لبنان
فياض: حزب الله لا يزال الحزب الأوسع شعبية على الساحة اللبنانية
أشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض إلى أنّه "في مقابل العجز الدولي والتواطؤ الأميركي الذي وفّر غطاء للعدو "الإسرائيلي" للتّنصل من موجبات ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701، والاستمرار في احتلال أراضٍ وقرى لبنانية في المنطقة الحدودية، برز تصدّي أهلنا لواجب العودة إلى القرى الحدودية ومواجهة العدوانية الصهيونية، ولو أدّت إلى سقوط شهداء وجرحى من المدنيين، كما حصل بالفعل مع العشرات".
وخلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيدين السعيدين على طريق القدس حسن محمد حمود وجعفر توفيق حمود في مجمع سيد الأوصياء (ع) في برج البراجنة، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي، قال فياض: "إنّ الملحمة البطولية التي سطّرها شعبنا على مدى الأسبوع الماضي، والتي يصرّ على استكمالها، رغم خطورة الواقع الميداني، إنّما فتحت مسارًا مناقضًا يُهدّد المسار الذي يسعى الأميركيون و"الإسرائيليون" إلى تكريسه، ليس فقط بما يخصّ المنطقة الحدودية، إنّما بما يطال الواقع اللبناني برمّته".
وشدد النائب فياض على أنه "من المفترض أن تُقرأ حركة الأهالي في المنطقة الحدودية جيدًا، للتذكير أن حزب الله لا يزال الحزب الأوسع شعبية على الساحة اللبنانية، وأن بيئة الثنائي حركة أمل وحزب الله، هي الأكثر دينامية وحضورًا واستعدادًا لمواكبة التحديات وتقديم التضحيات في مواجهة المخاطر"، لافتًا إلى أن "هذه البيئة باتت أكثر تشبّثًا بخياراتها ومقاومتها وقياداتها، بعد الحرب العدوانية التي شُنَّت عليها، ومن جرّاء ما تتعرض له من استهدافات ومؤامرات".
كما أكّد أنّ "هذه القاعدة الشعبية العريضة سترفض وتتصدّى، ولذلك نرى المسار الذي يسعى الخارج إلى تكريسه ويُلاقيه في ذلك مجموعات وقوى في الداخل اللبناني، تحت رزمة من الشعارات الحالمة والتقديرات غير الواقعية والخطيرة، لإضعاف حزب الله وإقصائه ومنع تأثيره المشروع على السلطة ومؤسساتها وفقًا للشراكة الوطنية بما فيها الحكومة التي يجري تشكيلها، والدفع باتجاه تعيينات وتشكيلات في مفاصل الدولة تفتقد التوازن الذي يفرضه منطق الدولة، وبخلفية الاقتصاص ومعاداة المقاومة ومُحاباة الخارج".
وسأل النائب فياض: "هل تُقارب المرحلة الجديدة التي يأمل اللبنانيون أن تُدخلهم في مسار تعافي الدولة وإصلاح مؤسساتها وتوفير مقوّمات الاستقرار الداخلي وحماية سيادتهم، بهذه الشعارات وبهذه الخلفية، بدل التوازن والتعاون وحماية الوحدة الداخلية وصون السلم الأهلي ومواجهة العدوانية "الإسرائيلية"؟".
ورأى النائب فياض أنّ "هذه المناخات بما تنطوي عليه من محاولات أو تطلعات أو وقائع، تُرّتب مسؤوليات خاصة وثقيلة على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف، لممارسة مسؤولياتهما في عدم الرضوخ لأية ضغوطات تصب في تلك الوجهة، والتصدي لأية طروحات تؤدي للعبث بالتوازنات الدقيقة التي تُعبّر عنها مقتضيات التوافق الوطني والعيش المشترك والخصوصية اللبنانية".
كذلك، شدّد النائب فياض على أن "رفع منسوب تفاهم اللبنانيين مع بعضهم البعض، والتخفيف من التناقضات الداخلية، من شأنه أن يقلّل من قدرة الخارج على التأثير وفرض مسارات وتوجهات"، مشيرًا إلى أنّ اللبنانيين خَبِروا طويلًا خطورتها على استقرارهم ودولتهم ومجتمعهم.
وأضاف: "أنّ المجتمع الجنوبي الذي يسعى لتحرير أرضه بالصدور العارية، وهو يستكمل في ذلك تاريخه المجيد من المواقف المشرفة والمعارك البطولية والتضحيات العظيمة، يجب أن يُواكَب بمواقف صلبة من المسؤولين اللبنانيين، ويجب أن يلقى كلّ احتضان وتأييد ودعم من مختلف القوى والمكونات اللبنانية، لأن ما يقومون به إنما هو جوهر القضية الوطنية في هذه المرحلة، وهذا أمر بديهي يستوجب التضامن والوحدة الوطنية، وليس المواقف المشكّكة البغيضة والتي تنضح كراهية، والتي تعمّق الشروخ في الجسد اللبناني، والتي لا يستفيد منها سوى أعداء لبنان وفي طليعتهم العدو "الإسرائيلي"".
وختم النائب فياض قائلًا: "إنّ المراوغة في تأجيل الانسحاب "الإسرائيلي" يُعيد الوضع اللبناني برمّته إلى الوراء، ويُعيق مسار التعافي والإنقاذ ويضع استقرارنا في مهب الريح".
علي فياضالعدوان الإسرائيلي على لبنان 2024