معركة أولي البأس

لبنان

تمسك باسيل بالثلث المعطل يعطل أي مبادرة حكومية.. ولبنان ينجو من كارثة إنسانية صهيونية
27/12/2018

تمسك باسيل بالثلث المعطل يعطل أي مبادرة حكومية.. ولبنان ينجو من كارثة إنسانية صهيونية

ركّزت الصّحف اللبنانية الصّادرة فجر اليوم من بيروت على عدد من المواضيع الهامة، حيث أدى تمسّك فريق الرابع عشر من آذار وفريق رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر بالثلث المعطل الى إعادة تأليف الحكومة الى نقطة الصفر. هذا في وقت نجا فيه لبنان بأعجوبة من كارثة إنسانية كادت تصيب ركاب طائرتين مدنيتين في الأجواء اللبنانية أثناء استباحة الطيران الصهيوني المعادي للأجواء اللبنانية.

دوليًا، أدّى قرار الرئيس الأميركي بالانسحاب من سوريا وزيارته القوات الأميركية في العراق، الى تساؤلات تثير الغبار حول مواصلة الدور الأميركي العسكري في المنطقة.


"النهار": "الجمهورية تتزعزع" ... واستياء مسيحي

بداية مع صحيفة "النهار" التي رأت أن "في غياب أي مشاورات حقيقية واتصالات جدية تعيد الروح الى أي مبادرة لاحياء عملية تأليف الحكومة من حيث توقفت أو من النقطة التي بلغتها متراجعة، لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى ان "الجمهورية تتزعزع بسبب أمور كثيرة، ورئيس الجمهورية تكلم عن أعراف جديدة، فالدستور في مكان، والتطبيق في مكان آخر"، وطالب "بحكومة مصغرة من اختصاصيين لأن حكومة الوحدة الوطنية كما يسمونها ليست بحكومة وحدة وطنية".

وأضافت الصحيفة أن "كلام البطريرك لا يأتي من عدم، وانما من اجواء ضبابية نقلها اليه الرئيس ميشال عون الثلثاء، وعبر خلالها عن استياء مما يجري، وتحدث البطريرك الى زواره عن تخوف من تعطيل وقطب مخفية تحجب نيات مبيتة. وقد لاقاه متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده الذي اعتبر أنه "مخجل ومعيب أن يكونوا (المسؤولون) على علم بوضع البلد ولا يفكرون في التخلي عن تعنتهم من أجل إنقاذه"، مكرراً اقتراحه "تشكيل حكومة إنقاذ مصغرة تضم رجال اختصاص، هدفهم الوحيد معالجة الوضع عوض أن يكونوا في مجلس الوزراء من أجل تمثيل أحزابهم وكتلهم". وقال إن "آخر البدع حكومة الوحدة الوطنية التي هي صورة مصغرة عن المجلس النيابي. مخجل أن يعجز المسؤولون عن التفاهم على حكومة، علما أن هذا العرف يخالف الدستور، لأن مهمة تأليف الحكومة تنحصر بالرئيس المكلف ورئيس الجمهورية وحدهما".

في الاوساط السياسية، بدأ الهمس يسري عن ان صمت الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري قد يقوده الى اعتذار، ما دام واثقاً من غياب البديل، فيعاد تكليفه، وان بأصوات أقل عدداً، ليتحرر من الاتفاقات التي باتت تكبل عملية التأليف وينطلق بشكل مختلف وبمعايير مختلفة تماما، ما قد ينقذ العملية برمتها، ويخلص الاطراف المتصارعين بعدما صاروا أسرى مواقفهم المعلنة. وقد يشكل هذا المخرج منفذاً للحل لدى كل الافرقاء. حسب الصحيفة.

وتختم "النهار": في هذه الاثناء، يبدو ان القوى المحلية الكبرى أدركت كلّها، في ضوء تطورات الايام الاخيرة حكوميا، ان المسألة لم تعد مسألة حصص وحقائب وأحجام فحسب، بل باتت متعلقة بتحديد التحالفات والعلاقات التي ستحكم المرحلة المقبلة.


"الأخبار": 3 طائرات مدنية تنجو من كارثة: متى تنتهي «النزهة» الإسرائيلية في لبنان؟

بدورها صحيفة "الأخبار" رأت أن "تشكيل الحكومة عاد إلى النقطة الصفر، بعد فشل المسعى الأخير الذي قاده اللواء عباس إبراهيم، وبعد الدخول في عطلة الأعياد، كان الطيران الإسرائيلي يحتل المشهد من خلال استباحته للأجواء اللبنانية. هذه المرة لم تخرق الطائرات الحربية سماء لبنان فحسب، بل كادت تسبب كارثة تطاول عدداً من الطائرات التي تقلع أو تهبط في مطار بيروت. وعليه، هل يمكن الاكتفاء ببيانات الشجب وإبلاغ الأمم المتحدة بالخروقات الإسرائيلية، كما جرت العادة؟ أم صار واجباً البحث جدياً في استراتيجية تمنع إسرائيل من «التنزه» في لبنان؟

