، فخلال الأسبوع الماضي كان هناك أكثر من محاولة للدخول إلى البلدة، سواء كان ذلك يوم الأحد الماضي أو في منتصف الأسبوع الماضي.

وفي السياق ذاته، أطلق العدو الصهيوني، صباح اليوم الأحد، النار أكثر من مرة باتجاه المنازل في بلدة يارون الجنوبية، وكذلك باتجاه أحد المنازل المجاورة لنقطة تجمع الأهالي في البلدة، كما أطلقت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" الرصاص على الأهالي المحتشدين العائدين إلى بلدة يارون في محاولة لمنعهم من العودة إليها، في حين أن عددًا من أهالي بلدة يارون بات ليلته بين أنقاض المنازل المدمّرة.

كذلك، أطلق العدو رشقات نارية باتجاه إحدى الكاميرات التي كانت قد جاءت لتغطية الحدث في المكان، وكانت مثبتة على سطح أحد المنازل المدمّرة، دون وقوع إصابات، في محاولة لترهيب الأهالي أو من يريد القدوم إلى هذه المنطقة.

وأصرّ الأهالي المجتمعين عند مدخل البلدة على البقاء وإرغام الاحتلال على الانسحاب، على الرغم من أن "محلّقة إسرائيلية" قد ألقت قنبلتين صوتيتين عند مدخل بلدة يارون، بالقرب من تواجد الجيش اللبناني وتجمع الأهالي، لكنهم تشبثوا بمواقفهم للدخول إلى بلدتهم.

وعند مشارف بلدة مارون الراس، تجمع الأهالي في تلك المنطقة بوجه جيش العدو الصهيوني الذي يقف مباشرة في ذات الطريق التي يتجمع عليها الأهالي، وعلى بعد 50 مترًا فقط، كما وصلت مسيرات الأهالي إلى مارون الراس في مواجهة العدو المحتل، وافترش الأهالي الأرض قرب الجيش اللبناني، ورفعوا الأعلام على الأشجار، ما دفع العدو لإطلاق النار في الهواء.

بلدة عيترون

وفي هذا السياق، تمكنت قوة من الجيش اللبناني من الدخول إلى أحياء بلدة عيترون، بالتزامن مع تواصل اعتداءات العدو على بلدات أخرى.

وبعد أن حاول الاحتلال، صباح اليوم، أن يُخيف الأهالي ويحاول فرض واقع بعدم حضورهم من خلال تحريك دبابة "ميركافا" من الجهة التي تربط بلدة عيترون ببلدة بليدا، وبعد إصرار الأهالي وتحقّق إرادتهم، تحرّرت عيترون وانسحب الاحتلال منها، ودخل الجيش إلى البلدة ثمّ تبعه الأهالي ووصلوا إلى مختلف الأحياء، رغم أن العدو ما زال في أطرافها، وباشرت جرافات الجيش فتح الطرقات في البلدة، وأعاد المشهد في عيترون كسر نيّة العدو "الإسرائيلي" في احتلال البلدة والاستقرار فيها، لمحاولة إنشاء ما يُسمّيه العدو "المنطقة العازلة" والتي يحاول فرضها عند الحدود الجنوبية وداخل الأراضي اللبنانية.

وتواصل جرافات الجيش اللبناني أعمالها في إزالة السواتر وفتح الطرقات داخل البلدة، بالإضافة إلى محاولة تنظيف بعض الطرقات التي تؤدي من هذا الساتر إلى الساحة العامة، التي شهدت أجواء احتفالية. 

وتجمع عدد من أهالي العديسة عند مدخل البلدة وتعرضوا لإطلاق نار من العدو، بعدما كان قد أحرق عددًا من المنازل في بلدتي العديسة ورب ثلاثين.

بلدة شمع

كما زارت وفود بلدة شمع المحرّرة مقام شمعون الصفا الذي دارت حوله مواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال، وكانت القوات قد دمرت المقام تدميرًا كاملًا في محاولة لإلغاء التاريخ الجنوبي، واستدعت خبراء وباحثين صهاينة لسرقة المقام، ولكن المقاومة كانت لهم بالمرصاد.

الجنوبالعدوان الإسرائيلي على لبنان 2024

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة