إنا على العهد

لبنان

الشيخ الخطيب: لا سبيل لنا بالخلاص إلا بالوحدة والتضامن
21/03/2025

الشيخ الخطيب: لا سبيل لنا بالخلاص إلا بالوحدة والتضامن

قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب: "نحن اليوم بعدما حصل من أحداث في المنطقة العربية والإسلامية، وما تتعرض له من حرب تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو، بحاجة إلى مراجعة شاملة من كل الأطراف، لتبديد كل الإشكاليات والوصول إلى حلول تعيد لها الوصل وتتيح لها الوقوف معًا لتقليل الخسائر، والحفاظ على ما تبقى أمام الخطر الداهم الذي يواجه الجميع، ولن يسلم منه أحد.. لا قطر ولا مذهب".

وخلال إلقائه خطبة الجمعة في مقر المجلس في طريق المطار، وجه الخطيب النداء إلى "الجميع، دولًا وحركات ومذاهب، قبل وقوع الكارثة، ويكفي صراعات مذهبية وإقليمية، لم يكن فيها مصلحة لأحد سوى العدو "الإسرائيلي" الذي يُغذّي هذه الصراعات لتحقيق أهدافه التي لم تكن يومًا سرّية، وإنما هي معلنة وبشكل وقح، ولعله بنى على أن أمرنا لن يصلح أبدًا".

وأضاف: "ومن هنا فإن ما يحصل على الحدود اللبنانية الشمالية مع سورية يجب أن يتوقف، فليس من المصلحة لكلا البلدين أن يحصل ما يحصل، فلقد أعلنّا بشكل صريح وواضح، إننا مع وحدة سورية أرضًا وشعبًا، ومع استقرارها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين، فلا يجوز فسح المجال للمصطادين في الماء العكر بإثارة الفتنة بين البلدين في الوقت الذي يتعرض كلاهما لعدوان "إسرائيلي" همجي، ويعبر العدو بكل صلافة عن أطماعه التوسعية فيهما، بل ويستغل الفرصة لابتلاع المزيد من الأراضي السورية واللبنانية، ويحاول فرض شروطه عليهما مع ما يمارسه من عدوان همجي متجدد على الشعب الفلسطيني وتهديد جدي للدول العربية المجاورة".

ودعا الشيخ الخطيب السلطة اللبنانية إلى أن تقوم بهذا الدور، كما جدد دعوته "للدول العربية والإسلامية الفاعلة عبر الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، للقيام بدور فاعل في إصلاح ما فسد من العلاقات بينها، والخروج بحلول إستراتيجية للمشكلات التي تعاني منها العلاقات البينية، مقدمة لرسم مظلة سياسية تحفظ للأمة ولأقطارها مصالحها الوطنية والإستراتيجية".

وأضاف: "وعلى الصعيد اللبناني، وفي ظل ما يتعرض له من اعتداء "إسرائيلي" يومي متكرر، وعدم التزام بالقرار الدولي 1701، وعدم مصداقية اللجنة المشرفة على تنفيذ الاتفاق، وفي ضوء ممارسات العدو التي تمنع المواطنين من العودة إلى قراهم، خصوصًا التي تعرضت للهدم، وعمليات القتل واستهداف المواطنين المدنيين في القرى وعلى الطرقات، فإن ما يجب أن يفهمه الجميع أن العدو بهذه الممارسات فإنه أول ما يستهدف إقامة الدولة، وأن ما يقوم به ليس إلا رسالة للبنانيين بنشر الفوضى، كما يفعل في سورية تمامًا، وكما يريد أن يفعل في الأردن ومصر، وأن الجواب الحقيقي والفاعل هو بتكاتف اللبنانيين جميعًا والإصرار على إقامة الدولة الحقيقية والقوية بجيشها ومؤسساتها وشعبها، لمقاومة المشروع العدواني الصهيوني الساعي للهيمنة والاستتباع، كما تحاول رسل أميركا إفهامنا والدول العربية، بأنه لا إعمار ولا بناء ولا رفع للحصار إلا بالخضوع لإرادة العدو والتخلي عن القضية الفلسطينية، وترك كل منها يواجه مصيره وحده".

ولفت الشيخ الخطيب إلى أنّه "لا سبيل لنا بالخلاص كلبنانيين على الأقل إلا بالوحدة والتضامن، وترك الحسابات القبلية التي ستكون وبالًا على الجميع، وإن أولوية الحكومة تحرير الأرض، وتطبيق القرار الدولي، ووقف العدوان، وعدم الخضوع لما تحاول الإدارة الأميركية فرضه من تشكيل لجان للوصول إلى مفاوضات سياسية والتطبيع مع العدو".

وختم الشيخ الخطيب بتوجيه التحية إلى "الأمهات الأحياء منهن، والرحمة للأمهات الأموات، لمناسبة عيد الأم الذي يصادف اليوم في 21 آذار".

لبنان

إقرأ المزيد في: لبنان