وأضافت الصحيفة أن "بحره وجوّه مستباحان من العدو الإسرائيلي، الذي تسرح طائراته وتمرح في الأجواء اللبنانية، من دون أن يُسمع صوت يطالب الدولة بأن تتولى مسؤوليتها بالدفاع عن سيادتها، أو على الأقل السعي إلى تخطي الحظر الغربي الذي يمنع لبنان من الحصول على أسلحة دفاعية من روسيا أو من غيرها من الدول الصديقة.
ذلك أمر اعتاده اللبنانيون، لكن أول من أمس كادت الكارثة تقع فوق سماء لبنان. ثلاث طائرات مدنية احتمت بها الطائرات الإسرائيلية التي أطلقت صلية من الصواريخ من فوق لبنان باتجاه أهداف قرب دمشق. وقد أشارت مصادر مسؤولة إلى أن الاعتداء الإسرائيلي شكّل خطراً على طائرة تركية كانت قد أقلعت للتوّ من مطار بيروت، وكذلك على طائرتين: لبنانية وإنكليزية، كانتا تتجهان إلى المطار عينه".

وتابعت الصحيفة تقول: وعلى الأثر، أجرى وزير الأشغال يوسف فنيانوس، اتصالاً بالرئيس سعد الحريري، وضعه خلاله في وقائع ما جرى، مشيراً إلى أن لبنان نجا بأعجوبة من كارثة إنسانية كادت تصيب ركاب طائرتين مدنيتين في الأجواء اللبنانية أثناء استباحة الطيران الإسرائيلي المعادي للأجواء اللبنانية في عدوانها على جنوب دمشق. وكان اتفاق على أن يتقدم لبنان بشكوى عاجلة إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل وأخذ القرار الذي يحمي لبنان ومدنييه. وبالفعل، أعطى وزير الخارجية جبران باسيل تعليماته لمندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة، لتقديم شكوى أمام مجلس الأمن «بالخروقات الإسرائيلية الخطيرة التي تهدد الاستقرار في المنطقة والتي شكلت خطراً على حركة الطائرات المدنية، وكادت تسبب كارثة جوية كبيرة».

كذلك أدانت وزارة الخارجية، في بيان، الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت سوريا، مؤكدة حقها في الدفاع المشروع عن أرضها وسيادتها، ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى إدانة هذه الغارات واستعمال الطائرات الإسرائيلية الأجواء اللبنانية لشنّ هجمات على دولة شقيقة، في خرق واضح للقرار 1701.
وإذا كان ركاب الطائرات المدنية الثلاث قد نجَوا بأعجوبة هذه المرة، فمن يضمن تجنّب الكارثة في مرات لاحقة؟ ومن يردع إسرائيل عن الاستمرار في تعريض اللبنانيين والملاحة الجوية للخطر، في ظل الصمت الدولي عن خرق القرار 1701؟ وإلى متى ستبقى الدولة اللبنانية مصرّة على دفن رأسها في الرمال، مكتفية بتعداد الخروقات وإبلاغ الأمم المتحدة بها؟ وكيف سينفذ «القرار الذي يحمي لبنان ومدنييه»، والذي أشار فنيانونس إلى أنه تمّ الاتفاق بشأنه مع الحريري؟
الأخطر أن الكارثة التي نجا لبنان منها هذه المرة تبقى ممكنة الحدوث ما دام الطيران الإسرائيلي يستبيح الأجواء اللبنانية. وهذا يعني أن المطلوب أكثر من بيانات استنكار، خاصة أن حادثة إسقاط الدفاعات السورية لطائرة الروسية احتمت بها طائرة إسرائيلية كانت تغير على سوريا، لا تزال حاضرة في الأذهان.

في المسار الحكومي، لم يحصل أي تقدم منذ فرط عقد التأليف في نهاية الأسبوع الماضي. وإذا كانت الأعياد قد أتت لتبرّر زيادة الفتور، فإنه يُتوقع ألّا تحمل فترة ما بعد الأعياد أي جديد في الملف، الذي لم يعد عالقاً على موافقة الرئيس سعد الحريري على تمثيل النواب السُّنة المستقلين أو على الاسم الذي يمكن أن يمثّل هذه الكتلة، بل تحوّل الأمر إلى صراع غير معلن على الثلث المعطل، الذي يعتبره الوزير جبران باسيل حقاً لكتلة لبنان القوي.

النواب نقلوا عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، تأكيده أنه «كان يجب أن تتشكل الحكومة قبل عيد الفطر المبارك، ولكن للأسف لم تتألف حتى الآن، ولا أريد أن أحمّل طرفاً معيناً مسؤولية ذلك». وقال: «لا حل إلا بالدولة المدنية»، مؤكداً أن «كل المصائب التي نعانيها ناجمة عن الطائفية والمذهبية اللتين تستشريان أكثر فأكثر».


"البناء": ثلثان معطّلان للحكومة يتنافسان... على حساب حقوق "الثامن من آذار"

أما صحيفة "البناء" أخذت تقول: فيما أراد الرئيس الأميركي تعويض صورة الانكفاء التي حملها قرار الانسحاب من سورية عبر زيارة الأعياد للقوات الأميركية في العراق وإطلاق مواقف تثير الغبار حول مواصلة الدور الأميركي العسكري، حاول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو طمأنة الداخل «الإسرائيلي» بأنّ شيئاً لم يتغيّر مع الانسحاب الأميركي لجهة قدرة «إسرائيل» على مواصلة الغارات على سورية وعزمها على ذلك، فكان العدوان الجديد الذي رافقته جملة من الإشارات الفاضحة للعجز «الإسرائيلي»، فالطائرات التي أغارت على سورية لم تتجرّأ على دخول أجوائها رغم كونها من الجيل الأشدّ حداثة لطائرات الـ«أف 35» واستخدامها للجيل الأشدّ ذكاء بين الصواريخ الـ«جي بي 39»، واستخدام الأجواء اللبنانية جاء مصحوباً بخدعة كادت تتسبّب بكارثة بحق المدنيين، عبر التلطي وراء طائرتين مدنيتين فوق الأجواء اللبنانية لتفادي صواريخ الدفاع الجوي السوري، التي نجحت رغم الخديعة بإسقاط صواريخ الغارات، ولاحقت الطائرات المغيرة في سماء الجولان المحتلّ.

الروايات «الإسرائيلية المسرّبة» عبر «الواشنطن بوست» و»النيوزويك» الأميركيتين و»الجيروزاليم بوست» الإسرائيلية حاولت التحدّث عن عمل استخباري كبير يرتبط مرة بمحاولة اغتيال للجنرال قاسم سليماني ومرة بملاحقة قياديين كبار من حزب الله، لكنها تكشفت كلها عن مجموعة أكاذيب تشبه حملة الأنفاق على الحدود مع لبنان وتظهر حجم الضعف الذي يصيب كيان الاحتلال عشية دخوله الاستعداد للسباق الانتخابي، الذي يحتاج فيه نتنياهو إعادة إنتاج صورته كزعيم وحيد لكيان الاحتلال للفوز بكتلة وازنة تريحه في تشكيل الحكومة المقبلة.

موقع ديبكا فايل الذي تشرف عليه المخابرات «الإسرائيلية»، نقل كما موقع صحيفة «معاريف» والقناة الثانية، تحليلات ومعلومات تحدثت عن خطأ في التقدير قد يضع «إسرائيل» أمام حالة حرب غير محسوبة، وعن صواريخ سورية أرض أرض سقطت قرب حيفا وأشعلت حرائق لم يعلن عنها، وعن نجاح الجيش السوري بالمزاوجة بين الصواريخ الحديثة والقديمة لتوليف دفاع جوي فعّال، وعن مناخات سلبية في العلاقات مع موسكو لم تنجح محاولات ترميمها، ولا زالت تحول دون قدرة «إسرائيل» على الحركة في الأجواء السورية.

الأبرز هو الكلام «الإسرائيلي» عن صاروخ سوري حديث أربك جيش الاحتلال، قالت القناة العاشرة إنه صاروخ دفاع جوي قام بتفجير نفسه قبل أن تطاله صواريخ دفاعية إسرائيلية، وقال موقع ديبكا إنه صاروخ أرض أرض أصاب أهدافاً قرب حيفا، وتحدّث المعلّقون الإسرائيليون العسكريون عن كونه لغزاً محيّراً للقيادة العسكرية الإسرائيلية يؤخذ على محمل الجدّ.

لبنانياً، يطوي العام نهاياته بانتظار العام الجديد ولبنان بلا حكومة، حيث تمسّك فريق الرابع عشر من آذار وفريق رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر بالثلث المعطل، يجعل الحصة المتاحة لفريق الثامن من آذار سبعة وزراء فقط، هم الوزراء الشيعة الستة ووزير تيار المردة، ويصير المعروض على قوى الثامن من آذار الاختيار بين وزير ينتمي شكلاً لفريقهم ويكون فعلياً مكملاً لأحد الثلثين المعطلين لكلّ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.

فريق الرابع عشر من آذار، وفقاً لمصدر في قوى الثامن من آذار نجح في البقاء بعيداً عن الأضواء وإشعال فتيل أزمة بين قوى الثامن من آذار وفريق رئيس الجمهورية، بعدما ظهر تمسّك فريق رئيس الجمهورية بالثلث المعطل سبباً لتعطيل التسوية التي قامت أصلاً على ترك حصة قوى الرابع عشر من آذار تنعم بالثلث المعطل، ومعه مقعد رئيس الحكومة، وحصة الطائفة التي يفترض أن يتمثل من ضمنها اللقاء التشاوري تقع بالكامل تحت سيطرة رئيس الحكومة، وبدا أنّ فريقي رئيس الجمهورية والثامن من آذار يتهرّبان من مطالبة رئيس الحكومة بتقديم الحق لأصحابه ويتغاضيان عن امتلاكه الثلث المعطل ويتلهّيان بتقاذف الاتهامات بينما رئيس الحكومة وفريقه ينامان على حرير ثلثهم المعطل وعطلة الأعياد والتفرّج على صفحات التواصل حيث الحرب الدائرة بين فريقي رئيس الجمهورية والثامن من آذار.

إقرأ المزيد في: لبنان